- صحيفة 'نوفل اوبسرفاتور' الفرنسية
ابتزاز اسرائيلي!
قالت صحيفة 'نوفل اوبسرفاتور' إن اسرائيليين، سبق وان 'جرحوا' خلال حرب لبنان الثانية التي قامت بها اسرائيل عام 2006 في لبنان، يعتزمون رفع دعاوى ضد قناة الجزيرة لأنها ساعدت 'المقاتلين في حزب الله' من خلال بث معلومات معينة.
وتضم المجموعة 91 اسرائيليا 'جرحى' ويطالبون بمبلغ 1.2 مليار دولار كتعويض لهم، وتقدم الشكاوى في المحكمة الجنائية الفدرالية في نيويورك.
- صحيفة 'الغارديان'
تشكيك أميركي بجدوى دعم إسرائيل
ذكرت صحيفة 'الغارديان' أن الولايات المتحدة بدأت تتساءل عن مدى جدوى دعمها الثابت لإسرائيل، وأشارت إلى أن ثمة إجماعا في داخل أروقة الحكومة الأميركية على أن الحكومة الإسرائيلية تسيء استخدام الدعم الأميركي بانتهاجها سياسات تعرض حياة الأميركيين للخطر.
وقالت الصحيفة بقلم مراسلها في واشنطن كريس ماكغريل إن ثمة أسئلة نادرا ما كانت تطرح في واشنطن، فعلى مدى سنوات ظل الشعار بأن التحالف الأميركي الحميم مع إسرائيل مفيد لكل منهما بعيدا عن طرحه للنقاش من قبل السياسيين الذين لا يدركون الثمن الذي سيدفعونه إذا ما قبلوا بغير الدعم الثابت.
وتمضي 'الغارديان' بالقول إن نتنياهو يود أن يبقى في نظر الأميركيين الحليف الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مواجهة 'الإرهاب الإسلامي'، غير أن إصراره على المضي في بناء المستوطنات في القدس الشرقية –وهو ما أحدث صدعا بين واشنطن وتل أبيب- ما هو إلا دليل على عدم الجدية في إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وهذا –تقول الصحيفة- يثير مشاعر العداء تجاه الولايات المتحدة في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط وخارجه، لأنه ينظر إلى أميركا على أنها الدرع الحامي لإسرائيل.
واستعرضت الصحيفة بعض تصريحات الأميركيين التي صدرت في الأشهر الأخيرة والتي تنم عن التململ الأميركي تجاه إسرائيل.
فقد صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو 'مصلحة أمنية وطنية حيوية للولايات المتحدة الأميركية'.
وكان نائبه جوزيف بايدن قد أبلغ نتنياهو في لقاء خاص بأن السياسات الإسرائيلية تعرض الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان للخطر.
وحتى القادة العسكريون الكبار -منهم الجنرال ديفد بترايوس الذي قاد الحربين (على العراق وأفغانستان)- أشاروا إلى أن استمرار إسرائيل في احتلالها الأراضي الفلسطينية يشكل عائقا أمام حل النزاعات الأخرى.
ولفتت 'الغارديان' إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على أسطول الحرية الذي كان متوجها لكسر الحصار على قطاع غزة، عرض للخطر العلاقات مع تركيا، الحليف الإستراتيجي لأميركا.
وأشارت الصحيفة إلى مقال لمسؤول سابق في تقييم الاستخبارات أنطوني كوردسمان يقول فيه إن ثمة تحولا في التفكير داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية وربما الدفاع بشأن تأثير الدعم الأميركي المطلق لسياسات إسرائيل، حتى تلك التي تقوض احتمالات السلام مع الفلسطينيين.
وقال إن أميركا لن تتخلى عن دعمها لإسرائيل من منطلق التزام أخلاقي لضمان بقاء 'الدولة اليهودية'، ولكن في نفس الوقت فإن عمق الالتزام الأخلاقي الأميركي لا يبرر أفعال الحكومة الإسرائيلية.
ولخص كوردسمان للصحيفة تلك الأفعال بقضية غزة والبناء في القدس وعدم الاستعداد للتصرف بما يخدم المصالح الإسرائيلية والأميركية على حد سواء من حيث المضي في عملية السلام.
- صحيفة 'الايكونومست'
بفك الحصار عن غزة.. حماس تكسب مزيداً من الأرضية
بعد ثلاثة أعوام من الضغط على إسرائيل لرفع حصارها عن غزة، يعيد بعض الإسلاميين الذين يحكمون القطاع النظر في المسألة. فقد وضع وزير الزراعة في حكومة حماس المقالة -المجموعة التي تسير الأمور في القطاع- اللمسات النهائية على خطة تمتد لعشرة أعوام، والتي تخلص غزة من الاعتماد على إسرائيل وتجعلها مكتفية بذاتها من الناحية الغذائية. وكان حظر إسرائيل استيراد الأسمدة قد ساعد في وضع خطته لاستبدال الأسمدة بمركب مكون من المياه العادمة التي يتم التخلص منها في مياه البحر، ولتحويل غزة إلى مزرعة عضوية كبيرة. ثم وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفتح نقاط العبور، ويخشى بعض الغزيين من أن يعمد التجار الإسرائيليون إلى بيع المنتج الرخيص في غزة كما اعتادوا من قبل فرض الحصار.
ويقول الوزير محمد الآغا إنه لا يشعر بأن ثمة شيئاً يمكن أن يوقف مشروعه. ولذلك، ومن أجل حماية المزارعين المحليين، طلب من المستوردين في غزة دفع رسوم تراخيص في كل مرة يجلبون فيها مواد غذائية من إسرائيل. وحتى يتمكن من تحقيق خطته في زراعة مليون شجرة فاكهة، فإنه سيحظر استيراد الفواكه أيضاً.
لكن الابقاء على إمدادات إسرائيل خارجاً سيكون أمراً صعباً. فبعد ثلاثة أعوام من الاعتماد على التهريب بواسطة الأنفاق من مصر، يعاود تجار غزة الشراء من إسرائيل ثانية. ومنذ وعد السيد نتنياهو بتخفيف الحصار، ثمة صمت غريب بات يهيمن على حدود غزة مع مصر، والذي تجاوب مع دوران ألف رافعة تحمل السلع إلى السطح. وفي الوقت الراهن، يخشى أصحاب الحوانيت من أن تتكدس أرفف محلاتهم بمنتجات مجلوبة بواسطة الأنفاق، في الوقت الذي تتدفق فيه السلع الإسرائيلية السليمة والأفضل نوعياً.. وفي الماضي، كان مهربو الأنفاق يعمدون إلى الزج بإحدى المجموعات المقاتلة الغزية في مهاجمة موقع إسرائيلي بغية التسبب في الإغلاق، وبالتالي جعل التجارة من مصر متدفقة. لكن حماس تشرف، كجزء من صفقة غير رسمية لعدم الاعتداء على إسرائيل، على الأمور الشرطية على الحدود وتعاقب أي شخص يمر من دون الحصول على موافقتها.
وعليه، شرع بعض المتعاملين عبر الأنفاق في إقفال تجارتهم بسبب إثقال كاهلهم بضرائب حماس وحالة التشبع التي سادت السوق. في حين يبقى آخرون يعملون، حيث تباع سجائر المارلبورو القادمة من مصر بنصف كلفة مثيلتها الإسرائيلية، حتى بعد احتساب الضريبة التي تفرضها حماس، كما يبقى البترول المستورد من مصر أرخص ثمناً في الاثناء. وقد تعمد حماس إلى إبقاء الأنفاق مفتوحة لتهريب الاسلحة. كما تعد الأنفاق مسرباً للسيولة النقدية.
وثمة عوامل أخرى ستبقي على الأنفاق عاملة، إذ ما يزال على إسرائيل أن تفصح عما ستسمح بدخوله براً.. ويقول توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، الذي يزعم بأن الفضل يعود إليه في التفاوض على الصفقة (بصفته مبعوثاً للجنة الرباعية للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا)، يقول بأنه لن يحصل على قائمة المواد الصغيرة قبل أسبوعين. وفيما تتراجع حدة الأزمة التي أعقبت تعرض إسرائيل الدموي لأسطول سفن الحرية عن احتلال العناوين الرئيسية في الأخبار، فإن الضغط على إسرائيل يخف، فيما تتسع الطريق الذي تستطيع أن تنسرب منه.
وفي غضون ذلك، وخشية أن تعمد إسرائيل وحلفاؤها إلى تحويل الاقتصاد بعيداً عنها، تعمد حماس إلى تشديد قبضتها على الإمدادات الواردة براً. وقد شددت من الإجراءات الجمركية والتدقيق في جوازات السفر، وشرعت بالحد من إصدار تصاريح الخروج للتجار. وهي تعمد في الأثناء إلى الحد من واردات السلع، مثل المشروبات الغازية التي تعلمت كيفية تصنيعها في ظل الحصار. وتبحث حماس عن طرق توفر لها أرباحاً من التجارة الرسمية، كما تفعل من التجارة غير الرسمية. ويقول أحد رجال حماس: 'إننا أذكياء بما يكفي لفهم الأثر المضاعف'.
في الأثناء، تبدي الحكومات الغربية والحكومات العربية المعادية للخط الإسلامي توجساً من الهرولة إلى الدخول.. وعندما كسبت حماس السلطة في الانتخابات العامة الفلسطينية في العام 2006، كان المانحون الأجانب لفلسطين قد ألغوا مساعدات التنمية كافة، وقصروا هذه المساعدات على الإمدادات الإنسانية. وكان الحصار الإسرائيلي قد منع الغرب من إرسال المواد اللازمة لإعادة الإعمار. واقترحت الحكومات الغربية العمل من خلال وسطاء مثل الأمم المتحدة، لكن السيد بلير يتحدث إلى الغزيين في غزة بواسطة مؤتمرات عبر الفيديو فقط.
وهكذا، يبقي حلفاء الغرب الاقليميون على أنفسهم بعيدين. وينأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بنفسه على الرغم من أنه يقول إنه رئيس لكل الفلسطينيين. وترفض السلطات الأمنية الرسمية المصرية منح تأشيرات زيارة لرجال الأعمال الغزيين. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى قد زار غزة في وقت سابق من شهر حزيران (يونيو)، وقابل مسؤولو حماس كأعضاء تنظيم، وليس كأعضاء في سلطة غزة الرسمية، وطلب من حراس حماس الأمنيين عدم مرافقته. وحتى لو فتحت إسرائيل نقاط العبور، فإن بعضاً من أكثر عناصر الحصار قسوة سوف تبقى. حيث يبقى التصدير ممنوعاً، وما يزال الحصار البحري في غزة قائماً، كما أن معظم الغزيين لا يستطيعون الدخول والخروج من القطاع بحرية. ويقول الغزيون الذين سمعوه يتحدث مؤخراً: 'إننا لا نحتاج إلى المايونيز.. إننا في حاجة إلى الحرية'.
- صحيفة 'اسرائيل اليوم'
هدوء حتى تشرين الثاني / يوسي بيلين
الرئيس اوباما يريد تحقيق سلام اسرائيلي فلسطيني. وهو ايضا يعرف بالضبط كيف سيبدو هذا السلام وان كان ينصت الى التزامات الطرفين. وهو يعرف بانه لا سلام مع القدس الشرقية تحت حكم اسرائيل، ويعرف بان لا سلام مع حق عودة اللاجئين الفلسطينيين من 1948، مع ضم ارئيل وغور الاردن، مع دولة فلسطينية غير مجردة، ودون اعتراف بالحقوق الوطنية للشعبين. وهو يعرف، الى هذا الحد او ذاك، اين ستمر الحدود وماذا ستكون عليه الترتيبات الامنية. كما أنه يعرف بان مثل هذا الاتفاق لن يكون نتيجة مفاوضات بين نتنياهو وابو مازن.
نتنياهو ببساطة ليس هناك. لديه ائتلاف قوي يوافق على كل ما يطلبه منه. التمرد الاكثر بعدا وجد تعبيره في أن بعضا من الوزراء شاركوا في المسيرة لتحرير غلعاد شليط. يوم ما هو ضد الدولة الفلسطينية، وفي اليوم التالي هو معها والحكومة تبتلع. يوم ما هو مع الاغلاق على قطاع غزة وفي اليوم التالي هو ضده، والحكومة تبتلع. اذا جاء الى حكومته مع صيغة كلينتون، التي حلت عشر سنوات عليها تقريبا، ستقبلها الحكومة. وهو لا يحتاج الى ائتلاف مع كاديما كي يتبنى مثل هذه الخطة، وذلك لان كل احزاب الوسط واليسار ستؤيد، تلقائيا، كل خطة سلام يطرحها، حتى لو كانت مليئة بالثقوب والعلل. ولكن نتنياهو لن يكون ابدا راضيا عن الشريك الفلسطيني ولن يقترح ابدا خطة سلام خاصة به، وذلك لان خطته للسلام سيرفضها العالم بأسره. هذا يعرفه ابو مازن، الذي يخشى جدا من محادثات مع نتنياهو من شأنها أن تستمر دون نهاية وتمنح نتنياهو مناعة سياسية. هذا يعرفه ايضا اوباما، وهو يسمح لمقربيه بان يفهموا ذلك.
جولة المحادثات الاخيرة للرئيس الامريكي مع رئيس وزراء اسرائيل والرئيس الفلسطيني ضمنت، كما هو متوقع، بان لا يقع أي شيء سيىء في ايلول (سبتمبر). لا اعلان اسرائيلياً عن استئناف البناء في المناطق ولا توجه فلسطينياً الى الامم المتحدة لطلب تبني قرار يتعلق بالحل الدائم. من اجل منع هذين الامرين السيئين قبل الانتخابات كان اوباما لطيفا مع ابو مازن ولطيفا جدا مع نتنياهو. هل كنتيجة لذلك ستبدأ قريبا المحادثات المباشرة؟ هذا لا يهم اوباما كثيرا. ليست لديه أي توقعات لا من محادثات التقارب ولا من محادثات مباشرة. الابتسامات والمؤتمرات الصحافية ليست تعبيرا عن محبته المفاجئة او تغييرا دراماتيكيا في موقفه من المسيرة السياسية في منطقتنا.
السؤال الحقيقي هو كم مهم لاوباما حمل الطرفين الى وضع يقبلان فيه، بتأوه، المسلم به؟. سطحيا يبدو أنه سيكون الامر أسهل عليه مع م.ت.ف وأصعب مع اسرائيل. ولكن حتى في مثل هذه الحالة فان لديه سلاحاً لا بأس به: براغماتية ابو مازن وسلام فياض والاهمية الهائلة التي يوليها نتنياهو للعلاقات الطيبة مع الادارة.
- مجلة 'فورين بوليسي'
جدل بباكستان حول القصف الأميركي
قال الكاتب امتياز غل إن هجمات الطائرات الأميركية بدون طيار ضد مقاتلي حركة طالبان باكستان وتنظيم القاعدة في مناطق القبائل المضطربة شمالي باكستان، وعلى الحدود مع أفغانستان وغيرها من المناطق، باتت تثير جدلا واسعا في الأوساط الباكستانية بوصفها تمثل انتهاكا لسيادة باكستان.
ومضى الكاتب، وهو مدير مركز الدراسات الأمنية والبحوث في إسلام آباد ومؤلف كتاب 'أكثر الأماكن خطرا' بالقول إن الناس في باكستان يتساءلون بشأن مدى شرعية تلك الهجمات التي تقوم بها الطائرات بدون طيار والتابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ضد القاعدة وطالبان في منطقة وزيرستان وغيرها من المناطق.
وأضاف غل أنه بينما شنت الطائرات الأميركية بدون طيار أكثر من 141 هجوما منذ 2004 من بينها حوالي 45 هجوما العام الجاري، تخوض قوات الأمن والجيش الباكستاني حربا شعواء بالمناطق القبلية المضطربة بكل من باجور وأوراكزاي وغيرها.
ويعارض العديد من المنظمات أو الجماعات الباكستانية المحافظة والمجموعات السياسية من الجناح اليميني مثل الجماعة الإسلامية وجمعية علماء الإسلام هجمات الطائرات بدون طيار بشكل واضح وصريح.
وقال الكاتب إن حركة طالبان باكستان أو ما وصفها برأس الحربة للتمرد في المناطق الشمالية الغربية، والتي تتخذ من وزيرستان قاعدة ومقرا لها، تقوم بتبرير هجماتها على أساس أنها رد فعل على هجمات الطائرات بدون طيار.
وفي المقابل، قال غل إن هناك من يعارضون هجمات تلك الطائرات ويشجبونها بشكل ظاهري تماشيا مع الرأي العام، وإنهم سرعان ما يبدلون رأيهم عندما يتواجدون وراء ما وصفها بالأبواب المغلقة.
واقتبس الكاتب من زميل له، وهو باحث في 'الحملة من أجل الضحايا الأبرياء' ويدعى كريس روجرز قوله بإحدى الندوات بإسلام آباد 'نظرا لعدم اعتراض باكستان إطلاقا على هذا الموضوع بأي محفل دولي وعدم إصدارها بيانا رسميا ضدها, فيبدو أن هناك تفاهما تكتيكيا بين الولايات المتحدة وباكستان بهذا الشأن'.
وأما الخبير الباكستاني في القانون الدولي أحمر بلال صوفي فيقول إن الموافقة السرية الباكستانية لا تعني بالضرورة منح الشرعية لتلك الهجمات، مضيفا أن 'الولايات المتحدة تستخدم الطائرات بدون طيار بحجة الدفاع عن النفس والحرب على القاعدة, ولكن حتى هذا يعتبر انتهاكا للقانون الدولي وسيادة باكستان'.
وفي حين يرى فريق آخر من المراقبين أن تشغيل الباكستانيين للطائرات بدون طيار من شأنه أن يخفف كثيرا من تلك الانتقادات، أشار الكاتب إلى أن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وقادة الجيش طلبوا في أكثر من مناسبة نقل التكنولوجيا الخاصة بالطائرات بدون طيار إلى باكستان بدعوى أن من شأن ذلك تخفيف حدة تلك الانتقادات.
وقال غل إن بعض النقاد الباكستانيين لتك الهجمات يعتمدون في طروحاتهم أيضا على تصريحات مقرر الأمم المتحدة الخاص بالقتل خارج نطاق القضاء فيليب ألستون الواردة في تقريره الشهر الماضي.
وتتمثل تصريحات ألستون في قوله 'إذا ما أقدمت دولة على تنفيذ عمليات قتل مستهدفة أو مخطط لها داخل أراضي دولة أخرى, فيتوجب على الدولة الثانية أن تظهر إن كانت أعطت موافقتها وعلى أي أساس تم ذلك'.
ومضى غل بالقول إنه وعلى ضوء تداعيات التغيير الأخير في القيادة بأفغانستان، فربما تحدث بعض التغييرات النوعية في سياسة واشنطن تجاه استخدام الطائرات بدون طيار، خاصة في ظل كون الرئيس باراك أوباما يبحث عن نجاح سريع بأفغانستان، وحيث يعتبر تأييد ودعم باكستان بذلك الشأن أمرا حيويا.
واختتم الكاتب بدعوة الحكومة الباكستانية إلى إعلان موقفها بوضوح في ما وصفها بالقضية الملتهبة الممثلة بهجمات الطائرات بدون طيار الأميركية داخل الأراضي الباكستانية
- 'الغارديان'
دروس حرب لبنان الـ2006 / جيريمي شارون
لقد فشلت حرب لبنان الثانية في تحييد حزب الله وهي نموذج على انه لا يجدر بنا أن نتعامل مع الأطراف العنيفة في الشرق الأوسط. لقد اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس أن حرب تموز عام 2006 التي اندلعت قبل أربع سنوات هي بمثابة مخاض لولادة شرق أوسط جديد. غير أن هذه الاستعارة كانت مؤسفة بالتأكيد، حيث أن إخفاق العملية العسكرية الإسرائيلية التي كانت تهدف إلى القضاء على 'حزب الله' وإخفاق المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته في أعقاب الحرب، يعني أن الاستقرار والتقدم السياسي في المنطقة يبقى بعيداً. فبعد أربع سنوات، تمكن حزب الله من تحصين نفسه في لبنان فضلا عن إعادة تسليح نفسه. وأكثر من ذلك، في الواقع، لقد تمكنت ميليشيا حرب العصابات من الحصول على ترسانة من الصواريخ والأسلحة التي تتخطى ما كان لديها في عام 2006 وتتفوق على أي جماعة مسلحة أخرى في لبنان، بما في ذلك الجيش اللبناني. وهذا الواقع الجديد هو نتيجة لخطأ مزدوج في أعقاب نهاية الحرب. الخطأ الأول سببته التهديدات السورية وهو الإخفاق في إدراج شروط ضمن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي لتوسيع صلاحيات 'اليونيفيل' لتنتشر على طول الحدود اللبنانية – السورية وبالتالي منع سوريا من نقل الأسلحة إلى حزب الله. أما الخطأ الثاني فيتمثل بالإخفاق في تطبيق شروط القرار 1701 التي تدعو جميع الميليشيات المسلحة في لبنان إلى نزع سلاحها. وقد أعلن الزعماء الأوروبيون، على غرار وزير الخارجية الإيطالية، أن المجتمع الدولي 'لن يقف مكتوف الأيدي' إذا ما واصلت سوريا إرسال شحنات أسلحة إلى حزب الله. وللأسف، إن الوقوف بموقف المتفرج هو بالضبط ما فعله المجتمع الدولي. ونتيجة لذلك ، اكتسب حزب الله صواريخ مدفعية بمدى يصل إلى 45،000 كيلومترا، فضلا عن مئات الصواريخ السورية الصنع من طراز م - 600، وصواريخ تطلق من على الكتف من طراز إيغلا مضادة للطائرات وأسلحة متطورة أخرى. وقد أوضحت البيانات الاستخباراتية التي صدرت الأسبوع الماضي من قبل الجيش الإسرائيلي والتي تضمنت صور جوية كيف أن لدى حزب الله مخابئ، ومخازن للأسلحة ومراكز قيادة داخل الأحياء المدنية في عشرات القرى الشيعية في جنوب لبنان، وهو ما كان يهدف القرار 1701الى منعه. وعلى الرغم من هذا الواقع المؤسف، فإن وقوع حرب بين إسرائيل ولبان لا يزال أمرا مستبعدا في المدى القصير نظرا لعدم وجود أي شكوى ملحة من جانب حزب الله والتأثير الرادع الكبير الذي كان للهجوم الإسرائيلي الشرس على قيادة الحركة.
ومع ذلك، إن الأوضاع الإقليمية الأوسع نطاقا لا تزال هشة، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى الرعاية الإيرانية لميليشياتها العميلة وعدم الاستقرار الذي يولده ذلك. وعلى الرغم من الهدوء النسبي على الحدود الشمالية لإسرائيل، لا يزال حزب الله يمثل تهديدا خطيرا للغاية للجبهة الداخلية الإسرائيلية. ودعم إيران العسكري والمالي المستمر لحماس في غزة يعني أن المصالحة مع السلطة الفلسطينية ستبقى معلقة على الأرجح. كل هذه الحقائق، إضافة إلى التهديدات الأمنية التي يشكلونها بالنسبة لإسرائيل تعني أن التقدم على المسار السوري أو في أي مفاوضات مع الفلسطينيين سوف تصل حتما إلى طريق مسدود. ولكن هناك، دروسا يمكن تعلمها وتطبيقها من الولايات المتحدة وأوروبا، ودروس أخرى من الحرب والمرحلة التي تلتها.
أولا، عندما تسنح الفرصة للانقضاض على الأفعى الإيرانية – أو إزعاجها بالحد الأدنى – يجب اغتنام تلك الفرصة. من المستحيل الآن تقريبا الحد من قوة حزب الله على نحو فعال. ولكن زيادة الضغط على مصر للعمل ضد عمليات تهريب الأسلحة لحماس، بالإضافة إلى الإبقاء على الحصار البحري على قطاع غزة، سيمنع حماس من الحصول على هذا النوع من القدرات العسكرية لبتي يمتلكها حزب الله الآن.
ثانيا، جدير بالملاحظة أن محاولات التقرب من العناصر المتطرفة وعناصر العرقلة في المنطقة لم تؤد إلا إلى تعزيز سطوة تلك الفصائل، وجعل المعتدلين مجرد خيار ثان. لقد فشلت الدعوات الأخيرة لإشراك حزب الله فضلا عن الاجتماعات التي جرت بين مسؤولين من الاتحاد الأوروبي والحزب السياسي للميليشيا، بما في ذلك الاجتماعات التي جمعت الحزب بأعضاء من البرلمان البريطاني في لندن، لإقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه أو أي شكل آخر من أشكال الاعتدال. وبدلا من ذلك، أعطت هذه المناورات إشعارا لدمشق وطهران بأن المجتمع الدولي غير مهتم حقا في منعهم من دعم حزب الله وتشديد قبضتهم على لبنان. وبشكل مماثل، لم يكن للبعثات الدبلوماسية والزيارات الرئاسية إلى دمشق حتى من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية في العامين الماضيين أثر كبير في تحقيق الهدف المتمثل في فصل سوريا عن تحالفها مع إيران. وبدلا من ذلك، أكدت سوريا نفوذها على لبنان، فيما اكتفى الغرب بالنظر... الخلاصة هي أن الدرس الأهم الذي تعلمته إسرائيل من حرب 2006 هو أنها لا تستطيع أن تعتمد على التصريحات الدولية أو القوات الدولية لضمان مصالحها أو توفير الأمن لمواطنيها. والسذاجة التي بينتها الحكومة الإسرائيلية بعد انتهاء الحرب قد كفلت بقاء المشاكل التي واجهتنا عشية الحرب معنا بعد أربع سنوات من الحرب.