صحافة دولية » مقالات (مترجمة) من صحف ومجلات أجنبية

- صحيفة 'يديعوت أحرونوت'
صفعة اخرى للاميركيين / اليكس فيشمان

الاميركيون مستعدون لان يلعبوا دور الغبي العالمي حيال الايرانيين، بل واسوأ من ذلك: يتوقعون من اسرائيل أن تنضم الى رقصة الشاذين خاصتهم. إذن قد يكون بوسع الامريكيين ان يسمحوا لانفسهم بالانجراف، فهم على أي حال امبراطورية، اما نحن فلا يسعنا ذلك.
ايران اتخذت أمس خطوة اخرى في اتجاه تحقيق سلاح نووي عسكري ـ فالعالم يعتاد، الامريكيون يسلمون بالفكرة ، ونحن ـ والشرق الاوسط بأسره ـ نبقى وحيدين امام هذا التهديد. في السنة الماضية اقترح الروس على الايرانيين بالضبط ذات الحل الذي اقترحه امس الرئيس البرازيلي لولا والرئيس التركي اردوغان.
في حينه، في السنة الماضية تسلى الايرانيون قليلا بالفكرة، وشعر الروس بانهم فوق الحصان حيال الولايات المتحدة، الايرانيون كسبوا مزيدا من الوقت وفي نهاية المطاف ردوا الاقتراح.
هذا هو المكان للايضاح بان كل صلة بين هذا الاقتراح ـ الذي اتفق عليه أم لم يتفق عليه امس ـ وبين استمرار تطوير القدرة العسكرية النووية الايرانية هي صلة غير مباشرة بالتأكيد.
يدور الحديث عن تخصيب لليورانيوم الايراني ـ من قبل طرف ثالث ـ الى مستويات تسمح بتشغيل مفاعل بحثي في طهران. لا توجد لهذا أي صلة بمواصلة النشاط العسكري النووي الايراني، وبالتأكيد ليس في مسار البلوتونيوم.
يوجد هنا، في افضل الاحوال، ابطاء لتخصيب اليورانيوم للاغراض العسكرية، وذلك لان جزءا من اليورانيوم الذي في حوزة ايران سيكون تحت الرقابة. أمامنا قصة كلاسيكية من الخداع. قبل نحو سنة، عندما طرح الروس الاقتراح، كان لدى الايرانيين أقل من 200 كغم من اليورانيوم المخصب. اما اليوم فلديهم 1.200 كغم وربما أكثر. ووفقا لحساب اجري في اسرائيل، فان اتفاق لولا سيؤجل السباق الايراني نحو السلاح النووي بثلاثة اشهر، ليس أكثر.
الرئيس البرازيلي لولا يريد جدا انقاذ العالم، والايرانيون، اصدقاؤه المقربون، يقررون ان يكرروا على ظهره الحل الذي سبق أن ردوه في الماضي فيجعلوه، بين ليلة وضحاها سوبرمانا، بطلا ً عالمياً: هو (لولا) سيجلب البشرى، وهم (احمدي نجاد) سيستجيبون له.
ومن أجل الكسب في ذات الفرصة لمربح تركي ايضا يدعو الايرانيون الرئيس اردوغان، الذي لم يحلم بالشرف الذي اغدق عليه والتمتع بثمار النجاح. قبل سنة دحره الامريكيون خارج الوساطة مع ايران، أما الان فيعيده احمدي نجاد عبر البوابة الرئيسية. صفعة اخرى للامريكيين.
النتيجة السياسية ـ الدبلوماسية: الايرانيون خلقوا وضعا جعل فيه الرئيس البرازيلي ببساطة اضحوكة من الولايات المتحدة. فقد انطلق الى خطوة سياسية في مجال مركزي في السياسة الخارجية الامريكية، دون ان ينسق او يطلع الولايات المتحدة، حقق نتيجة ليست لها أي علاقة بالمصلحة الامريكية، والان سيتعين عليهم ان يشرحوا لماذا يسيرون نحو العقوبات في الوقت الذي جلب لولا فيه 'اتفاقا' للعالم. واذا كانت ادارة اوباما نجحت حتى الان في تجنيد ائتلاف لعقوبات خفيفة على ايران، سيتعين عليها الان ان تتصبب عرقا شديدا.
فتوجد منذ الان مسودة في مجلس الامن لعقوبات خفيفة، حتى الصينيون وافقوا عليها. اما الان فقد تلقى الامريكيون صفعة. في حينه في شهر ايار (مايو) الحجة لتأجيل العقوبات كانت لبنان، رئيس الجمعية العمومية في الامم المتحدة.
أما الان فالمبادرة البرازيلية توفر عذرا لتأجيل اضافي من حزيران (يونيو) الى موعد غير معروف، والتخوف في اسرائيل هو أن هذا ما سيحصل.
في اسرائيل اتخذ أمس قرار مبدئي: عدم التعقيب. الانتظار لرؤية ما يقوله ويفعله الامريكيون. والامريكيون يلعبون دور الاغبياء، وهم لا يزالون يدرسون ما حصل هناك في طهران. على اسرائيل أن تعتاد على فكرة أن الادارة الامريكية، حتى لو لم تعلن عن ذلك سلمت بنووي ايراني.
ما يقلقهم اكثر هو مبادرة اسرائيلية احادية الجانب. فهم يشاركون منذ الان في حربين ولا يعتزمون ان يشاركوا في ثالثة. وعليه، فانهم سيفعلون كل شيء كي لا تسخن اسرائيل المحركات.
 

- صحيفة  'واشنطن بوست'
أميركا تتخلى عن جيران روسيا

قال مسؤول أميركي سابق إن إدارة الرئيس باراك أوباما في طريقها إلى التخلي عن جيران روسيا على الرغم من أن موسكو لا تزال تحتل أجزاء من جمهورية جورجيا في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
وأشار ديفد كرامر –الذي عمل نائبا لمساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية في إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش- إلى أنه سبق أن حذر في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست في مارس/ آذار الماضي من مغبة إبرام 'صفقة كبيرة' بين الولايات المتحدة وروسيا في سياق سعي إدارة أوباما لإصلاح ذات البين مع موسكو.
وأضاف أن أحد أسباب خوفه كان يكمن في أن الإدارة الأميركية ستتبنى سياسة 'روسيا أولاً' على حساب جيران روسيا.
غير أن المشكلة في واقع الأمر –كما كتب كرامر في الصحيفة نفسها اليوم- بدت أسوأ من ذلك, إذ يبدو أن الإدارة اتجهت لتبني سياسة 'روسيا فقط', متجاهلة من ثم -بل ومتخلية عن- الدول الأخرى في المنطقة.
وقال إن أكثر الأمثلة سطوعا تجلى عندما أعلن أوباما, في رسالة مرفقة مع اتفاقية للتعاون النووي مع روسيا أحيلت مرة أخرى للتصديق عليها من قبل الكونغرس, إن الوضع في جورجيا 'لم يعد يتطلب اعتباره عقبة للمضي قدماً' في مراجعة الاتفاقية.
وكانت إدارة بوش قد وقّعت هذه الاتفاقية في مايو/ أيار 2008 لكنها سحبتها من مضبطة الكونغرس فيما بعد 'إدراكا منها أنها سوف تُرفض عقب الغزو الروسي لجورجيا'.
وبإعلانه صراحة أن الوضع في جورجيا لم يعد يمثل عقبة تعترض تحسين العلاقات الروسية الأميركية, فإن إدارة أوباما تتخلى بذلك تماما عن الجورجيين وتعطي روسيا الضوء الأخضر لمواصلة انغماسها في التصرفات الاستفزازية على طول حدودها.
ولطالما صرّح أوباما وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين بأنهم لا يعترفون بمنطقة نفوذ روسية, لكن الأفعال أو التراخي عن الفعل يكون أكثر تعبيرا عن الأقوال, طبقا لكرامر.
ويرى الكاتب أن الإدارة الأميركية بإهمالها دول المنطقة باستثناء روسيا إنما تتنازل لموسكو عن تلك المنطقة تماما, مشيرا إلى أن أوباما تحدث إلى والتقى 'صديقه وشريكه' الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أكثر من أي زعيم آخر.
وقال إن على أوباما أن يستغل تلك اللقاءات ليوضح بجلاء أن اعتداء روسيا على جيرانها واحتلال أراضيهم أمر غير مقبول, وإن عليه أن يشرع في إقامة صداقات وشراكات في أماكن أخرى من المنطقة.  

 
- صحيفة 'ديلي ستار'
أهي نهاية أميركا في الشرق الأوسط؟ / مايكل يونغ

قد يقول البعض إن المبالغة في خدمة الحقيقة ليست فضيلة. ولكن، أين هي الحقيقة أو المبالغة حقيقة في الملاحظة التي قد نكون نشهدها، والتي تتمثل في بداية أفول هيمنة طالت لما يقارب 60 عاما لأميركا في الشرق الأوسط، ما لم تعكس إدارة أوباما سياساتها؟ ولعل مما ينطوي على نذر أنها لا توجد أجوبة لدى أي أحد.
وتبدو الفكرة غرائبية. هل تفقد أميركا القوة التي استطاعت الاحتفاظ بها على مدار مشوار حياة معظمنا؟ وربما تكون الفكرة غرائبية، لكن لك أن تتأمل ما يلي: في ضوء افتقار الرئيس باراك أوباما لاستراتيجية متماسكة للمنطقة، فإننا نشهد في كل مكان حالات وهن متعمقة وسط غياب قرار عقلاني من جانب واشنطن لخفض سقف طموحاتها أمام لاعبين إقليميين أكثر ديناميكية. وعلى أن لهؤلاء اللاعبين نقاط قصور خاصة بهم، إلا أنهم يبدون مهيئين على نحو أفضل للتعامل مع التبعات قياسا مع الولايات المتحدة.
ودعونا نضيف أيضاً بنداً آخر على المزيج القاتم: إن كسل وفتور واشنطن يزيدان من فرص دخولها في حرب مع إيران، وهو أمر ما يزال أوباما حريصا، وعلى نحو يمكن تفهمه، على تجنبه.
وفي الأثناء، قد يقع نظام الدولة العربي في مصيدة مرحلة من التدهور النهائي. فمعظم الأنظمة العربية أصبحت بالية، وقد فقدت الكثير من شرعيتها جراء تعزيز نزعة السلطوية لديها، بينما لم تقدم سوى النزر اليسير لمواطنيها الذين يصبحون أكثر شباباً باطراد، على طريق العقود الاجتماعية التوافقية، وتوفير فرص التعليم المفيدة والظروف المعيشية الأفضل. وفي الأثناء، تسود حالة من الجمود، كما أن سطوة الدول العربية الريادية التي سادت ذات مرة في السابق انتقلت إلى دول غير عربية في محيط المنطقة: تركيا وإسرائيل وإيران.
وكان لهذا تداعياته السلبية على الولايات المتحدة، والتي اعتمدت هيمنتها السياسية في المنطقة على النظام العربي القديم. وإلى ذلك، تعتبر حليفتا أميركا منذ أمد السعودية ومصر، أضعف حالياً مما كانتا عليه من قبل. وفي الوقت ذاته، تقف إدارة أوباما على أعتاب إعادة التخندق النفسي تجاه الشرق الأوسط، نتيجة لعوامل لا تعد ولا تحصى، وفي قمتها كلها شعور بأن الولايات المتحدة لا تستطيع الوفاء بالالتزامات المالية المترتبة عليها تجاه الامبراطورية الشاسعة التي كانت تسيطر عليها ذات يوم.
وعندما ننظر إلى السياسة الأميركية، فماذا نرى اليوم؟ كبداية، نرى أن إيران تتحدى أميركا في المنطقة على نحو فعال. وقد يبدو هذا إفراطاً في الثقة بالنفس، لكن الإيرانيين يرون القليل مما يقلقهم ويؤرق مضاجعهم. ولك أن تأخذ حالة العراق الذي حاربت الولايات المتحدة طويلاً من أجله وتجشمت الصعاب حتى استطاعت في نهاية المطاف إضفاء الاستقرار عليه في أعقاب عوائق مشهودة خلال السنوات المباشرة التي أعقبت الحرب، والتي امتدت خلال الأعوام 2003-2005. واليوم، أصبحت أولوية أوباما العنيدة هي الانسحاب من العراق، مما يعني حرمان واشنطن من البقعة الأساسية اللازمة لاحتواء إيران، ولممارسة نفوذها على سورية، كما وعلى العربية السعودية إلى حد ما.
لقد وفرت نتائج الانتخابات العامة العراقية فرصة لإدارة أوباما، حيث خسر حلفاء إيران الأوثق الأرضية، على العكس من الكتل التي يقودها إياد علاوي ونوري المالكي. وبدلاً من محاولة فرض نوع من التسوية بين الرجلين، والذي يستطيع خلق الأساس لنظام سني-شيعي أكثر استقراراً، وبالتالي علاقة استراتيجية جديدة بين واشنطن وبغداد، لم يفعل أوباما أي شيء بخصوص ذلك. وقد رأت إيران في ذلك فسحة مناسبة، وهي تسارع الآن إلى المساعدة في تأسيس حكومة بقيادة شيعية، والتي ستفضل المصالح الإيرانية بلا أدنى شك.
ويعني رفض واشنطن تطوير علاقة استراتيجية مع العراق من أجل كبح إيران، أن الولايات المتحدة ستعول، بدلاً من ذلك، على الدول الخليجية الواهنة للوقوف في وجه الجمهورية الإسلامية. ولعل مما لا يفاجئ أن إيران لا ترى سوى القليل جداً من العوائق الخطيرة التي تضعها أمامها جاراتها من الدول العربية الخليجية. وستتبدد هذه العوائق تماما في حال حازت إيران على السلاح النووي. وتتمتع إيران بميزة امتلاكها القدرة، في أماكن مثل العربية السعودية والبحرين والكويت واليمن، على تجنيد وتحريك أفراد من أبناء الأقليات الشيعية التي تشعر بالامتعاض في تلك البلدان.
إلى ذلك، سوف يكون أثر التوصل إلى تسوية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على الخليج والعراق، وهما ميدان اللعب الحساس للتنافس الأميركي الإيراني، محدوداً وحسب. وما يزال الفلسطينيون أداة يستخدمها الإيرانيون، مثل لبنان؛ من أجل حماية هدف إيران الجوهري: تكريس تفوقها في الخليج. وتكمن أولوية إيران في تقويض مكانة أميركا في الشرق الأوسط على نحو مطرد، مع إثارة توترات إقليمية أخرى تعد في حد ذاتها أقل أهمية لطهران من الناحية المباشرة، لكنها تصب في هذا الاتجاه. وفي الغضون، تعد حماس، شأنها شأن حزب الله، بمنزلة أطراف تمتص الصدمة عن إيران فيما هي تطور قدرات نووية، والتي تعد حجر الزاوية في محاولتها فرض هيمنتها الإقليمية.
وذلك ما يجلبنا إلى حطام السفينة: أفغانستان، حيث حشر أوباما نفسه في حالة مستحيلة هناك. فقد حدد موعدا نهائيا لبدء الانسحاب من ذلك البلد في تموز (يوليو) من العام 2011. وفي حال فشل في كسب انتخابات نصف المدة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وهو أمر محتمل، فإننا نستطيع التأكد من أنه سيبدأ بتنفيذ انسحابه قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما لم يطرأ تحسن دراماتيكي في الحظوظ الأميركية. وحتى الآن، لا تبدو الإمارات جيدة، حيث تجد واشنطن نفسها تقاتل طالبان فيما هي تكافح لإيجاد أرضية عامة بين الأهداف المتضاربة لحليفيها الرئيسيين (غير الموثوق بهما) في الحرب الأفغانية، وهما الرئيس حامد كرزاي والباكستان. أضف إلى ذلك أنها لا توجد لدى الباكستان أي رغبة فعلية في رؤية الولايات المتحدة وقد أفلحت، مفضلة أن تعيد تأكيد سلطتها الخاصة في كابول.
وتعد هذه أنباء جيدة بالنسبة لإيران؛ فكون إدارة أوباما عالقة في مجسات أفغانستان يرجح تراجعات أميركية في الشرق الأوسط. كما أنه إذا قرر الرئيس أوباما إغلاق مغامرته في أفغانستان في العام المقبل فإن التبعات على نظرة أميركا لنفسها كما ونظرة العالم إلى أميركا يمكن أن تكونا دراميتين، خاصة إذا استخدمت إيران ذلك الانفتاح لوضع اللمسات النهائية على السلاح النووي. وسيكون أوباما قد رأس انسحابين عسكريين رئيسيين فيما سمح لإيران أن تصبح خصما رئيسياً في الشرق الأوسط.
لكن هناك سيناريو محتملاً آخر. قد يدرك أوباما أن طهران قد دفعته إلى الزاوية، فيلجأ إلى الشيء الوحيد الذي يمكن يدعو إليه ببعض منطق الفوقية، القوة العسكرية. أما وقد تم تحييده في العراق، وأفغانستان، ولبنان، وفي جميع الاحتمالات على المسار الفلسطيني؛ أما وأنه رأى حلفاءه الرئيسيين وهم يصبحون أكثر هامشية باطراد؛ أما وأنه رأى كل ذلك، فإن الرئيس ربما يقرر أخيراً أن الكيل قد فاض، ويذهب إلى الحرب. وأياً يكن ما يحدث، فإن خيارات أوباما السيئة اليوم تدفع به في الاتجاه الذي يمقته أكثر ما يكون.


- مجلة 'تايم'
الاتفاق النووي الإيراني.. تقدم أم تأجيل؟

تحت عنوان 'اقتراح إيران النووي الجديد: تقدم أم وسيلة للتأجيل؟' كتب أندرو لي بترز أن إيران والغرب حاولا لعدة عقود وبدون نجاح تضييق الخلافات بينهما بشأن تصميم إيران على أن يكون لديها برنامجها للطاقة النووية، والتي يرتاب الغرب في أنها تريد صنع أسلحة نووية. والآن البرازيل وتركيا، البلدان الطموحان للعب أدوار أكبر على المسرح العالمي، تزعمان أنهما وجدتا صيغة لإحداث تقدم كبير. فقد أعلنت تركيا والبرازيل وإيران أمس التوصل إلى اتفاق تنقل بموجبه إيران كمية كبيرة من مخزونات وقود اليورانيوم إلى تركيا لإعادة معالجته.
لكن ما زالت هناك تساؤلات كثيرة حول تفاصيل الاتفاق الذي سيتم التدقيق فيه بمجرد أن تسلمه إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا. وواقع الأمر هو أن بعض المراقبين يقولون إن هذا الاتفاق يمكن أن يزيد التوترات في المواجهة بين إيران وأولئك الذين يتمنون كبح برنامجها النووي.
وقال الكاتب إن الاتفاق التركي البرازيلي قصد تهدئة مخاوف مجلس الأمن بشأن شفافية أهداف إيران النووية في وقت يدرس فيه المجلس حاليا جولة أخرى من العقوبات لإقناع إيران بوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم، الذي تقول إيران إنه لأغراض سلمية لاستخدامه في الأبحاث الطبية.
ويوضح أنه بشحنها هذه الكمية من اليورانيوم لن يكون لدى إيران سوى مخزون قليل في الداخل، وهي كمية تم تقليلها بدرجة كافية لإقناع النقاد بأن إيران ليس لديها ما يكفي لتخصيبه إلى المستويات العالية جدا اللازمة لتصنيع سلاح نووي. وبمجرد أن يتحول اليورانيوم إلى نوع من الوقود النووي اللازم لمفاعل طبي لا يمكن استخدامه كسلاح.
لكن المشكلة عموما، كما يقول بترز، هي أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد نفد صبرهما مع إيران، بينما كانت روسيا والصين (اللتان يمكنهما استخدام حق النقض في مجلس الأمن) تقدمان إيماءات دبلوماسية لتشجيع الحركة في المفاوضات.
أميركا والأمم المتحدة كانتا تطالبان إيران طوال الستة أشهر الماضية بقبول اتفاق مماثل للاتفاق التركي البرازيلي، الذي بموجبه تشحن إيران اليورانيوم إلى فرنسا لإعادة معالجته.
 ورغم أن الرئيس أحمدي نجاد أيد الاتفاق مبدئيا فإنه تداعى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وسط انتقاد جماعي من شتى الأطياف السياسية في إيران، بعدما اتهم كل من المتشددين والمعتدلين الحكومة بالتخلي عن إرث البلد النووي.
وأشار الكاتب إلى أن البرازيل وتركيا قد تكونان نجحتا في النفاذ إلى إيران، حيث فشلت الولايات المتحدة، فقط لكونهما قوتين ناميتين وليستا قوتين عظميين، ومن ثم فهما أكثر ثقة لدى إيران. ولكن لأن عرض أميركا لإيران فشل فقد استيأست إدراة أوباما -إلى حد كبير- من أن تتعاون إيران طواعية. وبدأت تدفع باتجاه جولة جديدة من العقوبات الأممية، ولم تثر أوروبا، على الأقل حتى الآن، وروسيا والصين اعتراضات. ومن المحتمل أن تنظر إدارة أوباما للاتفاق الجديد باعتباره وسيلة للتأخير ألقت بها إيران بمجرد أن بات واضحا أن العقوبات كانت وشيكة.
وعقب بترز أن هناك كثيرا من الأسئلة في الاتفاق بحاجة إلى إجابات. فعلى سبيل المثال لم يحدد الاتفاق أي دولة ستقوم بالتخصيب خاصة أن تركيا ليست لديها القدرة على عمل ذلك بنفسها. والأهم هو أن إيران قد استمرت في تكديس مخزونات من اليورانيوم المخصب. وأيضا رغم أن إيران تعرض إرسال نفس كمية اليورانيوم لتركيا كما أرادت أميركا أن ترسلها لفرنسا، فمن المرجح جدا أن يكون لديها مخزون احتياطي أكبر. ولهذا فقد يكون ما زال لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لكي تظل فوق العتبة اللازمة لبناء سلاح نووي. وقد عبرت الولايات المتحدة عن ارتيابها في أن إيران لديها مرافق تخصيب أكثر مما هو معلوم حاليا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
حتى إذا لبى الاتفاق المقترح استحسان الوكالة الدولية وتم تنفيذه، فمن غير المحتمل أن يرضي إسرائيل التي تعتقد أن برنامج إيران النووي يشكل تهديدا وجوديا للدولة العبرية. ولم توافق الحكومة الإسرائيلية حتى على الاتفاق الأصلي الذي رعته الوكالة الذرية ومن غير المحتمل أن تنظر إلى اتفاق الوساطة التركي كحل. وحتى الآن، فقد أقنعت أميركا إسرائيل بالتراجع عن تهديداتها بإنهاء البرنامج النووي الإيراني بالطريقة التقليدية القديمة -بالقصف العسكري- لكن إسرائيل تقول إنها تحتفظ بحقها في الرد فرديا إذا عجزت الولايات المتحدة عن جعل إيران تنهي برنامج التخصيب كلية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد