- صحيفة 'نيويورك تايمز'
اشتباك مقلق... قوة الصين الاقتصادية تقض مضاجع جيرانها / مايكل واينز
لطالما ادعت الصين بأنها مجرد دولة نامية أخرى، حتى عندما بذّت قوتها الاقتصادية قوة أي بلد صاعد آخر. وقد أصبحت تجد من الأصعب عليها راهناً أن تطرح نفسها كبديل ودود للقوة الأميركية العظمى المتغطرسة. وهي بالنسبة للعديدين في آسيا، تمثل العملاق الجديد.
يعرب الآخرون، وبدرجات متفاوته، عن الشكوى ذاتها. خذ مثلا الأمم الآسيوية الجنوبية العشر في رابطة دول جنوب شرق آسيا التي تعرف باسم 'اسيان'، والتي تمثل تكتلا اقتصاديا إقليميا يمثل نحو 600 مليون شخص. فقد سجلت خلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي عجزا تجاريا بقيمة 74 بليون دولار مع الصين. ويمثل ذلك انقلابا حادا على الفائض الذي كانت تلك الأمم تتمتع به في معظم السنوات الأخيرة، وهو ما يدفع إلى إعادة التفكير في القول السائد بأن صعود الصين يعد كسباً مفاجئاً لكل الجوار.
من جهتها، عمدت فيتنام إلى خفض قيمة عملتها بواقع 5% للمحافظة على تنافسيتها مع الصين. وفي تايلاند، يتذمر المصنعون جهرا من عدم قدرتهم على مواكبة الأسعار الصينية. أما الهند، فقد تقدمت هذا العام بحزمة من الشكاوى المتعلقة بالتجارة غير عادلة ضد الصين، والتي تشمل كل شيء، بدءاً من العوارض المعدنية، وحتى الورق المصقول.
في الأثناء، حث منتدى التعاون الاقتصادي الآسيوي-الباسفيكي الذي يعد أكبر مجموعة إقليمية في الشهر الماضي على تبني 'أسعار تبادل متساوقة مع السوق' للعملات الآسيوية، من دون ذكر -أو الحاجة إلى ذكر- عملة الصين التي يقول العديد من الاقتصاديين إن الصين تحافظ على إبقاء قيمتها منخفضة بشكل اصطناعي من أجل تعزيز مستوى صادراتها الخاصة.
وفي جنوب شرق آسيا تعيد إندونيسيا النظر في معاهدة تجارة حرة كانت الصين قد تفاوضت مع الدول الآسيوية المحورية الست بخصوصها.
لقد اتخذت الصين بعض الخطوات لتهدئة روع المشتكين، فاقترحت في نيسان (ابريل) الماضي تشكيل صندوق استثمار بقيمة 10 بلايين دولار للمساعدة بسرعة في بناء طرقات وسكك حديدية وموانئ في جنوب شرق آسيا، والتي تمس الحاجة جدا لشقها، بالإضافة إلى إنشاء صندوق بقيمة 10 بليون دولار لمنح أمم آسيوية قروض تنمية منخفضة الفائدة.
لكنها لم تفعل سوى القليل حتى الآن لمعالجة حالة الصعوبات الإقليمية والكونية التي تكونت بسبب قيمة عملتها، الرينمنبي. ونظرا لأن العملة تتمتع بدعم حكومي فعّال في مقابل الدولار الأميركي، فقد أصبحت صادرات الصين أرخص بكثير في البلدان التي لم تستطع عملاتها الخاصة التعويض عن الهبوط الأخير في قيمة الدولار.
في آسيا، تصبح قيمة العملة الصينية مهمة بشكل مضاعف. فخلال الأزمة الاقتصادية الآسيوية في العام 1997، انهارت قيم العديد من العملات الإقليمية مما جعل سلعها رخيصة بالنسبة للمشترين الأجانب، فكسب الصينيون من ثم امتنان الجيران -ووصفوا بلدهم بأنه قوة مسؤولة- من خلال جعل قيمة الرينمنبي ثابتة. وقد حال ذلك دون حدوث حركة تنافسية هابطة من تخفيض العملات، والتي خشي العديد من الاقتصاديين في أن تزيد من سوء الأزمة تفاقماً.
- صحيفة 'التايمز'
أنفاق غزة في صراع جديد مع الحواجز الأمنية المصرية / شيرا فرانكل
عميقاً تحت الأرض، يبرهن أبو يوسف على قوة وتماسك عمله بِلَكْم جانب النفق المار تحت الحدود الفلسطينية-المصرية بقبضته. لقد بني النفق بسهولة، وتمت صيانته بسهولة أكبر، كما قال معرباً عن لامبالاته إزاء آخر الجهود الرسمية المبذولة لقطع الطريق على عمليات التهريب تحت الأرض من مصر إلى داخل معتزل غزة الفلسطيني المحاصر.
وفي الجوار، يعكف المهندسون المصريون على بناء ما يوصف بأنه حاجز تحت-أرضي لا يمكن اختراقه، والذي يغوص 35 متراً في عمق الأرض. ويقول أبو يوسف: 'إننا نعرف مسبقاً أن عمق خمسة أمتار يظل قليلاً جداً لهذا النفق، وهناك أنفاق أخرى أعمق بكثير. إن الإسرائيليين والمصريين، وربما حتى الأميركيين يريدون إخراجنا من العمل. لكن الله طيب، وهذه الأرض طيبة، ونحن قريبون من كليهما'.
منذ شرعت معدات البناء بالظهر على طول الحدود المصرية-الغزية قبل شهر تقريباً، كثرت الإشاعات حول الهدف منها. وقال أبو يوسف الذي طلب عدم كشف اسمه الحقيقي إن معظم العمل في البناء يجري في الليل، أحياناً على بعد بضعة أمتار من العاملين في الأنفاق. وقال مسؤولو الأمن المصريون إن سلسلة من الأنابيب المعدنية وقطاعات من الصفيح المعدني، يتم وضعها في الأمرض، إلى جانب 'أجهزة' غير معروفة 'لمراقبة التهريب'. وهناك شائعات تقول بأن وحدات هندسية من الجيش الأميركي تشارك في العملية، إلى جانب ما يقارب 23 مليون دولار على شكل مساعدات أرسلتها إدارة أوباما.
ظلت مصر تخضع لضغوط قوية ومتزايدة من أجل وقف شبكة الأنفاق التي تزود غزة بكل شيء، من الطعام إلى الألبسة إلى الأسلحة والمال من أجل إدامة سلطة حماس هناك. وكانت إسرائيل قد أحكمت إغلاق غزة، ذلك المعتزل المكتظ بحوالي 1.5 مليون نسمة، في وجه كل شيء ما عدا الإمدادات الأساسية جداً عندما انتزعت حماس السيطرة على القطاع في شهر حزيران (يونيو) 2007.
من جهتهم، يقول المسؤولون إن الجهود المصرية كانت قليلة جداً، ومتأخرة كثيراً، وأن المتشددين في قطاع غزة قد أعادوا مسبقاً تجديد مخزونهم من المؤن إلى مستوياتها لما قبل حرب غزة.
وقال عضو في لجنة الكنيست للشؤون الخارجية والدفاع: 'هناك الكثير من الحلول لوقف الأنفاق، بما فيها حلول كنا قد أوصينا بها نحن'. وأضاف أن الحصار العسكري المشدد للمنطقة التي يعرف أن المهربين ينشطون فيها يمكن أن يوقف البضائع ويمنع وصولها إلى الأنفاق.
بينما تلا نقاط التفتيش الطرق الصحراوية التي تتلوى باتجاه غزة، يجد معظم المهربين أن من السهل تجنبها. وفي رحلة حديثة، قام أحد المهربين بعرض نظام بسيط لصحيفة التايمز، والذي يشتمل على طرق خلفية تم بناؤها تحت سمع وأبصار الجنود المصريين. وكان قد انعطف بسيارته عن الطريق الرئسيي إلى طريق طيني يقود إلى الطريق الرئيسي مباشرة بعد نقطة التفتيش. وقال أسامة، وهو مهرب طلب منها عدم استخدام اسمه الحقيقي: 'إنهم يستطيعون رؤيتنا. بالطبع يستطيعون رؤيتنا. لكنه ليس من مصلحتهم إيقافنا. إن نقطة التفتيش هي للعرض أمام العيون الإسرائيلية وحدها'. ومثل أبو يوسف، لا يبدو أسامة محبطاً بفعل الجهود المصرية. ويقول: 'إنني متأكد من أن مصر تكسب مزيداً من النقود من خلال هذا الحاجز. ونحن نعلم أنه غير جدي. كيف سيبدو الأمر لو أنهم أوقفونا فعلاً، وتركوا غزة تعاني من الجوع؟'
العامل الوحيد الذي يؤثر على عمله، كما يقول أسامة، هي السهولة التي يتم بها بناء الأنفاق. ويقول: 'إن العمل ليس بالجودة ذاتها التي كان عليها من قبل؛ لأن هناك الكثير جداً من الأنفاق الأخرى الآن. إننا لا نستطيع أن نتقاضى نفس مقدار النقود عن كل مادة الآن، لكنا أصبحنا نرسل كميات أكبر منها'. وكان المصريون قد مروا بأطوار عندما كانوا يصادرون البضائع أو يغمرون الأنفاق بالغاز، لكن تلك الجهود كانت متقطعة وغير مكتملة. ويقول أسامة: 'سوف نعمل دائماً ملتفين من حولهم'.
كان على أبو يوسف أن يقوم بإصلاح العديد من الأنفاق التي أصابتها الضربات الجوية الإسرائيلية. وتمكن إعادة بناء معظم الأنفاق في غضون شهر، كما قال. وأضاف: 'إذا ما احتجنا إلى أن نحفر أعمق، فسوف نبني أعمق. إن هذا هو عملنا، وهذه هي الأرض التي نعرفها'.
- صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور'
اليمن على صفيح ساخن مع تحفز الجنوبيين للانفصال
نشرت الصحيفة تقريرا ً مطولا ً تحت عنوان 'لما يسعى جنوب اليمن للانفصال؟'، استهلته بالإشارة إلى أنه في وقت تسعى فيه الحكومة اليمنية لقمع المتمردين الحوثيين في الشمال، بدأت تتأجج حركة انفصالية في الجنوب تهدد بحرمان الحكومة المركزية من الموارد التي تحتاج إليها بصورة ماسة. وتمضي لتشير إلى أنه وفي الوقت الذي بات يعبر فيه المحللون الأجانب عن قلقهم المتنامي من أن الصراعات الداخلية تعمل خلال هذه الأثناء على خلق دولة غير مستقرة، قد تزاول بها القاعدة نشاطها بصورة أكثر تحرراً، فإن مصدر القلق المحلي الرئيسي الآن هو أمر أكثر إلحاحا ً، يتمثل في قضية البقاء على قيد الحياة.
وفي هذا الإطار، تنقل الصحيفة عن عضو في حزب الإصلاح المعارض بالعاصمة صنعاء، رفض الكشف عن هويته، قوله :' يمتلك الجنوب كل الموارد، ولديه ثلث السكان فحسب، ولا يمكننا أن نسمح لهم بالانفصال. سيناضل الشماليون من أجل الإبقاء على وحدة اليمن، وهم يعرفون أنها مسألة حياة أو موت'.
ثم تواصل الصحيفة الحديث لتلفت إلى أن ما يزيد عن 70% من عائدات اليمن تأتي من صادرتها النفطية، وتشير أيضا ً إلى الدراسات التي أجراها البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي، توقعت حدوث انخفاض حاد في إنتاج النفط اليمني على مدار السنوات الخمس المقبلة، مما يزيد من المخاطر المتعلقة بالسيطرة على الموارد المتناقصة.
ويقول عضو في الحزب الاشتراكي اليمني، مقره في عدن، ولم يشأ أن يكشف عن هويته خوفا ً من انتقام الحكومة: 'يأتي ثمانون في المئة من النفط اليمني من الجنوب، لكن أين تذهب هذه الأموال ؟ إنها تذهب إلى العاصمة صنعاء. ولا يستفد أهل الجنوب من أي من هذه الثروة التي توشك الآن على النفاذ'. وهو السبب الذي بررت به الصحيفة انطلاق أعداد غفيرة من سكان الجنوب للتظاهر في الشوارع، برغم الدعوات التي أطلقها الرئيس علي عبد الله صالح للتضامن ووحدة الصف. ومن منطلق غضبهم من ارتفاع الأسعار والنقص العام في عملية التنمية، بدأ يدعو الجنوبيون للانفصال بعد أقل من عقدين من الانضمام إلى الشمال لإنشاء يمن موحد.، الأمر الذي أسفر عن نشوب مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن الحكومية.
وفي محور آخر ذو صلة، تنتقل الصحيفة عبر تقريرها لتبرز حقيقة التناقض الصارخ في كل من مدينة عدن الجنوبية والعاصمة، صنعاء، حيث أنها بطبيعة الحال مركز الإهتمام وتحتوي على وسائل المواصلات والمحلات التجارية والفنادق وغيرها من الخدمات. وتمضي لتنقل عن مواطن يدعى محمد نحاس، متحدثا ً عن الأسماك المكدسة على قطعة من الورق المقوى في سوق السمك الخاص بمدينة عدن، قوله: ' لماذا تزيد تكلفة تلك السمكة التي يتم اصطيادها على بعد عشرة كيلومترات من هنا عن السمكة التي يتم شحنها إلى صنعاء ؟'. وهو ذات التساؤل الذي يشغل بال عدد كبير آخر من سكان المنطقة الجنوبية.
وهنا، تلفت الصحيفة إلى أن الجنوبيين ينظرون إلى توحدهم مع الشمال في العام 1990 على أنه توحد ذو منفعة ضئيلة. وتلفت الصحيفة في النهاية إلى أن الوضعية التي تعيشها اليمن في هذه الأثناء تنذر بنشوب حربا ً أهلية أخرى، إذا ما نفذت الثروات الحالية. وتنقل الصحيفة عن عقيد سابق في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، تحذيره: ' سوف تنشب حربا ً عندما تنفذ الأموال، صحيح أن الرئيس علي عبد الله صالح يتمتع بالذكاء، ويعرف كيف له أن يتعامل مع القبائل، إلا أن ذلك يستنزف أموالا ً، يتم منحها إلى شيوخ تلك القبائل، وإلى الجيش، بصورة لا تنتهي. وسيتحين الناس هنا الفرصة حتى يصبح ضعيفا ً بما فيه الكفاية، ثم سيقدمون على القيام بضربتهم'.
- صحيفة 'الغارديان'
إيران على طريق الصدام مجددا
تحت عنوان 'إيران على طريق الصدام مجددا'، اعتبرت 'التايمز' أن كثيرا مما يحدث في هذا البلد يمكن رصده فقط من خلال لقطات مشوشة عبر الهواتف النقالة، وأن الانتخابات التي فاز فيها مجددا أحمدي نجاد تركت زعماء المعارضة بين سجين أو تحت الإقامة الجبرية أو عاجزا عن التحرك بحرية. لكن بالمقابل لم تسر الأمور على هوى قامعيهم.
وقالت إن آية الله على خامنئي أصبح شخصية مهمشة. وبالنسبة لكثير من الإيرانيين لا يزيد خامنئي عن كونه الملا الأعلى فقط. وقد سببت حوادث الاغتصاب وتعذيب المعتقلين كراهية كبيرة تجاه الحكومة التي تنادي بالقيم الإسلامية.
وفي الوقت الذي يضفي فيه النظام شرعية، هناك انشقاق خطير بين النخبة المحافظة حول حكمة الاستمرار في تأييد الرئيس أحمدي نجاد. وكل حدث في الرزنامة الإيرانية يصير عقبة سياسية أخرى يتعين عليهم أن يجتازوها.
وفي مواجهة الغليان الداخلي الذي يأبى أن يموت يعتمد الموالون للنظام على سياسة المزيد من الاعتقالات التي يمكن أن تأتي لهم بتهدئة مؤقتة. وهذه الصور التي بثها التلفاز الرسمي لمعارضين وهم يمزقون ويطأون صورة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني كانت تحمل كل الدلالات الرمزية على مواجهة وشيكة وذريعة لمزيد من الاعتقالات.
وعلى جبهة موازية يستجمع النظام كل طاقته ضد واشنطن بإعلانه أمس إمكانية محاكمة ثلاثة أميركيين متهمين بالتجسس. وبعد رفضها عرضا بإعادة معالجة اليورانيوم المنخفض التخصيب في روسيا وفرنسا، أصبحت طهران مستعدة لمقاومة تهديد ما أسمته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عقوبات معجزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر أصبح نمطا مبتذلا أن يقال بعدم وجود خيارات جيدة بشأن إيران. وهذا لا يعني أن واشنطن كتب عليها أن تلجأ إلى الخيار الأسوأ -باستثناء الهجوم العسكري- كلما فشلت المفاوضات. فإن إمهال الدبلوماسية ثلاثة أشهر فقط لتؤتي ثمارها، مقابل العقوبات على إيران التي دامت لأكثر من عشرين عاما، ربما كانت خطأ. وكذلك تقييد المباحثات بعملية تخصيب اليورانيوم فقط.
فهناك كثير من الجبهات الأخرى التي يجب التطرق إليها في التعاطي مع إيران إذا أراد الجيش الأميركي سحب قواته من العراق أو أفغانستان. والتعاطي مع مراكز القوى المختلفة في إيران لا يستوجب تلقائيا تأييدا لنظام يقمع المعارضة الداخلية. بل يمكن استخدامها لتوسيع التصدعات. والتعاطي الذكي يمكن أن يثبت تفوقا أكبر من العقوبات التي باتت وشيكة على أمة مكلومة ومجهدة.