صحافة دولية » مقالات مترجمة من صحف ووكالات ومواقع أجنبية

- صحيفة 'معاريف'
الصيف الاسرائيلي والحرب؟ / كتب بن كاسبيت

وها هنا الصيف يأتي مرة أخرى. وتأتي معه مرة اخرى تحذيرات الحرب. ما الذي يوجد في الصيف الاسرائيلي ويتطلب الحرب؟ هذه المرة أيضا مفاعلات مستهدفة لكن ليس واضحا هل تهاجم.  ومستودعات الذخيرة مليئة في جميع الاطراف.  
الوضع قابل للانفجار. لا يعوزنا باحثون عن الحرب والعداوة. أخذت تتدهور مكانة اسرائيل في العالم وفي المنطقة ايضا. نحن نفقد تركيا ونفقد مصر ونفقد الاردن ودول الخليج واوروبا، ونفقد مكانتنا الخاصة ايضا في امريكا. لملك الاردني في ذعر. يصيبه القلق بالجنون. فالامريكيون على وشك  ان يخرجوا من العراق، ويعلم عبدالله ان الشيء الآتي الذي سيحدث مع عدم وجود مسيرة سياسية حقيقية أن يصبح الايرانيون عنده في الساحة. والطريق قصير منه الينا. انه ينذر ويبلغ لكن نتنياهو يدير له ظهره. ما يزال الاتراك يبتعدون عنا.
ما تزال العلاقات بين الجيشين جيدة لكنها لن تظل قوية أبدا. يرى اردوغان ميزان القوى ويعلم قراءة الخريطة الجغرافية السياسية.  
ووزير الدفاع ما يزال يأخذ نفسه ومساعديه ويسافر الى واشنطن. وفي مصر أيضا قلق. عاد مبارك يؤدي عمله ويبدو كل شيء على ما يرام لكن ذلك سيحدث في وقت ما. من الواضح للجميع انه سيحدث هناك في السنين القريبة نقل للسلطة. تشير جميع الدلائل الى ابنه جمال 'جيمي' على أنه الوريث الطبيعي.  . لا يعلمون في جهاز الأمن تماما ما هي وجهة مبارك الشاب. فلم يسمه رعب الحرب مثل أبيه ومثل جيل الجنرالات. وهو لا يعرف في الحقيقة مزايا السلام. وليس مدينا بشيء لأحد. سيريد مصالحة الاسلاميين، واقرار وضع سلطته وأن ينشىء لنفسه أداة للسيطرة على الجماهير. ليس من الممتنع ان يضطر الى فعل كل ذلك على حسابنا
ازاء كل ذلك يستمر الجمود. ويستمر في اسرائيل الحيرة في شأن ايران. التقدير الحديث للجهات الاستخبارية الغربية هو أن هجوما اسرائيليا كثيفا على المنشآت الذرية الايرانية سيفضي الى تأجيل السباق نحو القنبلة سنة الى ثلاث سنين. الحديث عن مهلة ذات شأن. وبازائها سلسلة طويلة من الاخطار والنقائص.
اليكم بعضا منها: سيكون الرد الايراني شديدا، لا مباشراً لان ايران لا تملك في هذه المرحلة قدرة على المس باسرائيل مسا حقيقيا. لكن لها غير قليل من مندوبي التخريب. سيطلق حزب الله علينا جميع ما في مستودعاته. الحديث عن عشرات آلاف القذائف الصاروخية والصواريخ التي تغطي جميع مساحة دولة اسرائيل. لن ينتهي الأمر هذه المرة الى عشرات القتلى بل مئات وربما آلاف ويشتمل ذلك على تل أبيب. وسيضر اضرارا شديدا بالاقتصاد والسياحة والمزاج العام والهجرة والصورة والردع. والى ذلك لا يمكن ان نعلم هل ستظل سورية خارج نطاق الاطلاق. بخلاف صيف 2007، تكثر الاحتمالات هذه المرة أن تجر الى الداخل. فلا تفاوض ولا محادثات ولا سفير أمريكياً في دمشق وليس للاسد ما يتوقعه او يؤمله. فاذا دخل هو أيضا فسيصبح ذلك جحيما داميا ساخنا. وما زلنا لم نتحدث عن حماس، وعن عدم هدوء متوقع في مصر، وعن زعازع في الاردن، وعما قد تحدثه ايران بحقول النفط في الخليج (والاقتصاد العالمي).
وبعد ذلك كله، من قال ان الهجوم سينجح؟ ومن قال انه لا توجد في ايران مواقع سرية؟ ومن قال ان كوريا الشمالية او باكستان لن تقررا فجأة تعويض الايرانيين بسبب 'العدوان الاسرائيلي' وأن تمنحا آيات الله اختصار طريق ذات شأن في الطريق الى القنبلة، او قنبلة جاهزة؟ سيكون من الصعب في وضع كهذا تجنيد العالم. ستجد اسرائيل نفسها مشتعلة ونازفة ومعزولة ومهددة.
يبدو هجوم اسرائيلي بغير تنسيق مع الولايات المتحدة غير ممكن تقريبا. ما يزال الامريكيون على رفضهم. توجد آراء أيضا في الجهاز العسكري الأمني لكن لا يحل أن ننسى أنها لا تبت الأمر بل يفعل ذلك المستوى السياسي. يبت ذلك بنيامين نتنياهو وايهود باراك. يرى نتنياهو ان وقف المشروع الذري الايراني مهمة حياة وغاية مقدسة وقسم أبدي.  
 

- صحيفة 'تايمز'
عمليات شراء العقارات والمنازل الفلسطينية

في ظل احتدام الجدل بشأن الاستيطان كشرط فلسطيني لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين، تلجأ إسرائيل إلى حيلة أخرى لتعزيز النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية تتمثل في القطاع الخاص.
ولم يتردد الناشط الاستيطاني كينغ آري الذي يتولى عمليات شراء العقارات والمنازل الفلسطينية في القول إن عام 2009 كان من أكثر السنوات نجاحا في بناء المساكن بالقدس الشرقية، متوقعا أن ينمو بشكل أكبر هذا العام.
وقد تناولت صحيفة تايمز البريطانية هذه القضية من خلال تسليطها الضوء على نشاط كينغ الذي يستخدم الفلسطينيين باعتبارهم واجهة لشراء عقارات ومنازل في القدس الشرقية تنتقل في نهاية المطاف إلى العائلات اليهودية.
ويقول كينغ للصحيفة إن الفلسطينيين يساعدوننا على إدخال المستوطنين إلى القدس الشرقية، وأضاف 'هناك دائما عرب على استعداد تام للعمل معنا –مقابل أجر بطبيعة الحال- وهذا هو نهجنا'.
وتشير تايمز إلى أن استخدام الفلسطينيين كواجهة للشراء يعد أحد الأسباب التي تجعل كينغ يعتقد أن المستوطنين سيمضون في توسيع وجودهم في الأحياء الفلسطينية رغم الضغوط الدبلوماسية الأخيرة.
أما الموقف الرسمي الإسرائيلي من البناء الاستيطاني في القدس الشرقية، فلا يبدو واضحا، كما تقول الصحيفة.
ويقول مسؤولون إسرائيليون في القدس إن ما يقوم به كينغ لا يخالف القانون، وهذا ما يوضح الصعوبة في وقف التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية، حسب تعبير الصحيفة.
ومن جانبه أشار إسحق بيندروس نائب عمدة القدس إلى أنه يعلم بتلك النشاطات الاستيطانية ولكنه لا يستطيع أن يفعل شيئا حيالها، وقال 'إذا استطاع شخص من القطاع الخاص أن يشتري منزلا، فماذا يتوقع أي شخص في العالم من البلدية أن تفعل؟'.
ويقول كينغ إن 'السلطات تحاول أن تعرقل عملنا، ولكنهم يقولون شيئا وما يجري على الواقع شيء آخر'، مشيرا إلى أنه يملك حتى الآن تراخيص لبناء أربعمائة وحدة سكنية في القدس الشرقية.


- صحيفة 'الغارديان'

اوهام السلام

تسائلت صحيفة 'الغارديان'، الإثنين، عن مصير عملية السلام في الشرق الأوسط في إطار نقلها لرؤية المتخصص في السياسة اليساري الإسرائيلي مورين بنفينسيتي الذي قال إن 'عملية السلام مجرد وهم'،
وفي تقرير مراسلها إيان بلاك تحت عنوان 'هل تسير عملية السلام بالشرق الأوسط نحو المجهول؟' نقلت ذي غارديان رؤية صريحة للعالم السياسي الإسرائيلي مورين بنفينسيتي تفيد بأن عملية السلام في الشرق الأوسط مجرد وهم. وتوقع بنفينسيتي (76 عاما) في مقابلة مع الصحيفة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيفشل لا محالة في محاولته إقناع الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى حل على طاولة المفاوضات. وكان بنفينسيتي، صاحب كتاب 'المشاهد المقدسة'، الذي شغل منصب نائب عمدة القدس بعد حرب 1967 يعتقد منذ زمن طويل بأن الاحتلال الذي بدأ بعد تلك الحرب لا يمكن التراجع عنه، وأن على الفلسطينيين والإسرائيليين أن يبحثوا عن بديل لحل الدولتين بعيد المنال الذي سيطر على تفكيرهم في السنوات الأخيرة.
واعتبر فكرة الدولة الفلسطينية في العام 2010 خدعة، معتبرا أن الكفاح من أجل حل الدولتين أمر عفا عليه الزمن، 'وما يجري حاليا من معالجة للقضية مجرد وسيلة لإطالة أمد الوضع الراهن'.غير أن المبعوث الأميركي في الشرق الأوسط جورج ميتشل والإسرائيليين الذين يعتقدون بضرورة إنهاء الاحتلال للحفاظ على الأغلبية اليهودية وحتى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض لا يوافقون بنفينسيتي على ذلك، حسب الصحيفة.
ويرى بنفينسيتي أن الهيمنة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية هذه الأيام شاملة، ويقابلها تفكك فلسطيني في خمسة جيوب، وهي داخل إسرائيل وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وفي الشتات. لذلك، فإن مفهوم الدولة كما يراها بنفينسيتي مضلل، لأنها لن تضم أكثر من ربع السكان الفلسطينيين على مساحة تقل كثيرا عن 10% من مساحة فلسطين التاريخية. ويمضي بنفينسيتي إلى أن القادة الفلسطينيين الذين يقبلون بهذا الحل هم 'حفنة من الخونة لقضيتهم'، وأشار إلى أن رام الله التي تضم مقرات السلطة الفارهة وتتلقي ملايين الدولارات مساعدات خارجية، هي مجرد 'فقاعة يتمتع فيها الذين يسرقون الأموال'.ولفتت الصحيفة إلى أن أفكار بنفينسيتي لم تبن على اقتراحات الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون للراحل ياسر عرفات، ولا على عروض رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت لعباس، بل على المستوطنات الإسرائيلية التي تندمج في المجتمع الإسرائيلي، والطرق المخصصة فقط للمستوطنين وكذلك المناطق العسكرية.
ويختم المراسل تقريره بما لخصه بنفينسيتي بالقول إن 'عملية السلام لا تعدو كونها تبديدا للوقت، وهي وهم يقصد منها إطالة أمد الوضع الراهن'.


- وكالة 'نوفوستي'
ورقة أميركية - روسية تشترط السلام الشامل قبل طرح الملف النووي الإسرائيلي

قدمت موسكو 'ورقة اقتراحات' روسية - أمريكية الى الدول العربية، ناقشها السفراء العرب لدى الأمم المتحدة.
وأفادت صحيفة 'الحياة' أن الورقة تشترط التوصل الى اتفاق سلام شامل بين العرب وإسرائيل قبل تنفيذ قرار الشرق الأوسط الصادر عن مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية العام 1995، والذي دعا الى إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي وإلى إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فيها.
 و طالبت الورقة الروسية - الأمريكية أيضا بانضمام والتزام كل الدول العربية باتفاق إزالة الأسلحة البيولوجية واتفاق إزالة الأسلحة الكيماوية واتفاق حظر إجراء التجارب النووية، وبقية الاتفاقات الأخرى المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل في المنطقة قبل النظر في الملف النووي الإسرائيلي.
 كما ان  ورقة الاقتراحات الروسية – الأمريكية  طالبت كذلك دول المنطقة بالالتزام الطوعي بعدم السعي وراء تخصيب اليورانيوم. وأكدت ضرورة تعاون دول المنطقة في التغلب على المخاوف النووية الموجودة في المنطقة، في إشارة ضمنية الى إيران وسورية، أسوة بالتعاون الليبي والعراقي في الملف النووي، أي تسليم البرامج النووية الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وطالبت روسيا والولايات المتحدة أيضا في ورقتهما المشتركة إخضاع المنشآت النووية الى التفتيش، أي أنهما ربطتا تنفيذ قرار الشرق الأوسط المعني بإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية والذي كان هدفه أساسا إسرائيل مع ملف إيران النووي، وفقا للصحيفة.
وسلم نائب وزير الخارجية الروسي اناتولي انطونوف ورقة الاقتراحات الى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في القاهرة قبل أيام، وقامت الجامعة بإيداع نسخة منها لدى الوفود العربية لدى الأمم المتحدة.
ويشار الى  أن المجموعة العربية ناقشت الموضوع وسط تشاؤم. وقالت مصادر عربية إن الموقف الروسي 'لا يبشر بخير'، خصوصاً ان روسيا أخذت على عاتقها القيام بتقديم الموقف المشترك مع الولايات المتحدة، والذي يلقى دعم الدول الأوروبية النووية أيضا.
وأبلغ السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين سفراء عربا الاستعداد للتفاوض على عناصر الورقة، وفقا للصحيفة. وقرر السفراء تشكيل مجموعة خبراء للقيام قبل نهاية هذا الأسبوع لتحديد موقف عشية افتتاح مؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية الاثنين المقبل في نيويورك.
وعبرت الورقة الروسية - الأمريكية عن موافقة على عقد مؤتمر تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية 'للبحث في الخطوات المطلوب اتخاذها للبدء في تنفيذ القرار'، بحسب تعبير مصدر خبير في خلفية وتفاصيل الصيغ المتداولة في أوراق مؤتمر مراجعة المعاهدة.
لن تكون هناك تسوية مفروضة بل اختر احالة يصعب رفضها لان من يرفضها سيعلمه اوباما والعالم بعده كيف يعرقل تحقيق السلام


 - موقع 'ذا بالستاين كرونيكل'
صواريخ 'سكود' السورية:  سورية  العمود الفقري الذي يصل بين أعداء إسرائيل

في عالم الإعلام المعاصر الذي يضفي الإثارة على نفسه، تجدر مشاهدة بعض الحقائق أكثر من السماع عنها. وخلال الأسبوعين الماضيين، ركزت الكثير من المنافذ الإعلامية الرئيسية على تسليم سورية المزعوم لصواريخ من طراز 'سكود' لحركة المقاومة اللبنانية، حزب الله. ولدى تفحص الكيفية التي جاءت فيها القصة أولاً إلى دائرة الضوء، وكذلك الطريقة التي غطت بها وسائل الإعلاء هذه القصة من دون أي تمحيص لمصادرها، فإن المرء يمكن أن يشرع بملاحظة الحالة المتردية للغاية لإعلام اليوم وتأثيره الاستقطابي العميق.
في الحادي عشر من نيسان (أبريل)، أطلقت صحيفة 'الرأي العام' الكويتية اليومية قصة 'صواريخ سكود'. ومعتمداً على المصادر الأميركية فقط، زعم الكاتب حسين عبد الحسين أن الاستخبارات الغربية والإسرائيلية معاً كشفت النقاب عن تدريب مقاتلي حزب الله في سورية على استخدام صواريخ من طراز سكود، وصواريخ أرض-جو. وقد حدث هذا، كما قيل لنا، في فترة ما خلال الصيف الماضي. وفي أعقاب الاكتشاف المزعوم، كما أضافت المادة، وجهت إسرائيل تهديداً إلى سورية، عبر قنوات رسمية تركية وقطرية، محذرة من نقل أي من السلاحين إلى حزب الله.
وكانت التغطية الغربية للقصة اجتراراً غير مستنطق ومسلماً به للمزاعم الأصلية التي ضمتها مادة صحيفة 'الرأي العام'. ولأنها أكثر افتتاناً بغرام هائل بالأمن الإسرائيلي، تم السعي حتى للمعلقين السياسيين لعقد مقارنات بين صدام حسين والتسليم السوري المزعوم لصواريخ سكود. ووسط المأزق الخانق للصحافة الصفراء الذي تفيض به الأخبار الغربية، لم تكن مثل هذه المقارنة غائبة عن شخص رئيس الوزراء اللبناني. ففي حديث له لجماعة من المواطنين اللبنانيين في روما، لاحظ سعد الحريري: 'إن هذا كله يشبه ما كان قد قيل سابقاً عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، والتي لم يتم العثور عليها قط'.
وعلى نحو متوقع تماماً، لم يجرؤ ولا حتى منفذ إعلامي واحد على أن يأتي بأي ذكر لالتزام أميركا بتقديم مساعدة عسكرية سنوية لإسرائيل بما يقارب 3 بلايين دولار. ولا يحتاج المرء إلى التقارير المتكهنة المنشورة في 'الرأي العام' ليتحقق مما ذكر، كما لا يحتاج المرء إلى أي مخابرات متفوقة ليفهم الطقس الأميركي المتكرر من أن إعادة تسليح إسرائيل يشكل عملية تطوير عسكري 'لكسر التوازن
وهكذا، يمكن للمرء أن ينتج قائمة طويلة من التطورات 'العاملة على تغيير التوازن الاستراتيجي' التي تظل موضع إهمال. قد جاء قرار إدارة أوباما في شهر كانون الثاني (يناير) الأخير، على سبيل المثال، بمضاعفة مخزونات الأسلحة الأميركية في إسرائيل إلى ما تصل قيمته 800 مليون دولار، والتي ستستخدمها إسرائيل في أوقات 'الطوارئ'،  
بغض النظر عن مسائل الدقة في المادة الأصلية، فإن هناك شيئاً محذوفاً في الإخبار الغربي والذي يشي حذفه بالكثير، هو الإخفاق الواضح في استنطاق التوقيت الكامن خلف الزعم بنقل سورية لصواريخ السكود. ولو كانت منافذ الإعلام قد التزمت حتى بمعيار قليل من الموضوعية، لكانت قد توقفت ولو قليلاً عند الاستفزازات الإسرائيلية من نوع كلمات وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الوقحة الموجهة للرئيس الأسد. وفي أوائل شهر شباط (فبراير) من هذا العام، هدد هذا المتحمس اليميني المتطرف سورية بتغيير النظام فيها في عرض للصلف الوقح، والذي يشكل في واقع الأمر رمزاً للكيفية التي تنظر بها إسرائيل إلى نفسها وتحاول فرض هذه الرؤية في السياق الإقليمي.
لقد تم تصميم هذه الضجة حول نقل سورية المزعوم لصواريخ سكود ليكون بمثابة ساتر كبير من الدخان. وقد أصبح الآن سراً مكشوفاً أن حزب الله قادر على ضرب تل أبيب، بل وأبعد منها في الجنوب. وفي أواسط شهر شباط (فبراير) من هذا العام، كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد صرح بعبارات واضحة لا لبس فيها بأنه في حال قامت إسرائيل بقصف الضاحية في بيروت، فإن حزب الله سوف يرد بضربات موجهة إلى تل أبيب، ضربة بضربة. وتقع كل إسرائيل تقريباً في نطاق ضربات حزب الله، تماماً كما أن كل بوصة في كامل الشرق الأوسط، بل ومناطق أبعد في أوروبا، تقع ضمن مرمى الصواريخ الإسرائيلية –بما في ذلك، كما ينبغي أن أضيف، ترسانتها النووية.
وتسعى الولايات المتحدة وإسرائيل كلتاهما إلى فصل سورية عن معسكر المقاومة المكون أساساً من إيران، وسورية، وحزب الله، وحماس. ومنذ اتباع استراتيجية 'الانفصال النظيف' في العام 1996، ظل يشار إلى سورية باعتبارها العمود الفقري الذي يصل بين أعداء إسرائيل. وطوال السنة الماضية، رفع الخبراء الأميركيون والإسرائيليون من سوية معالجة الملف السورية إلى مرتبة الأولوية الأولى من سياق الشرق الأوسط.
في مقدمة تأكيد تعيين روبرت فورد سفيراً للولايات المتحدة إلى سورية، تنبغي قراءة ظهور مزاعم صواريخ السكود باعتبارها نوعاً من مصارعة الأذرع السياسية. وينبغي الاعتراف بأن بعض الأطراف العربية وإسرائيل، تتشارك في مصلحة تبطيء وتيرة التقارب بين واشنطن ودمشق، على الرغم من الاختلاف في الأسباب. ومن خلال التركيز السلبي الذي نجم عن التسليم المزعوم لصواريخ السكود، فإن المحور الأميركي-الإسرائيلي يهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى دمشق، والتي تفيد بأن علاقة الأخيرة مع حزب الله هي عقبة استراتيجية. وبهذا يمكن لذوبان الجليد في العلاقات بين الغرب وسورية أن يتراجع بسهولة في المستقبل بسبب صلاتها مع المقاومة.
ثانياً، لا تفوت إسرائيل أية فرصة للتلويح أمام العالم بكلمة (أمن) من أجل إخفاء مشروعها الاستيطاني المثير للاشمئزاز. وعن طريق تصوير نفسها باستمرار باعتبارها دولة تحت التهديد الدائم، سعت إسرائيل إلى كسب الشرعية وكسبت التعاطف بتزوير وتحريف الحقائق.
على أعقاب شهية إسرائيل التي تزيد جشعاً إزاء 'الأمن'، تغاضى المعلقون الغربيون عن انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، بل وعن جرائم الحرب التي لا تني ترتكبها. وفي هذا السياق، كانت إسرائيل قد أصدرت أمراً عسكرياً في 13 نيسان (أبريل)، والذي يجيز طرد وترحيل الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم في الضفة الغربية. وبدلاً من تسليط الضوء على محنة أمة يتم تشريد أبنائها المرة تلو المرة، والأذى الهائل الذي يلحقه بها المشروع الاستعماري العنصري الاستيطاني، سارع الصحافيون الغربيون إلى تسليط عدساتهم على موضوع تسليم صواريخ سكود المزعوم. ولاحظوا أن الكلمة الرئيسية هي 'مزعوم'، كما لو أنهم يريدون القول بأن تطهير إسرائيل العرقي اليومي لمدينة القدس وترحيل مواطنيها الفلسطينيين ليس له أهمية عندما يُقارن بعملية تسليم الصواريخ المزعومة.
بالنسبة لذوي العقول المنصفة، فإن تناول الإعلام لقصة صواريخ السكود يشكل مثالاً على انحياز وراثي وبنيوي في التقارير الغربية الإخبارية عن الشرق الأوسط. ولم يعد وصف الكيل بمكيالين يكفي ليجسد الكثافة الهائلة لهذه الكراهية وهذا الانحياز المتزايدين.  

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد