صحافة دولية » اخبار ومقالات مترجمة من صحف ومواقع أجنبية

- مجلة 'فورين بولسي'
الشيخ الذي استطاع الفرار / ديفيد كينير

كيف أساءت الولايات المتحدة فهم رجل الدين الشيعي البارز الراحل—وكيف ضيعت فرصة لتغيير وجه الشرق الأوسط إلى الأبد.
على الرغم من أن فضل الله نبذ الأفكار التقليدية المغلوطة في منطقة الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة لم تتخلى أبدا عن موقفها تجاه آية الله: فهو كان المستشار 'الروحي' لحزب الله، وإرهابيا مسؤولا عن العديد من الهجمات على المصالح الأمريكية في المنطقة. وقد تشكلت هذه الضغينة منذ أكثر من ربع قرن مضى، خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 15 عاما، عندما رعت وكالة الاستخبارات المركزية مؤامرة بشعة لاغتيال فضل الله.
ومع ذلك فقد نفت حكومة الولايات المتحدة أي تورط لها في العملية. وأشار المسؤولون الأميركيون أن الاغتيالات الاستهدافية، كانت ممنوعة منذ إدارة جيرالد فورد.
ويقوض بوب وودوارد مراسل صحيفة الواشنطن بوست، في كتابه 'الحروب السرية لوكالة الاستخبارات المركزية 1981-1987'، من أهمية هذا النفي الرسمي. وقال وودوارد، استنادا إلى المقابلات التي أجريت مع مدير وكالة المخابرات المركزية العدواني وليام كيسي في عهد الرئيس رونالد ريغان، أن كيسي تحايل على بيروقراطية وكالة تجسس لتحويل أموال إلى فريق مختص ومدرب لاغتيال فضل الله. وكتب وودورد لقد كان فضل الله 'متصلا بالهجمات الثلاثة على المصالح الأميركية في بيروت، وكان ينبغي أن يموت'.
قد يكون وودوارد قد حصل على سبق صحفي حول قصة تورط وكالة الاستخبارات المركزية في محاولة الاغتيال، لكنه أساء فهم قصة علاقة فضل الله بحزب الله. ففي كتابه يشير وودوارد إلى فضل الله بأنه 'زعيم حزب الله' 'وإرهابي'.' ويقول إن الارتباك حول صلة فضل الله بالحزب ستبقى تربك المسؤولين الأمريكيين ووسائل الإعلام حتى يومنا هذا.
غير أن روبرت بير، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية عمل في بيروت خلال الثمانينات، ينفي أن يكون فضل الله قد لعب أي دور تنفيذي داخل حزب الله، ويقول 'يمكنني أن أؤكد لكم، وقد رأيت جميع المعلومات الاستخباراتية، أن فضل الله ليس لديه أي صلة بالهجمات'. وأضاف 'لقد كان يعرف الأشخاص الذين كانوا ينفذون أعمالا إرهابية، لكنه لم يكن لديه أي دور في إصدار الأوامر لهم'.
وكان لفضل الله علاقات مع بعض مسؤولي حزب الله الكبار وهو لم يخف حقيقة انه اصدر أحكام بعقوبات دينية على هجماتهم. كما كان يؤيد بحماس الهجمات ضد القوات الغربية في لبنان خلال الحرب الأهلية واستمر بدعم الهجمات على إسرائيل حتى أيامه الأخيرة. وأشار بير'لنوضح الأمر، انه لم يكن صديقا لنا، لكن هذا لا يعني انه كان زعيما للحزب.
أعطى فضل الله شرعية دينية لاستخدام العمليات الانتحارية في هذه الحرب الدينية... وفي حين أن جدول إعمال فضل الله السياسي كان يتداخل في كثير من الأحيان مع جدول إعمال حزب الله، فإنه غالبا ما كان يختلف مع المجموعة بشأن مسائل دينية هامة. وقد وضع تشيعا عربيا كان يتنافس على الصدارة مع رجال الدين الإيرانيين الذين استولوا على السلطة في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979. كما ميز فضل الله نفسه عن روح الله الخميني عبر دمج التشيع بالقومية العربية.
وقد اعتبر حزب الله، الذي يتمتع بصلات دينية وتنفيذية قوية مع إيران، الخميني وخامنئي في وقت لاحق، كمصدر بارز للمرجعية الدينية والسلطة. وعلى الرغم من أن فضل الله كان يدعم ولاية الفقيه في الثمانينات في إطار فترة حكم الخميني، بيد انه سرعان ما قطع علاقته مع النظام بعد استبدال الخميني بخامنئي الذي لم يتمكن من مجاراة السلطة الدينية لسلفه.
وفي عام 1995، أعلن فضل الله نفسه مرجعا، وهو أعلى سلطة دينية في التشيع -- وهي خطوة أثارت معارضة المؤسسة الدينية الإيرانية، والتي شهدت خامنئي كمصدر مناسب لقيادة العالم الشيعي. وفي حين أن كل من إيران وحزب الله اصدرا بيانات أشادت بفضل الله عند وفاته، فإنهما تجنبا بشكل متعمد الإشارة إليه باعتباره مرجعا.
لهذا السبب، إن المزاعم الغربية التي تقول أن فضل الله 'كان المستشار الروحي' لحزب الله هي مزاعم مثيرة للسخرية على وجه الخصوص: فعلى الرغم من أنه كان مؤثرا بشكل واضح، فإن قضية سلطة فضل الله الدينية على وجه التحديد هي التي شكلت مفترق طرق بينه وبين حزب الله  في نهاية المطاف.
ابتداء من التسعينات، بدأ فضل الله يبشر بنسخة أكثر حداثة ذات وعي الذاتي من التشيع، مع التركيز بوجه خاص على الأساليب العلمية والعقلانية. وقد كان هذا النقاش أكثر من مجرد عداء ضروس على المبادئ الدينية – حيث كان له تداعيات هامة على موازين القوى السياسية داخل المجتمع اللبناني الشيعي. وقد انتقد فضل الله حزب الله علنا في بعض الأحيان، لا سيما عندما أعلن الحزب لأنصاره أن التصويت لصالح الحزب في الانتخابات البرلمانية لعام 2005 هو تكليف شرعي. وقال أن مثل هذه 'الممارسات الشاذة' ستؤدي في نهاية المطاف إلى نزع الشرعية عن السلطة الدينية. وتصدر الشبكة الواسعة من مدارسه في جميع أنحاء لبنان، والتي التحق بها 14300 طالب في عام 2000، كتبا دينية خاصة بدلا من استخدام تلك الموافق عليها من قبل القيادة الدينية في إيران.
وفيما وصلت العلاقة بين فضل الله وحزب الله إلى أدنى مستوياتها في منتصف التسعينات، جمعت الولايات المتحدة مرة أخرى بين رجل الدين الشيعي والحزب. وأعلنت الولايات المتحدة أن فضل الله هو 'شخصية إيديولوجية رائدة' وسمي 'إرهابيا'، مما خول وزارة الخزانة الأميركية تجميد أمواله ومنعه من القيام بأي معاملات مالية مستقبلية مع المؤسسات الأميركية.
وقد واصلت جمعيات فضل الله الخيرية جذب انتباه حكومة الولايات المتحدة – تسببت الأخيرة بمشاكل حتى لبعض حلفائها السابقين. ففي عام 2003، منعت الولايات المتحدة وزير المالية اللبناني فؤاد السنيورة من دخول البلاد بسبب تبرع كان قد قدمه منذ عدة سنوات لمؤسسات فضل الله الخيرية.
وفيما نمت مكانة فضل الله في جميع أنحاء العالم العربي وحظي باهتمام الكثيرين في واشنطن أيضا، لم يكن هناك أي تشابه ولو عابر بين الصورتين المتناقضتين. فبالنسبة لحكومة الولايات المتحدة، كان فضل الله إرهابيا لم يندم على أفعاله، والذي لعب دورا أساسيا في أبشع عمليات حزب الله. أما بالنسبة لمشيعيه في بيروت، كان فضل الله من أشد المنتقدين للاستعمار ورائدا مهما في الجهود الرامية إلى التوفيق بين التعليم الديني التقليدي مع الحداثة والمساواة بين الجنسين.
بيد انه كان هناك شيء من الحقيقة في موقف الولايات المتحدة: ففضل الله لم يكن ليبراليا بالتأكيد، ولا حليفا يمكن تجنيده لتحقيق الأهداف الأمنية الأميركية. ولكن، حتى بعد ربع قرن من بعد ذلك محاولة اغتياله، فشل المسؤولون الأمريكيون في استغلال المناطق التي تتداخل فيها مصالحه مع مصالح فضل الله، سيما في عزل إيران والحد من الصورة الايجابية للأصولية في لبنان. فالولايات المتحدة كانت تفضل دائما الأدوات الحادة والنعوت البسيطة – وهي سائل بدائية لرجل معقد.


- 'بي بي سي'

'سي إن إن' تقيل صحافية لإشادتها بفضل الله


أقالت شبكة 'سي إن إن' التليفزيونية الأمريكية محررتها المسؤولة عن تغطية منطقة الشرق الأوسط لإعرابها عن تقديرها للمرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله الذي توفي الأحد الماضي.
كانت الصحافية أوكتافيا نصر قد قالت موقع تويتر على الإنترنت إنها شعرت بالحزن لدى علمها بوفاة السيد محمد حسين فضل الله.
ويشار إلى أن الحكومة الأمريكية أدرجت اسم فضل الله على لائحة من تسميهم 'الإرهابيين الدوليين' ، وقد رفضت سي إن إن اعتذار الصحافية، وقالت إن مصداقيتها قد اهتزت.
وكتبت أوكتافيا نصر التي كانت تعمل في سي إن إن منذ العام 1990, في رسالتها على تويتر إن فضل الله 'أحد الرجال الكبار في حزب الله والذي كنت أحترمه كثيرا'. ثم سارعت إلى الإعراب عن أسفها الشديد على الموقع الالكتروني لسي إن إن وقالت إن 'الأمر يتعلق بخطأ من قبلي لأني كتبت تعليقا من هذا النوع وبهذه البساطة'.
وأوضحت 'كنت اقدر عنده موقفه المتميز بين رجال الدين الشيعة حول حقوق المرأة' مضيفة 'هذا لا يعني أني كنت احترمه لكل شيء آخر قاله أو قام به'.
وفي مذكرة داخلية قالت نائبة رئيس 'سي ان ان انترناشونال' باريسا خصروي أنها بحثت الأمر مع الصحافية نصر 'وقررت أن عليها أن تغادر المحطة'. يشار إلى أن اوكتافيا نصر غطت النزاعات الرئيسية في المنطقة لحساب 'سي ان ان' طيلة 20 عاما وقدمت برامج 'سي ان ان وورلد ريبورت' و'سي ان ان انترناشونالز وورلد نيوز' من 1993 إلى 2003.
رحيلها عن الشبكة بعد شهر على رحيل عميدة المراسلين في البيت الأبيض هيلن توماس التي أُحيلت على التقاعد بعد تصريحات مثيرة للجدل حول إسرائيل.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد