صحافة دولية » مقالات مختارة من صحف ومجلات أجنبية -

- مجلة 'فورين بولسي'
 صيف حار في إسرائيل/ ايان بريمر

إذا ما كان الأسبوع الماضي يعد مؤشرا على ما سيحدث لاحقا، فإن إسرائيل ستشهد بعض الإحداث الساخنة هذا الصيف. فإيران في طريقها لتطوير برنامج نووي، والمجتمع الدولي يراقب نهج إسرائيل الغامض تجاه أسلحتها النووية، إضافة إلى خسارة إسرائيل ما كان يعد، بكل إنصاف، موقفا ليس فيه خاسر عندما تصدت لأسطول الحرية الإنساني الذي كان يبحر باتجاه قطاع غزة المحاصر. على رأس هذه القضايا، وهو الخطر الأكثر إثارة للقلق القادم من الجبهة اللبنانية والسورية.
منذ شهر نيسان الماضي دأبت الحكومة الإسرائيلية على القول أن سوريا تزود حزب الله بصواريخ سكود قدمتها له إيران. وقد ارتفعت حدة هذه الخطابات الأسبوع الماضي، عندما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حزب الله يعمل الآن على صواريخ سكود من الأراضي السورية. إذا كان هذا صحيحا، فإن هذا يغير قواعد اللعبة بشكل كبير بالنسبة لحزب الله -- نظرا إلى أن صواريخ سكود يمكن أن تصل إلى تل أبيب والقدس، مما يحدث مستوى مختلفا جدا من التهديد من أي وقت مضى.
وقد رد الإسرائيليون على ذلك بتكثيف الضغوط الدبلوماسية، وانتقاد لبنان وسوريا بشكل علني، وتكثيف عمليات التحليق في لبنان. في الأسبوع الماضي، شن الإسرائيليون أيضا مناورات لمدة 5 أيام أصرت إسرائيل علنا انه لا علاقة لها بهذه الأزمة (ولكنها تسببت بنوبة هيسيريا متوقعة لدى جيرانها). وقد كان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قلقا بما فيه الكفاية إلى درجة أنه استقل طائرة للاجتماع بالرئيس أوباما لإجراء مناقشات عاجلة. غير أن رد فعل أوباما لم يكن بقدر توقعات الحريري، حيث استغل رئيس الولايات المتحدة الاجتماع لتأنيبه على موضوع نقل الأسلحة، التي تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي التي صدرت بعد الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.
وفي حين يؤكد صحفيون إسرائيليون موثقون وجود شحنات سكود، تكتفي المصادر الأمريكية بتأكيد حصول زيادة واسعة في أسلحة حزب الله في الآونة الأخيرة. ولكنه من المؤكد أن هناك تحولا سياسية ذات صلة يجري في بيروت. فعلاقة الحريري التي كانت باردة في البداية مع حزب الله والحكومة السورية، قد تغيرت في العام الماضي، مع دخول الحريري في حكومة ائتلافية مع حزب الله واصطفافه علنا مع الرئيس السوري بشار الأسد. وقد نفى الحريري المزاعم الإسرائيلية حول صواريخ السكود، لكنه كان صامتا في الآونة الأخيرة بشأن هذه القضية.
إن الوضع متقلب للغاية. حيث يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تقرر أن صواريخ السكود هي أمر لا يحتمل، وتحاول الانقضاض عليهم مما قد يؤدي إلى نشوب صراع أوسع نطاقا مع لبنان وسوريا. وإذا ما وقعت الحرب، فإنه من المحتمل أن تكون أكثر عنفا مما كانت عليه في عام 2006. إن الحكومة الإسرائيلية اليوم هي أكثر تشددا بشأن مسائل الأمن القومي، وهي ستكون أكثر تصميما على تفكيك حزب الله بحيث لا يكون قادرا على العودة بنفس السرعة.
من جانبه، إن حزب الله ليس لديه رغبة في إثارة صراع جديد مع إسرائيل. فالميليشيا لا تريد أن تكون مسؤولة عن تدمير لبنان. أكثر من ذلك، إن الهجمات الإسرائيلية على غزة، وتجاهل  إسرائيل الواضح للرأي العام العالمي، قد جعلت مخاطر حصول استفزاز حقيقية جدا. لكنه من الممكن أن يسيء حزب الله التقدير، ويتخذ بعض الإجراءات الصغيرة التي قد تسبب بالحرب. ففي النهاية، إن هذا هو ما بدأ الصراع الأخير. وقد اعترف زعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله انه لو عرف حجم الرد الإسرائيلي ما كان ليخطف الجنود الإسرائيليين. في تموز 2006 اعتقد  معظم الخبراء أن حصول حرب كان أمر غير مرجح، ولكن الحرب وقعت في وقت لاحق من الشهر نفسه. ونحن اليوم في وضع مماثل.


- صحيفة 'التايمز'
هجوم غزة يكشف شرخا في العلاقة التركية الإسرائيلية / ألكسندر كريستي ميلر

هل تركيا دولة غربية في الشرق أم هي بلد مسلم بتطلعات أوروبية؟ إن تركيا الدولة غير المحبوبة في معظم أنحاء الاتحاد الأوروبي، تتصرف بطريقة بهلوانية مع جيرانها فهي تدعو إلى القيم الغربية في الدول الإسلامية فيما تحرص على إقامة علاقة وثيقة مع إسرائيل. غير أن الغارة الإسرائيلية على أسطول المساعدات إلى غزة كشفت القصور في الإستراتيجية التركية.
فأنقرة أصبحت بين ليلة وضحاها من أشد المنتقدين لإسرائيل. حيث دعا البرلمان التركي حكومته لإعادة النظر في التعاون العسكري مع إسرائيل بل وقامت بإلغاء مناوراتها العسكرية المشتركة واستدعت سفيرها كما بثت وسائل الإعلام صور ومشاهد لا تتوقف للهجوم الإسرائيلي والجرحي الأتراك.
ولم بساعد السياسيون الأتراك على تهدئة الموقف والدليل على ذلك تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي قال فيها 'من حيث الأثر النفسي هذا الهجوم بالنسبة لتركيا يشبه هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول ونحن نتوقع التضامن الكامل معنا'. وأضاف ' ليس هناك مجل للخيار بين تركيا وإسرائيل بل هو بين الحق والباطل وبين القانوني وغير القانوني'.
وعقب هذه التصريحات سارع المحللون إلى استنتاج فوري بأن الهجوم الإسرائيلي أنهي دور تركيا كوسيط في الشرق الأوسط.
الصحف التركية أبرزت هذا الاستنتاج بشكل واضح بعد أن نشرت صحيفة 'وطن' التركية مقالا قالت فيه 'إن العلاقة التي تربط بين تركيا وإسرائيل شهدت تمزقا دمويا مما يعني أن وساطة أنقرة في الصراعات الإقليمية انتهت'.
وأكد برفسير العلاقات الدولة في جامعة اسطنبول أن الحادث الأخير أبرز الاختلافات الرئيسية بين إسرائيل وتركيا حتى أن الأمر دفع العديد إلى استبعاد حدوث مصالحة بين البلدين وبخاصة مع استمرار الحكومة الإسرائيلية الحالية.


- 'فورين بولسي'
الحقائق لا تهم فيما يتعلق بكارثة أسطول غزة / ديفيد روتكوبف

... بالنسبة إلى نتنياهو، وبالنسبة لإسرائيل، إن مأساة نهاية هذا الأسبوع هي نقطة تحول. ليس مهما ما إذا كان أسيئ فهم ما جرى. ولا يهم إذا ما كان الأمر مكيدة. فالحقائق هنا لا تهم. فإسرائيل، التي ولدت في وضع غير مؤات وهي تدافع عن نفسها منذ ذلك الحين، جاثمة على ركبتيها حاليا. وستشهد السنوات القليلة القادمة تراجعا إسرائيليا ديموغرافيا ودبلوماسيا وحرفيا. وسوف يعتمد آمن واستدامة ما تبقى على قرارات إسرائيل بشأن كيف ستقوم الأخيرة بتقديم نفسها خلال الأشهر المقبلة – وهي قرارات التي يجب أن تنطوي بالضرورة على انقلاب في سياسات نتنياهو فيما يتعلق بالمستوطنات وغزة وسياسة تدمير الذات المربكة للدفاع عن النفس.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد