صحافة دولية » -- مقالات مترجمة من صحف ومواقع أجنبية-

- موقع 'ذا أميركان كونسيرفاتيف'
 حقيقة منظمة 'آيباك' / فيليب ويس

يود المرء أن يعتقد بأن منظمة (آيباك) لن تتعافى أبداً من ربيع قاس كشف وعرى حقيقة مصالحها أمام الجمهور الأميركي. حتى إن داعمي الدولة اليهودية انتقدوا لجنة العلاقات العامة الأميركية- الإسرائيلية (آيباك)؛ بسبب اصطفافها الكامل إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في معركته مع باراك أوباما حول المستوطنات، ولأن اللوبي بدا في مؤتمره السنوي الأخير متداعياً وعلى الجانب الدفاعي.
نعم، كانت هناك تلك الكوكبة المعتادة من الساسة ضعاف الإرادة الذين يعترفون بحبهم لإسرائيل، ناهيك عن أعضاء مجلس إدارة (آيباك) وهم يفسرون كيفية استثمارهم 'للعلاقات' بين الأقوياء. ونعم، كان هناك 'تشاك شومر' الذي أطلق عواءه الرهيب: 'ليعش الشعب اليهودي!' بينما كان يتعهد بأن يكون الوصي على إسرائيل. لكن تحولاً كبيراً في السياسة والرأي الأميركيين ترك المؤسسات الرائدة للوبي مكشوفة -والأسوأ من ذلك: موضع سخرية.
كانت منظمة (آيباك) تبتلع المياه مسبقاً قبل أن يبدأ مؤتمرها الخاص بالشخصيات المهمة في أواخر شهر آذار (مارس) الماضي. وقد تساءل مؤيدون مهمون لإسرائيل في وسائل الإعلام، بمن فيهم جيفري غولد بيرغ من 'الأطلنتك'، وديفيد ريمنيك من 'ذا نيويوركر'، عما إذا كان للدعم الانعكاسي لسياسات إسرائيل اليمينية قد خدم المصالح الأميركية، مرددين أصداء وجهة نظر الجنرال ديفيد بترايوس القائلة بأن المشلكة الفلسطينية هي مشكلتنا في المعركة من أجل كسب العقول والقلوب في الشرق الأوسط.
لقد صممت منظمة (آيباك) مؤتمرها من أجل إلحاق الهزيمة بهذا الفهم في واشنطن. ومع ذلك، تسللت إلى الداخل وأصابت المؤمنين بالذعر. وقدم آلان ديرشوفيتز، والمدير التنفيذي هوارد كوهر، خطابات حماسية سعت إلى ثقب عجلة الأقوال السائدة الجديدة وتعطيلها. وقال ديرشوفيتز إن من 'التعصب' الإشارة إلى أن إسرائيل تلحق الضرر بالولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقال: إن العرب يكرهوننا لأنهم يكرهون الحرية. وبدقته المعتادة، قال متفاخراً 'إن إنجازات إسرائيل التكنولوجية العالية تتجاوز تلك الموجودة في كامل أوروبا ومعظم آسيا'. ثم أعاد كوهر بدوره ذلك منجزات إسرائيل التقنية، قبل أن يقول إن من 'الخادع، والغادر' و'الخطر' أن يتحدث أي شخص بالحجة 'الاختزالية' القائلة بأن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تعتمد على حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين'.
ولكن، وبعد بضع دقائق تالية، قالت هيلاري كلينتون إن قادة الدول التي تذهب إليها في أي مكان من العالم، يطرحون القضية الفلسطينية-الإسرائيلية بوصفها تقع ضمن أعلى ثلاث مشاكل تؤثر عليهم. ويبدو هذا وأنه كثير على التحدث عن 'الاختزالية'. وقالت بحزم إن على إسرائيل وقف المستوطنات واحترام 'التطلعات' الفلسطينية إلى القدس. وكذلك التطلعات المسيحية، إن أردتم.
المفكر جون ميرشيمر، الذي وضع اللوبي على الخريطة مع صدور ورقة البحث الشهيرة قبل أربع سنوات، والتي تقول إن الجميع أصبحوا يرون الآن حجم التفارق بين المصالح الأميركية والإسرائيلية، كتب رسالة إلكترونية تقول: 'بينما كنت أستمع إلى الكلمات التي ألقيت في مؤتمر (آيباك)، وخصوصاً كلمة آلان ديشوفيتز، تولد لدي إحساس بأن المتشددين في اللوبي يصبحون يائسين، لأنهم يدركون أن المزيد والمزيد من الأميركيين قد أصبحوا يفهمون أن إسرائيل تشكل عقبة استراتيجة بالنسبة للولايات المتحدة. وهناك أيضاً ذلك الأمر غير القليل، وهو أن إسرائيل تقوم بتحويل نفسها إلى دولة فصل عنصري، وثمة المزيد والمزيد من الناس الذين يرون ذلك الآن أيضاً'.
إن عجز (آيباك) العقائدي عن امتداح جهود أوباما من أجل تحقيق تقرير المصير للفلسطينيين قد جلب عليها السخرية إلى حد الضحك العريض في اليوم التالي من المؤتمر، عندما أطلقت جماعة 'كود بينك' المناوئة للحرب تصريحاً صحافياً مخادعاً وساخراً يقول إن (آيباك) دعت إلى تجميد فوري للمستوطنات. وقد عمدت العديد من منظمات الأخبار، بما في ذلك(سي-سبان) إلى وضع 'الخبر' فوراً على شاشات مواقعها، بسبب ما بدا بشكل أكيد وأنه خطوة سياسية ذكية تتخذها منظمة تسعى إلى التأثير في واشنطن أوباما. وبعد بضع دقائق، تم الاعتراف ...بالنكتة...، مما كشف عن رغبة (آيباك) في أن تكون لعبة في يد حكومة أجنبية ونائباً عنها، وهو فعل وصل ذروته في تلك الليلة عندما كرر نتنياهو نفسه نقطة الحديث التي كان اثنان من مديري (آيباك) التنفيذيين قد صرحا بها من على المنبر قبله: 'إن القدس ليست مستوطنة'.
كانت نقطة الحديث الأخرى التي دفعت بها (آيباك) هي الانتقاد القائل بأنه ما كان على أوباما أبداً أن يتشاجر مع إسرائيل علناً؛ لأن عدم التوافق المفتوح يمنح ذخيرة لأعدائنا، الذين يحاولون إضعاف الدولة اليهودية. وقد فسر لي روزنبيرغ، الرئيس المقبل لمنظمة (آيباك)، والذي كان -ويا لها من صدفة- عضواً سابقاً في لجنة أوباما المالية، شرح بالقول: 'ينبغي على الحلفاء أن يعالجوا أمر خلافاتهم سراً'.
إن هذا ليس شيئاً ستجدونه في 'الأوراق الفيدرالية'، والتي تقول إن السياسة ينبغي أن تتشكل من خلال حوار مفتوح وجريء. وفي حقيقة الأمر، فإن الاقتراح المتكرر بأن هناك حكومة أجنبية اعتادت على فرض نفوذها وراء الأبواب المغلقة -ناهيكم عن الظهور المتكرر للجنود الإسرائيليين في الزي العسكري على المنصة، عندما كان هناك بالكاد أي زي عسكري أميركي في المكان- لم يفعل إلا أن يضيف إلى غاز الميثان الذي كان في جو المؤتمر.
يقول ستيفن بي كوهين، مؤلف الكتاب الصادر مؤخراً بعنوان 'فيما وراء القبضة الأميركية: قرن من الدبلوماسية الأميركية الفاشلة في الشرق الأوسط'، يقول كوهين: 'يمكن لهذه أن تكون لحظة للاستيقاظ والحكمة'.إن الصمت الطويل إزاء المستوطنات الإسرائيلية الذي كان سياسة القيادة الأميركية اليهودية لم يعد قابلاً للإدامة تماماً. ولعل من الإخفاق في الشجاعة من جانب قيادتنا أننا لم ندرك ولم نعترف بمسؤوليتنا عن كوننا داعماً أساسياً لسياسة أميركية خارجية كانت تدافع عنها الرئاسات الجمهورية والديمقراطية الآن، والتي تعود أيضاً إلى حقبة جورج بوش الأب... إن إسرائيل تضع نفسها تحت الخطر، وتضع الولايات المتحدة تحته كذلك.
ولا يعني هذا القول بأن اللوبي الإسرائيلي لن يكسب القضية التي يهتم بها أكثر ما يكون: العمل السعيد المتمثل في فرض عقوبات 'شالّة' على إيران، متبوعة من دون شك بعمل عسكري أميركي. فهناك العشرات من رجال الكونغرس الذين كانوا جاهزين للتأكيد على ذلك الموقف في رسالة مفتوحة للرئيس، كما كان حال السيناتورات سشومر، ليندسي غراهام، وحتى إيفان بايه وحاكم مينيسوتا تيم باولنتي. وقد أثار المتحدثون بشكل متكرر مقتل اليهود في 'الهولوكوست' قبل أن يصفوا خطط إيران النووية، وتهديد 'وجودي' يتوجه إلى إسرائيل والشعب اليهودي -مع عدم إغفال حقيقة أن وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك، الذي كان جالساً على الطاولة الأمامية، كان قد قال بالتحديد إن وجود قنبلة إيرانية لا يشكل تهديداً وجودياً على إسرائيل.
لكن رأس المال السياسي الذي يحتاج إليه اللوبي من أجل معركة إيران تم تدميره بكل وضوح من خلال المشهد العلني والعام، الذي عمل اللوبي على منع حدوثه طوال 50 عاماً: إنه ضوء النهار الذي يظهر طبيعة العلاقة بين الحكومة الأميركية والحكومة الإسرائيلية. ولا شك في أن الإدراك المتنامي لحقيقة أن مصالح الدولتين تفترق، وأن (آيباك) سوف تظل متمسكة بإسرائيل، قد ألحق الضرر حقاً بزعم اللوبي المستمر بأنه منظمة أميركية. إن الصلة الخاصة بين الدولتين غير قابلة للفصم وستبقى إلى الأبد، كما أصر القادة، لكن رواد المؤتمر لم يكونوا سعيدين ومخلصين من القلب.
تقول ميديا بنيامين، قائدة منظمة 'كود بينك': 'إن المزاج السائد هو مزاج الخوف بسبب الصدع القائم مع الإدارة. ويشعر الناس هنا بأنهم يصبحون أقل تقديراً لدى الحكومة الأميركية. ويبدو هذا الوقت مرعباً بالنسبة لهم. إنهم يشعرون بأن حلفاء إسرائيل يتقلصون، وبأن الصحافة أصبحت مؤيدة للفلسطينيين، وبأن لا أحد يفهم إسرائيل، وبأن هذه الإدارة داعمة للفلسطينيين. وهم يقولون لأنفسهم: إن علينا أن نحمي أنفسنا، وبناء المستوطنات هو جزء مما يبقي على إسرائيل حية'.
كان الشعور بالإحباط واضحاً. وكان شعار المؤتمر 'إسرائيل، قولوا القصة'، مجرد جهد لوقف النزيف. حتى إن هوارد كوهر حذر من أن ناشطي اللوبي إنما يجعلون من هذه الرسالة واحدة داخلية. وقال: '(يجب) على المجتمع المؤيد لإسرائيل أن يتغلب على الإساءة من خلال المطالبة بمعاملة عادلة لإسرائيل. وأول شيء يجب أن نفعله هو أن نتحرر نحن من شكوكنا الخاصة'.
ولكن، من الذي يستطيع أن يبقي على هذه العصابات على العيون؟ يقول مسح أطلقه معهد عربي أميركي في اليوم الذي تحدث فيه نتنياهو، إن نسبة 42 % فقط من الأميركيين الديمقراطيين كانوا يحملون وجهة نظر تفضيلية لإسرائيل. وقد حذر المساعد الإسرائيلي السابق تال بيكر المؤتمر من أنه من دون بعض الأعطيات والتنازلات لأوباما، فإنه يرجح أن يفقد اللوبي تأثيره على السياسة. ومن جهتها، دعت هيلاري كلينتون المؤتمر إلى فهم أن 'الحالة الراهنة لا يمكن أن تدوم'. لقد أصبحت العلاقة الخاصة محرجة على حين غرة. وكما يقول كوهن، فإن الولاء الأميركي الأعمى للسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين يجعلنا نبدو وكأننا 'نمر من ورق' في أعين الصين.  


صحيفة 'الإندبندنت'
أسرار القدرات النووية الإسرائيلية

تساءلت صحيفة 'الإندبندنت'، الإثنين، بشأن الغموض الذي يكتنف أسرار القدرات النووية الإسرائيلية، وقالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصمم على شد انتباه العالم إلى مخاطر البرنامج النووي الإيراني، متناسيا ترتيب بيته.
وقالت 'الإندبندنت' في افتتاحيتها إن نتنياهو لا بد من أن لديه أسبابا قوية تمنعه من حضور القمة الدولية التي ستعقد في الولايات المتحدة الأسبوع القادم بشأن منع انتشار الأسلحة النووية.
وربما من أسباب عزوف رئيس الوزراء الإسرائيلي عن حضور القمة المرتقبة في واشنطن هو رغبته في تجنب الالتقاء مرة ثانية مع الرئيس الأميركي بارك أوباما، في ظل الأزمة الأخيرة بين البلدين بسبب استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات في القدس الشرقية وفي الأراضي الفلسطينية، وتداعيات ذلك على استئناف مباحثات السلام في الشرق الأوسط، وليس الخشية من امتلاك إيران القنبلة النووية.
والأدهى والأمر وراء عدم رغبة نتنياهو في الذهاب إلى واشنطن هو خشيته من أن تدور عليه الدوائر في القمة التي تحضرها أكثر من 47 دولة، والتي قد لا ترحب ببقاء الغموض يكتنف الترسانة النووية الإسرائيلية نفسها.
وأضافت 'الإندبندنت' أن كلا من تركيا ومصر خططتا لإثارة قضية رفض إسرائيل التوقيع على اتفاقية 1970 بشأن حظر انتشار الأسلحة النووية، مما يجعلها تتجنب عمليات التفتيش الدولي على منشآتها النووية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يعتقد أن إسرائيل تمتلك ما بين 80 و200 رأسا حربيا نوويا، مضيفة أن الغموض يكتنف أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي بشكل عام.
وتقود كل من تركيا ومصر حملة لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، في ظل الخشية من وقوعها في أيدي الجماعات 'الإرهابية'.
وتعتبر الصحيفة أن كل العرب يعتقدون أن الغرب بينما هو مغمض عينيه عن الوضع النووي الإسرائيلي غير المعلن، يلح ويضغط على الآخرين في المنطقة لتجنب تطوير أي تقنية نووية، وأن تلك المفارقة والازدواجية في المعايير الغربية هي التي تشجع إيران على تبرير امتلالكها لبرنامج نووي طموح.  
وختمت الصحيفة بالقول إنه لا يمكن للقمة أن تناقش مسألة البرنامج النووي الإيراني دون الحديث عما تمتلكه إسرائيل من قدرات نووية.


- صحيفة 'الإيكونومست'
سوريا تشعر بارتياح متزايد من وضعها الإقليمي

ذكرت صحيفة 'الإكونومست'، الإثنين، أن سوريا تشعر بارتياح متزايد من وضعها الإقليمي، وباتت تحظى بالتودد من جانب كافة الأطراف التي لها مصلحة في الشرق الأوسط، إلى جانب انتعاشها الاقتصادي الذي اجتذب المستثمرين الدوليين.
وتساءلت الصحيفة عن الكيفية التي مكنت سوريا من خلق مثل هذا الوضع المريح؟ وأجابت قائلة: إن وصول الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى دمشق في نهاية مارس/آذار الماضي يعد دليلا على النجاح السياسي والدبلوماسي الذي حققته سوريا خلال السنوات القليلة الماضية.  
وذكًرت الصحيفة بمواقف جنبلاط التي تراوحت بين الولاء والانتقاد الحاد لسوريا, وبأنه كان يعتبر مهندس إعادة البناء في حقبة ما بعد الحرب في لبنان, وأطلق العنان لهجومه الجامح على سوريا والرئيس بشار الأسد في فبراير/شباط عام 2005 بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.
وقالت إنه وإثر فشل دعوته في العام 2008 لتجريد حزب الله من بعض قوته نكص عن موقفه المخاصم لسوريا لدرجة أنه تغيب عن مراسم إحياء ذكرى اغتيال والده واستغل منبر تلفزيون قناة الجزيرة من أجل الاعتذار عن بعض ملاحظاته السابقة ضد الرئيس السوري, الذي وافق أخيرا على استقباله.  
واعتبرت الصحيفة زيارة جنبلاط ومن قبله رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى سوريا تخليا عن الدعوة من قبل  أطراف تجمع 14 آذار لاستقلال لبنان عن سوريا بضمانة غربية حيث ترى سوريا أنها نبعت من سياسة إدارة بوش مدعومة من قبل فرنسا من أجل فرض رؤيتهم على المنطقة دون التفكير في عواقب تلك السياسة.
وقالت إن الخلاف العلني بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وإسرائيل شكلت فرصة سانحة أمام الرئيس السوري لمطالبة الإدارة الأميركية بممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل من أجل تقديم التنازلات الضرورية للتوصل إلى تسوية دائمة للنزاع العربي الإسرائيلي.
ورأت أن العروض العربية السابقة للتسوية مع إسرائيل لم تحقق نتائج ملموسة, لكن الأسد يدرك أن أوباما يتعرض لضغوط من اللوبي الموالي لإسرائيل في الكونغرس علاوة على وعيه بهشاشة الوضع العسكري والاقتصادي السوري مما يدفعه لدعم المقاومة بكل الوسائل.
وعن العلاقات بين دمشق وبغداد قالت إن هناك تضاربا في المواقف السورية من العراق -الذي يعد أكبر سوق للصادرات السورية- وفقا لتقرير مكتب الإحصاء المركزي السوري.
وذكرت أن لسوريا مصلحة في استقرار وازدهار العراق, لكنها تتعرض رغم ذلك لاتهامات من قبل الولايات المتحدة ورئيس وزراء العراق نوري المالكي بدعم أنشطة القاعدة والبعثيين المقيمين على أراضيها.  
وقالت يبدو أن تشكيل حكومة عراقية برئاسة إياد علاوي من شأنه أن يخدم المصالح السورية ويعزز من الاستقرار في المناطق ذات الأغلبية السنية المحاذية لحدودها الطويلة مع العراق مما سيسهل عودة اللاجئين العراقيين إلى بلادهم.
واعتبرت أن حكومة كهذه ستلقى الترحاب من قبل السعودية مما سيؤدي إلى تزايد استثمار البنوك والشركات السعودية داخل السوق العراقي, رغم أن حكومة كهذه لن تنال رضا إيران, إلا أن الأسد سينتهز الفرصة من أجل لعب دور للتوصل إلى تسوية.
وأشارت إلى أن علاوي لن يكون بمقدوره تشكيل حكومة عراقية بدون دعم من إحدى المجموعات المدعومة من إيران, وإلى أن جولة المشاورات الأولى من أجل تشكيل الحكومة العراقية أجريت في طهران بخلاف رغبة علاوي, بينما ينتظر أن تجرى الجولة الثانية في دمشق.  


- صحيفة 'يديعوت أحرونوت'
يوجد مكان يمكن فيه القتال ضد المخابرات: إسرائيل / ناحوم برنياع

إذن ماذا يوجد لدينا هنا، في السطر الاخير؟ توجد مجندة، قررت الاحتفال بنهاية خدمتها في الجيش الاسرائيلي بسرقة نحو الفي وثيقة سرية وسرية للغاية من حاسوب المكتب؛ لدينا صحافي حصل على هذه الوثائق، استخدم بعضها صحافيا، والاخرى يرفض اعادتها؛ لدينا جهاز عسكري يستخف بحراسة ذاته؛ لدينا مخابرات تتلوى بين محاولة هادئة لتغطية القفا وبين فضيحة عالمية، ولدينا نيابة عامة تعرف كيف تخلق عناوين رئيسية ولكنها لا تعرف كيف تخلق عدالة.
لو أن كل ما فعلته عنات كام واوري بلاو يختصر بتقرير بلاو الذي نشر في ملحق ' هآرتس' قبل سنة ونصف السنة، لكانا يستحقان وسام بطولة. فقد اضاء التقرير بشكل موثق ومصداق كيف خرق الجيش الاسرائيلي تعليمات محكمة العدل العليا في أعمال القاء القبض على مطلوبين في يهودا والسامرة. عندما تخرق جهة حكومية القانون او الامر الصادر عن المحكمة، يوجد مبرر جماهيري واخلاقي للكشف عن هذا التجاوز، حتى لو كان الكشف ينطوي على تجاوز للقانون.
الحالة الاكثر شهرة، والاكثر تقديرا، لتسريب وثائق سرية لاعتبارات ايديولوجية هي قضية وثائق البنتاغون. روبرت مكنمارا، الذي كان وزير الدفاع الامريكي في السنوات الاولى لحرب فيتنام، طلب بحثا سريا للغاية في سياسة بلاده في فيتنام في اعوام 1945 1967. دانييل السبرغ، احد واضعي البحث، سلم الوثائق لـ 'نيويورك تايمز'، وهذه نشرت بعضها بعد ترددات في 1971.
ادارة نكسون ردت على النشر بشدة: شرعت في اجراءات قانونية، وجرى التشهير بالسبرغ ومطاردته. وكانت النتيجة هبوطاً كبيراً في التأييد للحرب في اوساط الجمهور الامريكي وانتصاراً تاريخياً للكفاح من أجل حق الجمهور في المعرفة. وعندما سئل السبرغ عن دوافعه قال: 'اردت ان اوقف حربا مغلوطة'. وقد اعتبر بطلا. غير أن عنات كام واوري بلاو ليسا السبرغ. وحتى محاموهما لا يدعون بانهما السبرغ. محامي كامي، افيغدور فيلدمان، تحدث معي امس. وهو يشرح افعال كام اساسا بتعابير الثغرة التي تدعو الحرامي: الحاسوب كان مفتوحا ومكشوفا للجميع، ولم يكن يهم اللواء شيء، إذن لماذا لا؟ فيلدمان يشبه الواقع في مكتب اللواء قائد المنطقة بمكان تستخدم فيه الوثائق السرية لكتاب المسودات. وهو يقول: 'الشكل الذي تحتفظ فيه بالوثيقة يدل على موقفك منها'.
أم عنات كام تعلل الفعلة بشقاوة شباب. عنات ابنة الـ 23 تختلف عن عنات ابنة الـ 20 كما تعد.
ميبي موزار، محامي 'هآرتس'، صحيفة اوري بلاو (ومحامي 'يديعوت احرونوت'. كي نمنع تضارب مصالح امتنعت عن الحديث معه. وانا اتناول ما قاله في مقابلة مع برنامج 'عوفدا' التلفزيوني) وهو يقول ان بلاو هو صحافي مسؤول أمن الدولة في رأس اهتمامه. الوثائق التي تمس بالامن اعادها. الاخرى لن يعيدها الى ان يتوصل الى اتفاق مع المخابرات.
الجهة الوحيدة التي تعزو دوافع ايديولوجية للاثنين هي النيابة العامة للدولة. وهذا هراء يرمي الى تبرير الغباء الذي ارتكبته النيابة العامة في فرض حصانة جارفة على القضية غباء شدد هذه القصة وضخمها الى حجوم عالمية.
المحامون يريدون انهاء هذه القضية بأقل ضرر لزبائنهم. هذا عملهم. فيلدمان يسعى الى صفقة قضائية تبعد كام عن العقوبات الخطيرة المحددة في القانون للتجسس الخطير وللخيانة. عنات كام ليست ماتا هري، يقول، وهناك حق في قوله. افترض أن صفقة ستعقد في النهاية. كام ستعاقب كي تكون عبرة لمن يعتبر، ولكن العقاب سيكون متوازنا.
اما بالنسبة لبلاو، فرفضه العودة الى البلاد يضر اساسا بصحيفته. من الصعب ان نلصق بهذا الرفض دوافع مهنية مثل حماية المصدر والاصرار على حق الصحافي في الاحتفاظ بوثائق لديه مصلحة في نشرها. عنات كام اعترفت بانها المصدر. ولو كان ممكنا نشر الوثائق لكان بلاو نشرها منذ زمن بعيد. موزار يتهم المخابرات بانها تدير حملة انتقام ضد بلاو. ربما. انا اعرف فقط مكانا واحدا يمكن فيه القتال ضد المخابرات: اسرائيل.
الصحافة في كل العالم الديمقراطي، بما في ذلك في اسرائيل، تعتمد بقدر كبير على التسريبات. بعض من هذه التسريبات ينطوي على انتهاك للقانون او للتعهد تجاه رب العمل او قواعد اللعب الدارجة في اطر مثل وحدة عسكرية، وزارة، او مصنع. احيانا التسريب هو شعاع الفانوس الذي يبدد الظلام: فهو يكشف القصورات، يدفع نحو الشفافية ويمنع الانتهاكات للقانون والتعسف.
ولكن ابتداء من نقطة معينة كمية او نوعية سرقة كهذه لمادة سرية كفت عن ان تكون صحافية، كفت عن أن تكون فعلا لمجندة عطشى للهالة، كفت عن ان تكون احتجاجا لاعتبارات ايديولوجية واصبحت شيئا آخر تماما تسيباً لا يمكن لصحيفة جدية أن تقف خلفه.
يخيل أن هذه القضية لن تدخل الى قصص التجسس. ليس فيها جواسيس. ويمكن المخاطرة والقول ان مكانها في تاريخ الصحافة لن يكون مركزيا. فليس فيها الكثير من الصحافة. دروسها تعود اساسا الى مجال أمن المعلومات (من المشوق أن نعرف اذا كان احد ما من ضباط قيادة المنطقة الوسطى قدم للمحاكمة على القصورات في حماية المعلومات، نحي او ارسل الى السجن).
وعليه يحسن الجميع اذا ما نزلوا عن الاشجار التي تسلقوها، ووقعوا على صفقات وجعلوا نهاية لهذه القصة ان لم يكن بدافع العقل، فبدافع الخجل.  


- صحيفة 'لوموند'
حليفنا في كابول

في أفغانستان يواجه الغربيون مسلحي طالبان. لكنهم يواجهون أيضاً مشكلة اسمها حامد كرزاي. فالرئيس الأفغاني حامد كرزاي، الذي يتلقى الدعم والمساندة، اقتصادياً وعسكرياً، من قبل الأميركيين والأوروبيين، ما انفك يوبخ ويؤنب حلفاءه. لقد ظل حتى هذه الآونة يمارس توبيخه وتأنيبه في دوائره الخاصة فقط. لكنه في الأيام الأخيرة، ولمرات عديدة، وجه للأميركيين والأوروبيين، في العلن، انتقادات لا يمكن تبريرها بأي حال.
لقد صرح أمام البرلمان، يوم أول نيسان (إبريل) الحالي، بأن منظمة الأمم المتحدة و'الأجانب' يتآمرون من أجل إضعاف حكومته. وقد أزعج هذا التصريح وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية، هيلاري كلينتون، التي عبرت له في اليوم التالي عن غضبها أثناء مكالمة هاتفية. لكن من غير طائل، لأن الرئيس الأفغاني ما لبث أن جدد هجومه على الغرب في الأيام التالية. بل وقد ذهب أثناء توجيه حديثه إلى المنتخبين، إلى حد الدفاع عن طالبان - الانتفاضة الإسلامية التي يقودها محاربون من طائفة البشتون. وقد برر نشاطهم بتعرضه لـ'التدخل' الغربي، قبل أن يهدد بالتحاقه بصفوف طالبان في حال استمرار هذا 'التدخل'.
هناك تفسيران اثنان تقدمهما كابول في هذا الشأن. أما التفسير الأول، فهو أن السيد كرزاي الذي انتخب انتخابا ناقصا، والذي صارت شرعيته موضوع جدل، يلعب اليوم ورقة قومية أفغانية صارمة، حتى يعيد تلميع صورته المهتزة. فهو يفعل ذلك من خلال التنديد بالتواجد الأجنبي، وبلهجة قوية للغاية، لا سيما وأن الأميركيين يقودون حملة هجومية واسعة النطاق على قوات طالبان. وهو يفعل ذلك أيضاً لأنه لم يتحمل الانتقادات التي وجهها إليه الرئيس باراك أوباما في بداية الشهر أثناء زيارة إلى كابول دامت بضع ساعات، إذ انتقد الرئيس الأميركي الفساد، وعدم فعالية حكومة كرزاي.
أما التفسير الثاني، فهو أكثر إثارة للقلق، لأن السيد كرزاي يصدق حقا ما يقوله. فهو على قناعة تامة بأن الغربيين جاؤوا إلى أفغانستان حتى يبقوا فيها. ولذلك فهو ربما يبحث عن حلفاء بديلين. وفي هذا ما يفسر الزيارة الأخيرة لكابول التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وكذلك الغمزات التي يوجهها كرزاي إلى الصين.
ولكن، وأيا كان التفسير -ولا شك أن سبل حامد كرزاي تظل سبلاً معقدة للغاية- فإنه من الملح أن نذكر الرئيس الأفغاني ببعض الحقائق المهمة. الحقيقة الأولى هي أن الأميركيين والأوروبيين لا يملكون سوى رغبة واحدة، وهي مغادرة أفغانستان في أقرب وقت. لقد ذهبوا إليها في أعقاب هجومات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، لأن طالبان الذين كانوا في السلطة هناك في تلك الأثناء، وكانوا يؤوون ويحمون القاعدة. أما استمرار بقائهم في أفغانستان، فليس له من سبب سوى التأكد من أن طالبان لن يعودوا إلى السلطة بنفس النوايا السابقة، المتمثلة في إيواء كل ما تحمله الكرة الأرضية على ظهرها من متدربين جهاديين. ناهيك عن أن الأميركيين والأوروبيين متواجدون في أفغانستان بموجب اتفاق كامل من قبل كافة القوى الأفغانية المعارضة لطالبان، ابتداء من السيد حامد كرزاي نفسه، وانتهاء بالضوء الأخضر الذي تلقته من منظمة الأمم المتحدة.
وأخيراً، فإن المؤكد أن الغربيين سيغادرون أفغانستان بأسرع ما يمكن، لمجرد حصولهم على دعم حكومة كرزاي في مكافحة الفساد، والغش الانتخابي، والمحسوبية، والفوضى المالية. لكن المؤسف هو أن الوضع الراهن لا يبشر بذلك.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد