- مجلة 'تايم'
النظام الديمقراطي في العراق في محنة
قالت كجلة 'تايم' إن النظام الديمقراطي في العراق في محنة بعد قرار المحكمة العليا ببطلان ما حصل عليه 52 مرشحا من أصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت في مارس/آذار الماضي.
وفي تقرير لمراسلها أندرو لي باطرز, ذكرت المجلة في عددها الأخير أن تلك حقيقة أقر بها السفير الأميركي لدى بغداد كريستوفر هيل الاثنين الماضي لأول مرة.
ولعل السبب في ما أبداه من قلق -تقول المجلة- مرده إلى قرار المحكمة العليا.
غير أن القلق الأكبر الذي يساور هيل بعد انقضاء سبعة أسابيع منذ انتهاء الانتخابات يكمن في أن السياسيين العراقيين لم يقبلوا نتائجها, بل إنهم لم ينهمكوا بعد في مفاوضات جادة لتشكيل حكومة جديدة.
ونقلت 'تايم' عن السفير قوله إنه يشاطر أولئك الذين يرون أن الوقت حان لكي ينخرط السياسيون في تلك المفاوضات قلقهم.
وترى المجلة أن ما دفع رجل أميركا في بغداد ليطلب من السياسيين العراقيين القيام بواجباتهم الأساسية ينبغي أن يكون بمنزلة إنذار لكل من كان يأمل أن تترك الولايات المتحدة وراءها عراقا ديمقراطيا مستقرا عندما يحين موعد انسحاب آخر جنودها من هناك بنهاية العام القادم.
ومن المزمع أن تنسحب القوات القتالية الأميركية بنهاية أغسطس/آب المقبل, بيد أن مسؤولين أميركيين بدأ يتطرق إليهم الشك في إمكانية أن تكون للعراق حكومته عند حلول ذلك الوقت.
وكان مسؤولون أميركيون أشاروا فيما مضى إلى أنهم ربما يعملون على إبطاء سحب القوات إذا لم تمض العملية الانتخابية على نحو سلس.
لكن حتى إن أقدمت وزارة الدفاع (بنتاغون) على تأجيل الانسحاب -كما ترى المجلة- فربما لن تستطيع أن تفعل الكثير لمعالجة الفوضى السياسية في بغداد.
ومع أن القوات الأميركية، تضيف المجلة، منخرطة في معظمها في تدريب الجيش والشرطة العراقيين وتحرس حدود البلد, تقوم كذلك بتأمين 'الديمقراطية المدنية' من الانقلابات العسكرية.
- صحيفة 'كريستيان ساينس مونتور'
شن عمل عسكري ضد إيران أمر وارد
قالت صحيفة 'كريستيان ساينس مونتور'، السبت، إن فكرة شن عمل عسكري وقائي ضد إيران أصبحت فكرة واردة في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام 2003. فالكونغرس الرئيس الأميركي على اتخاذ بعض التدابير التي يمكن بسهولة تفسيرها على أنها عمل من أعمال الحرب ضد إيران بسبب طموحاتها النووية.
وفي افتتاحية تحت عنوان 'هل يمكن فرض عقوبات على واردات إيران من البنزين؟' تشير الصحيفة إلى أن صبر مجلس الشيوخ أيضاً قد بدأ ينفد من نهج الرئيس أوباما البطيء والمتعثر مع إيران. وتنقل الصحيفة عن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ هاري ريد، قوله: 'لقد انتظرنا طويلاً بما فيه الكفاية لإتاحة الفرصة للدبلوماسية لتؤتي ثمارها'.
وفي النهاية تذكر كريستيان ساينس مونتور المشرعين الأميركيين بأن فرض عقوبات على الواردات النفطية إلى إيران قد تؤدي إلى مواجهة بحرية، ومن ثم فإن مثل ذلك الإجراء ينبغي أن يحظى بأوسع تأييد دولي، ويحظر استخدامه إلا حال استعداد إيران نشر أسلحة نووية؛ مما يقوض من استقرار المنطقة.
إلى ذلك حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد من محاولة 'تحويل الانتباه' عن مؤتمر المتابعة حول حظر الانتشار النووي الذي يعتزم المشاركة فيه في ايار/مايو.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
تهديدات وجودية متنامية للجمهور الإسرائيلي / يوسي ألفر (هو المدير السابق لمركز جافيه للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب)
تتجاوز مشاكل إدارة الرئيس أوباما مع إسرائيل مجرد الخلاف حول بناء عدة مئات أخرى من الوحدات السكنية في القدس الشرقية. أم الأمر الأكثر انطواء على النذر، فهو أن الائتلاف الحاكم في إسرائيل يعكس إعادة صياغة للمجتمع الإسرائيلي الذي عزز من مخططات الجناح اليميني حول الضفة الغربية، وقوّى في الوقت ذاته من شوكة مقاومة الاتجاه الداعم للتوصل إلى اتفاقية سلام مع الفلسطينيين.
ومما لا شك فيه أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تتعامل فيها إسرائيل مع ائتلاف يميني - ديني- استيطاني-روسي، والذي يدفع بأجندة رجعية. أما موضع الاختلاف، فهو أن هذا الاصطفاف السياسي الجديد يمكن أن ينطوي على إمكانية أن يكون سائداً ومهيمنا في إسرائيل لفترة قادمة من الزمن.
في الأثناء، يبدو اليسار السياسي الإسرائيلي وأنه قد تلاشى فعلياً، وانتزعت الثقة منه بسبب مقامرات السلام السابقة الفاشلة، في وقت يتنامى فيه المعسكر المحافظ والأرثوذوكسي المتشدد بوتيرة سريعة من حيث العدد. وعليه، أصبح السكان العرب الإسرائيليون، وبسبب من وقع العملية السلمية الفاشلة، معادين بشدة لفكرة أن يكونوا أقلية في دولة يهودية، وبذلك أسهموا في زيادة تشدد رد فعل الأغلبية اليهودية.
بالإضافة إلى ذلك، تعد المخاطر الماثلة في إسرائيل حالياً أعلى منسوباً مما كانت عليه في السابق. فاليمين الإسرائيلي يشعر بأنه يتعرض إلى هجمة يشنها المجتمع الدولي على ما يعتقد بأنه يخصه في القدس الشرقية والضفة الغربية. ولذلك، قرر فيما يبدو عدم السماح بتكرار الحالة التي أفرزها الانسحاب من غزة. ثم انتقل بالتالي من هنا إلى مهاجمة منتقديه وتقوية إحكام قبضته على أدوات القوة. لكن هذا النوع من رد الفعل يضاعف من حدة عزلة إسرائيل الدولية، وهو ما يخلق دائرة مفرغة.
لعل الواقع المفضوح أكثر ما يكون لهذه الحملة يمينية الجناح هو تركيزه هذا المعسكر على منظمات المجتمع المدني الإسرائيلي التي ترصد وتنتقد الممارسات والقرارات الحكومية. وسيطلب مشروع قانون نجح في تصويت أولي في البرلمان من كافة المنظمات الإسرائيلية غير الحكومية التي تتلقى دعما من حكومات أجنبية الإعلان جهراً عن أنفسها بوصفها 'عميلة للأجانب' إذا كانت تسعى إلى ' التأثير على الرأي العام أو... أي سلطة حكومية فيما يتعلق بأي سياسة محلية أو أجنبية'.
وسوف يعني ذلك أن كل شخص، بدءاً من منتقدي الاحتلال إلى المنافحين عن حقوق المرأة، يمكن أن يعتبروا 'عملاء للأجانب' في حال قبولهم دعماً مالياً أميركياً أو أوروبياً. ومن الممكن أن يكبح هذا التحرك، وعلى نحو خطير، موجة الانتقاد المحلي الإسرائيلي الموجه لحركة الاستيطان الإسرائيلية، كما ولسياسات الاحتلال.
وفي الغضون، يغير تحول المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين من شكل المؤسسات الأساسية للدولة. وتمتلئ مرتبات جيش الدفاع الإسرائيلي حالياً، وعلى نحو كثيف، بالمستوطنين المتدينين وداعميهم -وهناك عدد منهم يقترب من ثلث ضباط المدفعية وفق أحد الاعترافات- وإلى درجة لم يعد يمكن معها التعويل على جيش الدفاع الإسرائيلي في إجلاء قاطني الكتل الاستعمارية من المستوطنين بالقوة. وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، قد طلب من الحكومة تفادي الاعتماد على الجيش في شن مثل هذه الهجمات.
وعلى الجبهة القانونية، فشلت الحكومة في تفعيل وتنفيذ أوامر المحكمة العليا بتفكيك بعض أجزاء الحاجز الأمني في الضفة الغربية، والذي يعد غير قانوني، أو في إزالة البؤر الأمامية الاستيطانية والمباني السكنية في القدس الشرقية العربية، وتوفير فرص تعليم مساوية للأولاد العرب في القدس. وقد وجد كبير القضاة في المحكمة العليا الإسرائيلية، دوريت بينيش، نفسه مجبراً مؤخراً على تذكير الحكومة بأن قرارات المحكمة ليست مجرد 'توصيات'.
وفي الغضون، يبدو أن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مبرمج بحيث يداوم على طرح الاستفزازات. ذلك أن حقيبتي الأمن الداخلي والشؤون الخارجية هما بيد حزب 'إسرائيل بيتنا'، وهو الحزب الذي يستند إلى قاعدة المهاجرين الروس، ويتزعمه وزير الخارحية أفيغدور ليبرمان المعروف بكراهيته للعرب، والذي يخضع هو نفسه لتحقيقات بسبب الاشتباه في ضلوعه بعمليات فساد. أما حقيبة الإسكان، فهي بيد حزب شاس الذي يستند إلى المجتمع اليهودي الأرثوذوكسي (السفارديم) الذي يتشكل في غالبيته من ذوي الدخل المحدود -ومن هنا تجري عمليات البناء في أماكن مثل حي 'رامات شلومو' في القدس الشرقية، حيث أسعار الأراضي رخيصة نسبياً.
من الطبيعي أن يكون لإسرائيل أعداء فعليون. وتشكل كل من إيران وحماس وحزب الله تهديدات وجودية متنامية للجمهور الإسرائيلي. لكن الموقف المتشدد للجناح اليميني يقود الحكومة إلى تجاهل الفرص الأصيلة للتقدم باتجاه السلام، مثل المشروع الناجح لبناء الدولة الذي ينفذه رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية سلام فياض في الضفة الغربية، أو عروض سورية المتكررة لتجديد عملية السلام، وهو ما من شأنه أن يوجه ضربة لإيران ووكلائها في حال نجاح مثل هذه العملية. وفي هذا السياق، أفضت النجاحات الأمنية لإسرائيل بين الفينة والأخرى، كما في غزة، وعلى نحو معاكس إلى تنامي الحملة الدولية لنزع الشرعية عنها.
إلى ذلك، تشكو حكومة نتنياهو بصوت عالٍ من التحريض الفلسطيني ضد اليهود (وهو ما خفت وتيرته في الحقيقة)، في حين أن سياساتها تشجع أو تتجاهل التحريض المتنامي المعادي للعرب في إسرائيل. وإذا أرادت نسبة 80 % من الطلاب في المدارس الثانوية الدينية الإسرائيلية حرمان المواطنين العرب في إسرائيل من حق المواطنة (وهم الذين يشكلون خمس السكان)، كما وجدت دراسة أجريت مؤخراً، فإن مدارسهم لا بد وأنها تعلمهم شيئاً خاطئاً جداً. وإذا كان الزعيم الروحي لحزب 'شاس' الحاخام عوفديا يوسف يستطيع أن يقول لأتباعه الكثيرين، كما كان قد فعل في العام الماضي، بأن دين المسلمين 'بشع مثل بشاعتهم' ويتسبب للمسؤولين بالرد بقليل من الابتسامات المحرجة، فإن ذلك يحدث لأن حزب 'شاس' المتطرف هو عضو في الائتلاف الحاكم. ومع ذلك، وفي حال كنت أنا منظمة غير حكومية، فإنني يمكن أن أكون ببساطة عرضة لمثل هذه التصريحات، وقد أوسم في الحال بأنني عميل أجنبي.
لكن ثمة حقيقة واحدة تبقى مع كل شيء: إن الإسرائيليين يعلمون أنهم لا يحتاجون فقط إلى الدعم الأميركي لأمنهم، وإنما أيضاً إلى مصادقة أميركا على تركيبة المجتمع اليهودي الديمقراطي الذي تتطلع إلى رؤيته يتحقق. وهنا فقط، يستطيع الاهتمام الأميركي والدولي الحيويين أن ينخرطا جدياً في عملية صناعة الاستقرار الإقليمي.
- 'كرستيان سينس مونيتور'
حول التوجهات الدولية الأميركية: حوار مع هنري كيسنجر
نشرت الصحيفة نص مقابلة اجراها ناثان غاردلز مع هنري كيسنجر، ومما جاء فيها:
&bascii117ll;ناثان غاردلز: قلت إنك تنظر إلى الرئيس أوباما كلاعب شطرنج يضع حركات قطعه على رقعة المسرح العالمي في السنة والنصف الأولى من شغله المنصب. كيف تقيم خطواته الأخيرة حول معاهدة 'ستارت'، و'إعلان الموقف النووي' وقمة الأمن النووي التي انفضت قريباً مع قادة العالم؟
-هنري كيسنجر: إن 'معاهدة ستارت' هي خطوة مهمة في تحقيق إعادة البدء في العلاقات الروسية الأميركية. وهي تحل محل معاهدة 'ستارت الأولى' التي انتهت في شهر كانون الأول (ديسمبر). وقد ظلت التخفيضات المعلن عنها هامشية في جوهرها وحققت في جزء منها قواعد التعداد. وهي خطوة مفيدة تستحق الإطراء.
إنني أوافق مع محاولة 'إعلان الوضع النووي' خفض الاعتمادية على الأسلحة النووية، حيث نستطيع أن نفعل ذلك بشكل آمن. لكن بعض الضمانات التي أعطيت للدول النووية تبدو لي وأنها صريحة للغاية. خاصة الإعلان عن أن الولايات المتحدة لن ترد على الهجمات البيولوجية والكيماوية بالأسلحة النووية. كان ينبغي لتلك القضية أن تبقى غامضة.
أما بالنسبة للقمة الأخيرة لقادة العالم، فإن السيطرة على المادة النووية المنتشرة في أنحاء العالم كافة هي مسألة حاسمة، خاصة بينما ينتشر الاستخدام المدني للطاقة النووية. ومن بين تلك المبادرات الثلاث التي اتخذها أوباما على جبهة الأسلحة النووية، فإن هذا يظل الموضوع الأكثر أهمية. وسوف يحتاج إلى عناية دائمة ليكون فعالاً.
&bascii117ll;غادرلز: إحدى العقبات المعيقة التي كانت في المرة الأخيرة التي ناقشت فيها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي آنذاك إجراء خفض راديكالي في الأسلحة في 'ريكيافيك' خلال فترة إدارة ريغان، كانت قضية الدفاعات الصاروخية. وهي ما تزال تشكل قضية في هذه الأوقات أيضاً، بما أن الروس يعارضون وضع قواعد لأنظمة دفاع صاروخية في أوروبا تكون موجهة ضد إيران، والتي يمكن أن تتوجه إليهم أنفسهم. وهم يحتفظون فيما يبدو بالحق في الانسحاب من معاهدة 'ستارت' إذا لم يتم حل قضية الدفاع الصاروخي.
ويقترح جورج شولتز، وزير خارجية ريغان، أن تعرض الولايات المتحدة تقاسم نظام الدفاع الصاروخي مع روسيا، بل وحتى وضع مواقع رادار على التراب الروسي. هل تعتقد بأن هذا الطرح عقلاني؟ هل هو فكرة جيدة؟
-كيسنجر: إنني أفضل تطوير نظام دفاع صاروخي مشترك مع روسيا ضد إيران. لكن الولايات المتحدة تحتاج أيضاً إلى دفاعات صاروخية تسيطر عليها الولايات المتحدة ضد هجوم استراتيجي قد يأتي من اتجاهات أخرى. وهكذا، دعونا نتعاون مع روسيا في موضوع إيران، لكننا لا نستطيع التنازل عن وجود دفاعات صاروخية موجهة إلى التهديدات الأخرى –خاصة الإطلاقات الصاروخية المخولة أو تلك التي ربما تحدث عرَضاً وبالخطأ.
&bascii117ll;غاردلز: عندما صنعت الانفتاح على الصين مع ريتشارد نيكسون، كان ذلك البلد نائماً على ظهره في أيام الاحتضار الأخيرة للثورة الثقافية. ومنذئذ، حققت الصين أرقام نمو مزدوجة لسبعة عقود؛ ولديها طبقة وسطى صاعدة هائلة، وأسرع قطارات العالم، واحتياطات عملة هائلة أيضاً. إنها المالك الرئيسي لسندات الخزينة الأميركية. وكنتيجة لذلك، يشعر المرء بأن في الصين هذه الأيام ثقة حضارية داخلية تتاخم حدود الغطرسة. وقد أفضى ذلك بالصين إلى أن تفرض حضورها بقوة في مواجهة الولايات المتحدة حول موضوعات مثل 'غوغل'، والتبت، وتايوان، والتغير المناخي، إلى جانب المزيد من الإشارات المتعارضة حول العقوبات المفروضة على إيران وتقييم العملة.
كيف ينبغي لنا أن نقرأ الصين هذه الأيام؟ وكيف ينبغي أن نتعامل مع الصين؟
-كيسنجر: إنني لا أوافق مع قائمتك من الأمثلة باعتبارها تعكس ما تصفه بأنه غطرسة صينية. إن تايون هي قضية قديمة. ويمكنني القول بأن الصين قد وضعت قيوداً يعتد بها على 40 سنة من الحوار حول تايوان. لكن من المهم لكلا الطرفين أن يتعاونا مع تبني منظور بعيد المدى.
من الصحيح بطبيعة الحال أن الصين اليوم قد أصبحت أكثر تطوراً بكثير جداً عن وقت الانفتاح ذاك. ولعل أحد أكبر التحديات التي سيواجهها الجيل التالي هو ما إذا كان بالوسع جلب وجهات النظر الأميركية والصينية إلى العالم إلى نوع من التناغم. إن لأميركا قيمها ومعتقداتها الخاصة، لكن للصين مثل ذلك أيضاً. وينبغي أن نتعلم كيف نتطور جنباً إلى جنب. وهذا التحدي الأكبر في الجيو-سياسات الراهنة. وأعتقد بأن هناك آفاقاً لتبني نهج بناء حول كامل سلسلة المصالح ومواضع الاهتمام المشتركة، والتي لم يتم التعامل معها على أسس كونية –المناخ وقضايا بيئية أخرى، والانتشار النووي- والتي ستتطلب نطاقاً غير مسبوق في السياسة الخارجية لكلا البلدين.
&bascii117ll;غاردلز: هل سينتهي المطاف بالصين وقد انضمت إلى العقوبات الغربية ضد إيران؟
-كيسنجر: لقد قام الصينيون ببعض الخطوات الإيجابية في غضون الأسابيع القليلة الأخيرة. والقضية الآن تتعلق بما إذا كانت هذه العقوبات محددة ومُعرّفة. إن الغاية من هذه الممارسة ليست العقوبات في ذاتها، وإنما التأثير الذي سيكون لهذه العقوبات على إيران. وأنا لا أعتقد بأن الصين ترى الخطر في الانتشار النووي. وسيكون الاختبار ما إذا كانت العقوبات التي تنجم ستحدث تأثيراً أصيلاً يعتد به.
&bascii117ll;غاردلز: للسنة الثانية على التوالي، عقدت كل من البرازيل وروسيا والهند والصين –أو ما يدعى بمجموعة دول BRIC- قمة لرؤسائها من أجل تنسيق الاستراتيجيات الدبلوماسية والسياسية على المستوى الكوني. ويبدو الأمر تقريباً وكأن زعماء 'بريك' يرون أنفسهم على أنهم 'حركة عدم انحياز جديدة' من الدول كما شهدنا في حقبة الحرب الباردة. كيف تنظر إلى مبادرات 'بريك'؟ وأي دور ستلعبه هذه المجموعة على المستوى الكوني؟
-كيسنجر: لقد مررنا بشيء شبيه بهذا مع حركة عدم الانحياز. إن السؤال يتعلق بما إذا كانت دول 'بريك' يمكن أن تجمع سياساتها في كتلة متناغمة ومتماسكة. إن الصين وروسيا، والبرازيل إن أردت، ليست دولاً مرشحة لمجموعة تستثني الولايات المتحدة، ناهيك عن مواجهتها. إنها مختلفة عن حركة عدم الانحياز في السبعينيات والثمانينيات لأنها لم تعد دولاً نامية فعلاً بعد الآن.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن حركة عدم الانحياز كانت تحاول أن تضع نفسها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. فبين مَن ومَن تعمل مجموعة دول 'بريك' على توضيع نفسها؟
- موقع 'اسرائيل اليوم'
ماذا في واشنطن / زلمان شوفال
سيكون خطأ اعتقاد أنه قد اختفت جميع اختلافات الرأي بين اسرائيل والولايات المتحدة، أو ان الرئيس اوباما وفريقه رجعا عن توجه مقاربة العالم الاسلامي، لكن توجد مع ذلك كله تطورات ايجابية.
ففي اللحظة التي أعلنت بها الادارة عودة ميتشل الى منطقتنا أصبح واضحا انه طرأ تحول الى الافضل. لأن الرسالة السابقة من واشنطن كانت 'أن ميتشل سيظل في البيت ما لم نتوصل الى تفاهمات'. في الجملة، أسهمت في ذلك حقيقة ان نتنياهو قاد نهجا سياسيا ودبلوماسيا متصلا اشتمل على بيان المواقف التي لن تتراجع عنها اسرائيل وفي ضمنها البناء في القدس (ربما بتوكيدات تختلف بحسب أجزاء مختلفة من المدينة). كذلك وافق نتنياهو على 'المضي نحوهم' في موضوعات ما.
وهكذا اتفاق كما يبدو على أن الموضوعات الجوهرية للتسوية الدائمة يمكن أن تثار في نطاق محادثات التقارب على أساس تبادل الآراء العامة لكن الاتفاقات يمكن أن تتخذ فقط بمحادثات مباشرة بين الطرفين. في الأيام الأخيرة عبر مسؤولون كبار في الادارة الامريكية عن رضا عما سمعوا في القدس. مشكلة الامريكيين الرئيسية الان هي مع أبي مازن ولهذا دعوه الى 'حديث حافز' في الأسبوع القادم في واشنطن. ليس وضع رئيس السلطة بسيطا. فليس سوى الادارة الامريكية نفسها، بتصريحاتها وتلميحاتها اللاذعة الى اسرائيل فيما يتعلق بالبناء في القدس وشؤون أخرى هي التي رفعته على شجرة عالية جدا. يقولون له الان اقفز الى أسفل، بغير شبكة أمن من الشروط المسبقة. أمل أبو مازن أن يفرض الامريكيون خطة على اسرائيل. لكن اذا كان ما زال يتوقع ذلك فسيخيب أمله، لا لأنه لا يوجد حول الرئيس أناس يفكرون تفكيرا مشابها أو أن هذه الأفكار لا يمكن أن تثار من جديد فيما يلي. لكن لا الآن. ربما يقولون له كي يرضونه انه اذا وافق على المشاركة في المحادثات فستقف أمريكا الى جنبه في هذه القضايا او تلك. لكن أبا مازن لن يسمع من مستضيفيه أكثر من تصريحات ووعود عامة جدا.
يريد نتنياهو أيضا تجديد المسيرة، وتوجهه هو احداث شراكة صادقة مستقرة مع الزعيم الامريكي في مواجهة التهديد الايراني، والى أكبر قدر ممكن أيضا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. والآن، كما قلنا آنفا توجد علامات مشجعة في واشنطن على أنه توجد قاعدة لشراكة كهذه.
أدرك مستشارو الرئيس، أو جزء منهم على الأقل كما يبدو أنهم أمعنوا في شد الحبل مع اسرائيل على أثر 'حادثة بايدن ورمات شلومو'، لان ذلك أثار نقدا شديدا من قبل ساسة ديمقراطيين ذوي شأن، مثل السيناتور شومر وأشخاص يهود مختلفين، لاجراءات الادارة نحو نتنياهو. وأدركوا ان ذلك قد يجبي منهم ثمنا سياسيا. على أثر ذلك خرج أناس مختلفون من الادارة عن طورهم تماما للتعبير عن حب اسرائيل وتأييدها. وكان أيضا من نبهوا إلى أن المكسب من الضغط على اسرائيل في الشأن الفلسطيني قد يكون معادلا للخسارة ويفضي الى تطرف ايراني آخر.
لكن لم تكن أقل من ذلك أهمية مقالة أهرون ميلر، أحد 'كهنة السلام' في خلال عشرين سنة في ادارات امريكية مختلفة، اعترف أخيرا بخطئه الطويل وخطأ المسؤولين عنه. قال ميلر إنه بخلاف مواقف أكثر الادارات الامريكية وفيها ادارة اوباما، ليس النزاع الاسرائيلي العربي مصدر جميع المشكلات في الشرق الاوسط ولهذا لن يؤثر حله او عدم حله في سائر مشكلات المنطقة، ولا سيما تلك التي تواجهها الدبلوماسية الامريكية. وهو يشك أيضا في تصور أنه يمكن التوصل الى سلام شامل بين اسرائيل والعالم العربي كله، او في أن امريكا قادرة على املاء حل مفروض. ما يزال يوجد حول أوباما كما تعلمون، من يقولون العكس، أي أن الحل للضغط على اسرائيل سيحسن مكانة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. لا يمكن أن نعلم أي واحد من التصورين سيكون له تأثير أكبر آخر الأمر، كما أنه لا يوجد أي يقين من أن تصبح المواقف المؤقتة دائمة. لكن، الآن على الأقل لا تعمل التطورات، حتى وان كانت تكتيكية في جوهرها، بما يسوء اسرائيل وهي تسوغ طرائق عمل حكومة اسرائيل.