يبرز اهتمام الخدمات الدوليّة في الهيئات الإعلامية العالمية، بتقديم وجهات النظر الرسميّة بلغة المتابعين مباشرةً، للحفاظ، ربما، على صيغة الخبر والهدف المراد إيصاله. وإذا كانت ثمة أمثلةٌ راسخة ومعروفة على مستوى الإذاعة والتلفزيون في هذا المجال، خصوصاً ما يتوجّه منها للمتلقّي العربي، فإن التوجّه الجديد يذهب صوب تقديم تلك الخدمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والإفادة من التطور الكبير الذي أتاح وجود حالة من التواصل التفاعلي بين تلك الهيئات وبين الفئات المستهدفة، لتقديم رسالتها باللغة المحلية.

تنشط روسيا، كغيرها من الدول، لتعريف القارئ خارج الحدود على وجه حداثي جديد، في مواكبة التغيرات التي تعصف بالعالم من جهة، ولضمان موقع على خارطة الإعلام الذي لا يقلّ حدّة وخطورة عن اللعبة السياسية من جهة أخرى. ومن هذا المبدأ يتوجّه موقع &laqascii117o;روسيا ما وراء العناوين" نحو الجمهور العربي ـ من ضمن مجموع القراء حول العالم ـ بشعار &laqascii117o;أخبارنا، بلغتكم الأم" لتقديم صحافة جديدة يجرّب فيها خلق توازن بين الرؤية التي ينقلها، وهي هنا ضمن المنظور الروسي للأحداث، وما يجذب اهتمام المتابع. يقدّم الموقّع أخباراً وخيارات متنوّعة، تشمل ما هو محلي وعالمي في قالب واحد أصبحت آليات التأثر والتأثير فيه تشكّل هوية وطابع العلاقة بين من يُصدر الخبر ومن يتلقاه.

موقع &laqascii117o;روسيا ما وراء العناوين" هو جزء من مؤسسة Rascii117ssia Beyond The Headlines التي تعدّ مركزاً إعلامياً متكاملاً متعدد اللغات يقوم على مبدأ إصدار الأخبار وتوزيعها من مركز رئيس إلى مراكز فرعية. تصدر المادّة على شكل ملاحق صحافية في 21 بلدا، في 14 لغة عبر التعاون مع 26 صحيفة عالمية (من ضمنها &laqascii117o;واشنطن بوست"، &laqascii117o;نيويورك تايمز"، لوفيغارو، &laqascii117o;لا ريبوبليكا"، و&laqascii117o;ال بايس"، فيما تصدر النسخة العربية من الملحق مع صحيفة &laqascii117o;الخليج" الإماراتية). كما يقوم الموقع الالكتروني بدعم 16 لغة عالمية من الأكثر انتشاراً كالانكليزية والاسبانية والفرنسية والألمانية والعربية مروراً باللغات الآسيوية. يعبّر الموقع عن رسالته بكونه &laqascii117o;صلة وصل بين المجتمع الروسي وجماهير القراء الأجانب، وتقدم المؤسسة منبرها الإعلامي لحوار متوازن ومهني على الصعيد الدولي"، وهي بهذا تتيح للقارئ الاطلاع على أخبار لا تقدّمها له، بالضرورة، وسائل إعلامه المحلية، لا سيما في الشؤون السياحية والاجتماعية والاستطلاعات التي تقترب أكثر من واقع المجتمع الروسي.

يأتي تمويل RBTH من صحيفة &laqascii117o;روسيسكايا غازيتا" اليومية، التي تخصص جزءاً من إيراداتها وعائداتها من الإعلانات والمبيعات لتمويل المؤسسة. أما العملية التحريرية فتتم داخل مكتب مركزي يقوم المحررون فيه باختيار الأخبار وتصنيفها وفرزها حسب المناطق والمواقع واللغات التي ستنشر بها، قبل أن تتم مراجعتها من قِبل كوادر تحرير مختصة حسب المناطق مع محررين مساعدين، وصحافيين مستقلين متعاونين مع الموقع لتدقيق المواد بلغاتهم الأصلية قبل نشرها للقراء. وتحرص هيئة التحرير في هذا الصدد على اختيار مواد كتبت في غالبيتها لصالح المؤسسة الأم ليتمّ نشرها لاحقاً باللغات المتاحة.