صحافة دولية » -- مقالات وآراء مترجمة من صحف أجنبية

- صحيفة 'لوموند'
أوروبا السياسية: حان وقت الالتزام / ميشيل بارنييه

التاريخُ والواقع الراهنُ يثبتان بأن لا قوّةَ في العالم لِمَنْ لا يملك في الوقت ذاته، اقتصاداً، وعُملة، وسياسة خارجية دفاعية.
وما أبعدَ أوروبا اليوم عن كل هذا! فمنذ خمسين عاماً استطاع الأوروبيون أنْ يُنشئوا سوقاً اقتصادية مشتركة، وأكثرُ من نصفهم يتداولون العملة ذاتها. واليوم تثبتُ لنا الأزمة، مرّةً أخرى، كم هو حيويّ أنْ ندْعم ونقوّي هذه السوق الفريدة. وكم هو من الحيوي أن نعمل على تحسين سياساتنا الاقتصادية والمالية، ونجعل الأسواق في خدمة الاقتصاد والرجال، بدلا من العكس. إنّ هذه الأزمة أزمةٌ شاملة. وهي تضرب اقتصادات العالم كافة. ونرى بالفعل أنّ الإجابة الفعالة الوحيدة بالنسبة للأوروبيين، هي أن يكونوا متضامنين، وليس منعزلين.
وقناعتي الشخصية أنّ الشأن كذلك كلما تعلّق الأمرُ بإسماع صوتِ أوروبا عبْر العالم أجمع. إنها مرحلةٌ جديدة وضرورية في بناء بيتنا المشترك، لأنه، هنا أيضاً، لا بد من أن نعمل معاً من أجل السلام، ومن أجل التنمية، ومن أجل الأمن. إنها مرحلةٌ جديدة صعبة؛ لأننا نعلم أنّ هذا الطريق المشترك، وهذا العمل الأوروبي الدؤوب على المسارح الخارجية، كانا بعد قرون من الدبلوماسية الوطنية في دُولنا الأعضاء. ولا شك أنّ هذه المُنجزات لا يمكن أن تكون تلقائية، بل تقتضي أن نتبادل تحاليلنا الجيوسياسية، وأن نُنسّق استراتيجياتنا، ونُوحّد وسائلنا.
والحالُ أننا، عندما قصّرنا في تحقيق ذلك، انفجرت الوحدة الأوروبية في لحظة الحرب على العراق. تُرى، ما وزنُ الصراعات الفرنسية الألمانية في البلقان، في القرن الواحد والعشرين؟ وإلى متى ستظل الشجارات والصراعات الماضية في الشرق الأوسط بين الفرنسيين والإنجليز، أثقلَ وَزْناً من مصالحنا المشتركة في المستقبل؟ كم يلزم الأوروبيون من تسونامي، ومن زلازل، حتى يتزوّدوا بقوّة مشتركة للدفاع المدني؟
منذ عشر سنوات وأوروبا تقود بنجاح 23 مُهمّة مدنية، أو عسكرية، في مناطق الأزمات. إنّ خبرتَها مُعترَفٌ بها، ومطلوبة. والمواطنون الأوروبيون، وكذلك سكان هذه مناطق كافة التي تشهد أزمات مختلفة، لا يفهمون أنّ أوّل قوّة اقتصادية في العالم لا تقوم بمسؤولياتها أمام الفوضى القائمة، وأمام انعدام الأمن.
منذ العام 1995، وأنا أدافعُ - بوصفي متعاوناً مع آخرين كثيرين، في قلب 'مجموعة 'ويستندروب'، المكلّفة بإعداد معاهدة أمستردام، وبوصفي عضواً في رئاسة المعاهدة التي حرّرت الميثاق الأوروبي الذي انبثقت عنه معاهدةُ لشبونة - من أجل النهوض بهذه الدبلوماسية الأوروبية. من أجل دبلوماسية مشتركة، وليست فريدة! لقد دافعتُ من أجل أن نخلق في بروكسل، فضاءً للثقافة الدبلوماسية المشتركة، وأنْ نضع على رأسِها شخصية تمتلك بين يديها المبادرة السياسية تحت سلطة الحكومات، وتمتلك القدرة الاقتصادية والمالية في داخل اللجنة.
وقد وصلنا إلى هذه النقطة أخيراً! فما الذي سوف نفعله؟ إنه وقتُ حقيقتنا. الوقت الذي سنعرف فيه إنْ كنّا سنظل قوّةً إقليمية إلى ما لا نهائية، تعمل تحت إشراف قوى عالمية أخرى. أم أننا نقرّر بأنْ نكون قوةً شاملة؛ لكي نكون دوماً 'حول الطاولة'، ندافع عن مصالحنا، ونشارك في بناء نظام عالمي جديد، أكثر عدالة وأكثر ثقة.
إذا كان هذا هو هدفنا حقاً، فلِمَ التردّد إذن؟ إنّ بحوزتنا فرصةً تاريخية لإنجاز هذه المعجزة الأوروبية مرةً أخرى. المعجزةُ التي تجعل الكلّ أقوَى من مجرد القوة القائمة على جمْع الأطراف. لكنْ، حتى ننجح سوف نكون في حاجة إلى دعمٍ كامل لكل الفاعلين، الأوروبيين والوطنيين على السواء. وقد قبلت كاترين أشتون بأن ترفَع التحدي، هذا التحدي الذي يُعتبر بلا شك، الأصعب والأكثر إلحاحاً: أنْ تكون أوّل وزيرة أوروبية للشؤون الخارجية.
فليدعمْ كلُّ واحد، أياً كان حجمُه، هذا الطموحَ، ويَقْبَل بأنْ يضع في 'الصحن' المشترك، ما يملكه من قيمةٍ دبلوماسية مضافة، المرتبطة بتاريخه، وثقافته، وجِواره. لقد آن الأوان لنعرفَ حقاً ما نريد!


- صحيفة 'الإندبندنت'
أوباما فشل في سلام الشرق الأوسط

اعتبر الصحافي البريطاني بروس أندرسون، في مقاله في صحيفة 'الإندبندنت' الجمعة، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما فشل في تحقيق السلام في الشرق الأوسط, وإن معظم الإسرائيليين يبدون غير واقعيين بالمرة عندما يتعلق الأمر بشروط السلام.
ودعا اندرسون إلى أن تكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة بهم حتى يأمن الإسرائيليون من خطر الإرهاب.
وتكمن أهمية المقال في أن أندرسون من كتاب الأعمدة المحافظين المعروف بمواقفه المتشددة إزاء القضايا العربية والإسلامية. ولطالما ظل يؤيد تعذيب المعتقلين بتهم إرهابية حتى قبل تفجير برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وذكر الكاتب البريطاني أن أوباما الذي اعتلى سدة الرئاسة بفوز كاسح, بدا وكأنه لن يتعذر عليه إحياء عملية السلام, وبدا أن عدم إحراز تقدم في موضوع الدولة الفلسطينية التي تحدث عنها سلفه جورج بوش كأنه سيتغير.
وأضاف 'غير أن ما من شيء تغير كما دلت على ذلك زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة للشرق الأوسط'.
ويرى أن بايدن 'نسخة جيدة معدلة' من كاثي أشتون, مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي, فكلاهما في نظره لا يثير الإعجاب, وكلاهما لا يضارع (نائب الرئيس السابق) ديك تشيني كفاءة حسب وجهة نظره.
غير أنه يستدرك قائلا إن من حق نائب رئيس الولايات المتحدة أن يحظى بتقدير دبلوماسي, على الأقل بحكم منصبه.
وقال أندرسون إن الإسرائيليين بإعلانهم خططا لبناء مستوطنات جديدة, إنما كانوا يعاملون الأميركيين بـ'احتقار' كما أنهم جعلوا بايدن يبدو كـ'الأبله'.
وأردف قائلا 'إن الإسرائيليين يعرفون عادة بمن يستهزئون وفي أي وقت دون أن يخشوا مغبة ذلك, تماما مثلما أن القوى العظمى لا تحب أن يخدعها أحد'.
ولا يعتقد بروس أن الإدارة الأميركية الحالية قادرة على معاقبة إسرائيل, مشيرا إلى أنه إذا كان لديها ثمة وسيلة سهلة لذلك لفعلت 'لكن ليس هناك خيار من هذا القبيل'.
وقد أظهرت إسرائيل على مر السنين قدرة ثاقبة وغير عاطفية على معرفة خبايا السياسة الأميركية, فالعديد من كبار المسؤولين الإسرائيليين لديهم إلمام أفضل بالنظام الأميركي من معرفتهم بنظام دولتهم وهو أمر –كما يرى الكاتب- لا يبعث على الدهشة نظرا لتعقيدات السياسة الإسرائيلية.
ومضى المقال ليزعم أن معظم الإسرائيليين راغبون في السلام, لكن عندما يتعلق الأمر بشروط ذلك السلام فإنهم في غالبيتهم يكونون غير واقعيين تماما.
ولعل الإسرائيليين –يستطرد الكاتب- يريدون أن تكون للفلسطينيين دولة ضعيفة لا يحصلون عليها إلا بعد إذلالهم.
ولا يأنف الكاتب من أن يحمل الفلسطينيين إلى حد كبير وزر ما آلت إليه الأمور, قائلا 'إن أي أمة تقبل بأن يقودها رجل فاسد وتعيس مثل (ياسر)عرفات تستأهل أن يكون لها نفس مصير الفلسطينيين'.
وأشار إلى أن المخرج الوحيد للإسرائيليين من دوامة الخطر المحدق بهم يكمن في أن يكون للفلسطينيين دولة خاصة بهم ينعم فيها أطفالهم بالرخاء ويعتزون بها ويفخرون.
وأضاف أندرسون أن الفلسطينيين إذا امتلكوا دولتهم الخاصة بهم فلن يسمحوا لها بأن تصبح مرتعاً للإرهاب وساحة للحرب.
لكنه يستدرك قائلا إن ذلك لا يعني اجتثاث الإرهاب كله على الفور, بل إنه قد يعني تعاونا بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والفلسطينية, مما سيقلل من حجم الخطر الذي يستشعره الإسرائيليون.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد