صحافة دولية » مقالات وتحليلات من صحف ومواقع أجنبية

- صحيفة 'الديلي ستار'
اللاجئون الفلسطينيون يظلون في جوهر عملية صنع السلام/ رامي خوري 
سبق لي وأن حضرت مئات الاجتماعات والمؤتمرات والندوات حول صنع السلام العربي-الإسرائيلي في مراحل حياتي الراشدة على مدار السنوات الأربعين الماضية، وإلى درجة أصبح بمقدوري معها أن أقول إن كانت هناك أخبار جيدة وأخبار سيئة. الأخبار الجيدة هي أن الإسرائيليين والعرب يرغبون في التوصل إلى نهاية سلمية متفاوض عليها للنزاع بينهما. أما الأخبار السيئة فهي أنه لا تتم، في الأثناء، ترجمة هذا التوجه للتفاوض على السلام والتعايش إلى اتفاقية دائمة بسبب الرفض الإسرائيلي بحث الموضوع المحوري المهم بالنسبة للفلسطينيين والمتعلق بوضعهم كلاجئين.
تعزف جهود الولايات المتحدة هذا العام، والتي انصبت على التفاوض من أجل استئناف المفاوضات، على وتري هذين الواقعين. ويبدو أن الوقت قد حان للإقرار بأن المحاولات التي جرت لتفادي وتلميع أو تأجيل التوصل إلى الامساك بالتطورات التي وقعت في فلسطين في عامي 1947-1948 بوصفها ستحطم كافة أمارات التقدم أو الأمل. وفي الوقت الراهن، تبدو فرص الاتفاق على حل موضوع اللاجئين الفلسطينيين ضئيلة، لكنها ليست معدومة. ومع ذلك، فإن فرص تحقيق سلام عربي-إسرائيلي شامل من دون حل موضوع اللاجئين تظل عدومة بشكل مطلق.
لقد حان الوقت بالنسبة لأطراف النزاع كافة، كما ولكل أولئك في الخارج ممن يمدون يد المساعدة لحله، حتى يصلوا إلى تراض حول هذه الحقيقة البسيطة. ثمة شيئان حدثا في عامي 1947-1948 واللذان يتوجب البت فيهما بشكل متزامن وجاد إذا ما أريد التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين العرب والإسرائيليين: لقد انتصرت الصهيونية، وتم، من وجهة نظرها، تأسيس دولة إسرائيل كوطن للشعب اليهودي؛ وفي المقابل، تشتت المجتمع القومي الفلسطيني وأجبر نصف الشعب الفلسطيني على اللجوء إلى المنفى، سواء عن طريق التطهير العرقي الصهيوني المتعمد أو عبر الديناميكيات العادية للحرب، والتي دفعت بالمدنيين إلى الهرب مؤقتا إلى أماكن أكثر أمنا.
وهكذا، فإن حلا دائما للنزاع يجب أن يستجيب، بالتزامن، للمطالب المحورية للصهاينة والوطنيين الفلسطينيين والعرب. وعندما حدث هذا بين مصر والأردن وإسرائيل، ساد السلام الدائم. ويلزم اتباع نفس الطريقة حتى يتوصل الفلسطينيون والسوريون واللبنانيون إلى اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وهو ما يتضمن عودة الأراضي المحتلة في مقابل التطبيع. أما بالنسبة للفلسطينيين، فهناك الموضوع المضاف الكامن في حل مشكلة حوالي 750 ألف لاجئ منذ عامي 1947-1948، والذين يصل عددهم، سوية مع سلالتهم، إلى حوالي 4.5 مليون نسمة.
كان التحدي الذي حير الجميع حتى الآن هو كيفية مواءمة النزعة الصهيونية مع النزعة العربية. وبعبارات أخرى، كيف يكون للعرب أن يقبلوا بإسرائيل كدولة يهودية في معظمها في حين تقف إسرائيل بدورها وراء التسبب في لجوء الفلسطينيين لتتخذ إجراءات لإنهاء تلك المشكلة. وقد قبل العرب جميعهم بوجود دولة إسرائيلية ذات أغلبية يهودية، كما هي الآن، حيث يشكل اليهود 80% من السكان. وفي المقابل، لم يتحرك الإسرائيليون قيد أنملة باتجاه اتخاذ قرارات قانونية وسياسية وأخلاقية يترتب عليهم اتخاذها للعب دورهم المركزي في حل مشكلة اللاجئين نظرا لأنهم كانوا الطرف الرئيس المتسبب في خلق هذه المشكلة.
لقد أزف الوقت لأن يرتدي وسطاء السلام الأجانب واللاعبون المحليون الرئيسيون ثياب الجدية في البت في القضايا المحورية إذا أرادوا تحقيق تقدم على الطريق نحو تحقيق اتفاق سلام دائم وعادل. إن التفوق العسكري الإسرائيلي الحالي لن يجلب لإسرائيل السلام الدائم والأمن، لأن الفلسطينيين ببساطة لن يختفوا من التاريخ -أكثر مما اختفى اليهود الذين كانوا قد نفوا إلى بابل إلى غير رجعة. وفي كل مرة أقابل فيها صديقا يهوديا أو وسيط سلام أجنبيا، أذكّرهما بأن عمر المنفى الفلسطيني منذ العام 1947-1948 أصبح الآن أطول 5 أو 6 سنوات من عمر النفي اليهودي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد -حيث ولد الأمل الصهيوني وفكرة العودة إلى وطن الأسلاف اليهودي أول الأمر.
لقد مر الفلسطينيون بنفس التجربة، بعد ألفين وخمسمائة سنة، بالسعي لإنهاء نفينا عبر التأكيد على الذات والهوية الوطنية، مع الصبر والعمل الجاد. وفي الغضون، يركز اتجاه التفكير الفلسطيني السائد على العودة في نهاية المطاف، وإعادة السكن في وطن الأسلاف. وكما أظهر اليهود القدماء والحاليون لأنفسهم وللعالم، فإن اتجاهات التفكير القوية هذه لا تتلاشى في خضم التاريخ.
 
 
- موقع 'تقرير واشنطن'
كيف ترى واشنطن التحولات في تركيا
مع تصاعد الدور التركي على الصعيد الإقليمي والدولي مع وصول حزب العدالة والتنمية التركي ذي الخلفية إلى سدة الحكم في تركيا، وتوطيد قوته داخل الساحة السياسية التركية ضد منتقديه من أنه يهدد العلمانية التركية، بدأت عديد من الدراسات الأمريكية دراسة السياسية الداخلية والخارجية لحزب التنمية والعدالة، وما يواجه من عقبات، وما الدور الذي يسعى من خلاله للوصول بتركيا إلى أن تكون لاعبًا فاعلاً على المستوى الإقليمي والدولي.
ومن تلك الدراسات الدراسة التي نشرتها دورية 'الشئون الخارجية Foreign Affairs' التي يصدرها مجلس العلاقات الخارجية في عددها الأخير عن شهري نوفمبر ـ ديسمبر من العام الحالي التي حملت عنوان 'Tascii117rkey's Transformers The AKP Sees Big' للكاتبين مورتون أبراموفيتش Morton Abramowitz سفير الولايات المتحدة في تركيا في الفترة من 1989 إلى 1991 والباحث بمؤسسة القرن Centascii117ry Foascii117ndation و هنري باركي من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي Carnegie Endowment for International Peace، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة ليهاي International Relations at Lehigh ascii85niversity.
ومن الجدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية التركي هو حزب سياسي يصنف نفسه بأنه حزب محافظ معتدل، غير معادٍ للغرب، يتبنى رأسمالية السوق، يسعى لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وذو جذور إسلامية وتوجه إسلامي لكنه ينفي أن يكون حزبًا إسلاميًّا ويحرص على ألا يستخدم الشعارات الدينية في خطاباته السياسية. ويقول: إنه حزب محافظ ويصنفه البعض على أنه يمثل تيار الإسلام المعتدل.
وصل الحزب إلى الحكم في تركيا عام 2002، وكان قد تم تشكيله من قبل النواب المنشقين من 'حزب الفضيلة الإسلامي' الذي كان يرأسه 'نجم الدين أربكان 'والذي تم حله بقرار صدر من محكمة الدستور التركية في 22 من حزيران 2001، وكانوا يمثلون جناح المجددين في 'حزب الفضيلة'. ونتيجة لتوجهات الحزب الإسلامية فإنه يواجه عقبات على الصعيد الداخلي من قبل المؤسسة العسكرية العلمانية والتي تعمل بجهد من أجل الحفاظ على إرث 'مصطفى كمال أتاتورك' وتوجهاته العلمانية والتي على أساسها بُنيت تركيا.
السياسية الداخلية لحزب العدالة والتنمية
يواجه الحزب بمعسكرين أحدهما مؤيد والآخر المعارض له، الأول وهو الأكبر و يتزعمه سياسيون دينيون ومن يمين الوسط والليبراليين، والمعسكر الآخر يتألف من العلمانيين الأقوياء، والنخبة البيروقراطية العسكرية والمدنية وأحزاب مختلفة من القوميين.
بالنسبة للمعسكر المؤيد فهو يؤيد حزب العدالة والتنمية تأييدًا تامًّا حيث يرى أنه قادر على مواجهة المؤسسة العسكرية والوصول بتركيا إلى الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، وبناء الخطوط العريضة نحو تنمية البلاد، ومعالجة المسألة الأكثر صعوبة وهي الاعتراف بالحقوق الديمقراطية للسكان الأكراد، وكذلك محاولة إطلاق مبادرات دبلوماسية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز من أجل لعب دور فاعل في المنطقة .
أما بالنسبة للمعسكر المعارض للحزب فهم يعولون على الجذور الإسلامية والتاريخية له، وأن الحزب يسعى إلى إضعاف المؤسسة العسكرية متذرعًا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ناهيك على أن الحزب يسعى إلى أسلمة تركيا العلمانية، وذلك من أجل تعزيز موقعها في العالم الإسلامي حتى على حساب سياسية تركيا التقليدية وهي التحالف مع الغرب .
وبالرغم من المعارضة التي يلقاها الحزب من قبل المؤسسة العسكرية إلا أنه يتمتع بشعبية كبيرة داخل البلاد فهو الحزب المهيمن في تركيا. فقد نجح في تحقيق نمو اقتصادي سريع لتركيا منذ فوزه للمرة الأولى في عام 2002، وهذا ما ساعده أيضًا في الحصول على دعم سياسي كبير و تحقيقه لانتصار مذهل مره أخرى في إعادة انتخابه في يوليو 2007. ويعمل الحزب حاليًا على إدخال إصلاحات سياسية ودستورية في محاولة للاستبدال ما فرضته المؤسسة العسكرية في البلاد منذ 1982، ومحاولة كسر سيطرتها على الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد، والطعن في الأيديولوجية والأسس التي تقوم عليها الدولة التركية: العلمانية والقومية والمركزية .
و قد حرص على أكثر المظاهر العامة التي يحرص عليها الإسلام وهي الحجاب، فعلى سبيل المثال، عمل على توجيه دعمه الكامل لحق المرأة في ارتداء الحجاب في الجامعات والتي خاض فيها معركة أمام المحكمة الدستورية في عام 2008 في محاولة للطعن في الدستور العلماني للبلاد. وتنظر النخبة العلمانية إلى أن حزب العدالة والتنمية يستخدم نفوذه محليًا وعلى الصعيد الوطني من أجل تسهيل الممارسات الدينية، وقد نجح الحزب في تنحية النفوذ السياسي للجنرالات، من خلال إجراء بعض التغييرات القانونية والتي تحد من القوة السياسية للمؤسسة العسكرية، والنجاح في تولية عبد الله جول رئاسة البلاد في عام 2007 المحسوب على الحزب. وقد جلب أردوجان في يوليو الماضي المدنيين لمجلس الأمن القومي، الذي طالما كانت تهيمن عليه المؤسسة العسكرية.
وقد تدخلت المؤسسة العسكرية من قبل أربع مرات منذ عام 1960 في عمل انقلابات لإسقاط الحكومات المدنية وكان آخرها ما عرف باسم ' أيرجينيكون 'Ergenekon والتي تم فيها ضبط عدد من الضباط والأكاديميين الذين سعوا لعمل انقلاب عسكري ضد أردوجان، وتم التحقيق معهم والزج بهم في السجون وهو ما أدى إلى تلطيخ سمعة الجيش.
موقف الحزب من قضية الأكراد
إن التعامل مع القضية الكردية هي بمثابة حياة أو موت بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، فقد نجح في التعامل مع قضية أكراد العراق بمهارة وشجاعة، عكس ما كان في السابق حيث كان دائمًا يرفض التعامل مع إقليم كردستان العراقي على أنه شبه مستقل على اعتبار أن ذلك يمثل خطرًا على وحدة العراق وأنه قد يزيد النزعة الانفصالية لدى الأكراد الأتراك. أما الآن فالحزب يعمل حاليًا على محاولة توثيق الروابط مع الحكومة الإقليمية لكردستان العراق، وذلك من أجل كسب الثقة والتعاون مع أكراد العراق في عدد من القضايا المثيرة، والتي تتراوح ما بين قضايا في مجال الأمن والتبادلات الاقتصادية .
لكن المشكلة تكمن في التعامل مع الأكراد الأتراك والذين يقدر عددهم ما بين 12-14 مليون كردي يعيشون في تركيا. وهذه المسألة تمثل عبئًَا أكبر على الحياة السياسية في تركيا، حيث دخلت تركيا خلال العقود الماضية في مناوشات لكبح تمرد الأكراد الأتراك الذي يقوده ما يعرف باسم حزب العمال الكردستاني، مما شكل عبئًا كبيرًا من حيث النفقات العسكرية، وقد وعدت حكومة حزب العدالة والتنمية بفتح حوار مع الأكراد الأتراك وذلك من خلال الدعوة إلى فتح حوار ديمقراطي مع الجماعات الكردية التركية والمجتمع المدني، على الرغم من أن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان مازال مسجونَا في السجون التركية. وينظر إليه ـ أيضَا ـ على أنه إرهابي من قبل المؤسسة العسكرية التركية ومعظم الأتراك والدول الغربية. وفي وقت سابق فقد وعد أردوجان بكشف النقاب عن المقترحات التي سوف تسمح للأكراد في التعبير عن الهوية الثقافية الكردية بحرية أكبر، وتخفيف القيود على استخدام اللغة الكردية.
لكن المسألة الأكثر صعوبة تكمن في منح عفو لقادة حزب العمال الكردستاني والذين ينظر إليهم على أنهم مقاتلون. ويبقى لنا أن نرى ما إذا كان أردوجان لديه القدرة على التحمل والثبات السياسي لتنفيذ التدابير لوضع حد لتمرد حزب العمال الكردستاني والذي دام لمدة 25 عامَا، والذي من شأنه أن يمكن معظم مقاتلي حزب العمال الكردستاني من العودة إلى ديارهم وإطلاق سراح عديدٍ من السجناء، والذي قد يساعد في الاستقرار السياسي لتركيا.
السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية
تسعى تركيا إلى لعب دور فاعل على المستوى الإقليمي والعالمي وهذا ما توضحه رؤية أحمد داوود أوجلو، وزير خارجية تركيا حيث إنه يروج دائمًا لرؤية تجعل من تركيا لاعبًا فاعلاً على المستوى العالمي عبر الترويج لسياسية 'صفر المشاكل مع الجيران'' 'Zero Problems with Neighbors مع الأمل في تسوية طويلة الأمد للخلافات من خلال توطيد درجة عالية من المشاركة مع قادة وشعوب الدول المجاورة لتركيا. والهدف من ذلك هو تحويل تركيا من 'المركزية'، أو الإقليمية، حتى تصبح قوة ضمن المنظومة العالمية، ولكي تبرهن للعالم أن دولة مسلمة يمكن أن تكون عضوًا بناءً في المجتمع الدولي.
تشكل القضية الأرمينية معضلة للسياسية الخارجية التركية، حيث تتهم تركيا بعمل إبادة جماعية للأرمن منذ قرن مضى 'إرث الدولة العثمانية ' لكن رئيس وزراء تركيا أردوجان قد نجح في كسر هذه المعضلة من خلال توقيعه في أغسطس الماضي على نص بروتوكولين لإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية بين البلدين، واتفاق على فتح الحدود بين البلدين، وهذه خطوة للأمام في مجال الدبلوماسية التركية في منطقة القوقاز. كما تأمل تركيا في أن تساعد هذه المبادرة في تحسين صورتها من أجل نيل العضوية الاتحاد الأوروبي وتخفيف الضغط على الكونجرس لتمرير قرار بشأن الإبادة الجماعية للأرمن في العام المقبل.
ولا تزال مسألة قبرص العقبة الرئيسة أمام انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. على الرغم من أن تركيا قد استأنفت المفاوضات مع الطرفين القبرصيين للمرة الألف، لكن لا يوجد أمل كبير في وضع تسوية للجزيرة المتنازع عليها. والحكومة التركية سيكون لها أيضًا أن تقرر قريبًا ما إذا كانت ستفتح موانيها أمام الملاحة من الجزء اليوناني من قبرص.
الدور التركي في قضايا الشرق الأوسط
دخلت تركيا في محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا من أجل عملية السلام في المنطقة، وأقحمت نفسها في المفاوضات التي تلت أزمات حرب لبنان عام 2006 والحرب على قطاع غزة في أواخر عام 2008 وأوائل عام 2009، حيث دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي داوود أوجلو للانضمام إلى الوفد الفرنسي الذي سافر إلى دمشق لمناقشة أزمة غزة.
و في وقت سابق من هذا العام قام وزير الخارجية داوود أوجلو بالتوسط بين العراق وسوريا في النزاع الأخير، حيت يدعي العراق أن التفجيرات التي وقعت في المنطقة الخضراء في بغداد في أغسطس من العام الحالي قد نفذت من قبل المتمردين من سوريا. ويرى أنصار حزب العدالة والتنمية بأن السياسة الخارجية الجديدة لتركيا هي في النهاية تصب في مصلحة جعل تركيا مسموعة الصوت في المحافل الدولية فقد أصبحت بارعة في ذلك، وهذا ما فعله رئيس الوزراء أردوجان في مؤتمر دافوس الاقتصادي من توجيه توبيخ للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز نتيجة لحرب إسرائيل على غزة، والذي حظيت فيه تركيا باحترام وشعبية من قبل شعوب العالم .
وفي نهاية تخلص المقالة إلى أن أردوجان يهيمن على السياسة التركية اليوم ليس فقط لأنه زعيم ديناميكي ولكن أيضًا لأنه رئيس حزب الأغلبية، ويمكنه عادة من أن يتخطى المعارضة (المؤسسة العسكرية). ويساعده في ذلك المعارضة التركية التي لا تتمتع بالكفاءة. فلدى حزب العدالة والتنمية فرصة فريدة لتغيير المجتمع التركي، وتغيير دستور البلاد والقيم السياسية البالية، وصنع السلام مع كل جيرانها وشعوبهم. وهو على ما يبدو على استعداد لاغتنام هذه الفرصة حتى تتحرك تركيا في الاتجاه الصحيح في جميع النواحي، والوصول بتركيا إلى أن تصبح دولة ليبرالية ديمقراطية متسامحة طامحة في سبيل الوصول إلى أن تصبح فاعلاً على المستوى الدولي أو كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن تركيا هي واحدة من سبع قوى صاعدة سوف تتعاون بنشاط مع الولايات المتحدة في حل المشاكل العالمية.


- صحيفة 'معاريف'
نازيون جدد بيننا / بن درور
انهم 'منا'. رواد. ملح الارض. لحم من لحمنا. انهم يتخلون من الحياة المريحة ليكونوا هناك الاوائل على الارض. اجل، انهم شاغبون ويبالغون هنا وهناك، لكن لا يجب تعظيم ذلك. فهم في جانبنا.
هذا هو التصور الذي يغلب على كثيرين جدا بيننا. يصعب علينا ان نفهم الخطر. الحديث عن سرطان. ان من يسلك سلوك نازي جديد او رجل جهاد فهذه صفته ولتكن ديانته ما كانت. يوجد مسيحيون كهؤلاء، ومسلمون كذلك، واذا كان هذا ما زال غير واضح لنا فيحسن ان نستبخل انه يوجد يهود كهؤلاء ايضا.
انهم موجودون في كل أمة. ففي هنغاريا وفرنسا واوكرانيا توجد ظواهر مقززة لراسمي الصلبان المعكوفة وحارقي الكنس ومدنسي المقابر. هؤلاء أناس عنصريتهم هي اعتقادهم وعندنا أناس كهؤلاء. أهم قلة قليلة هامشية؟ ربما يكونون. بيد انه لا حاجة الى اكثر من قلة قليلة لاشعال الحريق. ليسوا 'منا' وليسوا روادا. الحديث عن اعداء. ان كارهي اسرائيل في العالم انقضوا على صور المسجد المحروق في قرية يسوف كمن وجد غنيمة كبيرة. اننا لا ندرك كيف تبدو هذه الصور في العالم الواسع. انها فظاعة. فمعادو السامية من اليمين واليسار يحتفلون. لان محاربة اسرائيل، عند من لا يفهم ليست لصواريخ القسام او الكاتيوشا فقط. ان ميدان المعركة الرئيس هو شرعية دولة اسرائيل. ان الزعران الذين دنسوا المسجد اعداؤنا لانهم يسهمون اكبر اسهام في حملة اليسار المتطرف واحمدي نجاد وهيوغوتشافيز لسلب اسرائيل شرعتها. انهم يقوون المعسكر الذي يريد جعل اسرائيل دولة برصاء. تعلم دولة سليمة كيف تكف هذه الظواهر. لكنه يتبين عندنا ان الامر يرفض ان يحسم. يوجد هنا غفران. صحيح، يندد رئيس الحكومة ووزير الجيش. لكن اين العمل؟ اين الادراك الاساسي ان الحديث عن مخربين اضرارهم باسرائيل كبير مثل اضرار رجال حماس بالضبط؟ اين ادراك ان الحديث في واقع الامر عن نسخة يهودية من النازية الجديدة؟ اين ادراك ان الحديث عن اعداء، وعن محاربين خطرين في معركة لسلب دولة اسرائيل شرعيتها؟
يجب الا نقول انهم قلة قليلة هامشية. فهؤلاء الناس يحظون بتأييد من أعلى مستوى. صدرت عن الحاخام مردخاي الياهو الزعيم الروحي للصهيونية المتدينة فتوى تحل زيتون العرب. يستطيع كثيرون انكار مزاعم ان اليهود هو الذين يفسدون كروم الفلسطينيين وان يزعموا ان الحديث عن تحرش ليساريين. بيد ان الفتوى تحدد الاتجاه. لا يعني ذلك ان الياهو قال شيئا ما عن المساجد لكن من يجيز سلب الزيتون يمكن ان يوافق على تدنيس المساجد.
ليس الحاخام الياهو مجرد حاخام. فالحديث عن الزعيم الروحي والمرشد للصهيونية الدينية. في الخمسينيات كان الياهو عضوا في 'بريت هكنائيم' (حلف المتطرفين) وهي جبهة سرية ارادت ان تفرض الشرعية بالعنف على دولة اسرائيل. ليس واضحا كيف اصبح شخص كهذا حاخاما رئيسا على السنين. حدث ذلك. وتبين فتواه التي تبيح السلب انه لم يجر تغير كبير على هذا المرشد الروحي.
متى تنتبه دولة اسرائيل وتدرك ان الحديث عن خطر حقيقي من عدو داخلي؟ متى ينتبه المعسكر الصهيوني الرسمي ويدرك انه ينمو بيننا سرطان فتاك؟ متى ندرك جميعا انه يجب وقف هؤلاء الزعران الذين يشبهون الجهاديين والنازيين الجدد وهم صغار؟ لندع الله ألا يكون ذلك متأخرا.
 

- صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز'
المطلوب في الشرق الأوسط الإحساس بالضرورة الملحة للسلام / مارتن إنديك
كيف يمكن للرئيس الأميركي باراك أوباما جر عربة السلام في الشرق الأوسط خارج الوحل الذي تغوص فيه؟ لا يمكنه ذلك - على الأقل ليس قبل أن يشعر قادة المنطقة بالقدر الكافي من الإحساس بالضرورة الملحة للمجازفة باتخاذ خطوات لتحقيق اختراقات. حاليا ، القادة العرب والاسرائيليون مقتنعون بأن أوباما في عجلة من أمره أكثر منهم ، لذا فهم راضون بوجوده للقيام بالمهمة الصعبة. البعض يرى بأنه يجب على أوباما ترك العرب والاسرائيليين يتحملون نتيجة أعمالهم دون مساعدة حتى يدركوا بأن الوضع أصبح خطيرا. المشكلة في تلك الطريقة هي أن المزاج العام ، خاصة في الشرق الأوسط ، يمقت الفراغ. الفشل الأميركي في إعادة الأطراف مجددا الى طاولة المفاوضات قاد إلى أن يقوم الفرنسيون بالدعوة لعقد مؤتمر دولي ، وإلى أن يناشد الفلسطينيون مجلس الأمن للتصويت على إقامة الدولة ، وأن يناقش آخرون فرض الحل. تلك الأفكار لا يمكن أن تفضي الى شيء دون قيادة أميركية ، ولكنها قد تمنع الولايات المتحدة من القيام بما تريد ، وحتى أن تجعل الأمور أكثر صعوبة على أوباما في التفاوض على إنهاء الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي.الأسوأ من ذلك أن حماس تنتظر ملء الفراغ الذي سيحدث اذا ما استقال محمود عباس ، رئيس السلطة الفلسطينية ، نتيجة يأسه من عدم التوصل الى حل مبني على التفاوض. محاولة حماس قد تدعمها عملية تبادل الأسرى بين حماس والاسرائيليين التي تلوح في الأفق والتوترات المتزايدة حول القدس - وهي القضايا ذاتها التي أشعلت فتيل الانتفاضة الثانية.اذا كان الانسحاب ، تبعا لذلك ، عملا غير مسؤول ، فما هي أفضل طريقة للتقدم إذن؟ في هذه المرحلة ، من الحكمة عدم توقع الكثير والتركيز على تحقيق نتائج ملموسة على المدى القريب. هذا سوف يتطلب العمل مع قادة لديهم الإحساس بشيء من الأهمية الملحة للامر. حاليا ، هناك مرشحان محتملان: سلام فياض: رئيس وزراء السلطة الفلسطينية: وبنيامين نتنياهو: رئيس الوزراء الاسرائيلي.لفترة من الوقت ، عمل فياض بناء على افتراض أن الفلسطينيين يجب أن يبرهنوا على أنه يمكن الاعتماد عليهم كشركاء سلام قبل أن تقوم إسرائيل بالتفاوض بنيّة حسنة. بدلا من لعب دور الضحية ، قام فياض بالعمل على بناء دولة فلسطينية من القاعدة إلى القمة.لقد حقق بالفعل نجاحا كبيرا. الشرطة الفلسطينية أعادت النظام في جميع المدن الرئيسية في الضفة الغربية ، وهم الآن جاهزون لبسط سيطرتهم على جميع الأراضي التي مُنحت للسلطة الفلسطينية رسميا وفقا لاتفاقيات أوسلو ، لكن قوات جيش الدفاع الاسرائيلي أعادت احتلالها خلال الانتفاضة. فياض أسس أيضا لمنظومة حكم شفافة تخضع للمحاسبة ، خاصة في المجال المالي. ورغم الأزمة الاقتصادية العالمية ، من المتوقع أن تشهد الضفة الغربية نموا سنويا مضاعفا يتجاوز عشرة بالمائة مع نهاية الربع الأول من ,2010ولكن اذا ما استقال عباس - أو اذا لم تُستأنف مفاوضات السلام - سيُترك فياض دون غطاء سياسي. هذا ما يقود إحساسه بالضرورة الملحة. عليه أن يُثبت بأن أسلوبه يمكن أن يحرز تقدما ملموسا باتجاه إقامة الدولة. بدون ذلك ، ستوصف قواته الأمنية قريبا ب 'شرطة إسرائيل'.في الوقت نفسه ، يبدأ نتنياهو الشعور بالضغوطات - وليس فقط من واشنطن. مستشاروه لشؤون الدفاع والأمن يحذرونه من أن اسرائيل تقترب من لحظة الحقيقة. لقد نجحوا في قتال حماس عسكريا ، ولكن الخطوة السياسية هي من يمكنها إنقاذ السلطة الفلسطينية.الضغط على نتنياهو تكثف بسبب تقرير غولدستون الخاص بالأمم المتحدة والمتعلق بأزمة الحرب على غزة ، هذا التقرير اثار تساؤلات حول استخدام إسرائيل للقوة ويمكن أن يؤدي الى اتهامها بارتكاب جرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية. أفضل دفاع له في هذه المرحلة سيكون بذل جهد صادق للمساعدة في بناء دولة فلسطينية. لقد انصرف الانتباه عن نتنياهو في الشهور الأخيرة بسبب الطموحات الإيرانية. ولكن في الوقت الحالي ، يمكن أن يكون قانعا بأن يدع التحالف الدولي ، الذي يتحد بشكل متزايد كي يخوض المعركة ، يقوم بردع ايران. مستشارو نتنياهو للشؤون الأمنية يخبرونه بأن موقف اسرائيل الاستراتيجي إيجابي ولكنه لن يبقى كذلك ما لم يتحرك قدما في صنع السلام. ورغم أن قراره الذي أعلن مؤخرا بتعليق بناء المستوطنات قد اعتبر غير كاف من قبل الفلسطينيين ، فقد أظهر أن لديه القدرة السياسية ، كقائد من الجناح اليميني ، على إقناع تحالفه المتشدد بقبول تنازلات للفلسطينيين يلم يكن ممكنا التفكير بها حتى الآن. كيف يمكن لأوباما أن يستفيد من إحساس فياض ونتنياهو بالضرورة الملحّة؟ في الواقع ، السبيل لفعل ذلك موجود في الاتفاقيات التي وقّعها الاسرائيليون والفلسطينيون في السابق. المرحلة الأولى مما يدعى بخارطة الطريق تدعو إلى انسحاب الجيش الاسرائيلي إلى حدود ما قبل الانتفاضة فيما تعيد السلطة الفلسطينية النظام وتفكك البنية التحتية للإرهاب في الضفة الغربية. إستعادة السلطة الفلسطينية لسيطرتها على هذه المناطق ، التي حددتها اتفاقيات أوسلو 'مناطق أ وب ، حيث يعيش %90 من الفلسطينيين في الضفة الغربية: ستسمح لفياض بأن يثبت أنه أحرز تقدما في تحرير الأراضي الفلسطينية. ما أن يتم التوصل إلى تحقيق ذلك بنجاح ، يمكن أن تبدأ المفاوضات على الصعيد الأمني فيما يتعلق بتحريك الجيش الاسرائيلي من أجزاء من أراضي الضفة الغربية (مناطق 'ج') كما تنصّ على ذلك إتفاقيات أوسلو. هذا سيوسع من نفوذ السلطة الفلسطينية لتشمل أراضْ لم تسيطر عليها من قبل.لا شيء من هذا يمكنه أن يحل محل مفاوضات الوضع النهائي ، لذا ، على جورج ميتشل أن يواصل حث كلا الطرفين على الجلوس الى طاولة المفاوضات بتلك النوعية الفريدة من مهارته في التصميم. لكن هذه العملية المكملة يجب أن تكون مبنية على خطوات صغيرة تسبقها ، تشمل قيام نتنياهو بتعليق النشاطات في بناء المستوطنات وثقة متنامية بين قوات الأمن الفلسطينية وقوات جيش الدفاع الاسرائيلية. هذه الخطوات ، مدعومة بالنمو الاقتصادي السريع ، الخطوات ستغرس الأمل في أن الفلسطينيين يسيرون على درب الحرية والاستقلال ، فيما يسود الإحباط حاليا. وهي ستبني الثقة حيث يوجد عدم ثقة. وبالتأكيد ، هذا يمكن أن يساعد في تسهيل استئناف المفاوضات الضرورية لإنهاء الصراع. مارتن إنديك هو مدير برنامج السياسة الخارجية في معهد بروكينغز ، وهو المسؤول عن تنظيم منتدى سابان ومؤلف كتاب 'بريء خارج الحدود: سرد خاص لدبلوماسية الولايات المتحدة للسلام في الشرق الأوسط'.


- صحيفة 'واشنطن بوست'
عمل يجب القيام به في أفغانستان
رغم أشهر من المداولات ، تركت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بعض المسائل المهمة دون حل في خطتها الجديدة لأفغانستان. في جزء منه ، يعود السبب في ذلك الى الاختلافات التي لم تحل بين صناع القرار في الإدارة: كما يعود السبب في جزء آخر الى الافتقار لاتفاقيات مع الحلفاء. اذا لم يتم ملء هذه الثغرات في الأشهر القليلة القادمة ، فربما تفشل استراتيجية أفغانستان فشلا ذريعا قبل حلول التاريخ المحدد في تموز 2011 الذي وضعه الرئيس أوباما لبدء انسحاب الولايات المتحدة.هناك قضية واحدة واضحة تماما هي غياب خطة لتدريب قوات الأمن والجيش الأفغاني بعد خريف العام المقبل - على الرغم من أن استراتيجية السيد أوباما تعتمد على تحويل القتال ضد الطالبان الى الوحدات الأفغانية. القائد الميداني ، الجنرال ستانلي ماك كريستال ، اقترح زيادة عدد الجيش والشرطة الأفغانية الى أربعمائة ألف في السنوات القليلة القادمة ، وفي شهادة أمام الكونغرس قبل أيام ، أشار الى أنه ما زال يدعم تلك الخطة. ولكن التساؤلات حول التكلفة وما اذا كان بالإمكان جمع قوة كبيرة كهذه ومساندتها دفعت البيت الأبيض للالتزام بالعام الأول فقط من التدريب. يقول المسؤولون: إنه في غضون ذلك ، يجري البحث عن خيارات أخرى لزيادة فرض الأمن ، كتنظيم ميليشيات محلية أو قبلية. نتيجة هذه المداولات سيكون لها تأثير هام على مستقبل أفغانستان بالإضافة إلى تأثيرها على المهمة الأميركية أيضا. وجود جيش وطني كبير سيتطلب حكومة وطنية قوية وفعالة ، فيما سيشجع نظام من الميليشيات الاقليمية على اللامركزية ولكنه سيخاطر كذلك بانتشار إمارات الحرب. ستكون الإدارة تواقة لتجنب التكلفة و'بناء دولة' ذات جيش وطني أكبر. ورغم ذلك ، ما لم تتمكن من العثور على سبل لتشجيع القوات المحلية التي يمكن الاعتماد عليها في قتال طالبان دون أن تتحدى الحكومة المركزية ، فإن استخدام أسلوب أمني مختصر قد يضر أكثر مما ينفع. كل مراجعة للوضع في أفغانستان أشارت الى قضية ثانية: هي النقص في التنسيق بين القوات الدولية والبعثات المدنية. الجنرال ماك كريستال والسفير كارل إيكنبيري أخبرا الكونغرس أنهما قد أعدا خطة مدنية - عسكرية مفصلة قبل عدة أشهر ، وأنه يمكن تحديثها الآن لتعكس إعادة النظر في الاستراتيجية. لكن بعض أعضاء الكونغرس قلقون ، وهو أمر مفهوم ، من أن ما تذكره التقارير من توترات بين الرجلين وطاقميهما ستستمر في إعاقة دمج مشاريع التنمية والعمل السياسي مع عمليات التطهير العسكرية التي ساعدت في إنجاح زيادة القوات في العراق. حتى لو تم تخطي تلك العقبة ، فإن العملية المدنية الأميركية لم تُدمج بعد مع أكثر من أربعين دولة أخرى مشتركة في المهمة الأفغانية. يجب أن يكون ذلك أولوية لقادة المؤتمر الدولي الأوروبيين الذين يريدون الإمساك بزمام الأمور في أفغانستان في الأشهر القادمة. المشكلة المتبقية الأكثر خطورة هي الافتقار الى اتفاقية واضحة بين الادارة وباكستان بخصوص القضاء على أماكن لجوء طالبان. رغم أن باكستان مشتركة الآن في معركة ضارية مع جماعات طالبان الموجودة في أقاليمها القبلية ، إلا أنها رفضت العمل ضد جماعات طالبان أفغانية هامة كانت قد دعمتها ذات يوم. وفقا لصحيفة النيويورك تايمز ، هددت إدارة أوباما بالقيام بعملية عسكرية أميركية ضد تلك الأهداف اذا استمر الرفض الباكستاني. عملية كهذه - أو حتى إذعان باكستان للمطالب الأميركية - يمكن أن تخاطر بزعزعة التحالف المهلهل بين الدولتين ، أو دفع باكستان نحو فوضى أعمق. ولكن اذا لم يحدث شيء ، فإن في الحرب في أفغانستان ستكون حربا لا يمكن الانتصار. التعامل مع هذا الشأن سيكون التحدي الرئيس للدبلوماسية الأميركية في المنطقة.


- موقع 'بي بي سي'
الكونغرس الأميركي يصوت لفرض عقوبات جديدة على إيران
صدق مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يخول الرئيس أوباما صلاحية فرض عقوبات جديدة على إيران لثنيها عن مواصلة برنامجها النووي. ويحد القانون الجديد من قدرة إيران على استيراد المنتجات النفطية المكررة، وذلك عن طريق فرض غرامات كبيرة على الشركات التي تورد هذه المنتجات لإيران.
يذكر أن إيران تفتقر إلى القدرة على تكرير النفط رغم احتياطياتها النفطية الكبيرة، ولذا فهي تستورد أربعين في المئة من حاجتها من المنتجات النفطية المكررة.
وقالت رئيسة المجلس نانسي بيلوسي عقب التصويت إن الإجراء الجديد يبعث برسالة واضحة إلى إيران مفادها ان واشنطن ستستخدم كل الأدوات التي بحوزتها لمنعها (إيران) من تطوير قدرة نووية. وصوت لصالح القانون الجديد 412 من أعضاء المجلس، ولم يعارضه سوى 12.
يذكر أن القانون الجديد، الذي ينبغي أن يصدق عليه مجلس الشيوخ قبل أن يدخل حيز التنفيذ، سيتيح للرئيس أوباما حظر الشركات التي تتعاون مع إيران في هذا المضمار من التعامل بأي شكل من الأشكال مع الولايات المتحدة. ويشمل الحظر، إضافة للشركات الموردة للمنتجات النفطية، شركات التأمين والشركات الناقلة التي تسهل عمليات تصدير هذه المنتجات إلى إيران.
إلا أن معارضي القانون يقولون إنه قد تكون له نتائج عكسية، وتؤدي بالإيرانيين العاديين إلى تحميل الولايات المتحدة مسؤولية أي شح في الوقود يعانون منه في المستقبل، إذ قال النائب رون بول: 'سيوحد هذا القانون الشعب الإيراني ضدنا.' ويقولون أيضا إن القانون قد يغضب حلفاء الولايات المتحدة من الذين تقوم شركاتهم بتزويد إيران بحاجاتها من الوقود، مما قد يعقد الجهود الهادفة إلى اتخاذ إجراءات جماعية ضد إيران في المستقبل.
وقال خبراء نفطيون إن العقوبات الجديدة قد تؤدي إلى رفع أسعار المنتجات النفطية في إيران، ولكنها لن تنجح في وقف توريد المنتجات النفطية إلى البلاد نظرا لحدودها المتداخلة مع جيرانها وتاريخها في تهريب هذه المنتجات عبر هذه الحدود. إلا أن مؤيدي القانون يصرون على أن تطبيقه سيركز غضب الإيرانيين على حكومتهم، خصوصا وأنهم مستاؤون منها أصلا بسبب الانتخابات الرئاسية الأخيرة وما شابها من تزوير.


موقع 'iloascii117bnan'
لقاء سليمان وأوباما: تجهيز الجيش مقابل نزع سلاح حزب الله؟ / نايلة شهلا
إلقاء الضوء على زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان الأولى للولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة من الرئيس باراك أوباما مع العالم السياسي السيد سامي نادر.
س: لقد سعى سليمان، خلال هذه الزيارة، إلى تأمين المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني. فهل يمكن أن تثمر جهوده؟
ج: في الواقع، لقد سعى الرئيس سليمان إلى اغتنام فرصة وجوده في الولايات المتحدة لرفع قضية المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني. ومع ذلك، إنني أعتقد أنه ثمة هناك مفارقة كبيرة في هذا الصدد. فطالما يحتفظ حزب الله بسلاحه، أنا لا أرى كيف ستمول الولايات المتحدة لبنان وتزوده بالمساعدات العسكرية. وطالما أنهم لا يملكون الضمانات اللازمة فيما يتعلق بعدم حصول الحزب على السلاح، فإن الولايات المتحدة لن ترسل معدات عسكرية للجيش اللبناني. والمفارقة الكبرى الثانية هنا أن حزب الله لديه ما يلزم من معدات عسكرية، في حين أن المؤسسة الوطنية لا تحظى بذلك.  وعلى كل حال، إن تسوية هذه المسألة تحتم تسوية مسألة سلاح حزب الله.

 

- موقع 'آي بي إس'
لبنان: حزب الله يحصن حدوده ضد إسرائيل / منى العلمي
في الجبال الشاهقة فوق هذه المدينة الجنوبية، يبني حزب الله خطا جديدا للدفاع عن الأراضي التي شهدت حربا شرسة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل...
وسواء كان ذلك في خطاب قادة حزب الله أو في موتهم، يبدو أن تاريخ الشعب الفلسطيني واللبناني متشابك إلى الأبد.
ويقول نيكولاس بلانفورد، وهو باحث في شؤون حزب الله منذ فترة طويلة من الوقت ومراسل لصحيفة التايمز 'إن حزب الله اعتمد بعض الاستراتيجيات العسكرية التي كان يستخدمها الفلسطينيون، الذين كانوا منقسمين بين مدرستين فكريتين: إما اللجوء إلى مواقع ثابتة، مثل التحصينات أو المخابئ، أو الاعتماد على حرب العصابات. إلا أن حزب الله جمع بين الفكرتين'.
وعلى غرار الفلسطينيين من قبله، اختار حزب الله وضع نفسه شمال الليطاني بعد أن أجبر على الخروج من الحدود الجنوبية من قبل قوات اليونيفيل في أعقاب حرب عام 2006. ويمتد خط المواجهة الجديد بين الساحل اللبناني للبحر الأبيض المتوسط وجنوب وادي البقاع شرقا، تقطعه سلسلة جبال جبل صافي.
وقد تكاثرت العلامات التي تشير إلى نشاط حزب الله في المنطقة حيث البنية التحتية هي فقيرة عادة. فقد تم تعبيد الطرق حديثا،... ويبقي شباب حزب الله الذي يرتدون الألوان الداكنة، ويطلقون لحاهم المشجذبة بدقة، والذي يطوفون في جميع أنحاء المنطقة، أعينهم مفتوحة في حال رؤية أي شخص غريب.
وقد اُتهم حزب الله في الآونة الأخيرة، بخلق منطقة يسكنها الشيعة تربط بين الضفة الشمالية لنهر الليطاني وسهل البقاع. وفقا لبلاندفورد إن الأرض التي يملكها مسيحيون ودروز يتم شراؤها من قبل رجل أعمال من الطائفة الشيعية من عائلة تاج الدين.
وقد جاء تحصين حزب الله لهذه المنطقة نتيجة لحسابات دقيقة. ويقول أمين حطيط، الذي هو عميد سابق في الجيش اللبناني ومتخصص في الإستراتيجية العسكرية 'إن تضاريس المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني مثالية لحرب العصابات نظرا لطبيعة التضاريس وحدتها. إن أي غزو بري من شأنه أن يؤدي إلى خسائر كبيرة بالنسبة للإسرائيليين، كما سيكون على الجنود أن يدخلوا إلى هذه الوديان والأودية على أقدامهم ويتخلوا عن الدبابات، التي لا يمكن أن تستخدم في هذه التضاريس'. ويضيف العميد أن موقع جبل صافي وقربه من بيروت والبقاع من شأنه أيضا أن يسهل وصول الإمدادات العسكرية لحزب الله.
وللتغلب على العوامل السلبية الجغرافي، سيكون على إسرائيل أن تعتمد على القوة الجوية، التي هي في خطر الآن باعتبار أن قدرات حزب الله المضادة للطائرات لا تزال مجهولة.
وتعتقد المحللة والمتخصصة في شؤون حزب الله أمل سعد غريب أن صواريخ حزب الله سام 8 (ارض جو) والصواريخ المضادة للطائرات تجعل إسرائيل ضعيفة. وتوضح غريب 'على الرغم من حقيقة أن إسرائيل تبني درعا مضادا للصواريخ، فإن هذا لن يضع حدا لوابل الصواريخ'.
وعلى نقيض ما يقوله حطيط، قالت غريب أنها لا تتوقع أن تكون الحرب محدودة بمنطقة شمال نهر الليطاني، مضيفة 'لقد أعلن نصر الله في خطاب ألقاه مؤخرا أنه في حال نشوب حرب، فإن المقاومة ستصل إلى المسجد الأقصى (في القدس)'.
وفقا لحطيط، إن هذا الإعلان يشير إلى إمكانية بذل جهود متضافرة بين حماس وحزب الله على شن حرب على جبهتين – في لبنان وغزة.
لقد بدأت لعبة الانتظار بين إسرائيل وحزب الله بالفعل. ويدرك جميع الأطراف بوضوح أن مستقبل البلدين هو على المحك، وقد ابقوا شبح الحرب نائما في الوقت الراهن. ومع ذلك، إن وقوع مناوشات صغيرة على طول الحدود المضطربة يمكن أن يشعل الحدود مرة أخرى.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد