صحافة دولية » --- مقالات (مترجمة) من صحف ومجلات أجنبية

- صحيفة 'هآرتس'
رئيس حكومة تركيا ينبح على اسرائيل بلا انقطاع! / تسفي بارئيل

لا شعور أفضل من أن تكون محاصرا بين أعداء، وإلا لا يمكن ان تتبين سهولة كون اسرائيل مستعدة لأن ترى عدوا وراء كل شجيرة حتى إنها غير قادرة او لا تريد أن تفرق بين عدو حقيقي ووهميّ. فالجميع طغاة. اولهم الرئيس باراك اوباما، الذي اسمه الاوسط حسين، ويشهد فوق كل شك على أي معسكر ينتمي اليه. وماذا يمكن ان نتوقع من رئيس امريكي مع خلفية كهذه وبخاصة وهو يبدأ ولايته بخطبتين مد بهما يدا دافئة الى العالم العربي والاسلامي؟. لن تجدي عليه أي عقوبات على ايران.
اما روسيا فلا يوجد ما يقال فيها. فهي عدو منذ أيام خالية. أوليست ذات صلة بما يحدث في ايران؟ ألم تبن لها مفاعلا ذريا وستبيعها الان صواريخ اس 300 مطورة مضادة للطائرات؟ وبريطانيا دولة مريبة لا بسبب الانتقاد الذي توجهه لاسرائيل بسبب العملية الفاشلة على الاسطول ومحاولتها محاكمة ضباط اسرائيليين، بل وفي الاساس بسبب القطيعة التي يفرضها تجارها على منتوجات من المستوطنات وجامعيوها على جامعيي اسرائيل. ومثلها، وربما أكثر، النرويج والسويد، هاتان الدولتان المرفهتان، اللتان لا تستطيعان ان تفهما نوع الحرب الشديدة التي تقوم بها اسرائيل في مواجهة مليون ونصف مليون من الفلسطينيين في غزة.
أما رئيس حكومة تركيا فيشك أصلا في الداعي الى ذكره. فهذا الرجل نزل عن السكة، وهو ينبح على اسرائيل بلا انقطاع، ويرسل اسطول ارهاب متنكرا برداء المساعدة الانسانية، ويحرض آلاف الاتراك على أن يصرخوا 'لتمض اسرائيل الى الجحيم' بل يعارض فرض عقوبات على ايران.
وماذا عن جميع تلك الفرق والفنانين الذين يلغون عروضهم في اسرائيل؟ كل واحد منهم وجميعهم معا أعداء إن لم نقل معادون للسامية.
ويوجد أيضا الاعداء في الداخل. ذلك 'الطابور الخامس' العربي، الذي لا يقل مندوبوه في الكنيست عن كونهم خونة يؤيدون الارهاب، إن التصور الذي يقول 'دولة صغيرة محاطة بالاعداء' خدم جيدا السياسة الخارجية مدة عشرات السنين. تبنت أكثر دول الغرب تعريف العدو الاسرائيلي، وأحدث الصلة الوثيقة بينها وبين تركيا التي كانت نظرتها مع اسرائيل للعرب متشابهة وعزز ذلك صندوق المساعدة والتبرعات. لكن عندما يتبين ان الدولة قد نجحت في أن تكسب لنفسها هذا القدر الكبير من الاعداء، يثور الشك في أن الحديث لم يعد عن شعور بالمطاردة او حيلة دعائية ناجحة بل عن استراتيجية فحواها ان اسرائيل ليست مجرد محاطة باعداء يهددون وجودها، بل بعالم شيطاني غير مستعد لتفهم عدالة النهج الاسرائيلي.
تظل هذه الاستراتيجية ناجحة ما وجهت الى تجنيد وتوحيد الجمهور الاسرائيلي حول حكومته. لانه كلما كان الاعداء أكثر، خاف الجمهور اكثر ورص الصفوف وبحث عن جناحي الحكومة ليختفي تحتهما. هذه استراتيجية لا تحتمل الشذوذ. يجب على الجميع ان يلتفوا بعلم اسرائيل وأن يهتفوا بقوة. أما من ينتقد الجيش الاسرائيلي ومن يقترح لجنة تحقيق دولية، ومن يلمح الى ان العملية لم تكن بحسب القانون الدولي فيحاكم عن الخيانة. اذا كان لاسرائيل حتى الان 'شبان التلال'، فان لها الان 'حكومة تلال'.
بيد انه يوجد عيب جوهري في هذه الاستراتيجية. فهي كاذبة. إن الولايات المتحدة ودول اوروبا ومصر والسعودية تشارك اسرائيل هذا التعريف، وترى حماس وحزب الله منظمتين ارهابيتين. ولا تريد جميعها أن ترى ايران ذرية. ولم تنهض تركيا ايضا ذات صباح لتقرر أن تكون عدوا. ومقاربتها ايران لا ترمي الى احداث ثورة اسلامية جديدة، وإلا فانه لا يمكن ان نفسر علاقتها بسورية العلمانية. فهي ايضا تخاف ايران ذرية. حتى إن لبنان، وحزب الله جزء من حكومته، لم يعارض عقوبات على ايران، بل امتنع ويا له من وقح.


- مجلة 'فورين بوليسي'
إسرائيل ارتكبت خطأ جسيما

رأى عمر سيليك نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي ورئيس مجلس الشؤون الخارجية، أن إسرائيل ارتكبت حماقة كبرى بمهاجمتها سفن أسطول الحرية لكسر حصار غزة.
ووصف الهجوم الإسرائيلي يوم 31 مايو/ أيار الذي أدى إلى مقتل تسعة ناشطين مدنيين، بأنه نقطة تحول في تاريخ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وكذلك علاقات إسرائيل مع العالم.
ومضى يقول في مقاله بمجلة فورين بوليسي إن الرد الدولي على الغارة -وما صاحبه من إدانات دولية على نطاق واسع لحكومة بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته إفيغدور ليبرمان- أكد أن هذه ليست مجرد قضية بين إسرائيل وتركيا فحسب, بل إن العلاقات بين الدولتين لن تمضي قدما كما كانت عليه.
واستعرض الكاتب ما وصفها بالحقائق قائلا إن الحكومة الإسرائيلية انتهكت القانون الدولي حينما هاجمت الأسطول في المياه الدولية، وارتكبت قرصنة باستيلائها على السفن ومصادرة بضائع تعود ملكيتها إلى مجموعة الإغاثة.
كما أكدت التقارير الأولية -يتابع سيليك- وشهود عيان على استخدام إسرائيل الوحشي للقوة ضد مدنيين عزل من السلاح يتبعون نحو خمسين دولة، علما أن قتل تسعة أشخاص خلال الغارة يعتبر عملية قتل واضحة.
وعلى المستوى الأخلاقي، أشار سيليك إلى أن الحكومة الإسرائيلية بلغت مستوى وضيعا عن طريق إصدار الأوامر بشن الهجوم والدفاع عنه، وأضاف أن ذلك ليس مفاجئا في ضوء الحصار غير القانوني والأخلاقي الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، فضلا عن مضيها في الاستيطان بالأراضي الفلسطينية.
واعتبر الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر 2009 ومقتل 1400 فلسطيني وتدمير القطاع نقطة سوداء في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن استمرار حكومة إسرائيل في حصار غزة لا يعرض سكانها البالغ عددهم 1.5 مليون شخص للمعاناة الإنسانية فحسب, بل إنه دليل على أن إسرائيل غير معنية بالسلام, فكل العقلاء من مختلف أنحاء العالم يؤكدون أنه لن يكون هناك سلام دون مشاركة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وغزة بالعملية السلمية.
وردا على من يتهم الحكومة التركية (حكومة حزب العدالة والتنمية) بتبني أجندة معادية لإسرائيل، حاول الكاتب أن يذكرهم بأن هذه الحكومة هي التي سهلت المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل.
وفي الختام دعا سيليك حكومة إسرائيل إلى الاعتراف بحقيقة ارتكابها لخطأ جسيم ورهيب، ولا سميا أنها سفكت الدماء وعزلت نفسها سياسيا وأخلاقيا، وطالبها بالاعتذار لتركيا ودفع تعويضات للجرحى وعائلات القتلى، والتعاون مع التحقيق الدولي ورفع الحصار عن غزة.


- 'فورين بوليسي'
أميركا تفتقر لإستراتيجية إزاء إيران

رأت الكاتبة الأميركية كوري شيك أن العقوبات الدولية الأخيرة التي أجازها مجلس الأمن الدولي ضد طهران هي عقوبات واهنة، وتكشف عن غياب إستراتيجية أميركية لكيفية التعامل مع إيران.
و أشارت إلى قرار مجلس الأمن رقم 1929 الخاص بفرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب استمرارها في برنامجها النووي, قالت إن إدارة الرئيس باراك أوباما حاولت بكل ما أوتيت من قوة تجميل ما وصفته الكاتبة بوجه إخفاق الإدارة وإحباطها الرئيسي.
وفي حين صرح مسؤولون بإدارة أوباما في أكثر من مناسبة بشأن السعي الأميركي لفرض عقوبات قوية ضد إيران تؤدي لعزلها عن المجتمع الدولي، مثل تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الصيف الماضي المتمثلة في قولها إنها ستوحد المجتمع الدولي بشأن 'عقوبات معطلة أو تؤدي إلى الشلل' فإن العقوبات المبينة بالقرار 1929 تبدو خفيفة بشكل كبير لدرجة أن البيت الأبيض بدا مرتبكا وهو يعلن الموافقة على القرار.
وقال البيت الأبيض في بيانه 'القرار يعيد التأكيد على رغبة المجتمع الدولي في تبديد الهواجس الدولية فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي عبر المفاوضات, في الوقت الذي بينا فيه الخطوات التي يجب على إيران انتهاجها لاستعادة ثقة المجتمع الدولي في برنامجها النووي من أجل تعليق أو التخلي عن تلك العقوبات'.
الصوت الروسي
وقالت الكاتبة إنه من حق إيران أن تحتفل بما حققته، موضحة أنه لم يتم الحصول على الصوت الروسي إلا بعد استثناء الشركات الروسية من القيود، وأن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أعلن أنه سيتم إنجاز مفاعل بوشهر هذا الصيف عن طريق المساعدة الروسية المستمرة.
وأما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي ميخائيل مارغيلوف فقال إن الصفقة تسمح ببيع نظام صواريخ إس 300 إلى إيران، وهو ما حاولت الولايات المتحدة لسنوات أن تحول دونه. كل هذا علاوة على إلغاء نشر الصواريخ الدفاعية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) والتزام جانب الصمت فيما يتعلق بكبت الحريات داخل روسيا.
وأشارت شيك إلى أن تركيا والبرازيل صوتتا ضد القرار وأن لبنان امتنعت عن التصويت, وأن إدارة أوباما لم تتمكن من إقناع أنقرة بالتصويت لصالح فرض عقوبات ضد طهران رغم كون تركيا حليفة للولايات المتحدة وترتبط معها بمعاهدة ولها حدود مع إيران والتي زارها الرئيس أوباما ليظهر أنه يتخذ موقفا جديدا من العالم الإسلامي.
ومضت الكاتبة تقول 'يبدو أنه لا توجد إستراتيجية لدى الإدارة الأميركية بشأن ما ستفعله لاحقا, فالعقوبات ليست إستراتيجية وإنما هي وسيلة لتحقيق هدف إستراتيجي لمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية' مضيفة 'إننا بالغنا في اعتمادنا على العقوبات لتحقيق ذلك الهدف الكبير وإن علينا التفكير بطريقة أكثر إبداعا بشأن كيفية جعل الحكومة الإيرانية تدفع ثمن خياراتها على المستويين الداخلي والدولي'.   


- صحيفة 'نيويورك تايمز'

'اليهود والصليبيون' / روس داوثات

بينما أشاهد محاولة الحكومة الإسرائيلية الدموية الفاشلة لفرض حصارها على غزة وتعزيزه، ظللت أفكر في دويلات 'ما وراء البحار'، وذلك هو الاسم الفرنسي الذي أطلق على الدويلات التي أسسها الصليبيون في الأرض المقدسة خلال العصور الوسطى المتأخرة: إمارة أنطاكية، مقاطعات الرها وطرابلس، ومملكة القدس.
بسبب مزيج من فقدان الذاكرة ونكران الذات، نميل إلى تذكر تلك الدويلات الصليبية فقط بوصفها امثلة  يرثى لها في العدوان الغربي.  . لكن التماثل بين إسرائيل ودويلات ما وراء البحار هو ما يقيمه أعداء إسرائيل: وتظل عبارة 'اليهود والصليبيين' واحدة من نعوت أسامة بن لادن المفضلة، وعادة ما يتوق المتشددون الفلسطينيون إلى صلاح دين آخر لكي يأتي ويقذف بالإسرائيليين في البحر.
لكن بوسع أصدقاء إسرائيل أن يتعلموا شيئاً من تجربة 'دول ما وراء البحار، الصليبية أيضاً. فمثل جمهورية اليوم اليهودية، كانت الممالك الصليبية دولاً صغيرة صنعتها بسالة الجيوش العسكرية، ومتموضعة في الشرق الأوسط، لكنها كانت غربية التوجه والميل، مع وجود رعاة بعيدين في أماكن قصية وأعداء محتملين في الجوار القريب. ومثل إسرائيل، كانت تلك الدويلات مغناطيساً للمتشددين من الشرق والغرب على السواء. وعندما سقطت تلك الدول في نهاية المطاف -بعد التمكن من البقاء لوقت أطول من الوقت الذي تمكنت فيه إسرائيل من البقاء حتى الآن- فقد كان ذلك السقوط قد نشأ عن أسباب تتصل مباشرة بالتحديات التي تواجه الحكومة الإسرائيلية اليوم.
كان السبب الأول في سقوط تلك الدويلات جغرافياً: إن الأرض المقدسة أسهل على الغزو منها على الدفاع عنها؛ لأن طبوغرافيتها وموقعها الإقليمي يتركانها عرضة دائماً للغزو. وكان السبب الثاني دبلوماسياً: فقد كان الصليبيون يتشاجرون باستمرار مع جيرانهم، من بيزنطة إلى مصر، وكان الدعم الذي يتلقونه من أوروبا الغربية محدوداً جداً بحيث لا يعصمهم من الانقراض. وكان السبب الثالث ديمغرافياً: ذلك أن الطبقة الحاكمة في دويلات ما وراء البحار، وبالذات الفرسان الفرنجة وحاشيتهم، كانت تشكل أقلية في المنطقة التي كان سكانها يتكونون في غالبيتهم من الأرثوذكس الشرقيين والمسلمين، وكانوا يواجهون صعوبة في تحقيق نوع الاندماج والتكامل اللذين يتطلبهما الاستقرار على المدى البعيد.
قبل عقد من الزمن، وقبل انهيار عملية السلام، بدا الإسرائيليون وأنهم أفضل من أي دويلة صليبية على كامل الجبهات المذكورة الثلاث. كانت قواتهم العسكرية القوية ورادعهم النووي أكثر من كاف للتعويض عن ضعف موقعهم الجغرافي. وبعد عقود من العزلة، كانوا قد شكلوا علاقة مستقرة إلى حد معقول مع الكثير من القوى الإقليمية -بما فيها تركيا والأردن ومصر- ورابطة مقيمة ودائمة مع القوة الكونية العظمى، الولايات المتحدة. وكانت الأقلية العربية الكبيرة لديهم تتلقى معاملة أفضل وكانت أكثر اندماجاً من سكان الأقليات في أي دولة شرق أوسطية أخرى تقريباً. وبدا الإسرائيليون وأنهم يفكون اشتباكهم وينفصلون عن الاحتلال الطويل لسكان عرب أكثر عدداً بكثير في قطاع غزة والضفة الغربية.
وبعد عشر سنوات من ذلك، لم يتبق من كل ذلك سوى الاحتفاظ بالمزية العسكرية. أما على الصعيدين الدبلوماسي والديمغرافي، فتواجه إسرائيل باطراد المشاكل ذاتها التي كانت قد قضت مضاجع ملوك القدس في القرن الثاني عشر.
في أعقاب حروب غزة ولبنان، ثم إخفاق الحصار المفروض على غزة وفشله مؤخراً، تصبح الدولة اليهودية معزولة على المسرح العالمي كما كان حالها في سنوات الصهيونية العنصرية المظلمة في السبعينيات. وفي الغضون، تبدو علاقتها مع سكانها العرب وأنها تتوتر باطراد، ويبدو احتلال الضفة الغربية الفلسطينية وأنه محكوم بأقدار الاستمرار إلى ما لا نهاية، وينمو السكان العرب في داخل إسرائيل وفي المناطق الفلسطينية على حد سواء بسرعة كبيرة، بحيث يمكن أن يصبح اليهود قريباً أقلية غرب نهر الأردن.
ربما تستطيع إسرائيل العيش مع العزلة الدبلوماسية طالما ظل الجمهور الأميركي يقف بقوة إلى جانبها. لكنها ستجد وقتاً أصعب بكثير في البقاء والتغلب على التحولات الديمغرافية في أراضيها. وإذا لم تستطع الدولة اليهودية تخليص نفسها من الضفة الغربية، فإنها ربما تجد نفسها مجبرة على الاختيار بين شبه واقع الفصل العنصري الذي يشكله الاحتلال الدائم، وتحللها الذي يرجح أن ينجم عن منح الفلسطينيين صوتاً يعتد به في السياسة الإسرائيلية.
عادة ما يجعل منتقدو إسرائيل هذا التخلص والنأي بالذات يبدو وأنه أمر سهل. أما في واقع الحال، فإنه يعد بضرورة تقديم تضحيات هائلة، من الأرض والأمن اليومي معاً –سواء كان ذلك من التنازلات فوق العادية التي يجب تقديمها إلى قيادة فلسطينية منقسمة، أو من انسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية، والذي سوف يكون أكثر إيلاماً بكثير من انسحاب العام 2005 من قطاع غزة.
والأكثر من ذلك، أن أياً من النهجين سوف يستدعي على نحو شبه مؤكد تصاعداً في العنف من جانب الفصائل الفلسطينية غير القابلة للمصالحة وداعميها الإيرانيين والسوريين، الذين سوف يرون في أي تراجع سبباً لتصعيد الصراع.
وكما لخص وولتر راسل ميد الأمر مؤخراً، فإن إسرائيل ربما 'تضطر إلى أن تدفع فعلياً كامل ثمن السلام.. من دون الحصول على كامل السلام'. ولا ينبغي أن يلوم أحد الإسرائيليين على الهروب من هذا الاحتمال.
ومع ذلك، ربما يكون ذلك هو الطريقة الوحيدة لضمان بقائها كدولة. لقد اجتاحت جيوش المسلمين دويلات ما وراء البحار الصليبية في الماضي. لكن إسرائيل إذا دمرت، فإنها ستدمر من الداخل.


- صحيفة 'وول ستريت جورنال'
النووي الأردني مأزق أميركي

يجري المسؤولون الأميركيون والأردنيون مفاوضات للتوصل إلى اتفاقية تعاون نووية تقضي بالسماح للشركات الأميركية بتصدير مكونات نووية ومعرفة فنية للأردن الذي يعد من أقرب الحلفاء العرب لأميركا في الشرق الأوسط.
وذكرت   أن إدارة الرئيس باراك أوباما تنظر إلى الأردن بوصفه الشريك المحتمل في برنامجها العالمي الرامي لتعزيز الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، كجزء من خطة على نطاق أوسع لزيادة الضغط على دول الشرق الأوسط الأخرى، وخاصة إيران وسوريا، بهدف التحلي بالشفافية إزاء برامجها النووية.
وفي مقابلة مع الصحيفة قال الملك الأردني عبد الله الثاني 'أعتقد أنه سيتم العمل بالطاقة النووية في الأردن بطريقة يشترك فيها القطاعان العام والخاص بحيث يطلع الجميع على ما يجري'.
وأضاف أنه 'إذا استطعنا أن نكون نموذجا للشفافية، فهذا سيدفع الآخرين للتحلي بذلك'.
غير أن وول ستريت تقول إن هذه الشراكة تحشر إدارة أوباما في الزاوية، إذ إنها تحاول أن تفي بوعودها في تعزيز الاستخدام المدني للطاقة الذرية، دون أن تثير سخط إسرائيل وتدفع إلى سباق التسلح في الشرق الأوسط.
وهذه الاتفاقية التي يتم التفاوض عليها تفرض قيودا على الأردنيين أيضا، حيث تطلب واشنطن من عمان عدم إنتاج الوقود النووي في حين أنه حق يتمتع به الأردن بموجب توقيعه على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وبالتالي لا يبدو أن الأردنيين يمكن أن يتنازلوا عن ذلك بفضل اكتشافهم الأخير لوجود كميات كبيرة من اليورانيوم الخام.
مسؤولون أردنيون رفيعو المستوى يقولون إن عمان لا يمكن أن تتخلى عن حقها في إنتاج اليورانيوم بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لأسباب إستراتيجية واقتصادية على السواء.
ويضيف المسؤولون أنه إذا وافق الأردن على هذا الشرط الأميركي فإن ذلك سيقوض سلامة المعاهدة، وسيحد من طموح الأردن الذي يسعى كي يصبح 'مزودا للوقود النووي ومركزا للتصدير في المنطقة'.
وحسب مسؤولين أردنيين وأميركيين، فإن إخفاق الطرفين في الاتفاق على هذه المسألة قد يصيب اتفاقية التعاون في مقتل.
من جانبه يقول رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية خالد طوقان 'إننا نعتقد أن معاهدة حظر الأسلحة النووية عالمية'، وأضاف 'لا نوافق على تطبيق الشروط والقيود التي تفرض من خارج إطار المعاهدة على أساس منطقة معينة أو بلد معين'.
غير أن المفاوضين الأميركيين يصرون على التزام عمان بشراء الوقود النووي من السوق العالمي لضمان عدم تحويله داخليا لأغراض عسكرية، وقالت الصحيفة إن


- صحيفة 'فايننشال تايمز'
شجاعة اردوغان/ رولا خلف

لقد وقع  الشرق الأوسط من غزة إلى طهران  في حب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ، بعدما وجه انتقادا شديد اللهجة لإسرائيل بعدما قتل جنودها تسعة من ركاب أسطول الحرية الذي كان يحاول نقل مساعدات إنسانية إلى غزة، حتى أن إيران صارت تريد تنظيم رحلة مماثلة إلى القطاع هي الأخرى، وكذلك الشأن بالنسبة لحزب الله اللبناني.'
لكن سوريا الأكثر حذرا حاولت استثمار الخطوة التركية على حد قول الكاتبة، حيث قال رئيسها بشار الأسد أن الدم العربي والدم التركي سيان.
أما مصر التي كانت تفرض حصارا خاصا بها على غزة، فاضطرت لتخفيف خناقها على القطاع فاتحة معبر رفح إلى اجل غير مسمى، وهي الفرصة التي استغلها الأخوان المسلمون دونما تأخير بإرسال وفد لهم إلى غزة.
إن الاضطلاع بدور البطل في الشرق الأوسط لا يتطلب الكثير، فكل ما يتعين فعله هو تحدي إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك ما فعله اردوغان، فقبل تسوية المشكل مع إسرائيل، صوتت أنقرة ضد فرض عقوبات على إيران في مجلس الأمن، وهو الشيء الذي لم تقدم عليه لبنان، علما أن حزب الله شريك في حكومته، حيث اكتفى بالامتناع عن التصويت.
لكن ينبغي على المعجبين باردوغان معرفة مصدر قوته وقدرته على القيام بهذه الخطوات الجريئة التي لا يستطيع زعيم عربي حتى التفكير فيها، فتركيا تنال الإعجاب باستقلالها واقتصادها النشيط وديمقراطيتها المزدهرة، وهو ما يفتقر إليه معظم العالم العربي وإيران.'
إن وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين دعت الدول العربية إلى الالتزام بالمساعدات التي وعدت بتقديمها، خاصة وإنها لا تساهم إلا بـ1.5 بالمئة في ميزانية الوكالة التي تعاني ميزانيتها من عجز قدره 90 مليون دولار.
ويقول كريس جانس ممثل الوكالة قوله: إن 'ازدهار قطاع النفط أثرى الكثير من الدول العربية بمليارات الدولارات، واليوم بالتأكيد وقت المساهمة في دعم تعليم وصحة جيرانهم الذين هم من أكثر الناس فقرا.'

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد