- موقع 'غورنالي'
سيناريو مفترض لضرب ايران! / 25-9-2009
أورد الموقع تقريراً أصدره مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن تحت عنوان 'السيناريو الكامل للهجوم الاسرائيلي على ايران '، وجاء فيه:
تسعون طائرة مقاتلة اسرائيلية ستعبر الاجواء باتجاه الحدود التركية - السورية، يرافقها جميع طائرات التزود بالوقود التي تمتلكها اسرائيل لتواصل طريقها باتجاه شمال العراق، ومن هناك الى ايران لتسقط قنابل زنة 2 طن، واخرى تزن 2250 كغم على المنشأت النووية الايرانية، مدعومة بحوالي 42 صاروخ من طراز 'ارض - ارض' تنطلق من الاراضي الاسرائيلية لتصيب اهدافها في ايران بدقة كبيرة او هكذا يفترض بها، واذا ما تم تدمير المفاعل النووي في 'بوشهر' فان الاف البشر في منطقة الخليج سيلقون حتفهم جراء تعرضهم للاشعاع، اضافة الى اعداد كبيرة ستعاني امراض السرطان، بهذه المقدمة البسيطة والمخيفة افتتح مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن ما اسماه بالسيناريو الكامل للهجوم الاسرائيلي المفترض على ايران والذي توقع بأن حدوثه لن يتجاوز نهاية العام الحالي.
وتناول التقرير الذي يعتبر الاول من نوعه من حيث تناوله لخيارات اسرائيل وقدراتها العسكرية والقدرات النووية الايرانية وقدرات الدفاع الجوي الايراني، اضافة الى مخزون الصواريخ لدى الدولتين واحتمالات الهجوم الاسرائيلية وتوقيتاته المفترضة والادوات والوسائل المتبعة جنبا الى جنب مع ردود الافعال الايرانية المتوقعة على مثل هذه الهجوم.
وتوصل معدو التقرير 'توكان' و'غوردسمن' بعد تحليل كافة الخيارات الهجومية المتوفرة لدى اسرائيل الى نتيجة بان هجوما جويا اسرائيليا ضد منشآت ايران النووية امرا متوقعا وممكنا لكنه سيكون معقدا ويحمل في طياته مخاطرا كبيرة على الصعيد التنفيذي دون ان يضمن مستويات نجاح كبيرة لذلك يعتبر مثل هذا الهجوم خطرا بشكل لا مثيل له او لم يسبق اختباره.
واول المشاكل التي اشار اليها التقرير المشكلة الاستخبارية او للدقة غيبا المعلومات الاستخبارية حيث لا يوجد معلومات حول احتمالية امتلاك ايران منشآت سرية لتخصيب اليورانيوم ما يعني بان اسرائيل ستهاجم المواقع المعروفة كون الاستخبارات الغربية لا تمتلك معلومات عن وجود اماكن سرية ما يعني بقاء خطط ايران لتخصيب اليورانيوم في مواقعها السرية دون ضرر وتعمل بشكل عادي ما يعني فشلا للهجوم الاسرائيلي.
ولحقيقة وجود عشرات المواقع النووية الايرانية المنتشرة على مدى مساحة الجمهورية الاسلامية ولغياب امكانية تدميرها جميعا بحث معدو التقرير احتمالات وخيارات الهجوم على ثلاثة مواقع ايرانية فقط تشكل نواة مشروع دورة الوقود 'النووي' التي تحتاجها ايران لانتاج المواد اللازمة للاسلحة النووية وسيؤدي تدميرها الى تعطيل المشروع النووي لعدة سنوات وهذه المواقع هي مركز البحوث النووية في اصفهان، منشاة تخصيب اليورانيوم في نتاز، مفاعل المياه الثقيلة الذي سينتج مستقبلا مادة البلوتونيوم والواقع في اراك.
وسيلجأ سلاح الجو الاسرائيلي الى استخدام تكنولوجيا متقدمة جدا تمكن اختراق منظومات الاتصالات واجهزة الرادار التابع للدول التي ستحلق فوقها طائرات F15 و F16 لمنع اكتشافها وهي في طريقها الى ايران.
ووفقا للخبراء جرى استخدام مثل هذه التكنولوجيا خلال الغارة الاسرائيلية على الاراضي السورية عام 2007 حيث جرى تركيب اجهزة التشويش هذه على طائرتين من نوع G550 ابتاعتها اسرائيل خلال الاعوام الماضية.
وجاء في التقرير بانه وحتى يتم مهاجمه المواقع الايرانية الثلاثة هناك حاجة لارسال ما لا يقل عن 90 طائرة حربية ما يعني جميع طائرات 15E-F الـ25 التي تمتلكها اسرائيل اضافة الى 65 طائرة 16C/I-F وجميع طائرات التزود بالوقود التي يمتلكها سلاح الجو الاسرائيلي وخمس طائرات هركوليس واربع طائرات بوينغ 707 ، وسيتم تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في طريق الذهاب وطريق العودة وسيجد سلاح الجو صعوبة كبيرة في ايجاد منطقة يمكن لطائرات التزود بالوقود التحليق فوقها دون ان يكتشف امرها على يد السوريين او الاتراك.
وتعتبر طبيعة المنشاة النووية الايرانية في متناز والمخفية عميقا في باطن الارض احدى المشاكل التنفيذية العصية الى حد كبير على الحل حيث اقيم جزء من المنشاة المتخصصة في تخصيب الوقود النووي على عمق 8 امتار تحت الارض تغطيها طبقة من الباطون المسلح بسمك 2.5 متر اضافة الى كون المنشاة ذاتها محمية بجدار اسمنتي اخر وقام الايرانيون عام 2004 بتعزيز التحصينات المحيطة بالجزء الاخر من المنشاة المذكورة والذي يحتوي على اجهزة الطرد المركزي حث قاموا بدفنه على عمق 25 مترا تحت سطح الارض اضافة الى تغطيته بسطح اسمنتي يصل سمكه الى عدة امتار ويعتبر هذا الجزء مركبا اساسيا وجوهريا من مركبات انتاج الاسلحة النووية وتدل التحصينات المكثفه على اهمية منشاة نتاز.
وحتى يتغلب سلاح الجو الاسرائيلي على التحصينات الايرانية سيستخدم نوعان من القنابل من انتاج امريكي ترجح مصادر اجنبية ابتياع اسرائيل 600 قذيفه منها.
وحملت هذه القذائف اسم 'مدمرة الخنادق والتحصينات' ويرمز لها بـ 27-GBascii85 واليت تزن 900 كغم وتخترق طبقة اسمنت بسماكة 2.4م فيما يرمز للنوع الثاني بـ 28-GBascii85 وتزن 2298 كغم وتستطيع اختراق طبقة اسمنتية بسماكة تصل الى 6 امتار اضافة الى طبقة من الرمل والاتربة بسمك 30 سم وحتى يتم ذلك يتوجب على الطائرات الاسرائيلي اصابة الاهداف بدقة متناهية ومن زاوية صحيحة.
وحتى بهذه التجهيزات لم تنتهي التحديات التي ستواجه الطائرات الاسرائيلية حيث اقامت ايران منظومة دفاع جوي كثيفة ستجعل امر وصول الطائرات الاسرائيلية الى اهدافها دون ان تصاب امرا صعبا وتضم المنظومة الايرانية صواريخ من طراز هوك و 5-SA- 2-SA ,SA-7 ,SA-15 اضافة الى صواريخ ستينغر و 1700 مدفع مضادر للطائرات جرى نصبها بالقرب من المنشات النووية الايرانية وذلك دون ان نغفل طائرات سلاح الجو الايراني التي قد تشترك في الدفاع عن سماء الجمهورية ورغم ان الطائرات الايرانية تعتبر قديمة الا انه يجب عدم اغفال وجود 158 طائرة تحاول احباط الهجوم الاسرائيلي.
ويمكن اعتبار كافة الدفاعات الايرانية سابقة الذكر وكأنها غير موجودة او في درجة الصفر اذا ما قورنت بمنظومة الصواريخ الروسية 300VS (SA-12 Giant), التي يعتقد بان ايران قد ابتاعتها سرا خلال الفترة الاخيرة واذا صحت هذه المعلومات فان جميع حسابات سلاح الجو الاسرائيلي وجميع الاعتبارات سواء مع او ضد الهجوم على ايران ستتغير لان المنظومة الروسية متطورة جدا وحصينة اما اي تشويش وان نتيجة اي هجوم عليها ستكون تدمير ما بين 20-30% من القوة المهاجمة اي سيتم تدمير ما بين 20-30 طائرة اسرائيلية من مجموع الطائرات المهاجمة التسعين وهو ثمن لا يمكن لاسرائيل التسليم به.
اذا ما تقرر الهجوم على المفاعل النووي المشهر الكائن في بوشهر فان الامر سيؤدي الى كارثة بيئية موت الكثير من البشر وسينتشر التلوث الاشعاعي المنبعث من المواد المشعة في منطقة واسعة جدا وسيفقد الاف الايرانيين القاطنين بالقرب من المفاعل حياتهم فورا اضافة الى الاف سيصابون بامراض السرطان المختلفة وبسبب الرياح الشمالية التي تهب على المنطقة معظم ايام العام، يؤكد معدو التقرير بان التلوث الاشعاعي سيضرب دولة البحرين وقطر والامارات العربية.
ان المخاطر الكامنة في الهجوم الجوي ضد ايران يمكن الغائها اذا ما تقرر استبدال الهجوم الجوي بضربات صاروخية باليستية حيث لا يوجد لدى ايران قدرات دفاعيه لمواجهة صواريخ ارض- ارض، وفي هذا السياق بحث التقرير في قدرات اسرائيل الصاروخية واشار الى ثلاثة انواع من الصواريخ جرى تطويرها اسرائيليا وهي يريحو 1 و 2و3 ويصل مدى الصارخ الاول الى 500 كم ويحمل رأسا حربيا بزنة 450كغم ويقادر على حمل رأس نووي يزن 20 طن، فيما يصل مدى الصاروخ يريحو 2 الى 1500 كم ودخل الخدمة الفعلية عام 1990 ويستطيع حمل رأس نووي يزن 1 ميغا طن فيما يصل مدة يريحو 3 الذي يعتبر عابرا للقارات من 4800- 6500 كم ووفقا للخبراء كان مقررا ان يدخل الخدمة الفعلية عام 2008 ويستطيع حمل رأس نووي يصل وزنه الى اكثر من ميغا طن واحدة.
وامتنع معدو التقرير عن التلميح لامكانية استخدام اسرائيل للرؤوس النووية مشيرين الى ضرورة اطلاق 42 صاروخا لتدمير الاهداف الايرانية الثلاثة على فرض ان جميع الصواريخ ستصيب اهدافها بدقة وهذا امر صعب جدا حيث لا يكفي اصابة منطقة الهدف لتدميره ويجب اصابة مناطق محددة جدا في تلك الاهداف لا يزيد حجمها عن عدة امتار وهنا يثار الشكل حول امكانية الاعتماد على دقة صواريخ يريحو.
وفيما يتعلق بالموعد الافتراضي للهجوم الاسرائيلي قدر معدو التقرير ان عدة معطيات قد تسرع عملية اتخاذ القرار والهجوم على ايران خلال العام الحالي منها امكانية نجاح ايران عام 2010 في تشكيل تهديد جدي لدول الجوار واسرائيل بعد امتلاكها قدرات نووية عسكرية تردع اسرائيل والولايات المتحدة وتمنعهما من شن هجوم عليها اضافة الى امكانية امتلاكها صواريخ باليستية دقيقة الاصابة تحمل رؤوسا غير تقليدية وكذلك المخاوف من امتلاك ايران لمنظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز 003V-S ما قد يشكل عاملا مسرعا في اتخاذ قرار الهجوم.
كيف سترد ايران؟
جهد معدو التقرير في تحليل سبل وطبيعة الرد الايراني على الهجوم الاسرائيلي مؤكدين بان الايرانيين سيزيدون من عزمهم وقدراتهم على استكمال مشروعهم النووي حتى يتسنى لهم ايجاد قوة ردع موثوق بها امام عدوانية اسرائيل، وفي هذا السياق ستعلن ايران انسحابها من اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية (NPT) التي تسمح حاليا بمستوى معين من الرقابة على منشأتها النووية كما سيؤدي الهجوم الاسرائيلي الى وقف فوري وشامل لكافة الجهود الدولية الرامية الى الضغط على ايران لوقف تطوير السلاح النووي وبكل تأكيد لن تكتفي ايران بهذا الرد وهناك امكانية للافتراض بها ستسعى لضرب اسرائيل مباشرة وهي قادرة على اطلاق صواريخ شهاب 3 التي تغطي في مداها جميع الاراضي الاسرائيلية باتجاه اهداف داخل اسرائيل مع امكانية ان يحمل بعضها رؤسا حربية كيماوية.
كما سيعمد الايرانين الى تفعيل حزب الله وحماس لاطلاق موجة من الاستشهاديين الى المدن والاهداف الاسرائيلية اضافة الى قدرة المنظمتين المذكورتين على اطلاق وابل من الصواريخ كما اثبتت تجربة حرب لبنان الثانية وحرب غزة.
كما وسيؤدي الهجوم الاسرائيلي الى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وسيلجأ الايرانيون لتحقيق هذا الهدف الى استخدام شيعة العراق وسيدعمون حركة طالبان وسيعززون من قدرات الحركة القتالية في افغانستان، اضافة الى قدرة الايرانيين على مهاجمة وضرب المصالح الامريكية في المنطقة وعلى وجه الخصوص القوات الامريكية في دول الخليج مثل قطر والبحرين وسيحاول الايرانيون تشويش امدادات النفط الى الغرب في منطقة الخليج العربي.
- صحيفة 'الإندبندنت'
جهود واشنطن الشرق أوسطية محبطة / 25-9-2009
علقت على الدور الأميركي في المباحثات الإسرائيلية الفلسطينية بأنه يقلل من آمال إنهاء أزمة الشرق الأوسط.وقالت إن أي آمال باقية من القمة الإسرائيلية الفلسطينية التي ترأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس والتي ستكون لها نتيجة إيجابية على عملية سلام الشرق الأوسط، يبدو أنها تتوقف بالكلية على ما إذا كان بجعبة البيت الأبيض تكتيك غير متوقع.
وإلا فإن اللقاء -الذي دعا إليه أوباما في نهاية الأسبوع رغم فشل مبعوثه في تحديد شروط متفق عليها بشأن بدء مفاوضات سياسية جادة- قد يكون محكوما عليه بكونه ليس أكثر من 'مناسبة لالتقاط الصور' كما تنبأ بذلك معلق إسرائيلي بارز.
وأضافت أن تصميم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مقاومة مطالب أميركا والفلسطينيين بتجميد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية قد اشتد صلابة أمس عندما أعلن المتحدث باسمه قائلا 'إنكم لم تسمعوا رئيس الوزراء يقول إنه سيجمد المستوطنات. العكس هو الصحيح'.
ومن جانبه رضخ الرئيس الفلسطيني محمود عباس للضغط الأميركي المكثف لحضور القمة بعد لقاء كلا الزعمين مع الرئيس الأميركي على حدة، لكنه لم يسحب رفضه العلني للدخول في مفاوضات مع إسرائيل ما لم يتم تجميد المستوطنات.
كما قلل البيت الأبيض أمس من توقعات اللقاء الثلاثي أمس عندما قال المتحدث باسم أوباما 'ليست لدينا توقعات عريضة من مجرد اجتماع واحد'.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الحلفاء الأوروبيين يلحون على أميركا، في غياب اتفاق إسرائيلي لتجميد المستوطنات لاسترضاء الزعماء الفلسطينيين المعتدلين، لإعلان جدول زمني لمفاوضات تترأسه الولايات المتحدة لكل قضايا الدولتين الأصيلة -القدس والحدود واللاجئين- أو على الأقل القول بوضوح بأنها تتصور دولة فلسطينية على أساس حدود ما قبل 1967.
وهذا التحرك سيضع مسؤولية متكافئة على إسرائيل والفلسطينيين لاستئناف مباحثات جادة. وفي الوقت الذي قال فيه نتنياهو إنه مستعد لمفاوضات فورية مع عباس، سيكون تحت ضغط قوي من تحالف اليمين الإسرائيلي لرفض أي مباحثات على مستقبل القدس.
وكانت أميركا تأمل أيضا من الدول العربية التي لا تعترف بإسرائيل أن تبدأ عملية تدريجية للتطبيع معها بالسماح -على سبيل المثال- بتمثيل دبلوماسي ومرور الطيران الإسرائيلي في الأجواء العربية، لكن السعودية كانت تقاوم بصفة خاصة بدون تجميد واضح للمستوطنات ومفاوضات مثمرة.
- موقع تلفزيون 'سي بي أس'
أوباما ساذج فيما يتعلق بسياسة إسرائيل؟ (تحليل) / دين رينولدز / 24-9-2009
إن هناك سوء فهم لوجهة النظر الإسرائيلية. إن بناء المستوطنات هو السلاح الرئيسي في الترسانة الإسرائيلية. وخلق 'الحقائق على الأرض' هي إستراتيجية تم تبنيها قبل إنشاء دولة إسرائيل عام 1948. إن الاعتقاد الأميركي بأنهم 'يصارعون' الإسرائيليين عن طريق الذهاب إلى محادثات نهائية هو بصراحة أمر ساذج أو – أسوأ من ذلك – غبي. لقد تعلم نتنياهو السياسة الخارجية من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اسحاق شامير. فبعد أن ترك منصبه في عام 1992، أقر السيد شامير بأن فكرته كانت على الدوام هي أن تتحدث إسرائيل عن السلام وتتفاوض على ما يبدو لمدة عقد على الأقل، فيما يتم نقل نصف مليون يهودي إلى المستوطنات، وبالتالي تضيع إمكانية قيام دولة فلسطينية مجاورة إلى الأبد.
إن السيد أوباما وعبر إسقاط طلبه تجميد الاستيطان، قد منح نتنياهو الآن الفرصة نفسها التي اغتنمها السيد شامير. ولذلك إنه لن يكون من المفاجئ إذا ما اتبع نتنياهو خطة شامير. ولكن ذلك المفاجأة ستكون ربما لإدارة أوباما في البيت الأبيض.
- موقع 'ماذير جونز'
الجاسوس الذي أحب وحماس، وحزب الله. وإيران / ديفيد صامويلز / 23-9-2009
لعل المقيم الأكثر إثارة وتأثيرا في فندق ألبرغو في الاشرفية في هذه الأيام هو اليستر كروك، العميل السابق في المخابرات البريطانية الذي لعب دور الوسيط في صفقات مع الجيش الجمهوري الايرلندي، وسرب أسلحة للمجاهدين في أفغانستان، وقضى وقتا مع الجماعات المتمردة في أدغال كولومبيا، وعمل بعد ذلك كعيون وآذان توني بلير في الشرق الأوسط.
في أواخر عام 2003، وبعد ثلاثة عقود من عمله كضابط ميدان، تم استدعاؤه إلى بلاده وأعطي شرفا ملكيا لخدمته ثم طرد من وظيفته. ويحكى في لندن والقدس أن كروك قد ابعد رئيس الوزراء البريطاني لأنه أصبح قريبا جدا من المتشددين الإسلاميين. وبعد وقت قصير، عاد كروك للظهور مرة أخرى باعتباره مؤسس منتدى الصراعات، وهي مجموعة مقرها بيروت تستضيف مؤتمرات ومناسبات أخرى تحت شعار 'الاستماع إلى الإسلام السياسي ، والتعرف إلى المقاومة'.
إلا أن الوظيفة الأكثر تأثيرا لهذه المجموعة هي إعطاء الدبلوماسيين الغربيين والعاملين في المخابرات فرصة لعقد لقاءات غير رسمية مع ممثلين من حماس وحزب الله، حركتي 'المقاومة الإسلامية' المدعومتين من إيران والتي كانتا مدرجتين على القائمة السوداء من قبل الحكومات الغربية على الرغم من أنهم يتمتعان بسلطة سياسية في فلسطين ولبنان . وقال ضابط مخابرات غربي على اطلاع على هذه الاجتماعات 'إن الاجتماعات المهمة في بيروت لم تحدث في منتدى الصراعات نفسه، وإنما في مطاعم وغرف فندقية، وشقق سكنية بعد الاجتماعات'.
إن دعوة الرئيس أوباما لإجراء حوار مع إيران تعني أن الأفكار المشجعة لقنوات حوار كروك سيتم اختبارها ضد الواقع المتفجر للمجتمعات الإسلامية، حيث يحوز ما يسمى بقادة المقاومة غالبا على كره ومقاومة الشعب الذي يدعون أنهم يمثلونه. وقد فاز المرشحون الذين يتبنون وجهات نظر إسلامية والذين يحوزون على إعجاب كروك في الانتخابات الفلسطينية في عام 2006، ولكنهم كانوا ضعفاء في انتخابات هذا العام في لبنان، كما واستقطبوا معارضة كبيرة في إيران، حيث قتل أعضاء من أجهزة امن الدولة وميليشيا الباسيج الطلاب المحتجين في الشوارع. ويقول كروك بشأن إيران 'أعتقد أنه ليس هناك أي دليل على الإطلاق على أن الانتخابات كانت مسروقة، وما تجاهله الغرب بطريقة متناقضة في التغطية الغربية هو أن هذا خلاف بين طرفين يؤمن كل واحد منهما بأنه يمثل المبادئ الحقيقية للثورة'.
وقد أثار احتضان كروك 'لمقاتلي الحرية' الإسلاميين ورجال الدين المتجوعين للسلطة حصة عادلة من الانتقادات حتى قبل أن يرى العالم الصور الدامية القادمة من طهران. وفي استعراض لكتابه الأخير، المقاومة: جوهر الثورة الإسلامية، سخرت الايكونومست من 'حماسة' كروك تجاه فلسفة الحكم في إيران، وأعربت عن اشمئزازها من معاملته الحسنة تجاه قناة المنار التابعة لحزب الله، حيث كتبت:'انه أمر لا يصدق، إن السيد كروك لم يشر إلى أن هذه القناة المروجة للكراهية تضخ بشكل روتيني دعاية شريرة معادية للسامية، بما في ذلك المسلسلات الدرامية تصور اليهود الأرثوذكس بأنهم يقتلون الأطفال غير اليهود من أجل استخدام دمائهم في صناعة خبز عيد الفصح '.
وبعد حضوره حدث في منتدى الصراعات ضم قادة من عدة جماعات إسلامية متشددة، تساءل المفكر والصحافي البريطاني ستيفن غراي كيف يمكن أن يفسروا هذا الجو الدافئ الذي ينعمون به لوالدة طفل قتل في هجوم انتحاري.
وعندما سألت كروك إذا كان لمنتدى الصراعات أي علاقة بالقرار الذي صدر مؤخرا عن وزارة الخارجية البريطانية بفتح قناة للحوار مع 'الجناح السياسي' لحزب الله، قال كروك وهو ينظر إلي بلطف 'أنا ببساطة لا استطيع القول' يعلق محتجا. وأضاف 'إنهم لم يقولوا لنا'. حتى بعض شركائه منذ فترة طويلة في الحوار لا يمكنهم سوى التكهن حول من يمثلهم كروك وجماعته. وقال إبراهيم الموسوي، المدير الإعلامي لحزب الله، عندما سألته أن يصف علاقته مع كروك 'لقد شاركنا في أحداث منتدى الصراعات مرات عديدة، أما ماذا يفعل اليستر هنا في بيروت، فربما يمكنك أنت أن تقول لي'.
ويستكمل كروك أن المعتدلين الحقيقيين في الشرق الأوسط هم الحركات مثل حماس وحزب الله، الذين يقودون فلسفة 'المقاومة' المولودة من الثورة الإيرانية والتقاليد الفكرية الأكثر مرونة للشيعة. ففي حين أن الإسلام السني يقوم على التفسير الحرفي للقرآن الكريم، إن الإسلام الشيعي مفتوح للنقاش العلمي، وهو ما يعتقد كروك انه يجعلهم أكثر انفتاحا على الخطاب الفلسفي والتعامل الإيجابي مع الغرب. وهو يشير إلى حماس كمثال على السنة الذين تأثروا إيجابيا بالفكر الشيعي الراديكالي.
وقال كروك لي 'نحن الآن في عصر، حيث لا يرى أي احد هناك تدخلا مباشرا من قبل قوة غربية'. وهذا، يوضح كروك، يعني أن السنة المحافظين في دول الخليج ومصر هم أحرار الآن في قتال الشيعة في حزب الله وإيران للمرة الأولى منذ أن نالت الدول العربية استقلالها. ويضيف بصراحة 'إن موقف كل من الولايات المتحدة وأوروبا لابد من تصنيفه على أنه شكل من أشكال النكران.'
على المدى القصير، يفسر كروك، إن انتصار لإيران في حرب الأفكار التي تقسم العالم الإسلامي ستوسع من قوة إيران وسيطرتها على احتياطي النفط في الخليج الفارسي وخطوط النقل البحري، وهذا ما سيضع المملكة العربية السعودية في ظلالها. إن زيادة تمكين إيران من شأنه أن يفضي إلى تخفيض عميق في قدرة إسرائيل على استخدام القوة ضد أعدائها. كما سيعني ذلك أيضا نهاية المحور المصري السعودي الأميركي كجهة تنسيق للسياسة في العالم العربي.
كروك يبدو مرتاحا تجاه كل من هذه النتائج، وذلك في جزء منه لأنه يعتقد أن إيران هي على الجانب الصحيح من التاريخ. ومن ناحية أخرى، إنه في حين أن صعود طهران على حساب حلفائنا السنة قد تكون مخيفا ومدمرا، إلا انه الطريقة الوحيدة للحصول على علاقة بين الإسلام والغرب مرة أخرى على أساس عملي..
- موقع 'غلوبال بوست'
بيرني مادوف لبنان / بن جيلبرت / 21-9-2009
عندما اختفى الناشر والممول اللبناني صلاح عز الدين الشهر الماضي، شعر مسؤولو حزب الله بالتوتر. لقد ظنوا أن صديقهم المتحمس والمؤيدين لحزب الله اختطف، أو حصل ما هو أسوأ من ذلك.
في 30 أب وجد &laqascii117o;حزب الله" عز الدين مختبئا في منزل آخر غير ذلك المتواجد في الضاحية الجنوبية. وقد احتجزوه وحققوا معه لمدة ثلاثة أيام حول ممارساته التجارية، وفقا لمصرفي مطلع على القضية طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام.
وأحد أكثر الأمور مفاجأة هو أن النائب في حزب الله حسين الحاج حسن، كان قد استثمر مؤخرا 200000 دولار مع عز الدين. وقال المصرفي أن عز الدين كان يجري أعماله بشكل غير رسمي، موضحا أن عز الدين كثيرا ما كان يصدر شيكات للمستثمرين كإيصال على مبلغ الاستثمار.
وعندما علم النائب في حزب الله أن حسن عز الدين قد أعلن إفلاسه، حاول أن يصرف الشيك الذي أعطاه إياه عز الدين كإيصال للاستثمار. لكن الشيك رفض . وكان حاج حسن أول من تقدم بشكوى ضد عز الدين في المحاكم اللبنانية بتاريخ 3 أيلول -- وهي خطوة أبعدت حزب الله بوضوح عن الرجل الذي تطلق عليه وسائل الإعلام العربية الآن اسم 'بيرني مادوف لبنان'.
وتشكل هذه الفضيحة إحراجا كبيرا لحزب الله. وقال المصرفي المطلع 'إن هذا الرجل يتمتع بمصداقية مع الناس بسبب علاقاته السياسية'. وأضاف 'انه لم يكن عضوا في حزب الله، لكنه كان مقربا جدا منه، لذلك تجد أن جميع ضحاياه كانوا إما حلفاء للحزب، أو أعضاء فيه'.
وقد اكتسب حزب الله العديد من المؤيدين على أساس سمعته التي تتميز بالصدق والشفافية في نظام حكم يعج بالفساد والتعاملات التجارية المشبوهة... وتزين أعلام حزب الله عز العديد من المباني التي بنيت بتمويل من عز الدين في مسقط رأسه في معروب، بما في ذلك مسجدين ، ومبنا جديدا للبلدية وإستاد لكرة القدم....
- صحيفة 'دايلي ستار' اللبنانية
حزب الله: لازال قوياً، بدأ يضعف / مايكل يونغ / 24-9-2009
يراقب حزب الله عن كثب استعداد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا للحوار مع إيران في شهر تشرين أول حول برنامجها النووي.في حال حدوث أي هجوم ضد منشآت إيران النووية سيكون حزب الله في طليعة الرادين على هذا الاعتداء ولكن عليه في نفس الوقت أن يفكر بلبنان لأنه حالياً ,البيئة السياسية والاجتماعية في لبنان لا تفضل دخول حزب الله بأي صراع جديد على الحدود.
لا يحتاج المرء لأن يكون خبيرا عسكريا لإدراك أن الحرب القادمة ضد إسرائيل ستكون مختلفة جدا لحزب الله.فمن جانب ستكون ترسانة الحزب قد تم تطويرها,فهم ربما أصبح لديهم صواريخ مضادة للطائرات والتحاليل تشير إلى امتلاكهم صواريخ سام - 24 ( Igla-S).بالإضافة إلى أن الأمين العام، السيد حسن نصر الله، قد حذر من انه إذا قصفت الضاحية الجنوبية لبيروت فسوف يستجيب حزب الله بالطلاق صواريخ على تل أبيب. في المقابل إن إسرائيل قوم بتدريب وحدات من جيشها من اجل دخول لبنان مما يظهر استعداد أكثر من حرب 2006 لحرب برية.
ماذا يعني ذلك بالنسبة لقدرة لحزب الله على إطلاق صواريخ على إسرائيل؟إن الحزب يجهز خط دفاع أساسي شمالي نهر الليطاني بالقرب من جزين ومع ذلك يشير بعض المراقبين إلى حقيقة أن الحزب لن يستطيع أن يعتمد بشكل كبير على الصواريخ القصيرة المدى من أجل الردع, خاصة بعد دخول القوات الدولية والجيش إلى مناطق مثل وادي الحجيل.
أما بالنسبة لصواريخ البعيدة المدى، لا يزال هناك بعض الشكوك بشأن مدى قدرة حزب الله على الاعتماد عليها.فبالنظر لتهديدات نصر الله فمن شأن هذه الصواريخ أن تصبح أسلحة إستراتيجية تستهدف المدن الإسرائيلية والبنية التحتية.إن استخدام هذه الأسلحة يكشف عن بعض الحقائق العسكرية المخيفة. فعلى سبيل المثال إذا قُصفت تل أبيب فإن بيروت ستقصف أيضاً وليس واضحاً إن كان بمقدور حزب الله الاستمرار بمثل هكذا تصعيد سياسياً كان أم عسكرياً لمدة طويلة.
مما يقودنا إلى العقبة الثانية التي قد يواجها حزب الله: هذه العقبة وضعت من قبل مجتمعه. لا يزال الحزب يسيطر على الشيعة ولكن إذا ألقينا نظرة قريبة على جنوب لبنان نرى أنه من الطبيعي أن يواجه حزب الله تحديات جديدة, فاللعبة النفسية التي لعبها نصر الله في حرب 2006 وتحويل غرق سفينته إلى 'نصر إلهي 'وطريقة احتوائه السخط الشيعي عندما تحول مؤيديه إلى لاجئين لا يمكن لعبها إلا مرة واحدة.
هناك اعتقادات تقول أن الطريقة التي سيستعملها حزب الله في حربه القادمة مع إسرائيل ستحدد كيف ستكون ردة فعل الشيعة تجاه ذلك.بعبارات أخرى إن كان يُنظر لإسرائيل على أنها المتهم, فالمجتمع سيظل موالي لحزب الله مهما كانت العواقب.ولكن لن يكون سهلاً على الحزب أن يستعمل ذريعة الدفاع عن إيران أو الانتقام لإيران لدخول حرب أخرى, حتى أنه لن يكون سهلاً على الحزب أن يبدد الشعور بالقلق الموجود لدى الشيعة بأن حزب الله كل بضعة سنوات يفرض ضريبة الدم مقابل المزايا التي يقدمها.
ثم هناك علاقة حزب الله بلبنان عموماً. حزب الله يعرف جيداً أن مواطنيه سيرفضون أي صراع جديد لاسيما إن كان بالنيابة عن طهران والتي من الممكن أن تقوض مكانة حزب الله.