- صحيفة 'لوموند'
الصين وأوروبا: أسباب عدم الفهم / ستيفن غرومباه
تبدي فرنسا، محقة، فخْرها لكونها أوّل أمّة غربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. وهذا القرار نابعٌ من رؤية بعيدة المدى في السياسة الدولية.
منذ قرابة نصف قرنٍ، وعلاقاتنا الدبلوماسية تشهد عدداً من العوائق. إنّ صورة الصين في الرأي العام كثيراً ما تأرجحت ما بين الانبهار والرفض، مع حدوث حركة سريعة خلال السنوات الأخيرة، تركزت على الخصوص حول مسألة التيبت، والألعاب الأولمبية، والصادرات المكثفة، والملكية الفكرية، وغيرها.
وما تزال فرنسا تبذل جهوداً غاية في الأهمية، سعياً منها لتدعيم علاقاتها مع الصين، والتأثير على توجهاتها. .
غير أنه يبقى، بالنسبة لبعض الاختصاصيين، أن العلاقة مع الصين تخيّب بعض الآمال الأوروبية. ففي تقرير حديث للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قام بتحريره جون فوكس، وفرنسوا غودمانت، نقرأ تقييماً مُخيفاُ للعلاقات ما بين الاتحاد الأوروبي والصين، إذ يُبَيِّنُ التقرير المذكور أن 'استراتيجية الاتحاد الأوروبي حول الصين قائمةٌ على الاعتقاد المشوب بخطأ تاريخي، بأنّ الصين، وتحت التأثير الأوروبي، سوف تحرّر اقتصادها، وتُحسّن دولة القانون، وتُضفي الطابع الديمقراطي على سياستها'. ويُظهِر التقريرُ من ناحية أخرى أنّ الصين لم تُعِرْ سوى قليلٍ من الأهمية للقيم الأوروبية، وأن الاتحاد الأوروبي قد تجاهل القوة الاقتصادية والسياسية للصين وإصرارها على مقاومة التأثيرات الأجنبية.
في العام 1978 أطلقت حكومة دينغ كسياوبينغ برنامج 'أربع تحديثات' من أجل بناء البلاد، وهو البرنامج الذي أُلغِيَ فيه النظام الأكاديمي إلغاءً شبه تام من قِبل الثورة الثقافية. وقد تمثلت عبقرية دينغ كسياوبينغ في التوقيع، منذ مجيئه إلى السلطة، على اتفاقياتِ تعاونٍ مع مجموع القوى العلمية العظمى، وفي إرسال الآلاف من طلبة البلاد إلى الخارج. وهذا بالتأكيد، جُهد مُكلف وغير مجد في بداية الأمر، طالما أن أغلبية هؤلاء الطلبة يظلون في الخارج. لكنّ أهداف الصين ليست أهدافاً قصيرة المدى.
بعد أن أدارت ظهرها كلياً للثورة الثقافية، استثمرت الصين في تنمية العلم والمعرفة استثماراً هائلا. فالتعليم هو قيمة المجتمع الصيني المعاصر الأولى. وهي العلمية التي تشرف مئات الآلاف من المسؤولين الذين تم تدريبهم في الخارج. ومن هنا أصبحت خبرةُ الصين العالمية خبرةً واسعة ومُهِمَّة للغاية.
وفي خلال السنوات الأخيرة، كثّفت الصين أيضاً طاقتها على التحكم في تفاعلها مع العالم. حيث تم العودة إلى نظام المنح إلى الخارج. ومن ناحيتها تستقبل الصين على أراضيها العديد من التدريبات الأجنبية، التي تساهم فيها جامعات من بلدان عديدة. وقد تضاعف عدد الطلبة الملتحقين بالجامعات بشكل ملحوظ، إذ بات عددُ الطلبة يُعادل تقريباً نظراءهم في الولايات المتحدة وأوروبا مجتمعتين.
لكن العملية لم تكن سهلة بالنسبة للأوروبيين الذين لم يُحسنوا التنبوء بالتحولات التي سيشهدها العالم. فلا شك أن الجهلَ واحدُ من الأسباب الأساسية في الصعوبات القائمة مع الصين. إنّ أي لقاءٍ ثنائي يضع في الغالب وجهاً لوجه، صينيين يعرفون بلداً من البلدان الأوروبية معرفةً كاملة، ويعرفون لغتَه، لأنهم تعلّموا لغته أو أقاموا فيه، وأوروبيين لا يملكون سوى معلومات عامة عن الصين. فهذا الفرق مضرٌّ كثيراً، لا سيما وأنّ الصين بلد غير شفاف، ومن الصعب استيعابه بالنسبة لأي أجنبي.
في المجال العلمي، يملك الصينيون معرفةً واسعة عن العالم العلمي الأوروبي، وهي دقيقة بقدر ما هي معرفة الأوروبي للعلم الصيني مجزأة. ناهيك عن أن البرامج الأوروبية مفتوحة للصينيين، الذين يتمتعون بالدعم المالي من المجلس الأوروبي، ويملكون مستوى مشاركة يعادل مستوى مشاركة الولايات المتحدة الأميركية. أما الأوروبيون، فإنهم لا يشاركون في البرامج الصينية.
إن حِصّة البحث العالمي الذي يجري في الصين يتنامى بسرعة فائقة، تحثّه وتدفعه القوةُ العامة والمؤسسات الصينية النامية – لقد تجاوزت الصينُ اليابانَ في نفقات البحث والتنمية، وتدفعها أيضاً المؤسساتُ الإقليمية التي ترفع من طاقتها في البحث والتنمية في بكين وشنغهاي. إن الصين تطوّر بعض المفاهيم التي سوف تُهيمن على معايير وتقنيات المستقبل. إن قُوّتها هذه هي التي سوف تسمح لها بفرض هذه المعايير وهذه التقنيات على العالم.
صحيح أن الوعي شيء يمكن أن ننمّيه ونطوره، وأن تعليم اللغة الصينية يتدعّم أكثر فأكثر، وأن العديد من الأوروبيين يستقرون في الصين، وأن المؤسسات تدمج البحث والتنمية في النسيج الصيني، وأن معاهد البحث تُعمّق تفاعلاتها. لكنّ الشعور المهيمن هنا أنّ على الصينيين أن يتعلّموا، وليس علينا نحن أن نستوعب العالم كما هو العالم.
هل غدت اليمن وجهة 'الجهاد الدولي'؟
عن الغارديان :حذر الكاتب البريطاني سيمون تسدال من أن تكون اليمن أصبحت ملاذا لمن سماهم 'المجاهدين الدوليين'، وأشار إلى أن هجمات 'إرهابية' باتت تنطلق من هناك بشكل متزايد يتناسب مع تزايد مشاعر الغضب ضد الغرب والأميركيين في البلاد.
وقال إن الكابوس الذي ما انفك يراود الاستخبارات الغربية بشأن انتشار وتوسع نشاط تنظيم القاعدة والتنطيمات 'الإرهابية' الأخرى في العالم بات يتبلور أكثر فأكثر على أرض الواقع، مشيرا إلى محاولة النيجيري عمر عبد المطلب تفجير الطائرة الأميركية 'نورث ويست' في رحلتها 253.
وأوضح أنه عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، ركزت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأنظار على المرتفعات شرقي أفغانستان وعلى مناطق القبائل التي وصفها بكونها تتصف بالانفلات الأمني في باكستان، ثم أثار اهتمام الغرب أخيرا أنشطة تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا وبعض الدول الأفريقية الأخرى مثل نيجيريا مسقط رأس عبد المطلب.
ومضى تسدال -في مقال له نشرته صحيفة ذي غارديان البريطانية- إلى أن كلا من اليمن والصومال تعانيان في ظل غياب حكومة مركزية فاعلة في أي منهما، وأنهما باتا يشكلان ملاذا آمنا للتنظيمات 'الإرهابية' في ظل ما تشهدانه من مشاعر غضب متزايدة ضد الغرب وضد الأميركيين.
وتساءل الكاتب في ما إن صارت اليمن تشكل وجهة لمن سماهم 'المجاهدين الدوليين'، موضحا أنهم يرون فيها ملاذا مناسبا للإعداد والتخطيط والانطلاق بهجماتهم 'الإرهابية' المستقبلية، مضيفا أنه لا ينافس اليمن في ذلك سوى مناطق القبائل في باكستان.
ومضى تسدال إلى أن اليمن التي انطلق منها 'الانتحاري' المفخخ والذي تمكن من تجاوز نقطتين حدوديتين ليفجر نفسه على مقربة من محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود مساعد وزير الداخلية السعودي، هي نفسها البلاد التي انطلق منها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب بهدف تفجير الطائرة الأميركية في الجو.
واختتم الكاتب بالقول إنه مما يزيد الطين بلة هو إشارة المتهم النيجيري في التحقيق إلى أن محاولته تفجير الطائرة تأتي في إطار الرد على الحرب الأميركية على أفغانستان، أو الحرب التي يدعي المسؤولون الحكوميون الغربيون أنها جعلت الغرب أكثر أمنا.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
في ظل حربين على العراق وأفغانستان
أهي حرب أميركية في اليمن؟
قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وسعت نطاق حربها على 'الإرهاب' لتمتد إلى اليمن، في ظل ما وصفته باتخاذ القاعدة من البلاد قاعدة حصينة وملاذا آمنا جديدا للتنظيم.
وتساءلت نيويورك تايمز عن ما إن كانت الولايات المتحدة بصدد شن حرب جديدة في اليمن بجانب الحربين المعلنتين على العراق وأفغانستان، مضيفة أن الإدارة الأميركية تشن منذ أكثر من عام حربا سرية على التنظيم في اليمن.
وأوضحت الصحيفة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) أرسلت قبل نحو عام عددا من كبار ضباطها الخبراء بمكافحة 'الإرهاب' إلى المنطقة.
ونسبت إلى مسؤولين عسكريين سابقين في الوكالة والجيش الأميركي القول إن واشنطن أوفدت أعدادا من قواتها الخاصة ليتولون مهام تدريب القوات اليمنية على الخطط التكتيكية لمحاربة 'الإرهاب'.
ومضت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ستنفق أكثر من سبعين مليون دولار على مدار الـ18 شهرا القادمة وتستخدم مجموعات من قواتها الخاصة لتدريب الجيش اليمني وعناصر وزارة الداخلية وقوات حرس السواحل وتزويدها بالمعدات اللازمة.
وألقت اعترافات النيجيري عمر عبد المطلب (23 عاما) المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب أميركية فوق ديترويت عشية عيد الميلاد بظلالها على العلاقات الأميركية اليمنية التي وصفتها نيويورك تايمز بالمعقدة، في ظل قوله إنه تلقى تدريباته على يد قادة تنظيم القاعدة في اليمن.
وأشارت الصحيفة إلى التفجير الذي تعرضت له المدمرة الأميركية كول في ميناء عدن في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2000 والذي أسفر عن مقتل 17 عسكريا أميركيا وتبنته القاعدة، مضيفة أن قادة التنظيم بذلوا في السنوات الأخيرة جهودا كبيرة لإنشاء قاعدة جديدة لهم في اليمن أو البلاد التي تشكل انطلاقا لعملياتهم 'الإرهابية' ضد السفارات الأجنبية والأهداف الأخرى.
واختتمت نيويورك تايمز بأن البيت الأبيض يسعى لتعزيز علاقات دائمة ومستمرة مع حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وكذلك إلى حث صالح على مواجهة ما سمته فرع تنظيم القاعدة في اليمن.
- صحيفة 'الفايننشال تايمز'
عودة &laqascii117o;أوبك" إلى سياسة تحديد المستهدف السعري / جافير بلاس
في لقاء لواندا عاصمة أنجولا، قدمت &laqascii117o;أوبك" أقوى مؤشر على أنها تهدف إلى إبقاء أسعار النفط عند 70 - 80 دولاراً للبرميل في العام المقبل، في محاولة منها لدعم التعافي الاقتصادي.
وقال علي النعيمي وزير النفط السعودي والزعيم الفعلي للمنظمة، إن السعر الحالي للنفط &laqascii117o;ممتاز"، وأضاف أنه يرغب في الإبقاء عليه عند هذا المستوى في عام 2010, وتابع النعيمي: الجميع بحاجة إلى هذا السعر. هذا هو المستقبل.
وكخطوة أولى في هذا الاتجاه، وافق التكتل الذي يسيطر على 40 في المائة من إنتاج العالم من النفط، على إبقاء مستوى الإنتاج دون تغيير حتى شهر آذار المقبل، على أقل تقدير.
وتم التوصل إلى هذا القرار في العاصمة الأنجولية لواندا، بعد أن تسببت الحملة التي أطلقتها أوبك لخفض المعروض النفطي، في مضاعفة السعر من أدنى مستوى له خلال العام عند 32.70 دولار في أواخر شهر كانون الأول (يناير) الماضي إلى فوق 70 دولاراً.
وقال رئيس المنظمة ووزير النفط الأنجولي خوسيه بوتيلهو دي فاسكونسيلوس: أعتقد أن مستويات الأسعار لعام 2010 ستكون مماثلة لما هي عليه في الوقت الراهن.
لكن في دلالة على أن &laqascii117o;أوبك" لا تعتقد أن التعافي مترسخ حتى الآن، فدعت المنظمة إلى أن يكون هناك التزام أفضل بمستويات إنتاجها الرسمية، بعد أن تراجع هذا الالتزام في الأشهر الأخيرة. وقد بلغ معدل إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حسب الحصص المخصصة لها - باستثناء العراق - 26.6 مليون برميل يومياً خلال الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى في هذا العام، ويفوق السقف المحدد عند 24.85 مليون برميل يومياً.
إن عملية الغش تشكل مبعث قلق لأوبك، لأنها تبقي المخزون فوق المستويات العادية، الأمر الذي يرجح معه أن تنخفض الأسعار، إذا لم يتحسن الوضع الاقتصادي بالسرعة المتوقعة.
وقالت المنظمة في بيانها &laqascii117o;على الرغم من تحسن أسعار سوق الموجودات، واستئناف النمو الاقتصادي في بعض الأجزاء من العالم، من غير الواضح بعد مدى قوة أو قابلية التعافي للدوام".
وأضاف البيان: الاقتصاد العالمي ما زال يواجه أعمق وأوسع انكماش منذ أربعينيات القرن الماضي. وفي مواجهة هذا التراجع، تعتقد أوبك أن سعر النفط عند 70 - 80 دولاراً هو في مصلحة الجميع، لأنه يسمح للدول المنتجة بالاستثمار وللدول المستهلكة بالتعافي.
غير أن مايكل ويتنر المحلل النفطي في بنك سوسيتيه جنرال قال إن قبول أوبك بهذا المستوى، كان تكتيكاً لدعم التعافي في عام 2010 أكثر منه تحولاً دائماً. وأضاف في هذا الصدد: إذا كان اقتصاد عالمي هش يستطيع تحمل الأسعار الحالية، فمن المؤكد أن اقتصاداً ينمو بقوة أكبر، يستطيع تحمل أسعار أعلى.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد العالمي بمعدل 3.1 في المائة في عام 2010، بعد أن انكمش بمعدل 1.1 في المائة في عام 2009.
ورغم ذلك، هناك مؤشرات على أن أوبك لا تدعم اعتدال الأسعار بهدف دعم الاقتصاد، لكن، وهذا هو المهم، لتجنب تنفير البلدان المستهلكة.
وقالت المنظمة إن ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية، تسببا في نقص الطلب من جانب البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي منتدى البلدان الغنية.
وقال الخبراء الاقتصاديون العاملون مع المنظمة للوزراء في أحد العروض التي قدموها: يبدو أن الأزمة تسببت في حدوث خسارة دائمة في الطلب على النفط، في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفي تبطئة معدل النمو في البلدان غير الأعضاء في المنظمة المذكورة، وذلك بسبب السياسات التي تم اتباعها والتغييرات التي طرأت على سلوك البلدان المستهلكة.
وتتوقع المنظمة أن يزداد الاستهلاك العالمي للنفط بنحو 800 برميل يومياً العام المقبل، وهذه الزيادة تقل كثيراً عن الزيادة التي قدرت وكالة الطاقة الدولية أنها ستكون 1.5 مليون برميل يومياً. هذا، وستراجع &laqascii117o;أوبك" سياسة الإنتاج في شهر آذار المقبل
- صحيفة 'واشنطن بوست'
استهداف الطائرات تهديد للأمن الأميركي / ستيف إيجن، كارين، وسبنسر هسو
أضيف اسم الشاب النيجيري الذي اتهم يوم السبت الماضي بمحاولة تفجير طائرة أميركية قادمة من أمستردام، إلى إحدى قواعد البيانات الأميركية الخاصة بالإرهاب، إثر تلقي السلطات الأميركية تحذيرات من والده أعرب فيها عن قلقه من معتقدات ابنه المتطرفة وارتباطاته بالجماعات الإسلامية المتطرفة.
وكان قد أضيف اسم الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب إلى قائمة عامة للإرهابيين بعدما عبر والده الذي يعمل صرافاً في أحد البنوك النيجيرية عن قلقه إزاء تصرفات ابنه وعلاقاته لدى مسؤولي السفارة الأميركية في نيجيريا، حسب تصريح أحد كبار مسؤولي الإدارة. غير أن اسم عبد المطلب لم يوضع في أي قائمة لمراقبة القادمين إلى الولايات المتحدة الأميركية بسبب عدم وجود ما يكفي من معلومات تؤكد خطورته على الأمن القومي الأميركي، كما قال مسؤول آخر من الإدارة. وكان هذا الشاب النيجيري قد منح تأشيرة دخول سياحية مدتها عامان من السفارة الأميركية في لندن في شهر يونيو من عام 2008. واستخدم عبد المطلب تلك التأشيرة في رحلتين سابقتين إلى أميركا.
ولكن تمكن طاقم وركاب الرحلة رقم 235 على متن إحدى الطائرات التابعة لخطوط طيران 'نورث ويست' من السيطرة عليه إثر ما يزعم عن محاولته تفجير الطائرة التي يستقلها بواسطة جهاز قابل للانفجار أثناء استعداد الطائرة للهبوط في مطار ديترويت يوم الجمعة الماضي.
وحسب التقارير، اشتعلت النيران بالفعل في بنطاله وقدمه إضافة لاشتعال جزء من الطائرة عند هبوطها. وتكشف هذه المحاولة عن آخر المحاولات المستمرة التي يبذلها الإرهابيون في سبيل تفجير الطائرات الأميركية بواسطة مثل هذه المتفجرات، ما دفع السلطات إلى تشديد الإجراءات الأمنية وعرقلة قيام الكثير من الرحلات الجوية في موعدها المحدد على النطاق العالمي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
على صعيد آخر أثارت هذه المحاولة الأخيرة حواراً حزبياً يجري في واشنطن حول ما إذا كانت إدارة أوباما تبذل ما يكفي من جهد لحماية الأمن الوطني والبلاد من وقوع هجمات إرهابية جديدة في أميركا، خاصة إثر حادثة إطلاق النار من قبل جندي مسلم في قاعدة فورت هود بولاية تكساس خلال شهر نوفمبر المنصرم، وهي الحادثة التي أدت إلى مصرع 13 جندياً من جنود تلك القاعدة. وتعين على المسافرين القادمين إلى الولايات المتحدة يوم السبت الماضي الخضوع لإجراءات أمنية أكثر تشدداً قبل دخولهم إلى الطائرات، إضافة لإلزامهم بالجلوس في مقاعدهم طوال الساعة الأخيرة السابقة للإقلاع باتجاه أميركا. هذا ما صرحت به جانيت نابلويتانو وزيرة الأمن الوطني.
وقالت الوزيرة كذلك إنه ربما يلاحظ المسافرون في الرحلات الداخلية الأميركية تشدداً في الإجراءات الأمنية خلال الأيام القليلة المقبلة، دون أن تحدد متى يبدأ تشديد الإجراءات على الرحلات الداخلية.
واتهم عبد المطلب أمام محكمة ميتشيجان الشرقية يوم السبت الماضي بتهمة محاولة تدمير طائرة أميركية، ووضع جهاز قابل للانفجار على متن الطائرة، مع العلم أن عقوبة كل واحدة من التهمتين تصل إلى السجن لمدة 20 عاماً. وأبلغ بول دي بورمان قاضي المحكمة المذكورة المتهم بالاتهامات الموجهة إليه أثناء جلسة استماع عقدت بمركز الرعاية الصحية التابع لجامعة ميتشيجان في آن أربور حيث يتلقى المتهم علاجات للحروق التي حدثت في رجله جراء محاولة التفجير الفاشلة التي نفذها. وكان قد جيء به إلى إحدى قاعات المؤتمرات لحضور جلسة الاستماع القضائي تلك. وعند توجيه السؤال إليه عما إذا كان قد فهم التهم المثارة ضده أجاب بنعم.
ومما يزعم أن المتهم أبلغ سلطات مكتب التحقيقات الفيدرالي عن أنه تلقى تدريباته وحصل على المواد المتفجرة التي صنع منها الجهاز من عناصر لها صلة بتنظيم 'القاعدة' في اليمن، وهو زعم لا يزال مسؤولو إنفاذ القانون يعملون على التحقق منه حتى يوم السبت الماضي. وذكر مسؤولو مكتب التحقيقات أن الجهاز الذي حاول عبد المطلب تفجيره يحوي مادة PETN وهي نفسها المادة التي استخدمها ريتشارد سي رايد -عضو تنظيم 'القاعدة'- في تفجير إحدى الطائرات الأميركية في ديسمبر من عام 2001، عن طريق إخفائها داخل حذائه. ومما يلاحظ أن عبد المطلب لم يثر أي إنذارات أمنية بالخطر لدى خضوعه للتفتيش في مطار شيبول في أمستردام، الذي يعرف بأنه من أكثر منشآت الطيران الدولي تشدداً في إجراءاته الأمنية.
من جانبهم اعترف المسؤولون الأميركيون بأن اسم عبد المطلب كان قد أضيف إلى قاعدة بيانات 'تايد' وهي القاعدة التي تحوي أسماء نحو 550 ألفا من المشتبه في علاقتهم بالإرهاب، وتخضع لإدارة وإشراف مكتب مدير الأمن القومي بمركز مكافحة الإرهاب القومي. وعادة ما تحال بعض الأسماء التي تحويها قاعدة 'تايد' إلى قاعدة البيانات الخاصة بعمليات المراقبة التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، التي تعد منها قوائم المراقبة التي ترسل إلى القنصليات وقوات حماية الحدود وشركات الطيران.
ولدى إدارة أمن الطيران قائمة تحظر سفر نحو 4 آلاف شخص في أي من الرحلات الداخلية أو الخارجية القادمة إلى الولايات المتحدة. إلى ذلك توجد قائمة أخرى بأسماء 'مختارة' لنحو 14 ألفاً يطلب تشديد الإجراءات الأمنية معهم، ولكن دون حرمانهم من السفر إلى أو داخل أميركا.
وعلى رغم أن اسم عمر الفاروق كان قد أضيف إلى قائمة 'تايد' في شهر نوفمبر المنصرم، فإنه لم يتوفر ما يكفي من المعلومات لإضافة اسمه إلى قائمة الأشخاص المطلوب مراقبتهم. ومما كشف عنه المسؤولون الفيدراليون أن عبد المطلب لم يخضع لإجراءات الفحص الأمني الجسدي أثناء خضوعه للتفتيش في مطاري نيجيريا وأمستردام، مع العلم أن من شأن تلك الإجراءات المساعدة في كشف الجهاز الذي حاول استخدامه في تفجير الطائرة.