- مجلة 'فورين بوليسي'
يدير حزب الله والسنة والموارنة والدروز كل على حدة ناديا خاصا به
أن مشاركة المنتخب الجزائري في مسابقة كأس العالم لكرة القدم كممثل وحيد عن الشرق الأوسط قد تعتبر تحليلا مميزا عن المنطقة، مؤكدة أن البعض ربما يعتقد أن الجزائر سوف تحمل آمال العالم العربي على أكتافها، غير أن الأكثر تعقيدا أن أحدا في القاهرة لن يحمل علم بلد يعتبرونها عدوا لهم.
وإن الأخوة العربية تعاني من حالة نقص خطير في مواردها، حيث إن الشرق الأوسط مقسم أكثر من أي وقت مضى، مؤكدة أن الملايين من العرب والأكراد والفرس سيشاهدون أول مونديال تستضيفه قارة أفريقيا بينما هم مختلفون حول من سيشجعون بعد أن فشلت في التأهل إلى المونديال جميع منتخبات المنطقة.
أن من يتمكن من فهم كرة القدم يتمكن من إدراك الشرق الأوسط، حيث إن لديها القدرة على تفريق الأشخاص مثلما تتمكن من توحيدهم، معتبرة أن لا شيء يصور مدى تفرق المنطقة أفضل من أحداث القاهرة والسودان في المباريات المؤهلة إلى كأس العالم بين المنتخبين المصري والجزائري أو باقي مباريات منتخبات المنطقة الأخرى.
ونضرب مثلا بفريق لبنان الذي تسيره المصالح الطائفية، حيث يدير حزب الله والسنة والموارنة والدروز كل على حدة ناديا خاصا به، وعليه فإن كل عطلة تعد بمثابة حرب أهلية مصغرة، لدرجة أن كرة القدم في لبنان تمارس خلف الأبواب المغلقة، حيث يُمنع المشجعون من حضور تلك المباريات خشية اندلاع أعمال عنف، ولذلك فإن إعداد فريق قومي في مثل تلك الظروف يعتبر ضربا من الخيال.
وأضافت الصحيفة أنه مع ازدياد الأخبار حول تأثير كرة القدم في توحيد الشعوب خلال الأسابيع القليلة القادمة وكيف أن اللعبة الحلوة يمكنها تجميع الأمم والشعوب، فإن في بعض الحالات -مثلما حدث في القاهرة- يمكن أن تكون الكرة قوة مدمرة لترسيخ التحيز، حيث توقعت أن يبدي المصريون قليلا من مظاهر الأخوة حينما تواجه الجزائر الولايات المتحدة في أرض الملعب.
- صحيفة 'واشنطن بوست'
خرافة عزل ايران
شكك كاتب أميركي بما سماها مزاعم بلاده المتمثلة في تمكنها من فرض عزلة دولية على إيران، وقال إن تلك الإدعاءات ليست إلا خرافات، في ظل ضعف الدور الأميركي بالشرق الأوسط والعالم.
وتساءل تشالز كروثامر عن كيفية التوفيق بين تصريحات الرئيس باراك أوباما ونائبه جوزيف بايدن 'بانتصارهما' على إيران عبر فرض العزلة الدولية عليها، وبين القمة الثلاثية السرية التي قال إنها ضمت رؤساء كل من إيران وروسيا وتركيا في إسطنبول الثلاثاء الماضي، أي قبل يوم واحد من صدور ما وصفه بالقرار الضعيف لمجلس الأمن بفرض عقوبات ضد إيران؟
وأضاف بالقول إن الحكاية الأميركية المتمثلة في تمكن واشنطن من عزل طهران ما هي سوى خرافة، مشيرا إلى ما سماه 'مهرجان المحبة' في العاصمة الإيرانية الشهر الماضي والذي ضم الرئيس محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء التركي رجيب طيب أردوغان والرئيس البرازيلي لولا داسيلفا.
كما أشار إلى قرار الأمم المتحدة الأخير قبل حوالي شهرين المتمثل في انتخاب إيران عضوا باللجنة المعنية بوضع المرأة (وهي لجنة تابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة).
وقال كروماثر إن زيادة فرض العزلة الأميركية على إيران هي مجرد خرافة أيضا عندما يتذكر المرء أنه في السنة الماضية فقط تم الترحيب بأحمدي نجاد في كابل وإسطنبول وكوبنهاغن وكراكاس وبرازيليا ولاس باز والسنغال وغامبيا وأوغندا، وأما البارحة فقد حل ضيفا على الصين.
ومضى إلى أن روسيا والصين بذلتا كل جهود ممكنة كي تفرغا قرار العقوبات ضد إيران من مضمونه.
وقال إنهما أفلحتا في ذلك رغم تصويتهما لصالح فرضه، مضيفا أن تركيا والبرازيل اختارتا الاصطفاف العلني إلى جانب 'الحصان القوي' بالمنطقة أي مع إيران ومع من سماهم الكاتب 'العملاء' كل من سوريا وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني، فصوتت برفض القرار.
وقال الكاتب إنه ما كان لتركيا أن تنحى ذلك المنحى لولا أنها أحست بضعف الدور الأميركي بالشرق الأوسط والعالم، مضيفا أن التحالف الأميركي ضد إيران بدأت تظهر عليه علامات الضعف والهشاشة.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
كيف لنا أن نجعل الأتراك يلزموا مسارهم؟
ظلت تركيا طوال عقود من الزمان مضت من أكثر حلفاء الولايات المتحدة الطيِّعين, فهي دولة ذات موقع إستراتيجي عند أطراف الشرق الأوسط ولطالما حذت حذو السياسة الأميركية.
غير أنها في الآونة الأخيرة تبنَّت نهجاً جديداً في المنطقة، فالتصريحات الصادرة منها والأساليب التي تتبعها تهدف إلى تعزيز مصالحها الذاتية تماماً مثلما قد تستفز على الأرجح واشنطن.
وبرز هذا التغير في السياسة التركية فجأة للعيان الأسبوع المنصرم عقب الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول المساعدات التركي لقطاع غزة, والذي كاد يؤدي إلى قطع العلاقات مع إسرائيل, حليفتها القديمة.
وقبل شهر واحد فقط أثارت تركيا حفيظة الولايات المتحدة حينما أعلنت هي والبرازيل عن إبرام صفقة مع إيران لتهدئة التوتر الناجم عن أزمة برنامجها النووي.
واستقبلت تركيا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين استقبالا وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه كان حاراً في قمة للأمن الإقليمي بإسطنبول.
وترى الصحيفة الأميركية أن التحول في سياسة تركيا الخارجية يجعل من رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان 'بطلاً' لدى العالم العربي, وينطوي على تحدٍ صريح للأسلوب الذي تدير به الولايات المتحدة أكثر قضيتين إلحاحاً في المنطقة وهما برنامج إيران النووي وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وفي واشنطن يُنظر إلى تركيا على أنها 'تجوس خلال المنطقة وتفعل أشياء تتعارض في مقاصدها مع ما تريده القوى الكبرى في المنطقة', طبقاً لما يقول ستيفن كوك, الباحث لدى مجلس العلاقات الخارجية الأميركي.
ويضيف كوك قائلاً إن السؤال المطروح هو: 'كيف لنا أن نجعل الأتراك يلزموا مسارهم؟'.
من منظور تركيا فإن الأمر لا يعدو أن يكون إيجاد موطئ قدم لنفسها في فنائها الخلفي, وهي منطقة ظلت مضطربة ردحاً من الزمن نتيجة للسياسة الأميركية إلى حد ما.
كما أن أمل تركيا الذي ظل يراودها أمداً طويلاً قد خاب في الالتحاق بالاتحاد الأوروبي.
ولعل بروز تركيا كقوة إقليمية يبدو مفاجئاً, لكنها قوة ظلت تنمو لسنوات منذ نهاية الحرب الباردة عندما كان العالم منقسماً إلى معسكرين وكانت تركيا حينها شريكاً صغيراً في المعسكر الأميركي.
ولكن بعد عشرين عاما على ذلك, أُعِيد رسم الخريطة حيث باتت تركيا الآن دولة ديمقراطية تنبض حيوية وتنعم باقتصاد هو السادس في ترتيب أكبر الاقتصادات في أوروبا.
وبعكس مصر والأردن اللتين تعتمدان اعتماداً كبيراً على المعونات الأميركية, فإن تركيا تتمتع باستقلال مالي عن الولايات المتحدة.
ومن المفارقات الظاهرة أن ديمقراطيتها سبَّبت لواشنطن بعض المتاعب, فبعض أعضاء حزب أردوغان على سبيل المثال صوَّتوا في 2003 ضد السماح للولايات المتحدة بمهاجمة العراق من الأراضي التركية.
- صحيفة 'ميدل إيست'
من غير المعقول أن لا تفي روسيا بالتزاماتها / إيريك وولبيرغ
اتهمت البرازيل الولايات المتحدة بازدواجية المعايير، وأصرت تركيا على أن رفض الصفقة التي أبرمت مع طهران لشحن نصف مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى تركيا في مقابل حصولها على يورانيوم مخصب، مناسب للأبحاث والاستخدام الطبي سيكون 'غير معقول'، وقالت إن دفع الولايات المتحدة باتجاه فرض عقوبات جديدة على طهران يشكل 'وضعا غرائبياً'. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أثناء حضوره مؤتمر الأمم المتحدة في ريو دي جانيرو: 'إن أولئك الذين يتحدثون عن هذا الموضوع يجب أن يقضوا على الأسلحة النووية في بلادهم، ويجب أن يحملوا الأخبار الطيبة لكل بني البشر من خلال فعل ذلك'.
والآن، حان دور إيران لتتهم روسيا، على نحو مؤدب، باستخدام ازدواجية المعايير. وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني : 'لقد حاولت روسيا دائما ضمان تشكيل التطورات، وخصوصا في الموضوعات النووية، استناداً لمصالحها الخاصة'. وأضاف: (فيما يتعلق بروسيا، علينا أن نأخذ في الاعتبار قضيتين: أولهما أنها جارتنا، وثانيهما أنها تشارك إيران، على وجه أكيد، ببعض المصالح'.
إلى ذلك، تشعر الحكومة الإيرانية 'بالدهشة' من أن روسيا وقعت على اقتراح أميركي بفرض حظر أكثر صرامة لمعاقبة الجمهورية الإسلامية بسب برنامجها النووي، كما قال السفير الخاص محمد رضا سجادي للصحافيين في موسكو . وفي الحقيقة، كانت موافقة إيران الحساسة في آخر لحظة على الاقتراح الذي طرحته تركيا والبرازيل -وهو التوأم من ناحية فعلية لاقتراح كان قد طرح قبل سبعة شهور من جانب الولايات المتحدة ووكالة الطاقة الذرية الدولية -كانت الموافقة تستهدف الحيلولة دون التوصل إلى مثل هذه النتيجة.
ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، قال مايكل ماكفول، وهو مساعد رفيع للرئيس أوباما للشؤون الروسية، للصحافيين بطريقة ماكرة في موسكو يوم الخميس قبل الماضي، إن دعم موسكو لفرض عقوبات على إيران ما يزال قيد البحث. وأضاف: 'ونعتقد أن ذلك يشكل إنجازاً جوهرياً على صعيد تصحيح العلاقات مع روسيا'، عازيا 'النجاح' إلى تحرك أوباما نحو البدء من جديد مع روسيا، بعد علاقات صعبة خلال فترة رئاسة بوش.
إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، الذي أبلغه بأن روسيا مستعدة دائما 'للتقدم بمباحثات إيران النووية والمساعدة في حل المواجهة مع الغرب' بحثا عن 'حل دبلوماسي وسياسي حيوي'، وأكد له أن 'روسيا ستدعم بفعالية المخطط الذي اقترحته البرازيل وتركيا'.
وإذن.. من نصدق؟ هل هي 'نعم' أم 'لا'.. إنها مسألة أكثر تعقيداً من ذلك. إن لكلا الجانبين ما يثير حفيظته. فمن جهة، يستغرب الروس لماذا لم توافق إيران على اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العام الماضي، متجنبة كافة حالات المواجهة اللاحقة.
أما بالنسبة لإيران، فهي غاضبة بسبب التأخير في تفويض محطات الطاقة النووية في إيران، وفي الوفاء بعقد روسيا الخاص بنظام صواريخ أس-300 المضاد للطائرات، والضروري لدفاع إيران ضد هجوم إسرائيلي-أميركي محتمل.
والسبب وراء ذلك واضح: إنه ضغط أميركي قوي جداً على روسيا. لكنه ما عليكم إلا أن تنظروا وتشاهدوا.. فعندما وافقت روسيا على فرض عقوبات جديدة في الأسبوع الماضي، قالت الولايات المتحدة إن العقوبات لن تمنع إنفاذ صفقة صواريخ الأس- 300.. أما الجزرة الأخرى التي تقدم لروسيا، فهي إعلان وزارة الخارجية الأميركية بالاقتران مع زيارة مكفول لموسكو، عن أنها رفعت العقوبات المفروضة على الشركة البائعة لأسلحة الدولة الروسية، كما وعن ثلاث شركات روسية كانت قد اتهمت بمساعدة إيران في تطوير أسلحة نووية.
هذا هو معنى هجوم لاريجاني على الاهتمام بالمصلحة الذاتية عند روسيا. لكن الحقيقة تبقى أن الشركات الروسية تتعرض للعقاب بسبب تقديمها التكنولوجيا النووية تحديدا لإيران، ولدراستها أمر تزويد إيران بنظام دفاع فائق التكنولوجيا مضاد للطائرات. ومن المؤكد أن في ذلك مصلحة لإيران أيضا.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد عبر عن سأمه الواضح عندما حذر موسكو من مغبة عدم الامتناع عن 'خلق حالة تجعل الشعب الإيراني يضع روسيا في صفوف الأعداء التاريخيين'. ومع ذلك، وقبل أن يحرق أي جسور، فإنه يتوجب على نجاد أن يضع في اعتباره حقيقة أنه حتى لو دخلت العقوبات حيز التنفيذ، فإن موافقة واشنطن وغمزها بالموافقة على بيع روسيا صواريخ أس- 300، وكذلك رفع العقوبات المفروضة على الشركات الروسية التي تعمل مع إيران، إنما يشكلان في الحقيقة أخباراً جيدة إلى حد ما، نظراً إلى أن ذلك يبين أن واشنطن ليست مهتمة في واقع الأمر بقصف إيران بعد كل شيء.
من جهته، قال سجادي وقد نفد صبره في موسكو: 'إن من غير المعقول أن لا تفي روسيا بالتزاماتها'. ذلك أن روسيا ستخسر 'الأرباح الاقتصادية والسياسية'، بالإضافة إلى خسارتها ثقة الآخرين من زبائن الأسلحة'. وقد أكد له وزير الطاقة الروسي، سيرجي شماتكو، أن مفاعل بوشهر النووي سيبدأ العمل في هذا الصيف. وتعهد سجادي بأن يكون لمستقبل التعاون النووي مع روسيا 'مستقبل زاهر'، وبأن تكون الأولوية للشركات الروسية إذا تم التعاقد على بناء مفاعلات أخرى في بوشهر. وأضاف باقتضاب في مجال تطرقه لموضوع تأخير تسليم أنظمة صواريخ أس- 300 وما تركه من 'تأثير سلبي' على الرأي العام الإيراني: 'إنني لا أملك هذا النوع من التفاؤل فيما يتعلق بالتعاون العسكري'. ووفق السفير، فإن إيران ستكون 'أكثر حذرا' عندما تبرم صفقات أسلحة مع روسيا مستقبلاً.
لكن الشرعية إذا ما أضفيت على الصفقة بين البرازيل وتركيا وإيران، فإن روسيا ستدعمها، وستمضي قدما في بيع أنظمة صواريخ أس-300، حتى لو تم تفعيل فرض العقوبات. وتلك هي الجزرة التي تقدمها روسيا لإيران كما قال لافروف. أجل، إن روسيا تحاول خدمة مصالحها الخاصة على أفضل وجه ممكن في كل هذا. لكن أصل الأمور فيما يتعلق بإيران هو أن أي هجوم أميركي-إسرائيلي لن يكون مقبولا من جانب موسكو. وهل يعود الفضل إلى روسيا؟ -إنه لم يعد بين أوراق واشنطن. وعلى أي حال، فإن العقوبات التي كان وزير الخارجية السابق كولن باول قد قلل من أهميتها على اعتبار أنها عديمة الفائدة في كل الأحوال، سوف تتداعى إذا تم تنفيذ خطة معاهدة الصواريخ البالستية B-T-1.
هذا، من دون شك، هو ما قاله لافروف لمتكي الذي كان قادراً يوم الاثنين الماضي حتى على التندر من الولايات المتحدة. وقال متكي: 'علينا أن نفسح المجال أمامهم للتعافي من أثر الصدمة الأولى'، وأعرب عن الأمل في أن تصل مجموعة فينا -الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ووكالة الطاقة النووية الدولية- إلى اتخاذ قرار 'عقلاني' حول برنامج إيران النووي المدني.
من جهته، يطرح ريتشارد فولك أن الهدف من 'هذه المحاولة لتجاوز وإلغاء صفقة إيران هو إبعاد المتطفلين البرازيليين والأتراك عن ميدان اللعب الجيوسياسي'. وهو يؤشر باصبعه بشكل أساسي على الولايات المتحدة، لكن المراوغة من جانب روسيا يجعلها تبدو هي أيضاً وأنها تحمي دورها بوصفها واحدة من القوى الكبرى. وسيتمثل الاختبار الفعلي لنواياها فيما إذا كان باستطاعتها الموازنة بين رغبتها في إرضاء واشنطن من دون أن ينطوي ذلك على الإخلال بالانفراج الذي تحقق على صعيد معاهدة الصواريخ الباليستية، والتي يدعوها فولك 'واحة جيوسياسية جديدة تبدو فيها بلدان الجنوب الآن فاعلة، وليس مجرد حجارة في سيناريوهات يصممها الشمال'.
تقف المواجهة الأميركية الإيرانية دليلا في الحقيقة على نزاع حقيقي بين السيادة الامبراطورية والسيادة القومية. وكذلك هو حال المواجهة الأميركية الروسية حول توسع الناتو وقواعده على حدود روسيا. لكن القتال ضد 'النظام العالمي الجديد' لواشنطن ما هو إلا رقصة موت مجنونة، في المقام الأول، بين الولايات المتحدة وروسيا، وهي مليئة بالعثراث المضحكة، وتبقينا جالسين حافة مقاعدنا.
إن المهم هو الوصول بهذه الرقصة المجنونة إلى نهاية سلمية، ومن ثم الانتقال إلى ما يصفه فولك بأنه 'النظام العالمي الجديد الحقيقي'.