- خطاب السيد حسن نصر الله في الصحف الأجنبية
اهتمت العديد من الصحف الأجنبية البارزة بتغطية خطاب الأمين العام لحزب الله مساء أمس، مسلطة الضوء على تصريحات السيد نصر الله فيما يتعلق بحصول المجموعة على أسلحة 'كاسرة للتوازن' من سوريا. وفيما لجأت بعض الصحف إلى ذكر تصريحات السيد نصر الله في سياق مواضيع أخرى تتناول الأزمة السورية كما فعلت صحيفتي 'الغارديان' البريطانية و'لوس انجلوس تايمز' الأميركية، أفردت صحف أخرى مساحات منفصلة للخطاب إما نقلا عن الوكالات الإخبارية الرئيسية كشبكة 'لسي بي اس' الأميركية أو عبر تقارير خاصة بمراسلي الصحيفة على غرار صحيفة 'نيويورك تايمز' التي كتبت تحت عنوان 'حزب الله يهدد إسرائيل على خلفية الغارات السورية' قائلة أن محللين مقربين من حزب الله قالوا أنهم يعتقدون أن ما كان يشير إليه نصرالله في خطابه هو صواريخ طويلة المدى وليس ذخائر كيماوية. وأضافت 'لكن الإسرائيليين قد أعربوا عن قلق متزايد بشأن احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب الأهلية السورية، مشيرين إلى أن نقل هذه الأسلحة إلى جماعات معادية لإسرائيل بات أكثر ترجيحا'. وقالت الصحيفة الأميركية أن الحكومة الإسرائيلية لم تستجب لتأكيدات السيد الأسد أو السيد نصر الله، لكن محللين إسرائيليين قالوا أنه لا شك لديهم في أن قوات الأسد وحزب الله يتقاربان عسكريا، وأن عمليات نقل الأسلحة ممكنة. ونقلت الصحيفة عن بواز غانور، وهو خبير في مكافحة الإرهاب في مركز متعدد المجالات في هرتسليا 'أخشى أن كلا الطرفين جاد في ما يقول وهذه وصفة لمواجهة مباشرة بين إسرائيل وحزب الله'. بدورها قالت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية أنه يبدو أن الخطاب يستبعد أي رد فوري من قبل حزب الله على الهجوم الذي دمرت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية شحنات من صواريخ فاتح-110 التي كانت متجهة إلى حركة حزب الله العسكرية والسياسية الشيعية... ونقلت الصحيفة عن محللين أن التورط السوري قد وضع حزب الله في موقف لا يسمح بالمخاطرة بفتح جبهة ثانية ضد إسرائيل. وقال هلال خشان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت للصحيفة 'حزب الله غارق في الصراع السوري، وهو لا يريد مواجهة مع إسرائيل في الوقت الراهن'.
- مجلة 'التايم'
مناوشات بين حزب الله وإسرائيل فيما يهدد الصراع السوري بالخروج عن نطاق السيطرة/ نيكولاس بلانفورد
هناك لعبة خطيرة تتكشف في الشرق الأوسط والتي تضع إسرائيل في مواجهة سوريا وحليفها الشيعي حزب الله بشكل يهدد بتوسيع نطاق الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عامين إلى صراع إقليمي شامل . في ثلاث مناسبات منفصلة منذ شهر كانون الثاني - اثنان منهم في غضون 48 ساعة - هاجمت الطائرات الإسرائيلية قواعد عسكرية سورية، واستهداف شحنات أسلحة متطورة زودتها بها إيران بشكل مزعوم بانتظار نقلها إلى حزب الله عبر الحدود القريبة مع لبنان . وقد كانت الغارات الجوية غير مسبوقة. فإسرائيل لم تخاطر من قبل بضرب أسلحة حزب الله الإيرانية داخل سوريا. في الوقت الراهن، يبدو أن مقامرة إسرائيل قد آتت أكلها. فبخلاف بعض الرغي من قبل دمشق، لم يحصل أي رد فوري. وبدلا من اتخاذ دور رادع، يبدو أن الضربات الجوية على سوريا قد دفعتها لأن تعد حزب الله بكميات أكبر من الأسلحة المتطورة والإعلان أيضا عن إطلاق مقاومة شعبية لتحرير مرتفعات الجولان، الهضبة البركانية الإستراتيجية في جنوب غرب البلاد والتي كانت محتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967. ويأتي تدخل إسرائيل في الحرب الأهلية السورية وسط بصيص خافت يدل على انفراجة دبلوماسية بعد موافقة الولايات المتحدة وروسيا على عقد مؤتمر دولي للمساعدة على إنهاء الصراع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 70000 شخص. لكن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد أحرز بعض النجاحات العسكرية التكتيكية عبر شن هجمات مصغرة لاستعادة الأراضي التي خسرها في ما مضى لصالح المعارضة. وقد تكون نكسات المتمردين قد عززت عزيمة نظام الأسد للفوز في الصراع، لا سيما في ضوء ثقته باستمرار حصوله على الدعم من حلفاءه الإقليميين، إيران وحزب الله.
وبالتأكيد، لقد لقي العرض السوري بتوريد المزيد من الأسلحة الأكثر تطورا لحزب الله استقبالا حارا. ' وكان تصريحات فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، لوكالة فرانس برس في مقابلة يوم الخميس قد كررت تقارير سابقة هذا الأسبوع في وسائل الإعلام السورية الموالية لنظام الأسد بأن بطاريات الصواريخ ستكون قادرة على الرد على هجوم جوي إسرائيلي آخر. وتقول مصادر حزب الله أنهم، أيضا، قد تلقوا تعليمات مماثلة. ويقول أبو خليل، وهو من قدامى محاربي حزب الله مستخدما اسمه الحركي لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام. 'منذ تلك الليلة [الأحد] حتى يومنا هذا، لم يغمض لنا جفن. إذا وقعت غارة جوية أخرى، إذا ضرب الإسرائيليون لبنان أو سوريا، سنرد بشكل فوري ' وقال متحدثا يوم الأربعاء قبل خطاب نصر الله &ldqascii117o;نحن مستعدون والسوريون مستعدون'. وشكك زميل أبو خليل الحاج حسن، وهو مقاتل مخضرم أخر، في أن إسرائيل قد تجازف بشن غارة جوية أخرى في المستقبل القريب. وأضاف 'لا يمكنهم ذلك. هل يمكنك حمل أربع بطيخات في يد واحدة ؟، بمعنى أن غارة جوية رابعة من شأنها أن تثبت أنها عبء ثقيل بالنسبة لإسرائيل بسبب رد الفعل العنيف. ومع ذلك، لا توجد مؤشرات على أن إسرائيل تعتزم وقف الضربات الجوية ضد أنظمة الأسلحة التي تعتبرها 'كاسرة للتوازن' في سياق الصراع بين إسرائيل وحزب الله. ويبدو أن إسرائيل تعتبر أن نظام الأسد عاجز عن الرد في الوقت الذي يقاتل فيه من أجل صموده ضد قوات المعارضة. وبالمثل، حزب الله مشغول بنشر مقاتليه في سوريا لمساعدة نظام الأسد على سحق الفصائل المتمردة في ما تحول سريعا إلى حرب طائفية وحشية. لقد أظهر حزب الله أن ليس لديه أي مصلحة في استئناف الأعمال العدائية المباشرة مع إسرائيل منذ انتهاء حرب تموز عام 2006.
إن التطور التقني للأسلحة المزعوم نقلها إلى حزب الله لا تؤكد المخاوف الإسرائيلية فحسب وإنما أيضا التوسع الهائل لقدرات حزب الله العسكرية على مدى العقدين الماضيين. قبل عشرين عاما، كان أكبر صاروخ يواجه إسرائيل من لبنان هو صاروخ الكاتيوشا بمدى يصل إلى حوالي 12 ميلا، وهي المسافة الكافية لعبور الشريط الحدودي حينئذ الذي كانت تحتله إسرائيل في جنوب لبنان مهددا شريطا ضيقا من شمال إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، شاهد الإسرائيليين ترسانة حزب الله الصاروخية وهي تنمو في الحجم والنوعية... ولم يستطع المسؤولون الإسرائيليون فعل شيء حيال هذا التطور، غير راغبين في المخاطرة بشن حرب يهاجمون فيها مستودعات الأسلحة في سوريا أو القوافل القادمة إلى لبنان. وبدلا من ذلك دعوا إلى ضغط دولي للتحقق من تدفق الأسلحة وبثوا تقييماتهم بشكل منتظم لأحدث الاحصاءات الصاروخية لحزب الله... وقد ساعد نفوذ حزب الله العسكري بضمان بقاء الحزب كالقوة السياسية والعسكرية المهيمنة في لبنان. ..
ويبدو أن الهدف من الضربات الجوية الإسرائيلية يومي الجمعة والأحد شمل إصدارات مطورة من صاروخ فتح 110 الإيراني بمدى أطول قليلا ودقة اعلي من صواريخ M600 السورية. إن تهريب صواريخ بطول 30 قدم عبر الحدود السورية المراقبة عن كثب إلى لبنان هي مهارة بحد ذاتها. فقوافل الأسلحة تميل إلى إتباع مسارات ترابية تدور عبر الجبال النائية الوعرة على الحدود. وتسير تلك القوافل ليلا وعندما تسوء الأحوال الجوية وفق المستطاع لإخفاء تحركاتها. ووفقا لمصادر مقربة من حزب الله، إن مهندسي الحزب يقطعون إمدادات الكهرباء المحلية في بعض الأحيان ويشوشون شبكات الهاتف الخلوي وإشارات الراديو أثناء سير هذه القوافل.
إن إسرائيل قلقة للغاية من حصول حزب الله على أسلحة متطورة إلى درجة أن معدل الرحلات الاستطلاعية الإسرائيلية فوق سماء لبنان منذ بداية العام بلغ ما يقرب ضعف ما كان عليه في الوقت نفسه من العام 2012، وفقا لمصادر من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان... لقد أثبت حزب الله في حرب عام 2006 أنه يمتلك صواريخ روسية مضادة للدبابات، والتي استخدمت لضرب الأسطول الإسرائيلي من دبابات الميركافا كما أنها أسقطت في احد المرات طائرة هليكوبتر لنقل القوات فيما كانت تقلع، مما أسفر عن مقتل خمسة جنود. كما اقتربت المجموعة من إغراق سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية بصاروخ إيراني مضاد للسفن. ولكن قدرات الدفاع الجوي لدى المجموعة لا تزال غامضة في الوقت الراهن. ويتكهن بعض المحللين بأن إشارات نصر الله المتكررة إلى 'مفاجآت' عسكرية في الصراع المقبل ستكون الكشف عن قدرات متطورة مضادة للطائرات للحد من الهيمنة الجوية الحيوية لإسرائيل على لبنان. وقال أبو خليل 'في حرب [2006]، أظهرنا للإسرائيليين أنهم لا يستطيعون استخدام البحر. استخدموا طائرات الهليكوبتر فأسقطناها. استخدموا أفضل دباباتهم فدمرناها '.لدينا أوامر بإبقاء السماء مفتوحة لهم في الوقت الراهن. ولكن عندما تتغير الأوامر، سيرون مفاجآتنا المقبلة '.
لقد شنت الطائرات الإسرائيلية هجماتها على القواعد العسكرية السورية في المناسبات الثلاث الماضية عبر صواريخ طويلة المدى من ارتفاعات عالية في الأجواء اللبنانية على بعد 10 ميلا أو أكثر من أهدافها لتقليص مخاطر البطاريات السورية المضادة للطائرات في منطقة دمشق. ولكن إذا ما تواصلت الهجمات ضد مخازن أسلحة حزب الله يمكن للطواقم الجوية الإسرائيلية أن تجد فجأة أن الأجواء اللبنانية أصبحت على نفس القدر من الخطورة .
- صحيفة 'الاندبندنت'
سوريا مستعدة 'للسماح بدخول خبراء الأمم المتحدة الكيميائيين
... متحدثا إلى صحيفة 'الأخبار' قال السيد الأسد، 'لقد قررنا أننا لابد وأن نتحول إلى بلد مقاوم مثل حزب الله، من أجل سوريا وأجيال المستقبل. '.... هناك بعض الشك حول معنى كلام الأسد. أحد التفسيرات هو انه يصدر صرخة لمقاتليه، الذين يدعم كثير منهم حزب الله. تفسير آخر هو أنه يحث على اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، التي شنت ثلاث غارات جوية على الأقل على سوريا في نهاية الأسبوع الماضي. لقد أصرت إسرائيل على أنها لا تريد أن تقحم نفسها في الحرب الأهلية السورية، ولكن نفوذ حزب الله المتزايد في سوريا جعلها عصبية. لقد قالت أنها ستعمل على منع حزب الله من الحصول على أنظمة أسلحة متقدمة. لقد جعل نفوذ حزب الله المتزايد في الحرب الأهلية السورية الدولة اليهودية عصبية.
- مجلة 'فورين أفيرز'
رئيس الموساد الأسبق: إسرائيل لا تريد إسقاط الأسد
تحت عنوان'رجل إسرائيل في دمشق' نشرت مجلة 'فورين أفيرز' تقريرا كتبه إفريم هاليفى، الرئيس الأسبق للموساد بين عامي 1998 و2002، عن الأسباب التي تفسر بها عدم رغبة الدولة العبرية في إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت إن التدخل الإسرائيلي في الحرب الأهلية في سوريا لا يزال محدود للغاية. ويعود هذا جزئيا إلى تاريخ إسرائيل الطويل مع نظام الأسد، الذي يستمر في الحفاظ على السلام على طول الحدود بين البلدين. وفى نهاية المطاف، فإن إسرائيل لديها ثقة في الرئيس بشار الأسد أكثر من أي خلف متوقع له. وتوضح الصحيفة أن إسرائيل تعرف شيئا واحدا عن عائلة الأسد، إنهم طوال 40 عاما استطاعوا الحفاظ على قدر من الهدوء على طول الحدود. ومن الناحية الفنية، فإن البلدين ظلا دائما في حالة حرب، ولم تعترف سوريا رسميا بإسرائيل، إلا أن الأخيرة ظلت قادرة على الاعتماد على حافظ الأسد ونجله بشار لتنفيذ اتفاق فصل القوات بدءا من عام 1974 الذي وافق خلاله الطرفان على وقف إطلاق النار في الجولان. وتمضى الصحيفة قائلة أن إسرائيل لا تشعر بالثقة إزاء الأطراف المتناحرة في الصراع الحالي لسبب وجيه. فمن ناحية، هناك قوات المعارضة، بعضها يندرج تحت لواء القاعدة. ومن ناحية أخرى، فإن القوات المسلحة السورية لا تزال تحت قيادة الأسد لكنها لم تصبح أكثر استقلالا عن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. وإيران هي الدولة الوحيدة التي لديها موطئ قدم في سوريا. ورغم أن إيران تدعم الأسد إلا أنها تضغط عليه من أجل خدمة أهداف إيران عن كثب والتي تشمل السماح بتمرير أسلحة متقدمة إلى جنوب لبنان من سوريا. وتحدثت'فورين أفيرز' عن الضربات الجوية التي وجهتها إسرائيل لسوريا هذا الأسبوع، وقالت أن تل أبيب لم تتردد في إطلاق تلك الضربات عندما وردت إليها معلومات استخباراتية تشير إلى أن أسلحة في طريقها إلى حزب الله من سوريا, ورغم أن إسرائيل توخت الحذر في عدم اعتراف رسمي بمسؤولية عن هذا الهجوم، إلا أن وزير دفاعها موشيه ياعلون ذكر أن سياسة إسرائيل منع مرور الأسلحة الإستراتيجية من سوريا إلى لبنان. غير أن الكاتب الإسرائيلي يستدرك قائلا أن هذا لا يعنى أن إسرائيل تبذل جهودا لدعم الأسد، فهي تعتقد أن إبعاده عن السلطة مسألة وقت، لكن دولة بحجم إسرائيل في حاجة إلى تحديد أولويات أهداف سياستها الخارجية, وهى لا تشعر أن هناك بديلا عن الأسد في مصلحتها أو حدود قدرتها الآن. وستترك هذه المهمة للآخرين. وختم الكاتب مقاله قائلا إنه من الأمان القول بان الأسد ليس المستقبل الوحيد للاتصالات السرية من إسرائيل، وهذا يثير سؤالين: متى سيقرر البيت الأبيض سياسته الخاصة بسوريا، وكيف سيطبقها.
- موقع 'كاونتر بانش'
خريطة الطريق لتدمير سوريا/ بيبي إسكوبار
عندما وصلت مهزلة الخط الأحمر إلى درجة الغليان – مع أنها كانت مدفونة في الرمال – ووجد أن عليه أن يختارَ بين 'ضبط النفس' من قبل الولايات المتحدة أو 'التورط المباشر' في الحرب السورية، تم إنقاذ أوباما من قبل الحكومة الإسرائيلية التي يرأسها بيبي نتنياهو. كان الإغواء كبيراً بالنسبة إلى أوباما ليلعب دور رونالد ريغان ويلبس بفخر عباءة 'أوباما المجاهد السوري'، كما فعل ريغان في الثمانينيات من القرن الماضي مع مقاتلي الحرية المحبوبين التابعين للجهاد الأفغاني.
دوافع إسرائيل دعونا ندخل إلى صلب الموضوع. إن قصف إسرائيل للمنشآت العسكرية السورية في جمرايا بالقرب من دمشق هو استفزاز وعمل حربي. لعبت إسرائيل دور الوكيل لواشنطن، التي من الممكن أن تكون قدمت لائحة بالأهداف. وواشنطن – ولا داع لذكر تلك الدمى التافهة في بروكسل – لن تدينَ القصف، مما يحول القانون الدولي إلى مجرد مهزلة للمرة الألف. تصر إسرائيل أن الأهداف هي صواريخ أرض – أرض إيرانية من طراز 'فاتح-110' معدة للنقل إلى 'حزب الله'.وتقول دمشق إن الأهداف هي معهد للتكنولوجيا العسكرية ومناطق تدريب عسكرية؛ وهناك الكثير من الشقق المجاورة للمكان حاولت 'سي آي إيه' مراراً تجنيدَ ساكنيها. ليس هناك أسلحة كيماوية في جمرايا. وتبعاً لمصادر طبية سورية، من المحتمل أن يكون قد قضى حوالي 24 عسكرياً. القصة الإسرائيلية عن 'حزب الله' غير مقنعة. ليس هناك تأكيد في أي مكان أن 'حزب الله' قد اشترى صواريخ 'فاتح-110'. فمنذ سنة 2009، يمتلك 'حزب الله' النسخ السورية عن 'فاتح-110' (إم 600) التي يصل مداها إلى 250 كيلومتراً وتتمتع بنظام توجيه جيد. تصر جعجعة 'مصادر' واشنطن المجهولة أن الجيش السوري نفسه بحاجة إلى تلك الصواريخ ضد مجموعات المرتزقة المسلحة التي تشكل ما يدعى 'الجيش السوري الحر'. ولذلك، ليس هناك أي مغزى من إرسالها إلى لبنان. ولكن بالنسبة إلى إسرائيل، هناك مغزى من تدمير شحنة من 'فاتح-110'، أو حتى 'إم 600'. إذ إن إسرائيل تساعد بذلك 'الجيش السوري الحر' بشكل مباشر؛ وبالمناسبة، فقد ظهرَ أحد المتحدثين باسمه، سواء كان حقيقياً أم مزيفاً، على التلفزيون الإسرائيلي مكيلاً المديح للضربة التي تم توجيهها إلى سوريا. كما أن إسرائيل تمنع، حتى الآن، وصول صواريخ أكثر إلى 'حزب الله'. في الحقيقة، لدى إسرائيل مجموعة من الدوافع الجدية للتصرف كدولة مارقة مرة أخرى. فهي ترغب في رؤية سوريا ضعيفة تعمها الفوضى ومجردة من التكنولوجيا العسكرية المتطورة. وهي ترغب، بالدرجة الأولى، في صَوملة سوريا وتحويلها إلى ساحة للنزاع الطائفي. فأي تبرير بالنسبة لإسرائيل لكي تكون جاهزة بكافة أسلحتها أفضل من وجود الإرهاب الوهابي على حدودها؟ وفوق ذلك، ترغب إسرائيل في جر سوريا و'حزب الله' وإيران، في نهاية المطاف، إلى حرب شاملة. إنها تريد كل شيء، وفي أسرع وقت. يمكن لدمشق أن تلعبَ الشطرنج الآن، دون أن ترد، الآن على الأقل. أو أن تترك 'حزب الله' يرد، في المستقبل القريب.
ليس من قبيل المصادفة أن الضربة جاءت بعد 1) جولة مدير البنتاغون تشك هيغل على إسرائيل وملكيات النفط الخليجية؛ 2) تقدم الجيش العربي السوري خلال الأسابيع القليلة الأخيرة في ممر حمص ضد المرتزقة/الجهاديين المدعومين من الخارج؛ 3) زيارة السيد حسن نصر الله 'السرية' إلى طهران، التي أكد بعدها نصر الله، هذا العقل الجيو- سياسي الكبير، أن ما يريدونه في الواقع هو تدمير البنية التحتية والاقتصاد والنسيج الاجتماعي السوري، بهدف 'تدمير سوريا، كشعب، وجيش، وأمة'. إذا حصلت هجمات أخرى – ومن الممكن أن تحصل – لتدمير ترسانات الجيش السوري، ستكون بمثابة هدية من السماء بالنسبة للمرتزقة/الجهاديين. إن نصر الله مصيب تماماً في القول إن الهدف الرئيس لائتلاف الناتو/مجلس التعاون الخليجي/إسرائيل هو محاولة جر سوريا إلى حرب شاملة. فبعد الرد السوري، سيكون 'الحل' في قصف سوريا وتسويتها ... بالعراق.
خيارات المجاهد أوباما السؤال المفتوح هو: هل ستنجح المناورة الأمريكية/الإسرائيلية؟ فما فعلته هو تأجيل تتويج 'أوباما المجاهد'. هللت العوالم المظلمة ﻠ 'المدرعات البحثية' الأمريكية لفكرة تجاوز أوباما لمجلس الأمن/الأمم المتحدة (أي، لروسيا والصين) على طريقة بوش وفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا من جانب واحد، بحيث يكون بمقدور الولايات المتحدة أن تنعمَ ﺑ 'قمع الحملة الجوية للعدو'. ولكن لا معنى لهذا كله، على الرغم من أن البريطانيين والفرنسيين لم يقلعوا عن محاولاتهم داخل الاتحاد الأوروبي ومنظمة الناتو، في محاولة لتجاوز الناتو في فرض منطقة حظر جوي. تم التخطيط لمنطقة حظر الطيران في واشنطن كوسيلة لضمان الأسلحة الكيماوية السورية. لكن المشكلة تكمن في الضعف الاستخباراتي الأمريكي حول أماكن تخزين هذه الأسلحة الكيماوية. وفوق ذلك، من المحتمل أن تكون الأسلحة الكيماوية قد استخدمت من قبل 'الثوار' وليس من قبل الحكومة، تبعاً لمحققة الأمم المتحدة، المحترمة على نطاق واسع، كارلا ديل بونتي. كانت إدارة أوباما تغزل فكرة تقديم 'المساعدات الفتاكة المباشرة' للمتمردين، مثل الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات وصواريخ أرض – جو.
تؤمن واشنطن بالأسطورة التي خلقتها، وهي أنها متورطة 'بشكل غير مباشر' في تحريض وتسليح المجموعات المعارضة في سوريا. فمنذ سنة 2011، يتم تسليح عصابات المرتزقة/الجهاديين عبر السوق السوداء، ومخازن الأسلحة الليبية، ومخازن الأسلحة الكرواتية. كما أن 'سي آي إيه' متورطة حتى أذنيها منذ البداية. كما أن معظم هذه الأسلحة هي الآن بين أيدي الجهاديين المتطرفين التابعين ﻠ 'جبهة النصرة' والمجموعات الشبيهة بها. إن فكرة قدرة 'سي آي إيه' على انتقاء وتسليح تلك العصابات/المرتزقة/الجهاديين لمصلحة واشنطن بعد سقوط حكومة بشار الأسد هي ببساطة نكتة مطلع القرن الحادي والعشرين. فقط عودوا بذاكرتكم إلى أفغانستان. أو تخيلوا هؤلاء المجاهدين السوريين، أو مجاهدي 'يوتيوب'، مسلحين بصواريخ حرارية متطورة محمولة على الكتف، وهم يزرعون الفوضى والدمار في أرجاء جنوب غرب آسيا. ولذلك، وبعد الجعجعة والمعمعة، قرر اختار أوباما أسلوباً أسهلَ من منطقة حظر الطيران: ضربات تستهدف مواقعَ معينة، بواسطة الطائرات أو/و الصواريخ، ينفذها الإسرائيليون. والنموذج يمكن أن يكون 'عملية ثعلب الصحراء' (قصف كلينتون للعراق في سنة 1998). والهدف: 'توجيه رسالة قوية' إلى سوريا. يمكن للهجمات التالية أن تستهدفَ المطارات الجوية، وتجمع الطائرات، ومزيداً من مخازن الأسلحة، والدبابات، والمدافع. وبالطبع، ستكون هناك أضرار كبيرة من الجانبين، ربما تصل إلى درجة الاستفزاز. أشار سفير الولايات المتحدة السابق إلى الأمم المتحدة، بيل ريتشاردسون – وهو مقرب من قبيلة كلينتون – على 'إيه بي سي نيوز' إلى أن 'أوباما يميل إلى الضربات الجوية'. أجل؛ هذه هي مجرد بداية. والتالي: ضربات 'صدمة/رعب' محدودة.
اتبعوا خارطة الطريق السؤال هو: لماذا انتظروا كل هذا الوقت؟ إن تدمير سوريا – كما قدمه السيد نصر الله – بمساعدة الغرب المتعاون مع العصابات الجهادية، كان على الطاولة منذ سنوات طويلة. راجعوا مقالة سيمور هيرش المنشورة في سنة 2007. واطلعوا أيضاً على مدى رغبة المؤسسة الحاكمة في واشنطن في تغيير النظام. ودمشق، بالطبع، هي محطة على الطريق إلى إيران. فقد سربت المصادر المجهولة إلى 'صندي تايمز' في لندن، التي يملكها روبرت ميردوك، أن 'هلالاً دفاعياً' قد تشكل وأصبح واقعاً. إنه نفس ائتلاف مجلس التعاون الخليجي/إسرائيل للراغبين في سوريا، المتكتل في هذه الحالة ﻠ 'مواجهة مطامح إيران النووية'. تركيا، وآل سعود، والإمارات العربية المتحدة، وإسرائيل يحتفلون في مراكز القيادة والسيطرة المشتركة لرصد الصواريخ البالستية الإيرانية الشريرة. لا أعرف الكثير عن التاريخ. ولكن كم سيكون هذا العالم رائعاً، بقيادة 'المجاهد أوباما'!!!
- موقع 'المونيتور'
مناوئو نصرالله لا يفعلون شيئا سوى مليء الفراغ في لبنان/ إيلي الحاج
في الشكل سارعت القوى المناوئة لحزب السيد نصرالله إلى التنديد بأقواله. في العمق ساورها قلق دفع مستشار الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، الوزير السابق محمد شطح إلى السؤال عمن يمكن أن يمد يده إلى سائر اللبنانيين من الطائفة الشيعية للقاء على قواعد مشتركة بعدما بدا أن الأمور تتجه أكثر فأكثر إلى مزيد من التباعد بين اللبنانيين، بما يحول دون تشكيل حكومة جديدة وتجاوز استحقاق الانتخابات النيابية من غير أمل في إجرائها، وإن بعد تأجيل لستة أشهر . الدكتور شطح نفسه كان توقع لـ'المونيتور' قبل أن يتكلم نصرالله أن يخفف الرجل من وقع تدخل 'حزب الله' العسكري في سوريا وانخراطه في معركة نظام الرئيس بشار الأسد مع معارضيه هناك. خاب توقعه وازداد اقتناع مناهضو الحزب وإيران بأن الجمهورية الإسلامية التي تقدم نفسها على أنها حامية للأقليات المسلمة والمسيحية في المنطقة تثبت في هذه المرحلة قواعدها في العراق وسوريا ولبنان، في حين لا يضير الولايات المتحدة والغرب استنزاف إيران في سوريا ومعها 'حزب الله' الشديد الارتباط بها . ارتباط إلى درجة لا يمكن معها – وفق فريق المناهضين نفسه- إلا تسجيل حقيقة أن مواقف نصرالله، الشديدة الوضوح بعد مرحلة من الالتباسات صدرت بعد لقائه في طهران ومرشد الثورة الإسلامية الإمام علي خامنئي، وحيث يعتقد بعض عتاة المنظرين لهذا الفريق أن الوضع في سوريا بات عنصراً ناخباً في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجري في حزيران المقبل. إذا انتصر الأسد يضيف المتشددون في النظام الإيراني عنصر قوة إلى موقعهم، وإذا لم ينتصر فيضع المعارضون خسارته في خانة مصلحتهم. كان يعتقد هذا الفريق أن في الإمكان فعل شيء لفك الارتباط بين الساحات الثلاث، سوريا والعراق ولبنان من خلال حكومة لبنانية جديدة يعلنها الرئيس المكلف تمام سلام المحسوب سياسيا على قوى 14 آذار، ومن خلال الانتخابات النيابية حتى لو جرت وفقاً لقانون 1960 الذي يرفضه المسيحيون والفريق المتحالف مع 'حزب الله' – أقله في العلن- وكذلك من خلال اعتماد 'بيان بعبدا' الذي أعلنه ويحرص عليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وفحواه أن لبنان يجب ألا يتورط في النزاع المسلح الدائر في سوريا.
لذلك رفع شطح ورفاقه الصوت كما كان يفعل في ما مضى الرئيس المؤسس لحزب الكتائب مطالباً بمحاور مسلم خلال حرب لبنان (1975 – 1990). هذه المرة المطلوب محاور شيعي والاتفاق معه للسير إذا لزم الأمر في مشروع يحقق مطلب التحالف الذي يقوده 'حزب الله' بحكومة سياسية. لكن هذا الاتفاق يستلزم أولاً انسحاب الحزب من الشأن السوري. وهذا ليس وارد. والرهان على رفض طائفة 'حزب الله' لتورطه إلى جانب نظام الأسد ومخالفة توجهات قيادته هو رهان كئيب فعلاً . فما العمل؟ يقول منسق الأمانة لـ14 آذار فارس سعيد لـ'المونيتور' إن الاتكال على الرئيس المكلف سلام لتأليف حكومة لا يرضى بها 'حزب الله' يثبت عدم جدواه يوماً بعد يوم. فالحزب يرفع شروطه بعدما كان أيد تولي سلام مهمة الرئاسة، والرجل الذي يقول لوسائل الإعلام إنه متفائل بتأليف حكومته أسبوعاً بعد أسبوع لن يقدم على وضع الجميع أمام الجدار والمسؤولين الآخرين في الدولة (رئيس الجمهورية سليمان ) أمام مسؤولياتهم، فيقدم تشكيلته الحكومية وإذا وافق عليها سليمان تتسلم الوزارات وتديرها . وحتى إذا أسقطتها ضغوط الحزب والنظام السوري لاحقاً فإنها تستمر في تصريف الأعمال حتى تأليف حكومة أخرى، بدلاً من أن تقوم بهذه المهمة حكومة تصريف الأعمال التي يترأسها الرئيس المستقيل نجيب ميقاتي ويهيمن عليها 'حزب الله' وفق رؤية الفريق المناوئ له، الأمر الذي يحرم الحزب المذكور غطاء شرعياً لتدخله في سوريا . لكن الرئيس سلام ليس من هذا الصنف المغامر، وبالتالي لبنان باق بلا حكومة على المدى المنظور. ماذا في إمكان هذا الفريق أن يفعل وسط ورطته واختلال موازين القوى لغير مصلحته؟ الخيار المتاح وفق بعض المنظرين هو تحديد الخسائر ولكن بأي أثمان؟ لا يبدو أن القوى المعارضة تملك جواباً حتى اليوم على هذا السؤال. وبالتالي سيظل لبنان منزلقاً بسرعة- رغم مشاعر القلق والاضطراب المكتوم التي تتحكم في مسؤوليه - نحو فراغ لا يملأه إلا الفراغ، سواء في الحكومة أم مجلس النواب وربما في كل المواقع القيادية الأمنية والعسكرية في الأشهر المقبلة.
- 'المونيتور'
الجهاد الإسلامي وخيارات الحرب والسلام/ أسماء الغول
اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي على مدار عقود أن منظمة التحرير الفلسطينية لا تمثلها فقد اختلفت مع الفصائل المكونة لها سياسيا وفكرياً إلى أن جاء اتفاق القاهرة في مارس 2005 ليغير هذا الموقف وتوقع مع بقية الفصائل ومنها حركة حماس على تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وفق أسس يتم التراضي عليها بحيث تضم جميع الفصائل الفلسطينية، وجاءت الترجمة العملية على الأرض في عام 2012 حين شاركت حركة الجهاد في جلسات إصلاح المنظمة وأعلنت أنها ستشارك في انتخابات المجلس الوطني للمنظمة. وكان حث حركة الجهاد لأعضائها أن يقوموا للمرة الأولى بالتسجيل في سجل الناخبين خلال شهر فبراير الماضي دليلاً آخر على تغير الموقف السياسي لحركة الجهاد بأن يكون توجهها أكثر نحو كيان حزبي سياسي مدني.
الجهاد ومنظمة التحرير القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش يرى أن الانخراط في منظمة التحرير لا يعني أنهم ذاهبون لانتخابات مجلس تشريعي أو انتخابات رئاسية، فخيار العمل السياسي بعيد الاحتمال طالما أن السلطة الوطنية والحكومات الحالية حتى هذه اللحظة ناتجة عن أوسلو التي تعترف بإسرائيل، معتبرا إن المشاركة في العمل السياسي سيكون بعد تجاوز أوسلو واعتماد مرجعية أخرى. واعتبر أن الانضمام لمنظمة التحرير سيكون مشروطاً بإعادة بنائها ونجاح حوارات تفعيلها والتي تشارك فيها حركة الجهاد على مستويات قيادية رفيعة، مؤكداً أنه لا توجد عندهم في الحركة على الإطلاق مشكلة مع الاعتراف بالمنظمة وليسوا على عداء معها بل يعتبرون فصائلها أشقاء حاربوا إسرائيل، والمنظمة بيت فلسطين الذي يتسع للجميع وليس أن يستحوذ على القرار طرف دون أخر أو ينزلق اتجاه تنازلات بالثوابت الوطنية. وبحسب كتاب 'الفكر السياسي لحركة الجهاد الإسلامي' للباحث ناظم عمر، الصادر عام 2008 فإن حركة الجهاد الإسلامي تعتبر أن التعامل مع الإسلام كأيدلوجية من أهم أسلحة المقاومة لتحقيق النصر والنهضة للأمة الاسلامية في حين ان هناك من فصائل العمل الوطني تتعامل مع الدين على انه مسألة شخصية وليس له علاقة بمسألة النضال، كما أن المنظمة ولدت على يد النظام العربي الرسمي بقرار القمة العربية رقم 1964/1، كلها عوامل جعلتها تختلف معها لسنوات رغم أن حركة الجهاد ابرزت في أدبياتها الجوانب الايجابية لانطلاق المنظمة خاصة في بداياتها وبحثها عن استقلالية الهوية. وعودة للبطش خلال اللقاء مع المونوتر في مكتبه فإنه يؤكد أن المشاركة في انتخابات المجلس الوطني للمنظمة لن يكون بهذه السهولة بل يرى أن هناك شروطاً أولها إعادة بناء منظمة التحرير والاتفاق على البرنامج الوطني الفلسطيني الذي يتضمن إدارة الشأن الداخلي الفلسطيني وإدارة الصراع مع إسرائيل وعدم التفريط بالثوابت وحفظ حق المقاومة لاستعادة الحقوق. وأوضح أنهم في حال اتفقوا على هذه الشروط ستكون حركة الجهاد جزءا من المنظمة، وإذا لم يحدث اتفاق سيبقون يديرون العلاقات الوطنية من خارج المنظمة كما يفعلون الآن في الحركة بالتعامل مع جميع الأحزاب الوطنية والإسلامية بنجاح ودون حدوث أي اقتتال. المحلل السياسي حسن عبدو من مركز فلسطين للدراسات والبحوث يرى أن الجهاد ليس لديه أي تحفظ على انتخابات منظمة التحرير لأنه يعتبرها إطار جامع للشعب الفلسطيني الذي يحتاج قيادة ومرجعية بعد أن تجاوز تعداد سكانه الـ11 مليون نسمة، مشيراً إلى أن الحركة تحاول أن تكون مشروعا متكاملا وواقعيا في اقترابها من طموحات الشعب.
انتخابات مجالس البلدية وحول تسجيل أعضاء الجهاد لبياناتهم في سجل الناخبين يؤكد القيادي البطش أنهم بالفعل طلبوا من أبناء الحركة أن يسجلوا في سجل الناخبين، معتبرا أنه حق لهم من الممكن أن يتم استخدامه مستقبلاً، ومبينا أنهم أيضا عبره يستطيعون المشاركة في انتخابات المجلس الوطني لمنظمة التحرير والمجالس المحلية كالبلديات، لافتا إلى أن سجل الناخبين يُعتبر ضرورة لعضو حركة الجهاد وحق سيمارسه وقت الحاجة. وأكد ما كرره سابقا أن دخولهم انتخابات المجلس الوطني لا يعني أنهم سيدخلون انتخابات الرئاسة أو المجلس التشريعي، مشيراً إلى أنهم شاركوا في وقت سابق في انتخابات البلديات ولكن عبر أفراد فقط، وحين يأتي وقت هذه الانتخابات سيدرسون الخطوة بشكل اكبر. وحول مدى رضا الجناح العسكري داخل الحركة عن هذه الخطوة أضاف: 'حركة الجهاد لا ينفصل فيها العسكري عن السياسي فنحن في الأساس ضد إسرائيل ولا خلاف مطلقا في هذه القضايا والقرار للمكتب السياسي ويتم أخذه بالتشاور في المراكز القيادية، أما كيفية تركيب هذه المراكز فهذا شأن داخلي'. القيادي خضر حبيب لا يرى الدخول في انتخابات مجلس وطني والبلديات أمراً معيباً فحركة الجهاد هي مقاومة وستبقى مقاومة ولكنها في الوقت ذاته لديها نظرة شمولية وتفهم رسالتها النابعة من الإسلام بشكل يشمل الجانب السياسي والاجتماعي والعسكري، وتقوم بتجميع كل الجوانب والتنسيق فيما بينها، ومن هنا فلدى الحركة برنامج متنوع باعتبارها جزء من المجتمع الفلسطيني. وحول التناقض بين نية الجهاد المشاركة في المجالس المحلية والبلدية في حين أن هذه المجالس تتبع لوزارة الحكم المحلي التي تتبع بدورها للسلطة الوطنية التي افرزها اتفاق أوسلو شدد حبيب على أن الانتخابات المحلية ستأتي بشكل لا يسبب حرجاً للحركة، لأن المجالس هي خاصة بخدمة الجمهور، وهذا جزء من أهداف الحركة، معتبراً أنه ليس لها بعد سياسي على الإطلاق.
المقاومة يقول الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د.رمضان شلح في كتابه 'حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حقائق ومواقف' الصادر عام2007 عن تأسيس الحركة: 'تشكلت النواة الأولى لهذا المشروع من خلال تنظيم طلابي ضم العشرات من الطلاب أثناء دراستهم الجامعية في مصر أواخر السبعينات وعلى رأسهم الشهيد د.فتحي شقاقي..ومن منتصف الثمانينات تشكلت الخلايا العسكرية الأولى، وبدأت المقاومة ضد الاحتلال بدءا من قطاع غزة..وكانت دوافع النشأة أننا كنا أمام إسلاميين يرفعون راية الإسلام بلا فلسطين..ومقاومة، ووطنيين يرفعون راية فلسطين والكفاح المسلح بلا عقيدة وهوية إسلامية'. عن المقاومة يقول القيادي البطش بنبرة حاسمة: 'لا يوجد شعب في العالم يخضع للاحتلال والظلم إلا ويلجأ للمقاومة ورد الظلم على نفسه وبالتالي المقاومة حالة فرضتها الضرورة في وجه احتلال يحتل أرضنا منذ 65 عاما ومن هنا ستستمر المقاومة وحتى لو انتهى الاحتلال واحتلتنا دولة أخرى سواء انجلترا أو غيرها، فالمقاومة ترتبط ببقاء الاحتلال والظلم'، موضحاً أنهم سيستمرون برفع راية المقاومة وترك ما سواها إلى أن يصلوا إلى مرحلة يقتنعون فيها أنهم وصلوا للاستقلال، لحظتها سيفكرون بخيارات أخرى للشراكة الوطنية والسياسية. المحلل السياسي حسن عبدو يرى أن حركة الجهاد تنصب جهودها ليس نحو مركز الدولة وإنما مركز القوة فمركز الدولة مليء بالقيود التي تحد من طموحات الشعب الفلسطيني وتضع عوائق أمام تحرير الأرض بنظر حركة الجهاد في حين أن مركز القوة أكثر تحررا وخفة. واعتبر عبدو أن موقف الجهاد يختلف عن حركات الإسلام السياسي الأخرى كالإخوان المسلمين التي دخلت السلطة بقوله: 'الموقف مختلف تماما فالتحولات الفكرية والسياسية التي أحدثتها حركة الجهاد الإسلامي نهاية الثمانينيات غيرت وجه الحركة الإسلامية مرة واحدة والى الأبد في اتجاه مقاومة الاحتلال من اجل انجاز مهمة التحرير، أما خيار الانتخابات تحت الاحتلال فستكون خاضعة لالتزامات تجاهه وستسير بالاتجاه المضاد لخيار المقاومة' منبهاً إلى أن إسرائيل على الدوام تعيش حالتين أما العدوان أو الاستعداد له ولذلك ستعطي دائما المبرر لوجود المقاومة.
- 'معهد واشنطن'
الهدف الحقيقي لإسرائيل ليس سوريا وإنما &laqascii117o;حزب الله"/ مايكل هيرتسوغ
عمدت التقارير حول الهجمات الجوية الإسرائيلية في سوريا بشكل متكرر إلى حجب المسائل التي تعد العوامل الرئيسية وراء عملية صنع القرارات في إسرائيل. والفكرة الأكثر أهمية التي يتعين تبديدها هي أن إسرائيل قررت أن تلعب دوراً فاعلاً في الصراع السوري. ولكن الأمر ليس كذلك. فإسرائيل ليست لديها أية مصلحة في أن تُجَر إلى ذلك المستنقع. وهدفها هو الأسلحة الاستراتيجية المُعد نقلها إلى &laqascii117o;حزب الله" في لبنان. ولم تكن هجماتها بدافع طموحاتها لتشكيل مستقبل سوريا، وإنما نتيجة المخاوف بشأن التوازن الاستراتيجي بينها من جهة وبين محور &laqascii117o;حزب الله" وإيران من جهة أخرى. لقد تابعت إسرائيل الصراع السوري بمشاعر متباينة. فهي من ناحية تقدر الفوائد المحتملة لرحيل الرئيس بشار الأسد، والذي سيمثل صفعة لإيران و &laqascii117o;حزب الله". ومن ناحية أخرى، تعمل الفوضى في سوريا على تمكين الإسلاميين والجهاديين، الذين قد يهددون إسرائيل لاحقاً بشكل مباشر، وإنهاء ما يقرب من 40 عاماً من الهدوء على الحدود الإسرائيلية السورية. ولا يساور صناع القرار الإسرائيليون أي وهم بأنهم يستطيعون تحقيق نتيجة جيدة في سوريا. وبدلاً من ذلك، تفضل إسرائيل الابتعاد عن الأضواء والتركيز على تحديات أخرى ملحة، من أبرزها سعي إيران إلى امتلاك أسلحة نووية. ومن ثم فإن أفعال إسرائيل في سوريا تركز على مواجهة التهديدات المباشرة لأمنها، لا سيما نقل الأسلحة الاستراتيجية إلى &laqascii117o;حزب الله". لقد فاقمت الحرب في سوريا من هذه المشكلة نظراً لأنها منحت &laqascii117o;حزب الله" الفرصة لتحديث ترسانته الهائلة بالفعل والتي تشمل ما يزيد عن 60,000 صاروخ من خلال الحصول على أسلحة أكثر تطوراً من مخزون سوريا. وتضم ترسانة سوريا الهائلة مئات الأطنان من المواد الكيميائية وعشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف والرادارات وأكثر من ذلك. ويشعر الأسد الآن بأنه ملزم بالسماح بنقل تلك الأسلحة، تقديراً منه لإيران و &laqascii117o;حزب الله" على دعمهما له.
وبينما يركز العالم عن وجه حق على الأسلحة الكيميائية السورية، فإن إسرائيل ليست أقل قلقاً من أسلحة النظام التقليدية، والتي قد تغير قواعد اللعبة إذا أصبحت في يد &laqascii117o;حزب الله". وترى إسرائيل أنه في حين قد تتدخل دول أخرى لمنع انتشار الأسلحة الكيميائية، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بوقف نقل الأسلحة التقليدية، فإن عليها أن تفعل ذلك بمفردها. وهي لا تتوقع سوى دعم سياسي ضمني لأفعالها من الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما حصلت عليه حتى الآن. وتشمل الأسلحة محل القلق العديد من الأسلحة القادمة من روسيا، مثل قذائف أرض- جو من طراز SA17 التي يمكن أن تهدد حرية الطيران الإسرائيلي في شمال إسرائيل ولبنان، وقذائف أرض- بحر التي يمكن أن تهدد الموانئ الإسرائيلية ومنشآت الغاز قبالة سواحل إسرائيل، وقذائف سكود التي يمكنها حمل رؤوس حربية نووية. كما أن صواريخ الفاتح-110 الإيرانية، مع دقتها العالية نسبياً، تمثل تهديداً كبيراً. وبعد إيران نفسها، يُعد عميلها &laqascii117o;حزب الله" عدو إسرائيل الأكثر خطورة. فقد أطلق آلاف الصواريخ على إسرائيل أثناء حرب لبنان الثانية عام 2006؛ كما أنه يستهدف الإسرائيليين في حملة إرهاب عالمية، ووَجهت إليه أيضاً الحكومة البلغارية اتهامات بقتل خمسة سائحين إسرائيليين على أراضيها في الصيف الماضي. وفي حين يركز &laqascii117o;حزب الله" حالياً على مساعدة نظام الأسد، من خلال الإسهام بقواته الخاصة في القتال، يرى الإسرائيليون احتمال كبير للدخول في جولة أخرى من القتال مع &laqascii117o;حزب الله" في المستقبل، تدفعها إما الأحداث في سوريا، أم إجراءات إسرائيلية أو أمريكية تهدف إلى منع إيران من الحصول على أسلحة نووية. ولكن في حين أن الحرب في سوريا قد منحت &laqascii117o;حزب الله" الفرصة لترقية ترسانته، إلا أنها أعطت إسرائيل كذلك الفرصة للتعامل مع هذا التحدي. فمع صراع النظام السوري من أجل البقاء، من غير المرجح أن يخاطر هذا النظام بمواجهة مع إسرائيل قد تجعل الميزان العسكري في غير صالحه. ويمكن تقديم افتراضات مماثلة بخصوص &laqascii117o;حزب الله" وإيران. فبالنسبة لهما، وكذلك بالنسبة لإسرائيل، تظل سوريا أمراً ثانوياً لمواجهة محتملة بشأن البرنامج النووي الإيراني. والأمر الجوهري هو ردع إسرائيل أو الولايات المتحدة عن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وتلك هي الغاية التي تم تسليح &laqascii117o;حزب الله" بقوة من أجلها من جانب رعاته في طهران. ومع ذلك، وبينما تفضل إسرائيل و &laqascii117o;حزب الله" وإيران وسوريا تجنب الدخول في مواجهة مباشرة في الوقت الراهن، إلا أن عليهم أن يأخذوا في الاعتبار قانون التبعات غير المقصودة. فالمحاولات المتكررة لنقل الأسلحة إلى &laqascii117o;حزب الله" والتدخلات الإسرائيلية لمنع ذلك، سوف تزيد من احتمالات التصعيد. كما حان الوقت لكي تتوقف روسيا عن إرسال نظم أسلحة إلى سوريا وتثني أصدقاءها في دمشق وطهران عن القيام بأية محاولات إضافية لنقل تلك الأسلحة إلى &laqascii117o;حزب الله".