صحافة دولية » - -- مقالات (مترجمة) من صحف أجنبية

- صحيفة 'لوموند'
أوروبا وروسيا.. فرصة جديدة لشراكة استراتيجية حقيقية / أرنو دوبيان وإيزابيل فاكون

مع اقتراب الذكرى العشرين لانهيار الاتحاد السوفياتي، تشهد العلاقات ما بين موسكو والغرب انفراجاً هائلاً، بعد سنوات عديدة من التوترات، وسوء الفهم، التي أفضت إلى الأزمة الأخيرة التي بلغت أوجَها في صيف العام 2008 في جورجيا.
على الجانب الأوروبي، إذا كانت القمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا التي انعقدت في الفترة ما بين 31 أيار وأول حزيران في القفقاس، لم تحقق أيّ تقدم على الصعيد الدبلوماسي، فقد أتاحت في المقابل مناقشة مواضيع ذات طابع مستقبلي حقيقي، ومنها الشراكة من أجل التحديث، وإلغاء التأثيرات على الخصوص.
التطبيع الذي حدث بين روسيا وبولونيا والذي بادرت به الكرملين قبل مأساة قبل سمولينسك، هو الذي خفف من حدة العوائق التي كانت تقف في وجه تعميق الشراكة بين أوروبا وروسيا، ومن هذه العوائق على الخصوص الانقسامات القائمة بين أعضاء قدماء وأعضاء جدد في الاتحاد الأوروبي، حول الموقف الذي ينبغي اتخاذه إزاء قضايا شرق القارة.
لا شك أن التطورات المتتالية التي أعقبت انتخاب فكتور يانوكوفيتش في أوكرانيا، البلد الواقع في قلب الخلافات ما بين موسكو وأوروبا، حول 'جوارهما المشترك'، تذهب في الاتجاه نفسه، مع توضيح توازن أولويات كييف الدبلوماسية. وكذلك الشأن بالنسبة للتراجع النسبي للولايات المتحدة في أوروبا، والذي يسهم، بلا شكّ، في تهدئة الخواطر في روسيا، ويشكل بالنسبة للأوروبيين تحديا وفرصة سانحة لممارسة كامل مسؤولياتهم القارية، ضمن علاقة سياسية مباشرة أكثر فعالية مع موسكو.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن اعتراف روسيا، المتردّدة أصلاً، بصدق سياسة إدارة باراك أوباما الانفتاحية، في النهاية، سوف يسهل الأمور كثيرا. فلا شك أن أمام الروس والأوروبيين اليوم، بعد الفرص الضائعة في 1992، وخريف 2001، فرصة جديدة لبناء شراكة مثمرة. ففي جهودهم الرامية للوصول إلى هذا الهدف، سوف تحركهم بالتأكيد اعتبارات تفاعلية بحكم التحوّلات على الساحة الدولية.
على الجانب الأوروبي، لا شك أن الأزمة قد حفزت الأطراف على إدراك علاقات القوى الجديدة على الصعيد العالمي، وهي العلاقات التي تجعل 'الورقة الروسية' تستعيد جاذبيتها. أما على الجانب الروسي، فحتى وإن كانت روسيا لم تعان كثيراً من وضعها السيئ نتيجة الأزمة المالية (ديونها العامة لم تتجاوز 10 % من الناتج الإجمالي المحلّي، وهو ما يتيح لها هوامش واسعة للمناورة في المستقبل)، فإن هذه الأزمة فقد أبرزت اختلالات (اقتصادية، وديموغرافية، وعسكرية، واجتماعية) في مشروع قوتها، وأكّدت في الوقت نفسه الشك الذي يلقي بظلاله على قدرة روسيا على التمسك بهذه القدرة، كقطب للتأثير المستقلّ على رقعة الشطرنج العالمية، على المدى المتوسط.
وفي هذا السياق، وبحكم قلقها وانشغالها بحيوية الجارة الصين، تترسخ لدى الاستراتيجيين الروس فكرة أنّ الانضمام إلى باقي القارة الأوروبية هو السبيل الوحيد لكي لا تفقد روسيا مكانتها.
لذلك ينبغي أن تسهم الحقائق الجيو-سياسية الجديدة في بناء شكل من أشكال إعادة توحيد القارة. لكن هذا البناء لا يستند إلى هذه الحقائق الجيو-سياسية وحدها. إذ ثمّة جوانب أكثر إيجابية، وغير مسبوقة، يمكن أن تعطي دفعاً للمحاولة الجديدة التي تسعى لتجسيد الشراكة الروسية الأوروبية. فلأول مرة يبدو الاتحاد الأوروبي على استعداد لبناء صلته بروسيا، آخذا بالاعتبار الحاجيات والتطلعات التي تعتبرها هذه الأخيرة من أولوياتها.
إنّه موضوع الشراكة من أجل التحديث، الذي يقترحه الاتحاد الأوروبي كردّ على المقالة المؤثرة للرئيس ديميتري ميدفيديف، وعنوانها 'روسيا إلى الأمام'، التي نشرت على موقع الكرملين، وعلى مقالة الصحيفة الموسكوفية، واللتين تعتبران معاينة واعية لعوائق الجهد الوطني للتحديث الاقتصادي، وبعث حيوية جديدة في النسيج الاجتماعي.
إن الخلافات قائمة بالفعل، لا سيما وأنّ الأوروبيين يرسمون صلة بين الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية، والأبعاد السياسية، فيما تتحدث موسكو عن تبادلات تكنولوجية، ومشاريع تجديد مشتركة، وترفض التبادلات الفائضة حول القيم. ومع ذلك، ففي مقالته يقدّر دميتري ميدفيديف أن 'روسيا يمكن أن تتطوّر وفقا لطريق ديمقراطي'، وأن تبلغ 'مستوى أعلى من الحضارة'.
ومن المؤشرات الطيبة في هذا الشأن، الجدل الذي أطلقه الرئيس الروسي والذي ما فتئ يتوسع أكثر فأكثر، حول مسألة أنموذج البناء السياسي الأكثر ملاءمة لتجاوز مراكز الثقل القومية.
لا شيء يؤكّد أن التطورات الداخلية التي تشهدها روسيا ستتيح لها التقدم على هذا الطريق المتسم بتوتر الطرف الواحد إزاء تطلعات الطرف الآخر، ولا أن الأوروبيين سيكونون أكثر تبصراً بما فيه الكفاية للخوض في هذا الطريق. ومع ذلك، فإن ضرورة المحاولة تبدو من الأهمية بمكان.  


- صحيفة 'الغارديان'
سياسة 'تركيا بلا مشاكل' فاشلة

أكد تصاعد العنف الذي حرض القوات التركية ضد الانفصاليين الأكراد على طول الحدود الجنوبية الشرقية مع العراق على المدى الذي ما زالت تحتاجه حكومة أنقرة برئاسة رجب طيب أردوغان للمضي في حل القضية الكردية.
لكن تجدد القتال، كما كتب سايمون تيسدال في غارديان، يطرح أيضا سؤالا أكبر: إلى أي مدى ستثمر سياسة 'لا مشاكل مع الجيران' التي تبناها أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو نتائج ملموسة ودائمة. فالطموحات العالية، على عدة جبهات تتصادم مع الحقائق المستعصية على الحل على أرض الواقع.
وقال تيسدال إن إدانة أردوغان الشديدة لمقتل 11 جنديا تركيا بأيدي مقاتلي حزب العمال الكردستاني السبت الماضي ربما عكست الإحباط الذي أنتجه سعي أنقرة الحثيث لإيجاد حلول غير عسكرية والذي كان قويا في السنوات الثماني منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة.
وعلق الكاتب على تصريحات أردوغان الشديدة في هذا الصدد، التي تشبه هجومه الشديد على إسرائيل بسبب أسطول غزة، بأنها يمكن أن تخفي وراءها استياء كبيرا بأن الصراع الذي خلف نحو 40 ألف قتيل منذ العام 1984 ربما يتجدد جزئيا بسبب الإخفاقات السياسية.
وقال تيسدال إن سياسة 'تركيا بلا مشاكل' قد صادفت أيضا مشكلة فيما يتعلق بناغورنو كاراباخ المتنازع عليها مع أذربيجان، حيث قتل أربعة أرمن وجندي أذري في مناوشة السبت الماضي. وكانت تركيا وأرمينيا قد وقعتا اتفاق سلام تاريخيا العام الماضي، لكن الاتفاق أدى إلى نتائج عكسية عندما أصرت أذربيجان على تسوية مواجهة ناغورنو كاراباخ أولا. وبدلا من تهدئة التوترات أشعلتها مبادرة أردوغان.
وأشار الكاتب إلى أن مبادرات أردوغان في السياسة الخارجية الإقليمية ومغازلته إيران وخلافه مع إسرائيل وتودده لسوريا قد قادت معلقين غربيين للتكهن بشأن 'إعادة تجميع إستراتيجي' في السياسة التركية، بعيدا عن الغرب وحلف شمال الأطلسي وتقربا من العالمين العربي والإسلامي، بالتوازي مع سعي حزب العدالة والتنمية لإيجاد برنامج عمل إسلامي جديد في الداخل.
وعلق الكاتب الأميركي   توماس فريدمان بأن 'حكومة تركيا الإسلامية تبدو غير مركزة على الانضمام للاتحاد الأوروبي بل إلى الجامعة العربية والانضمام إلى جبهة المقاومة المتمثلة في حماس وحزب الله وإيران ضد إسرائيل.
كما تردد نقد شديد لهذا التحول الملحوظ في الكونغرس الأميركي، بينما عبرت إدارة أوباما عن قلقها من بعض الأعمال التركية الأخيرة. التي فسرها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأنها بسبب تباطؤ الاتحاد الأوروبي في ضم تركيا لعضويته.
 

- صحيفة 'واشنطن بوست'

أميركا تمول أمراء الحرب في أفغانستان

كشف تقرير للكونغرس الأميركي أن الولايات المتحدة تدفع ملايين الدولارات لأمراء الحرب والمسؤولين الحكوميين وعناصر حركة طالبان في أفغانستان من أجل تأمين مرور قوافل الإمدادات لقواتها العاملة هناك.
وورد في التقرير –الذي تناولت نتائجه اثنتان من كبرى الصحف الأميركية هما نيويورك تايمز وواشنطن بوست- أن دافعي الضرائب الأميركيين أقاموا دون قصد منهم شبكة من أمراء الحرب بطول أفغانستان وعرضها يجنون ملايين الدولارات من وراء حراسة قوافل حلف الناتو أثناء مرورها محملة بالإمدادات عبر أقاليم البلاد.
وتمارس هذه الشبكة نشاطها بمنأى عن سلطة الحكومة الأفغانية أو القوات الأميركية أو حلف الناتو، وفق ما ذكرت نيويورك تايمز نقلا عن التقرير البرلماني.
وقد كشف تحقيق أجرته اللجنة الفرعية لشؤون الأمن القومي بالكونغرس العام الماضي أن الأموال المدفوعة لأمراء الحرب تكاد تشبه ما يُدفع لعصابات المافيا نظير تقديمها الحماية المطلوبة حتى إن بعض قوافل الناتو التي امتنعت عن الدفع تعرضت لاعتداءات.
كما أماطت اللجنة الفرعية، التي يرأسها العضو جون تييرني، اللثام عن أدلة تؤكد أن أموال دافعي الضرائب الأميركيين تجد طريقها إلى حركة طالبان.
فقد أعرب العديد من المشرفين العاملين بشركات النقل بالشاحنات للمحققين عن اعتقادهم بأن المسلَّحين الذين يستأجرونهم لمرافقة قوافلهم وحمايتها يرشون طالبان حتى لا تهاجمهم.
وذكر المحققون أن أمراء الحرب هؤلاء يعملون على تقويض الحكومة الأفغانية 'الشرعية' التي 'يسعى الجنود الأميركيون جاهدين لبنائها'، وسيشكلون على الأرجح تهديدا لها على المدى الطويل بعد انسحاب الأميركيين وحلف الناتو من البلاد.  
وأشارت الصحيفتان إلى أن الأموال التي تُدفع لأمراء الحرب هي جزء من عقد بقيمة 2.1 مليار دولار مخصص لنقل المواد الغذائية والإمدادات الأخرى لنحو 200 قاعدة أميركية منتشرة في أنحاء أفغانستان.
ويرسم التقرير المؤلف من 79 صفحة صورة 'فوضوية' لأفغانستان المعاصرة، حيث تسيطر مجموعات مسلحة لا تخضع لسلطة من أحد على الطرق السريعة الرئيسة وتتلقى أجرا على ذلك من الولايات المتحدة.
وتعمل في أفغانستان –طبقا لتقرير الكونغرس- المئات من شركات الأمن الخاصة غير المسجلة التي تستأجر نحو 70 ألف رجل مسلح دون إشراف من أي جهة إلى حد كبير.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن رئيس اللجنة الفرعية جون تييرني قوله إن نتائج التقرير 'تراوحت بين الاتزان والصدمة'.
وأضافت أن التقرير جاء في وقت تتزايد فيه خسائر أميركا البشرية في الحرب الأفغانية بينما يتضاءل التأييد لها على الصعيدين الشعبي والتشريعي.
 
 
- صحيفة 'هآرتس'
الحصار الاسرائيلي على 'حماستان' / ألوف بن  

رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان يمكنه ان يرفع اشارة النصر الكبيرة. فالأسطول التركي الى غزة وان لم يصل الى القطاع وتسعة من الاتراك قتلوا، الا انه حقق هدفه: فقد دفع الى الانهيار الحصار الاسرائيلي على 'حماستان'. بيان المجلس الوزراي ليوم أمس وضع حدا للإغلاق المدني على غزة، والذي كان فرض قبل ثلاث سنوات، مع سيطرة حماس على القطاع.
العراب الثاني الذي تلقى الحظوة على رفع الاغلاق كان الرئيس الامريكي، باراك اوباما. فقد نشر البيت الابيض بيانا رحب فيه بالسياسة الاسرائيلية الجديدة تجاه غزة. ولكنه اوضح بأن اسرائيل 'استجابت لدعوة الكثيرين في الاسرة الدولية'، او بلغة اقل دبلوماسية بقليل، خضعت للضغط الذي وصل الى مستوى لا يطاق وفضلت فتح المعابر للبضائع المدنية ومواد البناء، بدلا من ان تتعرض الى الشجب بل واسوأ من ذلك.
على نتنياهو ان يشرح الان لماذا انتظر الى ان علقت اسرائيل في ورطة الاسطول، بدلا من ان يعلن عن التسهيلات قبل بضعة اسابيع. لديه تفسير، يعرضه بالتأكيد امام لجنة تيركل: اسرائيل بدأت في إعادة فحص الاغلاق قبل ان يبحر الاسطول التركي، ونتنياهو أيد منذ البداية السياسة التي أقرت أمس.
نتنياهو قال في النقاش الذي أجري قبل الاسطول انه يجب تغيير نظام الاغلاق، وبدلا من 'قائمة ايجابية' لما هو مسموح ادخاله الى غزة كما هو متبع حتى الان انتهاج 'قائمة سلبية' لما هو محظور. وقدر بأن تقييد ادخال البضائع المدنية والدمى لا يشكل ضغطا على حماس ويؤدي الى تآكل في مصالح اسرائيل، التي هي منع تهريب السلاح والابقاء على تفوق أخلاقي. وكان نتنياهو قدر في حينه بان الاغلاق لا يساعد غلعاد شليط لانه يخلق حالة من عدم التماثل الاخلاقي. حماس يمكنها ان تبرر أسره المتواصل ومنع الزيارات له، بالضائقة التي يلحقها الاغلاق. وتحرير شليط منوط بعناصر اخرى.
ولكن في الحياة لا يكفي ان يكون المرء محقا، او ان يقدر الوضع على نحو سليم. التوقيت هام بقدر لا يقل عن ذلك. القيادة السياسية في اسرائيل لم تسارع الى ان تقرر تغيير السياسة، وبالتأكيد لم تقدر بأن عملية وقف الاسطول ستنتهي بقتل تسعة اتراك. النقاشات دارت بكسل، الاغلاق استمر مثلما كان والان واضح، حتى للقيادة الاسرائيلية، بان الاسطول التركي سرع القرار بتغيير السياسة.
والان يتوقعون في اسرائيل الاساطيل التالية ويأملون بأن تمنح التسهيلات اسرائيل مظلة دبلوماسية لايقافها. ولكن حتى لو تحقق السيناريو المتفائل، فان الحكومة خسرت النقاط، ونتنياهو بدا مرة اخرى كمن يتخذ القرارات فقط تحت الضغط الكبير وبعد ان يدفع الثمن السياسي.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد