- صحيفة 'الاندبندنت'
شقوق إيران السياسية تتعمق
إذا كانت السلطات الإيرانية قد اعتقدت أنها تمكنت أخيرا من السيطرة على مظاهرات المعارضة بعد هذا الصيف الذي شهد الكثير من مظاهرات الاحتجاج على الانتخابات المتنازع عليها ، فقد أثبتت المظاهرات التي اندلعت أمس في مدينة قم، خلال جنازة آية الله العظمى حسين علي منتظري خطأ هذا الاعتقاد... أن تثير جنازة كل هذه المشاعر والقمع، فلابد أن تكون هذه علامة على الكسر الذي أصاب المجتمع السياسي في إيران...
إن آية الله منتظري كان أكثر من مجرد سلطة دينية وكان يحظى بالتبجيل على نطاق أوسع في المجتمع الشيعي. ورغم أنه اعتبر ذات مرة خليفة مؤسس الثورة الإسلامية آية الله الخميني، فقد واصل انتقاداته للنظام، محتجا ضد السلطة المطلقة للحاكم الأعلى في تشرين الأول، مدينا الانتخابات المختلف بشأنها، واعتبر نتائجها تزويرا واحتيالا على الشعب، وخيانة لمبادئ الثورة.
إذا كان من المغري بالنسبة للعالم الخارجي أن يعتبر ما يجري في إيران تكرارا للثورة المخملية في تشيكوسلوفاكيا، أي معركة بسيطة من أجل الديمقراطية ضد الاستبداد. إلا أن الوضع في إيران أكثر تعقيدا. إن ما حدث في جنازة منتظري أمر مهم لأن منتظري كان لفترة طويلة، مهمشا من السلطة، واصطدمت آراءه مع آراء كثير من رجال الدين المحافظين، وكان يشعر بالقلق إزاء تطور الثورة نحو الاستبداد.
وهذا لا يجعل رد فعل الغرب على ما يجري في إيران سهلا. فمن ناحية هناك رغبة طبيعية لدعم أصوات المعارضة داخل إيران. ومن ناحية أخرى، هناك خطورة في ذلك ففي حالة تبني قضيتهم، سيسهل على السلطات اتهامهم بالعمالة للغرب... يتعين أن نؤكد على إيماننا بفضائل الديمقراطية وحرية التعبير وإيماننا بمستقبل إيران حتى لو كان مستقبلها يرتبط بالمثل الإسلامية الخاصة.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
زيارة الحريرى لسوريا تأكيد على تعلق المنطقة بالرمزية السياسية / روبرت ورث
إن زيارة أي رئيس وزراء إلى دولة مجاورة في أي مكان من العالم عادة ما تكون حدثاً روتينياً يألفه الجميع، ومع ذلك كان ذهاب الحريري لسوريا بمثابة 'الدراما الوطنية اللبنانية' حيث تصدر الخبر عناوين الصحف الرئيسية وتناولته جميع البرامج التليفزيونية.
وعلى الرغم من أن الزعمين الحريري والرئيس السوري بشار الأسد لم يتبادلا سوى بعض الحديث الدبلوماسي القابل للنسيان في حين وقفوا لالتقاط صور لهما، إلا أن هذه الزيارة ترمز إلى قصة وطنية يتخللها الألم من كل جانب، ولها أبعاد 'أوبرالية'، فالزعيم اللبناني الشاب أجبر على مصافحة رجل يعتقد أنه قتل والده، رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، الأمر الذي كان بمثابة التذكرة على مدى تعلق المنطقة بالرمزية السياسية.
بالنسبة للكثير من اللبنانيين، كانت هذه الزيارة رمزاً لتجديد النفوذ السوري على لبنان بعد مضى سنوات من الغضب والنضال منذ انسحاب الجيش السوري عام 2005، بعد مقتل رفيق الحريري في تفجير سيارة مفخخة، الحادث الذي يعتقد كثيرون أن سوريا هي العقل المدبر وراءه.
من الصعب القول بالضبط ما تعنيه زيارة السيد الحريري في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية. فالمحكمة الدولية قد توجه الاتهام إلى مسؤولين سوريين رفيعي المستوى في مقتل أبيه، على الرغم من أن معظم المحللين يقولون أن ذلك يبدو أقل ترجيحا مما كان عليه قبل أربع سنوات.
لكن اغلب الناس يوافقون على أن سوريا ستحصل على صوت قوي في لبنان مرة أخرى قوية، حول قضايا تتدرج من المناصب الوزارية والى حزب الله الشيعي، الذي تدعمه سوريا. وليس من المتوقع أن يكون تأثيرها مباشرا كما كان خلال التسعينات عندما كان الضباط السوريون يتبخترون على طريق بيروت واتهموا بالاستيلاء على الأرباح المتأتية عن الصناعات اللبنانية. ويعتقد البعض هنا أن هذا تحسن كاف. أما بالنسبة لآخرين إن زيارة الحريري إلى سوريا تشكل تنازلا مأساويا.
وقال مايكل يونغ، وهو كاتب لبناني لطالما وجه انتقادات شديدة لدور سوريا في لبنان 'سواء اعترف سعد الحريري بذلك أم لا، فإن هذه انتكاسة قاسية لكل ما حدث ابتداء من عام 2005'. وأضاف 'اعتقد انه فعل ذلك على مضض، حيث لم يكن لديه الخيار'.
- 'الانبدندنت'
اللحظة الكبرى: مطاردة الرئيس العراقي انتهت، لكن لماذا لم تنتصر الولايات المتحدة في الحرب؟ / باتريك كوكبرن
إن اعتقال ومحاكمة وإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت نهاية مرحلة في العراق، وبداية أخرى، إلا أن القبض عليه اظهر حجم وعمق المخاطر المحيطة بحكم بلد صعب مثل العراق. إن الشعور الحالي في واشنطن يشبه ذلك الذي شعرت به الإدارة الأمريكية السابقة في نيسان من عام 2003 عندما سقطت بغداد تحت وطأة الدبابات الأمريكية على نحو أسهل مما كان متوقعا، لكن تبين لاحقا أن الاحتلال كان أصعب واعقد كثيرا من حلاوة الانتصار الأولي للغزو.
يجب أن يدرك الأمريكيون الآن أن صدام حسين لم يكن له سيطرة تذكر على المسلحين الذين تسببوا في قتل وإصابة مئات الجنود الأمريكيين وحلفائهم في الشهرين الماضيين... إن اعتقال صدام، كان له فائدة واحدة للأمريكيين ومن تحالف معهم، وهي انه أول نجاح ملموس منذ سقوط بغداد، وانه يحسن من الصورة السيئة التي خلقها الأمريكيون لأنفسهم في العراق، وهي صورة المنتصر الذي يرتكب الخطأ تلو الآخر فيما يدعي النصر.
لكن سجن صدام حسين لن يحل أهم مشاكل الأمريكيين في العراق، والمتمثلة في عدم وجود حليف داخلي عراقي لهم يمكن أن يساعدهم في استقرار العراق، والحليف المحلي الوحيد هم الأكراد، لكنهم الطائفة الأصغر حجما في العراق بعد الشيعة والسنة، ولا يمكن الاعتماد عليهم في المستقبل لهذا السبب.
لقد وجد الأمريكيون أنفسهم أمام صعوبات عدة بعد الغزو مباشرة، والتي عجزوا عن وقفها، مثل السلب والنهب الذي وقع على نطاق واسع، إذ كانت وزارة الدفاع الأمريكية منشغلة، على ما يبدو، في تقليص دور وزارة الخارجية أكثر من حل المشاكل الناجمة عن الغزو...
إن الخطأ الثاني الكبير كان في حل الجيش العراقي وأجهزة الأمن، إذ يقدر عدد أفرادها مع أسرهم بحدود المليونين، أصبحوا فجأة بلا عمل ولا دخل يعيشون منه، كما استهدف الأمريكيون أعضاء في حزب البعث الحاكم سابقا من دون التمييز بين من كانوا في القيادة وأولئك الذي انتموا للحزب قسرا، مثل الأطباء والمدرسين...
إن إحدى غرائب السلوك الأمريكي والبريطاني تجاه الإحداث في العراق كان يتمثل في حقيقة انه قائم على اعتقاد أن العراقيين العاديين لا يعلمون شيئا مما يحدث، إلا أن الحقيقة أن العراقيين كانوا أذكياء وبارعين جدا، إذ ظلوا لعدة سنوات يتابعون الإذاعات العالمية التي تبث باللغة العربية، ومنها الإذاعة العربية في بي بي سي، ومونتي كارلو، وصوت أمريكا، وان ما كانوا يسمعونه أكثر مما كان يُسمع في أوروبا أو الولايات المتحدة.
لقد أدرك العراقيون بعد فترة قصيرة من سقوط بغداد أن الشيء الوحيد الذي جاء به الاحتلال ورجال السياسات في واشنطن هو العنف والدمار، لكن هذا لا يعني أنهم فضلوا، لهذا السبب، حمل السلاح... والنقطة المهمة هي أن العراقيين سرعان ما أدركوا أيضا أن المعارضة المعتدلة لن تثمر عن شيء.
انه من الأفضل لواشنطن ولندن أن تجرى انتخابات اعتيادية في العراق باستخدام البطاقة التموينية، وهي أحسن الموجود على الرغم من نواقصها، وانتخابات كهذه ستفرز حكومة يسيطر عليها الشيعة يأتمرون بإرشادات مرجعهم الديني الأكبر آية الله علي السيستاني. إن واشنطن لا ترغب بسيناريو كهذا، ولن تكون الحكومة العراقية المقبلة صديقة للوجود الأمريكي والبريطاني طويل الأمد في العراق، لكنها ستكون حكومة تحظى بدعم شعبي واسع، لم يتحقق لا لنظام صدام حسين ولا لنظام الاحتلال الذي تلاه...
- صحيفة 'الغارديان'
إجراء محادثات مع سوريا / جايمس دينسيلو
ليس من المرجح أن يأتي التغيير في سوريا بصورة سريعة. لكن في الوقت نفسه، لا ينبغي أن نترك سوريا وحدها في العراء
أي أمل موجود هناك لحصول تغيير في سوريا؟ لقد اضطر الرئيس اللبناني ميشال سليمان لتأجيل زيارته لدمشق بسبب لقائه مع الرئيس أوباما قبل أن يأخذ لبنان مكانه بوصفه عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي. وقد يشعر أوباما، المحبط بسبب إيران وغير القادر على متابعة عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، بالإغراء لمعرفة ما يفكر به سليمان حول احتمال تحسين العلاقات الأمريكية السورية.
ووفقا لتقرير مجموعة الأزمات الدولية 'لقد قلب أوباما صفحة قديمة من دون أن يستقر على صفحة جديدة'. فلا يوجد حتى الآن سفير أميركي في دمشق، وهذه اهانة تعني أن سوريا لن تقدم أي تنازلات حقيقية. فضلا عن ذلك، لقد بقي الأميركيون صامتون فيما شرع المالكي في العراق بسلسلة من الخطابات الحماسية ضد دمشق، متهما الحكومة السورية بأن لها صلة بالتفجيرات التي وقعت مؤخرا على نطاق واسع، وهذا على الرغم من اعتراف الجيش الأميركي بتحسن الأمن على طول الحدود العراقية السورية.
إن تقارير مجموعة الأزمات الدولية حول عدم الاستقرار المنتشر في أنحاء الشرق الأوسط تذكرنا أن أي تغير مفاجئ في سوريا هو أمر غير مرجح. يتعين على أوباما أن يرسل سفيرا للولايات المتحدة لتحقيق مشاركة كاملة عبر جميع القنوات الدبلوماسية من أجل تقييم أفضل حول ما إذا كان هناك أي أمل في الانفتاح على سوريا، بدلا من الضغط من أجل إحداث تغيير كبير في هذا الوقت. إن استخدام نهج 'رويدا رويدا' هو ليس نهجا خياليا، ولكنه قد يكون الخيار الأفضل على طاولة المفاوضات في هذا الوقت.