- صحيفة 'نيزافيسيمايا غازيتا' الروسية
صاروخ 'سكود' ليس إبرة بل شيء كبير يبلغ ارتفاعه 12 مترا!
سافر الرئيس السوري بشار الأسد على جناح السرعة إلى مصر لمناقشة خطر اندلاع حرب بين سورية وإسرائيل بعدما توعدت إسرائيل بضرب سورية إذا لم تكف عن توريد أسلحة، وبالأخص صواريخ بعيدة المدى من طراز 'سكود'، إلى حزب الله اللبناني.
وذكرت مصادر إعلامية في 13 أبريل أن سورية سلمت حزب الله عددا من صواريخ 'سكود'، وهي الصواريخ التي تستطيع الوصول إلى كل أنحاء إسرائيل. وتعليقا على هذه الأخبار قال روبرت غيبس، المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي، إنها تُقلق الإدارة الأمريكية، وأكد حرص الإدارة الأمريكية على المحافظة على أمن إسرائيل.
ولم يوجه البيت الأبيض اتهامات سافرة إلى دمشق. وقال أحدهم لوكالة رويترز للأنباء إن الولايات المتحدة ليست واثقة من أن سورية سلمت حزب الله صواريخ 'سكود' بالفعل.
وقال مكتب الرئيس السوري إن أخبارا من هذا القبيل مختلقة.
وفند لبنان أيضا الاتهامات الزاعمة أن حزب الله حصل على صواريخ 'سكود'. وناشد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري العالم عدم الإسراع باتخاذ قرارات تستند إلى معلومات غير مؤكدة.
بيد أن مصادر مجهولة الهوية أخبرت وسائل الإعلام في 15 أبريل أن مقاتلي حزب الله استلموا مؤخرا شحنة من صواريخ 'سكود' وصلت عبر سورية، لافتة إلى أنهم استلموا صواريخ قديمة تم سحبها من الخدمة في الجيش اليمني.
و لم يتسن التأكد من صحة المعلومات التي أوردتها هذه المصادر، وأشارت إلى أن صاروخ 'سكود' ليس إبرة بل إنه شيء كبير يبلغ ارتفاعه 12 مترا، ولا يمكن أن يفلت شيء كهذا من مراقبة الأقمار الصناعية الأمريكية وطائرات التجسس الإسرائيلية فيما لو سار على طريق يربط سورية بلبنان.
وذكرت الصحيفة أن مصر أصبحت أول مَن استخدم صواريخ 'سكود' ضد إسرائيل في عام 1973.
- صحيفة 'كوميرسانت' الروسية
البنتاغون لا يرى خطراً إيرانياً
أصبح التقرير الذي أعده جهاز المخابرات العسكرية الأمريكية وأحاله البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) إلى الكونغرس الأمريكي يوم الثلاثاء أول بيان رسمي للقيادة العسكرية الأمريكية يشكك في صحة سياسة الإدارة الأمريكية تجاه إيران، إذ يرى معدو التقرير أن إيران لا تعتزم مهاجمة أحد، وإذا كانت تسعى لصنع السلاح النووي فإنها تسعى للحصول على سلاح للدفاع عن النفس فحسب.
ولم يصدر تعليق من قبل البيت الأبيض، إلا أن مراقبين رأوا هذا التقرير شاهدا على خلافات خطيرة بين العسكريين والسياسيين. وأكد المحلل السياسي الأمريكي مارفين كالب أن البيت الأبيض والبنتاغون لا يستطيعان التوصل إلى اتفاق على كيفية التعامل مع القضية الإيرانية.
وقد أشار رئيس الأركان الأمريكي الأميرال مايكل مالين في كلمته بجامعة كولومبيا إلى أن العسكريين لا يريدون مناقشة فكرة استخدام القوة العسكرية ضد إيران، موضحا بقوله 'إن صنع إيران للسلاح النووي سيشكل عاملا هائلا في ضرب الاستقرار، ولكن ضرب إيران سيؤدي إلى نفس النتائج في منطقة تفتقر إلى الاستقرار'.
ووفقا لكلمة رئيس الأركان الأمريكي فإن هناك مَن يدعوه إلى 'التعاطي مع إيران.. ولكن يمكن أن يؤدي ذلك إلى نتائج لا نستطيع تخيلها'.
ويرى المحلل كالب أن موقف إسرائيل التي ترى إمكانية ضرب المنشآت النووية الإيرانية، يشكل مشكلة كبيرة للعسكريين الأمريكيين. وسأل طيار عسكري أمريكي الأميرال مالين يوم الاثنين الماضي: هل سأتلقى أمرا بإطلاق النار على طائرات إسرائيلية في حالة ما إذا دخلت منطقة الحظر الجوي في العراق وهي في طريقها إلى إيران، وأجابه الأميرال مالين قائلا 'آمل في أن نتمكن من إيجاد حل يعفينا من الرد على أسئلة من هذا القبيل'.
ويرى عدد من الخبراء أن الخلاف المتفاقم مع البنتاغون أصبح سببا رئيسيا في تخفيف لهجة الإدارة الأمريكية حيال إيران.
- صحيفة 'اسرائيل اليوم'
ايران بعد القاعدة / زلمان شوفال
حسب المفهوم الجديد الذي بلورته الادارة الامريكية مؤخرا حول التهديدات النووية الملموسة التي يقف العالم امامها، فان التهديد الاكبر هو الارهاب النووي من جانب منظمات ارهابية مثل القاعدة، التي تحاول وضع يدها على مادة مشعة لانتاج القنابل. لا ينبغي الاستخفاف بالطبع بهذا الخطر ولكن هذا النهج يضع في مكان عال بقدر أقل دولة الارهاب الايرانية، التي حسب شهادة رئيس الاستخبارات في البنتاغون، ستصل بعد سنة الى انتاج يورانيوم مخصب بكمية تكفي لانتاج 'قنبلة نووية واحدة على الاقل' في غضون فترة زمنية غير طويلة.
هل معنى مفهوم واشنطن هو أن التهديد الفوري المزعوم من جانب القاعدة يسبق التهديد الواضح والفوري من جانب ايران؟ على هذا السؤال جاء مؤخرا جواب مقلق وواضح جدا في مقالة في 'واشنطن بوست' لدافيد ايغنشيوس، المحلل السياسي ذي شبكة العلاقات الواسعة في البيت الابيض. وحسب مقالته، رغم المخاطر من دول 'منفلتة العقال' مثل ايران وكوريا الشمالية، فان معظم الخبراء الاستراتيجيين يشخصون الخطر الاكبر في امكانية وقوع مادة مشعة في اياد ارهابية، وليس في التوقع القديم لكارثة نووية'. وبتعبير آخر: برأيهم ايران هي مع ذلك دولة الى هذا الحد او ذاك مؤطرة وليست منظمة ارهابية مجنونة، وعليه يمكن البحث معها، او الضغط عليها ومحاولة احلال تغيير في سياستها بهذه الوسائل او تلك، وذلك خلافا لاسامة بن لادن وامثاله. هذا النهج يتجاهل ان ايران، اكثر من أي جهة اخرى، هي التجسد للارهاب الاسلامي والاصولي المتطرف (وزارة الخارجية الامريكية وصفتها بانها 'مصدرة الارهاب الاكبر في العالم'). النهج الجديد للبيت الابيض يتجاهل حقيقة أن بالذات كون ايران دولة صاحبة كل الادوات والوسائل التي في حوزتها فانها تزيد حجوم التهديد.
حتى لو لم نشتبه بالاصول، من الصعب الامتناع عن الاحساس بان واشنطن ربما تعتقد بان نقل التشديد من التهديد الايراني الى منظمات الارهاب كفيل بان يكون اكثر راحة لروسيا والصين، التي لا تزال مترددة في تعريض علاقاتها مع طهران للخطر. نقل التشديد من ايران الى بن لادن مريح ايضا للولايات المتحدة نفسها، اذا ما اضطرت الى الموافقة على عقوبات مخففة فقط، مثلما تطالب روسيا والصين.
ما هو مقلق اكثر يكمن في النبأ الذي نشر في 'نيويورك تايمز' في ان وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس تحدث بانه في هذه المرحلة ليس لدى امريكا وسائل آمنة لمعالجة النووي الايراني. بالمقابل، كما كان يمكن ان نتوقع في الاجواء الحالية، فان النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني ايضا اختلط بالموضوع النووي ـ ان لم يكن في نتائج المؤتمر النووي الذي عقد في واشنطن مؤخرا، فعلى الاقل في التصريحات المختلفة قبله وبعده. الرئيس اوباما ورجال ادارته لا يمتنعون عن التشديد بل وبقوة اكبر، على 'الصلة' القائمة زعما بين عدم التقدم في المسيرة السلمية وبين جملة مشاكل الولايات المتحدة في المنطقة. وهم يكثرون من القول ان المصاعب التي تواجهها الولايات المتحدة في مساعيها لبلورة جبهة عربية موحدة ضد التهديد النووي الايراني تتعلق بعدم حل نزاعنا.
اما الحقيقة فمختلفة. 'الصلة' وان كانت موجودة، ولكن عكس تلك التي يحاولون عرضها. فليس النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني او 'افعال اسرائيل' تمنع امريكا من تجنيد العالم العربي 'المعتدل' لاقامة حلف ضد ايران بل سباق طهران نحو القنبلة واتخاذها صورة من 'يستخف' بالتحذيرات الامريكية. عندما ترى الدول العربية المعتدلة كيف لا يتجرأ احد على عرقلة السباق الايراني نحو القنبلة، فانها تخشى من أن ترتبط بارتباطات قوية اكثر مما ينبغي بالعربة الامريكية العرجاء.
الى أن يقتنع حكام هذه الدول بانه اذا ما وعندما يتبين بانه فشلت كل المحاولات لوقف التحول النووي الايراني بوسائل دبلوماسية او اقتصادية ولا تخشى واشنطن وحلفاؤها من عملية عسكرية ايضا فانهم سيواصلون التردد. ومثلما لاحظ ريه تكية، الخبير الشهير في الشؤون الايراني والعضو الكبير في 'مجلس العلاقات الدولية' الامريكي، الاسبوع الماضي: 'الضغط على اسرائيل في موضوع البناء في المناطق لن يغير الموقف السلبي لدول المنطقة من المسألة الايرانية.
وبالعكس، اذا رأت ايران بان هناك ازمة في الحلف بين الولايات المتحدة واسرائيل ـ فانها ستتطرف في مواقفها أكثر فأكثر'. ويواصل فيحذر: 'محظور على دينامية المباحثات في الموضوع الاسرائيلي ـ الفلسطيني أن تؤثر على التعاون بين واشنطن واسرائيل بالنسبة لايران. جهد مشترك لقطع المسيرة السلمية عن التعقيدات النووية لايران هو الوسيلة الافضل لقصقصة اظافر الجمهورية الاسلامية.
- صحيفة 'كرستيان سينس مونيتور'
هل يستطيع أوباما تجاوز فكرة 'حنين بوش' في الشرق الأوسط؟ / شادي حميد
عاد أوباما إلى تبني سياسات حقبة كلينتون في الشرق الأوسط، لكن الإصلاحيين العرب يظلون يحنون إلى شيء أكثر شبهاً بـ'أجندة الحرية' التي كان بوش قد طرحها، والتي ساعدت في خلق لحظة واعدة لحركة الإصلاح العربي.
في الوقت الذي شهد فيه موقف الرئيس أوباما على الصعيد المحلي قوة كبيرة داخل الولايات المتحدة بفضل تمرير إصلاح الرعاية الصحية، فإنه ليس ثمة ما يشير إلى وجود دعم كوني للسياسة الخارجية الأميركية يأتي على الأعقاب. وهناك خارج الولايات المتحدة ثمة شعور بظاهرة 'حنين بوش'، بما في ذلك في مكان غير مرجح لذلك على الإطلاق - الشرق الأوسط.
هذا هو الحال على وجه الخصوص بالنسبة للإصلاحيين العرب، الذين في الوقت الذي لم يكونوا يوافقون فيه على أجندة إدارة بوش بكل طريقة تقريباً، فإنهم كانوا على وعي تام بأن 'أجندة الحرية' التي طرحها بوش قد ساعدت في الإيذان بلحظة واعدة لحركة الإصلاح العربي.
وحول افتقار إدارة أوباما النسبي لممارسة الضغط، أبدى عصام العريان، القائد البارز في جماعة الإخوان المسلمين، ما يشبه الرغبة في حدوث انفتاحات سياسية لاحت في الأفق في ظل بوش، وقال: '(الآن يستطيع الرئيس مبارك) فعل ما يريد داخلياً.. ويبدو الأمر وكأننا قد تراجعنا قليلاً إلى الوراء'.
وفي حقيقة الأمر، تحول التحمس الذي شعر به العرب بعد خطاب السيد أوباما التاريخي في القاهرة إلى ستارة خلفية لخيبة الأمل التي ظلت متصاعدة في الأشهر التسعة الماضية. وبدلاً من إعلانها افتراقاً كاملاً عن السياسات الأميركية السابقة، عادت الإدارة الحالية إلى نزعة 'الواقعية الجديدة' للرئيس كلينتون والرئيس بوش الأب، بتأكيدها على مسائل الكفاءة والبراغماتية.
وفي الوقت الراهن، وكما في السابق في ذلك الوقت، تستمر السياسة الأميركية مقيمة على المساومة هزلية مع الأوتوقراطيين العرب: إذا كانوا يدعمون بحق أهداف أميركا الإقليمية، فإن الولايات المتحدة ستغض الطرف عن قمعهم المستمر لحرية التعبير عن مشاعر الاستياء المحلية في بلدانهم. وهو شأن أميركا الذي دأبت عليه كالعادة.
وبغض النظر عن كافة أعمالها الهدامة التي أقدمت عليها بشكل مفرد، فإن إدارة بوش تبدو في الغالب الأعم وأنها الإدارة الوحيدة التي أقدمت على تحدي الأسس الجوهرية للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
فبعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، اشتكى الليبراليون من أن الجمهوريين فشلوا في استيعاب المسببات الجذرية للإرهاب، لكنهم عرّفوا تلك المسببات بطريقتهم الخاصة. وقدم الجمهوريون تأويلاً حدسياً، ولو أنه كان مستحقا منذ زمن طويل: من دون ديمقراطية، افتقر المواطنون العرب إلى السبل السلمية للتعبير عن معاناتهم، ولذلك كانوا أكثر ميلا للجوء إلى العنف. وهكذا، وبغية تخليص المنطقة من التطرف والعنف السياسي، أصبحت الحاجة إلى رؤية طموحة وتحويلية لترويج الديمقراطية في المنطقة العربية أمراً ليس ضرورياً وحسب، وإنما حاجة ملحة أيضاً.
وبالنسبة لليبراليين الذين طالما خيب آمالهم ضيق أفق السياسة الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط، يجدر استذكار أن 'الربيع العربي' -عندما شهد عدد من البلدان العربية فرصاً ديمقراطية- لم يكن مجرد شيء لفقه العقل المحافظ. لقد كان واقعاً حقيقياً.
أتذكر عطلة نهاية الأسبوع في 12 كانون الأول (ديسمبر) من العام 2004، عندما شارك 30 من بيننا في ورشة عمل للإصلاحيين العرب في العاصمة الأردنية عمان. وفي نهاية الورشة، جمع أحد المنظمين، رضوان المصمودي، المجموعة وقال لنا إن هناك نافذة فرصة غير مسبوقة قد فتحت الآن أمامنا للدفع باتجاه الديمقراطية. وحذر من أننا تركتنا تلك الفرصة تفوت علينا، فإنها رياحها لن تهب علينا ثانية.
وبعد أن حققت مجموعات إسلامية انتصارات انتخابية في عموم المنطقة، سارعت إدارة بوش إلى قلب مسارها ودفنت 'أجندة الحرية' خاصتها. وبهذا، أصبحت سنة 2005 لحظة أميركا الضائعة في الشرق الأوسط. وعلى أن خسارتها تختلف عن عدم حدوثها على الإطلاق: إذ حدث شيء كان جديرا بالملاحظة، ومناقشا جهود إدارة بوش المؤيدة للديمقراطية في مصر، قال الإصلاحي القيادي عبدالمنعم أبو الفتوح لي شارحاً: 'الكل يعرف.. لقد استفدنا ولقد استفاد الجميع - كما أن الشعب المصري استفاد'. وقد بات من الصعب إيجاد ذلك الشعور بالإمكانية في العالم العربي اليوم.
كان من سوء الطالع أن أوباما ورث الشرق الأوسط الذي تركه له بوش. والذي ينطوي على إزعاج تلك الفكرة الأصيلة الأكثر إثارة للاهتمام التي تركتها إدارة بوش خلفها - من أن الحرية السياسية هي المفتاح لمستقبل المنطقة. وكانت تلك الفكرة التي بدا الديمقراطيون وهم يشعرون بعدم الارتياح لها، فقد بدت جسورة فوق اللازم وأيديولوجية، ومليئة بالحماس المنبثق عن المهمة التي أفضت إلى إلحاق الهزيمة بالمحافظين الجدد.
لا شك بأن السياسة الشرق أوسطية لإدارة أوباما هي فترة راحة مرحب بها مقارنة مع حالة الغضب والعداء التي هيمنت في سنوات بوش الأخيرة. وفيما يتعلق بإسرائيل - فلسطين، يبدو أوباما ملتزما شخصيا بالتوصل إلى حل للنزاع. وبخصوص إيران، فإنه يبدو ملتزما شخصيا بعدم غزو بلد أجنبي آخر.
- مجلة 'فورين بوليسي'
أوباما خالي الوفاض من قمة النووي
نشرت مجلة 'فورين بوليسي' مقالا كتبه الكاتب الأميركي جو وود والذي يرى أن الولايات المتحدة خرجت خالية الوفاض من مؤتمر قمة الأمن النووي الذي انعقد مؤخرا في واشنطن، مشيرا إلى أن المؤتمر تمخص عن أمور إيجابية وأخرى سلبية.
وأوضح وود أن المؤتمر النووي تمخص عن إعلان لممثلي سبع وأربعين دولة بأن 'الإرهاب النووي' احتمالية سيئة، حيث أصدروا بيانا مشتركا بشأن ذلك وخرجوا بخطة عمل غير متماسكة من أجل مواجهة أكثر التحديات التي تهدد الأمن الدولي.
وأثنى الكاتب على دور الإدارة الأميركية والبيت الأبيض الذي وصف الخطر النووي بكونه 'التهديد الأشد مثارا للرعب في عصرنا'، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أدركت خطورة انتشار الأسلحة النووية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق.
ومضى وود بالقول إن أهم ما تمخص عنه المؤتمر يتمثل في المطالبة بالالتئام مرة أخرى في كوريا الجنوبية عام 2012 وأن خطة العمل تضمنت عبارات مثل 'وعلى الدول المشاركة تشجيع العاملين في الحقل النووي والشركات التي تشرف على هندسة وإنشاء المنشآت النووية على أن تضع في الحسبان -وحينما تدعو الحاجة- الالتزام بإجراءات الحماية الجسدية وثقافة السلامة عند وضع خطة وتشغيل المنشآت النووية المدنية وتوفير المساعدة الفنية حسب طلب الدول الأخرى'.
وأشار إلى أن من بين النتائج الأخرى لمؤتمر قمة الأمن النووي إعادة تفعيل اتفاقية 2000 بين روسيا والولايات المتحدة بشأن التخلص من البلوتونيوم، وأن تلك تعتبر خطوة إيجابية إلى الأمام بشأن تخلص أوكرانيا من المواد النووية رغم كونها غامضة ومشوشة.
ومضى الكاتب إلى أنه بالرغم من إغلاق روسيا منشأة نووية العام الماضي، فمن غير المرجح أن تؤدي تلك الخطوة إلى التقليل من مخاطر الانتشار و'الإرهاب النووي' نظرا لكون المخاطر الحقيقية الحالية تأتي من ثلاثة مصادر هي باكستان، التي ساهم علماؤها في انتشار التقنية النووية والتي تتعاون مع الولايات المتحدة من أجل تأمين وسلامة المواد النووية ثم كوريا الشمالية وإيران.
وقال إن أوباما سئل عقب اختتام مؤتمر قمة الأمن النووي عن سبب عدم العمل على فرض عقوبات على كوريا الشمالية التي تمتلك أسلحة نووية والتي تمكنت من الإفلات من مساعي ثلاث إدارات أميركية بشأن برنامجها النووي.
ومضى إلى أن أوباما لم يكن منه سوى الإشارة إلى عزلة كوريا الشمالية, بالرغم من أن التقارير الصحفية ربطت بين المنشأة النووية السورية التي هاجمتها إسرائيل عام 2008 وكوريا الشمالية لتتضح قدرة الأخيرة على الإسهام بالانتشار النووي.
وأما بشأن إيران التي يمكن أن يتسبب امتلاكها لأسلحة نووية بسلسلة من الانتشار النووي في الشرق الأوسط, فأشار الكاتب إلى أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف سبق أن أعلن أنه لن يكون هناك إجماع بشأن فرض عقوبات في مجال الطاقة والسلاح على إيران.
كما أن ميدفيديف استبعد فرض عقوبات ترقى إلى مستوى قد يتسبب في شل قدرة البلاد، بالإضافة إلى تصريحات رئيس الوزراء الروسي بوتين المتمثلة في قوله إن روسيا ستمضي قدما في مساعدة إيران بشأن مفاعل بوشهر النووي.
ومضى الكاتب إلى أنه برغم المساعي الأميركية لإظهار التعاون الصيني بشأن ما ستقوم به الأمم المتحدة وإبرازه على أنه نجاح كبير لمؤتمر القمة, إلا أن بكين أوضحت بجلاء أنها تحبذ إصدار قرار أممي بدلا من فرض العقوبات, وأن قرار الأمم المتحدة يجب أن يكون في سياق العمل الدبلوماسي.
كما أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن قبيل انعقاد القمة النووية أن إسرائيل هي الخطر الرئيسي على السلام في الشرق الأوسط، وأنه استمر في معارضتة فرض العقوبات على إيران، بدعوى أن الطموحات النووية الإيرانية هي طموحات سلمية النزعة.
وأوضح وود أن قمة النووي في واشنطن لم تتمخض سوى عن نتائج قليلة وأنه لم يكن هناك إجماع بشأن خطر الانتشار النووي، وأن الخطر الحقيقي يتمثل في اعتقاد الآخرين أنهم لن يواجهوا سوى بالكلام إذا ما استمروا في تطوير أو حيازة أسلحة نووية، ليخرج أوباما وبلاده من القمة النووية نظيف اليدين، خالي الوفاض.