صحافة دولية » أخبار ومقالات من صحف ومجلات ومواقع أجنبية

- صحيفة 'الغارديان'
تقسيم الغنائم يغير مسار الثورة السورية/ 'بي بي سي'

نشرت صحيفة 'الغارديان' في صفحتها الرئيسة مقابلات أجراها مراسلها من مدينة حلب السورية مع مسلحين وقادة بالمعارضة السورية المسلحة. وتقول الصحيفة إن أعمال السلب والنهب أصبحت الشغل الشاغل لبعض وحدات المعارضة المسلحة في مدن عدة، خصوصا في حلب، ما جعل الثورة في سوريا تأخذ منحى جديدا حيث تحولت إلى صراع بين مجموعات المعارضة المسلحة 'لتقسيم غنائم الحرب'. ونقلت الغارديان عن شخص يدعى 'النقيب حسام' قالت إنه أحد قادة مجلس حلب العسكري أن عدد من مسلحي المعارضة قتلوا أثناء تقسيم الغنائم وعمليات النهب حيث لم يتبق متجر واحد أو مخزن حكومي في المدينة إلا وتم نهبه على حد قوله.  وقال قائد آخر بالمعارضة في البداية كانت وحدات المعارضة المسلحة على قلب رجل واحد أما الآن فقد انقسمت تلك الوحدات بين تلك التي تحارب في سبيل الثورة وأخرى تقاتل بعضها البعض من أجل 'تقسيم غنائم الحرب.' وأضاف بعض أعضاء تلك الوحدات استخدموا عمليات السلب للانتقام من أهالي حلب الذي يعمل معظمهم في التجارة ولم يدعموا المعارضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد للحفاظ على مكاسبهم بحسب قوله.


- صحيفة 'نيويورك تايمز'
معركة حلب تبحث عن الحسم/ 'الجزيرة'
  
قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' إنه وبعد ستة أشهر من القتال للفوز بثاني أهم مدينة سورية بعد العاصمة دمشق، يبدو الإرهاق وقلة الحيلة وعدم القدرة على الحسم على كلا الطرفين المتنازعين. وإذا بدأنا بالمعارضة السورية المسلحة، سنجد أنها لا تزال تفتقر إلى المعدات القادرة على مواجهة أسلحة جيش النظام، ولا تزال تقاتل بأسلحة المليشيات المسلحة كالبنادق الآلية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، كما أن هناك مؤشرات على احتمال تورطها ببعض الخروق لحقوق الإنسان. ولكن إذا نظرنا إلى النظام السوري -تقول الصحيفة- سنجد أن القتال الدائر أظهر بجلاء افتقاره للحسابات الصحيحة، ورغم البيانات والتصريحات النارية وتفوق العدة العسكرية على الأرض، فإن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يفتقر وبوضوح إلى القاعدة الشعبية والقدرة على الحسم في الميدان ووقف التقدم البطيء لقوات المعارضة. وقالت الصحيفة أن الشائعات والأقاويل عن خطط الأسد تملأ الشارع السوري، وتثار التساؤلات بشأنه ليل نهار، هل سيغادر العاصمة أم سيموت خلف أسوار قصره؟ من جهة أخرى، تطغى على المعارضة السورية المسلحة نبرة الثقة المتزايدة بالنفس.

وتنقل الصحيفة عن عبد الجبار العقيدي -الضابط السابق في الجيش العربي السوري- قوله 'نحرز اليوم تقدما جيدا. تقريبا، جميع القواعد العسكرية ووحدات قوات النظام في حلب محاصرة'. وأكملت الصحيفة بأن الوحدات السورية النظامية في حلب أصبحت معزولة عن العاصمة ولا يوجد اتصال بين الجهتين. وتعاني تلك الوحدات من نقص في الإمدادات في مواجهة هجمات متكررة لقوات المعارضة المسلحة من جميع الجهات. ومن الأخطاء التي تقول الصحيفة إن النظام السوري ارتكبها، هي سياسة العقاب الجماعي وقصف المناطق بشكل عشوائي، الأمر الذي لم يكسب النظام سوى غضب الجمهور واستحقاره لذلك الأسلوب في التعامل مع معارضي النظام. ونقلت الصحيفة عن الناشط ممتاز محمد قوله إن قوات النظام تتبع أسلوب العقاب والقتل الجماعي، بحيث تطلق المدفعية عدة قذائف على المناطق السكنية، ثم تنتظر دقائق ليتجمع الناس حول المكان وتقوم بإطلاق المزيد من القذائف على نفس المكان لإيقاع أكبر عدد من القتلى. وقال محمد 'بعض الأحيان لا نخرج بعد الجولة الأولى من القصف، لأننا نعلم أن المزيد من القذائف ستأتي بعد دقائق. لقد قتل الكثير من الناس بسبب هذا التكتيك'.

اليوم لم تعد قوات النظام قادرة على التجول بحرية في مدينة حلب، وتتقوقع في الجزء الغربي والجنوبي من المدينة فقط، أما مطار المدينة الدولي، فتسيطر عليه قوات النظام سيطرة هشة، حيث يقول المعارضون إنهم يحيطون بأسوار المطار ونصبوا حوله العديد من الصواريخ المضادة للطائرات. وحتى القوات الجوية النظامية لم تعد تتمتع بتلك السيطرة على سماء المدينة كما كان الحال في الصيف الماضي، فهدير الطائرات المروحية العسكرية الروسية الصنع أصبح نادرا ما يسمع، والطائرات المقاتلة النفاثة تحوم على ارتفاعات شاهقة وتطلق باستمرار كتل اللهب التمويهية وهي إشارة على أن الطيارين يخشون صواريخ المعارضة المسلحة أرض جو التي تتتبع حرارة محركات الطائرات النفاثة. وتعود الصحيفة لتشير إلى أنه رغم المكاسب التي حققها الثوار في سوريا، فإن هناك انتكاسات أيضا وتساؤلات تبقى بدون إجابة بشأن مستقبل سوريا. ومن الانتكاسات التي تعرضت لها المعارضة المسلحة -حسب قول الصحيفة- خسارتهم لقاعدة هنانو العسكرية نتيجة فشلهم في تأمينها بعد انتزاعها من قبضة قوات النظام. من جهة أخرى، سرت في الشهور الماضية أقاويل عن قيام بعض مقاتلي المعارضة السورية المسلحة بإعدامات جزافية وانتقامية بحق عناصر من قوات النظام، وهذه الممارسات لها أثر سلبي في أرض المعركة على الثوار. فقد ألقت تلك الأخبار الرعب بنفوس مقاتلي قوات النظام، وأصبحوا متشبثين بمواقعهم حتى لو كلفهم ذلك حياتهم، حيث أصبحوا -من وجهة نظرهم- بين خيارين إما القتال حتى الموت في مواضعهم أو الوقوع في الأسر والتعرض للقتل.


- 'نيويورك تايمز'
إشارات لرغبة إيران بحل لملفها النووي/ 'الجزيرة'
 
نقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' عن محللين اعتقادهم بأن إبطاء إيران لعمليات تخصيب اليورانيوم، قد يكون إشارة على رغبة هذا البلد بالتوصل إلى حل سياسي لملفه النووي، ورغبته في تفادي المواجهة مع الغرب في المستقبل القريب على الأقل. وقد برزت الأدلة على ذلك الصيف الماضي، عندما قام الإيرانيون بنقل جزء من اليورانيوم المتوسط التخصيب إلى مفاعل بحثي صغير، ووضعوه بطريقة يصعب معها استخدامه في صنع سلاح نووي. وعبّر مسؤول أميركي عن اعتقاده بأن الخطوة الإيرانية تشير إلى رغبتها في كسب مزيد من الوقت للتوصل إلى حل للأزمة ملفها النووي. وقال المسؤول الأميركي 'علينا أن نفترض أن الخطوة الإيرانية محسوبة بدقة، لأن كل ما يفعله الإيرانيون في المفاوضات يكون محسوبا بدقة'. وقد عزّزت تصريحات باراك الاعتقاد برغبة إيران بالتهدئة، حيث قال في تشرين الأول إنه أصبح بإمكان إسرائيل أن تضع جانبا خططها لضرب إيران، أو تأجيلها على الأقل إلى ربيع أو صيف عام 2013. إلا أن الصحيفة عادت وأشارت إلى أن البيت الأبيض لا يزال حذرا من التوصل إلى استنتاج نهائي بشأن النوايا الإيرانية. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنه من الصعب بمكان الجزم برغبة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في التوصل إلى اتفاق لحل ملف بلاده النووي. واستذكر مسؤول آخر عرض إدارة أوباما لبدء محادثات أميركية إيرانية مباشرة، وجاء العرض خلال حملة أوباما الانتخابية الماضية، وقال المسؤول إن الإيرانيين لم يردوا على العرض، بينما قال مسؤول آخر 'لم يكن الأمر أنهم قالوا نعم أو لا. لم يقولوا شيئا'. وقالت الصحيفة إن هناك تعطشا في الدوائر الغربية لمعرفة السبب الحقيقي وراء تراجع الإيرانيين عن المضي في تخصيب اليورانيوم، خاصة وأن تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية تؤكد أن الإيرانيين حولوا جزءا كبيرا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% -الذي يمكن استخدامه في سلاح نووي خلال فترة بسيطة- إلى مسحوق أكسيدي يستخدم في مفاعل صغير قرب طهران. وكانت إيران قد عبرت عن استيائها من رفض الغرب بيعها وقودا لمفاعل نووي أميركي يعود إلى عهد الشاه محمد رضا بهلوي ويستخدم للأغراض الطبية. ونتيجة لذلك فقد قررت إيران أن تصنّع الوقود بنفسها، ورغم أنها تمتلك اليوم وقودا كافيا لتشغيل ذلك المفاعل لعشر سنوات قادمة فإنها لا تزال تصنع المزيد، الأمر الذي أقلق الغرب من النوايا الإيرانية. ونقلت الصحيفة عن أولي هينونين -الرئيس السابق لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية- قوله عن إبطاء إيران عمليات تخصيب اليورانيوم 'إنها خطوة للتهدئة، ومنع الأمور من الوصول إلى درجة الغليان'. من جهة أخرى، يرى البعض أن الخطوة الإيرانية قد تعتبر أول الثمار التي يقطفها الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة من الحصار الذي فرضه على إيران، ونقلت الصحيفة عن راي تاكييه، المتخصص بالشؤون الإيرانية في مجلس العلاقات الخارجية 'إن سياسة العقوبات التي اتبعتها الولايات المتحدة في العقد الماضي تؤتي أكلها اليوم'. لكن بعض المسؤولين العرب حذروا من أن تأثير العقوبات على إيران لدرجة تجبرها على تغيير موقفها قد يتطلب ثلاث سنوات، ونقلت الصحيفة عن مسؤول عربي قوله 'المشكلة أنه لا يمكننا الانتظار لثلاث سنين'. كما أشارت الصحيفة إلى اعتقاد بضرورة عدم الإفراط في التفاؤل، وأن الخطوة الإيرانية بإبطاء تخصيب اليورانيوم قد تكون خطوة تكتيكية قصيرة المدى ليس إلا.


- مجلة 'إيكونومست'
أوباما فشل بتجنب مشاكل الشرق الأوسط/ 'الجزيرة'
  
اعتبرت مجلة 'إيكونومست' أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان يسعى في ولايته الرئاسية الأولى إلى تحقيق هدفين رئيسيين في الشرق الأوسط، أولهما أن تكون بلاده أكثر قبولا في المنطقة عبر إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي والحيلولة دون حصول إيران على السلاح النووي، وثانيهما الانسحاب من المنطقة عبر التقليل من الاعتماد على نفطها وهو ما يعني ارتباطا أقل بين أميركا وحلفائها من دول الخليج. لكن تقرير المجلة يرى أن أوباما لم ينجح في تحقيق أي من هذين الهدفين، ولا يبدو الأمر كذلك في مستهل ولايته الثانية التي بدأها بزيارة منطقة جنوب شرق آسيا حيث وجده نفسه وإدارته سريعا مجبرتين على التحرك لمنع إسرائيل من شن حرب برية على قطاع غزة، لتعود مرة أخرى صورة أميركا إلى الأذهان وهي أنها وسيط للسلام غير مقبول. لقد حاول أوباما -تقول إيكونومست- خلال السنة والنصف سنة الأولى من ولايته الأولى حل المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية، وحصل على جائزة نوبل للسلام كونه أخبر العرب والمسلمين أن أميركا صديقة لهم وحظي بالثناء على ذلك ولكنه أغفل توجيه 'كلمات  لطيفة' نحو إسرائيل ولم يقم بزيارتها ليعرض عليها خطته للسلام. وكانت النتيجة أنه بات مكروها من الإسرائيليين أكثر من أي رئيس أميركي في العصر الحديث، كما أن مشاعر الود من قبل الفلسطينيين وغيرهم من العرب اضمحلت هي  الأخرى كذلك. خلال السنتين الأخيرتين، كانت عملية السلام ميتة بالرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعترف رسميا لأول مرة أنه يقبل بحل الدولتين، وفشل أوباما في تحفيزه للقيام بخطوات حقيقية. بدوره، فقد نتنياهو الاهتمام بموضوع السلام إن كان له أصلا أي اهتمام، ناهيك عن أن الرجلين يكنان الكره لبعضهما, ومن المتوقع أن يشكل نتنياهو بعد الانتخابات القادمة حكومة أكثر تطرفا تتبنى سياسة تل أبيب المحصنة أكثر من تقديم تنازلات في الأراضي وغيرها للفلسطينيين.

في الجهة المقابلة، وصف الجمهوريون أوباما بالسذاجة حينما تعاطف مع إسلاميين ليسوا أصدقاء لأميركا وهم أعداء ألداء لإسرائيل. على أن حسابات الإدارة الأميركية تبدو أكثر 'حساسية' فيما يتعلق بالتعامل مع الملف السوري وما يرافقه من قضايا وعلى رأسها التدخل العسكري، وهنا يتأرجح الأمر بين خيارين: تقديم السلاح مباشرة للثوار من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد أو إيجاد منطقة حظر طيران على الجزء الشمالي الغربي من سوريا على الأقل حيث يسيطر الثوار على مساحات من الأراضي. وعوض فرض منطقة حظر الطيران، فضل أوباما البديل وهو الاستجابة لمطالب تركيا بنشر بطاريات من صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا الأمر الذي من شأنه الحيلولة دون تحليق المقاتلات السورية بالقرب من المناطق المحررة وبذلك يكون أوجد منطقة حظر طيران صغيرة. لا يستطيع أوباما الوقوف مكتوف اليدين تجاه إيران، فهو لن يقبل أن يكون الرئيس الأميركي الأول الذي يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي كما يقول أحد الخبراء في المنطقة. ويرى بعض المحللين أن أوباما سيتحدث مباشرة إلى الإيرانيين خارج إطار المفاوضات حول البرنامج النووي، لكن الصعوبة تتمثل في أنه لا يقبل حتى امتلاك إيران قدرات أقل من مرحلة امتلاك القنبلة الذرية, وفي هذا السياق يقول دبلوماسي رفيع 'إن الاحتواء غير مطروح على الطاولة'. وفي هذا السياق يعتقد جورج بوركفيش من مؤسسة كارنيغي الدولية للسلام في واشنطن أن أوباما سيعمل على إنجاز اتفاقية تسوية نووية إذا ما وافق الإيرانيون على ذلك ، ولكنه يستدرك قائلا إن الإيرانيين لن يقبلوا بتسوية تحول بينهم وبين الحصول على قدرات لصناعة القنبلة النووية. لكن المهمة لن تكون سهلة، وهذا ما يستشف من تصريحات من قبيل ما أدلى به أحد المحافظين الجدد ممن عمل نائبا لرئيس مجلس الأمن القومي في عهد جورج بوش الابن بأن 'أوباما واقع بين الرهان على الإيرانيين وبين تحاشيه خوض حرب ولن يوافق الجمهوريون على أية  تسوية من هذا القبيل'. في المحصلة، لقد حاول أوباما في ولايته الأولى النأي بنفسه عن المنطقة، لكنه تورط فيها ولم ينجح في كلتا الحالتين.


- صحيفة 'الإندبندنت'
الشلال يؤكد استخدام الكيميائي بحمص/ 'الجزيرة'
  
أكد قائد الشرطة العسكرية السوري المنشق اللواء عبد العزيز جاسم الشلال القول باستخدام قوات الرئيس بشار الأسد أسلحة كيميائية في هجمات شنتها ضد حي يسيطر عليه الثوار بمدينة حمص. وقالت صحيفة 'الإندبندنت' أن الشلال أفاد بأن قوات الأسد شنت بالفعل هجمات كيميائية في حمص، وذلك باستخدام غازات مثيرة للأعصاب، مضيفة أن قائد الشرطة العسكرية الذي يمثل أكبر الرتب العسكرية التي تنشق عن الأسد وتنضم للثوار اتهم قوات الأسد باستهداف المدنيين الأبرياء في الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ 22 شهرا. واتهم اللواء الشلال المنشق قوات الأسد بتدمير المدن والبلدات السورية وباقتراف مجاز ضد المدنيين الأبرياء الذي ثاروا من أجل الحرية في البلاد، مضيفا أنه كان يتعاون مع الثوار قبل فترة من انشقاقه. وأضافت الصحيفة أن تأكيد اللواء المنشق على أن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيميائية في الهجوم على حمص يشكل أهمية كبيرة لدى الجيش السوري الحر ولدى المعارضة ولدى من يساندهم من الأجانب. وأكد الشلال البارحة صحة التقارير التي أشارت إلى أن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيميائية على شكل غازات مثيرة للأعصاب في الهجوم ضد الثوار في مدينة حمص. ونسبت الصحيفة إلى قناة الجزيرة القول إن سبعة أشخاص لقوا حتفهم بعد استنشاقهم غازات سامة قامت قوات الأسد برشها في حي يسيطر عليه الثوار في مدينة حمص. وأفاد أحد الناشطين السوريين في حمص ويدعى راجي رحمة ربه، في اتصال مع قناة الجزيرة، أنه لا يعرف نوعية الغازات التي تم استخدامها، مضيفا أن طواقم طبية تقول إنه شبيه بغاز السارين.


- صحيفة 'واشنطن بوست'
وحدة أميركية سرية لحماية الشخصيات الهامة/ 'الجزيرة'
  
قالت صحيفة 'واشنطن بوست' إن حادثة الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي ومقتل دبلوماسيين بينهم السفير الأميركي في ليبيا، كشفت هشاشة نظم الأمن المتبعة لحماية الأشخاص والمنشآت الأميركية في الخارج. غير أن نجاح المخابرات المركزية الأميركية 'سي آي أي' في إفشال هجوم ثان مشابه تلك الليلة في بنغازي، قد كشف عن وحدة أمنية سرية شكلت بعيد هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول 2001. وكان اثنان من بين القتلى بالقنصلية ببنغازي من تلك القوة المسماة وحدة الاستجابة الدولية، وهي هيئة وظفت مئات من المقاتلين السابقين بالقوات الخاصة الأميركية ليكونوا حراس شخصيين وجواسيس. وأشارت الصحيفة إلى انتشار عمل هذه الهيئة في بقاع مختلفة من العالم وحيث توجد قوات أو مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى، وإضافة إلى العنصرين اللذين قتلا في بنغازي، هناك ثلاثة قتلوا في أفغانستان لالهجوم الذي نفذه أردني عام 2009، مما يرفع عدد الذين قتلوا من هذه الوحدة إلى خمسة من بين 14 عنصرا من عناصر 'سي آي أي' قتلوا منذ عام 2009. وتعد وحدة الاستجابة الدولية جزءا من جهد 'سي آي أي' لزيادة العناصر المسلحة بين صفوفها بالعشر سنين الأخيرة. وقد ساهمت هذه الوحدة في عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وفي مواجهات عديدة مع إسلاميين مفترضين، نتج عن الكثير منها مقتل مواطنين غير أميركيين، هذا بالإضافة إلى امتلاكها عددا من الطائرات الحربية بدون طيار.

ورأت الصحيفة أن تشكيل هذه الوحدة أدى إلى تبني تقنيات جديدة في العمل التجسسي والاستخباراتي في 'سي آي أي' حيث بدأت تدرس في أكاديمياتها الأمنية مواصفات الحراس الأمنيين والشؤون المتعلقة بهم. وتركز الهيئات الأمنية بالولايات المتحدة على استخدام المتعاقدين بشكل مكثف، والذين يجذبهم عادة الراتب العالي والإجازات الكثيرة التي تصل إلى عدة شهور بالسنة. بالمقابل، يقبل المتعاقدون بالذهاب إلى أماكن تتسم بأخطار الحرب ولا يتمتعون بتأمين على الحياة ولا تأمين صحي. وقالت الصحيفة إن راتب المتعاقد الأمني يصل إلى 140 ألف دولار سنويا تقريبا، ويذهبون في مهمات إلى خارج الولايات المتحدة تتراوح مدتها بين تسعين و120 يوما. ونظرا للإقبال المتزايد على هذه المهنة والطلب العالي عليها كذلك، فإن التعيين يتم أحيانا بصورة شفهية. وتضطلع الوحدة بمهام حماية الشخصيات الأمنية والدبلوماسية بالخارج، لذلك يخضع أفرادها إلى تدريب خاص بحيث لا يلفت وجودهم النظر إلى الشخصية التي يقومون بحمايتها. وقد حصلت الوحدة على ثناء وتقدير عاليين في تقرير أميركي حكومي صدر الأسبوع الماضي لنجاح عناصرها في اقتحام القنصلية الأميركية في بنغازي كما انتشلوا من بين النيران عددا من الدبلوماسيين وقاموا بنقلهم إلى مقر قريب للمخابرات المركزية الأميركية.


- 'معهد واشنطن'
إيران وسياسة خلق الأزمات.. من صدام إلى بشار/ مهدي خلجي

لا شك أن هناك عوامل مشتركة بين البرنامج النووي الإيراني ونظام بشار الأسد في سوريا، حيث يهدف كلاهما إلى تقويض المصالح الغربية في الشرق الأوسط. ولهذا السبب، فإنه بقدر ما يرى آية الله علي خامنئي البرنامج النووي باعتباره أحد أسس الهوية السياسية للجمهورية الإسلامية، فإن موقفه الموالي للأسد حدد موقعه في السياسة الإقليمية لإيران.
 
بروتوكولات المرشد أدى توجه آية الله روح الله الخميني المغامر نحو المنطقة إلى دفع صدام حسين إلى غزو إيران عام 1980 وشن حرب مدمرة استمرت ثمانية أعوام. وفي حوار مع المفكّر الإيراني البارز والأستاذ في جامعة طهران صادق زيبا كلام، قال علي أكبر هاشمي رفسنجاني - نائب رئيس هيئة الأركان المسلحة سابقاً وموضع ثقة الخميني - عن تلك الحرب، بأن الخميني كان سعيداً بغزو صدام حسين لإيران. فقد قال الخميني لرفسنجاني: 'لقد أوقع صدام نفسه في ورطة. فالآن نستطيع أن نحل مشاكل الشرق الأوسط إلى الأبد'. وقد كان تقييم الخميني غير الواقعي لإمكانات إيران العسكرية وعلاقات العراق بالعالمين العربي والغربي قد كلف أمته الملايين من القتلى، كما أنه دمر البنية التحتية لبلده.  وبعد ذلك بعدة سنوات، وفي أعقاب موافقة الخميني على قرار الأمم المتحدة الداعي إلى وقف إطلاق النار، توفي مرشد الثورة، وخلفه في منصبه المرشد الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي. وقد ركز الرئيس المعين حديثاً في ذلك الوقت، أكبر هاشمي رافسنجاني، على إعادة هيكلة البلاد، بينما ركز خامنئي أساساً على إعادة هيكلة إمكانات إيران العسكرية من خلال تعديل المبادئ العسكرية للجمهورية الإسلامية. وكانت المبادئ الجديدة تعتمد على أساسين: البرنامج النووي، والحرب غير النظامية. لقد كانت سياسة إيران ما بعد الحرب تعتمد على تعزيز قواها الناعمة في العديد من الدول الإسلامية من خلال تكتيكات الدعاية العلنية والخفية بالإضافة إلى الأنشطة الخيرية. ففي حالة وقوع كارثة في أي دولة إسلامية أو نشوب نزاع إقليمي، بدءاً من نزاع جمهورية أذربيجان مع أرمينيا عام 1990 حول 'قرة باغ' إلى النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني أو سلسلة النزاعات التي وقعت في أفغانستان خلال تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي، كانت إيران تدعم مالياً وعسكرياً جماعات أو أطرافاً معينة ضد بعضها البعض من دون أن تعترف علانية بذلك. كما لعب استخدام قوات 'القدس' كجناح عملياتي لـ  'الحرس الثوري الإسلامي' خارج إيران دوراً مهماً في تعزيز مصالح الجمهورية الإسلامية في المنطقة وخارج الشرق الأوسط (مثل السودان). وتمثل مبادئ آية الله خامنئي العسكرية جزءاً من رؤيته بأن إيران لا يمكنها تحمل مواجهة عسكرية أخرى داخل أراضيها. فقد كان واعياً تماماً بالضعف النسبي لقدرات إيران في الحرب التقليدية، بالإضافة إلى الكلفة السياسية للحرب بالنسبة للجمهورية الإسلامية. وكانت نهاية الحرب الإيرانية - العراقية بداية لتحول مجتمعي وأيديولوجي. فقد تم استبدال القيم الثورية بقيم أكثر تجارية، إلى جانب الفساد الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي.

وظاهرياً تبنت الحكومة الإيرانية العديد من السياسات التي كانت مرفوضة في العقد الأول ما بعد الثورة، نظراً لتبنيها من قبل الشاه أو لأنها كانت تمثل النماذج الغربية للتنمية الاقتصادية. وثارت شكوك عميقة حول الشرعية السياسية لرجال الدين ونظرية 'ولاية الفقيه' إلا أنها اختفت تدريجياً. فقد مهد جيل الحرب الطريق أمام قيام جيل يشمئز من الحرب ويبتعد عن السياسة وينأى بنفسه عن المثالية. ومن الناحية الأيديولوجية دمرت تلك الحرب الثورة الإيرانية. ويُعد وصف إيران لكل من أمريكا وإسرائيل بأنهما عدوتان، تعبيراً عن ميلها لصنع أعداء بدلاً من العثور على الأصدقاء. فعلاقة إيران بجيرانها العرب والقوى الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية ومصر هي علاقة إشكالية. كما أن علاقتها بكل من أفغانستان وباكستان هي علاقة معقدة أيضاً. وكانت علاقة طهران بجمهورية أذربيجان غير متوازنة مع الأخذ في الاعتبار الخلفية التاريخية لتأييدها لأرمينيا خلال التسعينيات. وعلى الرغم من أن هناك تعاوناً بين إيران وروسيا، إلا انه يبدو أن الأخيرة تنظر إلى طهران باعتبارها قوة ضد الغرب أكثر من كونها شريكاً استراتيجياً. وساعدت سياسة إيران الخارجية خلال العقود الثلاثة الماضية على عزل نفسها بدلاً من بناء الثقة بينها وبين القوى الإقليمية. وتمثل سوريا استثناءاً لذلك، حيث لها أهمية كبرى بالنسبة لإيران. وتستخدم الجمهورية الإسلامية أداتين لتعزيز سلطتها كقوة عظمى في الشرق الأوسط: أولاً: القوى الناعمة والتي تتضمن استخدام إيران لوسائل الإعلام والشبكات الدينية مثل نشر الأيديولوجيا الإسلامية الشيعية وتعزيز المكانة الدينية لخامنئي. ثانياً: يعمل النظام الإيراني على تكوين شبكات من الموالين، وتأسيس علاقات مع العديد من الجماعات الإسلامية سواء كانت مسلحة أم لا. ويمكن رصد العديد من تلك الجماعات عند قبلوها دعوة الجمهورية الإسلامية بالسفر إلى إيران لحضور احتفالات ذكرى الثورة أو الفعاليات السنوية لإحياء ذكرى وفاة آية الله الخميني. وكل عام، يسافر أكثر من عشرة آلاف مسلم من جماعات إسلامية متنوعة إلى طهران لتعزيز علاقاتهم المنهجية بالجمهورية الإسلامية، حيث يجند آية الله خامنئي المسلمين - تحت مزاعم الدراسة - للانضمام إلى أجندته الأيديولوجية. فعلى سبيل المثال، تعمل 'جامعة المصطفى الدولية' في 'قم' كمركز ضخم للتدريب الأيديولوجي للمسلمين وإقامة جسور الصلة بين الجماعات الإسلامية المختلفة في جميع أنحاء العالم. وللجامعة عشرات من الفروع خارج إيران، كما يدرس فيها عدة آلاف من الطلاب الأجانب.

تحالفات تكتيكية من المذهل أنه على الرغم من سياسات الجمهورية الإسلامية المحلية المناهضة للسنة، لم يكن لدى إيران مشكلة في إقامة تحالفات استراتيجية وتكتيكية مع المنظمات السنية طالما تهدد هذه مصالح الغرب أو إسرائيل. ويمثل تعاون إيران مع تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في بعض الفترات نموذجاً واضحاً حول الكيفية التي يمكن بموجبها أن يتحد حزبان يكرهان بعضهما البعض ويعتمدان أيدولوجيات متباينة للغاية في مواجهة عدو مشترك. والمثال الثاني هو &laqascii117o;الإخوان المسلمون"، أكبر تنظيم سني في العالم، الذي له أيضاً خلافات أيديولوجية مع الجمهورية الإسلامية. فلم يرحب فقط &laqascii117o;الإخوان المسلمون" بظهور الجمهورية الإسلامية في إيران في أعقاب ثورة 1979، بل أن إيران أيضاً احتفت بحماس بالغ بصعود &laqascii117o;الإخوان المسلمين" إلى السلطة في مصر. فإذا كان &laqascii117o;الإخوان المسلمون" ينظرون إلى ظهور الجمهورية الإسلامية عام 1979 باعتبارها نصراً لرؤيتهم، وكونها أول حكومة إسلامية منذ انهيار الخلافة العثمانية، فإن إيران تنظر أيضاً إلى تصدير &laqascii117o;الإخوان المسلمين" للثورة باعتباره نجاحاً. ويكره آية الله خامنئي تعبير 'الربيع العربي'، لأنه يشير إلى أن الانتفاضات العربية الأخيرة تنبع من رغبة العرب في تأسيس حكومات ديمقراطية بدلاً من الحكومات الاستبدادية. ويستخدم المرشد الأعلى تعبيراً آخر للإشارة إلى تلك التطورات ألا وهو: 'الصحوة الإسلامية'، حيث إنه يقلل من شأن الطبيعة العربية لتلك الحركات وينفي بالتالي مصطلح 'الديمقراطية'. ويصور خامنئي تلك الحركات باعتبارها تطلعات إسلامية من أجل تأسيس حكومات إسلامية. ومن الواضح أنه يعتقد أيضاً أنه نظراً لقيام حكومات، مثل الحكومة المصرية الجديدة، بتطبيق الشريعة ومعاداة الولايات المتحدة وإسرائيل، فلذلك يزعم أن حركاتها كانت مستوحاة من الثورة الإيرانية ومتأثرة بسياستها وأيديولوجيتها. وقد اعتبرت إيران المظاهرات الأخيرة في الدول الإسلامية والهجمات على السفارات الأمريكية دليلاً على أن مناهضة الولايات المتحدة هي إحدى الخصائص الأصيلة للصحوة الإسلامية. ويمكن أن تمثل الانتفاضات في الدول العربية تجربة طيبة بالنسبة للجمهورية الإسلامية إذا لا يتم إدخال سوريا في المعادلة. لقد أصبحت سوريا الحليف الاستراتيجي الوحيد للجمهورية الإسلامية خلال العقود الثلاثة الماضية. فسوريا قد مكنت إيران من أن تصبح التهديد الأكثر خطراً على إسرائيل. كما أن التهديدات الإيرانية لإسرائيل والولايات المتحدة قد أصبحت أساساً لسياسة إيران الخارجية. فوفقاً للمبادئ العسكرية لإيران، التي تصر على أن تتجنب الجمهورية الإسلامية المواجهة العسكرية مع أعدائها، ما زالت الحرب غير النظامية تشكل أولى أولويات إيران، وبالتالي تصبح سوريا هي الفناء الخلفي الذي تدير فيه طهران كلاً من حربها الناعمة وحربها بالوكالة ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

وبقدر ما يرى آية الله خامنئي الانتفاضات الشعبية في تونس، وليبيا، ومصر، واليمن كتجسيد أصيل لكراهية الناس للدكتاتورية والفقر، فإنه يعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة هما اللتان تثيران الانتفاضة الشعبية السورية من أجل إضعاف الجبهة المناهضة لإسرائيل في الشرق الأوسط، ومن ثم، الجمهورية الإسلامية. وبمعنى آخر، إذا ما أسفرت الأزمة السورية عن انهيار نظام الأسد، فبالنسبة لخامنئي إن ذلك قد يؤدي إلى شن هجوم عسكري ضد إيران تقوده إسرائيل أو الولايات المتحدة. إن سقوط الأسد بالتزامن مع وقوع هجوم على المنشآت النووية الإيرانية يمكن أن يؤدي إلى خسارة إيران لعاملي قوتها، بما يعني أن عليها تعزيز سياستها الخارجية على نحو يضمن تفوقها في المنطقة، وأن تبدو خطرة بالنسبة لإسرائيل والغرب. وعلى نحو منفصل، لا يمكن مقارنة خسارة الأسد بفقدان إيران لبرنامجها النووي. ولذلك، يؤمن خامنئي بأن إيران يجب أن تؤيد الانتفاضات العربية في البلدان الأخرى بالإضافة إلى مقاومتها للجهود المناهضة للأسد في سوريا، ومساعدة الأسد على قمع المعارضة التي يعتقد أنها بتمويل من الغرب وإسرائيل. إن مقتل السفير الأميركي وثلاثة دبلوماسيين أمريكيين آخرين في ليبيا ربما ثبط من عزم الحكومات الغربية التي كانت تفكر في التدخل في سوريا. وليس هناك شك بأن إيران كانت سعيدة بأن ترى فيلماً بدائياً مناهضاً للإسلام أدى إلى دفع الإسلاميين في العالم العربي إلى النزول إلى الشوارع للإعراب عن موقفهم المناهض للولايات المتحدة. وترى إيران ذلك فرصة لتشتيت الانتباه عن كل من برنامجها النووي والأزمة السورية. فقد نشرت صحيفة 'كيهان'، المعروفة بأنها لسان حال آية الله خامنئي، في عددها الصادر في السادس عشر من أيلول بأنه: 'يجب اتخاذ إجراءين: أولاً، عقاب كل من تورطوا في إهانة المبادئ الدينية المقدسة، وثانياً، متابعة تلك القضية من خلال الإجراءات القانونية'. وبمعنى آخر تطالب 'كيهان' الإسلاميين باستئناف عملهم في قتل كل من تبنى موقفاً مناهضاً للإسلام. وفي الوقت نفسه، فإن المؤسسة الدينية الإيرانية الحكومية &laqascii117o;15 خورداد" التي تخضع مباشرة لإشراف خامنئي، قد رفعت مكافأة قتل سلمان رشدي بنحو 500 ألف دولار، وأعلنت أنه ما دامت فتوى الخميني ضد سلمان رشدي لم تنفذ حتى الآن، فسوف تستمر الإهانات الموجهة للإسلام. وسوف تدفع المؤسسة الآن 3 ملايين و300 ألف دولار لأي شخص يقتل الكاتب البريطاني ومؤلف رواية 'آيات شيطانية' أو يقدم معلومات تؤدي إلى موته.

تصدير العنف يعد نشر العنف وتصديره من الأدوات العريقة في بروتوكولات الجمهورية الإسلامية لإدارة الأزمة. ففي 14 شباط 1989، أصدر آية الله الخميني فتوى بقتل الروائي سلمان رشدي. ويؤمن العديد من المحللين بأن السبب الرئيسي في إصدار تلك الفتوى، التي يُزعم أنها صدرت لحماية الإسلام، هو إدارة العديد من الأزمات التي كان يواجهها الخميني خلال شهوره الأخيرة. فقد اضطر الخميني إلى قبول قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النيران مع العراق بعد 8 أعوام من الإصرار على أن إيران 'سوف تستأنف الحرب، حتى إذا استمرت لمدة 20 عاماً' وأن 'الطريق إلى القدس يمر عبر كربلاء'، مؤكداً أن الحرب مع العراق هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وتدمير إسرائيل. لقد كان الخميني يواجه خطر خسارة سمعته ليس فقط محلياً بل في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وقبل ذلك بعدة أشهر، قام المرشد الأعلى بفصل نائبه، آية الله حسين علي منتظري، الذي كان يُفترض أن يخلفه. وكانت النخبة السياسية مهتمة أساساً بأزمة الخلافة واحتمالية نشوب صراع قوى على السلطة بعد وفاة الخميني. كما أن اقتصاد البلاد كان في حالة سيئة. ولذا كان الخميني بحاجة إلى تعزيز أجندته للحفاظ على السلطة من خلال خلق أزمة جديدة، وإثبات أنه على الرغم من هزيمة إيران العسكرية، فما زالت الجمهورية الإسلامية تمثل تحدياً خطيراً بالنسبة للعالم الغربي. وقد خدمت فتواه بمقتل رشدي ذلك الغرض، وما زالت الحكومة الإيرانية تتابع الفتوى حتى الوقت الراهن. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، فقد ساعد الغضب الأخير في العالم الإسلامي كلاً من الأسد وخامنئي على مد دائرة الخوف إلى البلدان التي كانت من قبل آمنة بالنسبة للولايات المتحدة. فخامنئي يعتقد أن ضعف الغرب يمثل عوامل قوته. وهو يرحب بكافة الجهود التي يمكنها أن تجعل الغرب - وخاصة الولايات المتحدة - مشغولاً وغير مرتاح. ولدى المرشد الأعلى ثقة كاملة في البرنامج النووي الإيراني [وربما] بنظام الأسد أيضاً. وسوف تُظهر التطورات خلال بداية العام القادم إلى أي مدى تستطيع كل من إيران وسوريا الإستفادة من تعدد مصادر التشويش التي تؤثر حالياً على الولايات المتحدة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد