- صحيفة 'واشنطن تايمز'
واشنطن تخفف العقوبات على إيران!
يسعى البيت الأبيض إلى الضغط على الكونغرس للموافقة على منح الشركات التي تتخذ من 'الدول المتعاونة' مقرا لها استثناءً من العقوبات المفروضة على إيران، وهي خطوة من شأنها أن تبدد المخاوف الصينية والروسية من العقوبات التي تهدف إلى منع الاستثمار في إيران، وأن تخفف العقوبات على إيران.
ونقل عن النائب الجمهوري إلينا روز ليتنين -وهي عضو في لجنة المؤتمر التابعة للكونغرس- قولها إنه 'من غير المعقول أن تطلب الإدارة استثناءات من تحت الطاولة وتوافق قبل التوقيع على القانون'.
ومن جانبه أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الإدارة تدفع لجنة المؤتمر لتبني إعفاء 'الدول المتعاونة' من قانون العقوبات المفروضة على إيران.
ويشار إلى أن نسخ مشروع القرار لدى كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، لا تتضمن بند 'الدول المتعاونة' رغم أن الإدارة طلبت من القائمين على مشروع القرار في الشيوخ إضافة ذلك المصطلح قبل ستة أشهر.
يذكر أن مشروع القرار الذي يستهدف الشركات التي تبيع إيران البنزين والمعدات اللازمة لمصافي البترول، سيفرض عقوبات على تلك الشركات، كما أنه سيغلق فجوة في العقوبات المفروضة على إيران في السابق من خلال منع الشركات الثانوية الأجنبية التابعة للشركات الأميركية من العمل في قطاع الطاقة بإيران.
وأكدت ليتنين في مقابلة أن الإعفاء تقصد به الصين وروسيا لتقديمهما الدعم لقرار أممي مخفف ضد إيران.
أن لغة 'الدول المتعاونة' التي يستخدمها البيت الأبيض ستدفع القسم التنفيذي إلى تصنيف الدول من حيث مدى تعاونها بشكل عام مع الإستراتيجية الساعية للضغط على إيران اقتصاديا.
ووفقا لمسؤولين في الكونغرس مطلعين على اقتراح البيت الأبيض، فإن 'إدراج دولة في قائمة 'الدول المتعاونة' يعني أن الإدارة لن تحدد شركات تلك البلد كشركات تبيع البنزين أو تقدم المساعدات لصناعة تكرير النفط في إيران'.
ويقول المدير التنفيذي لمؤسسة الديمقراطيات الدفاعية مارك دوبويتز إن 'قانون الدول المتعاونة يبعث بإشارة إلى قطاع الطاقة بأن إدارة أوباما ليست جادة بشأن معاقبة الشركات التي تمضي في عملها بقطاع الطاقة الذي يعتبر عصب الحياة لحكام طهران'.
أما باتريك كلوسون نائب مدير قسم الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فقال إن أهداف السياسة الأميركية يجب ألا تنصب على معاقبة الشركات الأجنبية، بل على إقناع دول مثل الصين لتشديد قيودها التجارية مع إيران.
- صحيفة 'لوموند'
أكل شيء يقال للدفاع عن إسرائيل؟
كتب المحاضر في العلوم السياسية بجامعة باريس 8 جوليان سالينغ, والباحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة يوروبيان يونيفرسيتي إنستيتيوت بفلورانس (إيطاليا) نيكولا دوبيار، والأستاذة المحاضرة بجامعة باريس 8 كاثرين ساماري، مقالا في صحيفة 'لوموند' تحت عنوان 'أكل شيء يقال للدفاع عن إسرائيل؟'.
وجاء هذا المقال ردا على مقال لأستاذ الأدب الحديث بجامعة ديدرو 7 بباريس أريك مارتي بعنوان 'هل مقاطعة إسرائيل من فعل اليسار؟' كان موقع صحيفة لوموند الفرنسية قد نشره يوم 21 أبريل/نيسان 2010.
وهذا نص المقال:
'اختار الكاتب والأستاذ أريك مارتي كعنوان لمقال نشرته له صحيفة لوموند قبل أيام السؤال التالي: 'هل مقاطعة إسرائيل من فعل اليسار؟'. إن ما يبدو انتقادا للحملة المناهضة لإسرائيل (مقاطعة، وقف استثمار، عقوبات) يتجاوز كثيرا هدفه المعلن ويعيد تعريف مصطلحات الصراع الدائر بين الفلسطينيين وإسرائيل.
ولأن عرض مارتي يجمع بين الجدة والتمويه فإنه يستحق أن يوضع، ولو قليلا, تحت مجهر علم الاجتماع ولو بمعناه الحرفي.
فعداء إسرائيل هو (بالنسبة له) 'نتاج ما يشن في الدول الإسلامية من حملة دعاية منظمة ضد السامية' و'ما يتدفق وبشكل جنوني من اتهامات جنائية'.
نعم, هناك معاداة للسامية ونحن نحاربها تماما كما نحارب استغلال القضية الفلسطينية من طرف المروجين لنظرية 'المؤامرة اليهودية', لكننا وبنفس القوة نحارب الخلط وعدم التمييز بين معاداة السامية وبين انتقاد إسرائيل, إذ كيف يفسر السيد مارتي نتائج التحقيق الذي أجرته بي بي سي في 28 دولة, والذي لم تتجاوز فيه نسبة من ينظرون بإيجابية للنفوذ الإسرائيلي -من بين المستطلعة آراؤهم- 19%؟
فهل هذا يعني أن الرأي العام العالمي غدا رهينة للدعاية المعادية للسامية أم هل هو انتقاد عام ومشترك لسياسة إسرائيل؟
إن السيد مارتي يفت في عضد جهود مكافحة معاداة السامية بتطويره هو نفسه عقلية 'المؤامرة' وبدفاعه عن ثلاث من أكثر القضايا المثيرة للجدل في السياسة الإسرائيلية: بناء الجدار، وتصرف الجيش الإسرائيلي خلال عملية 'الرصاص المصبوب' في غزة, ووضع الفلسطينيين داخل إسرائيل.
فمارتي بقوله 'ليس صحيحا أن حاجز أو جدار العزل ينم عن سياسة فصل عنصري' إنما يضرب عرض الحائط وبدون مبالاة بآراء منظمة العفو الدولية والصليب الأحمر والمنظمة الإسرائيلية غير الحكومية بيتسلم, بل لا يأبه برأي محكمة العدل الدولية (يوليو/تموز 2004) الذي اعتبر هذا الجدار 'انتهاكا للقانون الدولي' وطالب إسرائيل بـ'تفكيكه فورا'.
وحسب آخر تقرير للأمم المتحدة, فإن هذا الجدار يتلوى كالأفعى على طول 709 كيلومترات, في حين أن الخط الأخضر لا يتجاوز 320 كيلومترا, كما أن هذا الجدار يتوغل في بعض المناطق داخل الضفة الغربية (وعرضها الكلي 50 كيلومترا) بعمق 22 كيلومترا.
وبذلك تكون إسرائيل قد ضمت بحكم الواقع 10% من الأراضي الفلسطينية بما في ذلك 17 ألف هكتار من الأراضي الزراعية التي لم يعد بإمكان المزارعين الفلسطينيين الوصول إليها, ولو اقتصرنا على شمال الضفة الغربية فقط فإن 220 ألف قروي تأثروا بالجدار.
ويتصور السيد مارتي أن جرائم حرب ربما ارتكبت في غزة, لكنه يبرر ذلك بقوله: 'الحرب إجرامية بطبيعتها', غير أن القانون الدولي الذي يحكم على ما سواه يؤكد مبدأ يتجاهله, وبكل بساطة, السيد مارتي وهو أنه: 'لا يسمح بكل أنواع التصرفات عند دخول الحرب'.
ومن هنا يأتي تأكيد الشهادات والتقارير التي نشرتها المنظمات غير الحكومية لفعلة إسرائيل, فإسرائيل خرقت قانون الحرب بصبها قنابل الفوسفور الأبيض (الذي يعتبر حتى من طرف الولايات المتحدة الأميركية سلاحا كيميائيا) على مناطق آهلة بالسكان, وبمنعها الأطقم الطبية من إسعاف أعداد كبيرة من الجرحى وباستخدامها الفلسطينيين دروعا بشرية.
وما شهادات الجنود الإسرائيليين التي جمعتها المنظمة الإسرائيلية 'كسر الصمت' إلا دليل صريح على ذلك.
وعلاوة على ذلك, فإن إسرائيل بالتواطؤ مع مصر أغلقت هذا القطاع الصغير (360 كيلومترا مربعا), ومنعت مدنييه من الهروب من طوفان الحديد والنار.
وفي انتهاك صريح وتام لقانون الحرب, لا تزال إسرائيل تحكم حصارها وإغلاقها للقطاع, معيقة بذلك إعادة بناء ما دمر ومتسببة في مفاقمة الوضع الصحي للسكان.
ولذا يصبح من غير اللائق ولا الأخلاقي الثناء على إنسانية الجيش الإسرائيلي من أجل الحط من قدر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوصفها 'تعرض المدنيين عمدا للخطر لتختبئ خلفهم'.
لكن علينا هنا أن نتذكر أن هذه هي التهمة نفسها التي وجهت لجبهة التحرير الجزائرية وجبهة التحرير الفيتنامية, إنها حجة ملائمة تجعل من حماس المسؤول عن القتلى الإسرائيليين والفلسطينيين معا وتحجب الأرقام المحرجة لعملية 'الرصاص المصبوب': أكثر من 1400 قتيل فلسطيني, مقابل 13 قتيلا إسرائيليا (أربعة منهم بنيران صديقة).
وأخيرا يؤكد مارتي أن فلسطينيي إسرائيل الذين يمثلون خمس سكان البلد ليسوا ضحية لتمييز مؤسساتي ضدهم, بل هم فقط ضحية لمظاهر من 'عدم المساواة الظرفية'، وهو بذلك يناقض تقرير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2009 الذي يؤكد أن 'مواطني إسرائيل العرب لا يزالون يعانون من أشكال مختلفة من التمييز ضدهم'.
مثلا تحظر الإجراءات الإسرائيلية الخاصة بالتجمع العائلي على الإسرائيليين المتزوجين من خارج البلاد أن يضموا إليهم أزواجهم أو زوجاتهم إذا كانوا فلسطينيين: أليس هذا القانون تمييزيا في بلد يحظر فيه كذلك الاحتفال بالزفاف إذا كان بين يهودي وغير يهودي؟
وماذا عن حقيقة كون 13% من 'أراضي الدولة' التي يسيرها الصندوق القومي اليهودي لا تمنح إلا لليهود؟
ألم تختر إسرائيل علما مزينا بنجمة داود والشمعدان شعارا لها, ألا يبدأ نشيدها الوطني بهذه العبارات 'طالما في القلب تكمن، نفس يهودية تتوق...'.
ألا يحق لفلسطينيي إسرائيل الذين ولدوا على هذه الأرض (قبل قيام إسرائيل نفسها بالنسبة للمسنين منهم) أن يعتبروا اختيار هذه 'الرموز الوطنية' إقصاء لهم كمواطنين إسرائيليين كاملي المواطنة؟ ألا يحق لهم أن يطالبوا إسرائيل بأن تكون ديمقراطية حقيقية 'بلدا لكل مواطنيه'؟
غير أن لوزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان رأيه حول هذه المسألة, 'إذا تعارضت القيم الكونية مع القيم اليهودية, فالأولوية للقيم اليهودية'.
وعليه, هناك حدود لما يمكن أن يقال للدفاع عن إسرائيل, بل إن مداهنة جنون العظمة (البارانويا) الذي يدفع الزعماء الإسرائيليين إلى التهور وتبرير هروبهم إلى الأمام, ليس سوى خدمة سيئة للإسرائيليين.
محو إسرائيل
وما عبارة التهديد بـ'محو إسرائيل من الوجود' التي كانت أول وآخر حجة لدى السيد مارتي إلا أسمى تعبير عن هذه البارانويا, إذ علينا أن لا ننسى أن إسرائيل هي القوة العسكرية الأولى في الشرق الأوسط والوحيدة التي لديها سلاح نووي, وإذن الوحيدة التي لديها القدرة على محو بلد ما من الخريطة.
أما بالنسبة للفلسطينيين, فإن حجة مارتي تبعث على السخرية, فلا هم يمتلكون جيشا ولا دبابات ولا طائرات.
وعليه فإن القول باحتمال 'محو إسرائيل من الوجود' من طرف حماس هو بمثابة القول بأن بإمكان جيش لوكسمبورغ السيطرة على باريس.
والحقيقة أن استغلال الضمير الذي يؤنب الغرب لما لحق باليهود من تدمير حقيقي في الماضي (المحرقة) إنما يستهدف تبييض أيادي إسرائيل, وما يقلق السيد مارتي هو في الواقع نضوب هذه الحجة المتجسد في تزايد الانتقادات الموجهة لإسرائيل.
وسواء أحب السيد مارتي أم كره, فإن ما ينصب النقد عليه ليس 'غياب الرؤية' لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو وإنما سياسات لم تختلف باختلاف الحكومات, نفذتها الحكومات المتعاقبة 'اليسارية' منها و'اليمينية' و'الوسط' و'الوحدة الوطنية' بنفس الطريقة, وهي سياسات تؤجج معاداة السامية, خصوصا عندما تؤكد الدولة التي تنفذها أنها تقوم بذلك باسم اليهود.
'قمت بزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة, ورأيت فصلا عنصريا في الطرقات والسكن, فارتسمت أمام ناظري نفس الظروف التي عشناها في جنوب أفريقيا خلال فترة حكم نظام الفصل العنصري', تلكم هي الكلمات التي كتبها الأسقف الجنوب أفريقي الحائز على جائزة نوبل للسلام في العام 1984 دوسموند توتو قبل ثلاثة أسابيع, وعلى كل واحد منا أن يسمعها ويعيها, اللهم إلا إذا أراد أن يضيف الصمم إلى العمى.
- وكالة 'نوفوستي'
إيران تصنع منظومة جديدة مضادة لصواريخ كروز
أعلن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي عن تصنيع منظومة جديدة مضادة لصواريخ كروز لها القدرة على إطلاق 4 آلاف اطلاقة في الدقيقة الواحدة.
وأشار وزير الدفاع الإيراني في حديث مع وكالة أنباء 'فارس' الى جهود وزارته الرامية الى إنتاج منظومات حديثة للدفاع الجوي. ولفت الى إنتاج منظومة 'مرصاد' التي تطلق صواريخ من طراز 'شاهين'، موضحا أن هذه المنظومة تعد من احدث ما توصل اليه خبراء وزارة الدفاع في هذا المجال. وقال: 'نقوم بوضع تصاميم وتصنيع أسلحة مختلفة مثل أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى ومتوسطة المدى وكذلك بعيدة المدى'.
كما أعلن وحيدي أن المنظومة الجديدة صنعت لمواجهة التهديدات على ارتفاع منخفض مثل صواريخ كروز، مشيرا الى أنها ستدشن قريبا.
قراءة وسائل الاعلام الاسرائيلية في صيغتها بالانكليزي على الانترنت ليست هي قراءة لاسرائيل.
- صحيفة 'يديعوت حرونوت'
إيران تصنع منظومة جديدة مضادة لصواريخ كروز / غي بخور
من يتابع الاعلام الاسرائيلي والسياسيين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين لا يمكنه أن يفر من الانطباع القاتم باننا نوجد عشية حرب. ولكن يجدر بنا الانتباه الى أن اللبنانيين والسوريين يخشون من ان تهاجمهم اسرائيل، بينما عندنا يخشون بان حزب الله، او حماس بالذات وهم الذين تتعاظم قواهم، من شأنهم ان يهاجموا اسرائيل.
كل طرف يتهم غيره بالنوايا الهجومية، وها هو التفسير: ليس لاحد مصلحة في حرب جديدة في المنطقة. بالعكس، لكل الاطراف مريح الوضع الراهن، والنتائج التي قد تجلبها معها الحرب رهيبة. وعليه فمن غير المتوقع حرب في الصيف القريب القادم.
قبل شهر طرح السؤال هل صواريخ القسام تعود الى الجنوب؟ وكان الجواب واضحاً منذئذ: الردع الاسرائيلي قوي جدا حيال غزة، وحماس ستفعل كل ما في وسعها كي توقف النار. وهذا بالفعل ما حصل. لقد أخفناهم في 'رصاص مصبوب' لدرجة انهم باتوا غير معنيين بأي حال من الاحوال بحرب جديدة. لقد فهموا الرسالة. وقد اخفنا حزب الله جدا بحيث أن نصرالله سيكون مختبئا بعد قليل لاربع سنوات من يد اسرائيل الطويلة. هو ايضا فهم.
اعداء اسرائيل اعتادوا على أن يروا الجيش الاسرائيلي يغرق في اراضيهم، بين مواطنين معادين وبالتالي يتعرض للضربات من العبوات الجانبية ومن الكمائن. اما الان، فعندما يهاجم الجيش من الاراضي الاسرائيلية، بقوة، فان صدمتهم كبيرة. كما أنهم رأوا جيشا، دبابات، وبالاساس طائرات قتالية، وليس قوة حفظ نظام كما اعتادوا في العقدين الماضيين. خوف حماس وحزب الله كبير لدرجة اننا دون أن ننتبه سيطرنا على عقولهم. نحن نخيفهم خوفا يبعث على الشلل.
تشهد على ذلك سيطرة حماس من جديد على القوات الارهابية في القطاع للتأكد من أنها لن تطلق صواريخ القسام. وقد سبق لوزير الخارجية ليبرمان ان اوضح ماذا سيحصل للنظام السوري اذا ما هاجمت دمشق، وحزب الله شريك اليوم في الحكومة اللبنانية. فرنسا ايضا، سيدة الحريري، اوضحت لبيروت بانه خلافا لحرب لبنان الثانية، في المرة القادمة الحكم اللبناني كله سيكون مشاركا، وسيكون صعباً عليها تقديم المساعدة. هذا هو الردع الاقوى الذي يقف في صالح اسرائيل منذ عشرات السنين.
فهل بالذات اسرائيل هي التي ستبدأ بحرب في الصيف؟ لا يوجد احتمال. الردع الناشىء والاستقرار الذي جلبه معه يرضيان القيادة العسكرية، الامنية والسياسية. الوضع الراهن في كل الجبهات مريح لاسرائيل. وما يثير الفرح اكثر هو القدرة على قراءة عقل اعدائنا، بعد أن ثبت بانهم لم يفهموا العقل الاسرائيلي. فقد فوجئوا مرتين، في 2006 وفي 2009، عندما اعتقدوا ان اسرائيل 'الضعيفة' لن تهاجم. اما اليوم فانهم يفهمون بان قراءة وسائل الاعلام الاسرائيلية في صيغتها بالانكليزي على الانترنت ليست هي قراءة لاسرائيل.
بعد عقد من الحروب، اعادت اسرائيل لنفسها الردع، ناهيك عن أن ليس لها مصلحة في الحرب. الجيش الاسرائيلي مدرب، مجهز بجيل جديد من السلاح المتقدم، متحفز مثلما لم يكن منذ عشرات السنين. كل هذه هي ضمانة طيبة بالذات لصيف شرق اوسطي هادىء.
- صحيفة 'واشنطن بوست'
العقوبات القادمة على إيران / دايفيد إغناتيوس
ترمي استراتيجية إدارة أوباما فيما هي تصوغ العقوبات التي تستهدف إيران، إلى نصب مصيدة مؤلمة لها- بحيث كلما حاول الإيرانيون بذل جهد أكبر للخروج من هذه العقوبات، اشتدت عليهم حبال الشرك.
وهي فكرة ذكية. لكنها حتى لو عملت بدقة مصيدة الفئران، فإنه من غير المرجح لها أن توقف البرنامج النووي الإيراني، وهذا هو السبب في لجوء وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس وغيره من المسؤولين الأميركيين إلى الضغط من أجل اسكتشاف السؤال الاحتمالي: 'ماذا لو'، في شأن إيران، وبالتالي الإسراع في التخطيط لحالة الطوارئ التي قد تنشأ فيما تتعمق المواجهة.
وفي الغضون، لم يرق للبيت الأبيض تشخيص صحيفة 'نيويورك تايمز' لمذكرة غيتس التي كان قد وضعها في كانون الثاني (يناير) الماضي، باعتبار أنها 'دعوة للتغطية'، على ضوء كل العمل الذي عملته الإدارة أصلا حول إيران. لكن قصة النيويورك تايمز ألقت الضوء على مدى الإلحاح الذي ينظر به غيتس وغيره من المسؤولين إلى المشكلة، وخوفهم من أن لا تقوم العقوبات، مهما حسن بناؤها، بأداء الخدمة المقصودة.
وطبقا لما أدلى به مسؤول رفيع، مقتبساً من نصها، فإن مذكرة غيتس دعت على وجه التحديد، إلى 'تخطيط وإعداد حصيفين' للمواجهة مع إيران. وطلب وزير الدفاع بأن تبحث 'اللجنة الرئاسية'، أي اللجنة المكونة من كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي، طائفة القضايا والخيارات التي قد تنشأ في سياق المشكلة الإيرانية.
أما الخطوة التالية في حملة الضغط هذه، فهي نظام العقوبات الذي يقوم بصياغته ستيوارت ليفي، وكيل وزارة الخزينة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية. وستكون لهذه الخطة عدة مكونات متداخلة مع بعضها بعضا: سيكون الأنموذج المثالي الذي يمكن أن يحققه استصدار قرار جديد لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، يقضي بإضافة عقوبات جديدة ضد جهاز الحرس الثوري الإيراني والشركات المنضوية تحت لوائه، سوية مع مؤسسات إيرانية أخرى منخرطة في إنتاج ونقل وتمويل شحنات الأسلحة والنشاطات الأخرى غير المشروعة. ولا يشكل ذلك سوى البداية وحسب. وفي الغضون، تدرك الإدارة أن القرار سيتعرض للتخفيف من جانب روسيا والصين، لكنها تفضل عقوبات الأمم المتحدة في جميع الأحوال، لتكون منصة تنطلق منها إجراءات إضافية تقدم عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها. وهذه العقوبات الخاصة والأحادية هي التي ستفضي إلى إيقاع ألم فعلي بإيران. وفيما يحاول الإيرانيون تفاديها، فإن مرواغتهم ستفضي إلى فرض إجراءات عقابية إضافية. ويشرح مسؤول رفيع المستوى الوضع بالقول: 'إنك إذا ركزت على السلوك السيئ، فإن تفادي العقوبات لا يقوضها، وإنما يصعدها'.
وثمة مثال على الكيفية التي تستطيع بها المصيدة المؤلمة أن تؤتي أكلها، والذي يتمثل في حالة بنك صباح المملوك للدولة الإيرانية، فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات في شهر كانون الثاني (يناير) من العام 2007، زاعمة أن البنك المذكور كان قد مول تطوير صواريخ تستطيع حمل أسلحة نووية، فأضافت الأمم المتحدة نسختها من العقوبات الإضافية ضد البنك في شهر آذار (مارس) من العام نفسه. وقد تحول الإيرانيون بعد ذلك، حسب ما زعم، إلى مؤسستين أخريين مملوكتين للدولة من أجل تمويل النشاطات النووية، هما بنك ميللي وبنك ميلات، فضربتهما الولايات المتحدة بالعقوبات أيضاً، وضغطت على البنوك الدولية لوقف أي نشاطات تجارية معهما. أما البنوك التي زعم بأنها ساعدت الإيرانيين في تفادي الضوابط، فقد جوبهت بفرض غرامات كبيرة عليها. ولتسوية التهم التي وجهتها الحكومة الأميركية في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وافق بنك لويدز البريطاني على دفع مبلغ 217 مليون دولار، فيما وافق بنك كريديه سويس على دفع مبلغ 536 مليون دولار. إلى ذلك، قررت معظم البنوك العالمية أن القيام بنشاطات تجارية مع طهران لا يساوي كلفة المخاطر الناجمة عنه.وغضونا، عصرت المصيدة خط الملاحة البحرية للجمهورية الإسلامية المملوك للدولة، والذي شهد فرض عقوبات عليه في العام 2008 من جانب الولايات المتحدة. وقد حاولت شركة الملاحة الإيرانية المذكورة، كما زعم، تفادي المصيدة من خلال إعادة تسمية بعض سفنها، فجرد البريطانيون خط الملاحة الإيراني من تأمينه، ما دفع الإيرانيين إلى السعي للحصول
على تغطية من روسيا، لكنهم لوحقوا من جانب مراقبي الولايات المتحدة الذين قالوا إن سلوك الشركة المخادع كان بمنزلة دليل على وجوب عدم الثقة بها، ما شكل بالتالي خطرا تأمينيا. ومع كل هذا الضغط الجسور، فإن إيران تستمر في القيام بعمليات بنكية وملاحية... وهو ما يوضح الصعوبة التي ينطوي عليها استخدام العقوبات لفرض تغيير في السياسة. ولكم أن تتعقبوا سجل هذا الأسلوب، من كوبا إلى العراق.
بالنسبة لصناع السياسة، أخذت المباحثات في التحول إلى منطقة حساسة؛ حيث طرحت مذكرة غيتس المسافة بين العقوبات والعمل العسكري المباشر. فما الخيارات الموجودة لدى الولايات المتحدة وحلفائها، عدا الحرب، لرفع الكلفة التي تتكبدها إيران لقاء تبنيها لبرنامج الأسلحة النووية؟ وهل هناك سبل لإغراق أو نسف أو احتواء هذا البرنامج من دون قصف المرافق الإيرانية فعلاً؟
لن نسمع الكثير من الانتعاش العام حين يتعلق الأمر بهذه المنطقة الرمادية. لكن ذلك هو المكان الذي سيركز فيه المسؤولون الكبار الجزء الأكبر من طاقتهم في الأشهر المقبلة، فيما هم يعدون العدة لاحتمال أن لا تؤتي مصيدة ليفي الذكية أكلها.