- موقع 'ستراتفور' الإلكتروني
واصل الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة الموجودة في لبنان تحقيقاتها بحادث انفجار الذخائر الذي حصل يوم 13 تشرين أول في جنوب لبنان حيث تعمل قوات اليونيفيل.الانفجار الذي وقع في بلدة طير فيلساي التي تقع جنوب شرق مدينة صور الساحلية أصاب رجلاً بجروح خطيرة.
القصة المتداولة في الصحافة العربية تقول أن الانفجار وقع عندما كان عنصر من عناصر حزب الله وهو عبدالناصر عيسى يحاول نزع فتيل لصاروخ غير منفجر كان مخزن في مرآب سيارته بعد حرب 2006 مع إسرائيل.يمكن لهذه الحوادث أن تحدث عندما يتم التعامل مع ذخائر قديمة ومخزنة بطرق خاطئة غير مطابقة للمواصفات.
على أية حال فإن مصادر ستارتفور المتصلة بحزب الله لديها قصة مختلفة:هذه القصة تقول أن الانفجار حدث جراء عمل تخريبي,وأوضح المصدر أن حافلة صغيرة تحمل علامة كهرباء لبنان وصلت إلى موقع الانفجار في 13 تشرين أول,وكان يوجد على متن الحافلة ثلاثة رجال,واحد منهم قال أنهم يمثلون شركة كهرباء لبنان والهدف من وراء زيارتهم إجراء تعديلات على عداد الكهرباء في الحي,فقام أحد السكان بإرشادهم على غرفة الكهرباء من أجل إتمام مهمتهم,ووقع الانفجار بعد ثلاثة ساعات من رحيل الحافلة التي من المفترض أن تكون تابعة لمؤسسة كهرباء لبنان.
يستخدم حزب الله عدة أقبية في منطقة جنوب الليطاني كمخازن للأسلحة في انتهاك لقرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى الحملة العسكرية التي استمرت 33 يوما والتي قامت بها إسرائيل ضد قوات حزب الله في لبنان في تموز 2006، حيث دعا القرار إلى نزع سلاح حزب الله. إن اليونيفل تفتقر إلى القدرة على تنفيذ هذا القرار، والجيش اللبناني أيضا يفتقر إلى القدرة والإرادة لمواجهة حزب الله بشأن هذه القضية المتفجرة. وهذا قد سمح للميليشيا الشيعية بإعادة تسليح نفسها على مدى السنوات الثلاث الماضية بمساعدة داعميها الإيرانيين.
وإعادة تسليح حزب الله لنفسه هي بطبيعة الحال مصدر قلق بالنسبة لإسرائيل. ولكن جهاز المخابرات الإسرائيلية قد وجد دوما وسائل لعرقلة خطط حزب الله، وتفجير مستودع للذخيرة لا يتجاوز هذه الوسائل. ويبدو أن الانفجار الذي وقع في 14 تموز في مستودع للأسلحة لحزب الله في قرية خربة سلم في جنوب لبنان، كان مرتبطا بالاستخبارات الإسرائيلية، التي زودت اليونيفل بمواقع نحو 100 مخزن للأسلحة لحزب الله من اجل تدميرها. فوفقا لمصدر في اليونيفيل، لقد انتهى الأمر بالوحدة الفرنسية التابعة لليونيفيل بتفجير مستودع خربة سلم للأسلحة بعد أن هددت إسرائيل بتنفيذ العملية بنفسها. وفي أعقاب انفجار 13 تشرين الأول، أصدرت قوات الدفاع الإسرائيلية شريط مراقبة يظهر مقاتلي حزب الله وهم يجلون المزيد من الذخائر من موقع الانفجار وينقلونها إلى مستودع آخر في قرية دير النهر.
لقد أدت تفجيرات مستودعات الذخائر الأخيرة إلى توتير أعصاب حزب الله، خاصة أن الجماعة لا تزال تحاول التماثل للشفاء من فضيحة مالية مدمرة. ومع ذلك، إن إيران تمضي قدما في جهودها الرامية إلى إعادة ترسيخ مواقع حزب الله العسكرية في جنوب لبنان استعدادا للأيام القاسية القادمة.