- مجلة 'فورين أفيرز'
إسرائيل وجنوب أفريقيا.. علاقة نفاق
وصف كاتب أميركي مرموق غلين فرانكل في مقال بعنوان 'علاقة إسرائيل المحرّمة' التحالف الذي أقامته إسرائيل مع جنوب أفريقيا قبل انهيار النظام العنصري بأنها علاقة من الباب الخلفي, اتسمت بطابع سري ونفاق بلغ حد الإثارة لكلا الطرفين وانتهى بإلحاق الضرر لكليهما.
واضاف إن الشراكة التي أقامتها الدولة العبرية مع نظام الفصل العنصري آنذاك انتهكت القانون الدولي, ووفرت السلاح والتكنولوجيا لحكومة الأقلية البيضاء مما ساعدها بالحفاظ على قبضتها على مقاليد السلطة واضطهاد الأغلبية السوداء على مدى عقدين من الزمان.
و يقول فرانكل -الذي عمل رئيسا لمكاتب صحيفة واشنطن بوست في جنوب أفريقيا والقدس ولندن- إن تلك العلاقة انتهت إلى سوء خاتمة, ولطِّخت سمعة كل من كانت له صلة بها بمن فيهم زعماء المنظمات اليهودية الأميركية, الذين 'فقدوا مصداقيتهم بإقرارهم وترديدهم كالببغاوات للأكاذيب التي لقنهم إياها المسؤولون الإسرائيليون'.
ثم جاء –كما يقول- كتاب ساشا بولاكوف سورانسكي الذي نقلت عنه جريدة ذي غارديان الكشف المثير.
ولعل أهمية كتاب سورانسكي تأتي, إلى جانب الأسرار والوثائق الرسمية التي تضمنها, من كون مؤلفه يهوديا أميركيا هاجر والداه إلى الولايات المتحدة من جنوب أفريقيا.
فقد كشف المؤلف في كتابه بعنوان 'التحالف المسكوت عنه.. علاقة إسرائيل السرية بنظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا' , أن إسرائيل عرضت عام 1975 بيع رؤوس نووية للنظام العنصري في جنوب أفريقيا، مما يشكل أول دليل وثائقي رسمي على امتلاك إسرائيل أسلحة نووية.
وعلاوة على كشفه وثائق سرية, أجرى سورانسكي مقابلات مع شخصيات من جنوب أفريقيا وإسرائيل ممن لعبوا أدوارا رئيسية في تأسيس الشراكة بين البلدين وتعزيزها.
وكانت النتيجة كتابا موثقا أفضل توثيق, ويقدم الرواية الأكثر شمولا ومصداقية على الإطلاق عن 'الزيجة السرية بين الدولة 'العنصرية' وإسرائيل, على حد تعبير فرانكل.
وقدّر سورانسكي في الكتاب صادرات إسرائيل العسكرية السنوية إلى جنوب أفريقيا بين عامي 1974 و1993 بنحو ستمائة مليون دولار, مما جعل جنوب أفريقيا ثانية أو ثالثة أكبر شريك تجاري لتل أبيب بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.
واعترف كاتب المقال بأن إسرائيل جنت من علاقتها تلك أرباحا وفيرة, لكنها دفعت كذلك الثمن من موقفها الأخلاقي.
ويرى خبراء السياسة الخارجية الواقعيون أن الثمن الذي تدفعه واشنطن في العالم الإسلامي بسبب دعمها لإسرائيل يفوق كثيرا أي قيمة إستراتيجية تمثلها الدولة العبرية للولايات المتحدة.
ولعل الاهتمام الأكبر ظل منصبا دوما على شخصية إسرائيل باعتبارها ديمقراطية نشطة تشاطر الأميركيين قيمهم. غير أن التحالف السري مع جنوب أفريقيا أضعف حقها في التمتع بإعجاب الولايات المتحدة ودعمها.
ومضى فرانكل إلى القول إن علاقة البلدين بدأت كزواج مصلحة. فقد ساعدت أموال جنوب أفريقيا إسرائيل لتصبح صانعة رئيسية للأسلحة ودولة مصدرة لها, وأعانتها في تمويل اقتصادها القائم على التقنية العالية.
أما بريتوريا فقد أتاحت لها العلاقة مع إسرائيل الحصول على أسلحة وتقنية عسكرية عالية الكفاءة في وقت كانت معظم دول العالم تسعى لفرض عزلة على نظام الفصل العنصري وإدانته.
ورغم أن إسرائيل ظلت طوال العقدين التاليين تواصل شجبها في العلن سياسة التمييز العنصري, فإنها ظلت تساند في الخفاء حكومة الأقلية البيضاء وتعينها على الحفاظ على تفوقها العرقي.
وفي ثنايا متابعته لمراحل تطور تلك العلاقة, تناول سورانسكي في كتابه الدور الذي اضطلع به شمعون بيريز –الرئيس الحالي لدولة إسرائيل- في إقامة تلك الروابط وسعيه إلى تعزيزها من مختلف المواقع الرسمية التي تبوأها.
وأشار إلى أن بيريز كان يحظى برعاية ديفد بن غوريون –أول رئيس لإسرائيل- وكان من المهندسين الرئيسيين الذين بنوا المؤسسة الدفاعية للدولة.
وعندما أصبح بيريز وزيرا للدفاع عقب حرب أكتوبر 1973, قام في أول عهده بزيارة سرية لبريتوريا.
وبعد أن وقّع بيريز ونظيره الجنوب أفريقي بيك بوتا معاهدة أمنية سرية في أبريل/نيسان 1975, باعت إسرائيل دبابات وطائرات مقاتلة وصواريخ طويلة المدى لجنوب أفريقيا وعرضت أن تبيعها كذلك رؤوسا نووية.
وكشف سورانسكي في كتابه أسماء شخصيات لعبت دورا رئيسيا في تعزيز العلاقات بين البلدين من بينهم الدبلوماسي الإسرائيلي إسحق أونا الذي أصبح القنصل العام في جوهانسبيرغ في 1969 قبل أن تتم ترقيته لاحقا إلى درجة سفير. وهناك أيضا بنيامين تيليم, قائد البحرية الإسرائيلية السابق.
وساهمت شركات الأمن الإسرائيلية وعسكريون سابقون في تدريب وتجهيز قوات الشرطة القمعية في جنوب أفريقيا بالعتاد والمعدات.
بل إن جنوب أفريقيا زودت إسرائيل بمخزون احتياطي من اليورانيوم يزن 500 طن لـ برنامجها النووي.
وفي المقابل, باعت إسرائيل لجنوب أفريقيا ثلاثين غراما من التريتيوم, وهي مادة مشعة تساعد في زيادة القوة التفجيرية لأسلحتها النووية الحرارية.
- وكالة 'نوفوستي'
إيران وسورية واليمن عرضة للعمليات العسكرية السرية الأميركية
أفادت الصحافة الأميركية أن الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القيادة العسكرية المركزية الأميركية، أصدر أمراً سرياً بتوسيع العمليات العسكرية السرية في الشرق الأوسط ووسط آسيا والقرن الأفريقي في إطار مكافحة إرهاب تنظيم 'القاعدة' وتهديدات أخرى.
وذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' نقلاً عن وثيقة حصلت عليها وعن مسؤولين عسكريين أمريكيين إن بتريوس يريد القضاء على جماعات مسلحة في دول منها السعودية وإيران والصومال وقد أمر بإرسال قوات أمريكية خاصة إلى دول صديقة وعدوة في الشرق الأوسط ووسط آسيا والقرن الأفريقي لجمع معلومات استخباراتية بهدف الإعداد لضربات عسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار القيادة العسكرية المركزية الأمريكية يسمح بزيادة المساعدات العسكرية والاستخباراتية للقوات اليمنية لزيادة قدراتها ضرب أهداف لتنظيم 'القاعدة'.
وقالت 'نيويورك تايمز' إن الهدف من توسيع العمليات السرية هو إقامة شبكات يمكنها اختراق أو تعطيل أو هزيمة أو تدمير 'القاعدة' والجماعات المتشددة الأخرى وتهيئة المناخ لهجمات مستقبلية تنفذها الولايات المتحدة أو قوات عسكرية محلية. ويسمح أمر بتريوس أيضاً بعمليات محددة في إيران لجمع المعلومات عن برنامجها النووي ومعرفة الجماعات المنشقة الممكن أن تكون مفيدة في حال شن أي هجوم عسكري عليها.
وأشارت إلى أن العمليات لا تحتاج إلى مداولات كثيرة مثل موافقة البيت الأبيض أو رفع تقارير إلى الكونغرس ولكن العمليات المهمة لا تزال بحاجة إلى موافقة مجلس الأمن القومي الأمريكي.
ولفتت صحيفة 'نيزافيسيمايا غازيتا' الروسية إلى أن قرار بتريوس لم يلق ترحيب جميع قيادات البنتاغون إذ يخشى بعض أركان وزارة الدفاع الأمريكية أن يترك هذا أثره السلبي على العلاقات مع دول صديقة كالسعودية واليمن، ويؤجج المشاعر العدائية لدى إيران وسورية.
وعبر العقيد المتقاعد فيتالي شليكوف، وهو مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الروسية، لـ'نيزافيسيمايا غازيتا' عن شكوكه في إمكانية تسريب معلومات عن قرار هام للقيادة العسكرية الأمريكية، لكنه أشار إلى أنه لو صدر أمر كهذا لما اندهش لأن الولايات المتحدة مصممة على محاربة الإرهاب في أي مكان.
- مجلة 'تايم'
ماذا جنت الصين من دعم العقوبات؟
قالت مجلة 'تايم' إن إيران كانت تظن بعدما رفعت رسميا الاثنين الماضي اتفاق تبادل اليورانيوم المبرم مع تركيا والبرازيل إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية, أنها بذلك تكون قد ألقت بالكرة في ملعب الولايات المتحدة وحلفائها.
غير أن واشنطن استبقت ما وصفته المجلة بالمناورة الإيرانية بإعلانها في نفس اليوم عن حزمة أممية جديدة من العقوبات تعتزم عرضها على مجلس الأمن الدولي بعدما حصلت على دعم حاسم من الصين لها.
وذكر كبير المحررين بالمجلة توني كارون أن بكين كانت تشكل في الماضي العقبة الرئيسية أمام إقرار عقوبات جديدة بحجة أنها قد تأتي بنتائج عكسية.
وأضاف في مقال نشرته تايم في عددها الأخير أنه قياسا على ردود أفعال بكين السابقة وتجاوبا مع الاتفاق التركي البرازيلي الإيراني, كان متوقعا أن يطالب الصينيون بإرجاء مناقشة فرض العقوبات إلى ما بعد تقييم آلية بناء الثقة.
وبدلا من ذلك -يقول كارون- أيدت الصين الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن المسؤولية الآن تقع على عاتق إيران لتبديد الهواجس الدولية بشأن برنامجها النووي.
فماذا تغير؟ يتساءل كارون في المقال قبل أن يجيب نقلا عن الباحث والأستاذ الجامعي الأميركي بيتر لي، أن الصينيين يدَّعون في تعليقاتهم بالنشرات الرسمية أن بكين انتزعت 'ثمناً نفيساً' نظير دعمها للولايات المتحدة.
فنجاح بكين برأي المحللين الصينيين لم يقتصر على تخفيف العقوبات المنتظر إجازتها من مجلس الأمن بحيث لا تحول دون توسيع الصين علاقتها الاقتصادية مع إيران, بل تعداه ليشمل انتزاع حكومتها تعهدات من واشنطن بإعفاء الشركات الصينية من أي عقوبات أحادية أميركية على شركاء طهران التجاريين ممن ينتمون إلى دول أخرى.
وقد كتب أحد المعلقين في صحيفة غلوبال تايمز الصينية المتنفذة قائلا 'إن الصين ترى أن الاقتصاد والتجارة العادية لا ينبغي أن تطالها العقوبات بسبب القضية الإيرانية, كما لا ينبغي معاقبة الدول التي تحتفظ بعلاقات اقتصادية عادية ومشروعة مع إيران'.
وذكر ذلك المعلق في مقاله أن الصين حصلت على موافقة أميركية بأن مصالحها الهامة في قطاعات الطاقة والتجارة والمال الإيرانية، ستكون مصانة في حال أي عقوبات لاحقة تتبناها الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون.
وكانت إحدى لجان الكونغرس الأميركي الرئيسية قد أعلنت الثلاثاء أنها سترجئ لمدة شهر المصادقة على حزمة من العقوبات من جانب واحد, مشيرة إلى التقدم الذي طرأ على الموضوع في الأمم المتحدة. اسرائيل والغرب يصلـّيان من أجل سلامة الرئيس مبارك
- صحيفة 'هآرتس'
أقرب الناس الى رئيس الحكومة من بين جميع زعماء العالم هو رئيس مصر. التقى الاثنان أربع مرات منذ عاد نتنياهو الى الحكم، ومبارك، خلافا لباراك اوباما مثلا لم يصد عن مصافحة نتنياهو علنا. يقول مصدر اسرائيلي رفيع المستوى، 'العلاقة أوثق كثيرا مما يبدو' ويصدق دبلوماسيون أمريكيون قوله. 'يقول مبارك للناس' بحسب قول موظف رفيع المستوى في ادارة اوباما 'انه على ثقة بأن نتنياهو سيفعل الشيء الصحيح (في مسيرة السلام)'. تنبع الصداقة الرائعة من الخوف المشترك من ايران. فنتنياهو يخاف البرنامج الذري الايراني، ومبارك يخاف الدسائس التي توجهها طهران. وتعمل اسرائيل ومصر معا على فرض حصار على قطاع غزة، لاضعاف حكم حماس هناك واحباط تهريب السلاح الى القطاع.
ليس هذا التعاون مفهوما من تلقاء نفسه. فقد كانت لمبارك علاقات سيئة برؤساء حكومات الليكود في الماضي، من مناحيم بيغن الى اريئيل شارون. ويتولى العمل في حكومة نتنياهو وزراء كبار هاجموا مصر في الماضي بشدة. شتم وزير الخارجية افيغدور ليبرمان مباركا، وحذر وزير الخزانة العامة يوفال شتاينتس من 'التهديد المصري'. وهما يصمتان الان. ان الحكومة العدوانية التي شاجرت تركيا بسبب مسلسل تلفاز وشاجرت السويد بسبب تقرير اخباري في صحيفة، تتوقى المس بكرامة مصر وتغض عن الاعلام المصري المعادي بل عن المعركة الدبلوماسية التي تجريها القاهرة في مواجهة المفاعل الذري في ديمونا. تتخلى اسرائيل عن ورقة لعب دعائية ذات قيمة ثمينة، ولا تلقي على مصر المسؤولية عن الوضع الفظيع في غزة. نتنياهو مستعد لتحمل الانتقاد الدولي على 'الحصار' ولا يرد بأن لغزة حدوداً مع مصر، وتستطيع هذه ان تهتم بالفلسطينيين. انه يعلم ان دعاوى كهذه ستثير الغضب في القاهرة، ويفضل ان تبدو اسرائيل سيئة في العالم، والاساس عدم اغضاب مبارك.
وقع اتفاق السلام الاسرائيلي المصري بعد عدة أسابيع من سقوط الشاه، وحلت مصر محل ايران منذ ذلك الحين حليفة اقليمية ومزودة اسرائيل بالطاقة. تمنح اسرائيل الدعامة الاستراتيجية وتضمن لها استقرارا أمنيا. مكن السلام من مضاءلة ميزانية الأمن، وعدم اقامة قوة نظامية كبيرة باهظة الكلفة في النقب. وقد ثبت لامتحانات حروب وانتفاضات في جبهات أخرى.
مبارك مسؤول عن هذا الاستقرار، وهو الذي حكم بلده أكثر من أي حاكم آخر منذ محمد علي، مؤسس الأسرة الخديوية في القرن التاسع عشر. لكن ليس واضحا في سن الثانية والثمانين كم بقي له من الوقت في عمله، ومن سيحكم مصر بعده. لو تركوا لزعماء اسرائيل اختيار أمنية واحدة لطلبوا اطالة عمر مبارك الى الابد. 'أن يبقى معنا فقط'، يقول المصدر الاسرائيلي الرفيع المستوى.
إن بحث مسألة الوراثة المصرية أمر محظور في اسرائيل. لكن لا يحتاج الى خيال خصب لندرك أنه بعد نحو أربعين سنة من الهدوء على الحدود الجنوبية، يخاف الاسرائيليون 'السيناريو الايراني': أي تولي حكم اسلامي لاكبر دولة عربية، تقع وراء الحدود ومسلحة بسلاح أمريكي متقدم. يبدو التهديد الايراني مثل نكتة ساذجة قياسا بمصر معادية يحكمها الاخوان المسلمون.
نشر آدم شيتس، وهو صحافي ومنتقد شديد لاسرائيل، نشر هذا الشهر في 'لندن ريفيو اوف بوكس' تقريرا صحافيا شبه الواقع السياسي في مصر بأواخر حكم الشاه. يخالفه في ذلك باحثون اسرائيليون. فهم يرون ان أجهزة الاستخبارات والأمن تتمتع بقبضة قوية على مصر، وستقرر مع الجيش المصري الذي يبتعد اليوم عن السياسة من سيكون الحاكم القادم في القاهرة. لا أحد مستعداً للمقامرة على مَنْ سيكون: الابن جمال مبارك أم رئيس الاستخبارات عمر سليمان أم جنرال مجهول.
بحسب جميع الدلائل لن يكرر اوباما خطأ جيمي كارتر الذي شجع سقوط الشاه من أجل حقوق الانسان. فأوباما يدرك ان مصر هي أهم دعامة للغرب في مواجهة علو ايران، ويعمل في تعزيز نظام الحكم الحالي بذل الحلم بالديمقراطية. يجب ان يؤمل نتنياهو أن يتمسك اوباما بهذه السياسة. وفي هذه الاثناء يجب عليه أن يتمنى أن يحظى صديقه الرئيس بطول العمر.