صحافة دولية » مقالات وتحليلات مترجمة من صحف ومجلات ومواقع أجنبية

- وكالة 'نوفوستي'
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران حصلت على معدات متطورة من وسيط صيني

أكد مصدر مطلع في وكالة الطاقة الذرية أن الوكالة في فيينا، و'جهات أخرى' تحقق في نجاح إيران في الحصول على معدات متطورة، عبر وسيط صيني في شنغهاي، من شأنها أن تسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم.
وذكر المصدر في حديث لصحيفة 'الشرق الأوسط' أن المعلومات حول حصول إيران على تلك المعدات وصلت للوكالة الذرية عبر 'رسالة إلكترونية' في يناير الماضي، رافضا أن يحدد هوية الجهة التي أرسلت الرسالة.
وقال المصدر المتابع لملف إيران في الوكالة، إنه ليس من الواضح بعد ما إذا كانت هناك معدات أخرى وصلت لإيران عبر الوسيط نفسه. وأضاف: 'التحقيقات في مرحلة أولى، ونحتاج إلى سؤال الإيرانيين أسئلة عدة خاصة بهذه المعدات. لكن الملاحظات الأولية أن الإيرانيين لسبب أو لآخر واجهوا صعوبات في زيادة تخصيب اليورانيوم بالمعدلات التي يريدونها. والاحتمال الذي تعمل عليه الوكالة وجهات أخرى هو أن تكون تلك المعدات الجديدة متعلقة بمحاولات إيران التغلب على مشكلات خاصة بالتخصيب وأعطال في آلات الطرد المركزي من أجل زيادة معدلات التخصيب سريعا'.
ومن المعروف أن إيران تعهدت مرارا خلال الأسابيع المقبلة بأنها سوف وقال مصدر آخر مطلع في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لصحيفة 'وول ستريت جورنال' الأميركية يوم أمس، إن تحقيقات الوكالة تدور حول استيراد إيران صمامات وأجهزة لقياس الفراغ، تستخدم في عملية تخصيب اليورانيوم، بصورة غير مشروعة وبطريقة 'حذرة وسرية'، عبر وسيط يمثل مؤسسة صينية كبيرة في شنغهاي، وذلك خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضح مصدر قريب من التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية أن إيران قامت بنحو 10 محاولات للحصول على الصمامات التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم خلال العامين الماضيين. وقال: 'لقد تمكنت من تسلم بعض الشحنات، وأخرى لا'. وهذه المعدات تنتجها مؤسسة فرنسية، كانت تابعة حتى ديسمبر الماضي للمجمع الصناعي الأميركي 'تايكو إنترناشونال'.
ومن جانبهما أكدت الشركتان لـ'وول ستريت جورنال' عدم علمهما بشيء عن هذا الموضوع.
وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي قد أكد في وقت سابق أن عملية إنتاج الوقود النووي المخصب الى درجة 20 % التي بدأت في إيران تسير 'على خير ما يرام'.
وقال صالحي في مقابلة مع رويترز في شهر فبراير الماضي، إن إيران لديها القدرة على تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 100% - أي ما يتجاوز النسبة التي يقول الخبراء إنها لازمة لصنع قنبلة نووية، لكنها لا تنوي تخصيب اليورانيوم الى هذا المستوى.
وأضاف: 'لا قيود على التخصيب. يمكننا أن نصل حتى 100 %... لدينا هذه القدرة والطاقة. لكن لم تكن لدينا يوما نية القيام بذلك ولا ننوي القيام بذلك ما لم نحتج إليه'.
وأكد صالحي أن تخصيب الوقود بنسبة 20 % سيقتصر على إنتاج الكمية اللازمة لمفاعل طهران الذي ينتج النظائر المشعة المستخدمة في الأغراض الطبية وهي 1.5 كغم في الشهر.



- مجلة 'فورين بوليسي'
لا يختلف الرئيس السوري بشار الأسد عن والده / دايفد و. ليتش

لا يختلف الرئيس السوري بشار الأسد عن والده. فقد كان حافظ الأسد عملياً، يأخذ مواقف غير معتادة في بعض المناسبات، استناداً الى ما يعتقد أنه يصب في مصلحة وطنه. وكان قادراً على قيادة السياسة الخارجية لسوريا بحيث تلعب على وتري الجانبين الإقليمي والدولي. علماً أنّ سوريا هي البلد الوحيد في العالم العربي القادر على إتقان هذه اللعبة. فهي من جهة تُعتبر مهد القومية العربية، ولكنّها مع ذلك دعمت إيران غير العربية ضد العراق في حرب الخليج بين إيران والعراق في الثمانينات. وهي كانت قائدة دول المواجهة العربية ضد إسرائيل، ولكنّها مع ذلك انخرطت في مفاوضات غير مباشرة مع الدولة العبرية منذ قرابة الثلاثة عقود، وكادت ان تعقد معها اتفاق سلام عام 2000. وهي كانت دولة تابعة للاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، ولكنّها مع ذلك أرسلت جيوشها للقتال الى جانب القوات الأميركية ضمن إئتلاف الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة، لإخراج العراق من الكويت في عام 1990-1991. هذه السياسة الخارجية المتقلّبة قد تكون محبطة بالنسبة للبلدان التي ترغب برؤية دمشق تتبع سياسة أكثر التزاماً وتناغماً، غير أنّ قدرة سوريا على ذلك هي بالضبط ما جعلتها قادرة على تخطّي الكثير من الأزمات في التاريخ الحديث، وكذلك تحويل هذه الدولة الضعيفة نسبياً الى دولة فعاّلة وذات جدوى.
إدارة جورج بوش الإبن طلبت من سوريا أن تختار جانباً واحداً من الجانبين. إلاّ أنّ بشار الأسد لم يقبل بذلك، لأنّه سوف يرتّب عليه قطع علاقته بإيران، وبجماعات أخرى مثل 'حزب الله' و'حركة حماس'. ولكنّ هذه الجماعات وتلك العلاقات ليست هي المهمّة بحد ذاتها بالنسبة للسياسة الخارجية لسوريا. بل الأهم من ذلك أنّها بالانحياز الى أحد الطرفين سوف تخسر دمشق سبب قوّتها في التعامل مع الولايات المتحدة، المتمثّل بأنّ تستمر بلعب دورها الإقليمي البارز، وبالتفاوض مع إسرائيل لاستعادة مرتفعات الجولان.
أما اليوم، وقد أمسكت إدارة الرئيس أوباما بالسلطة، وانخرطت في حوار دبلوماسي مع سوريا، يعتقد بشار الأسد بأنّه قادر مرة أخرى على اللعب على الحبلين [الدولي والإقليمي] كما فعل والده. وقد بدا ذلك واضحاً في عدة مناسبات؛ ففي شباط الماضي بعد إعلان إدارة أوباما أنّ روبرت فورد هو السفير الأميركي الجديد الى سوريا، وبعد زيارة مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية الى الرئيس السوري، حاملاً رسالة من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تشجّع فيها سوريا على الابتعاد عن إيران، بعد هذه الخطوة أولم بشار الأسد للرئيس الإيراني أحمدي نجاد وأمين عام 'حزب الله' حسن نصرالله في دمشق.
هذا التصرّف أزعج المسؤولين في إدارة أوباما. فقد عانت الإدارة ما عانته حتى اليوم جرّاء إنفتاحها الدبلوماسي، وها هي بذلك تتلقّى صفعة أخرى. والأهم من ذلك، أنّ هذا التصرّف أعطى المعترضين بشدّة على سياسة تقديم التنازلات الى سوريا، فرصة كبيرة لإدانة محاولات أوباما التقرّب من دمشق. ولربما قلّل بشار من أهمية مشاعر الخصومة تجاه سوريا التي لا تزال موجودة بقوة في واشنطن، وهي من مخلّفات سنوات حكم بوش. وبذلك، قد لا يكون ذلك التصرّف ضربة موفقة لسوريا. ومن جهة أخرى، تُعتبر هذه طريقة سوريا في التعامل، وإن كانت طريقة تطبيقها فظّة وغير متقنة.  
لقد كرّر بشار الأسد أمامي في العديد من المناسبات كيف أنّه يرغب بأن يجعل بلده في موقع البلد المسهّل والمساعد على المستوى الإقليمي، مستفيداً من قدرته الفريدة على اللعب على الحبلين. وقد برهنت سوريا عن قدرتها على لعب هذا الدور من خلال المساعدة على إرساء الاستقرار في لبنان، ومحاولة مصالحة حركة حماس والسلطة الفلسطينية، والتوسّط مع طهران في بعض الأحيان. وبعض المسؤولين في واشنطن كانوا قد بدأوا إدراك هذه الحقيقة وتقديرها. ومن ثمّ قام بشار الأسد بمعانقة أحمدي نجاد والإعلان عن دعمه لإيران. وهذا ما يجعلني أقول إنّ في واشنطن اليوم جواً من العداء تجاه سوريا ومن الشعور بالإحباط من تصرفاتها. فواشنطن تكن الكثير من الضغينة لسوريا في هذا الوقت. ولا يزال هناك الكثير من أولئك الذين لا يزالون غاضبين جداً من سوريا، بسبب دورها في تسهيل عبور المتمردين لحدودها. وهكذا فإنّ الشيء المحرج قوله هو أنّ الخطوة التي قامت بها إدارة أوباما في هذا الوقت المحدّد لم تكن خطوة حكيمة. ومن جهة أخرى، لا تستطيع سوريا لعب دور المسهّل الإقليمي ما لم تقم بتنمية كافة علاقاتها. وبالتالي يمكن القول إن اعتماد هذه السياسة منطقي ومفهوم، أما التوقيت فكارثي.
قد يكون حان الوقت بالنسبة لسوريا لتنتقل الى الجانب الآخر من السياج، لكي تتمكّن من المحافظة على خيارتها في السياسة الخارجية والبناء عليها. ويمكن النظر الى اتصال بشار الأسد، كما نقلت الصحافة، بالرئيس المصري المتوعّك حسني مبارك، في هذا الإطار. فإذا كانت سوريا تريد لعب دور في المساعدة على مصالحة حماس مع السلطة الفلسطينية، عليها أن تجعل علاقتها مع مصر علاقة طيّبة. ويمكن للتقارب السوري مع السعودية على مدى الأشهر الستة الماضية أن يصب في مصلحة الولايات المتحدة، بالنسبة الى الأمور الخطيرة التي تجري في اليمن، ولبنان، والعراق. ولكن من جهة أخرى، وفي اجتماع القمة العربية الذي حصل في ليبيا، قام بشار الأسد ومعه القائد الليبي معمر القذافي من بين جميع الرؤساء، بتشجيع الفلسطينيين على الانسحاب من المفاوضات مع إسرائيل. وعلى الرغم من أنه لم يؤخذ بهذه النصيحة، إلاّ أنّها كانت طريقة غير مكلفة لتعزيز أوراق اعتماده على الجانب الآخر من السياج.  
ثمة من يقولون إنّ الولايات المتحدة غالت في انفتاحها على سوريا في وقتٍ مبكر. وعلى سوريا كذلك أن لا تتمادى في تصرّفاتها. ربما بشار الأسد يشعر بأنّ إدارة أوباما ضعيفة ومضطربة في الوقت الحالي، بحيث لا يكترث بترك انطباعات جيّدة لديها، ولكن قد لا تكون هذه هي الحال على الدوام، خصوصاً إذا نجح الرئيس في إحراز المزيد من النجاحات بعد نجاحه في تمرير القانون الخاص في العناية الصحية.  
لقد عمل بشار الأسد جاهداً لكي تأخذه واشنطن والدول في المنطقة على محمل الجد، غير أن نهج تأييد الطرفين المتنازعين في الوقت نفسه قد يكون خطيراً أيضاً، إذا لم تعرف متى، أو لم تستطع تغيير موقفك في الوقت المناسب.


- مجلة 'تايم'
الصراع التالي بين الصين والهند: هل تكون الحرب حتمية؟ / إسهان ثارور

بالحسابات الديموغرافية الصرفة، تعد هذه أهم علاقة في العالم. فالصين والهند تشكلان 40 % من عدد كامل أفراد الجنس البشري، وهما تزهوان باقتصادات يتوقع لها أن تبلغ أوجهاً في القرن الحادي والعشرين. ويمتلك البلدان أيضاً أسرع جيوش العالم نمواً، وهما تتوافران على امتلاك أسلحة نووية، وتوسعان، في الغضون، من مجالات نفوذيهما في المحيطات. ويعتبر جوناثان هوسلانغ، المفكر المتخصص في السياسة الخارجية الصينية ومؤلف كتاب 'الصين والهند: فرص السلام'، والذي يتخذ من بروكسل مقراً له، من بين عدد متزايد من المراقبين الذين ما فتئوا يستبعدون فكرة 'تشينديا' أو (الصين-هند)، وهو مصطلح غالباً ما يستحضر للإعراب عن التفاؤل حول الصعود الجيو-سياسي المشترك للعملاقين الآسيويين. وقد تحدث لمجلة التايم عن خطوط الخطأ والاحتكاك بين هذين البلدين الجارين، ومكانة واشنطن في المنطقة، وكيف يمكن للتوترات بينهما أن تتصاعد إلى درجة تتحول معها إلى اندلاع حرب. وكان الحوار على النحو الآتي:  
&bascii117ll; التايم: العنوان الفرعي لكتابك يوحي بأن الصراع بين الصين والهند مقبل، فهل من المحتم اندلاع مواجهة، أو حتى تفجر حرب في السنوات المقبلة؟
-ليست الحرب أمراً حتمياً، لكن السلام لا يمكن أخذه كأمر مسلم به أيضاً. فالمدى أمام هذين البلدين في التطور السلمي كما وفي تحقيق مصالحهما القومية من دون الدخول في منافسة، آخذ في التضاؤل بسبب الضغوط الاجتماعية الداخلية، وبسبب تصاعد النزعة القومية فيهما. وهما سيتنافسان على الأصعدة كافة: ليس على الفرص الاقتصادية فقط، ولكن من أجل فرض السطوة الإقليمية. وسيفضي هذا الحال إلى وضع خطير وغير مريح.  
&bascii117ll; كانت آخر حرب اندلعت بين الهند والصين قد وقعت قبل 50 سنة تقريباً. فماذا كانت تبعات إرثها؟
-منذ الحرب التي اندلعت بين البلدين في العام 1962، ما يزال البلدان يبديان حذراً كبيراً، ويشكان كثيراً في بعضهما بعضا. ولم يتم التوصل إلى حل لموضوع الحدود بين البلدين (التي تمتد بعيداً إلى مناطق معسكرة، على نحو كبير، في الهملايا)، على الرغم من عقد عدة جولات من المفاوضات والتوترات التي استعرت مؤخراً. ولعلها تشكل نوعا من الندبة التي تقف عائقاً أمام تحقيق تقدم. كما أن هذه النقطة الكأداء تتضاعف حالياً بهذه المنافسة الجديدة؟
نعم، ونحن نشهد حالياً أن تطلعات كلا الجانبين تفضي إلى المزيد من المنافسة وخاصة في قارة آسيا. ويفضي هذا إلى التقولب بطريقة سلبية في ميدان السياسة العليا للأمن والدبلوماسية.
ما تزال الهند بحاجة لأن تشرع في تحويل مجتمعها إلى التصنيع -وهي عملية كانت الصين قد سبقتها فيها بمراحل. ومن المحتم أن تكون هناك منافسة شرسة على المواد الخام، وبشكل رئيسي في آسيا. وقد بتنا نشهد هذا الأمر وهو يحدث في بورما مسبقاً، وفي أجزاء من آسيا الوسطى وإفريقيا، كما وفي بلدان أخرى. وعلى الهند أن تنتقل إلى التصنيع في الوقت الذي لن تقدم فيه الصين على التنازل فجأة عن صناعاتها، فهي صناعات مهمة جداً للإبقاء على استقرار البلد.
&bascii117ll; في الهند، هناك توجس واسع النطاق ظاهر أصلاً في وسائل الإعلام ولدى الرأي العام حول مخططات الصين للمنطقة. فهل هناك من إحساس وطني النزعة مشابه في الصين التي تعد أكثر تطوراً ومقدرة من الهند في العديد من الأوجه؟
-نعم، تستطيعون أن تروا بوضوح المسؤولين في بكين وهم يبدون قلقاً متزايداً من طموحات الهند. وإذا ما نظرتم إلى كتابات الخبراء الصينيين، فستجدون أنهم يشيرون إلى التواجد العسكري الهندي في المحيط الهندي، وإلى الشراكات التي تتوصل إليها الهند مع عدة بلدان في جنوب شرق آسيا وفي شرق إفريقيا. وفي الرأي العام، فإن وجهات نظر المواطنين الصينيين من الهند هي وجهات نظر سلبية جداً، ويتكون لديك الإحساس بأن الصينيين يبدون وأنهم لم يتوقعوا أبداً أن تصعد الهند إلى مراتب القوى الكبيرة. وراهنا، وفيما الهند تحاول أن تحقق تلك القفزة، فإن الصينيين يبدون منزعجين جداً من أثر ذلك على تفوق الصين في آسيا.
&bascii117ll;بشكل افتراضي، كيف يمكن لأي نوع من الصدام العسكري أن يقع؟
-لن يكون الأمر في البداية حرباً مفتوحة. فالصين والهند تعملان راهناً على بناء مصالحهما في بلدان هي أصلاً عرضة لوقوع نزاعات فيها، فضلاً عن أنها بلدان غير مستقرة، مثل نيبال وبورما -اللذين يعتبران مهمين بالنسبة للموارد الطبيعية. وإذا ما حدث شيء ما خطأ في هذه البلدان -وإذا تفجرت النظم السياسية فيها- فإنكم تستطيعون أن تشهدوا اندلاع حروب بالنيابة في آسيا. وستتفاقم تبعاً لذلك بذور زعزعة الثقة بين الهند والصين، وكذلك سيكون حال المصالح الأمنية في عدد من الميادين. وهذا سيناريو مهم لأن المخططين الاستراتيجيين في كل من بكين ودلهي ينظرون إليه ويضعونه بعين الاعتبار.
&bascii117ll; ما هو الدور الذي تستطيع الولايات المتحدة أن تلعبه في هذا السياق؟
-نظراً لأن الولايات المتحدة أعطت الألوية لإضفاء الاستقرار على أفغانستان، مؤثرة ذلك على ما سواه في آسيا، فإنها فقدت الكثير من الصدقية في كل من دلهي وبكين على حد سواء. ومع أنها تعول كثيراً على الصين، إلا أنها كانت قد أجرت تدريبات أمنية (في ظل إدارة بوش) لمحاولة العمل سوية مع البلدان الديمقراطية مثل اليابان والهند وأستراليا على حساب استبعاد الصين. وقد غذى ذلك الشعور برهاب الاحتجاز السياسي التقليدي لدى العديدين في الصين -وهو إحساس يفضي في نهاية المطاف إلى أن تكون آسيا بيئة معادية جداً لتطورها وارتقائها الجيو-سياسي.
وفي الوقت ذاته، لن تسمح الهند لنفسها بأن تغرق في المدار الأميركي. ومن المهم بالنسبة للهند أن تتمتع باستقلالها الاستراتيجي. فهي تحتفظ بعلاقات قديمة جداً وتاريخية مع روسيا القريبة جداً بدورها من الصين. وعليه، فإن الأمر يبدو معقداً أكثر قليلاً. ولا أعتقد بأن الأميركيين قد فكروا مليا، على المستوى الاستراتيجي، في كل ذلك.
&bascii117ll; كم من المشاكل بين الهند والصين ينبع من ظروف الجغرافيا -لأنهما يوجدان إلى جانب بعضهما بعضا في جزء متفجر من العالم؟
-لعل مأساة البلدان القارية تكمن في أن لديها مجالات متحولة من النفوذ، ما يفضي بالتالي إلى خلق احتكاكات فيما بينها. وما يزال القرب الجغرافي واحداً من العوامل الرئيسية التي تتسبب، على الدوام، في اندلاع نزاعات بين القوى الكبرى في المساحة الواسعة من الأراضي اليورو-آسيوية. ولا يستطيع أي من البلدين التخفي من البلد الآخر، ذلك أن أي نوع من الزيادة التي تطرأ على نفوذ بلد في دولة حدودية، سرعان ما يتم الإحساس به تلقائيا من جانب البلد الآخر، ويجري تفسيره على أنه خسارة في النفوذ الخاص. ويخلق هذا بالتالي اللعبة التي تسمى 'لعبة المنطقة صفر'، والتي ستكون مهمة على نحو هائل، كما ستكون عنصر تعريف في هذه العلاقة وإمكانية التقدم بها إلى الأمام.
 

- صحيفة 'نيويورك تايمز'
لاهواجس لإيران من التدخل في العراق

قد لا تكون إيران أفضل من يستشار ويستأنس برأيه حول كيفية تشكيل حكومة ديمقراطية, غير أن ذلك هو بالضبط ما لجأت إليه الطبقة السياسية العراقية فور انتهاء الانتخابات البرلمانية التي أجريت بالعراق الشهر الماضي, مهملة بذلك واشنطن وسفارتها ببغداد,  
واستهلت الصحيفة تقريرها بالتاكيد على أن الانفتاح الإيراني على الطبقة السياسية العراقية قابله تحفظ أميركي, مشيرة إلى أن واشنطن لم تحاول حتى التدخل لصالح رئيس الوزراء العراقي السابق المعروف بعلمانيته إياد علاوي رغم كون قائمته 'العراقية' فازت بأكبر عدد من مقاعده البرلمان.
وتعليقا على ذلك التحفظ, نسبت الصحيفة لعلاوي قوله متهكما 'ربما لا يحبون وجهي, لا أدري!' قبل أن يضيف بنوع من الجدية قائلا 'أعتقد أنهم لا يريدون أن يرتبط اسمهم بأية زيارة كي لا يتهموا بالانحياز لأحد الأطراف دون الأطراف الأخرى'.
غير أن مثل هذه الهواجس لم تنتب الإيرانيين, بل حثوا علنا الأحزاب الدينية الشيعية على دفن خلافاتها لضمان حصولها على الأغلبية الضرورية لضمان التمسك برئاسة الوزراء في الحكومة العراقية المقبلة.
وعبرت الصحيفة عن اعتقادها بأن هذا الانفتاح الإيراني وما يصاحبه من تحفظ أميركي هو في واقع أمره مقياس لمدى التغير الحاصل في الديناميكية السياسية بالعراق.
وأوردت بعض مظاهر تغير تلك الديناميكية، فأشارت أولا إلى الزيارة التي قام بها كل من الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبه من التحالف الوطني العراقي ذي الأغلبية الشيعية عادل عبد المهدي إلى طهران يوم السبت الماضي بحجة حضور احتفالات رأس السنة الفارسية التي بدأت في الواقع قبل أسابيع.
وأبرزت تزامن ذلك مع زيارة مماثلة لبعثة من تحالف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته  نوري المالكي.
وتبقى قائمة 'العراقية' الوحيدة التي لم ترسل مبعوثين عنها إلى طهران, بل إن الصحيفة نقلت عن علاوي قوله إنه 'لا يرى مصلحة لا للعراق ولا لإيران في توجه الساسة العراقيين إلى طهران لمناقشة تشكيل حكومتهم', ورغم ذلك فإن مسؤولا بهذه القائمة التقى السفير الإيراني ببغداد, حسب الصحيفة.
وينفي انتفاض قنبر, وهو أحد كبار مساعدي السياسي الشيعي أحمد الجلبي والمتحدث باسم التحالف العراقي الوطني، أن يكون الهدف من زيارة طهران هو تشكيل الحكومة العراقية, مصرا على أن ذلك إنما تم' للاحتفال بالسنة الفارسية الجديدة'.
ويضيف قنبر بأن النفوذ بين العراق وإيران متبادل, 'فلإيران نفوذ داخل العراق, كما أن للعراق نفوذا داخل إيران, إذ أن المرجعية الشيعية العليا مثلا في العراق, وبالذات في النجف'.
غير أن السيدة رحيم وهي من القائمة 'العراقية' تعبر عن امتعاضها من ازدواجية المعايير لدى مؤيدي إيران بالعراق, فهم 'يتهمون العرب بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق كلما زار علاوي بلدا عربيا ولا يعلقون عندما يتهافت نصف سياسييهم على زيارة طهران'.
ولا يبدو حسب ما نقلته الصحيفة عن قنبر أن بذلك بأسا، إذ أن 'الحدود العراقية الإيرانية هي امتداد مستمر للتاريخ والحضارة بينما حدود العراق مع الدول العربية صحراء'. 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد