- صحيفة 'الغارديان'
البديل الضروري لأميركا هو تعلم العيش مع القنبلة الإيرانية / ريتشارد روجرز
فيما يستمر باراك أوباما بإلهام الناس بالدعوات التي يطلقها من أجل عالم خال من الأسلحة النووية، يدرك الواقعيون السياسيون في واشنطن، وليس أقلهم وزير دفاع أوباما الوزير روبرت غيتس، أنه يحتمل كثيراً أن تكون أميركا بلا حول ولا قوة أمام انتشار الأسلحة النووية عبر الشرق الأوسط.
وبينما كان يكتب لصحيفة 'واشنطن غلوب' مؤخراً، قال المعلق المتألق اتش دي. اس. غرينودي انه حتى لو كانت القوة العسكرية لأميركا لم تضعف أصلاً، فانها ستكون قادرة في أفضل الحالات على تأخير برنامج إيران النووي لبضع سنوات وحسب. ويعني ذلك ان البديل الضروري لأميركا هو تعلم العيش مع القنبلة الإيرانية.
وعودة إلى المملكة المتحدة، حيث كانت الامة تراقب حين كان نيك كليغ يبسط قضية الديمقراطيين الليبراليين حول ضرورة إعادة النظر في استبدال 'ترايدندت' محاججا في الحاجة للبحث عن بديل أرخص، او ربما، مجرد ربما، التخلي حتى عن وجود رادع نووي مستقل لبريطانيا جملة وتفصيلاً. وقد تم التعليق كثيراً على اقتراح كليغ، منخفض النبرة عن إعلانات أبكر وأكثر جرأة حول الموضوع نفسه، مما نجم عنه لحظة نادرة من التوافق السياسي بين ديفيد كاميرون وغوردون براون.
وسوف يبقى النقاش، بطبيعة الحال، مستمرا حول اي سياسي وأي وجهة نظر هي التي على حق. لكن ما أعتقد بأنه جدير أيضاً بالالتفات إليه، مع ذلك، هو رد الفعل على ذلك من جهة الأجيال المختلفة، فيما يتعلق بالقضية السياسية المتعلقة باستبدال 'ترايدنت' وبالمضامين الكونية للتسلح النووي المستمر.
وبينما كنت أتحدث مع أخي 'سيب' بعد المناظرة، هالني كم كان مغضبا. وكان مغضباً من ردود براون وكاميرون على كليغ -وبشكل خاص حقيقة أن كلا الرجلين اعربا عن اعتقادهما بان وجود الرادع النووي
يجعلنا أكثر أمناً. لكنه استشاطا غضبا ايضا لأنه بعد عام واحد فحسب من خطاب أوباما المتفائل بامتياز في براغ، فإنه يجري استبعاد فكرة عالم خال من الأسلحة النووية على جانبي الأطلسي باعتبارها سذاجة سياسية.
وبالنسبة لشخص ترعرع خلال حقبة الحرب الباردة، يبدو الادعاء بأن وجود رادع نووي يجعلنا أكثر أمنا، إذا قلنا ذلك بصراحة، مجرد هراء. وبعد أن أمضيت إحدى فترات بعد الظهر وأنا أشاهد أفلاماً مؤرشفة من سلسلة 'احم نفسك وتمكن من البقاء'، فقد أصبح بوسعي أن أبدأ بفهم السبب. فهناك مذكرات تقشعر لها الأبدان تذكرنا بعصر مختلف، والتي تبدأ بصورة عائلة في ظل سحابة فطر، وتتضمن أسطراً من عبارات من قبيل: 'ربما يأتي تحذير على نحو غير متوقع مطلقاً. وما ينبعث منها يمكن ان يقتل، على الرغم من انك لا تستطيع مشاهدته او الشعور به او تنسمه. هناك خطر في الخارج'.
الى ذلك ، يقترح العالم النفساني البروفيسور ستانلي راتشمان، وهو المرجعية الرائدة في حول موضوع تطور القلق، أنه 'يمكن اكتساب المخاوف عبر ثلاثة مسارات: التكييف، والتعرض بالإنابة، وبث المعلومات والإرشادات'. ولعل مشاهدة هذه الأفلام المعلوماتية العامة القديمة وحده، ناهيك عن تخيل المزاج العام في اواخر السبعينيات واوائل الثمانينيات، بينما تكات ساعة يوم القيامة تدق مقتربة باطراد من منتصف الليل، والتدرب على مواجهة حالات الطوارئ في المدرسة والبيت، فإنه لا يمكن أن يكون هناك شك بأن التهديد الدائم والرهيب بحدوث هولوكوست نووي إنما يفي بكل هذه المعايير. وفي حقيقة الأمر، وبتعزيز من ذلك الخوف، فإن النشاط في الحملة من أجل نزع التسلح النووي كان هو القوة الدافعة نحو تسييس جيل بكامله.
أما بالنسبة للجيل الذي جاء بعد ذلك، فإن مثل هذا الخوف المستشعر لم يكن موجوداً بكل بساطة. ومن الطبيعي اننا ندرك ونبدي قلقا بالغا إزاء الخطر والتداعيات الاقتصادية المتداخلة التي تنجم عن امتلاك ترسانة نووية قومية. لكن ذلك القلق إزاء الأسلحة النووية، لا يستطيع مع ذلك سوى أن يكون مختلفاً جداً بالنسبة لأي شخص يقل عمره عن 35 عاماً، والذي لم يكن قد عاش طفولته في ظل التهديد المقيم والرهيب بالقنبلة النووية. وقد استرشدت يقظة أبناء جيلنا السياسية بعالم ما بعد أحداث 11/9. وقد سيرنا جيوشنا ضد العراق، لكن عدداً أقل بكثير شارك في مسيرات ضد الأسلحة النووية، ربما لأننا لم نكن خائفين بكل بساطة.
من الصعب التخمين بما عساها ان تكون تبعات هذا التحول في المنظور بالنسبة للساسة الساعين إلى الانخراط مع الناخبين الأكثر شباباً، وبالنسبة لأولئك الذين يشرعون في الاضطلاع بدور في تقرير السياسة على حد سواء. ومن الممكن ان يكون أي إطار تفكير مختلف منطويا على خطر ما يزال ماثلاً، وهو ما يقودنا إلى إساءة تقدير خطر الدمار المؤكد بشكل متزامن او الافتقار إليه. أم انه قد يمهد الطريق، كإجراء بديل، إلى نجوم مقاربة اكثر عقلانية لمحاولات الإنسانية المستمرة لتطوير وإدامة القدرة على إفناء نفسها؟
- وكالة 'نوفوستي'
فلسطينيو غزة ينجحون في اختراق الجدار الفولاذي
فجر حفارو الأنفاق الغزاويون مفاجأة من العيار الثقيل، بكشفهم أنهم قد تمكنوا من اختراق ما يعتقد أنه الجدار الفولاذي المقاوم للقنابل الذي قيل إن السلطات المصرية بنته للحد من عمليات التهريب على الحدود المصرية مع قطاع غزة،
ونقل عن أحد حفاري الأنفاق القول 'لكل مشكلة حل'وإن الغزاويين يستخدمون آلات حرارية فائقة القوة لإحداث ثقوب في الجدار الفولاذي، وأكد آخر أن اختراق الجدار يمكن أن يستغرق ثلاثة أسابيع من العمل، غير أنهم نجحوا في ذلك في نهاية المطاف.
ومنذ تشديد الحصار على قطاع غزة في عام 2007 تحولت أنفاق التهريب تحت الحدود مع مصر إلى الطريق الرئيسي لنقل المواد الاستهلاكية وتهريب البشر والمخدرات والأسلحة إلى القطاع. وبدأت السلطات المصرية بناء جدار فولاذي تحت الأرض على الحدود مع قطاع غزة بهدف وقف عمليات التهريب.
- صحيفة 'هآرتس'
نهاية الغموض النووي / روبين بدهتسور
يبدو أنه لأول مرة منذ 1969 من شأن اسرائيل أن تقف أمام ضغط امريكي موجه نحو سياستها في الغموض النووي. في حينه، قبل أربعة عقود، اتفق حسب المنشورات بين رئيسة الوزراء غولدا مائير والرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون على الا تمارس الادارة الامريكية ضغطا على اسرائيل للانضمام الى ميثاق منع نشر السلاح النووي (NPT). وبالمقابل تعهدت اسرائيل الا تعلن عن كونها دولة نووية والا تجري تجارب نووية.
يخيل أن الرئيس باراك اوباما قرر الخروج عن قواعد اللعب التي كانت مقبولة من أسلافه، وفي اطار رؤياه لاقامة عالم نظيف من السلاح النووي يعتزم العمل في الشرق الاوسط ايضا المنطقة التي يسود فيها الافتراض بأنه لا يوجد سلاح نووي الا لدى دولة واحدة هي اسرائيل.
على نية محتملة من اوباما لهجر اتفاق 1969 بين اسرائيل والولايات المتحدة يدل رده على ورقة العمل التي وضعتها مصر على طاولة مؤتمر الـNPT الذي ينعقد هذه الايام في مبنى الامم المتحدة في نيويورك. في البند 31 في ورقة العمل المصرية جاء أن الدول الاعضاء في ميثاق NPT (189 دولة) تتعهد الا تنقل الى اسرائيل معدات، معلومات، مواد او معرفة مهنية تتعلق بالنووي، طالما كانت اسرائيل غير مستعدة للانضمام الى الميثاق والسماح بالرقابة على منشآتها النووية. كما أن البند يدعو الدول الاعضاء في الميثاق الى 'الكشف عن كل المعلومات المتوفرة لديها بالنسبة لطبيعة وحجم القدرة النووية لاسرائيل، بما في ذلك معلومات تتعلق بالمساعدة النووية التي قدمت لاسرائيل في الماضي'. وما تقصده مصر هو اساسا فرنسا والولايات المتحدة اللتان تعتبران الموردتين الاساسيتين للبرنامج النووي الاسرائيلي. كما أن المصريين يدعون الى اتخاذ قرار لاقامة منطقة نظيفة من السلاح النووي في الشرق الاوسط.
محاولة مصرية مشابهة كانت في العام 1995، ولكن في حينه دعا الرئيس بيل كلينتون اليه الرئيس المصري حسني مبارك وطلب منه الكف فورا عن محاولة الضغط على اسرائيل للانضمام الى الـNPT. وخلافا لكلينتون، اختار اوباما الحوار مع مصر، بل ان الادارة الامريكية وافقت على تعيين مبعوث خاص ينسق اعدادا لمؤتمر دولي يعنى بتقدم فكرة شرق أوسط نظيف من السلاح النووي.
التطورات الاكثر خطورة في هذا المجال هي على ما يبدو امكانية أن تربط الادارة بين استعدادها للعمل لمنع تزود ايران بسلاح نووي بخطوات تطلب من اسرائيل في المجال النووي. صحيح أن هذه حاليا هي مبادرة مصرية، الا انه من غير المستبعد ان تؤيدها الولايات المتحدة. في هذه المرحلة يكتفي الامريكيون بخلق صلة بين الاستعداد للعمل تجاه ايران وبين استعداد اسرائيل لتحقيق تسوية مع الفلسطينيين.
بالنسبة لما يجري في هذا المجال، محظور على مقرري السياسة في القدس أن يواصلوا دس رؤوسهم في الرمال والامل بأن تتمكن اسرائيل من مواصلة التمسك بسياسة الغموض النووي. يبدو أنه آجلا أم عاجلا سيضطرون الى الاعتراف بأن عهد الغموض قد انتهى. وعليه فإن على اسرائيل أن تستغل ما يجري هذه الايام في نيويورك وان تبادر الى حوار مع ادارة أوباما تتوصل فيه الدولتان الى اتفاق على هجر الغموض الاسرائيلي.
واضح أن موافقة امريكية على هذه الخطوة سيكون لها ثمن ستضطر اسرائيل الى دفعه: الاستعداد للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين، في اساسها تحقيق مبدأ الدولتين للشعبين. كونه من شبه اليقين ان الادارة على أي حال ستضغط لتحقيق هذا المبدأ فمن المجدي لاسرائيل أن تربط ذلك بالمطالب الامريكية من اسرائيل في المجال النووي.
على رئيس الوزراء ومستشاريه ان يهجروا الجمود الفكري الذي يميز سياسة النووي الاسرائيلية والمبادرة الى التغيير. في المحادثات مع الادارة يمكن لاسرائيل ظاهرا أن تستعين بالنموذج الهندي. في ايار (مايو) 1998 هجرت الهند سياسة الغموض النووي، نفذت سلسلة من التجارب النووية وانضمت بذلك، في خطوة من جانب واحد، الى النادي النووي. صحيح ان الادارة الامريكية في البداية فرضت عليها عقوبات معتدلة جدا، ولكن وقبل مرور وقت طويل، وبمبادرة امريكية، وقع بين الدولتين اتفاق للتعاون في المجال النووي. وهكذا سلمت الولايات المتحدة بهند نووية، دون ان تنضم هذه الى ميثاق الـNPT .
اسرائيل يمكنها ان تحقق مسبقا موافقة الادارة على الغاء الغموض، وهكذا تمتنع عن مرحلة العقوبات. على أي حال الغموض الاسرائيلي يعتبر في العالم كله كبدعة تثير السخف. وقعت لدى اسرائيل الفرصة لأن تضع حدا لهذه البدعة. يجب استغلالها.
- صحيفة 'ميدل ايست اون لاين'
إسرائيل 'تواجه بعض أقسى التحديات في تاريخها' / باتريك سيل
في تطور ينطوي على نذر غير محببة بالنسبة للسلام في الشرق الأوسط، شرعت إدارة الرئيس أوباما في تبني خط قوي مؤيد لإسرائيل، مماثل للخطاب السياسي المعادي للعرب الذي انتهجته الإدارة السالفة التي خضعت لسيطرة المحافظين الجدد بقيادة جورج دبليو بوش.
وتبدو وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وأنها تتزعم هذا الاتجاه. ففي كلمة لها يوم 30 نيسان (ابريل) الماضي أمام لجنة العلاقات الأميركية اليهودية (آيباك) لم تبد أي تردد في الإعلان عن أن 'التهديدات الموجهة ضد إسرائيل هي واقع حقيقي، وهي آخذة في التنامي ويجب التصدي لها'. وأضافت كلينتون أن إسرائيل 'تواجه بعض أقسى التحديات في تاريخها' بسبب الخطر القادم من إيران وسورية ومن مجموعات مثل حزب الله وحماس.
وقالت بلهجة اتهام أن نقل سورية لأسلحة متقدمة على نحو متزايد إلى حزب الله يمكن أن يشعل فتيل نزاع خطير، في حين أن نجوم إيران مسلحة نوويا سوف ينزع استقرار المنطقة على نحو معمق. ومتجاهلة نفي سورية الحازم لهذه الشحنات والبيانات الإيرانية المتكررة القائلة بأن البرنامج النووي الإيراني يجري تطويره لخدمة أغراض مدنية بحتة، استخدمت كلينتون على غير عادة لغة قوية في التحذير الموجه لكلا البلدين من أن التزام أميركا بأمن إسرائيل هو أحد الثوابت التي لا تهتز. وقالت إن على هذين البلدين أن يفهما تبعات التهديدات الموجهة للدولة اليهودية. وانتقلت من ثم إلى التحذير من أن 'الرئيس الأسد يتخذ قرارات يمكن أن تفضي إلى اندلاع حرب في المنطقة أو إلى إحلال السلام فيها'.
وتعد عبارات مثل هذه، وكلمة بكلمة تقريباً، مرادفة لعبارات أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أثناء زيارته لواشنطن في الأسبوع قبل الماضي. وكان الوزير الإسرائيلي قد ادعى بأن وصول صواريخ جديدة لحزب الله تخل بميزان القوى الإقليمي. وفي تهديد يكاد يكون مقنعاً وموجها إلى لبنان، حذر ايهود باراك من أن ذلك البلد العربي سيعد مسؤولا عن أي ترد في الأوضاع.
ولأي مراقب مستقل، فإن تصريحات السيدة كلينتون وتلك التي أدلى بها ايهود باراك تعد قلبا غير طبيعي للوضع على أرض الواقع؛ إذ لا تواجه إسرائيل 'تهديدات حقيقية ومتنامية'، وإنما جاراتها من الدول التي تعيش تحت وطأة خوف دائم من هجوم متجدد تشنه إسرائيل، الأقوى والمسلحة على نحو أفضل بما لا يقارن.
إلى ذلك، لم يتعاف لبنان بعد من تبعات هجوم إسرائيل الكارثي الذي شنته عليه في العام 2006، وهو ما أفضى في حينه إلى قتل 1500 مدني، في الوقت الذي ما تزال فيه غزة الخاضعة لحصار بحري وحشي محرومة من مواد البناء اللازمة لعمليات إعادة الإعمار، وما تزال تعيش وسط الردم الذي سببه غزو إسرائيل للقطاع في الفترة بين كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) 2008-2009، والذي أفضى أيضا إلى قتل نحو 1500 شخص وجرح الآلاف. أما بالنسبة لإيران، فهي تواجه تهديدا دائما بشن هجوم يتكرر الإعلان عن نية شنه علنا على منشآتها النووية.
وبعيدا تماما عن ترسانة إسرائيل النووية التي تضم 200 رأس حربي يتمركز بعضها في غواصات من طراز دولفين Dolphin، فإن سلاح الجو الإسرائيلي الذي يتلقى أسلحته وطائراته من أميركا يعد أقوى سلاح جوي في المنطقة، وهو قادر على شن هجوم على أهداف تبعد نحو 1500 ميل بصواريخ جو–أرض، وبقنابل جي. بي. يو. 28 GBascii85-28 المخصصة لضرب الدشم والاستحكامات الحصينة.
وكما هو معروف جيداً، فقد تعهدت الولايات المتحدة بالحفاظ على 'تفوق إسرائيل العسكري النوعي' أمام أي تجمع للدول العربية، فضلا عن تعهدها بعدم إماطة اللثام عن القدرة النووية العسكرية لإسرائيل في أي تصريحات عامة.
على أن الاستنتاج الذي لا يمكن تفاديه، والذي يترتب على المرء أن يصل إليه من ملاحظات السيدة كلينتون، هو أنه لا يحق لجيران إسرائيل أن يدافعوا عن أنفسهم، ويجب عليهم الخنوع لصفعات إسرائيل المتكررة وسيطرتها العسكرية الكلية. وعندما يشير باراك إلى تغير في ميزان القوى، فإنه يعني أن بعض جيران إسرائيل يحاولون امتلاك السبل التي تردع إسرائيل من دون شن المزيد من الهجمات -وهو تطور يعد، رغم أنه يمر في طوره الطفولي، أمراً لا يمكن التسامح معه من جانب إسرائيل وداعمها الأميركي.
وخلال زيارته إلى دمشق يوم 30 نيسان (ابريل) الماضي، كان محمد رضا رحيمي، نائب الرئيس الإيراني، قد تعهد بالوقوف إلى جانب سورية ضد أي تهديد إسرائيلي. ووعد بأن 'تدعم طهران سورية بكل ما أوتيت من سبل وقوة'.
وبعيداً تماما عن عملياتها العسكرية الرئيسية، تستمر إسرائيل في شن الهجمات على السكان الفلسطينيين الرازحين تحت قبضتها بشكل يومي. وقد ذكرت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية الجسورة 'بتساليم' مؤخرا أن فتى فلسطينيا عمره 19 عاما وغير مسلح قد أردي قتيلاً على يد القوات الإسرائيلية على مقربة من شريط الحدود مع غزة، عندما كان يتظاهر مع آخرين ضد 'منطقة الموت' التي خلقتها إسرائيل على طول الحدود مع غزة، ما يحرم القطاع من حوالي 20 % من الأراضي القابلة للزراعة.
ووفق منظمة 'بتساليم'، فإن مستوطنا يهوديا فتح النار على متظاهرين فلسطينيين بالقرب من نابلس، وكان هناك جنود إسرائيليون موجودون في المكان، لكنهم لم يفعلوا شيئا لوقفه. وفي شهر آذار(مارس) الماضي، دهم جنود إسرائيليون في الليل منزل نانسي حمدية في جنين، وساقوها مع زوجها وأولادهما الأربعة، بمن فيهم رضيع عمره 5 أيام إلى الخارج، حيث وضعوهم في العراء وسط البرد القارس المؤلم لمدة ثلاث ساعات ريثما تم تفتيش منزلهم والعبث بمحتوياته.
من المؤكد أن السيدة كلينتون لا بد وأن تكون مدركة لأن هذه مجرد أمثلة عشوائية لتهديدات 'حقيقية ومتنامية' يواجهها جيران إسرائيل يوميا. وعلى المرء أن يتساءل مستنكراً عما إذا كانت تفهم بأن تصريحاتها تقوض، وعلى نحو مميت، محاولات الرئيس باراك أوباما -كما جاء في كلمته التي ألقاها في القاهرة في السنة الماضية- إقناع العرب والمسلمين بأن الولايات المتحدة تسعى إلى التصالح معهم. وكان حرياً بها أن تفكر بعمق بأن التحيز المفضوح ضد العرب والإيرانيين، كما تعلن عنه جهاراً، إنما يولد حتما مشاعر الغضب والعداء في المقابل.