- صحيفة 'تايمز'
إيران تخوض لعبة النهاية
علقت الصحيفة على إعلان طهران عزمها بناء منشآت تخصيب جديدة بالقول إن إيران تبدأ لعبة النهاية لحملة امتدت عقدا من الزمن لاكتساب تكنولوجيا القنبلة النووية، مشيرة إلى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يجنح إلى استخدام الهجوم وسيلة للدفاع.
ومضت تقول إن ما سيحدث لاحقا سيحدد ما إذا كانت إيران ستصبح دولة نووية أم لا، وما إذا كانت المنطقة ستنغمس في حرب أخرى أم لا، وما إذا كانت إيران والعالم العربي سيشرعان في سباق التسلح النووي أم لا.
وتشير تايمز إلى أن الإيرانيين يعتقدون أن العالم غير مستعد أو عاجز عن اتخاذ خطوات جادة لمنعهم من بناء صناعة تخصيب اليورانيوم الخاصة بهم، مشيرة إلى أن إستراتيجيتهم واضحة، تحد للغرب وتودد لموسكو وبكين وحشد الدعم في الدول النامية.
وتحسب إيران -والكلام لتايمز- أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي قدمت عرضا هذا العام لإنهاء ثلاثة عقود من البغضاء بين الطرفين مشتتة بسبب مشاكلها الداخلية والحرب في أفغانستان، وأن أوروبا ما زالت عاجزة عن الحديث في هذا الملف بصوت واحد، في حين أن بقية دول العالم تعتقد أن إيران عاكفة على بناء قنبلتها النووية وهي مستعدة للتأقلم مع الواقع الجديد.
غير أن الصحيفة تقول إنه من الخطأ الفادح الاعتقاد بأن المشاكل ستقف عند هذا الحد، وأشارت إلى أن إسرائيل تعد القضية تهديدا وجوديا لها وقد حذرت بأنها على استعداد للقيام بضربة استباقية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، وهذا يعني حربا جديدة في الشرق الأوسط.
كما ترى تايمز أن العديد من الدول العربية -مصر ودول الخليج- أقرت بأن أفضل خيار لها هو البدء ببرامج نووية خاصة بها مثل ايران.
وحذرت الصحيفة من أن الأزمة قد تغذي التوتر المتصاعد في المنطقة بين السنة والشيعة، وأضافت أن الخلافات قائمة في لبنان واليمن والعراق ودول الخليج العربي، وقد تزداد العداوات مع إيران باعتبارها القوة الشيعية الوحيدة في المنطقة بسبب دعمها لأشقائها ضد الدول العربية.
وتخلص تايمز إلى أن الخطوة الوحيدة التي قد تحد من هذا التصعيد هو تضافر الجهود من مجلس الأمن، لا سيما أن الاقتصاد الإيراني ما زال هشا أمام الضغوط الخارجية، وهو المجال الذي يأمل من خلاله الدبلوماسيون الأميركيون والبريطانيون وغيرهم من الغربيين الضغط على طهران للتراجع عن طموحاتها النووية.
القتال على حدود اليمن.. حرب صغيرة أم صراع بالوكالة؟
عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى كتب سايمون هندرسن : ثمة احتمال كبير لأن تتوسع دائرة الصراع الدائر الآن بين الحكومة وجماعة من الحوثيين الثائرين في منطقة نائية قرب حدود اليمن الشمالية وتتحول بالتالي الى ازمة اقليمية رئيسية، وذلك مع اشارة تقارير وسائل الاعلام الى ان هذا الصراع ما هو الا حرب بالوكالة بين ايران والمملكة العربية السعودية.
ففي العاشر من هذا الشهر حذر وزير خارجية ايران منوشهر متقي اطرافا خارجية من مغبة التدخل باليمن، وكانت تلك اشارة واضحة الى المملكة العربية السعودية. والواقع ان احتمال ان تصبح اليمن، التي هي من قبل ملاذ لعناصر القاعدة، دولة منهارة هو احتمال قائم فعلا، كما ان معالجة هذا التحدي باتت تشكل اختبارا مبكرا لجيل جديد في القيادة السعودية.
يعود القتال الراهن في بداياته الى شهر اغسطس الماضي عندما شنت الحكومة هجوما اطلقت عليه اسما رمزيا هو &laqascii117o;عملية الارض المحروقة" ضد جماعة المقاتلين الحوثيين دأب افرادها على اغلاق الطرق في المنطقة الشمالية الغربية الجبلية من البلاد قرب الحدود مع المملكة العربية السعودية.
اذ كانت صنعاء قد اعتبرت تلك الاعمال انتهاكا لاتفاق الهدنة الذي تم ترتيبه بين الطرفين العام الماضي.
غير ان مواجهة هؤلاء المقاتلين لم تكن عملية سهلة، فقد تمكنوا من اسر بعض جنود الحكومة، واظهرت التغطية الصحافية بالفيديو دروعا عسكرية مدمرة.
وعلى الرغم من ان قوات الحوثيين تفتقر الى الطائرات والعربات العسكرية المدرعة الا ان افرادها يتقنون فن المواجهة بسبب اعدادهم وتدريبهم ومهارتهم في استعمال الالغام على الطرق الجبلية الوعرة.
وتبين مواقع الحوثيين على الانترنت حشودا كبيرة منهم تبدو منضبطة اثناء التدريب، وتذكر المشاهد بنشاطات حزب الله في لبنان. ويمكن القول ان الشعارات الموجودة في مواقع الحوثيين على الانترنت مثل: الله اكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للاسلام، تعزز مزاعم الحكومة اليمنية التي تشير الى تورط ايراني في الصراع، فمثل هذه الشعارات تتجاوز في ابعادها مسألة العمل لاقامة حكم ذاتي محلي للحوثيين.
لذا، يمكن ان تكون لهذه الازمة عواقب خطيرة على امن منطقة الخليج. فاليمن الذي هو اكثر الدول سكانا في شبه الجزيرة العربية هو اكثرها فقرا من ناحية دخل الفرد بالاضافة الى انه يجاور القارة الافريقية التي لا تبعد عنه سوى 18 ميلا عند مضيق باب المندب الذي يعبر منه اكثر من 3 ملايين برميل من النفط يوميا الى اوروبا. وعلى الطرف الآخر من خليج عدن، الذي هاجمت القاعدة فيه ناقلة نفط عملاقة عام 2002، هناك دولة الصومال المنهارة التي اصبحت ملاذا للقراصنة.
من المعروف عن السعودية اتخاذها دوما موقف الحذر فيما يتعلق بالتدخل بشؤون اليمن. وكان السعوديون قد ساندوا خلال الحرب الاهلية اليمنية في الستينيات الجانب الملكي بينما ايدت مصر عمليا قوات الجمهوريين التي انتصرت بالنهاية. وعندما ايد الرئيس صالح غزو صدام حسين للكويت عام 1990، عمدت السعودية الى طرد مئات عدة من اليمنيين الذين كانوا يشكلون جزءا اسياسيا من قوة العمل لديها لتعود المياه الى مجاريها بين السعودية واليمن فيما بعد. غير ان السعوديين تعهدوا في الازمة الراهنة عدم التسامح مطلقا مع اولئك الذين يدخلون حدود المملكة، وكانت تلك اشارة واضحة للمتمردين الحوثيين.
الحقيقة ان الصراع الدائر الآن على حدود اليمن زاد تعقيد علاقة واشنطن مع اليمن، فمنذ اعتداء القاعدة على السفينة الحربية الامريكية في خليج عدن عام 2000، تشعر واشنطن بان اليمن لم تفعل ما يكفي ضد مقاتلي القاعدة. فحتى اولئك المسجونون منهم تم اطلاق سراحهم أو سمحت السلطات بهروبهم على ما يبدو.
وهذا السيناريو يعقد جهود ادارة اوباما في اغلاق معتقل غوانتانامو الذي يشكل اليمنيون نسبة كبيرة من المحتجزين فيه، كما لم تنجح الجهود الامريكية في اقناع الرئيس صالح كي يسمح بنقل المحتجزين اليمنيين من غوانتانامو الى السعودية من اجل اعادة تأهيلهم فيها لأن واشنطن لا تثق بقدرة اليمن على القيام بذلك بشكل فعال.
وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد اعربت عن اعتقادها بأن الصراع بين الحوثيين والحكومة المركزية في اليمن لا يمكن حله بالوسائل العسكرية، لكن المسؤولين اليمنيين يحذرون بدورهم واشنطن بأن مصالحها في المنطقة يمكن ان تتعرض للتهديد اذا لم تقدم مساعدات لليمن.
وعلى الجبهة الدبلوماسية، تأمل صنعاء باصلاح علاقاتها مع ايران، وتطالب الحوثيين البالغ عددهم ما بين 6000 و7000 مقاتل بالتخلي عن مواقعهم بالانسحاب منها. اذ تخشى صنعاء من ان يستهدف الحوثيون - بتشجيع من طهران - المصالح السعودية والامريكية في شبه الجزيرة العربية. غير ان السياسة اليمنية هذه سوف تواجه اختيارا بالتأكيد خلال اشهر الشتاء المقبلة التي هي انسب الاوقات للقتال في جبال اليمن.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
أنصاف الحقائق تعوق السلام
خلصت الصحيفة في تحليلها الإخباري إلى أن ما وصفته بأنصاف الحقائق توفر فرصا ضئيلة لانطلاق مفاوضات سلام الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين من جديد.
وأوضحت أن المجتمع الدولي حدد السنوات الأخيرة مطلبا أساسيا من الطرفين لتوفير أجواء مناسبة لحل الدولتين، تمثل في تجميد الاستيطان من الجانب الإسرائيلي، وتفكيك 'الشبكات الإرهابية' من الطرف الفلسطيني.
وقد يبدو لأي متابع بأن المطلب قد تحقق من كلا الطرفين، فإسرائيل أعلنت هذا الأسبوع تجميد الاستيطان عشرة أشهر، وأوضح المسؤولون الفلسطينيون أن قواتهم الأمنية تمكنت من الحفاظ على الأمن بمدن الضفة الغربية لأكثر من عام.
غير أن هذا المتابع قد يكون مخطئا لأنه من غير المرجح أن تكون هناك محادثات سلام في القريب العاجل -حسب نيويورك تايمز- بل على العكس فإن التوتر آخذ في التصعيد وذلك لأن مزاعم كل طرف ترقى إلى أنصاف الحقائق، كما يراها الطرف الآخر.
فتجميد الاستيطان (تقول الصحيفة) يستثني بناء أكثر من 2500 وحدة سكنية تقام حاليا أو أنها قيد التصديق عليها، وهذا التجميد يسمح بعدد محدود من المدارس والكنس والمراكز المجتمعية، وهو على غرار 'النمو الطبيعي' الذي تحظره الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة في خارطة الطريق 2003.
وبعبارة أخرى، فرغم أن ذلك يعد 'تنازلا سياسيا مؤلما من قبل الحكومة الإسرائيلية' وسببا لإثارة الفوضى الداخلية، فلن تكون هناك فرصة أخرى الأشهر القليلة المقبلة يمكن من خلالها وقف الاستيطان بالضفة.
علاوة على ذلك، فإن البناء في القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لهم، لن يمس بقرار التجميد.
أما بشأن المزاعم الفلسطينية -تتابع نيويورك تايمز- حول تقويض 'العنف' فإن الجيش الإسرائيلي يرى شيئا مختلفا.
فرغم أن القوات الفلسطينية أصبحت أكثر تدريبا وعملت بجد، فإن 'العنف' لم يكن ليتوقف لولا الاجتياحات الليلية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في الضفة.
كما يرى المسؤولون الإسرائيليون أن السلطة الفلسطينية وإن ساهمت في خفض 'العنف' بالضفة، فهناك غزة التي ما زالت تحت حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأشارت الصحيفة إلى أن الجانبين لم يعودا يستمعان إلى شكاوى واتهامات الآخر، فالعديد من الإسرائيليين يعتقدون أن الفلسطينيين غير جادين في حل الدولتين، وهو ما يراود الطرف الفلسطيني تجاه الإسرائيليين.
وترى أن تجميد الاستيطان -الذي جاء ضمن المؤشرات الإيجابية من قبل إسرائيل بضغط أميركي- هو جزء من صورة معقدة تسعى فيها إسرائيل إلى التفاوض مع حماس حول صفقة تبادل الأسرى في وقت تحاول فيه تحسين صورتها بعد عدوانها على غزة، وسط مخاوف من أن الصفقة وانتقاد الغرب لعدوانها قد يسهمان في تعزيز حماس على حساب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتضاؤل فرص محادثات السلام.واختتمت نيويورك تايمز قائلة إذا ما تمت الصفقة فإن احتمال ظهور أي من الطرفين (السلطة الفلسطينية وإسرائيل) بالمظهر التصالحي أو عودة مفاوضات السلام قريبا سيكون ضئيلا جدا.
- موقع 'كاونتربنتش'
هناك أحيانا التزامات أخلاقية تكون أسمى من القانون الرسمي / بينوي كامبمارك
في العام 1987، وصفت الكاتبة المحافظة ميدج ديكتر صلتها بإسرائيل هي وأولئك الراغبين في وضع إسرائيل فوق مستوى الخضوع للأحكام التقليدية، فقالت: 'إننا نعرف أنفسنا بأننا مرتبطون (بإسرائيل) بروابط عميقة جداً، وجوهرية جداً، وغير ظرفية أبداً، إلى درجة تتسامى معها على أي فحص. أن تكون يهودياً، فإن ذلك لا يعني الممارسة بقدر ما يعني القدر والمصير. '
ويمكن العثور على وريد هذا الفكر في مقال للزعيم الإسرائيلي الراحل ديفيد بن غوريون، كان قد نشر في 'النيويورك تايمز ماغازين' في كانون الأول (ديسمبر) من العام 1960. وفي تلك المناسبة، كان يدافع عن الاختطاف غير القانوني لمجرم الحرب النازي أدولف أيخمان الذي كان عملاء الموساد الإسرائيلي قد اختطفوه من الأرجنتين. وجاء في مقال بن غوريون: 'أعرف أنهم (الخاطفون) قد ارتكبوا انتهاكاً للقانون، لكن هناك أحيانا التزامات أخلاقية تكون أسمى من القانون الرسمي'.
تنطوي هذه الفكرة الخاصة بإسرائيل، وبالقدرية اليهودية، واستبدالها بملكوت 'قانون أسمى' إلزامي على تبعات متنوعة وخطيرة. وتتردد أصداء ملاحظات ديكتر في القرار الأخير الذي أتخذته تل أبيب، والقاضي بالسماح ببناء 900 منزل جديد في القدس الشرقية في الضاحية اليهودية المتمددة 'غيلو'. ويعيش في الضاحية حاليا نحو 40000 إسرائيلي أصلا. ومن جهته، ذهب الرئيس أوباما إلى حد النظر إلى هذا التحرك على أنه 'خطير'، فيما وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، هذه الخطوة بأنها تنطوي على تقويض لجهود السلام.
وفي الغضون، يدعي المنظر الاشتراكي صاحب البصيرة زيغمونت باومان بأن السياسة الإسرائيلية تتكرس عن طريق تنفيذها في ظل شبح الهولوكوست. وتقوم الحكاية التي تشير إلى وجود إسرائيل المهدد مثل هذه السياسات، سواء كانت سياسات الإجراءات القاسية ضد الفلسطينيين، أو موضوع بناء المزيد من المستوطنات. وتكرس الرواية في الغضون شؤوناً مثل مقولة القدس 'غير القابلة للتقسيم' لتكون تأكيدا لشيء يفترض أن يكون غير قابل للتفاوض. وترسم، في الأثناء، خطوطاً على طول الحدود. وثمة رفض عنيد لأي تنازل.
من جهتها، تعلق البلدان العربية آمالا على أن يفضي عدم الاتفاق الإسرائيلي الأميركي الأخير حول المستوطنات إلى احتمال جيد لإعادة إحياء مباحثات السلام. ورأت صحيفة الثورة السورية الحكومية أن الموقف الأوروبي الأميركي 'الجديد'، هو موقف 'ايجابي بكل المعايير' (19 تشرين الثاني- نوفمبر). أما إذا كانت النزعة العدائية ستترجم إلى عمل سياسي أصيل، فإن ذلك ما ستكشفه التطورات المستقبلية. في حين سيستمر الفلسطينيون ببساطة في ممارسة شيء أصبحوا خبراء فيه: مجرد الانتظار فيما الوضع يتفاقم ذاهباً نحو الأسوأ بلا توقف.
- موقع 'كاونتر بانش'
لبنان 'يقبل' بسلاح حزب الله؛ الكلمات ال 52 التي هزت واشنطن/ فرانكلين لامب
..قانونيا ودستوريا وسياسيا، أضفت سياسة حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في لبنان الشرعية على والمقاومة الوطنية اللبنانية، واحتضنتها...
أما بالنسبة لمحور الولايات المتحدة وإسرائيل، إن هذه الكلمات ال52 (في إشارة إلى البند المتعلق بسلاح حزب الله في البيان الوزاري) تشير إلى أن حزب الله – الذي كان يتمتع بتأييد شعبي من الأغلبية منذ عام 2006 -- والدولة في لبنان هما جزء لا يتجزأ ولا ينفصل فيما يتعلق بالدفاع عن هذا البلد من الاحتلال والتدخل الأجنبي. كما أنها دليل على موافقة الحكومة على تحرير الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة من قبل القوات الإسرائيلية.
ووفقا لبعض المحامين الدوليين، إنها تحقق أيضا قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 بشأن نزع سلاح الميليشيات، لان لبنان قد أعلن في الواقع أن سلاح حزب الله قاد المقاومة كجزء من الدفاع عن لبنان نفسه وليس كحركة أو حزب سياسي معين. وهذه السياسة ترضي بيان قرار مجلس الأمن 1701 لنفس السبب.
وبصرف النظر عن حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية، اللذان لا يزالان مستمران في إدانة البيان الوزاري، إن مسألة سلاح حزب الله قد سويت تماما.
ووفقا لسفير حقوق الإنسان علي الخليل إن رسالة الحكومة اللبنانية الجديدة للإدارة الأمريكية واضحة: 'يمكن أن يكون لديكم علاقات ودية جدا مع لبنان، ولكن ذلك يعني التعامل مع لبنان وحكومتنا الجديدة ككل، وليس عبر اختيار بعض الوزارات أو الأحزاب في البرلمان. وينبغي التفاوض على المعونة والأسلحة والمعدات الدفاعية والاقتصاد والتجارة، على قدر من المساواة، وليس وفقا لخريطة الانتماء السياسي المستخدمة سابقا. فحزب الله هو لبنان ولبنان هو حزب الله. فليحاولوا أن يفهموا ذلك يعتادوا عليه. وقد تكونون مسرورين إذا ما عملت كل من الولايات المتحدة ولبنان من أجل مصلحتنا ولكن الحوار يكون بالاحترام المتبادل'.
إن العديد من الذين يدعمون حزب الله في لبنان والمنطقة يقومون بذلك لا لأنهم يعرفون كل شيء عن الشيعة، ولا حتى لأنهم يهتمون كثيرا بأركان الإسلام الشيعي أو دور ولاية الفقيه ولكنهم يقومون بذلك لأنهم عايشوا ستة عقود من العدوان الإسرائيلي، وستة حروب ممولة ومسلحة من قبل الكونجرس الأمريكي الذي يقدم مصالح إسرائيل على بلده وعلى أي دولة عربية بما في ذلك لبنان. أنهم يدركون أن 18 عاما من 'عملية السلام' الوهمية لم تجلب سوى البؤس للفلسطينيين ولبنان في حين أن 18 عاما من المقاومة حررت معظم الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل. وهم يدركون أنه لا يزال هناك ما يتعين القيام به...
ومن المتوقع أن يحصل انسحاب فعلي للقوات الإسرائيلية في أي لحظة من قرية الغجر على الرغم من 'صرخة الذئب' التي تصدر من قبل الجانب الإسرائيلي عبر التهديدات التي يشنها الأخير مثل تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس بأن 'كل لبنان سيدفع ثمنا باهظا لإعطاء حزب الله الحكومة التي كان يريدها'. والآن يعتقد سكان لبنان أكثر من أي وقت مضى أن إسرائيل سوف تدفع ثمنا باهظا إذا ما شنت حربا سابعة ضد لبنان أو شنت هجمات ضد إيران أو سوريا.
وقد كان الرد على إضفاء الشرعية على سلاح حزب الله في واشنطن وبيروت هادئا علنا. أما على الصعيد الخاص، تسبب رد الفعل بحدوث رد فعل قوي في الكابيتول هيل. ولدى إيباك قرار آخر جاهز يصدره الكونغرس لإدانة لبنان على استسلامه ل'الإرهاب'. في حين وبشكل لا يصدق يشعر بعض أعضاء الكونغرس بالملل فعلا من جميع قرارات اللوبي الإسرائيلي وأساليب الضغط التي تستخدمها إيباك لإصدارها بغض النظر عن ما تقوله هذه القرارات أو ما إذا كانت تتم قراءتها.
وقد نظمت إيباك قبل عطلة عيد الشكر، مؤتمرا عاجلا ضم 11 رئيسا للجان رئيسية في الكونغرس الأمريكي ، بما في ذلك رئيس الشؤون الخارجية والاستخبارات والاعتمادات والخدمات المصرفية، والأمن الداخلي، والبيئة، والشيخوخة...
معا، تشكل المجموعة ما تسميه ايباك 'جدار النار لحماية إسرائيل' الذي أنشأته ايباك ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية وجعلاه رسميا في أواخر أيلول 2001 'لضمان التشاور والحوار فيما يتعلق بأفضل السبل لإطلاق المبادرات في الكونغرس التي من شأنها الحفاظ على إبقاء العلاقة الخاصة والتي لا يمكن كسرها بين الولايات المتحدة وإسرائيل'.
وفضلا عن الأعضاء المذكورين أعلاه، يشمل الأعضاء الآخرون الذين انضموا لتشكيل 'الجدار' في الكونجرس جميع الأعضاء اليهود ال 13 في مجلس الشيوخ الأمريكي و28 عضوا في مجلس النواب اليهود، فضلا عن بضع عشرات من الأعضاء المسيحيين الإنجيليين الصهاينة.
ووفقا لمصدر في المنظمات الصهيونية الأمريكية، إن المجموعة لم تكن فعالة للغاية حتى وقت قريب. فالقرارات التي اُتخذت خلال السنوات الثماني الماضية وإن وجدت، عبر ما يشار إليه من قبل البعض في الكابيتول هيل باسم 'المجمع الكنسي الإسرائيلي' غير معروفة حاليا.
وأحد القرارات الأخيرة التي اُتخذت كانت قد كشفت عنه المنظمات الصهيونية الأمريكية. ومشروع 'جدار النار لحماية إسرائيل' هو من اجل 'تسريع مسار' الزيادة الكبيرة في المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل للتعامل مع تهديدات حزب الله وحماس وسوريا وإيران المفترضة لإسرائيل. وزعم المصدر في المنظمات الصهيونية الأمريكية 'إن هؤلاء الناس بحاجة ملحة لتنظيف بلادهم واستعادة سيطرة إسرائيل العسكرية ومصداقيتها'.
ووفقا لموظف في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، إن مجموعة 'جدار النار' تخطط لتعجيل موافقة الكونجرس الأمريكي على تقديم المزيد من الدعم لكل أو جزء من الأموال التي تحتاجها إسرائيل لشراء أسلحة أمريكية. وهذا سيكون بالإضافة إلى تلقي إسرائيل على مدى الأشهر ال 24 الماضية 20701 مليار دولار من الضرائب الأميركية المخصصة لهذا الغرض.
وستعمل مجموعة 'جدار النار' الجديدة في إيباك على نشر ما يسمى ب'القبة الحديدية' في 2010 والتي يمكن أن تطلق العنان لسحابة معدنية تسقط الصواريخ القادمة من سماء قطاع غزة أو لبنان، فضلا عن التمويل اللازم لظهور جيل جديد من النظام الإسرائيلي الدفاعي آرو الذي يهدف إلى إسقاط الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى من على علو شاهق.
كما ستتلقى إسرائيل تمويلا أمريكيا للمزيد من غواصات دولفين الألمانية الصنع التي يمكن أن تزود بصواريخ ذات رؤوس نووية لتحديد المواقع قبالة ساحل إيران.
إن مشكلة إيباك هي في الضغط على الكونغرس لرفض شكوك البنتاغون للعديد من المشاريع الإسرائيلية 'لأسلحة جديدة' والتي يرى البعض أنها أقرب إلى حرب نفسية من كونها مشاريع موثوقة يمكن استخدامها بشكل فعال في الحروب المستقبلية. وتبدو إيباك واثقة من نفسها ولسبب وجيه.
فقد حصل اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس بالفعل على التزام من إدارة أوباما بزيادة النظم والذخائر الإسرائيلية عبر تزويدهم بأنظمة اف 35 جوينت سترايك فايتر الجديدة الأميركية الصنع وتسليم 25 منها لإسرائيل بحلول عام 2015 وخمسين أخرى بحلول عام 2018. كما ستدمج إدارة أوباما أيضا قنابل تستخدم نظاما إسرائيليا دقيق التوجيه يسمى سبايس إلى جانب صواريخ بايثون جو جو التي صنعتها أنظمة رافائيل الدفاعية المتطورة. كما ستعمل مجموعة 'جدار النار' على ضمان حصول إسرائيل أيضا على مسار غير مكلف نسبيا لرفع مستوى الأجهزة والبرمجيات لزيادة أسلحته في المستقبل.
'أم القنابل' لهذا الموسم
ومشروع السلاح الإسرائيلي الرئيسي الآخر في الكونغرس هو مشروع قنبلة شركات بوينغ والتي تدعى مخترقة المعدات الضخمة (MOP) والتي تزن 30000 رطلا.
وتحمل هذه القنبلة أكثر من 5300 رطلا من المتفجرات وتوفر قوة تفجيرية أقوى بعشر مرات من سابقتها ال BLascii85-109وفقا لوكالة الدفاع في البنتاغون للحد من التهديدات، التي مولت وأدارت برنامج النواة. كما أنها أثقل بنحو ثلث وزن قنبلة GBascii85-43/B التي تزن 21000رطلا – وهي كانت 'أم القنابل' في الموسم الماضي -- والتي أسقطت مرتين في اختبارات على نطاق فلوريدا في عام 2003.
وقد تم بناء قنبلة ال MOPالتي يبلغ طولها 20 قدما (6 أمتار) ليجري إسقاطها إما من مفجر 'الشبح' B-52 أو B-2 حيث هي مصممة لاختراق ما يصل إلى 200 قدم تحت الأرض قبل أن تنفجر، وفقا للقوة الأمريكية الجوية. وتقوم القيادة المركزية في البنتاغون، والتي تستعد لحرب مع إيران في حال استلزم الأمر، بدعم طلب تسريع وفقا لكينيث كاتزمان الخبير في الشؤون الإيرانية في وكالة أبحاث الكونغرس، التي هي جناح الأبحاث في الكونغرس. وتريد إسرائيل منهم مهاجمة خنادق حزب الله العميقة في جنوب لبنان ووادي البقاع.
إذا تمكنت ايباك من الحصول على موافقة الكونغرس لنقل ما يكفي من الأموال لهذا البرنامج، فإن مفجر B-2 ونورثروب جرومان كورب الذي لا يرصده الرادار سيكون قادرا على حمل القنبلة بحلول تموز 2010. وقد تم التحقق من هذا الادعاء عن طريق اندي بورلاند، وهو متحدث باسم القوات الجوية، الذي أضاف: 'لقد جرت مناقشات مع أربع لجان في الكونغرس تحمل مسؤوليات مراقبة. ولكنه لم يتخذ أي قرار نهائي رسميا'.
في واقع الأمر إن القرار قد اتخذ وفقا لايباك ومصادر في الكونغرس.
- صحيفة 'التايمز'
الرئيس احمدي نجاد يستخدم الهجوم كوسيلة دفاع / ريتشارد بيستون
نحن نتحرك الآن نحو المرحلة النهائية من الحملة الإيرانية على مدى عقد من الزمن للحصول على المعدات والتكنولوجيا اللازمة لصنع قنبلة نووية. وما سيحدث لاحقا قد يحدد ما إذا كانت إيران ستصبح دولة نووية، سواء دخلت المنطقة في هاوية حرب أخرى، أو ما إذا ستتوجه إيران والعالم العربي نحو سباق للتسلح النووي.
وقد اظهر إعلان البارحة أن الرئيس احمدي نجاد سيستخدم الهجوم مرة أخرى على انه الوسيلة الأفضل للدفاع. فبعد تعرضه للنقد من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، والتي أحالت طهران إلى مجلس الأمن الدولي، قرر الإيرانيون إسكات المجتمع الدولي.
إنهم يعتقدون أن العالم غير راغب أو غير قادر على اتخاذ خطوات جادة لمنعهم من بناء صناعة لتخصيب اليورانيوم الخاص بهم. ويمكن لليورانيوم المخصب أن يستخدم كوقود نووي، أو إذا ما كان عالي التخصيب، لتوفير المواد الانشطارية لصنع رؤوس حربية نووية....
إن الإستراتيجية الإيرانية واضحة وهي: تحدي الغرب، والتودد إلى موسكو وبكين وحشد التأييد في العالم النامي.
لقد حسبت إيران أن إدارة أوباما، التي عرضت على إيران إنهاء ثلاثة عقود من العداء هذا العام، مشتتة الانتباه بسبب المشاكل الداخلية والحرب في أفغانستان. كما أن أوروبا لا تزال غير قادرة على التحدث بصوت واحد بشأن هذه المسألة. أما بالنسبة لبقية العالم، يعتقد عدد متزايد من الدول أن إيران ستبني قنبلة نووية الآن وهي مستعدة للتعايش مع هذه الحقيقة.
ومع ذلك، إن الاعتقاد بأن المشاكل ستتوقف عند هذا الحد سيكون خطأ كبيرا في الحسابات. فإسرائيل تعتبر أن المسألة هي مسألة تهديد وجودي لها، وقد حذرت من أنها مستعدة لشن ضربة وقائية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية -- حتى لو كان يعني ذلك بدء حرب جديدة في الشرق الأوسط. حيث الدول العربية عالقة في الوسط. وقد قرر الكثيرون أن خيارهم الأفضل هو البدء ببرامج نووية خاصة بهم، على غرار ما تقوم به مصر ودول الخليج بالفعل.
ومن المحتمل أن تغذي الأزمة تصاعد التوتر بين السنة والشيعة في المنطقة. ومع العلم أن تلك الخلافات موجودة بالفعل في لبنان واليمن والعراق ودول الخليج، إلا انه يمكن أن يندلع المزيد من القتال مع إيران، القوة الشيعية الرئيسية في المنطقة، فيما تدعم الأخيرة إخوتها ضد الدول العربية.
الخطوة الوحيدة التي يمكن أن توقف التصعيد ستكون القيام بجهود متضافرة من جانب مجلس الأمن الدولي. فاقتصاد إيران لا يزال ضعيفا أمام الضغوط الخارجية، وهذا هو المكان الذي يأمل فيه الدبلوماسيون الأمريكيون والبريطانيون وغيرهم في الضغط على طهران نحو التراجع.
- مجلة 'فوراين بوليسي'
عسكرة الجنس - اقترانات حزب الله الحلال / حنين غدار
.... إن زواج المتعة هو نوع من الزواج المؤقت الذي يعد مقبولا فقط داخل المجتمعات الشيعية، وهو زواج يسمح للأزواج بممارسة الجنس وفق اطر دينية لفترة محدودة من الزمن، دون أي التزامات ودون أي تدخل من قبل شخصية دينية.. ويسمح زواج المتعة للرجال بالزواج بشكل مؤقت من امرأة مطلقة أو أرملة. إلا أن الذين التقينا بهم خلال كتابة هذه المقالة أكدوا أن حزب الله قد سمح بانتشار هذا الممارسة ضمن الفتيات العذارى اللتين لم يتزوجن من قبل شرط الحصول على موافقة أهلهم أو الأوصياء عليهن.
ويمارس الشيعة زواج المتعة حول العالم، إلا إن زواج المتعة قد أصبح أكثر شيوعا في لبنان خصوصا داخل معاقل 'حزب الله' في بيروت وجنوب لبنان بعد حرب 2006 مع إسرائيل.
إن تشجيع حزب الله الحديث لهذه الظاهرة يلقي الضوء على التنازلات التي كان على الحزب أن يقدمها للإبقاء على قوته بين الجماعات الشيعية المحلية. فعلى الرغم من أن الحزب اكتسب قوته بفضل فاعليته في مقاومة إسرائيل، إلا أنه أضطر إلى التأقلم مع واقع أن العديد من اللبنانيين الشيعة لا يشاطرون المعتقدات الدينية الإيرانية لقادة الحزب. فقد سعى قادة 'حزب الله' للهيمنة على مجتمع تشكل أساسا من خلال الاتجاهات اليسارية العلمانية في السبعينيات والثمانينيات، والثقافة العالمية التي تجسدها بيروت. أما اليوم فقد بات اللبنانيون الشيعة يشاهدون كليبات البوب مثل مغنية الإغراء هيفاء وهبي، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الإعلانات والبرامج الغربية والابتكارات التكنولوجية على غرار برامج المواعدة على الانترنت. مما سمح لهؤلاء الشيعة بتحقيق توازن بين رغباتهم الجنسية ودعمهم للمقاومة ضد ما يسمّونه بالكيان الصهيوني، والذي هو عنصر حيوي لـ'حزب الله' للبقاء في السلطة.
وقال الكاتب والناشط الشيعي لقمان سليم، إن أعضاء 'حزب الله' لا يمكنهم ممارسة زواج المتعة لأسباب أمنية، ما لم يسمح الحزب بذلك، وأضاف، لابد لنا أن نميز بوضوح بين 'حزب الله كتنظيم' و'حزب الله الذي يقود المجتمع وعلاقاته الاجتماعية'.
وافد سليم بأن حزب الله قرر توسيع نطاق هذه الممارسة بعد حرب 2006 للحفاظ على قاعدة دعمه والحفاظ على الشيعة في لبنان تحت سيطرته، 'فبعد حرب 2006 أتت الأموال الإيرانية بوفرة ومن هنا فتحت الباب أمام الترفيه الجنسي الذي لا يمكن تجاهله أو السيطرة عليه. لذا قرر حزب الله أنه من الأسهل السماح بممارسة الجنس تحت عناوين دينية معينة من أجل الحفاظ على سيطرته على المجتمع'.
وأكد سليم أن أعضاء الحزب يشرفون بأنفسهم على هذا النوع من الزواج ويعدون الأماكن لتقابل الطرفين كما يتبنون القضايا والمشكلات التي قد تنجم عنه مثل الحمل أو عدم التوفيق بين الطرفين ويقومون بحلها. ويوضح سليم 'إن المسألة مسألة ضبط فقط، وليست مسألة تسامح'..