- وكالة 'نوفوستي'
ما فتئت إيران تتوعد بإطلاق صواريخ
ما فتئت إيران تتوعد بإطلاق صواريخ بعيدة المدى وما برحت تطلق تهديدات، ولكن من الممكن أن ينتهي الأمر إلى عزلة إيران التامة عن العالم قريبا حيث أبدت الصين للمرة الأولى استعدادها للانضمام إلى مناقشة الملف النووي الإيراني.
ورأى خبراء أن بكين غيرت موقفها بعدما تلقت معلومات جديدة عن طبيعة برنامج أحمدي نجاد النووي. كما أنهم لم يستبعدوا أن تكون الصين أقدمت على تغيير موقفها تجاه إيران بعدما وافقت الولايات المتحدة على استيراد المزيد من السلع الصينية.
وعموما تبدو غالبية البلدان التي حصلت على مواد نووية من الممكن أن تمثل تهديدا للعالم في وقت سابق، مستعدة لبيع هذه المواد 'الشريرة' إلى الولايات المتحدة وروسيا والدول الغربية. وقد أبرمت ليبيا 'صفقة' من هذا النوع ونفذتها خلال عامي 2003 و2004. ومنذ عام 2002، وكوريا الشمالية ما فتئت توقف عمل مفاعلاتها النووية بين الفينة والأخرى للحصول على الغذاء والوقود لسكانها من الخارج.
إلا أن الأمر قد يكون أصعب بكثير بالنسبة لإيران التي تستطيع أن تعتمد على الذات في مجالات كثيرة وخاصة وأن قادة هذا البلد ينظرون إلى البرنامج النووي على أنه علامة شامخة تدعم طموحهم للعب الدور الزعامي في المنطقة وفي العالم الإسلامي كله، وليس سلعة يمكن الاتجار بها.
ولا يرى العالم مفرا من وضع آلة عقابية تقدر على إقناع طهران بتقديم تنازلات مقبولة بدون ضربة عسكرية تؤذي الشعب الإيراني وتعزز هيبة 'قادة مناضلين' مع العلم أن ما من دولة اليوم تستطيع محاربة بلد ذي جيش غفير وثروة بشرية تعدادها 70 مليون نسمة كما جاء في صحيفة 'فيدوموستي' الروسية.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف نوه أخيرا بأن الضرورة قد تقتضي اللجوء إلى استعمال آلة عقابية في التعامل مع إيران التي ترفض إعطاء رد على أسئلة يطرحها المجتمع الدولي لمعرفة طبيعة البرنامج النووي الإيراني.
- موقع 'كاونتر بانش'
أكاذيب نتنياهو / رمزي بارود
بينما كنت أستمع إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو يخاطب جمهوراً متحمساً من المؤيدين في 22 آذار (مارس) الماضي، شعرت بالغثيان والمرض. كان الرجل قد كشف مسبقاً، ومرة تلو الأخرى، عن افتقار كامل للحس الأخلاقي أو الإطار السلوكي القويم في كلماته وأفعاله. وفي أطروحاته الأخيرة، قام مرة أخرى بتحريف التاريخ، وإساءة استغلال الحقائق، وقام بفبركة روايته الانتقائية، القائمة على المصلحة الشخصية، والقابلة للاستنطاق والشك إلى حد هائل. نتنياهو، الكولنيالي القادم من أرض بعيدة جداً، كانت له الجرأة أيضاً ليقنع نفسه وحفنة من الآخرين القليلين بأن له حقوقاً قانونية، وأخلاقية وتاريخية في أرضي. وبينما أنا ابن عائلة فلسطينية تمتد جذورها في فلسطين منذ وقت وراء الذاكرة، فإن نتنياهو هو ابن مهاجر من ليتوانيا. وبينما يقوم هو بشكل حثيث بسرقة المزيد من الأرض في القدس، أعيش أنا في المنفى.
كان نتنياهو يخاطب المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الأميركية- الإسرائيلية (الآيباك)، جماعة الضغط &laqascii117o;القوية" التي تضم تكتلاً كبيراً من سياسيي اليمين الصهيوني وناشطي الضغط، والتي ينظر إليها الكثيرون بوصفها المنبر الأكثر فعالية، وتؤثر، بل وتسيطر إلى حد كبير، على السياسة الخارجية للولايات المتحدة فيما يتعلق بفلسطين، وإسرائيل، وكامل منطقة الشرق الأوسط.
تظل منظمة (آيباك) شديدة الخطورة لجملة من الأسباب. أولاً، إنها ليست جماعة ضغط بالمفهوم التقليدي -بمعنى جماعة من ناشطي الضغط المدفوع لهم جيداً، والذين يحثون رجال الكونغرس الأميركيين بالمكالمات الهاتفية على أمل الدفع بأجندة رُعاتهم (في هذه الحالة، دولة إسرائيل). لقد نما اللوبي الداعم لإسرائيل وتحول إلى جسم سياسي مندمج في داخل كل فروع الحكومة الأميركية، كما في الإعلام، وحقل الأكاديميا وكل مكان آخر. وليس سراً أن زمر المحافظين الجدد من الساسة الذين هندسوا ووجهوا، ويستمرون إلى درجة ما في التأثير على سياسة حرب الولايات المتحدة، هم في واقع الأمر مجرد مكوّن من &laqascii117o;اللوبي" ذاته.
وبينما قد لا تكون المجتمعات اليهودية في الولايات المتحدة متحدة في دعمها للجماعات اليمينية في معظمها واليمينية من جماعات اللوبي الصهيونية، فإن الأحزاب السياسية الرئيسية في الولايات المتحدة، وفروع الحكومة كافة أيضاً تقف كلها في دعم كامل لإسرائيل. ويعتبر مؤتمر (آيباك) السنوي إلزامياً تقريباً بالنسبة لهم. ولعل من المحزن أن كلمة نتنياهو أمام (آيباك)، تكافئ، إن لم تزد في أهميتها بالنسبة لهم عن خطاب حالة الاتحاد الأميركي. وفي أعقاب خطاب أوباما في العام 2010، عبر الكثير من ساسة الولايات المتحدة علناً عن انتقادهم لتناوله العديد من القضايا، لكن القليلين يجرؤون على تحدي نتنياهو حول الكثير من الخبث والكراهية التي نثرها في 22 آذار (مارس).
إن الأميركيين في حاجة لإدراك أن هذا الأمر لم يعد يتعلق فقط بفلسطين وإسرائيل. إنه أصبح يدور الآن حول بلدهم نفسه. وينبغي عليهم أن يطرحوا الأسئلة الصعبة، وأن يرفضوا الاكتفاء بالإجابات العاطفية. كيف يمكن لأميركا أن تكون منقسمة حول هذا العدد الكبير من القضايا، وأن تكون في الوقت ذاته متوحدة بكل هذا المقدار حول &laqascii117o;قضية إسرائيل؟ أين يجد سياسي ضعيف الأداء مثل نتنياهو الشجاعة ليتحدى رئيس البلد ذاته الذي يزود بلده بالكثير جداً من دولارات دافعي الضرائب؟ ونحن نعرف، بطبيعة الحال، أن الكثير من هذا التمويل كان قد استخدم من أجل الاحتلال، والتعذيب وشن الحرب على الفلسطينيين للعديد من السنوات. هذه هي الحقيقة المروعة التي ينبغي على الأميركيين أن يفهموها تماماً وبالكامل: إن جرائم الحرب الإسرائيلية أصبحت ممكنة بسبب الأموال الأميركية، والأسلحة والغطاء السياسي. إن أميركا ليست طرفاً خارجياً في الصراع؛ لأنها دفعت أكثر من حصتها العادلة في إدامة المأساة الفلسطينية المستمرة.
وحتى لو اقتنع المرء أحياناً بالتوجه الأكثر حداثة، والذي كان قويا عادة، الذي اتخذته إدارة أوباما تجاه سياسة الاستيطان الإسرائيلية في القدس الشرقية، فإنه يبقى هناك السؤال عما سيأتي لاحقاً. فعندما ينطق رئيس الولايات المتحدة بما يبدو أنه موقف أميركي ثابت وراسخ، والذي يرفض بناء المزيد من المستوطنات غير القانونية، باعتبار ذلك مقدمة لأي محادثات سياسية ممكنة، ثم يفشل مع ذلك في إضعاف التصميم الإسرائيلي بمقدار شذرة، فإن هناك أسئلة ينبغي أن تطرح. هل ستستخدم الولايات المتحدة هالتها من أجل ليّ الذراع الإسرائيلية حتى تحترم الأخيرة القانون الدولي؟ هل ستقوم على الأقل بإيقاف بعض من بلايين الدولارات من الأموال التي تستمر بالتدفق إلى إسرائيل، خاصة في وقت تمر فيه الولايات المتحدة بأزمة مالية غير مسبوقة، والتي ينتج عنها تنامي معدلات الفقر والتشرد؟
ربما تكون الإجابة في تقرير وكالة الصحافة الأميركية الذي صدر يوم 26 آذار (مارس)، مستشهداً بصحيفة &laqascii117o;هآرتس" الإسرائيلية اليومية:
&laqascii117o;على الرغم من الصدع الأكثر عمقاً، والقائم بين إسرائيل والولايات المتحدة راهناً، يقال إن البنتاغون منحت الضوء الأخضر من أجل تمرير صفقة بمبلغ 250 مليون دولار لبيع طائرة نقل من طراز (سي-130 جيه) لإسرائيل... وتشمل الصفقة... ثلاث طائرات عملاقة من طراز &laqascii117o;هيروكليس الفائقة" المصنعة خصيصاً للوفاء بمتطلبات سلاح الجو الإسرائيلي. ويشير (التقرير) إلى أنه على الرغم من الاعتقاد السائد في أوساط القيادات العسكرية العليا في الولايات المتحدة بأن فشل إسرائيل في التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين، يؤدي إلى إضعاف تأثير الولايات المتحدة وموقفها في العالم المسلم، ويهدد قواتها بالتالي، فإن البنتاغون ما تزال مستعدة لإدامة التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط".
إن توقيت وطبيعة &laqascii117o;الصفقة" يؤشران على ما يلي: أولاً، إذا كانت حكومة الولايات المتحدة مستعدة لأن تدعم بفعالية خلافها المفترض مع إسرائيل، لكانت قد أوقفت هذه الصفقة غير المبررة. ثانياً، باعتبار أن الصفقة قد تمت عبر البنتاغون، وهي المنبر ذاته المستخدم للتعبير عن القلق والدعوة إلى إعادة مراجعة في أقل تقدير لسياسة الولايات المتحدة الخارجية في المنطقة، فإن الصفقة توجه صفعة إلى وجه الجيش الأميركي، في الوقت ذاته الذي تشكل فيه اعتذاراً لإسرائيل. ثالثاً، إذا ما استمر الفشل في إعادة فحص علاقة التجاهل القائمة، فإنه لن يتبقى هناك أي شك بأن سياسة الولايات المتحدة الخارجية تجاه الشرق الأوسط تظل رهينة للأولويات الإسرائيلية وليست الأميركية، وأنها تظل مضللة في هذا الوقت كما كان حالها دائماً.
- مجلة 'الإيكونومست'
حماس تدير غزة بكفاءة
قالت مجلة 'الإيكونومست' إن أهالي غزة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -التي تحكم القطاع- تمكنوا من البقاء ومقاومة الحصار المفروض عليهم منذ أربع سنوات عجاف، وإنهم تمنكوا من إحداث بعض التقدم والازدهار الاقتصادي.
واضافت 'الإيكونومست' أن الأنفاق التي تتلوى أسفل الحدود مع مصر قد تضاعفت وأنها استطاعت تلبية طلب أهالي غزة من المستلزمات المختلفة، بالرغم من أن حافري الأنفاق يشكون من كونها لم تعد تدر لهم الأرباح المناسبة.
وكشف تقرير صدر حديثا عن البرلمان البريطاني عن أنه بينما لا تسمح إسرائيل لأهالي غزة بشكل رسمي سوى باستيراد 73 مادة فإن أكثر من أربعة آلاف مادة مختلفة باتت في القطاع.
وأوضح التقرير أن معظم المواد المتوفرة في غزة هي إما مصنعة في الداخل أو أنها مستوردة بطرق غير شرعية، وأن سعر كيس الإسمنت انخفض إلى عشر سعره الذي كان يبلغ ثمانين دولارا قبل عامين، مما أسهم في بناء وترميم بعض المنازل من أصل أربعة آلاف منزل دمرتها إسرائيل في الحرب على غزة، مضيفا أن شهود عيان يقولون إنهم شاهدوا سيارات دفع رباعي فارهة تسير عبر الأنفاق التي شيدت من حاويات سفن بحرية.
نمو اقتصادي
وأضافت المجلة أنه برغم المعاناة التي يسببها الحصار الإسرائيلي على غزة، فإن محللين اقتصاديين يقولون إن القطاع يشهد نموا يفوق نظيره في الضفة الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية المنافسة، مشيرين إلى أن البنزين الذي يضخ عبر أنابيب تحت الأرض من مصر إلى غزة يكلف ثلث سعره في رام الله.
ونسبت المجلة إلى مراقبين قولهم إن الرعاية الصحية المجانية متوفرة على نطاق أوسع في غزة بالمقارنة مع توفرها في الضفة الغربية، وإن عمليات الاستيراد عبر الأنفاق هي أسرع وأيسر من مرورها عبر الإجراءات الإسرائيلية المعقدة، وإن شبكة الحواجز الإسرائيلية التي تقيد الحركة في الضفة الغربية غير موجودة في القطاع.
إن الغزيين يستفيدون من رخص الأسعار بشكل عام، وإن اقتصاد القطاع يتغذى عبر عدة مضخات نقدية سواء عن طريق حكومة حماس المحلية أو عن طريق الأمم المتحدة التي تشغل أكثر من عشرة آلاف شخص من أهالي المنطقة، مضيفة أن الأنفاق تشكل مضخة نقدية أخرى في الاقتصاد الغزي، وأن أحد بائعي السيارات التي يستوردها عبر الأنفاق يمكنه بيع سيارة واحدة منها من طراز هايونداي بربح يقدر بـ13 ألف دولار.
وأكدت المجلة أن مظاهر الحياة والحركة على سطح الأرض في غزة تبدو أفضل أيضا، حيث تمكنت حماس خلال 14 شهرا بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع من إزالة معظم الأنقاض وآثار الحطام الذي خلفته الحرب، مضيفة أن الجامعة الإسلامية على سبيل المثال التي دمترها آلة الحرب الإسرائيلية عادت شامخة متألقة من جديد، وأن مدينة غزة تكتظ بالمقاهي والمحال التجارية.
وبالرغم من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على البنك الذي تملكة حماس في غزة، فإن النظام المصرفي غير الرسمي عبر الحوالات تمكن من دعم الأوضاع في القطاع.
وأشارت المجلة إلى أن غزة تعاني إزاء العزلة السياسية المفروضة عليها، موضحة أن مصر تشعر بالإحباط إزاء عدم سماح حماس للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بإعادة السيطرة على غزة.
ويخشى الرئيس المصري حسني مبارك من انتقال عدوى النفوذ الإسلامي من غزة عبر الحدود إلى بلاده, ولذا فقد قام بتأزيم العلاقات مع حماس وعمل على منع قادتها من السفر من القطاع أو إليه، بالإضافة إلى قيام الحكومة المصرية ببناء جدار فولاذي تحت الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة في محاولة لسد طريق الأنفاق بين الجانبين، مما قد يسهم في خنق القطاع المحاصر.
- مجلة 'تايم'
قرغيزيا: هل حيّدت موسكو حليفاً لأميركا؟ / سيمون شستر
يلقي الأعضاء المحاصرون من حكومة قرغيزيا ظلالاً من الشكوك على احتمال أن تكون موسكو قد عجلت بقوة اندلاع موجة حوادث العنف التي اجتاحت الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة في آسيا الوسطى. وقد قتل عشرات الأشخاص في الأسبوع الماضي، فيما أصيب المئات بجروح بعد أن فتحت القوات الأمنية نيران أسلحتها على المحتجين الذين تغلبوا بالتالي على قوات الشرطة، ودهموا وسلبوا المباني الحكومية، وأجبروا الرئيس كرمانبك باكاييف على الهرب من البلاد. وفي يوم الأربعاء الماضي، نفى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أي تورط لبلاده في الفوضى التي عمت قرغيزيا، وذلك بعد أن اتهمه نظيره القرغيزي بأنه أعطى الضوء الأخضر لاندلاع الثورة. ولكن، سواء قام الكرملين أم لم يقم بحث المعارضة القرغيزية على دعوة مؤيديها للنزول إلى الشارع، فإن لدى موسكو الكثير لتربحه، ولدى واشنطن الكثير لتخسره نتيجة الجيشان الدموي الذي تبع بداية الأحداث.
كانت قرغيزيا عالقة، للعديد من السنوات، في لعبة شد الحبل بين عدوي حقبة الحرب الباردة، مما جعل البلد غير المفتوح على البحر مركزا لوضع الاستراتيجيات الجيو-سياسية. وفي الغضون، ظل الأميركيون يدفعون باتجاه المحافظة على قاعدتهم العسكرية العزيزة عليهم، والواقعة في شمال قرغيزيا. ومن دون تلك القاعدة، ستتعرض خطوط الإمدادات الأميركية للحرب المجاورة في أفغانستان للإعاقة على نحو كبير. وفي الأثناء، ضغطت موسكو من أجل طرد القوات العسكرية الأميركية إلى خارج ما ترى أنه مجال نفوذها في الأراضي التي كانت تتبع الاتحاد السوفياتي السابق.
وكان الصراع قد بلغ أوجه في شهر شباط (فبراير) من العام الماضي، عندما سلم القرغيزيون القاعدة العسكرية الأميركية إخطاراً بالإخلاء بعد أسابيع وحسب من إقدام روسيا على تقديم قرض بقيمة بليوني دولار لذلك البلد الفقير، بالإضافة إلى منحة بقيمة 150 مليون دولار. ومن جهتها، نفت موسكو أي صلة بين الحدثين، لكن المسؤولين الأميركيين نظروا إليهما بطريقة مختلفة. وتوصلت واشنطن بعد ذلك مباشرة إلى صفقة مع القادة القرغيزيين، والتي قضت بالإبقاء على القاعدة مفتوحة -في مقابل مضاعفة الأجرة السنوية التي تدفعها أميركا بمقدار ثلاثة أضعاف، وبحيث تصل إلى 60 مليون دولار، من بين شروط أخرى.
وفي مقابلة مع مجلة التايم أجريت في 5 آذار (مارس)، قال مسؤول رفيع في إدارة أوباما إن وجود القاعدة الأميركية كان من الضروري جداً للولايات المتحدة. وقال: 'أن تكون لدينا قاعدة (ماناس) في قرغيزيا هو إنجاز كبير'. وأضاف: 'إن روسيا لم ترد لنا أن نحقق هذا. ولذلك دفعوا مبلغ بليوني دولار لإخراجنا منها. لكن أوباما عقد مباحثات صريحة جداً مع (الرئيس الروسي ديميتري) مدفيديف. وقال: 'إذا كنت تعتقد بأن لنا عدواً مشتركاً في أفغانستان، فإن القاعدة ستساعدنا في مقاتلة ذلك العدو المشترك'. ولو أننا خسرناها لكانت تلك صفعة رئيسية. إنها تشكل طريقاً رئيسياً لإيصال جنودنا إلى هناك ولإخراجهم من المنطقة'.
ومنذ ذلك الوقت، تدهورت العلاقات الروسية القرغيزية، وهي عملية توجت بإعلان رئيس الوزراء القرغيزي دانيار يوسينوف يوم الأربعاء الماضي بأن واحداً من قادة المعارضة كان قد اجتمع مع بوتين قبل أن يجري غذ الخطى باتجاه الثورة. وقال يوسينوف أمام مؤتمر صحافي في العاصمة بيشكك، إن زعيم المعارضة تمير سارييف ادعى خلال تحقيق كان قد أجري معه بأنه تلقى تأكيدات من بوتين بخصوص دعم روسيا للمعارضة.
وكان بوتين قد نفى بشدة تلك المزاعم في مؤتمر صحافي عقد في المدينة الروسية سمولنسك يوم الأربعاء، قائلاً إن الحوادث في قرغيزيا قد وقعت عليه وقع المفاجأة. ومع ذلك، أضاف أن الرئيس باكاييف قد ارتكب عدة أخطاء منذ توليه السلطة، فيما يعرف باسم ثورة التوليب قبل خمس سنوات. وقال: 'عندما جاء الرئيس باكاييف إلى السلطة انتقد، على نحو قاس الرئيس المخلوع (عسكر) أكاييف بسبب صلاته العائلية، ولأن أقاربه تولوا مناصب في كافة قطاعات الاقتصاد القرغيزي. ولدي الانطباع بأن السيد باكاييف ما يزال يخطو على الطريق ذاته'، مشيراً بذلك إلى حقيقة أن باكاييف عين أعضاء عائلته، بمن فيهم نجله، في مناصب حكومية عليا. ومن جهتها، نسبت وكالة الأنباء الروسية 'إنترفاكس' إلى مصدر في الكرملين لم تعرفه قوله: إن باكاييف 'لن يكون موضع ترحيب في موسكو'.
وفي المؤتمر الصحافي الذي انعقد في بيشكك، قال رئيس الوزراء القرغيزي أيضاً إنه تحدث يوم الثلاثاء الماضي مع السفير الروسي في قرغيزيا، وحثه على وقف التغطية الإعلامية السلبية لقرغيزيا في الصحافة الروسية. وفي الحقيقة، تم الشعور بالمواقف المتأرجحة في روسيا تجاه القيادة القرغيزية قبل أسابيع، عندما شرعت عدة إذاعات وصحف في روسيا في شن هجمات قوية على حكومة باكاييف. وكان من ذلك ما قالته محطة الإذاعة 'غولوس روسي'، أو صوت روسيا، المملوكة للدولة، من أن الحكومة القرغيزية 'أظهرت أنها غير فعالة'، وذلك في تقرير أذاعته يوم 24 آذار (مارس)، والذي جاء متزامناً فيما يبدو مع الذكرى السنوية الخامسة لثورة التيوليب.
إلى ذلك، يدعي قادة الثورة الجديدة التي بدأت تتكشف راهناً في قرغيزيا الانتصار على الحكومة التي لم تقدم استقالتها رسمياً حتى تاريخ كتابة هذا التقرير. وكان قادة المعارضة قد استولوا على مبان حكومية، بما فيها المقرات الرئيسية للقوات الأمنية ومحطة التلفزة القومية التي استخدموها لدعوة المزيد من المحتجين للنزول إلى الشارع، والمناداة بشعار 'الحرية أو الموت'. واعتباراً من ليلة الأربعاء، أكدت وزارة الصحة القرغيزية سقوط 40 شخصاً، وسط أحداث العنف والصور البشعة للجثث المنتشرة في الشوارع، وضباط الشرطة الذين ضربوا بقسوة، والتي ملأت الأثير الإعلامي الكوني.
- صحيفة 'الغارديان'
مبدأ أوباما: اقتل ولا تعتقل
ترك الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وراءه مشكلة كبيرة تمثلت في سجن غوانتانامو, وجاء الحل من خلفه باراك أوباما أن اقتل ولا تعتقل.
ذاك هو مبدأ الإدارة الأميركية الحالية, وكان عهد الرئيس بوش قد اتخذ من 'الضربة الاستباقية' مبدأ له خلال سنوات حكمه في البيت الأبيض.
وكانت الرغبة الطموحة لإغلاق معتقل غوانتانامو تمثل إيذانا ببزوغ عهد جديد قادم, وهو شعور كان يخامر لجنة نوبل للسلام عندما منحت جائزتها لأوباما.
غير أن ما شهدناه لسوء الطالع لم يكن سوى فجر كاذب,
وقال إن اتجاها جديدا كليا برز مع بداية عهد أوباما اعتبره الكاتب أكثر خطورة من التوجهات التي سادت إبان إدارة بوش.
ولم تلبث أن أضحت عمليات القتل المخالف للقانون والاغتيالات المدبّرة مثار خلاف يتحتم على إدارة أوباما تبريرها.
وعلى الرغم مما عُرف عن دعم بوش لمثل تلك السياسات, فإن الاستخدام المكثف لطائرات بدون طيار تحت إمرة أوباما رفع حصيلة القتلى إلى مستوى لم نشهده من قبل.
على أن قرشي لا يرى في المبررات التي ساقها هارولد كوه –المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية- وأمثاله مسوغا لإضفاء شرعية على تلك العمليات.
فاستخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف أشخاص وقتلهم تتوافق –كما يزعم هارولد كوه- مع كل القوانين السائدة بما في ذلك قوانين الحرب.
إن قوانين الحرب لا تسمح باستهداف المدنين خارج مناطق الصراع ومع ذلك فإننا نرى الآن عمليات قتل تتم خارج نطاق القانون في مناطق مثل اليمن والقرن الأفريقي وباكستان.