صحيفة 'لوموند'
حسن نصرالله قد شغل من عدة اشهر باعادة التوازن بين الكتلتين الشيعيتين في الجنوب والبقاع / جيل باري
ان النقاء الثوري لدى الحركات السياسية عادة يتلاشى مع وصول الحركة ' الثورية ' الى السلطة ، وهذا ما حدث للحركة الناصرية والبعثية في منطقة الشرق الاوسط ، وهوما لم يفلت منه ' حزب الله ' في لبنان ، والذي يعاني منذ اشهر من جراء فضيحة ( ... ) مالية بسبب متمول شيعي استغل علاقاته مع مسؤولي الحزب لاكتساب ثقة الناس يه .
وقد يكون ما تقدم احد اسباب اطلاق ( سماحة السيد ) حسن نصرالله لوثيقة سياسية جديدة وذلك بعد نحو 14 سنة( من الواضح ان الرقم غير دقيق – المترجم ) من تعديل اجراه الحزب عام 1992 حيث انتقل من ' الثورة ' وفق النموذج الايراني ولصالح ' المقاومة ' ،وبعد مرور نحو 3 سنوات على ورقة التفاهم مع الحزب المسيحي الذي يقوده ميشال عون ، فان حزب الله قد خطا خطوات اضافية باتجاه اللبننة ، من خلال عزمه على المشاركة في الحياة السياسية وعبر ' الديموقراطية التوافقية ' .
لكن هل يعني ذلك ان الحزب قد تغير ؟ ان الحزب لا يزال محتفظا بترسانته من الاسلحة رغم كل المطالبات ' الدولية ' ومن جانب الغالبية البرلمانية اللبنانية ، وهو لم يتراجع ولو ' انملة ' عن ذلك بسبب ' التهديد الاسرائيلي المستمر ' .
وحسب بعض المحللين ( لم يذكر من هم – المترجم ) فان ( سماحة السيد ) حسن نصرالله قد شغل من عدة اشهر باعادة التوازن بين الكتلتين الشيعيتين في الجنوب والبقاع .
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
لا تسوية في الشرق الاوسط خلال السنوات المقبلة / روجر كوهين
أصبحت بالغ التشاؤم إزاء مسألة إسرائيل وفلسطين إلى درجة وجدت نفسي معها وأنا أتفق مع وزير الخارجية الإسرائيلي المتشدد إفيغدور ليبرمان في قوله: 'إن أي شخص يقول بإمكانية التوصل إلى تسوية خلال السنوات القليلة المقبلة لإنهاء النزاع، لا يفهم الوضع ببساطة، وينشر الخداع'.
ذلك هو درس أوباما المبكر. فقد حاول الرئيس إحياء شعلة مباحثات السلام عبر مجابهة إسرائيل في موضوع المستوطنات، والدفع بالفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات، وبالوصول إلى العالم الإسلامي. لكن كل ذلك الجهد انتهى إلى الإخفاق، فقد حيد إسرائيل، حيث لم يعد الرئيس الأميركي يحظى بالشعبية، كما أنه دفع برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى حافة الاستقالة. وبذلك يكون الوقت قد أزف لإعادة التفكير ثانية في الأمر كله.
ما هو الخطأ الذي ارتكب؟ ثمة أخطاء تكتيكية، بما في ذلك التردد الأميركي الأخرق إزاء القبول بفكرة 'الضبط' الإسرائيلي وليس 'التوقف' في موضوع المستوطنات. لكن الخطأ الأعمق كان استراتيجياً: إنه افتراض أوباما المسبق بأنه يستطيع البدء من النقطة التي وصل إليها كلينتون في العام 2000، وتطبيق فكرة مقايضة الأرض بالسلام كأساس لحل الدولتين.
لكن هذه المقاربة أغفلت الندوب العميقة التي خلفها العقد الماضي: مقتل 992 إسرائيلياً و3399 فلسطينياً فيما اندلاع الانتفاضة الثانية في العام 2000 وبين العام 2006؛ وإعادة احتلال الجيش الإسرائيلي، وبشكل فظ، لمعظم أجزاء الضفة الغربية؛ وارتقاء حماس العنيف إلى السلطة في غزة وما رافق ذلك من إعادة انبعاث لأيديولوجية الإبادة؛ والانتشار المشهود للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية؛ وتشييد إسرائيل لجدار الفصل على امتداد أكثر من 250 ميلاً (أكثر من 750 كيلومتراً) 'لحمايتها من الهجمات الانتحارية'، بالرغم من أنه أفضى إلى تشظية حياة الفلسطينيين وقضم الأراضي، وأصبح وفق عبارات المحامي الإسرائيلي مايكل سفارد 'جزءاً لا يتجزأ من خطة استيطان الضفة الغربية'.
لا تعد هذه التطورات صغيرة بأي مقياس، ذلك أنها غيرت المشهد الفسيولوجي للشرق الأوسط. والأكثر أهمية أنها غيرت نفسيات المعنيين، فقد أحاط الإسرائيليون أنفسهم بجدار يقيهم من الفلسطينيين، وأصبحوا أقل اهتماما من ذي قبل بالتوصل إلى صفقة مع شعب يرونه ويحتكون به بالكاد.
وكما يعلق مؤسس مستوطنة آرييل الممتدة رون ناتشمان، في كتاب رينيه باكمان الرائع بعنوان 'جدار في فلسطين'، فإن موجة الهجمات الانتحارية الفلسطينية قبل الشروع بتشييد الجدار في منتصف العام 2002 عنت 'أن الإسرائيليين أرادوا الفصل. ولم يريدوا أن يمتزجوا مع العرب. حتى إنهم لا يريدون رؤيتهم. وقد ينظر إلى ذلك على أنه إجراء عنصري، لكن هذا ما كان'. وذلك هو ما وصلنا إليه.
إلى جانب ذلك، ومع قول الفلسطينيين: 'إننا لن نتنازل عن أي بوصة أخرى إضافية'، فإن حالات الإذلال المختلفة التي يتسبب بها الجدار الجاثم، الذي يفصل الفلسطينيين عن بعضهم البعض، كما وعن إسرائيل قد كرست هذا الرفض.
على السطح، كان قرار أوباما البت في موضوع المستوطنات أولاً منطقياً بما يكفي. ولم يسبق لشيء أن عكّر صفو الفلسطينيين بنفس المقدار الذي خلفه التدفق المستمر للمستوطنين الإسرائيليين إلى القدس الشرقية والضفة الغربية. وكانت اتفاقيات أوسلو (1993) وخريطة الطريق (2003) قد دعتا إلى وقف الاستيطان، لكن عدد المستوطنين ازداد بثبات ليصل إلى أكثر من 450.000.
كان الرئيس أوباما قاطعاً في الكلمة التي ألقاها في جامعة القاهرة في شهر حزيران (يونيو) الماضي حين قال: 'إن الولايات المتحدة لا تقبل شرعية استمرار المستوطنات الإسرائيلية'. ولا أنا أقبل بذلك، لكن الحقائق قاسية -على الرغم من أن أوباما حاول تجاهلها. ولعل التاريخ الموضح باقتضاب أعلاه يبين أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو لن تنحرف عن نمط النمو الاستيطاني الذي وضعت ركائزه منذ العام 1967.
في حقيقة الأمر، يعرض كتاب باكمان (الذي أوردت منه اقتباس سفارد) الاستمرارية المتواصلة للهدف الإسرائيلي المكرس الآن بجدار ذي هدف مزدوج الهدف: لجم الإرهابيين، و'حماية المستوطنات وإعطاؤها مساحة للنمو'. وذلك هو السبب في أن الجدار الذي يمتد الآن 250 ميلاً (والمرشح لأن يمتد إلى أكثر من 400 ميل) قد أصبح أصلا أطول من حدود ما قبل العام 1967، أو ما يعرف بالخط الأخضر. إنه يحفر في الضفة الغربية ليضع مستوطنات إسرائيلية رئيسية في الجانب الإسرائيلي، ضاماً من الناحية الفعلية أكثر من 12% من الأراضي.
من جهتها، باركت الولايات المتحدة تشييد هذا الحاجز الذي يعزز الاستيطان، والذي لا يمكن إلغاؤه -في المستقبل المنظور. ولا يتواكب السلام والجدران مع بعضهما البعض، لكن الهدنة والجدران ممكنة. ذلك، كما يجب أن أستنتج بتردد، هو أفضل ما يمكن الأمل فيه. وعلى أوباما الذي نال جائزة نوبل أصلاً، أن يدفع بالتوقعات في اتجاه انحداري، وعليه التوقف عن التحدث عن السلام. إن عليه أن يلغي هذه الكلمة ويشرع في الحديث عن الوفاق. وذلك ما يريده ليبرمان؛ ذلك ما تقول حماس إنها تريده؛ وتلك هي نقطة النهاية لتهرب نتنياهو. إنها ليس ما يريده عباس الذي لا حول له ولا قوة. وقد قال لي العالم السياسي شلومو أفنيري: 'إن وضعا راهنا لا يقوم على العنف هو أبعد ما يكون عن أن يكون مرضياً، لكنه ليس سيئا. فقبرص ليست سيئة'.
أتذكر صديقي شلومو وهو يحلم بالسلام. لكن ذلك الحلم انتهى لأن العقد الماضي بدد آخر الأوهام، وعليه شيد الجدار. لقد غادر الشجعان الشرق الأوسط، ويجب أن يفضي سلام الشجعان إلى هدنة الاعتدال أو الوسط في أفضل الحالات.
وإلى أن تشفى النفسية الإسرائيلية التي عانت من الانتفاضة الفلسطينية على الأقل، فإنني أوافق المؤلف الإسرائيلي ديفيد غروسمان الرأي في قوله: 'إن لدينا عشرات القنابل الذرية والدبابات والطائرات. ونواجه، في الأثناء، أناسا لا يملكون أياً من هذه الأسلحة. ومع ذلك تعشش في أذهاننا فكرة أننا ما نزال ضحايا. إن هذا العجز في تقويم أنفسنا قياسا مع الآخرين هو أساس ضعفنا الرئيسي'.
حتى مناصري الحزب يستجوبونه حول العلاقة التي تربطه بالمموّل المتّهم
- صحيفة 'واشنطن بوست'
فضيحة استثمارية تؤذي 'حزب الله' و 'ثقافة الـENVOY'
يارون، لبنان - كان أخ سليمان مقاتلاً مع 'حزب الله'، قُتل خلال حرب تموز 2006 ودمّرت قذيفة إسرائيلية منزله. وها قد فقد اليوم كلّ الثروة التي جناها في حياته، مثلثما فقدها آلاف اللبنانيين الذين وضعوا ثقتهم بالبليونير الذي تربطه علاقة وثيقة بـ'حزب الله'.. هذه الفضيحة المالية التي تم تشبيهها بالنسخة اللبنانية لفضيحة بيرني مادوف تهدّد بتشويه سمعة 'حزب الله' الشيعي الذي عمل على إظهار نفسه بصورة المدافع التقي عن الجماهير، وأنه بعيد عن الفساد المستشري في العديد من الأحزاب السياسية اللبنانية.
مع مشاركته في الحكومة الجديدة في لبنان واستعداده للقيام بخطواته في الحياة السياسيّة الصعبة والمتعثّرة في البلاد، يواجه 'حزب الله' أسئلةً لم يسبِق أن طُرحت عليه، حتى من مناصريه، متعلّقة باستقامته الأساسيّة.
قال سليمان، الذي رفض الإفصاح عن شهرته، إنه سلّم مبلغ 261,000 دولار أميركي قام بجمعها خلال مدة 22 سنة من العمل ليوسف فاعور، شريك صلاح عز الدين. وأضاف سليمان، البالغ 40 سنة من العمر، أنه 'شعر بالارتياح بسبب علاقة عزّ الدين بـ'حزب الله' المعروفة جيداً'، متجاهلاً إشارات التحذير بأن هناك شيئاً مريباً يحصل.
ليس من المعروف بعد ما إذا كانت استثمارات عز الدين احتيالية ومن كان المستفيد منها، هذا إن كُشف الأمر. (عز الدين وفاعور هما الآن قيد الاعتقال وإجراءات محاكمتهما تجري ببطء).
سليمان، وهو أب لخمسة أولاد قال: 'إن هذين الشخصين هما محتالان خدعا الناس وسرقا منهم الأموال بقولهما إنّ هذا المال هو مال إلهي يحقّق ربحاً بنسبة 40%'.
'حزب الله' نفى من جهته أن تكون له أي علاقة بالممول المذكور. وصرّح أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله خلال خطاب ألقاه في أيلول الماضي، أن 'حزب الله' لم يشجع أنصاره على الاستثمار مع عز الدين وقد فتح تحقيقاً حول الموضوع. ولكن 'عدداً صغيراً' من مسؤولي الحزب قد استثمروا 4 ملايين دولار مع عز الدين، وهو رقم وصفته وسائل الإعلام اللبنانية بأنه أقلّ بكثير مما هو عليه في الحقيقة. هذا فيما سخر العديد من المراقبين من فكرة أن 'حزب الله' ليس له علاقة مع عز الدين، مشيرين الى السجل الحافل والطويل الذي يربط بينهما... إلا أنه في كافة الأحوال، فإنّ سمعة 'حزب الله' قد تضرّرت بشكل فعلي.
يُشار إلى أن 'حزب الله' وكبار المسؤولين فيه كان يحصلون منذ فترات طويلة على مبالغ كبيرة من المال بفضل الدعم السخي من رجال الأعمال الشيعة في لبنان وايران. وقد حاول 'حزب الله' أن يخفي مظاهر الثروة، مركزاً بدلاً من ذلك على صورته كمنظمة مستعدة للوقوف جنباً إلى جنب مع سكان الأحياء الشيعية الفقيرة في جنوب بيروت وقرى جنوب لبنان. فيما الدعاية السياسية لـ'حزب الله' تسوّقه على أنه مجموعة من 'الشهداء' المتفانين والذين ينكرون ذواتهم في سبيل تحرير الأرض، وحماية المواطنين من إسرائيل. كما أنه وفي سبيل تعويض النقص في الخدمات الحكومية، عمد الحزب إلى بناء شبكة من المدارس والمستشفيات وحتى المؤسسات المالية.
الخط الذي إنتهجه 'حزب الله' قد فصله عن الأحزاب السياسية الأخرى في لبنان وعن منظمة 'فتح' الفلسطينية، المعروفة بالفساد السياسي. وقد أشار السيد حسن نصر الله إلى أنه يعرف مدى خطورة فضائح الفساد على حزبه. في حين ذُكر أنه خلال اجتماع عقد مؤخراً مع الهيئات النسائية في 'حزب الله'، هاجم نصر الله ما دعاه بـ'ثقافة الـENVOY'، في إشارة الى ماركة سيارات الدفع الرباعي التي تتمتع بشعبية بين أعضاء الحزب والتي أصبحت رمزاً للثراء بينهم.
من الأمور التي ساهمت في تدهور سمعة الحزب ورود أنباء تتحدث عن تورطه في تجارة المخدرات، ما دفع نصر الله، في خطاب ألقاه مؤخراً، إلى إثارة هذه القضية، متحدثًا عن محاولة 'لتدمير ثقافة المقاومة'. إلا أنّ البعض تساءل ما إذا كانت تصريحاته كافية في هذا الخصوص.
وبحسب ما كتب الصحافي ساطع نور الدين في صحيفة ' السفير' الموالية لـ'حزب الله': 'ليس حزب الله الحركة الثورية الأولى التي أفسدها المال، ولن تكون الأخيرة'.
بدأ هذا التغيير في السلوك مع نهاية حرب تموز عام 2006 ضد إسرائيل، عندما قدمت الحكومة تعويضات غمرت الاحياء الشيعية الفقيرة بالمال بعد أن دمّرتها الاعتداءات الاسرائيلية.
تم توظيف بعض هذه الاموال في مشاريع إعادة الإعمار، ولكن كثيراً منها انتهى في جيوب عز الدين. حتى أن بعض مؤيدي 'حزب الله' باعوا أراضيهم ومنازلهم ليتمكّنوا من إستثمار أموال إضافية مع عز الدين، الذي وعدهم بعوائد تفوق خيالهم، إذ إنه استغلّ التعلّق الديني لزبائنه من خلال إقناعهم بأن استراتيجياته الاستثمارية متوافقة مع مبادئ العمل المصرفي الإسلامي، والتي تحظر عموما التعامل بالفائدة.
نتيجة ذلك فقد أطلقت إستثمارات عز الدين طفرة إقتصادية تجلت بإنتشار ظاهرة السيارات، والمطاعم والمقاهي الحديثة.
وكتب ابراهيم الأمين، رئيس تحرير جريدة 'الأخبار' الموالية أيضًا لـ'حزب الله' أنّ 'معالم المنطق والعقل اختفت فجأة، جارفة معها بساطة العيش ومتطلباته'.
الآن، وللمرة الأولى، أصبحت أخلاقيات مسؤولي 'حزب الله' موضع تساؤل من قبل أنصاره الذين يعانون من الحالة الاقتصادية المتردية للبلاد، على حدّ تعبير أستاذة علوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية منى فياض التي تابعت تقول: 'لقد بدأ الناس بطرح الأسئلة عن مصدر الأموال. حتى الآن، كانوا يتجنبون الحديث عنها بصوت عال، لأنهم يتعرضون للترهيب'.
فياض قالت إنه على المدى البعيد، يبدو أنّ الضرر الذي لحق بـ'حزب الله' أمر لا مفر منه لأن نجاحه إعتمد إلى حد كبير على صورته المتفوقة التي يعكسها كوادره والتي اختفت الآن، مشيرة في هذا السياق إلى أنّ 'السيد نصر الله كان يستخدم عبارة أشرف الناس لمخاطبة أنصاره، وجعلهم بمرتبة تفوق كل البشر الآخرين... إلا أنّ ما حصل قد بيّن أنهم فاسدون كأي شخص آخر'.
- صحيفة 'ديلي ستار'
مقاومة لبنانية جدا/ الافتتاحية
كان لوثيقة حزب الله السياسية الجديدة، والتي كشف عنها السيد حسن نصر الله في وقت سابق من هذا الأسبوع، صولات وجولات مؤخرا في وسائل الإعلام. إن الساسة والمحللون الذين يناقشون ما إذا كانت الوثيقة تمثل شيئا جديدا أم لا يطرحون سؤالا قديما على ما يبدو: هل حزب الله هو حزب لبناني حقا (والذي يفترض أن يكون شيئا إيجابيا)، أم أن المقاومة الإسلامية هي مجرد ذيل لإيران (وهو ما يفترض أن يكون شيئا سلبيا)؟
في الواقع، يمكن تقييم وثيقة وأداء الحزب بكل بساطة: فبغض النظر عن القضية الشائكة لسلاح الحزب، وعلاقاته مع إيران، فإننا سنجد أن أداء المنظمة الداخلي الذي لا يثير الإعجاب يؤكد أسوأ مخاوفنا – وهو أن حزب الله في الواقع كيان لبناني جدا. عندما يتعلق الأمر بالمسائل الدفاعية والعسكرية، إن هوية حزب الله اللبنانية والإيرانية المزدوجة واضحة، ولكنها غير قابلة للنقاش في نهاية المطاف في ظل غياب بديل مجدي سياسيا للتحرير.
إن حزب الله والشعب الجنوبي لم يخترعا العدوان الإسرائيلي. بل أن الاحتلال الأجنبي، وليس 'الفكر الديني الشيعي'، هو الذي أدى إلى ظهور الحزب. ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياسة الداخلية، إن حزب الله كان ابرع بكثير في الفوز في الانتخابات من الحكم الفعلي على ارض الواقع، أو في إنتاج سياسات وبرامج.
فليس لدى الحزب الكثير ليظهره حول خبرته في الفرع التنفيذي بعد انتخابات عام 2005؛ فهو لم ينتج أي مبادرات إصلاحية ناجحة، سواء كانت تشريعية أو إدارية، فيما كان يتولى العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمرافق العامة. بدلا من ذلك، ادخل حزب الله نفسه في اللعبة السياسية اللبنانية الأبدية. حيث يقول زعماء الطوائف بأن الحكومة يجب أن تعمل على قضية 'X.' ومن ثم تقول الحكومة أنها لا تستطيع أن تتصرف بشأن قضية ' X' إلا إذا كان زعماء الطوائف متفقون. دون أن نصل إلى أي نتيجة.
إن نصر الله وحزبه قد اهتموا بدوائرهم الخاصة، مثل غيرهم من الأحزاب اللبنانية. لكنهم لم يساعدوا على إيجاد مواطنين أفضل، أو إيجاد دولة أفضل. لقد وافق الحزب على قانون انتخاب عاد بالبلاد مرة أخرى إلى عام 1960. ويقول الحزب انه يريد تحقيق تنمية متوازنة، أو إصلاح النظام القضائي، ولكن هذا ما يريده الجميع تقريبا. لم يطرح الحزب ولا الأكثرية النيابية خيارات مغرية، أو مطلوبة للسياسة العامة بحيث لا يمكن رفضها من الجانب الآخر.
إن قدرات نصر الله العسكرية وكزعيم طائفي، وكخطيب معروفة جيدا. لكنه عندما يقول لنا أشياء كثيرة خلال مؤتمر صحفي، دون أن يضيف أي تحدي أو شيء جديد حقا، فإنه يذكرنا بالراحل رشيد كرامي. كان باستطاعة كرامي أن يبقي على رباطة جأشه لمدة طويلة، حيث كانت القنابل تسقط أحيانا خلال الحرب الأهلية، وكان يمكن للمرء أن يواصل الاستماع إليه. ولكن في النهاية، ماذا يفعل الجمهور بهذه المعلومات؟ فهل تغيير هذه المعلومات العلاقة بين المواطن والدولة؟ كلا وهل تغيير الطريقة التي تُمارس بها السياسة في لبنان؟ كلا. لقد اثبت حزب الله في هذا الصدد، للأسف، أنه لبناني بارز جزئيا.
- صحيفة 'الاندبندنت'
كيف أعاد المعادون للسامية في حزب الله آنا فرانك مرة أخرى إلى مخبئها / روبرت فيسك
'هذه الشابة التي تغضب الناس...' كان العنوان الرئيسي للوريان ليترير أمس في لبنان. الفتاة المراهقة هي آن فرانك، التي توفيت بمرض التيفوئيد في بيرغن بيلسن في عام 1945 بعد أن بُلغ عنها للسلطات النازية، إلى جانب أسرتها، في بيتها الآمن في أمستردام. والأشخاص الغاضبون هم حزب الله اللبنانيون، الذين نجحوا في إقناع مدرسين في مدرسة في بيروت بسحب كتاب من مكتبة اللغة الإنجليزية التمهيدية بعد أن تم اكتشاف مقتطفات من مذكرات آن فرانك الشهيرة في الكتاب. وفي موقف شجاع يدافع عن حرية التعبير، قال ميشال حاجي جورجيو لقرائه لماذا يعتبر هذا العمل الرقابي ضد العرب.
وقال جورجيو أن آن فرانك: 'كانت طفلة ثائرة ضد الخوف، وضد التعصب، وضد العالم المجنون، فرت من منتقديها اللبنانيين...إن آن، ليست سوى شقيقة الطفل الفلسطيني أو الطفل اللبناني في روايات الياس خوري أو غسان كنفاني... والأطفال البريطانيين في رواية ديسك بالارد إمبراطورية الشمس ورواية جون بورمان الأمل والمجد '....
إن حزب الله، بطبيعة الحال، قد تمكن بحق في إدخال نفسه في هذا الموضوع في بيروت. وقد انتقدت محطة تلفزيون المنار يوميات آن فرانك لأنها 'مكرسة لاضطهاد اليهود... والأخطر من ذلك هو الطريقة الدرامية والمسرحية الذي كتبت به المذكرات -- فهي مليئة بالمشاعر'.
إن سجل معاناة فرانك ذات 15 عاما لم يكن عاطفيا بشكل كاف لمحاربي حزب الله، فكتابها بالنسبة لهم هو مجرد إثبات على 'الغزو الصهيوني للتعليم [اللبناني]'. ولنكون منصفين، إن مكتبات بيروت لا تظهر أي خوف من بيع أي كتب حول المحرقة اليهودية وشرور الحرب العالمية الثانية. لقد كان عدد اليهود في لبنان يوما يحسب بالآلاف؛ وقد جاء الكثير منهم من ألمانيا النازية في طريقهم إلى فلسطين ولكنهم بقوا لأنهم أحبوا هذا البلد والشعب العربي. وتقوم الحكومة اللبنانية اليوم بترميم كنيس يهودي قديم اسقط سقفه في عام 1982 –بقصف زورق حربي إسرائيلي.
- صحيفة 'ذا نيويوركير'
مهمة حزب الله الأخيرة / جوشوا هيرش
في شباط 1985، وعندما قام حزب الله بعقد أول مؤتمر صحافي للإعلان عن بيان مهمته الرسمية، كانت الحرب الأهلية اللبنانية في كامل شراستها. وقد جذب هذا الحدث، في اجتماع حاشد في الضاحية الجنوبية لبيروت، حشدا من أنصار الحزب والكثير من كبار قادة حزب الله. إلا انه لم يلق أي اهتمام من وسائل الإعلام الغربية، حيث كان الملاكم محمد علي قد وصل إلى بيروت في اليوم نفسه، في محاولة للإفراج عن الرهائن الأمريكيين- وقال لي العديد من الصحفيين الغربيين الذين كانوا في بيروت في ذلك الوقت مؤخرا أنهم لا يتذكرون هذا الحدث.
بدوره، قال روبرت فيسك، الذي غطى الحرب الأهلية لصحيفة التايمز اللندنية 'على ما أذكر، لم أكن يائسا للذهاب إلى مؤتمرات حزب الله الصحفية، كان من الممكن أن يكون أطول مؤتمر صحافي أشهده في حياتي'. وكان الصحفيون الغربيون أذكياء في بقاءهم بعيدا؛ فبعد شهر واحد بالضبط خطف عناصر حزب الله تيري أندرسون، رئيس مكتب أسوشيتد برس، من شوارع العاصمة اللبنانية.
يوم الاثنين، عقد حزب الله مؤتمرا صحفيا آخر لتقديم وثيقته الجديدة. التباين بين هذين الحدثين كانت مفيدا. فمرة أخرى، نأى الصحفيون الغربيون بنفسهم إلى حد كبير عن الحدث، ولكنهم لم يبتعدوا هذه المرة بداعي الخوف بقدر ما ابتعدوا عن الحدث بداعي الراحة. حيث أن الحدث تم بثه على شاشات التلفزيون على الهواء مباشرة، ولم يكن هناك أي تجهيزات عملية للمتحدثين باللغة الانجليزية، كما لم يكن هناك فرصة لذلك ألا بإحضار مترجم شخصي. وحتى لو كان قد حضر ضيوف غربيون، فإنهم على الأرجح لم يكونوا ليفعلوا شيئا أكثر من مشاهدة شاشة. فحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله منذ عام 1992، يدرك أنه عرضة لمحاولات الاغتيال: وهو يكاد لا يظهر في العلن أبدا، ونادرا ما يجيب على أسئلة الصحفيين في مناسبات علنية. بل يقوم بذلك فقط عن طريق الفيديو.
في عام 1985، كانت صور آية الله الخميني، زعيم إيران وأحد الراعيين المؤسسين لحزب الله، تزين المسرح. هذا المرة، زين مسؤولو حزب الله المسرح – الذي هو قاعة مدرسة صغيرة في ضاحية بيروت الجنوبية - بعدد متساو من أعلام حزب الله ولبنان، وجدار برونزي كان يغطي على الأرجح لوحة حفل تخرج من المدرسة أو مناسبة مشتركة.
في عام 1985 قرأ إبراهيم أمين السيد، المتحدث باسم حزب الله بيان الوثيقة بصوت عال، حيث كانت الوثيقة غارقة في العداء الديني والنقد اللاذع. وأشارت الوثيقة إلى زعيم مسيحي لبناني بأنه 'سفاح'، ودعت إلى تدمير إسرائيل، وفرض الشريعة الإسلامية في لبنان. اليوم، باتت قوة حزب الله العسكرية مصدر خلاف كبير في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط. ولكن على مر السنين لعب الحزب دورا ناشطا بشكل متزايد في السياسة، فحزب الله أصبح له وزيران في الحكومة اللبنانية، وعشرة نواب في البرلمان. وكانت هناك اقتراحات لبعض الوقت بأن لهجة البيان الشديدة قد عفا عليها الزمن. وفي أوائل التسعينات، نقح حزب الله شعاره بهدوء من 'الثورة الإسلامية في لبنان'، إلى 'أن المقاومة الإسلامية في لبنان'.
وفي تمام الساعة 3:30 بعد الظهر، ظهرت صورة نصر الله على شاشة كبيرة من مكان اختباءه السري على خشبة المسرح. فتعالت الأصوات بين الحضور. فابتسم نصر الله الذي كان يرتدي عمامة سوداء وثوبا بنيا، وتحدث ببضع كلمات للتحية. ثم أزال نظاراته المعدنية الكبيرة الخاصة به وبدأ بقراءة البيان. على مدى ساعة ونصف الساعة توقف نصر الله عن الكلام مرة واحدة فقط بالضبط، لأخذ رشفة من كوب الماء، وذلك باستخدام كلتا يديه لرفعه إلى شفتيه.
لا يمكن قوا أي شيء عن الوثيقة السياسية الثانية لحزب الله سوى أنها محنكة سياسيا، وهي مصممة تقريبا لكي تتجنب تصدر عناوين الصحف. ليس هناك أي إشارة إلى الثورة الإسلامية. وقد تحدث نصر الله بطريقة تصالحية عن خصومه السياسيين اللبنانيين، ودعا إلى إنهاء الانقسامات الطائفية في البلاد. كما انتقد الخلط بين'الإرهاب' و'المقاومة'، إلا أن هذا الأخيرة، بحسب ما قال: هي 'شرعية'. وفي حديثه حول إسرائيل، قال: 'مشكلتنا معهم ليست أنهم يهود. بل لأنهم استولوا على فلسطين. هذه السطور لم تكن ضمن النص الأصلي، وقد نظر نصر الله بشكل مباشر إلى الكاميرا عندما تحدث معهم.
وقد كان نصر الله واضحا في نواياه العسكرية. حيث قال بشكل مباشر 'إن تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي يثبت أن الكفاح المسلح والمقاومة العسكرية هي أفضل وسيلة لإنهاء الاحتلال'. كما احتفظ ببعض الكلام القاسي لا سيما بحق الولايات المتحدة، محملا إياها مسؤولية التواطؤ في كل تصرفات إسرائيل...
وعند الانتهاء بدل نصر الله نظارته، وجلس إلى الوراء، وتلقى عشرات الأسئلة من الصحافيين، بما في ذلك أسئلة بعض الصحفيين من وسائل الإعلام المعارضة لحزب الله. وقد بدا نصر الله مسترخيا وفي حالة معنوية جيدة. وسئل نصر الله أخيرا عن تكتيكات المتمردين الإسلاميين في اليمن، والذي يبدو أنهم يحاكون حزب الله. كانت قد مرت ساعتين منذ أن بدأ نصر الله الكلام، وكان معظم المراسلين قد بدأوا بحزم أمتعتهم. فقال نصر الله إن تقنيات حزب الله ليست خاصة. وأضاف 'قد يكونوا يستفيدون من هذه التكتيكات في اليمن، كما قد يستفاد منها في أمريكا، حتى الإسرائيليين يمكنهم الاستفادة منها إذا ما كانوا يريدون ذلك'. وضحك قائلا 'المقاومة في لبنان هي مدرسة، لكل شخص يريد أن يتعلم منها'.
- موقع 'سي أن أن'
جنرال سوفيتي سابق: أمريكا لن تنتصر أبداً في أفغانستان
حذر قائد عسكري سابق في ما كان يعرف بالجيش السوفيتي، الولايات المتحدة وحلفاءها، من حرب لا يمكن الانتصار فيها في أفغانستان، قائلاً إن 'التاريخ يعيد نفسه'، في إشارة إلى فشل الجيش السوفيتي في تحقيق نصر عسكري في تلك البلاد.
وقال الجنرال فيكتور يرماكوف، الذي قاد جيش الاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان بين عامي 1982 و1983، إن الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي تنغمس في حرب خاسرة ولا يمكن الانتصار فيها.
وفي عام 1979 اجتاحت القوات السوفيتية أفغانستان لتدعم الحكومة الماركسية في كابول، لكنها واجهت فشلاً كبيراً بعد أن بلغت خسائرها في الأرواح نحو 15 ألف جندي، وتداعى اقتصاد الدولة الشيوعية آنذاك، لتضطر إلى انسحاب مخز عام 1988. وللسخرية، كانت القوات السوفيتية تواجه حركة مسلحة شرسة تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، بالسلاح والمال، لم تستطع هزيمتها، وأصبحت حرب موسكو في أفغانستان تعرف بـ'فيتنام الروس.'
وقال الجنرال يرماكوف: 'اجتحنا أفغانستان بقوات كبيرة.. ولم نذهب هناك لغزوها واحتلالها، ولكن لنفرض الأمن والاستقرار.. لكن لا يمكنك فرض الديمقراطية بالقوة.. سيقول الأفغان الآن إن النظام الأمريكي هو الأفضل.. تماماً كما قالوا إن السوفييت ونظامهم كان الأحسن.' وتابع يقول: 'لكن ما أن تغادر البلاد حتى تعود الأمور إلى حالها.. أود فقط أن أذكركم بمقولة للقائد الأفغاني الشهير سيزار بابور، عندما أكد أن بلاده كانت وما زالت عصية على الغزاة.. ولن تستسلم لأحد.'
تأتي تصريحات الجنرال السوفيتي السابق، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ليل الثلاثاء، إرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان، في إطار إستراتيجية جديدة لكبح مليشيات طالبان، على أن يبدأ انسحاب تلك القوات من هناك في منتصف 2011...