صحافة دولية » مقالات وآراء مختارة من صحف ومجلات أجنبية

- صحيفة 'الغارديان'
تحطم صورة إسرائيل الديمقراطية / بن وايت

نزاع على ملكية الأرض ، هدم المنازل ، وحكومة إسرائيلية تتعاون مع الوكالات اليهودية 'لتطوير' الأرض لفائدة مجموعة على حساب أخرى. من الممكن أن تكون هذه صورة للمستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة ، لكن الواقع أن هذا يحدث داخل إسرائيل - في النقب.منذ ولادة الدولة ، كانت النقب هي المنطقة تم استهدافها من قبل الحكومات الإسرائيلية ، الى جانب الوكالات 'مثل الصندوق الوطني اليهودي ، من أجل ما دعي بـ'التطوير'.هذا الاستثمار في طرف البلد يتسم بالتفرقة الممنهجة ضد سكان النقب من البدو ، حيث يعيش الكثير منهم في قرى وبلدات 'غير معترف' بها. التطورات الأخيرة سلطت الضوء بشدة على هذه السياسات ، وعلى مشاكل جذرية حول صورة إسرائيل باعتبارها 'الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط'.

اولا ، أغلقت ثلاث عيادات حيوية تقدم خدماتها للنساء والأطفال البدو ، والنتيجة أن أقرب منشأة تقدم خدمات مشابهة أصبحت الآن على بعد ساعات. السبب الرسمي هو نقص الموظفين ، ولكن هذا ليس عذرا مقبولا أمام خطورة المشاكل الصحية بين هؤلاء الأطفال من البدو ، حيث معدل وفيات الرضع أعلى بثلاثة أضعافه في المجتمع اليهودي في إسرائيل.ثانيا ، في منتصف تشرين الثاني مرر الكنيست تعديلا منع بموجبه 25 الفا من البدو من التصويت لاختيار عمدتهم ومجالسهم الاقليمية. كانت الانتخابات قد أجلت أصلا لسنتين ، لكن القانون يعني الآن أنه 'طالما أن وزير الداخلية يعتقد أن المقيمين ليسوا جاهزين للانتخابات ، سيتم تأجيل الانتخابات'.وأخيرا ، قبل ستة أسابيع ، محامو الدفاع عن البدو الذين يعيشون في قرية أم الحيران ، إحدى هذه القرى غير المعترف بها ، قدموا استئنافا ضد قرار سابق للمحكمة يأمر باخلاء الجماعة المقيمة هناك.ما يثير السخرية ، أن هذه القرية تم إنشاؤها من قبل الجيش الإسرائيلي في الخمسينيات كجزء من خطة اعادة توطين واسعة للبدو من منطقة خُصصت لمستوطنة يهودية. الآن ، مرة أخرى هم مستهدفون بالترحيل ، وقد ألصق بهم وصف 'الدخلاء' ، لفتح الطريق أمام إنشاء بلدة إسرائيلية مخطط لها ، هي حيران .وفي الوقت ذاته ، كانت هناك تقارير حول 'انتفاضة صغيرة' للبدو في النقب ، تستهدف أفراد الجيش الإسرائيلي على الطرقات بالقرب من قاعدة رئيسية. مثل هذه المخاوف ليس جديدا: تنبأ مقال منشور عام 2004 بهآرتز أن هناك 'انتفاضة للبدو' على الطريق - وهو استنتاج من المفترض أنه معروف لدى المسؤولين الحكوميين الكبار والقيادات العسكرية.ما هو إذن المحتوى الأوسع؟ كما ورد في تقرير لمنظمة هيومن رايتس واتش السنة الماضية ، 'دوافع الدولة خلف هذه السياسات التمييزية ، الانعزالية والعقابية يمكن استنباطه من الوثائق السياسية وخطابات المسؤولين'. هدف الدولة الإسرائيلية: 'زيادة سيطرتها على أراضي النقب وزيادة أعداد السكان اليهود في المنطقة لأسباب استراتيجية ، اقتصادية وديموغرافية'. البروفيسور أورين يفاتشل من جامعة بن غوريون وضعها بوضوح فظ: 'الحكومة تريد تفريغ الأرض من العرب'.هذه هي الصبغة العامة التي تحدد سياسة إسرائيل للنقب منذ :1948 الطرد المادي والتشريعات التي تستثنيهم من الاعتراف الرسمي وقلب مفهوم 'التطوير' إلى الهدم.في العام 2003 ، أعلن ، أرييل شارون ، رئيس الوزراء آنذاك ، مبادرة جديدة دعا فيها 'الى إنشاء ثلاثين بلدة جديدة' في الجليل والنقب. عوزي كيرن ، الذي كان أحد مستشاري رئيس الوزراء آنذاك ، قال لمحطة اذاعية أنه كان من المهم أن تقام البلدات الجديدة في 'الأماكن المهمة للدولة ، وهذا يعني أنها مهمة للمستوطنات اليهودية' ، من أجل 'تقوية المستوطنات في المناطق التي تفتقر للسكان اليهود'.احدى المجموعات التي تساعد الدولة هي الوكالة اليهودية لأجل إسرائيل. منذ بضع سنوات ، وصف منسق الشؤون الاعلامية للمنظمة هدف الشراكة مع الحكومة الإسرائيلية هو 'أغلبية يهودية في جميع أنحاء إسرائيل'.منظمة اخرى مهمة متورطة هي الصندوق القومي اليهودي. موقعها الالكتروني البريطاني ، على سبيل المثال ، يتحدث عن الكيفية التي يرى فيها 'أن مستقبل إسرائيل يكمن في النقب' وأن الهدف من مبادرة 'مسودة النقب' هو 'إعادة احياء المنطقة الجنوبية من إسرائيل'.في كانون الثاني ، الرئيس التنفيذي للصندوق القومي اليهودي في الولايات المتحدة ، رسل روبنسون ، أبدى قلقه من أننا 'اذا لم نقم بجلب 500 الف شخص للنقب في السنوات الخمس المقبلة ، فسوف نخسرها' - لم يقل لنا لماذا أو لحساب من سنخسرها. في 2005 ، كان روبنسون أكثر وضوحا فيما يتعلق بعواقب مشروع الصندوق الوطني اليهودي لتغيير الوجود السكاني: 'تدفق كهذا' لليهود يمكن أن يعني 'عدد مؤكدا من البدو المجبرين على المغادرة'.لقد حاول روبنسون تقديم هذا باعتباره يساعد في مواجهة البطالة عند البدو. بتركيزهم ببراعة وخبث على مبادرات 'تشجيع البيئة' ومساعدة العرب المعوزين ، جماعات مثل الصندوق الوطني اليهودي يقومون بكل ما بوسعهم للتأكد من أن مشاهد كهذه تمر دون ملاحظتها.هذه هي صورة 'الإسرائيل' التي لا تريد حكومتها ، والمروجين لها ، أن يراها العالم ، 'الإسرائيل' التي يشكل فيها غير اليهود 'خطرا' ديموغرافيا ، وحيث الدولة تعمل مع وكالات (غالبا ما يتم تمويلها من قبل متبرعين غربيين) 'لضمان' أغلبية يهودية. انها الحقيقة خلف الأسطورة بأن إسرائيل هي الديموقراطية الوحيدة في المنطقة ، وبعيدا عن التحريف الأسبوعي في عملية السلام ، هذا النوع من السياسات يسلط الضوء على جذور المشكلة التي تمنع التوصل الى حل للنزاع بنفس القدر ، أو حتى بصورة أفضل ، من عدد الوحدات السكنية في غيلو.


- صحيفة 'بوسطن غلوب'
تحديات أفغانستان التي لا تنتهي / هـ د.س. غرينواي

أحد أول أهداف زيادة عدد الجنود التي سيقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما في أفغانستان هو حماية مدينة قندهار ، التي تهددها طالبان ، وتعزيز قوات التحالف التي تقاتل في مقاطعة هلمند - وهما إسمان حفظهما الأميركيون عن ظهر قلب في معجم حربنا الأخيرة. هما إسمان كان على روسيا أن تحفظهما عن ظهر قلب أيضا عندما حاولت للمرة الأولى هزيمة رجال القبائل في تلك الأرض المعادية. عندما إجتاح الروس أفغانستان قبل ثلاثين عاما ، خرج كل سكان قندهار إلى الشوارع ، والأصوات العالية التي تصاعدت فيما هم يؤدون الصلاة كانت تدعو الله ليدحر المحتل. وبمرور الوقت ، وبمساعدة بسيطة من 'المقاتلين في سبيل الله' من رجال القبائل ، والاستخبارات الباكستانية ، ووكالة الاستخبارات المركزية استجاب الله لهم. قبل 140 عاما ، كانت قندهار المحطة الأولى 'لجيش أندوس' البريطاني خلال حرب بريطانيا الأولى على أفغانستان. كان اجتياحا سهلا ، لكن بحلول كانون الثاني عام 1842 ، أصبح وضع بريطانيا ضعيفا ، وتم القضاء على الجيش بأكمله عندما قامت الفرقة 44 من المشاة بمهمتها الأخيرة عند نقاط المرور بين كابول وخيبر. نجا رجل واحد فقط من الموت أو الأسر. بعثت بريطانيا بعدها بما أسمته 'جيش العقاب' لتسوية الحساب. عام 1880 ، خلال حرب أفغانستان الثانية ، كانت فرقة المشاة الـ 55 هي من قامت بالمهمة الأخيرة قرب نهر هلماند ، وكان هناك القليل من الناجين يتراجعون بذهول إلى قندهار المحاصرة. الأطفال في المدارس البريطانية يتعلمون عن الجنرال فريدريك ، الذي أطلق عليه فيما بعد اسم روبرتس - لورد قندهار ، وكان ستانلي ماك كريستال عصره ، وهو من قام بمسيرة تاريخية من كابول لفك الحصار عن المدينة. كان من الممكن أن تقع حرب أنجلو - أفغانية ثالثة في عام 1919 ، لكن في ذلك الوقت اصبحت هناك طائرات لقصف أفغانستان. وبعد ذلك كانت هناك حملات مركزة في أماكن مثل سوات ، ووزيرستان ، والحدود الشمالية الغربية - كلها أسماء كان على الأميركيون أن يعرفوها. اليوم يقاتل الجنود الباكستانيون على نفس الأرض حيث كان أجدادهم الكبار يقاتلون من أجل بريطانيا عندما كانت الباكستان جزءا من الهند. العدو ، آنذاك كما الآن ، دائم الاعتماد على الدعوة 'للجهاد' ضد المجتاحين الكفرة ، بغض النظر عمن يكونون. من بين كل القبائل ، كان هؤلاء الذين ينتمونه للباشتون هم الأكثر إرعابا. كانت الحوافز للقتال في أفغانستان هي الخوف ، والاحترام ، والانتقام. كانت بريطانيا تخشى التوسع الروسي ، وكانت تسعى دوما لتنصيب رجلها على العرش لينفذ الأوامر البريطانية. وكان الانتقام يلي دوما الإخفاقات العسكرية ، وكانت المكانة الوطنية تستخدم كسبب للقتال. وكان يعتقد أن سيطرة بريطانيا على أفغانستان ضرورية للدفاع عن الهند. اتبعت روسيا السيناريو نفسه ، وكانت تخشى أنه إذا ما سقطت الحكومة الأفغانية المؤيدة للشيوعية ، فإن ذلك قد يعرض للخطر المناطق المسلمة في روسيا. الولايات المتحدة اجتاحت أفغانستان بسبب الخوف من القاعدة ، وانتقاما من أحداث 11 أيلول. واليوم ، غالبا ما تسمع الجدل بأنه ، وبسبب الهيبة الوطنية ، لا يمكن السماح لمن يحاربون تحت راية الدين بالاعتقاد أن باستطاعتهم هزيمة قوة عظمى أخرى. أكثر فأكثر ، ترتبط سياسة أميركا في أفغانستان بحماية استقرار باكستان ، التي كانت ذات يوم جزءا من الهند تحت الاحتلال البريطاني. 'سياسة التقدم' البريطانية في القرن التاسع عشر ، التي كان قصدها الأساسي الحرب الإستباقية للدفاع عن المملكة ، تبدو إلى حد كبير شبيهة بمبدأ جورج بوش للحرب الإستباقية. ربما كانت سياسة التقدم بارزة عندما كان حزب المحافظين برئاسة بنجامين ديزرائيلي في السلطة ، لكن هذه السياسة بهتت عندما تسلم ليبراليو وليام غلادستون السلطة. الإلحاح الإمبريالي ، وما كان المحافظون الجدد يقولونه في أيام بوش ، كانت دوما هي الأقوى بين المحافظين في بريطانيا القرن التاسع عشر. ورغم ذلك ، فاللبراليون أيضا يمكن أن يقعوا في مغامرة استعمارية ، وتتأرجح سياسة بريطانيا المتعلقة بأفغانستان بين ما أسماه جون جريفيثس 'مستعمرون يفتقدون للحماس وليبراليون يفتقرون للمعلومات'. يمكن للمرء أن يتعاطف مع الرئيس أوباما ، الذي تعد أراؤه أكثر إنحيازا مع آراء غلادستون من آراء ديزرائيلي ، عندما يشجب أخطاء وضعف حميد قرضاي ، رجلنا في كابول. البريطانيون والروس غالبا ما يشعرون بالإحباط عندما يجدون أن الأفغان الذين وضعوهم في السلطة لا يتصرفون كالبريطانيين أو الروس. يمكن للمرء أيضا أن يتعاطف مع أوباما عندما يقول أنه يريد 'إنهاء العمل'. المشكلة هي أنه من السهل نسبيا إرسال المزيد من الجنود إلى أفغانستان ، لكن يبدو أن العمل لن ينجز أبدا.


- 'الغارديان'
 يجب أن يعاد بناء غزة الآن / جيمي كارتر

من الملاحظ عموما أن عملية سلام الشرق الأوسط في حالة ركود ، يمكن القول أنها تقريبا تحتضر. التوسع الاستيطاني الإسرائيلي داخل فلسطين يتواصل ، وقادة منظمة التحرير الفلسطينية يرفضون الانضمام لاستئناف محادثات السلام دون تجميد المستوطنات ، علما بأنه ليس هناك دولة عربية أو إسلامية على استعداد لأن تقبل بأي اتفاق شامل بينما إسرائيل تحتفظ بالسيطرة على القدس الشرقية.الجهود المصرية لحل الخلافات بين حماس وفتح ، والتي يمكن أن تقود لانتخابات عام 2010 ، أعاقتها اعتراضات الولايات المتحدة. في ظل هذا المأزق ، قرر قادة منظمة التحرير أن يظل محمود عباس في السلطة حتى إجراء الانتخابات - وهو قرار شجبه العديد من الفلسطينيين.ورغم أن سوريا وإسرائيل ، في ظل حكومة أولمرت ، قد توصلتا تقريبا إلى اتفاق بمساعدة تركيا ، إلا أن رئيس الوزراء الحالي ، بنيامين نتنياهو ، يرفض تركيا كوسيط للمفاوضات المتعلقة بهضبة الجولان. وليس هناك بديل واضح يلوح في الأفق.الجمعية العامة للأمم المتحدة صادقت على تقرير صدر عن مجلس حقوق الإنسان التابع لها ويدعو الإسرائيليين والفلسطينيين للتحقيق بتهم جرائم الحرب التي وقعت خلال الحرب الأخيرة على غزة ، لكن يبدو أنه من غير المحتمل أن تكون ردود الفعل إيجابية.باختصار: قرارات الأمم المتحدة ، واتفاقيات جنيف ، والاتفاقيات السابقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، مبادرة السلام العربية ، والسياسات الرسمية للولايات المتحدة والدول الأخرى كلها جرى تجاهلها. في الوقت ذاته ، كان تدمير المنازل العربية ، وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية ، والتمرد الفلسطيني يهدد أي إمكانية حقيقية للسلام.ما يجب أن يثير القلق فورا هو أن هؤلاء الذين هم تحت الحصار في غزة يواجهون شتاء آخر من المعاناة الشخصية الشديدة. لقد زرت غزة بعد حرب كانون الثاني المدمرة وراقبت الناس المشردين يتكدسون في خيم مؤقتة ، تحت أغطية بلاستيكية ، أو في تجاويف شقت من بين ركام منازلهم السابقة. بالرغم من العروض التي قدمها الزعماء الفلسطينيين والوكالات الدولية بضمان عدم استخدام المواد المستوردة حتى للأغراض الدفاعية العسكرية ، لم يُسمح لذسمنت ، والأخشاب ، وألواح الزجاج باجتياز نقاط العبور إلى غزة. قبلت الولايات المتحدة والدول الأخرى هذا الوضع المشين دون فرض أي إجراء لتصحيحه.كنت قد ناقشت طرقا لمساعدة مواطني غزة مع عدد من القادة العرب والأوروبيين ، وكان رد فعلهم المشترك هو أن الحواجز الإسرائيلية تجعل تقديم أي مساعدة أمرا مستحيلا. يشير المانحون إلى أنهم قدموا مبالغ ضخمة كمساعدات لبناء المدارس ، والمستشفيات والمصانع ، فقط ليروها تدمر في ساعات قليلة بصواريخ وقنابل دقيقة التصويب. دون أن تكون هناك ضمانات دولية ، لماذا نخاطر بخسارة مشابهة في المستقبل؟ حان الوقت لنواجه الحقيقة التي تقول أنه على مدى ثلاثين عاما مضت ، لم تكن هناك دولة واحدة قادرة ، أو راغبة ، في كسر الحصار وإقناع الأطراف المتنازعة بالخضوع للقانون الدولي. لا يمكننا الانتظار أكثر من ذلك. جادلت إسرائيل طويلا أنه ليس باستطاعتها التفاوض مع الإرهابيين ، ورغم أنه كان لديها عام كامل دون إرهاب ما زال لا يمكنها التفاوض. لقد وعد الرئيس أوباما بتدخل فعال لحكومة الولايات المتحدة ، لكن لم تبدأ محادثات سلام رسمية ولم يقدم إطار عمل شامل للسلام. على قوى العالم أن تتحرك بشكل فردي وجماعي.وميض حياة ظهر مؤخرافي قرار 8 كانون الأول الصادر عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بإعادة متطلبات السلام الأساسية القديمة التي قبلها المجتمع الدولي ، بما في ذلك أن حدود إسرائيل ما قبل عام 67 سوف تصبح حدودا معترفا بها ما لم يطرأ تعديل باتفاقية يتم التفاوض عليها مع الفلسطينيين. بعد ذلك بأسبوع كررت الرئيسة الجديدة للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ، البارونة كاثرين أشتون ، هذا البيان بمصطلحات أقوى ودعت اللجنة الرباعية الدولية إلى 'إحيائه مجددا'. هذه إمكانية واعدة.كان الرئيس أوباما محقا بالإصرار على حل إقامة الدولتين والتجميد الكامل للمستوطنات كأساس للمفاوضات. وبما أن إسرائيل رفضت التجميد والفلسطينيين لن يخوضوا المفاوضات دونه ، فالخطوة المنطقية التي يجب أن يخطوها جميع أعضاء اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة ، وروسيا ، والاتحاد الأوروبي ، والأمم المتحدة) هي دعم اقتراح أوباما بالإعلان عن أن أي توسع للمستوطنات هو غير قانوني ، ورفض اي فيتو على القرارات التي تشجب مثل تلك المستوطنات وتصدر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. هذا قد يكبح جماح إسرائيل ويجلب أيضا الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.في نفس الوقت ، على اللجنة الرباعية الانضمام إلى تركيا لدعوة سوريا وإسرائيل للتفاوض على حل للنزاع حول هضبة الجولان.دون إلقاء اللوم على أي من الأطراف المتنازعة ، على اللجنة الرباعية أيضا أن تبدأ بإعادة بناء غزة بتنظيم جهود الإغاثة تحت إشراف مبعوث خاص نشيط ، وأن تراقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس ، وأن تتوسط لفتح المعابر. صرخات المشردين والذين يعيشون تحت صقيع الشتاء تتطلب إغاثة فورية.هذا وقت لعمل جريء ، وموسم للتسامح والمصالحة والسلام.
 

- صحيفة 'معاريف'
'تطوير العقل وليس العضلات هو الضمان لأمن اسرائيل من منظور بن غوريون / شلومو غازيت

بالصدفة وقعت في يدي مؤخرا وثيقتان توثيقيتان: كراس 'معرخوت' مكرس لسبعين سنة على صدور العدد الاول للمجلة، وكتاب العميد (احتياط) عوزي عيلام - 'قوس عيلام' الذي يستعرض تطور محافل التخطيط، التطوير والانتاج لوسائلنا القتالية. في المجالين يعود حق الصدارة الى ديفيد بن غوريون. المرة تلو الاخرى يطرح السؤال كيف نجحت حاضرة يهودية صغيرة، كانت تعد اكثر بقليل من 600 الف نسمة، في الانتصار في حرب على حاضرة عربية كانت اكبر منها بضعفين، وبعد عدة اشهر، في ايار 48، الجيوش العربية المرسلة التي اجتاحت بلاد اسرائيل مع نهاية الانتداب البريطاني، جيوش خمس دول عربية - مصر، شرقي الاردن، سوريا، لبنان والعراق - ومتطوعين اخرين كثيرين من دول عربية اخرى.
المؤرخون 'الجدد' يثبتون بأنه لم يكن هذا حسم اقلية مقابل اكثرية. الحاضرة اليهودية الصغيرة وضعت مقاتلين في ساحات القتال لم يقلوا عدديا عن العدو الذي وقف امامهم، وفي حالات عديدة كانوا اكثر منهم. ومع ذلك، ليس هناك من ينكر المعطيات الاساس - حجم صغير للحاضرة اليهودية امام كتلة عربية من عشرات الملايين. الجواب واضح ومعروف - الانتصار العسكري كان نتيجة مباشرة لاعداد مسبق، تنظيم جيد وتحكم مركزي سمح بحشد القوة المرة تلو الاخرى في نقاط الحسم.
قادة الجيش الاسرائيلي في الحرب - ابتداء من رئيس الاركان يعقوب دوري، رئيس شعبة العمليات يغئال يدين، قائدي الجبهتين البارزتين المتميزين يغئال الون وموشيه كرمل - كانوا ذوي تعليم عسكري لدورة قادة سرايا في الهجانا فقط. هؤلاء، الى جانب من اصبحوا في غضون واسابيع واشهر قادة كتائب والوية، كانوا مطالبين بأن يقيموا في ظل القتال الاطر العسكرية الكبرى، وبالتوازي، ان يستوعبوا وسائل قتالية جديدة وغير معروفة. كيف فعلوا ذلك؟
الجواب مزدوج. من جهة، الدورات العسكرية لمنظمة الهجانا - دورة قادة حظائر ودورة قادة سرايا - لم تكن دورات فنية. صحيح انها كانت دورات قصيرة نسبيا، ولكنها دورات شددت على اكساب المفاهيم الاساس للتفكير العسكري، المفاهيم التي لا تتغير بسبب حجم القوة المستخدمة. ومن جهة اخرى كانت هذه مبادرة دافيد بن غوريون الذي في 1923 بشراء مختارات من الادبيات العسكرية العالمية ووضعها تحت تصرف اعضاء الهجانا، وبعد ذلك في ايلول 39 بادر الى اقامة مجلة 'معرخوت' التي اتاحت لقادة الهجانا القراءة والتعرف على العلم، التفكير والتجربة العسكرية العالمية.
السر الثاني - هو التشديد الذي طرحه بن غوريون على طرح المعرفة والتكنولوجيا تحت تصرف قوتنا الامنية. فمنذ حزيران 47، اصدر تعليمات مفصلة لقادة الهجانا - 'مادتنا البشرية'، كتب يقول، 'لا تقلوا عنها في اي بلاد اخرى. هذا هو تفوقنا الاساس وحاليا شبه الوحيد. يجب ملاءمة مبناها مع الظروف الجديدة، انطلاقا من استغلال كل المعلومات والتقنيات لاغراض الدفاع عن انفسنا'. بهذه القوة قام سلاح العلوم في منظمة هجانا، وربط به افضل العلماء الذين في البلاد بل وجند وارسل طلاب شباب للدراسة والى الدورات في خارج البلاد. قراءة صحيحة للواقع، فهم الاحتياجات والاستعدادات في الموعد المناسب هي سر قوتنا في حينه واليوم. كان هذا مثال رائع عن 'نهاية الفعل تكون بالتفكير المسبق'.
 

 - مجلة 'نيوزويك'
شهرة أعظم وسيلة ترفيه في العالم / نيل غابلر

لعلكم سمعتم أو شاهدتم جيمي غرابز تشرح أن علاقتها كانت عاطفية وليست جسدية فقط، أو ميندي لوتن تصف حبها للملابس الداخلية الحمراء، أو جيمي جانغرز تفصح عن هوية من دفع كلفة عملية شفط الدهون التي خضعت لها. هؤلاء النساء يظهرن في كل برامج الفضائح التلفزيونية، والمجلات التي تعنى بشؤون المشاهير، وصحف الفضائح التي تباع في المتاجر. من هن جايمي غرابز وميندي لوتن وجيمي جانغرز؟ إنهن ثلاث من عشيقات تايغر وودز المزعومات، نساء لا يتمتعن بموهبة معينة ولم يحققن إنجازات تبرر الاهتمام المحيط بهن باستثناء فضح أسرار حياتهن الخاصة لإشباع فضولنا. باختصار، هن يجسدن واقع الشهرة العصرية.
هذا ليس مديحا. فكلمة &laqascii117o;مشاهير" أصبحت ملطخة، وسبب ذلك يعزى إلى حد كبير إلى المؤرخ الراحل المرموق دانييل بورستين، الذي حدد معناها في كتاب The Image (الصورة) عام 1961، وهو عبارة عن دراسة لما اعتبره انحطاط أميركا. أعلن بورستين أن &laqascii117o;الشخص الشهير هو شخص معروف لشهرته". كان بورستين يكتب في زمن شهد تغيرات ثقافية كبيرة، وانتشار وسائل الإعلام وازدياد ما اعتبره هراء، وقد أدرج كلمة &laqascii117o;مشاهير" ضمن الإطار الأوسع لأميركا التي أصبح مواطنوها مفتونين بشكل متزايد بالواقع المزيف بدلا من الحقيقة، أي التظاهر بالجوهر من دون جوهر. وقد كان أول من استخدم تعبير &laqascii117o;شبه حدث" لوصف مناسبات زائفة مثل المؤتمرات الصحافية وجلسات التصوير والعروض الأولى للأفلام التي لا تهدف إلا للترويج لنفسها. واعتبر المشاهير شبه أحداث بشرية: واجهات فارغة تضيئها الدعاية. وهذا وصف لما يجري منذ ذلك الحين.
لكن هناك نظرة أكثر حداثة وأقل إدانة للشهرة وهي نظرة قد تساعد على تفسير لماذا يبدو مايكل جاكسون وبريتني سبيرز وباريس هيلتون، وتايغر وودز الجديد والمعدل الآن، مترسخين إلى هذا الحد في الوعي الشعبي. بحسب هذه النظرة، ليست الشهرة ممنوحة من قبل الإعلام لأشخاص غير جديرين بها، مع أن المرء قد يظن ذلك عند التفكير في مشاهير ثانويين مثل سبنسر برات وهايدي مونتاغ أو ليفاي جونستون أو الزوجين صلاحي اللذين اشتهرا لحضورهما حفلات لم تتم دعوتهما إليها. فهي في الحقيقة شكل جديد من أشكال الفن الذي ينافس وغالبا ما يطغى على ـــ وسائل ترفيه أكثر تقليدية مثل الأفلام والكتب والمسرحيات والبرامج التلفزيونية (ومباريات الغولف من حين لآخر)، ويؤدي، بطريقته الملتوية، الكثير من الوظائف التي كانت وسائل الإعلام القديمة تؤديها في ذروتها: من بينها إلهاؤلنا، وتعريفنا بأوضاع البشر من حولنا، وتشكيل مجموعة من التجارب المشتركة التي يمكن أن نستعين بها لإنشاء مجتمع عالمي. ويمكنني أن أجادل حتى بأن الشهرة هي الفن العظيم الجديد في القرن الـ21.
بصراحة، لم أتمكن من مقاومة إغراءات الاستخفاف بالشهرة بنفسي عندما كتبت تحليلي الخاص قبل 10 أعوام في كتابي Life the Movie (الحياة الفيلم). لم أصف المشاهير بأنهم شبه أحداث بشرية بل &laqascii117o;وسائل ترفيه بشرية"، هم ليسوا أشخاصا يعيشون ليتم الترويج لهم إنما أشخاص يبدو أن حياتهم قائمة لتزويدنا بترفيه مستمر. ووفقا لهذا التحليل، لم يكن المشاهير يحظون بالدعاية من دون سبب وجيه" بل لأنهم يوفرون لنا قصة يمكننا متابعتها. حياة مايكل جاكسون كانت أشبه بمسلسل عاطفي طويل ومدهش لم يتضمن نجاحه فحسب بل أيضا خلافاته مع عائلته وتصرفاته الغريبة وعملياته التجميلية وزيجاته المبهمة وأطفاله المقنعين ومشاكله القانونية وتعاطيه المزعوم للأدوية المخدرة، وأخيرا موته الغامض. والأمر نفسه ينطبق على حياة بريتني سبيرز أو أوبرا أو براد أو أنجلينا أو أي أشخاص آخرين، مثل جون وكيت غوسلين حتى، توفر لنا نشاطاتهم الشخصية مصدر ترفيه.
لكن ما لم أدركه آنذاك هو أن الترفيه البشري يتعدى كونه مجرد مهرجان قائم على أشخاص. في الحقيقة، الشهرة ليست شخصا. الشهرة أشبه بمسرحية ضخمة متعددة الشخصيات وتضم نجما أيضا، لكن أحداثها تجري في الحياة بدلا من الشاشات أو المسرح ويتم تشريحها في وسائل إعلام أخرى. ففي غياب وسائل الإعلام، لن يعود هناك شهرة. إذن من الناحية المبدئية، لا يوفر المشاهير قصة عن الحياة. فالشهرة هي القصة بحد ذاتها، مع أننا نخلط بين بطل القصة والقصة نفسها، ونستخدم التعبيرين لوصف الأمر نفسه. لهذا السبب يمكن أن يكون المرء مشهورا، مثل الملكة إليزابيث، من دون أن تكون من المشاهير، مثلما كانت الأميرة ديانا. شهرة الأولى ترتكز على اسمها، في حين أن شهرة الثانية ترتكز على مضمون قصتها.
لفهم ذلك، ما عليك إلا القيام باختبار بسيط. المشاهير المزعومون يبقون مشهورين طالما أنهم يعيشون قصة مثيرة للاهتمام أو على الأقل قصة تجدها وسائل الإعلام مثيرة. في الحقيقة، حتى الأشخاص من خارج قطاع الترفيه أو الناس الذين لا تسلط الأضواء عليهم عادة قد يحظون باهتمام باعتبارهم من المشاهير إن كانت حياتهم مثيرة للفضول بما يكفي، وهذا هو السبب الذي يجعل جوي باتافوكو أو ناديا سليمان أو حتى إحدى عشيقات تايغر تحظى بالشهرة. عادة، يكون حجم الشهرة منوطا بشكل مباشر بحداثة وتشويق القصة، مثل قصتي مايكل جاكسون وبريتني سبيرز. عندما لا تعود قصة أصحاب الشهرة مثيرة أو تفقد بريقها، تتلاشى شهرتهم، مثلما يضجرنا فيلم أو كتاب غير مشوق. لا يعود هؤلاء المشاهير يذكرون إلا ليُسأل &laqascii117o;عما حل بهم؟".
لكن هذا لا يفسر سبب شعبية المشاهير في عالم تكثر فيه القصص المشوقة ووسائل الترفيه. هنا قد يكون لدى بورستين الجواب. أحد تذمراته في كتاب الصورة هو أن انتشار الديموقراطية في الثقافة كان قد همش الأشكال الفنية الأقدم التي لم تعد قادرة على إشباع رغبات جمهور أوسع كما تفعل الأشكال الفنية الجديدة. إنه يشير إلى أن الأفلام غيرت وظيفة الكتب كونها أفضل منها في تجسيد مشاهد الإثارة، في حين أن الكتب تتفوق على الأفلام في سبر أغوار المشاعر الباطنية. هذا ترك للروايات سوقا جديدة لكنه حد من عدد القراء.
يبدو أن أمرا مماثلا حصل في المنافسة بين الشهرة وغيرها من أشكال الفن الأقدم. فالكثير من الأفلام والروايات والمسرحيات والبرامج التلفزيونية بقيت ناجحة لأنها تزودنا بإحساس بالواقعية كي نشعر بأن ما نشاهده أو نقرأه حقيقي" وتجعلنا نتماهى معها بحيث نعتقد أن الأشخاص الذين نشاهدهم أو نقرأ عنهم إما يشبهوننا أو يجسدون أحلامنا" ويترافق ذلك مع إحساسنا بأننا نلعب دورا في مجريات حياتهم وأن ما يحدث لهم له أهمية فعلا" وتتضمن رواياتهم عنصر تشويق يبقينا مهتمين لأننا نرغب في معرفة ما سيحصل لاحقا. هذه هي ركائز الترفيه.
بالنظر إلى هذه العناصر، فإن للشهرة أفضلية كبيرة على منافساتها الأكثر تقليدية وخيالية. أولا، لا داعي لأن تكون الشهرة حقيقة زائفة، فهي حقيقية. تتم معايشة قصصها في الحياة الحقيقية، وهذا هو السبب الذي يجعل الجنس يلعب دورا كبيرا في قصص المشاهير ـــ فضلا عن الدراما الكامنة في العلاقات والانفصالات ـــ (والعنف أيضا). هناك إثارة يمكن تشبيهها بإثارة المتلصصين في معرفة أن ما يحدث ليس تمثيلا كما هي الحال في الأفلام. وكذلك لا حاجة لأن يعمل المشاهير على تكوين شخصياتهم" فنجوم الشهرة يتم انتقاؤهم ثقافيا بشكل مسبق على أساس أننا نتماهى معهم (أشخاص عاديون) أو يمكننا الهروب من الواقع من خلالهم (أشخاص خارقون). ولأن أحداث القصة تؤدي إلى نتائج حقيقية ـــ الناس يطلقون حقا أو يدمنون الخمر أو يموتون ـــ فالرهانات موجودة دائما. لا داعي لأن ننسى أن ما يحدث غير حقيقي.
أخيرا، تتميز الشهرة بإثارة لا يمكن لأشكال الفن الأقدم إلا أن تحاكيها. هذا لأن أشكال الفن التقليدية لها خاتمة ـــ نهاية عندما تصل إلى الصفحة الأخيرة أو عندما تضاء أنوار المسرح أو تظهر لائحة أسماء المشاركين في الفيلم. لكن قصص المشاهير لا تتضمن فصلا أخيرا. لا نعرف إن كان براد وأنجلينا سيبقيان معا أو ينجبان المزيد من الأطفال أو يخون أحدهما الآخر أو يقرران الانضمام إلى دير. لا نعرف ما المعلومات الجديدة التي ستظهر عن حياة تايغر وودز. كما أننا لا نعرف حتى سبب موت مايكل جاكسون بعد. نحن دائما في انتظار الفصل التالي: علاقة الحب التالية وتعاطي المخدرات والاعتقالات والسجن والانهيار العصبي والحمل وحادث السيارة، إلى ما هنالك.
وكل هذا يوفر لنا شعورا ظاهريا آخر بالرضى نادرا ما يمكن لوسائل الترفيه التقليدية أن توفره. قبل بلوغ الشهرة أهميتها الحالية بكثير، فهم كاتب المقالات الاجتماعية المتمحورة حول الشائعات والمقدم الإذاعي العظيم والتر وينشيل، الذي أطلع عشرات ملايين الأميركيين على سوء سلوك وانتهاكات الأثرياء والمشاهير وأصحاب النفوذ، أن الشهرة كانت ركيزة لجدال وطني يومي شكل أيضا علاجا لبلد يعاني جروحا، مع أنه كان ينطوي على قصة وحشية هامشية تهدف إلى الانتقام. بعدما وصل إلى ذروة نجاحه خلال الكساد الكبير في ثلاثينات القرن الماضي، في وقت اتسم بالقلق والخلافات، استطاع وينشيل توحيد قرائه والمستمعين إليه حول قصصه، ولم يتمكن فقط من إلهائهم عن الكوارث من حولهم بل وفر لهم منطلقا مشتركا له وقع يوازي الرمزية الوطنية التي روج لها فرانكلين روزفلت. لقد حولنا وينشيل إلى مثرثرين.
هذه الوظيفة مهمة بشكل خاص اليوم، في هذا العصر الجديد الذي ينتشر فيه التشكيك والانشقاقات، ولم يعد الأميركيون مختلفين فقط حول المسائل السياسية والقيم، بل أصبحت التجارب المشتركة بينهم أقل فأقل. في السابق، كان التلفزيون والأفلام والموسيقى وحتى الكتب مصادر للتماسك الوطني. لكن انخفاض نسبة مشاهدة المحطات التلفزيونية التقليدية إلى حد كبير وتدني عدد رواد دور السينما وانخفاض مبيعات الأقراص المدمجة خففت جميعها من قوة الروابط بين الناس. لقد أصبحنا أمة ـــ وعالما ـــ من المجموعات الصغيرة المختلفة. والشهرة هي إحدى الأمور القليلة التي لاتزال تلقى اهتمام عدد كبير من هذه المجموعات. وعلى الرغم من أن الناس الآن أكثر اختلافا وتنوعا طبقيا، يبدو أن لدى جميعنا اهتماما شديدا مشتركا، أو على الأقل معرفة سطحية، بقصص جون وكيت أو براد وأنجلينا أو جنيفر وحبيبها الحالي، وهذا يريحنا نفسيا بشكل غريب. هؤلاء الأشخاص هم القواسم المشتركة العصرية، ومن بعض النواحي، جون وكيت هم فريد وجينجر جيلنا، ليس من حيث الموهبة طبعا، بل لأنهم يوفرون لنا مهربا وموضوعا يمكننا جميعا أن نتكلم عنه.
مع ذلك، من المهين لأفلامنا وبرامجنا التلفزيونية ورواياتنا ومسرحياتنا المفضلة أن ننظر إليها على أنها تشكل وسيلة سهلة للهروب أو توفر لنا مواضيع نتكلم عنها. فمثل كل الفنون الجميلة، لأفضلها وقع في نفوسنا لأنها تعطينا دروسا عن الحياة أو لأنها تعكس لحظة ثقافية أو لحظة نترفع فيها عن السخافات أو لأنها تنشط مخيلتنا. أفضل المشاهير يتمتعون بهذه المقدرة أيضا، ومثلما تتميز أكثر الأفلام أو الروايات أو المسرحيات تعقيدا بمعان عميقة وحقائق باطنية حتى، كذلك تتميز أفضل قصص المشاهير وأكثرها دواما، مثل قصص جاكسون أو مارلين مونرو أو عائلة كنيدي. يمكن لهذه المواضيع أن تحول قصص المشاهير من واقع إلى صورة رمزية، ومن ترفيه إلى فن، ومن ثرثرة إلى رواية ملحمية.
عند قراءة مجلتي بيبول أو آس أو مدونات بيريز هيلتون، نتعلم عن مباهج الحب الجديد وآلام الحب القديم، والشعور بالرضى الذي توفره الأبوة والأمومة، وثمن الخطيئة، وعقاب العجرفة، ومساوئ الشهرة فضلا عن محاسنها، وخطر فقدان نفسك وفرحة إيجاد نفسك، وربما الأهم من ذلك، الأمور المهمة فعلا في الحياة والأمور غير المهمة, مما يعني أن الشهرة، بدلا من أن تكون قناعا فارغا، غالبا ما تتطرق إلى الفروقات الجوهرية بين ما هو حقيقي وزائف، وبين ما هو ذو معنى وما هو خال من المعنى. هذه هي المسائل التي لطالما اعتمدنا على الفن لتفسيرها. حتى قصة سبنسر وهايدي لها سياق ثانوي يعالج مسألة الهوية وإعادة صقل الشخصية والسعي وراء الشهرة والحسد ويعلمنا أمورا مهمة عن أنفسنا ومجتمعنا إن كنا نتمتع بالصبر الكافي لتحليله.
إذن نحن اخترعنا الشهرة وتمسكنا بها لأن الشهرة أفضل في إعطائنا ما كان الفن والترفيه التقليديان يمنحاننا إياه قبل أن يصبحا أضعف من أن يفاجآنا أو قبل أن نصبح غير مبالين لدرجة أننا لم نعد نتفاجأ. بالطريقة نفسها، وبتحول تكافلي، أصبح الكثير من أبطال قصص المشاهير محنكين بما يكفي لإدراك أنهم قادرون على إعادة صياغة قصصهم بشكل يحافظ على شهرتهم، محولين حياتهم إلى عملهم. لن يعرف أحد أبدا إن كانت غرابة مايكل جاكسون طريقة للحفاظ على قصته (وشهرته)، مع أنه يمكننا أن نكون متأكدين من أن قراره العودة إلى الغناء كان يهدف إلى كتابة فصل جديد من حياته: عودة مايكل! ولا نعرف كم من تصرفات ليندسي لوهان هي طريقة لإبقاء نفسها تحت الأضواء عندما لا يكون لديها أفلام تبقيها في الأضواء. ولا نعرف كم من التغييرات المفاجئة التي قامت بها مادونا في حياتها المهنية وعلاقاتها الغرامية العلنية هي طريقة للتلاعب بشهرتها لتلائم مصالحها. لكننا نعرف تأثير ذلك.
من جهة أخرى، حتى الناس الذين يبدو أنهم يقاومون فكرة إطلاق قصص قد تجذب انتباه صحف الفضائح ـــ سيدة عظيمة مثل ميريل ستريب أو رجل هوليوودي شهم مثل توم هانكس ـــ يتم جذبهم إلى رواية المشاهير ليس لأن حياتهم مثيرة أو مدهشة بشكل خاص بل لأن موهبتهم الكبيرة ونجاحهم هما بحد ذاتهما من القصص التي يرغب الناس في السماع عنها أو قراءتها. لقد نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أخيرا مقالا على صفحتها الرئيسية عن ستريب فقط لأنها تعتبر أهم ممثلة أميركية ـ قصة مشاهير صغيرة تبقينا مهتمين. قصة تطوير الموهبة والنجاح بفضلها هي قصة نمطية في عالم المشاهير ـ مع أنه، وكما اكتشف تايغر وودز، يمكن لقصة النجاح المضجرة أن تتحول بسرعة إلى قصة من نوع آخر عندما تظهر عناصر أكثر إثارة. وفي كل الأحوال، فإن الشهرة تطول شريحة كبيرة من الناس، ليس فقط في سبيل رؤية مصاعب الآخرين بل أيضا للفرح مع أفراحهم. وهنا يمكن إضافة هذه المفارقة: جيه دي سالينجر من المشاهير بشكل أساسي لأنه كتب قصة لا يدين فيها الشهرة فحسب بل المجتمع أيضا.
النقطة الإيجابية هي أن قصص المشاهير اليوم فعالة ومنتشرة ومؤثرة لدرجة أنها تتغلب على كل أشكال الترفيه والفن الأخرى تقريبا، حتى تلك التي جعلتهم مشاهير أصلا. براد بيت وأنجلينا جولي مثلا مشهوران بفضل حياتهما معا أكثر بكثير مما هما مشهوران بسبب الأفلام التي يصنعانها، وما من شك في أن عدد الناس الذين يقرأون عن حياتهما أو يتابعون مغامراتهما عبر برنامجي Entertainment Tonight وAccess Hollywood يفوق عدد الذين يشاهدون أفلامهما. يمكن القول أيضا إن حياتهما مصدر ترفيه لدرجة أن أفلامهما الآن هي نتاج شهرتهما بدلا من أن تكون مصدرا لها، بحيث أن قصة شهرتهما يمكن أن تحجب أعمالهما، مما يصعب على الجمهور تصديق الشخصيات التي يلعبان دورها.
لكن الأمر ليس فقط أن الشهرة تغلبت على أشكال الفن الأكثر تقليدية" فقد اجتاحت الإعلام بشكل عام، وكأنها عشبة ضارية ثقافية. ولأن الشهرة هي رواية من روايات الحياة، فهي تتطلب مجلات وصحفا وبرامج تلفزيونية والأهم ربما شبكة الإنترنت للترويج لها ـــ وهي خدمة توفرها وسائل الإعلام هذه بفرح لأنها تكسب أرباحا كبيرة بفضلها. ونتيجة لذلك، فإن وسائل الإعلام مليئة بقصص المشاهير التي تروج لها باستمرار بحيث أن الشهرة باتت اليوم بأهمية الأفلام والتلفزيون للأجيال السابقة، وأكثر حتى. وكأن الشهرة تبقى قائمة في أثير لم يحتو على وسائل ترفيه من قبل. وكأنها هواء نتنفسه.
وهكذا تأسرنا اليوم قصة تايغر وودز، وعندما تتلاشى قصته، وهذا ما سيحصل في النهاية، ستأتينا قصة جديدة ومن ثم أخرى فأخرى إلى ما لا نهاية. هذه هي حال الشهرة, وكأنها سلسلة لامتناهية تسلينا وتوحدنا وتثقفنا حتى في بعض الأحيان.

- صحيفة 'هآرتس'
 دبلوماسية زعرنة

عشرات السفراء الاسرائيليين تجمعوا هذا الاسبوع من اطراف المعمورة في القدس كي يتعرفوا من الوزير المسؤول عنهم على فصول منسية في السياسة الخارجية لاسرائيل. افيغدور ليبرمان يصر على اعادة اسرائيل الى الايام السيئة لسياسة 'العالم كله ضدنا' و 'لا يوجد مع من يمكن الحديث'. وزير الخارجية، الرجل المؤتمن على دفع مكانة اسرائيل في الاسرة الدولية كدولة محبة للسلام، عرض نهجا أزعر مخجل. لقد أصبح ليبرمان منذ الان شخصية غير مرغوب فيها في دول أساسية في الشرق الاوسط وفي اوروبا. وجعل الكرسي الذي جلس عليه شخصيات مثل موشيه شريت، غولدا مئير، آبا ايبان، يغئال الون، موشيه ديان، شمعون بيريس واسحاق شامير، مقعد مهرجين.
في الوقت الذي يجتهد رئيس الدولة ووزير الجيش لترميم العلاقات الاستراتيجية مع تركيا، يغلق وزير الخارجية بوقاحة الكوة التي فتحتها الدولة الاسلامية الهامة لسوريا. فعشية سفر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى القاهرة، في محاولة لوضع حد للجمود المتواصل في الاتصالات مع الفلسطينيين، ألصق ليبرمان بالسلطة الفلسطينية لقب 'عصبة مخربين'. الدول العربية التي تقترح منذ 2002 اقامة تطبيع في العلاقات مع اسرائيل، تغرق على حد تعبيره بالخيال المغرق. بعد بضعة أيام من اعلان رئيس السلطة الفلسطينية على الملأ بأن اتفاق سلام على اساس خطوط 1967 سيؤدي الى نهاية المطالب ضد اسرائيل، توصل وزير الخارجية الى 'الاستنتاج' بأن العودة الى الخط الاخضر ايضا لن تؤدي الى انهاء النزاع.
واوضح ليبرمان لموظفي وزارته بأسلوب فظ، بأن مذهبه يمثل السياسة الخارجية لحكومة اسرائيل. وفي الغداة، بشرهم نتنياهو بأنها نضجت الظروف لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. لا يدور الحديث عن فوارق في الظل؛ فالرسائل المتضاربة تعرض اسرائيل كدولة تخضع لحكومة غريبة الاطوار تستهتر بمواطنيها، وكذا بجيرانها وبأصدقائها في العالم.
اسرائيل لا يمكنها ان تسمح لنفسها بأن يكون سياسي متطرف وعديم المسؤولية كليبرمان هو نافذة العرض لها امام العالم. تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية يتبين كأحد الاخطاء الاكثر جسامة لنتنياهو في تشكيل حكومته. اذا كان رئيس الوزراء معني بالفعل بدفع مبادرات سلمية الى الامام وليحظى بثقة الاسرة الدولية، فعليه ان يصلح هذا الخطأ وأن يعفي ليبرمان من مهام منصبه.
 

- صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور'
الشراكة الأميركية -الباكستانية والأولويات غير المتطابقة / تريسيتا شافر

اعتبر أوباما في خطابه للأول من ديسمبر الشراكة مع باكستان، وعن حق، مرتكزاً بالغ الأهمية بالنسبة للسياسة الأميركية تجاه أفغانستان؛ ولكن الحفاظ على هذه الشراكة، سيشكل ربما أكبر التحديات التي سيواجهها. ومعلوم أن مكمن الضعف في تحالفاتنا السابقة مع باكستان هو عدم استعداد البلدين لمواجهة التفاوت والتباين في أهدافهما، ولكن في هذه المرة علينا أن نكون واضحين بشأن أين تتقاطع أهدافنا وأين تفترق، وما نحن مستعدون لفعله بخصوصها.
عندما انضمت باكستان إلى الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد الإرهاب في الأيام الصعبة التي تلت الحادي عشر من سبتمبر، كانت للشريكين، وكما في الماضي، أهداف مشتركة - ولكن جزئيا فقط. فباكستان، وعلى غرار الولايات المتحدة، كانت تنظر إلى 'القاعدة' باعتبارها خطراً على العالم، ولكن أهدافها الأخرى لم تكن متقاسَمة مع الولايات المتحدة. ومثلما حدث حينما تعاونت مع الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، كانت تأمل إسلام آباد أن تقوي وتعزز منافستها ونديتها للهند من خلال القوة الأميركية، حيث كانت تريد تعزيز نفوذها في أفغانستان وإنهاء نفوذ الهند فيه. وكانت هذه الأهداف أهم بالنسبة لباكستان من الهدف الأميركي المتمثل في القضاء على نظام 'طالبان' وحظر نشاط المجموعات المتطرفة.
وقد أبرز انهيار حكومة 'طالبان' في أفغانستان أواخر 2001 الفرق، فبالنسبة للولايات المتحدة، شكل ذلك أول نجاح كبير للحرب على الإرهاب؛ أما بالنسبة لباكستان، فقد بدا ذلك ككارثة استراتيجية، وذلك على اعتبار أن باكستان كانت بصدد خسارة حليف محرج ولكنه مطيع، وأن كابول ستصبح خاضعة لحكومة توصف بأنها صديقة للهند. ومع مطلع 2007، كان الافتراق بين أهداف البلدين واضحاً وجلياً، حين هددت 'طالبان' التي أعادت تنظيم صفوفها قوات 'الناتو' وحكومة كرزاي، وعبّر المسؤولون الأميركيون عن قلقهم بشأن الدعم الذي تتلقاه من أجهزة الاستخبارات الباكستانية.
والواقع أن السياسة الرسمية لباكستان اختارت تقوية الحكومة الأفغانية ومساعدتها؛ غير أنه نظراً لانخفاض سقف توقعاتهم بشأن موقف الرئيس الأفغاني من باكستان وقدرات حكومته، فإنه كانت لدى صناع القرار الباكستانيين دوافع قوية للحفاظ على علاقاتهم مع المجموعة التي ساعدوا على تنصيبها في كابول في منتصف التسعينيات. ولأن البلدان تدافع عن مصالحها أولًا قبل أن تلتفت إلى مصالح أصدقائها، فإنه من غير الواقعي أن يتوقع المرء أن تكون أهداف باكستان منسجمة تماماً مع أهداف الولايات المتحدة. ولكن ومع ذلك، فإن سجل إسلام آباد خلال هذا العام يبعث على الأمل.
ذلك أن إسلام آباد أرسلت الجيش للقضاء على متمردي 'طالبان' الداخليين في كل من 'المناطق المستقرة' لباكستان مثل وادي سوات، والمناطق القبلية غير الخاضعة لسلطة الحكومة على طول الحدود الباكستانية- الأفغانية مثل جنوب وزيرستان. كما أن اعترافها بأن حملة الجيش هناك ستكون طويلة المدى وبالغة الأهمية بالنسبة للدولة إنما هو مؤشر على أن ثمة قدراً أكبر من التوافق والانسجام بين التصورين الأميركي والباكستاني لتهديد الإرهاب مقارنة مع ما كان يتوقعه كثير من الباكستانيين من قبل، وهذا ما يمثل 'نافذة الأمل'، التي يشير إليها مسؤولو إدارة أوباما، ولكن ذلك لا يعني أن الأولويات الأميركية والباكستانية متطابقة بالكامل.
وعليه، فإذا كنا نريد بناء شراكة حقيقية، فعلينا أولًا أن نعترف بإمكاناتها وقصورها. فباكستان لديها تاريخ طويل من التلاعب بحليفها الأميركي عبر حساب الحد الأدنى من العمل الضروري للتقليل من قلق واشنطن؛ ولهذا، يتعين على إدارة أوباما أن تكون واضحة بشأن 'ثمن قبولها' شراكة طويلة المدى مع باكستان. وقد أشار خطاب أوباما إلى شرطين أساسيين هما: محاربة معاقل 'طالبان' أفغانستان في إقليم بلوشستان، ووقف نشاط المتطرفين في أجزاء أخرى من باكستان مثل 'لشكر طيبة'. والواقع أن لا شيء من ذلك يمكن تحقيقه مرة واحدة، إلا أنه إذا لم تشر التحليلات إلى أن باكستان تحرز تقدما على الصعيدين، فإنه لن تكون لدى الولايات المتحدة شراكة كافية تعينها في حقول الألغام الأفغانية. لقد أوهم الأميركيون أنفسهم من قبل، واليوم عليهم ألا يفعلوا ذلك مجدداً.
ولكن، بماذا على الولايات المتحدة أن تساهم في هذه الشراكة؟ المفتاح هو الصمود والقدرة على التحمل. فالباكستانيون يعتبرون الولايات المتحدة شريكاً لا يمكن الاعتماد عليه، استغل باكستان حين كان في حاجة إليها وتخلى عنها حين انتهت حاجته منها. والواقع أن انسحاب الجنود الأميركيين من أفغانستان في 2011 يمكن أن يعزز هذا الانطباع.
ومن أجل تصحيحه، عرضنا منذ فترة مساعدات طويلة المدى على باكستان؛ واليوم علينا أن نعززها بدعم حقيقي لأمن باكستان الداخلي - بناء القدرات، والتمويل، والاعتراف بالتحديات التي تواجهها باكستان.
وأخيرا، ودائما وشريطة أن نكون على الطريق نحو أهدافنا الرئيسية، علينا أن نجد فرصة للحصول على 'مصادقة' الكونجرس، الذي يعتبره الباكستانيون 'المعيار الأساسي' بخصوص جدية الولايات المتحدة، على العلاقات الأميركي

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد