- صحيفة 'واشنطن بوست'
إيران فوق أرض مهتزة / دايفيد إغناتيوس
إن فرص تجنب وضع سيئ في أزمة البرنامج النووي الإيراني أفضل نسبيا الآن عما كانت عليه قبل أسبوع. و سبب ذلك واحد هو أن روسيا والصين رفضتا أن تكونا معاونتين لطهران في برنامجها المثير للجدل. , أن روسيا والصين بموافقتهما على إصدار قرار من الأمم المتحدة بفرض عقوبات على إيران، تكونان قد وقفا إلى جانب الدول التي تريد منع طهران من امتلاك أسلحة نووية. وذهب إلى القول إن المهم في هذا الموقف الموحد للأمم المتحدة أنه سيجبر إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات إذا كانت تريد تفادي عزلة دبلوماسية متزايدة تفرضها عليها القوى العظمى.
وتابع قائلا 'نعم, يمكن لطهران أن تدعي أنها حصلت على دعم من اثنتين من دول العالم الصاعدة هما البرازيل وتركيا, لكن في واقع الأمر أن الإيرانيين يدركون أنهم بفقدهم روسيا والصين إلى صفهم فإنهم يقفون فوق أرض مهتزة'.وكانت طهران بإبرامها اتفاقا نوويا مع البرازيل وتركيا تأمل تجنب قرار بعقوبات جديدة يجري إعداد مسودته في مجلس الأمن الدولي. أما الوسيطتان البرازيل وتركيا فكانتا تنشدان من ذلك الاتفاق إضفاء بريق لطموحاتهما الهادفة إلى أن تكونا قادة لحركة عدم انحياز جديدة, على حد تعبير إغناتيوس.
- صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور'
تركيا قوة متصاعدة
قالت صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور'، الجمعة، إن الدور الذي لعبته تركيا في إبرام صفقة نووية مع إيران ينم عن قوة دبلوماسية صاعدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الدور ينسجم مع سياسة خارجية تزداد حيوية، وتمتد من الكونغو إلى روسيا وحتى أميركا الجنوبية، وتسعى لتضم كل ما يقع بين ذلك. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو استضاف بداية الأسبوع مؤتمرا في إسطنبول عن السياسة الخارجية لبلاده و'النظام العالمي' في القرن الحادي والعشرين. وتستمد تركيا نفوذها الدبلوماسي المتعاظم من موقعها في مفترق الطرق بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وكونها معبرا للناس والتجارة وملتقى للأفكار وممرا للطاقة. ثمة عامل آخر ربما ساعد في تعزيز ذلك النفوذ ألا وهو رفض الاتحاد الأوروبي المتكرر لمحاولات تركيا الحصول على عضويته, كما يرى فن أوسلر هامبسون المتخصص في الشؤون الدولية بجامعة كارلتون الكندية في أوتاوا. ولاحظ هامبسون أن الرئيس التركي عبد الله غل عندما سافر في مارس/ آذار الماضي إلى الكاميرون والكونغو اصطحب معه وفدا مؤلفا من 140 رجل أعمال, وهو ما اعتبره بمثابة شاهد على تطور التجارة التركية الأفريقية التي قفزت من 1.5 مليار دولار أميركي في 2001 إلى أكثر من 10 مليارات دولار العام الماضي.
ويمضي النشاط الدبلوماسي التركي بشكل 'محموم' إذ جاء توقيع الصفقة النووية مع إيران بعد أسبوع من قيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة تركيا, ثم جاء بعده الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.
واصطحب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان معه عشرة وزراء ومائة رجل أعمال تركي عند زيارته أثينا, وهي الرحلة التي اعتبرها نقطة تحول في العلاقات مع اليونان. وترتبط تركيا كذلك بعلاقة وطيدة مع البوسنة والهرسك, وتسعى جاهدة للانضمام للاتحاد الأوروبي, وستستضيف خلال هذا الأسبوع اجتماعات عن الصومال وعن دعم مساعي السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وسيزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تركيا في وقت لاحق.
- صحيفة 'لوس أنجلوس'
مخاوف من عودة العنف للعراق
ذكرت صحيفة 'لوس أنجلوس'، الجمعة، التداعيات المحتملة للأزمة السياسية والخوف من المستقبل المجهول الذي يتسبب بفقدان الأمل لدى أبناء الطبقة الوسطى من الشعب العراقي، ودفعهم إلى الهجرة وأوضحت أن كثيرا من أبناء العراقيين، الذين كانوا يعيشون حياة طبيعية أو يحاولون التأقلم للعيش في وطنهم رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها، باتوا مضطرين إلى مغادرة البلاد للعيش في سوريا أو الأردن تحت وطأة الأزمة السياسية الراهنة في بلادهم. وأخذت الصحيفة الناشطة العراقية في مجال حقوق الإنسان ابتسام حمودي (56 عاما) مثالا عن الخوف من المجهول الذي يعاني من العراقيون.
فالسيدة فحمودي بقيت عندما اخترقت الدبابات الأميركية المناطق المجاورة لمكان سكناها وخربت الطرقات، لم تغادر الوطن كما فعلت كثيرات من صديقاتها الغنيات، حالمة بغد أفضل. كما لم يستطع المسلحون الذين حولوا أحياء غرب بغداد إلى ميادين قتال إجبارها على الرحيل عن وطنها الذي تحب، ولا هم تمكنوا من إجبارها على المغادرة عندما قتلوا زوجها وهو يهم بمغادرة مكان عمله تاركين إياها تقاوم الأحزان.
بيد أن الأزمة السياسية التي تلت الانتخابات البرلمانبة الأخيرة لتنذر بعودة أجواء العنف إلى البلاد وبشكل أشد من أي وقت سبق، بات الوضع مختلفا بالنسبة للناشطة حمودي التي هيأت نفسها وأسرتها للسفر إما إلى سوريا أو الأردن. ويقول المهندس بوزارة الإسكان وحيد ثاني (43عاما) إن المؤشرات التي يمكن مشاهدتها على الساحة العراقية تدلل على احتمال عودة البلاد إلى أوضاع أكثر سوءا، مرجعا أسباب التشاؤم إلى استحالة إيجاد الحلول المناسبة للصراعات السياسية الراهنة.
ولفتت الصحيفة الأميركية الانتباه إلى تزايد أعداد القتلى بين المدنيين في ظل التفجيرات التي شهدتها أنحاء متفرقة من العراق في الآونة الأخيرة، وما سببته من مخاوف من احتمال انزلاق البلاد مجددا إلى أجواء العنف واليأس والإحباط التي يشبهها العراقيون بالقنبلة الموقوتة.
- صحيفة 'هآرتس'
لنعِش على المقاطعة / جدعون ليفي
معظم الاسرائيليين تصدمهم امكانية ان يفكر أحد ما في العالم بمقاطعة دولتهم، انتاجها او جامعاتها. هذه الوسيلة تعتبر في اسرائيل غير مشروعة. من يطالب بمثل هذه المقاطعة في العالم يعتبر لا ساميا وكارها لاسرائيل، يشكك بحقها في الوجود، ومن يدعو الى عمل ذلك من اسرائيل يعتبر خائنا وكافرا بالامر الاساس. فكرة أن تكون المقاطعة، حتى ولو محدودة كفيلة بان تؤثر على اسرائيل لتغيير طريقها، في صالحها، هي فكرة لا تطاق هنا. وحتى الخطوة الطبيعية والمفهومة من تلقاء ذاتها، لمقاطعة منتجات المستوطنات من السلطة الفلسطينية، يعتبر في العيون الاسرائيلية المزدوجة الاخلاق كخطوة استفزازية. كما أن التقدير بان المقاطعة الدولية لنظام الابرتهايد في جنوب افريقيا كان بين العوامل لاسقاطه، لا يعتبر هنا تقديرا ذا صلة او مقارنة مناسبة.
ردود الفعل غير المتسامحة هذه قد يكون ممكنا فهمها لو لم اسرائيل نفسها من كبار المقاطعين، فهي لا تقاطع فقط، بل وتحرض الاخرين على المقاطعة، وربما ايضا تفرض عليهم مقاطعاتها. فاسرائيل تفرض المقاطعات الثقافية، الاكاديمية، السياسية، الاقتصادية والعسكرية على المناطق، ويكاد لا يوجد احد يشكك بشرعية هذه المقاطعات. اما مقاطعة المقاطعين؟ فهذا غير وارد.
فعل المقاطعة الاكثر فظاظة ووحشية هو بالطبع الحصار على غزة والمقاطعة على حماس. فبادارة اسرائيل انضمت اليها بتلقائية تبعث على التساؤل كل دول الغرب تقريبا. لا يدور الحديث فقط عن حصار، يترك غزة في عوز منذ اكثر من ثلاث سنوات، ولا عن المقاطعة المطلقة (والغبية) لحماس، دون ادراج البحث في جلعاد شليت في ذلك، بل ايضا عن سلسلة المقاطعات الثقافية، الاكاديمية، الانسانية والاقتصادية. اسرائيل تهدد تقريبا كل سياسي يسعى الى دخول غزة كي يرى المشاهد القاسية فيها، وتحظر الدخول ايضا على من يريدون ان يقدموا لها المساعدة الانسانية. انتبهوا: المقاطعة ليست فقط على حماس، بل على غزة باسرها، على كل سكانها. اسطول السفن الذي يوشك على الانطلاق في الايام القريبة القادمة من اوروبا الى غزة بهدف كسر الحصار سيحمل الاف الاطنان من مواد البناء، المنازل الجاهزة والادوية. وقد أعلنت اسرائيل منذ الان بانها ستوقفه بالقوة. المقاطعة هي مقاطعة.
محاضرون وأطباء، فنانون، رجال قانون ومثقفون، اقتصاديون ومهندسون لا يسمح لهم بالدخول الى غزة. مقاطعة مطلقة من انتاج أزرق أبيض. من يتحدث عن انعدام الاخلاقية وانعدام المنفعة في استخدام المقاطعة، يفعل ذلك دون ان يرف له جفن في غزة.
كما أن اسرائيل تدعو العالم الى مقاطعة ايران. ولكن ليس فقط غزة وايران الدخول الى اسرائيل والى الضفة ايضا يتأثر مؤخرا بتعاظم حملة المقاطعات. من يشتبه بالعطف على الفلسطينيين او الحرص على مصيرهم يقاطع ويطرد. مهرج جاء لينظم اجتماع للمهرجين ونشيط سلام جاء لحضور حلقة بحث، علماء، فنانون ومفكرون يوجد اشتباه بانهم يؤيدون القضية الفلسطينية، يطردون. هذه المقاطعة ثقافية واكاديمية بكل معنى الكلمة، مقاطعة نحن نرفضها اذا ما اتخذت ضدنا.
ولكن حتى في ذلك لا تنتهي قائمة المقاطعين من الدولة المناهضة للمقاطعات: حتى منظمة امريكية يهودية، تعرف نفسها كمؤيدة لاسرائيل، جي ستريت، تذوقت هي ايضا ثقل ذراع المقاطعة الاسرائيلية. جي ستريت مسموح مقاطعتها لانها تتبنى السلام، اما منتجات المستوطنات التي قامت على ارض سليبة فمحظور مقاطعتها. منع محاضر ضيف من الوصول الى جامعة في غزة هذا ليس مقاطعة اكاديمية، اما مقاطعة جامعة اسرائيلية توجد لها برامج خاصة وموجزة لمحققي المخابرات وضباط الجيش الاسرائيلي، والذين هم في نظر دوائر واسعة في العالم هم شركاء في جرائم حرب يعتبر كفرا.
صحيح، الاسرائيلي الذي يعيش في اسرائيل سيجد صعوبة في التحريض على المقاطعة، عندما لا يقاطع هو نفسه بلاده او جامعته. ورغم ذلك، من حقه أن يعتقد ان المقاطعة كفيلة بان تدفع دولته لان تضع حدا للاحتلال وانه طالما لم يدفع الاسرائيليون الثمن عنه لن يكون تغيير. هذا موقف شرعي واخلاقي لا يقل عن موقف من يدعون بان المقاطعة ليست اخلاقية وليست ناجعة، وهم يتخذونها ضد الاخرين. اذا كنتم تعارضون المعارضة على اسرائيل؟ فهيا نلغي اولا كل المقاطعات التي فرضناها بكلتي يدينا.
- صحيفة 'ذي تايمز'
الصفقة مع إيران زائفة
قالت صحيفة 'ذي تايمز'، الجمعة، إن الاتفاق الذي توصلت إليه كل من إيران وتركيا والبرازيل الاثنين الماضي والذي يقضي بتجميد لب برنامج طهران النووي بأنه صفقة زائفة.
وقالت الصحيفة إن البرازيل وتركيا تزعمان أنهما أحرزتا نصرا لإقناعهما إيران بتجميد لب برنامجها النووي, لكن تلك صفقة زائفة بكل تأكيد ومن شأنها أن تقوِّض على نحو خطير المساعي الرامية لفرض عقوبات جديدة على طهران إن لم تعلق نشاطها الذي قد يفضي إلى إنتاج أسلحة نووية.
ونص الاتفاق الثلاثي على أن تقوم إيران بإيداع 1200 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى تركيا خلال شهر، مقابل الحصول على وقود عالي التخصيب لمفاعل نووي يستخدم للأبحاث الطبية.
وأعرب مسؤولون أميركيون وبريطانيون أمس عن مخاوفهم من أن تنتهز إيران هذه الفرصة لتفسد الدعم الذي حصل عليه الغرب بشق الأنفس من أعضاء في مجلس الأمن الدولي لاستصدار عقوبات جديدة.
ولم توافق الصين وروسيا إلا مؤخرا وعلى مضض على التفاوض بشأن فرض مرحلة رابعة من العقوبات على إيران.
وذكرت الصحيفة أن البرازيل وتركيا, وكلتاهما لا تتمتعان بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن, تحرصان على تأكيد نفوذهما في الساحة الدولية, لاسيما البرازيل التي تبدو شديدة التوق لتطوير قطاع الطاقة النووية السلمية الخاص بها والتوسع فيه.
وعلى السطح يبدو أن اتفاق تبادل الوقود النووي المبرم سوف يسلب إيران جزءا كبيرا من مخزونها من المواد النووية, التي يمكن استخدامها في إنتاج وقود أو أسلحة, مقابل إعادة كمية صغيرة من المواد لاستغلالها في مفاعل واحد.
وأضافت ذي تايمز أن الأمر فيما إذا كانت إيران تنوي فعلا التخلي عن قدرتها لإنتاج أسلحة يتوقف على مدى قبولها بأن تخضع للتفتيش الدقيق.
ثمة ما يشير إلى أن هذه الصفقة قد لا تكون –طبقا للصحيفة- بذلك القدر من المتانة كما يزعم مؤيدوها، ذلك أن البرازيل وتركيا لم تطلعا عليها بعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية, وهي الجهة المنوط بها الإشراف على الصفقة.