- صحيفة 'لوس انجلوس تايمز'
مرور السفن الحربية الإسرائيلية عبر قناة السويس يسبب ضجة
جيفري فلايشمان و باتشيفا سوبلامان /24-7-2009
أبحرت سفينتي ساعر على الأقل من الطراز الخامس وغواصة دولفين عبر قناة السويس في الأسابيع الأخيرة مما حث على ظهور تكهنات حول نيات إسرائيل. وتشمل السيناريوهات المحتملة إرسال رسالة إلى إيران بشأن القوة العسكرية الإسرائيلية، وإعطاء الانطباع بأن إسرائيل ومصر، التي تسيطر على السويس، يتعاونان بشكل وثيق ضد التهديدات الأمنية الإقليمية.
ولم تقل الحكومة الإسرائيلية شيئا يذكر يفسر لماذا كانت السفن في مهمات عبر السويس، ولكن هذه المهمات تأتي في وقت أصبحت فيه إسرائيل حريصة على وقف برنامج إيران النووي. وهذا يتناسب مع محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للربط بين حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وبين الاتفاقات مع الدول العربية لمساعدة إسرائيل في مواجهة إيران.
وقد أبحرت السفينتين الحربيتين -- إيلات وهانيت -- عبر السويس باتجاه البحر الأحمر هذا الشهر، للمشاركة وقفا لما قيل انه مناورات مع القوات الأمريكية، ولمنع تهريب الأسلحة من الوصول إلى قطاع غزة. كما عبرت الغواصة، التي يعتقد أنها قادرة على حمل رؤوس نووية، القناة في أواخر حزيران للمشاركة في تدريبات بحرية.
ورسم محللون إسرائيليون تكهنات أوسع نطاقا، وأشاروا إلى أن إسرائيل قد تستخدم القناة لتصل بسرعة إلى الخليج والمياه الإيرانية. وكتب خبير الدفاع الإسرائيلية رون بن يشاي على موقع يدعوت احرنوت أن المهمة 'تدل على تحسن في العلاقات الإستراتيجية الإسرائيلية المصرية. وأضاف 'ينبغي على إدارة أوباما أن تلحظ بارتياح مرور الغواصة الإسرائيلية عبر قناة السويس، وتنظر إلى الأمر على أنه دليل على أن ما تبذله من جهود لتحقيق التعاون الإقليمي لدرء الخطر الإيراني بدأت تؤتي ثمارها'.
مصر لا تنظر إلى المسألة بهذه الطريقة، على الأقل ليس علنا. حيث كانت القاهرة، التي وقعت اتفاقية كامب ديفيد معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر في أواخر السبعينات، قد تعرضت لانتقادات عربية لسنوات بسبب قربها من المصالح الأمريكية والإسرائيلية. لكن مصر، شأنها في ذلك شأن إسرائيل، قلقة من طموحات إيران النووية وغاضبة من تأثير طهران على الجماعات الإسلامية المسلحة مثل حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة.
وقد كانت مصر وإيران تحاولان إصلاح العلاقات، إلا أن القاهرة لا تزال بعيدة عن وضع ثقتها بحكومة تعتبرها تريد تقويض مكانتها في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط انه يمكن لأي سفينة لا تعرض بلاده للخطر استخدام المجرى المائي الذي يربط البحر المتوسط والبحر الأحمر. ولكنه اختصر تعليقاته ولم يشر إلى علاقة مصر مع إسرائيل، التي كانت شائكة منذ التوغل الإسرائيلي في قطاع غزة في كانون الثاني. كما انتقدت القاهرة حكومة نتنياهو المحافظة بأنها تقوض عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
إن تحفظ أبو الغيط، مع ذلك، لم يمنع أصوات المعارضة السياسية من التعبير عن غضبها، قائلة أن القاهرة لديها علاقات دافئة جدا مع الدولة اليهودية. وقال سيد خليفة، الذي هو عضو في جماعة الإخوان المسلمين داخل البرلمان المصري، للصحافيين في إشارة إلى ما تقوم به إسرائيل في غزة 'كيف يمكن أن تسمح السلطات المصرية بحدوث شيء كهذا في الوقت الذي تثبت إسرائيل كل يوم أنها تنتهك معاهدة كامب ديفيد للسلام؟'. وأضاف 'كيف يمكن لهذه المعاهدة أن تبقى موجودة حتى الآن، بعد كل هذه الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية كل يوم؟'
وقد تولد الكثير من الغلو في وسائل الإعلام الإسرائيلية في حين بقي الجيش الإسرائيلي غامضا حول المهمات والتكتيكات. وقد يناسب ذلك الحكومة الإسرائيلية التي تركت طهران تخمن ماذا يحدث. وذكر تلفزيون برس الإيراني أن 'تل أبيب أخذت خطوة أقرب إلى الحرب مع طهران حين أبحرت السفينتين الحربيتين الإسرائيليتين عبر قناة السويس ضمن مدى صواريخ كروز الإيرانية'.
وقد جاءت أخبار الرحلات في الوقت الذي قال فيه نائب الرئيس جو بايدن، في رحلة إلى الشرق الأوسط ، أن إسرائيل حرة في حماية نفسها إذا ما شعرت بأنها مهددة من جانب إيران.
وقال بايدن 'يمكن لإسرائيل أن تقرر لنفسها -- إنها دولة ذات سيادة -- ما هو في مصلحتها وما تقرر القيام به بالنسبة لإيران وغيرها'. وأوضح الرئيس أوباما في وقت لاحق إن إدارته لم تعط موافقتها لهجوم إسرائيلي على إيران وان المسؤولين الأمريكيين شددوا على تجنب وقوع نزاع كبير في منطقة الشرق الأوسط.
كل ذلك قد ترك مصر في موقف حساس حيث أنها لا تريد أن تظهر بموقف مساعد لإسرائيل فيما يسعى أبو الغيط للتقرب من طهران.
وقال احمد عبد الحليم، وهو محلل سياسي ولواء مصري متقاعد،'أنا أختلف تماما مع الادعاءات القائلة بأن مصر سمحت بمرور السفن الحربية في محاولة لإظهار أن مصر وإسرائيل يمكنهما العمل والتعاون معا لمكافحة تهديد الجمهورية الإسلامية في المنطقة، ونحن نعلم جميعا أن هناك توترات في العلاقات المصرية الإيرانية، ولكن هذا لا يعني أن القيادة المصرية غبية لدرجة أنها تستفز إيران بفعل مثل هذا.' وأضاف: 'أنا أشك حقا في أن أبو الغيط يحاول التقرب من النظام الإيراني في الوقت الذي يحاول فيه نظامه إظهار أنه يتخذ من إسرائيل حليفا ضد إيران'.
خلال تزويد الصحفيين بمعلومات في قاعدة بحرية في حيفا في إسرائيل، قال مصدر عسكري أن السفن الإسرائيلية لديها 'أنشطة روتينية' في قناة السويس والبحر الأحمر. وتقول مصر أن قناة السويس كانت مفتوحة أمام السفن الحربية الإسرائيلية لعقود من الزمن، إلا أن إسرائيل، لما لديها من ومخاوف مخابراتية وأمنية في ما يتعلق بمهماتها البحرية، لم تكن تمر عبر القناة إلا لماما. وأشار المصدر العسكري الإسرائيلي أن السفن الحربية قد عبرت القناة قبل هذا العام.
- 'غلوبال بوست'
تحسن العلاقات السورية السعودية
بن جيلبرت / 24-7-2009
بعد ثلاث سنوات من تجميد العلاقات من جانب الرياض، دمشق تجد نفسها محل محاباة مجددا. لماذا الآن؟
بعد ثلاث سنوات من العلاقات الباردة من جانب لاعب ثقيل إقليميا هو المملكة العربية السعودية، يبدو أن الهواء في دمشق فقط بات أكثر دفئا. قبل سنة ونيف فقط، كانت العلاقات بين السعودية وسوريا قد وصلت إلى أدنى مستوياتها. حيث رفضت الرياض إرسال مبعوث رفيع المستوى لجامعة الدول العربية المنعقدة في دمشق.
ويعود انهيار العلاقات بين البلدين إلى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والسعودية، في عام 2005. وقد اُتهمت سوريا بعملية الاغتيال، واضطرت تحت الضغوط الدولية والإقليمية، إلى سحب قواتها بعد احتلال وإدارة لبنان إلى حد كبير منذ انتهاء الحرب الأهلية في البلاد عام 1991. وفي المقابل تنفي دمشق أي دور لها باغتيال الحريري.
مع الاغتيال، اعتمدت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية سياسة عزلة دبلوماسية تجاه سوريا. واستدعت الولايات المتحدة سفيرها في سوريا، واتهمت سوريا ليس فقط باغتيال الحريري، ولكن بتمويل ومساعدة المسلحين في العراق الذين يحاربون القوات الأمريكية هناك. كما استاء مسؤولون أمريكيون من سوريا لمساعدة إيران على تسليح حزب الله في لبنان.
ويقول محللون أن المصالحة بين سوريا والسعودية هي فقط احدث خطوة في الذوبان الإقليمي الذي بدأ يوم تولى الرئيس الأمريكي باراك أوباما مقاليد السلطة. وقد خفف قرار الإدارة تغيير السياسات لصالح الجزر أكثر من العصي، من حدة التوتر في المنطقة. فهل تحسن العلاقة بين السعودية وسوريا هو حالة تصويب تحالف إقليمي طبيعية، أم أنها محاولة من قبل عصابة للتودد إلى الطفل الذي لا يحظى بشعبية في المدرسة لأن الولد المتنمر رضي عنه مرة أخرى؟ كما هو الحال دائما في الشرق الأوسط، إن الإجابة تعتمد على المكان الذي جئت منه.
وقال بول سالم مدير مركز كارنيجي في الشرق الأوسط 'إن السياسة السعودية لعزل سوريا والتي استمرت لسنوات طويلة كانت تعتمد على أن الولايات المتحدة تقوم بالشيء نفسه. وعندما أصبح واضحا أن أوباما لن ينتهج سياسة العزلة، لم يعد بإمكان السعوديين أن يعزلوا سوريا بأنفسهم'. وفى أواخر حزيران الماضي أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل سفيرا إلى دمشق.
في 28 حزيران، زار أمير سعودي، يرافقه وزير الإعلام السعودي -- وهو سفير سابق في بيروت -- الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق. جاء ذلك في إعقاب اجتماعين آخرين بين اثنين من كبار المسؤولين السعوديين والسوريين في قمتي الكويت والدوحة في كانون الثاني وآذار من هذا العام، بعد القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.
وفي 2 تموز، أفادت وسائل الإعلام السعودية أن المملكة سترشح سفيرا إلى دمشق للمرة الأولى منذ أكثر من عام.
وقال مستشار ملكي سعودي لصحيفة وول ستريت جورنال 'إننا نذكر [السوريين] بالروابط الطبيعية التي نتشاطرها'. وأضاف 'لقد قدمنا لهم وسيلة للخروج من الحفرة التي حفروها لأنفسهم' في إشارة إلى تحالفهم مع إيران.
قبل اغتيال الحريري، كان لدى سوريا والمملكة العربية السعودية علاقات اقتصادية وسياسية قوية. وبعد الانسحاب السوري المهين من لبنان في عام 2005، وجراء جهود الرئيس جورج بوش لقلب الوضع الراهن في المنطقة من خلال العقوبات (المفروضة على سوريا في عام 2003) والقوة، تعزيزت علاقات السوريين مع إيران.
وفيما ازدادت حدة التوتر والتصريحات بين إدارة الرئيس جورج بوش والمملكة العربية السعودية وحلفاءهم اللبنانيين الذين يرأسهم سعد الحريري، نجل رفيق، من جهة، وسوريا وحلفائها اللبنانيين الذين يقودهم حزب الله، من جهة أخرى، كان لبنان هو الذي يعانى...
ويقول سالم انه مع عودة الحوار، عادت سوريا إلى الدور التي كانت تمارسه قبل عام 2005 في بلاد الشام بوصفها 'الجسر، الذي يحفظ التماسك'. وأضاف 'هذا تجديد لدورها في المنطقة'. 'إذا كان بإمكانك أن تضع سوريا، والسعودية، ولبنان والعراق وبعض دول الخليج تحت المظلة الأميركية، فإن ذلك يعد أمرا هاما جدا، وهذا هو ما يحدث.' ويقول سالم لكن هذا لا يعني أن سوريا ستقطع علاقاتها مع إيران في أي وقت قريب، أو مع حزب الله أو حماس. كذلك لن تخفف الولايات المتحدة أو تنهي العقوبات بحق سوريا. وأضاف سالم أن'كسر سوريا بعيدا عن إيران ليس هو الهدف، لكنه بات لديك إلى جانب العلاقات السورية الإيرانية مجموعة مهمة للغاية من العلاقات الجديدة أو المتجددة في وحول سوريا والتي هي مفيدة جدا لسوريا وسيكون لها أثر بالتأكيد على صنع القرار'.
ويقول سامي المبيض، وهو محلل سياسي سوري ورئيس تحرير مجلة فورورد في دمشق، إن السوريين مستعدون للعمل مع جميع الأطراف في لبنان 'بشرط أن يكون هناك ضمانات دولية'. وأضاف 'إذا ما بدأوا باستخدام حكومة (رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري) للحديث عن نزع السلاح، أو لنشر خطاب صاخب جدا مناهض لسوريا من بيروت، فان السوريين لن يقبلوا ذلك'. 'لكن ما داموا يقولون للسوريين أنهم يريدون العمل معا للخروج من هذه الفوضى، فإن السوريين مهتمون بالتعاون، وكثير من هذا التعاون له علاقة بالمملكة العربية السعودية'.
ويقول مايكل يونغ، المحرر في صحيفة الديلي ستار في بيروت، ومؤلف العديد من المقالات التي تنتقد التدخل السوري في لبنان، أن المصالحة الإقليمية هي خطوة إيجابية من أجل لبنان، لكنه يشعر أنه لن يجر التصدي للعديد من القضايا الرئيسية في لبنان حتي يتم تغيير الوضع الراهن غير المستقر. وأضاف يونغ أن المصالحة'لا تحل مسألة سلاح&laqascii117o; حزب الله ". ولا تحل مسألة ما يحدث إذا ما وقعت حرب جديدة في جنوب لبنان. كما أنها لا تحل مسألة النوايا السورية تجاه لبنان، لقد وصل السوريون والسعوديون إلى توازن، ولكنها لم يغيروا جوهريا حقيقة أنه أن سوريا ترغب في أن يكون لها كلمة فصل في الشؤون اللبنانية. وأعتقد أنهم يظنون أن السعوديين مستعدون لمنحهم أكثر مما سيعطونهم'.
يشعر المبيض بنفس الشعور في ما يتعلق بحل القضايا التي ليس لها حل، ولكنه قضايا مختلفة. لقد طالبت سوريا بعودة مرتفعات الجولان المحتلة في مقابل أي اتفاق سلام مع إسرائيل. ووفقا للمبيض إن محادثات السلام ينبغي أن تأتي قريبا في أعقاب الانفراج الإقليمي الجديد، وذلك قبل أن تفقد العلاقات المتجددة زخمها. وقال 'إن الحوار من أجل الحوار سيكون إهدارا للوقت. اعتقد انه يجب ممارسة ضغوط حقيقية على (رئيس وزراء إسرائيل) نتنياهو للتخلي عن الأرض المحتلة. وهذا ما يريده السوريون. ما يريدونه من أوباما هو تحسين العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، وقفزة تبدأ عملية السلام'.
ويشاع أن هناك قمة بين الحاكم السعودي الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد. كما دعا الأسد أوباما إلى دمشق لإجراء محادثات مباشرة. وقد قبل أوباما الدعوة، ولكنه لم يذكر إذا ما كان سيذهب، أو متى سيذهب. ينبغي على الولايات المتحدة أن تبعث بسفير أولا، وهو أمر مقرر أن يحدث في الأشهر المقبلة. في غضون ذلك، يتمتع لبنان بأول صيف يعم فيه السلام منذ عام 2005.
- موقع 'كاونتر بانش'
البوارج الحربية الإسرائيلية في البحر الأحمر
ناديا الحجاب / 24-7-2009
أبحرت سفينتين حربيتين إسرائيليتين عبر قناة السويس المصرية في البحر الأحمر الأسبوع الماضي. إن خبرا كهذا والذي بالكاد تصدر العناوين في وسائل الإعلام في الولايات المتحدة، كان ينبغي أن يثير بعض الأسئلة: هل ستقوم إسرائيل حقا بمهاجمة إيران؟ ماذا سيقول القانون لإسرائيل -- والى مصر؟ وهل سيعمل العالم على منع الحرب؟
إن فكرة هجوم إسرائيلي على إيران هي أمر غير وارد. فهجوم كهذا يمكن إن يدمر إيران ويثير مضاعفات أبعد من هجوم مضاد على إسرائيل. فالغبار النووي يمكن أن يؤثر على الدول المجاورة. وقد يصبح الأميركيون في المنطقة وفي أماكن أخرى عرضة للخطر. كما يمكن لإيران أن تغلق مضيق هرمز الذي يمر من خلاله نحو 20 ٪ من التدفقات العالمية للنفط ، وربما يؤدى ذلك إلى سقوط الاقتصاد العالمي الذي هو على ركبتيه الآن بالفعل. وكما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر قمة الثماني، إن مثل هذا التصرف من جانب واحد سيكون بمثابة 'كارثة مطلقة'.
إن باراك أوباما يريد حلا دبلوماسيا للمواجهة مع إيران بشأن برنامجها النووي، ولعل كل ما نراه هو قرع إسرائيلي لطبول الحرب. وإذا كان هذا هو كل شيء، فلا يزال الأمر مفيدا لإسرائيل. لقد قال الإستراتيجيون الإسرائيليون بصراحة أنهم يفضلون محمود أحمدي نجاد في السلطة -- ومن المرجح أن تبقي خطاباته المثيرة إيران على خلاف مع العالم -- إن أي تهديد خارجي يعزز نجاد ضد خصومه الإصلاحيين. كما أن المناورات العسكرية الإسرائيلية تعزز أيضا تصميم إيران على البحث عن ردع نووي، وبالتالي إبقاء البلاد معزولة. وذلك يصرف الانتباه عن برنامج إسرائيل الذي لا يكل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومع ذلك، إننا لا يمكن أن نستبعد هجوما كهذا: فمن المعروف عن إسرائيل أنها تفعل المستحيل. ولا يمكن للعالم أن ينتظر ليرى. إن الولايات المتحدة بشكل خاص تحتاج إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات التي لها علاقة بالعضلات...
- صحيفة 'كرستيان ساينس مونيتر'
احترسوا من رد الفعل الإيراني
جوشوا غلايس / 23-7-2009
فيما تتزايد الآمال بأن الاضطرابات السياسية الإيرانية ستؤدي في نهاية المطاف إلى تغييرات إيجابية في النظام، يجب أن نوجه كلمة تحذير للغرب: عندما تشعر القوى في منطقة الشرق الأوسط بأنها محاصرة، فإنها تميل إلى التأرجح بطريقة عمياء باتجاه الدول الخارجية.
وفيما يشير الرئيس أوباما إلى أن الولايات المتحدة لا تقف وراء الاضطرابات في إيران، فإن النظام الإيراني قد حذر الأميركيين بالبقاء بعيدا عن شؤونه. وقد زاد ذلك من حدة التوتر، مما اخرس فرص نجاح المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة وأوروبا.
إذا استمرت الضغوط الداخلية، وشعرت النظام الإيراني الحالي بقيادة آية الله خامنئي بالمزيد من التهديد، فإن لديه القدرة على تحويل الأمور إلى صورة قبيحة وبسرعة.
وقد تقرر إيران تصعيد التوتر مع بريطانيا، علما أن المملكة المتحدة لديها قدرة محدودة على الرد. ففي آذار 2007، اعتقل الإيرانيون 15 بحارا بريطانيا تحت تهديد السلاح واحتجزوهم لمدة أسبوعين تقريبا ، زاعمين أنهم 'غزوا' المياه الإيرانية.
وفي كلا هذا الحالة وعند حدوث الاعتقالات الأخيرة لموظفي السفارة البريطانية، حذرت بريطانيا من عواقب خطيرة لعمليات التخويف الإيرانية، لكنها تراجعت عن الامر عندما تم إطلاق سراح موظفيها.
وقد تقرر إيران، بوصفها أكبر دولة راعية للجماعات الإرهابية استخدام القوة عبر وكلائها في لحزب الله لتنفيذ هجوم إرهابي قاتل. فمن المعروف أن خلايا حزب الله تعمل في جميع أنحاء العالم. ومؤخرا، حذر نائب مفوض شرطة مكافحة الإرهاب في مدينة نيويورك من أن حزب الله هو أكثر خطورة من تنظيم القاعدة.
إذا ما شعرت القيادة الإيرانية بأن نظامها في خطر، فإنها يمكن أن تجيز اتخاذ إجراءات لإعادة تركيز اهتمام المجتمع الدولي، وتتيح لنفسها بذلك فرصة أكبر للقضاء على المنشقين الإيرانيين.
وقد تأخذ هذه الإجراءات شكل هجوم إرهابي كبير، على غرار الهجوم الذي نفذته في عام 1994 في بوينس آيرس في مركز الجالية اليهودية. ويمكن أيضا أن يتخذ شكل تجديد المحاولات العدائية على الحدود الشمالية لإسرائيل، سيما وأن حزب الله لم يحصل على الأغلبية في الانتخابات الأخيرة، حيث أكد مجددا على دعمه لقيادة خامنئي.
وهناك تدبير آخر يمكن أن يأتي في شكل برنامجها النووي. إن إيران تسعى للحصول على التكنولوجيا النووية وقد أعربت إسرائيل عن قلقها من أن إيران تسرع برنامجها لتطوير الصواريخ. إذا ما تواصلت المماطلة في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، قد تشعر إسرائيل أو الولايات المتحدة بأنهم مجبرون على الرد بقوة.
هذه هي أسوأ السيناريوهات، ولكن بالنظر إلى الكيفية التي أخذت فيها الاضطرابات الداخلية لإيران الجميع على حين غرة، فإن الدول الغربية ينبغي أن تكون مستعدة لمواجهة إي سيناريو. يجب أن تزيد من واشنطن استخدام الدبلوماسية القسرية والدبلوماسية العامة، كما فعلت الإدارات السابقة ونجحت في البلقان وهايتي. يجب أن تدع الإيرانيين يعرفون ذلك ويدركون ما قد تحاول القيام به، وأنها لن تتسامح مع مثل هذه التحركات.
- موقع 'إيغزامينير'
حماس تقلد خدعة الأسير التي قام بها حزب الله / 23-7-2009
قبل بضع سنوات، رتب حزب الله وإسرائيل تبادلا غير متوازن للأسرى – بضعة يهود مقابل مئات العرب. وكانت الأدلة قوية على أن الأسرى اليهود كانوا أمواتا. وقد تجاهلت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأدلة، ولم يعرف الرأي العام الإسرائيلي أنه تم خداعه حتى عادت الجثث إلى إسرائيل. ودل هذا الحادث على انعدام الضمائر لدى وسائل الإعلام مقابل استرضاء العرب، وحماقة الحكومة.
ويبدو أن ذلك يحدث مرة أخرى مع حماس. حيث يتحدث المسؤولون في حماس بحذر بشأن ما إذا كان السجين الإسرائيلي على قيد الحياة. المسؤولون الإسرائيليون لا يسألون عن الأمر ولا يصرون عليه. وعلى أية حال، قد تكون حماس تصنع حمقى من الإسرائيليين مرة أخرى.ووسائل الإعلام لا تشير إلى سوء أخلاق حماس فيما تحاول إطلاق سراح إرهابيين.
إذا ما كانت إسرائيل تتبع اليهودية، فإنها لن تطلق سراح يهودي واحد مقابل المئات الذين سيرتكبون المزيد من أعمال الخطف والقتل بالتأكيد.
إن إسرائيل تكرر أخطاءها، وذلك لأن اليسار مصبوغ جدا بسياسة وأيديولوجيا التهدئة بشكل كاف لقبول الأخطاء وإعادة تقييم أيديولوجيتهم. إنهم لا يدرسون فكر العدو، ولكن يفترضون بشكل مغلوط أن العدو يفكر مثلهم