صحافة دولية » - مقالات مختارة من مجلات ومواقع أجنبية

- 'فورين بوليسي'
هل يمكن للعالم احتواء إيران النووية؟

لا يزال البرنامج النووي الإيراني يشكل قضية خطيرة على المستوى العالمي، وخاصة لدى المسؤولين وفي الأوساط السياسية الغربية والأميركية، في ظل مضي طهران قدما ببرنامجها الذي أعلنت في أكثر من مناسبة أنه للأغراض السلمية.
فقد قال الكاتب الأميركي ويليام كريستول إن عبارة 'غير مقبول' في السياسة قد تعني أن من أطلقها يعتبر موافقا على الأمر المعين، وأوضح أن تصريح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المتمثل في قولها إن البرنامج النووي الإيراني 'غير مقبول' يعني أنه مقبول ويعني أنها من الموافقين عليه.
وأشار كريستول في مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أنه سبق لرئيس الوزراء الفرنسي الأسبق ليون بلوم أن استخدم العبارة نفسها عام 1936 عندما احتل الزعيم الألماني إدلوف هتلر منطقة الراين 'راين لاند' الحدودية، ولكن فرنسا وبريطانيا وبقية العالم قبلت بالأمر بعد مرور سنوات، فكتب الخبير السياسي الفرنسي ريموند آرون معلقا بالقول 'إن القول إن شيئا ما يعد غير مقبول يعني التعبير عن القبول به'.
وفي ظل مضي إيران قدما في برنامجها للأسلحة النووية خاصة إجراءاتها في مارس/آذار 2010، انتقد الكاتب تعليق وزيرة الخارجية الأميركية على الخطوات الإيرانية عبر استخدامها عبارة 'غير مقبول' حوالي أربع مرات في خطابها أمام الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) الأسبوع الماضي.
وكانت كلينتون قد قالت في الاجتماع إن 'إيران نووية' تعد أمرا غير مقبول، غير مقبول للولايات المتحدة وغير مقبول لإسرائيل وغير مقبول على المستوى الإقليمي والدولي، إلى أن قالت إن بلادها عازمة على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
وفي سياق متصل تساءل الكاتب الأميركي إيان بيرمان عن إمكانية العيش على مستوى عالمي في حال وجود ما سماه 'إيران النووية'.
وأوضح في مقال نشرته له صحيفة واشنطن تايمز الأميركية أن الولايات المتحدة إبان حكم الرئيس السابق جورج بوش لم تكن لتقبل بإيران نووية، وأن أوباما سار على نهج سلفه لبعض الوقت على المستوى العلني على الأقل.
ومضى بيرمان إلى القول إنه يبدو أن ثمة تحولا في السياسة الأميركية نحو اعتبار البرنامج النووي الإيراني أمرا واقعا أو شأنا يمكن التعامل معه أو احتواؤه وردعه تماما كما جرى التعامل مع الاتحاد السوفياتي السابق في حينه.
وتساءل الكاتب أيضا عن إمكانية احتواء أو ردع إيران النووية؟ وهل ستتصرف طهران عند امتلاكها السلاح النووي كما تصرفت موسكو؟ وهل سيتصرف قادة إيران كما تصرف القادة السوفيات؟
وأشار الكاتب إلى أن ما وصفه 'بتوازن الرعب' بين واشنطن وموسكو في الفترة الأخيرة من الحرب الباردة ما كان ليتأتي لولا أن سبقه أكثر من 15 عاما من الأزمات الثنائية المتلاحقة.
وحذر الكاتب من أن امتلاك إيران للسلاح النووي من شأنه تعريض الأمن والسلم العالميين للخطر وتهديد المصالح الأميركية على المدى البعيد.  



- 'ذا بالستاين كرونيكل'
رغم ضغط اللوبي.. أوباما يستطيع أن يفعل شيئا / جورج حشمة

ما فتئ اللوبي المؤيد لإسرائيل وداعموها في سائر الولايات المتحدة يشهرون بلا خجل أسلحتهم على باراك أوباما في أعقاب الصدام بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بسبب إعلان الأخيرة بناء 1600 وحدة سكنية جديدة لليهود في القدس العربية المحتلة، وذلك عشية 'المفاوضات غير المباشرة' بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية.
وكانت المواجهة بين الولايات المتحدة وإسرائيل قد بدأت عندما كان نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي وصفته صحيفة إسرائيلية بارزة بأنه 'صديق إسرائيل الوحيد في البيت الأبيض' في أوج مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، في مسعى يرمي إلى إطلاق مفاوضات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين. لكن الإعلان الإسرائيلي المُربك والخاص بخطة الإسكان الجديدة، والمقدر له أن يثير حفيظة الفلسطينيين، صدم الضيف الأميركي وكانت له أصداؤه القاسية في واشنطن.
إلى ذلك، أتبعت إدانة بايدن الفورية للإجراء الإسرائيلي، وعلى نحو سريع، بمكالمة هاتفية أجرتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والتي كانت قد نسقت رسالتها مع الرئيس أوباما، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واستغرقت 45 دقيقة. وأعلن أن كلينتون وسمت الإجراء الإسرائيلي بأنه 'مهين'، قائلة إنه 'يقوض المصداقية والثقة في عملية السلام، وكذلك مصالح أميركا'.
وبالإضافة إلى توبيخها لنتنياهو، أعلنت بعبارات واضحة أن 'الحكومة الإسرائيلية بحاجة لأن تظهر، ليس فقط عبر القول، وإنما أيضاً عبر إجراءات محددة، أنها ملتزمة بهذه العلاقة كما وبعملية السلام'.
ورغم عدم الكشف عن تلك 'الإجراءات المحددة'، فإن مسؤولين أميركيين غير معرفين، قالوا إن الإجراءات تتضمن مطلباً بأن تقدم إسرائيل مبادرة رئيسية للفلسطينيين بأن تعلن صراحة أن كافة 'الموضوعات المحورية' في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، بما في ذلك وضع القدس، ستكون مشمولة في المباحثات المقبلة.
وفي الأثناء، لا بد وأن يكون رد الفعل الصادر عن إدارة أوباما قد صدم إسرائيل وأصدقاءها النافذين العديدين في أميركا. وقال إليوت أبرامز، وهو مساعد سابق في البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق جورج بوش، إن إدارة أوباما 'مستمرة في الابتعاد عن الدعم الأميركي التقليدي لإسرائيل'. وانتقل من ثم إلى تحذير الزعيم الأميركي من أن 'الوقت وانتخابات (الكونغرس) في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) سيصححان تلك المشكلة (لأن) إسرائيل تتمتع بتأييد أعلى مستوى (في الولايات المتحدة) في هذه الأيام قياسا مع ما يتمتع به الرئيس أوباما'.
وفي مقال افتتاحي لها يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، غمزت صحيفة الواشنطن بوست من قناة أوباما، منتقدة ما رأته على أنه 'تسرع السيد أوباما في ضرب الحكومة الإسرائيلية بالهراوة'. وحذرت من أنه 'إذا عزز هذا التطور من تلك الصورة، فإن السيد أوباما سينجز عكس ما يقصده'.
وكان قد ذكر أن المؤتمر السنوي للوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة 'آيباك'، والذي انعقد يوم السبت الماضي واستمر ثلاثة أيام، كان يعد بالخروج بشيء ما، سيما وأن الوزيرة كلينتون ورئيس الوزراء نتنياهو كانا، كما هو مقرر، من بين المتحدثين في المؤتمر. ويبقى متروكاً للأيام أن تسجل ما إذا كان الجانبان سيخوضان مواجهة جديدة أم أنهما سيقرران أن 'ما فات قد فات'. ومع ذلك، فإن لجنة 'آيباك' هاجمت أصلاً إدارة أوباما، ودعتها إلى 'بذل جهد واع للإقلاع عن التقدم بمطالب علنية وتحديد مواعيد نهائية أحادية الجانب لإسرائيل التي تشترك معها الولايات المتحدة بمصالح رئيسية وأساسية واستراتيجية'.
لا ينبغي على أوباما أن يجزع من الاحتجاج العنيف لمؤيدي إسرائيل الذين يتوجب عليهم أن يفهموا، مرة وللأبد، أن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل والبالغة 3 بلايين دولار سنوياً، تشكل عاملا لا تستطيع حكومة نتنياهو تجاهله ببساطة. ويجب عليه أيضا أن يتذكر أنها كانت للرؤساء الأميركيين في الماضي نزاعاتهم الخاصة مع إسرائيل. وكان الرئيس ايزنهاور قد أمر كلاً من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا بوقف عدوانها على مصر خلال حرب القناة -قناة السويس- في العام 1956. وفي السنوات الأخيرة، أشار أهارون ميلر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، إلى أن وزير الخارجية في حينه، هنري كيسنجر، والرئيس جيمي كارتر والوزير جيمس بيكر كانوا 'الأميركيين الثلاثة وحسب الذين قدموا شيئا لصالح صنع سلام عربي إسرائيلي'. وشرح ذلك بقوله: 'لقد أوضح كل منهم أن ثمة ثمنا نظير قول 'لا' للقوة العظمى، وفي السياق دفعوا بالمصالح الأميركية والإسرائيلية والعربية'.
يستطيع الرئيس أوباما فعل الشيء نفسه، وهو يحظى بالدعم حتى من جانب العديد من الجماعات الأميركية اليهودية ومن بعض الإسرائيليين. وقد بعثت مجموعة 'جيه ستريت' وهي اللوبي الأميركي اليهودي التي تصف نفسها بأنها 'مؤيدة للسلام' و'المؤيدة لإسرائيل' برسالة إلى البيت الأبيض والكابيتول هيل، مؤداها أن 'الوقت قد حان من أجل اتخاذ إجراء قوي، وليس المزيد من الكلام'. ولا يمكن التسامح بعد الآن مع التعنت المستمر لإسرائيل. وكما كتب ثوماس فريدمان يوم الأحد من الأسبوع قبل الماضي، فإن على نتنياهو 'أن يقرر ما إذا كان يريد صنع التاريخ أو أن يكون هامشيا فيه'. وبعبارات أخرى، فإن أفوله السياسي ليس أمراً بعيد المنال ما لم يدرك أن استمرار استعماره للأراضي الفلسطينية لا يمكن أن يستمر دون ضابط، وأنه كلما تعجل في التفاوض على تسوية سلمية على أساس حل الدولتين كلما كان ذلك أفضل لكافة الأطراف.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد