- موقع desinfos.com الإسرائيلي
اربع سنوات على الحرب 'الدفاعية' ضد حزب الله
نشر الموقع تحليلا حول حرب تموز عام 2006 كتبته جينيفر لازلو ميزراهي وما جاء فيه:
في الذكرى الرابعة للحرب الدفاعية عام 2006، فان حزب الله يستمر بتكديس الاسلحة ، والوحدات العسكرية على الحدود ، تلك الحرب التي عرفت باسم حرب لبنان الثانية، وبعدها اخذ حزب الله وهو مجموعة ارهابية مدعومة من ايران عسكريا وماليا وسياسيا ،باعادة التسلح ليضاعف ما لديه ثلاث مرات عما كان قبل الحرب، ولم تضطلع القوات الدولية بمسؤليتها كما يجب من اجل منع تسلح حزب الله، وحسب المصادر فان حزب الله قد نشر نحو 20 الف من افراد الميليشيا على الحدود اضافة الى نحو 200 مقاتل في كل قرية شيعية، في جنوب لبنان ، ويمتلك حزب الله مستودعات قرب المساجد والمدارس والمراكز الطبية، وكانت الحرب قد بدأت عندما قام حزب الله في 12 تموز 2006 بمهاجمة سيارتين عسكريتين مما ادى الى مقتل 8 جنود اسرائيليين، في الوقت الذي اطلق فيه الاف الصواريخ على شمال البلاد ،وفي المجمل قتل 119 جنديا اسرائيليا و 44 مدنيا خلال الحرب التي استمرت شهرا.
المفاوضات غير المباشرة كانت 'فاشلة'
'توني كارون'عن مجلة 'التايم' كتب 'توني كارون': ستوضع قوى الدوران للرئيس اوباما على محك اختبار مرير في الاسابيع المقبلة فيما هو يحاول ادامة التقدم في جهوده لاستئناف عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية وكان الرئيس اوباما وكذا نتنياهو قد علقا آمالا في ان يصادق مبارك على الدعوة الاميركية للدخول في مفاوضات سلام مباشرة بين القادة الاسرائيليين والفلسطينيين وبالتالي اقناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالحذو حذوه. لكن مرض مبارك وتبعاته سينزع التركيز في المنطقة ويجعل من الفرص الضئيلة اصلا لكسب الدعم العربي للمفاوضات المباشرة تبدو اكثر بعدا.
وللآن كان عباس يحتاج لغطاء سياسي من الدعم من الرئيس مبارك كما ومن غيره من الحكومات العربية للمشاركة حتى في المفاوضات غير المباشرة التي رتبتها ادارة اوباما. وذلك يعود الى ان الوضع السياسي لعباس بين ظهراني شعبه ما فتئ يهن بثبات على مدار عقدين من مفاوضات عقيمة مع اسرائيل توسع وتعمق خلالهما الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية. وكان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، المصري، قد قال في الاسبوع الماضي ان المفاوضات غير المباشرة كانت 'فاشلة' وانه بالتالي ليس ثمة من نقطة في الانتقال الى المفاوضات المباشرة. وكان عباس ومؤيدوه العرب قد اتفقوا على تعليق تحفظاتهم والانضمام للمفاوضات غير المباشرة ولو بداعي الاظهار للاميركيين اعتقادهم بأنه لا توجد نية لدى نتنياهو في التوصل الى حل الدولتين. وهم يحاججون في ان وجهة نظرهم صحيحة بدليل مآل المفاوضات غير المباشرة.
وكانت جامعة الدول العربية قد ايدت المفاوضات غير المباشرة حتى شهر ايلول (سبتمبر) المقبل وستجتمع في نهاية تموز (يوليو) الحالي لتقييم اي تقدم احرز. وكان نتنياهو قد برمج نفاد موراتوريوم مؤقت وجزئي حدده على عمليات الانشاء في الضفة الغربية حتى شهر ايلول. لكن الفلسطينيين يضعون قليلا من الثقة في الموراتوريوم الاسرائيلي الذي سمح باستمرار اعمال الانشاء في القدس الشرقية المحتلة كما ان الموافقة على بناء وحدات سكنية اسرائيلية جديدة في القدس الشرقية يوم الثلاثاء الماضي ستعتبر سببا آخر لعدم الانضمام الى المفاوضات المباشرة وحتى لو كانت لدى نتنياهو اي نوايا جدية للتحرك ضد المستوطنين المتشددين الذين يدعون بأن لهم حقا توراتيا في استعمار الضفة الغربية. إن مدى التحدي الذي سيواجهه عباس ينعكس في تعزيز صدر في الاسبوع الماضي عن مجموعة اسرائيلية لحقوق الانسان يظهر ان المستوطنين يسيطرون على 42 % من اراضي الضفة الغربية. وتجدر الاشارة الى ان المستوطنين يتمتعون بتمثيل قوي في حكومة نتنياهو وايضا في القوات المسلحة وثمة تحفظ متنام لدى الجانبين في ان هذه الحكومة - او اي حكومة اسرائيلية مقبلة - ستتخذ الخطوة السياسية المتفجرة التي تنطوي على اجلاء عشرات الآلاف من المستوطنين.
وكاجراء بديل، يأمل نتنياهو في جلب الفلسطينيين ثانية الى طاولة المفاوضات عبر الاعلان في الاسابيع المقبلة، عن مبادرات مثل ازالة بعض حواجز الطرق واستعادة السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية في بعض مدن الضفة الغربية والسماح للفلسطينيين بشق طريق الى مدينة حديثة يجري التخطيط لها. وحتى في اسرائيل ابدت صحيفة هآرتس من يسار الوسط تساؤلا حول اذا ما كان نتنياهو يحاول حل النزاع فعلاً او انه يسعى ببساطة الى 'تصوير الفلسطينيين على أنهم هم من يرفض السلام'.
الى ذلك، يخشى عباس على نحو واضح، من مصيدة مماثلة لتلك التي كانت قد حيكت للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العام 2000 كما يعتقد القادة الفلسطينيون. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي في حينه ايهود باراك الذي يشغل حاليا منصب وزير الدفاع في حكومة نتنياهو قد قال بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في ذلك العام إن هدفه الحقيقي في الدفع لعقد القمة، على الرغم من الدليل الواضح المسبق بانها ستفشل، كان 'كشف وجه عرفات الحقيقي' وبعبارات اخرى التأكيد على ان الجانب الفلسطيني كان مسؤولاً عن الفشل في الوصول الى نهاية عملية السلام المنبثقة عن اتفاقيات اوسلو وبذلك تتم ازالة اي ضغوط على الاسرائيليين لوضع حد لاحتلالهم.
ومع اعتقاد كلا الجانبين بانه من غير المرجح لهما ان يوافقا على صفقة معقولة وشاملة لحل الدولتين على الرغم من الرغبة الاميركية بتسوية النزاع فان كل طرف يلعب لعبة توجيه الملامة الى الطرف الآخر. لكن مع صب اهتمام البيت الابيض راهناً على انتخابات الكونغرس الصعبة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل - وهو تركيز يعمل دائما لصالح اسرائيل على ضوء الرافعة السياسية المحلية الاكبر التي يتمتع بها المنافحون عنها في واشنطن - فانه من غير المرجح ان تضع الادارة ثقلاً سياسياً على الموضوع في المنظور القريب.
الى ذلك، يتفق مراقبون في الجانبين في الشرق الاوسط على ان استقبال اوباما نتنياهو في الاسبوع الماضي كان بمثابة مصادقة مدفوعة محلياً، على عدم انصياع الزعيم الاسرائيلي لجهود اوباما المبكرة للضغط على اسرائيل في موضوع المستوطنات.
وحتى لو استطاعت ادارة اوباما جلب عباس الى المفاوضات المباشرة يبقى الاحتمال قاتما بأرجحية ان تفرز هذه المفاوضات أي نوع من الاتفاق. فالفجوة بين مواقف الطرفين ليست مسألة كيمياء شخصية وانما حقيقة سياسية. وتبدو المواجهة وكأنها تكرس الفكرة بان اسرائيل والفلسطينيين لن يتوصلوا على الارجح في المستقبل المنظور الى اتفاقية ببساطة من خلال حوار يفضي الى تسوية موضوع الوضع النهائي المحوري الكامن في حل الدولتين. لكن اولئك الذين يأملون في ان ادراك تلك الحقيقة قد يدفع الولايات المتحدة للسعي الى اجماع دولي حول اتفاقية خاصة بالوضع النهائي يمكن اجبار كلا الطرفين على قبولها ينسون، في واقع الحال، ان الموسم الانتخابي لعام 2010 - الذي سيتبعه السباق الرئاسي للعام 2012 - يجيّش ضد محاولة الادارة الخروج بشيء على هذا القدر من الجرأة في الشرق الاوسط. وقد كان ثمة منطق سياسي لدى سلفَي اوباما عندما أجلا اي جهود لصنع السلام في الشرق الاوسط الى الهزيع الأخير من سدة الرئاسة.
- مجلة 'فورين بوليسي'
ما الذي يجري جنوبي أفغانستان؟
قالت مجلة 'فورين بوليسي' إن سماسرة النفوذ المتحكمين بمصائر الأوضاع في جنوبي أفغانستان'، وإلى ما يجري على الحدود الأفغانية الباكستانية وإلى العمليات العسكرية لقوات التحالف، وقالت إن المنطقة الحدودية تشكل معبرا وملاذا آمنين لـحركة طالبان وأنصارها على الجانبين.
وقالت 'فورين بوليسي' إن أحمد والي كرزاي الأخ غير الشقيق للرئيس الأفغاني حامد كرزاي يعتبر أحد أبرز سماسرة النفوذ خلف خطوط التماس في جنوبي بلاده وأنه من بين الشخصيات المثيرة للجدل في المنطقة. كما أشارت المجلة إلى شخصيات أخرى متنفذة في الجنوب الأفغاني مثل حكام ولايات هلمند وأوروزغان وقندهار الذين وصفتهم بالحكام المرعبين وأشارت إليهم باتهامات متعددة.
واتهمت فورين بوليسي الحكام الثلاثة بكونهم يحتفظون بسجل سيئ في مجال حقوق الإنسان، وأنهم يلعبون على حبل التوترات القبلية ويتاجرون بالمخدرات ويشكلون مليشياتهم الخاصة وأنهم وأنصارهم مسؤولون جزئيا عن تفاقم العداء الشعبي تجاه الحكومة وبالتالي إفساح المجال لعودة طالبان.
وتسيطر المليشيات المسلحة القوية التابعة لسماسرة النفوذ على الطريق السريعة بين مدينة قندهار وعاصمة أوروزغان تيرين كوت، وهي طريق الإمدادات الرئيسية للقوات الأجنبية في المنطقة. وقالت فورين بوليسي إنه بينما تشكل بعض تلك المليشيات جزءا من قوات الشرطة الأفغانية الوطنية، فإن ولاءهم الحقيقي هو لسماسرة النفوذ ولأمراء الحرب والقادة، الذين بدورهم يحتفظون بصلات مع القوات الدولية، مضيفة أن علاقاتهم مع الحكومة المركزية تتجه نحو المزيد من الشحناء والتوتر. وفي حين أشارت المجلة إلى المناطق الحدودية الأفغانية الباكستانية، حيث تشترك قندهار بحدود طويلة مع بلوشستان الباكستانية, تساءلت بشأن العلاقة بين باكستان والمسلحين الأفغانيين في المنطقة, وعن كيفية عمل نقطة التفتيش في تشامان الباكستانية؟
وأوضحت 'فورين بوليسي' أن غالبية المسلحين المنضوين تحت لواء طالبان باكستان في بلوشستان هم من الأفغانيين أو من الأهالي المحليين من أبناء القبائل الذين يشرفون على الحدود.
وفي حين قالت إن طالبان باكستان وغيرها من المنظمات الإسلامية الباكستانية تستخدم تشامان الحدودية كنقطة عبور إلى جنوبي أفغانستان, أضافت أن الدور الرئيسي للمنطقة يتمثل في كونها بوابة خلفية برية ومعقلا آمنا لحركة طالبان الأفغانية.
وتتلقى طالبان أفغانستان الدعم من الأحزاب الإسلامية السياسية الباكستانية مثل جماعة علماء الإسلام بزعامة فضل الرحمن ومنظمات أخرى مشابهة، والتي وفرت لها المأوى والحماية والإمداد والدعم اللوجستي وحتى التجنيد في بعض الأحيان.
وبينما تمر أعداد كبيرة من الناس وكميات كبيرة من البضائع يوميا عبر نقطة تشامان الحدودية الباكستانية، فإن الكثير منهم ومن بضائعهم لا يخضعون للتنظيم أو التفتيش، حيث ينشط عناصر طالبان باكستان على جانبي مناطق عبور الحدود. وشأنهم شأن معظم أهالي المنطقة، فإن عناصر طالبان باكستان ضالعون في عمليات التهريب عبر الحدود والمتاجرة بالمخدرات، كما أن بعض قادة طالبان المهمين يتمركزون في تشامان وربما يقومون من هناك بالتخطيط لأهداف عسكرية أو تجارية.
وأما بشأن العمليات العسكرية الخاصة التي تشنها القوات الأجنبية في الجنوب الأفغاني، فقالت فورين بوليسي إن القوات الأجنبية تشن ما معدله خمس غارات يوميا، مضيفة أن ذلك ترك تداعياته على طبيعة وكيفية عمل مقاتلي طالبان في المنطقة.
ومن بين تداعيات الهجمات العسكرية التي تشنها القوات الأجنبية على مقاتلي طالبان في جنوبي أفغانستان والمناطق الحدودية مع باكستان ما يتمثل في مقتل العديد من القادة الميدانيين للحركة وبالتالي تسلم قيادات جديدة أصغر سنا تتصف بالشراسة والتطرف وتأبى الانصياع لأوامر القيادات المركزية للحركة.
- صحيفة 'هآرتس'
اسرائيل تفشل مرة اخرى في مهمة سهلة / عاموس هرئيل
لم تترك ابتسامة القط الذي التهم الزبدة منذ قليل والتي بدت على وجوه ضباط الجيش الاسرائيلي ظهر يوم الاثنين مكانا كثيرا للشك. إن تقرير آيلند في قضية القافلة البحرية الى غزة يخرج الجيش الاسرائيلي بندوب معقولة طفيفة. صحيح أن رئيس الاركان غابي اشكنازي يخالف بعض استنتاجات التقرير ويصفها بأنها شديدة جدا لكن اللجنة أعطته هو والجيش حكما يقرب من التبرئة.
لم ينشر تقرير آيلند الكامل. عرضت فقط ملامحه الاساسية على الصحافيين. يبدو أن آيلند حاول الامتناع عن ظاهرة تميز لجان تحقيق كثيرة، ولا سيما تلك التي ترأسها القاضي المتقاعد الياهو فينوغراد، وتناولت حرب لبنان الثانية: وذلك ميل ينبع من النظر الى الوراء. وهو يقول أنه يجب استرجاع الأحداث من البدء الى النهاية.
لكن ما وصف بلغة لينة أيضا شبه معتذرة، في اللقاء مع الصحافيين، يشتمل على معطيات مقلقة عن الجيش الاسرائيلي في 2010، الذي كانوا يعدوننا منذ أربع سنين بأنه لا يوجد أي شبه بينه وبين الجيش الاسرائيلي كما كان في 2006. يبين التقرير صورة تفكير جماعي، تكاد تمتنع عن عمد عن أي نظر موضوعي في المشكلة التي تواجهها. هل انتهى الاستيلاء على سفينة بواسطة النزول على حبال من مروحيات بنجاح خمس مرات في الماضي؟ هلم نحاول هذه الطريقة مرة أخرى حتى لو كان معلوما أن عدد السفن والركاب والخلفية العقائدية للمشاركين في القافلة البحرية الحالية تختلف عن كل ما لقيناه قبل ذلك. ويحدث هذا في حين كان الجيش يملك كل الوقت في العالم للتخطيط والاستعداد.
عرض تقرير آيلند على نحو عرضي تماما، في الذكرة الرابعة لنشوب حرب لبنان الثانية. أحد الدروس التي استفادها الجيش الاسرائيلي من تحقيقات الحرب هو التحصيل من جديد لقيمة التمسك بالمهمة. تبين في لبنان في حالات كثيرة أن القادة رجعوا الى الوراء أو عاقوا تقدم قواتهم بسبب مشكلات عينية (مصابين أو صعوبات حالة الطقس او المدد) من غير ادراك للضرر الذي أحدثوه بذلك. منذ ذلك الحين يقدس في الجيش الاسرائيلي اتجاه معاكس وهو 'لا نرجع بغير تنفيذ'.
لكن ما يصح على الحرب لا يصح على عملية بالضرورة هدفها الرئيسي وقف قافلة بحرية مع الامتناع عن احداث ضرر سياسي (وبهذا فشل الجيش). نبه آيلند إلى أنه لم تحدد في الاعدادات 'شروط عدم تنفيذ'، أي التطورات الميدانية التي تقتضي تأخير العملية. لكن عندما لا يكون رئيس الاركان ووزير الدفاع في 'الوكر' زمن العملية، وعندما يختار قائد سلاح البحرية أن يكون في قارب صغير قرب السفينة، من يجرؤ على وقف عملية الاستيلاء؟ أقائد الفريق الذي يوشك جنوده على الانزلاق على الحبال من المروحية نحو الجمع الذي يلوح بالهراوات فوق متن السفينة؟
توجد سلسلة طويلة اخرى من المشكلات الثانوية، لم يستطع آيلند الوقوف عندها في عرضه التقرير: التنسيق المشكل بين شعبة العمليات، وسلاح البحرية وأمان وبين لواء الاستعمال الجديد في أمان، (الذي أنشىء هو أيضا على أنه جزء من دروس لبنان) وبين الوحدة الاستخبارية البحرية (وحدة استخبارية لسلاح البحرية)؛ وخصومات بين الأذرع في الجماعة الاستخبارية التي تصعب حتى الان صياغة منظمة لأوليات في جمع المعلومات الاستخبارية؛ وثقافة تنظيمية تقتضي جمع 500 نقاش اعدادي، مصحوب بما لا يحصى من ألواح العرض المدروسة، بغير إجراء جلسة جوهرية واحدة.
لا ينبغي الخطأ. ليست عثرة القافلة البحرية هي حرب لبنان الثانية لا في شدتها ولا في آثارها. فلم يقتل في هذه القضية مدنيون اسرائيليون وجنود من الجيش. ولم تصب الجبهة الداخلية بصواريخ. إن ما يسبب الكآبة جدا كما نبه هذا الاسبوع شخص كان مشاركا في اجراءات تحقيق الحرب من قريب، أنه تبين أن اسرائيل بعد أربع سنين ايضا تفشل في تنفيذ مهمة يفترض ان تكون سهلة نسبيا.
تتم صراعات القوة في القضية على خلفية رأي عام غير مكترث تماما. إن القليل من المواطنين الاسرائيليين ستقض مضاجعهم ظروف موت مدنيين أتراك لم يكونوا من المارين الأبرياء. إن القافلة البحرية قد أحدثت في الحقيقة ضررا كبيرا باسرائيل في اوروبا والعالم الاسلامي. لكن أتى في هذه الاثناء احتضان أمريكا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي خفض مستوى القلق. إذا تحققت نبوءة نتنياهو عن التجديد قريبا للمحادثات المباشرة مع الفلسطينيين، فسيخفت أيضا الانتقاد الاوروبي على اسرائيل. بعد احتضان الرئيس باراك اوباما تبدو حكومة نتنياهو مستقرة نسبيا، وسيكون ذلك على التحقيق اذا سجلت نجاحا في الساحة الداخلية أيضا باجازتها ميزانية لسنتين.
الغيوم في الأفق، وراء الاخطار الأمنية الدائمة، تتعلق بالتحقيقات التي ما زالت تنضج. يتخوفون في الجيش من أن لجنة تيركل لن تنجح في صد محاولات اجراء تحقيق دولي عن الرحلة البحرية، يكون نسخة جديدة من تقرير غولدستون. ستستدعي لجنة تيركل نتنياهو، ووزير الدفاع ايهود باراك، ورئيس الاركان اشكنازي للشهادة في ثاني اسبوع من شهر آب (أغسطس). قبل ذلك سيبدأ أيضا تحقيق مراقب الدولة ميخا لندنشتراوس في القضية. يفترض ان يستمر التحقيق نحو نصف سنة.
فضل لندنشتراوس الانتظار حتى استكمال تقرير آيلند وتوضيح صلاحيات لجنة تيركل، لمنع الازدواج وجري الشهداء بين حلقات المحققين. وأعلم لجنة الكنيست لرقابة الدولة أنه سيتناول ثلاث قضايا رئيسية: اتخاذ القرارات، والاستخبارات والدعاية. لكن هذه مواد واسعة، تستطيع أن تشتمل على كل مسألة ثانوية تقريبا. ينهي تقرير آيلند المعركة الأولى فقط من التحقيق في مسألة القافلة البحرية. ستأتي المعارك التالية قبيل ربيع 2011 فقط. ان التحقيق بسبب سعته، يسبب ضغطا لا يستهان به عند المستويات الرفيعة في الحكومة والجيش الاسرائيلي. لكن يوجد شك في أن يتذكر أحد من الجمهور عم يتحدث الى أن تنشر الاستنتاجات كاملة.
لا يبدو ايهود باراك كمن يشعر بتهديد خاص من التحقيقات. فوزير الدفاع على ثقة من أنه سيتبين أنه عمل فوق المطلوب في كل ما يتعلق بتخطيط العملية وإجازتها. لكنه بسبب خبرته بعمل الوحدات الخاصة، أظهر مشاركة أكبر في الاعداد. وعلى العموم، يشعر باراك، (ويتفق معه اشكنازي في هذا الشأن) بأن الهستيريا الاعلامية في القضية مبالغ فيها. اعتاد الجمهور أن يطلب نجاحات بنسبة مئة في المئة ونسي الفترات التي انتهت فيها عمليات كثيرة الى خسائر من قواتنا. تقلقه ظاهرتا: عدم الصبر المفرط للرأي العام عن الخسائر بين الجنود وطلب تعيين لجنة تحقيق في كل مسألة وهو الذي يصفه بأنه وسواس.
في شأن التحقيق، يوجد تنسيق بين نتنياهو وباراك. نشأ عدم ارتياح لحظي عندما اتجه كلاهما لمشاورة المحامي نفسه، دوري كالغسبلد. حظي رئيس الحكومة بخدماته. ولا يفترض ان يكون بين موقفي باراك واشكنازي من القضية أيضا فرق ذو شأن، لكن تدخل الصورة هنا علاقاتهما السيئة. ما زال اشكنازي لم يتخلص من الشعور بالظلم، الحق في ذاته، عن صورة تصرف باراك معه في قضية عدم اطالة ولايته في رئاسة الاركان. والارتياب بين المكتبين عظيم. كان من المعتاد ذات مرة أن تقع بالمستشارين أضرار غير مباشرة بسبب التوتر بين أرباب عملهم، لكن الوضع عكسي هنا، بقدر ما.
فباراك واشكنازي يدفعان ثمنا عن العداوة الكبيرة بين رئيس مقر عمل الوزير يوني كورن، ومتحدث الجيش الاسرائيلي، العميد آفي بنياهو. التوتر بين المكتبين يحدث ضررا أمنيا متصلا. ففي وزارة الدفاع مثلا يشكون من عادة جديدة لهيئة القيادة العامة، هي إرسال أودي شنيه، وضباط صغار الشأن الى نقاشات عند المدير العام للوزارة.
في ظل انسحاب القوات الغازية وغفلة الإعلام
- صحيفة 'الإندبندنت'
هل يعود العراق إلى الاقتتال؟
قالت صحيفة 'الإندبندنت' إنه موعد انسحاب القوات الأميركية من العراق اقترب والقوات الغازية تغادر وتترك وراءها حطاما عائما، وسط مخاوف من عودة العنف إلى بلاد الرافدين التي مزقتها الحروب في ظل غفلة من جانب وسائل الإعلام العالمية.
وبينما أوضحت 'الإندبندنت' أنه لا يكاد يمضي يوم على العراقيين دون سقوط العشرات من القتلى والجرحى منهم وأغلبهم من المدنيين، قالت إن الأوضاع البائسة والخطرة في العراق لا تحظى بانتباه العالم بدرجة كبيرة. وبينما قالت الصحيفة إن أفغانستان تكاد تحتكر اهتمام وسائل الإعلام العالمية، أشارت إلى كون الجرح العراقي ربما ينزف بشكل أكبر وأخطر، مما يستدعي من أولئك الذين يظنون أن الاحتلال الأميركي للعراق كان صائبا وقفة تأمل وإعادة حسابات.
كما أشارت إلى ما وصفتها بالأوضاع المزرية في العراق ومن بينها الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد، في ظل انتشار أكثر من 1500 حاجز أمني ونقطة تفتيش بالإضافة إلى الحواجز والجدران المتمثلة في الكتل الإسمنتية التي تمتد مسافات وتعرقل سبل التواصل في المدينة.
ومضت 'الإدبندنت' بالقول إن الأوضاع الأمنية خطيرة ومتدهورة في العراق، مضيفة أن السير في أنحاء العاصمة الأفغانية كابل أو حتى قندهار ربما يعد أكثر أمنا من السير في العاصمة العراقية بغداد.
وفي حين يتساءل العراقيون بشأن كيفية تمكن من يقومون باستهداف مواقع متعددة بالتفجيرات في أنحاء متفرقة من البلاد من تجاوز نقاط التفتيش والحواجز الأمنية والوصول إلى أهدافهم؟ قالت الصحيفة إن البلاد تعاني أيضا من الفساد المستشري، في ظل انتقالها من نظام الرئيس الراحل صدام حسين إلى ما هو عليه الآن.
وبالرغم من انخفاض معدل أعمال القتل والسلب والنهب في الأوقات الراهنة بالمقارنة مع ما شهدته البلاد في سنوات الغزو الماضية، وأشارت 'الإندبندنت' إلى أن ملايين العراقيين لا يزالون يعانون حياة البؤس والتشرد في أنحاء مختلفة من البلاد وفي سوريا والأردن ودول العالم الأخرى.
- موقع L.C. coordinating coascii117ncil
بيئة حسن نصرالله الإرهابية وحالة الإسقاط / الياس بجاني
ليس مستغرباً ولا مستهجناً أن يتهم السيد حسن نصرالله نفسه وحزبه ومرجعيته الفارسية وبيئته بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فكلامه العالي النبرة المتوتر والمتفلت من أبسط قواعد اللياقة واحترام الآخر والقيم والمبادئ والأعراف والأخلاق يقول صراحة وعلنية وبعهر ووقاحة وفجور، 'أنا المريب خذوني'.
وفي مشهدية حالة الهلع والخوف والتخوين التي تنطح بها في خطابة 'الكوبلتزي' والجنوني الأخير وما رافقها من مفردات إسقاط فاضحة واستكبار ونفاق وتشويه للحقائق وافتراء على الأحرار والأشراف وأوهام وتهديدات وعنتريات وبلطجة فارغة، فيصح في هذه المشهدية قولنا العامي الجلي المعاني: 'يلي في تحت باطو مسلة بتنعرو'.
أما كلام نصرالله الإسقاطي بامتياز عن 'البيئة الحاضنة' للخيانة والعمالة فهو كلام مردود له ولحزبه الإيراني الهوى والنوى والثقافة والخطاب والمشروع والقرار والسلاح والتمويل، وللبيئة المشوهة والمهرطقة والغنمية التي فرضها بقوة السلاح والمال والفتاوى وثقافة القتل والهمجية داخل دويلته الإرهابية على أهلها الرهائن وأكياس الرمل والمتاريس.
فأي بيئة تلك التي يدعي نصرالله الحفاظ عليها والدفاع عنها وصيانة حقوقها وهو حوَّل منازلها ومدارسها ومؤسساتها ومرافقها الصحية والاجتماعية وأماكن التعبد فيها إلى مخازن ومستودعات وثكنات لأسلحة وصواريخ وذخائر وعسكر ومخابرات أجنبية خدمة لمخططات أسياده البعث والملالي التوسعية والتدميرية؟
السيد وأسياده الفرس وأهل البعث الشوام جعلوا بيئة دويلة حزب الله وكل مربعاتها الأمنية رغماً عن إرادة ومشيئة أهلها تعيش فوق براميل بارود وألغام ستنفجر مدمرة الحجر والبشر خلال أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل وهي مواجهة لم تعد بعيدة طبقاًُ لكل المعطيات لتستنسخ مأساة مشهدية حرب 'لو كنت أعلم' سنة 2006 التي هجرت وقتلت ودمرت فيما السيد وبطانته يختبؤون في جحورهم.
ليعلم السيد أن البيئة المسيحية تحديداً التي حاول يائساً ومرعوباً اتهامها بما هو غارق فيه حتى أذنيه هي بيئة أبطال وأشراف وسياديين وشهداء حقيقيين وبررة وقديسين، وليعلم السيد أيضاً أن هذه البيئة اللبنانية الصرف قد لفظت ميشال عون وربعه وباتت براحة ضمير تعتبرهم خونة ومارقين ونساطرة وملجميين، ونقطة على السطر.
أما ميشال عون 'الإسخريوتي' الذي حرّض بعهر وضمير ميت الرئيس السوري وحزب الله ضد ناسه وأهله ومرجعيته وشجعهم على غزو المناطق المسيحية واحتلالها فهو خائب وحاقد ومرتد يبحث عن دور لم يعد موجوداً بعد أن تحول إلى دمية وبوق ليس إلا وبات بسبب إفلاسه وفشله يلعب دور 'بصارة وبراجة' وواهماً غارقاً في دنيا أحلام اليقظة والهلوسات منسلخاً بالكامل عن الواقع.
إن السيد يَعِد اللبنانيين بالحرية فيما هو وحزبه والدويلة عبيد لأسيادهم الفرس والبعثيين وأدوات طيعة لمشاريعهم التوسعية والإرهابية.
إن الإنسان هو عبد لمن يستولي عليه والسيد الذي يحاول استغباء ذكاء اللبنانيين باتهاماته الباطلة والمفبركة وبإسقاطاته النفسية وتهديداته والنفاق يتوهم أنه أصبح قادراً على قلب النظام اللبناني ولهذا يشوه الحقائق ويتلاعب بها، فويل له ولكل من يسانده من غضب وانتقام الله الذي يقول: 'لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانًا للغضب، لأنه مكتوب لي النقمة أنا أجازي يقول الرب'. (رومية 12/19).
يبقى أنه، 'ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً، الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً، الجاعلين المرّ حلواً، والحلو مراً. ويل للحكماء في أعين أنفسهم' (اشعيا 5/20 و21)
ونختم بقول الإمام علي: 'الساعي بالخير كفاعله. أما الساعي إلى الشر ومحاربة الخير فهو عدوّ الله والبشر'.
- موقع Coascii117ncil on foreign relations
حرب لبنان الثالثة / دانييل كرتزر/ تموز2010
لقد أصبح لبنان مركزا للعنف العربي الإسرائيلي وللمواجهات العسكرية منذ منتصف 1970. نظام لبنان السياسي ضعيف ومواصلة الأحزاب الخارجية تنافسها لكسب مصالح سياسية هو جزء من صراع أكبر في المنطقة. وعلى وجه الخصوص سوريا وإيران حيث يقدمان الدعم لحركة المقاومة الإسلامية حزب الله من اجل الضغط على إسرائيل. حزب الله الآن يسيطر على معظم جنوب لبنان ، في حين أن جناحه السياسي أصبح له وجود قوي في البرلمان اللبناني. في تموز وآب 2006 ، وخاضت إسرائيل وحزب الله ما أصبح يعرف باسم 'حرب لبنان الثانية' ، حيث قتل فيها وشرد الآلاف من البشر ودمر الكثير من البنية التحتية للبنان. ومنذ ذلك الحين أعاد حزب الله تسليح نفسه غير مبالٍ بانتهاكه لقرار مجلس الأمن 1701 ، الذي ينص على جملة أمور منها: 'نزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان '، بحيث ، وفقا لقرار الحكومة اللبنانية في 27 تموز 2006 ، لن يكون هناك أسلحة أو سلطة في لبنان غير ما يخص الدولة اللبنانية بالإضافة إلى منع مبيع أو إمدادات الأسلحة أو المعدات ذات الصلة إلى لبنان عدا ما تأذن به حكومته. ترسانة حزب الله هي حالياً الأقوى من حيث الكم والنوع والجودة مما كان عليه في عام 2006. على الرغم من أن منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان هي أكثر هدوءا مما كانت عليه في أي وقت مضى في العقد الماضي و التكهنات بأن حرب لبنان الثالثة ستحدث خلال 12 أو 18 أشهر مقبلة تزداد بقوة. يمكن لإسرائيل أن تقرر أن التهديد الأمني الذي يشكله حزب الله وصل إلى مستويات لا تطاق ويمكنها اتخاذ إجراءات عسكرية وقائية. في حين أن حزب الله ، يظهر أن لا مصلحة له في مواجهة إسرائيل في هذا الوقت لأسباب مختلفة ، أو ربما بسبب ضغوط من جانب إيران. كما حدث في عام 2006 ، حتى الاشتباكات العسكرية الصغيرة ذات الأهداف المحدودة يمكن أن تؤدي إلى صراع رئيسي. وأياً كانت الأسباب فإن أي صراع جديد على لبنان سيكون له انعكاسات كبيرة على السياسة الأميركية ومصالحها في المنطقة .
أحداث غير متوقعة
هناك سيناريوهين محتملين لنشوب حرب في لبنان.الأول أن يقوم حزب الله بشن حرب على إسرائيل من أجل توحيد مؤيديه في حال نشب خلاف بين مؤيدي الراحل فضل الله وحزب الله مما قد يُشعل صراعاً داخل لبنان أو يمكن أن تحث إيران حزب الله على شن هذا الهجوم كوسيلة لتحويل الضغوط الدولية عن إيران بسبب برنامجها النووي.في كِلا الحالتين سيقول حزب الله أن هجومه جاء كرد على الخروقات الجوية التي تقوم بها إسرائيل أو بسب حادثة على الحدود أسفرت عن ضحايا لبنانيين.
أما السيناريو الثاني فهو أن تقوم إسرائيل بشن هجوم على حزب الله ثانيا ، يمكن لإسرائيل مهاجمة حزب الله أو نصب شرك له للدخول في حرب تتحول إلى حرب لتدمير القدرات التي تهدد امن إسرائيل. ويمكن لإسرائيل أيضاً أن تستخدم أي صراع مع حزب الله كحافز وغطاء لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. ويمكن لأي من هذه الظروف إقناع إسرائيل بأن توجيه ضربة وقائية عسكرية ضد حزب الله هو في مصلحتها.
من بين هذه السيناريوهات فإن السيناريو الثاني هو المحتمل حدوثه في الغالب فحزب الله ربما تعدى حدوده فيما تعتبره إسرائيل بالسلوك المقبول. عدد الصواريخ الهائل والنوعية المحسنة التي حصل عليه حزب الله في السنوات القليلة الماضية تقلق وزارة الدفاع الإسرائيلية ومخططي الأمن الداخلي ، بالإضافة إلى الجهود المبذولة من قبل حزب الله للحصول على صواريخ أرض / أرض طويلة المدى وأكثر دقة.
يمكن للضربة العسكرية الإسرائيلية على حزب الله أن تتكشف في عدة طرق. في السيناريو الأكثر احتمالا ، يمكن لإسرائيل أن تستغل ما أسماه المخططين العسكريين استدعاء 'العملية التنفيذية' ، وهي هجوما على قافلة تحمل أسلحة بعيدة المدى أو ضد منشأة تخزين في لبنان. أو بدلا من ذلك ، قد تختار إسرائيل مهاجمة منشآت ومواقع تخزين الأسلحة في سوريا التي تدعي أن حزب الله يستخدمها. في أيلول 2007 ضربت إسرائيل موقع المفاعل النووي في سوريا ما يدل على أن إسرائيل مستعدة وقادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم. في حين مهاجمة إسرائيل لمواقع حزب الله في سوريا ، يمكن لحزب الله أن يرد عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان ، الأمر الذي قد يعجل وبالتالي يوسع نطاق الحرب. بدلا من ذلك ، يمكن لإسرائيل إجراء أوسع حملة جوية ضد حزب الله ، ويضرب أهداف في أنحاء لبنان كما فعل في عام 2006. اعتمادا على مدى نجاح هذه الحملة والأهداف التي حققتها ، يمكن أن يتبع ذلك غزو بري ، من شأنه أن يزيد من تصعيد الصراع.
المؤشرات والإنذارات
المؤشرات وعلامات التحذير التي تنذر بحرب وشيكة باتت واضحة ولكنها تحتاج إلى رصد للتغيرات النوعية والكمية. هذه العلامات هي :
- زيادة في حدة خطاب حزب الله ضد إسرائيل. ألقى السيد حسن نصر الله ، الأمين العام وزعيم حزب الله ، خطابا ملتهبا في 4 حزيران ردا على حادث الأسطول. فلقد هاجم نصر الله إسرائيل بعبارات قوية ولكن لم تصل إلى حد التهديد بالانتقام. ومع ذلك ، قال انه يحذر إسرائيل علنا بأن أي هجوم ضد لبنان سيرد حزب الله عليه على نحو مماثل ضد إسرائيل ، مشيرا إلى انه يعتقد أن حزب الله لديه القدرة على ضرب أهداف إستراتيجية من هذا القبيل. على الرغم من أن نصر الله اعترف في عام 2006 أن حزب الله لم يكن ليبدأ الحرب لو عرف أن استجابة إسرائيل ستكون على هذا الشكل.
- زيادة حدة التصريحات الإسرائيلية والتعليقات العلنية حول حزب الله وإيران. في نيسان 2010 اتهمت إسرائيل سورية بنقل صواريخ سكود إلى حزب الله. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت لاحق أن مقاتلي حزب الله كانوا يعملون على الخروج من قاعدة سرية في سوريا حيث كانوا يتدربون على صواريخ سكود. (إسرائيل على ما يبدو ليس لديها معلومات تشير إلى أنه قد تم بالفعل تسليم صواريخ سكود لحزب الله في لبنان.) نفى مسؤولون سوريين جميع الاتهامات الإسرائيلية ذات الصلة بحزب الله. ومنذ إعلان إسرائيل ذلك ، كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تناقش ما إذا كان يتعين على إسرائيل أن تعترض شحنات الأسلحة إلى لبنان ، كما حدث في تشرين الثاني 2009 عند تم الاستيلاء على السفينة أنتيغوا التي ترفع علم ، قبالة ساحل لبنان والتي قيل أنها تحمل مئات الأطنان من الأسلحة لحزب الله. مناقشة هذه القصص في وسائل الإعلام يوحي بأنه يتم مناقشة هذه المسألة داخل المؤسسة العسكرية,وهناك مناقشات مماثلة متعلقة بإيران وتحذير من آثار ضربة وقائية محتملة على حزب الله.
- زيادة مستويات التأهب الإسرائيلي و الدفاع العسكري والمدني. منذ عام 2006 وتعيين غابي اشكينازي قائداً عاماً الجيش الدفاع الإسرائيلي ، وتكريس الجيش الإسرائيلي اهتماما كبيرا لتدريب وبكيفية التعامل مع التهديد الذي يشكله سوريا وحزب الله. اشكنازي يؤكد أن الجيش الإسرائيلي هو أكثر استعدادا اليوم لتوجيه ضربة مذهلة ضد حزب الله. هذه الاستعدادات الإسرائيلية ستؤدي إلى إعاقة قدرت حزب الله العسكرية.
الآثار المترتبة على الولايات المتحدة
حزب الله حالياً يكاد يكون على رأس القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأكثر خطورة. وإذا كانت المواجهة القادمة بين إسرائيل وحزب الله ستؤدي إلى انخفاض حاد في القدرات العسكرية لحزب الله ولن يرافقها إصابات كبيرة في صفوف المدنيين أو تدمير البنية التحتية المدنية في لبنان ، فإن النتيجة تكون مفيدة لمصالح الولايات المتحدة. ومع ذلك ، مثل هذه النتيجة ضئيلة. إن أي احتمالات حرب بين إسرائيل وحزب الله تقريبا لن تحمل أي نتائج إيجابية بالنسبة للولايات المتحدة ، التي تركز على ثلاث أولويات في الشرق الأوسط : محاولة إبطاء أو وقف برنامج إيران النووي ، وسحب القوات القتالية من العراق ، والمساعدة على السلام في الشرق الأوسط ونجاح المحادثات. وعلى الرغم من دعم الولايات المتحدة للمزاعم الإسرائيلية بأن سوريا أمدت حزب الله بصواريخ سكود ،فإن أي هجوم إسرائيلي ، بوغض النظر كم سيكون فعال أو ناجح ، سوف يثير 'الشارع' العربي ، ويُعقد الجهود التي تبذلها الحكومات العربية المعتدلة لدعم أهداف الولايات المتحدة في المنطقة.
خيارات السياسة الأمريكية للحد من احتمال وقوع أي حدث طارئ
- ردع وطمأنة إسرائيل.يمكن للولايات المتحدة أن تقول لإسرائيل بسرية أنها لن تدعم أي هجوم إسرائيلي لبدء أي حرب وستوقف الدعم العسكري والدبلوماسي إذا اختارت إسرائيل الهجوم على حزب الله .
- اعتماد تدابير الدبلوماسية الوقائية.
- الضغط على سوريا.يمكن لإدارة أوباما مع مساعدة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية أن يضغطوا على سوريا دولياً لمنعها من نقل إي أسلحة لحزب الله وتقطع خط الإمدادات.
- التفاوض مع حزب الله والسلطات اللبنانية. يمكن لإدارة أوباما أن تستخدم ما يحصل في لبنان للتحادث مع حزب الله مباشرةً أو عبر وسيط في محاولة للتخفيف من حدة سلوكه.
- الحث على ضربة عسكرية إسرائيلية محدودة. كوسيلة لإحباط عملية عسكرية كبيرة ستقوم بها إسرائيل ، يمكن للولايات المتحدة أن تشير إلى اثنين من الخيارات العسكرية الوقائية والاستباقية ضد خطوط الإمداد لحزب الله.
إذا أرادت الولايات المتحدة أن تتبع أحد الخيارات أو عدد منها عليها أن ترسل رسالة واضحة لإسرائيل,لأن تاريخ إسرائيل يشير إلى أنهم يقرؤون الغموض الأمريكي على أنه دعم لهم.
خيارات السياسة الأمريكية للتخفيف من الآثار الناجمة عن أي حدث طارئ
سيكون أمام إدارة أوباما عدد من الخيارات من أجل التخفيف من حدة الآثار الضارة بمصالح الولايات المتحدة.
- الإدانة ومحاولة وقف الفعل الإسرائيلي.في حال شنت إسرائيل حرباً يمكن للولايات المتحدة أن تنضم لها أو تساند القرارات الدولية التي تدين الأعمال الإسرائيلية وتدعو إلى وفق فوري لإطلاق النار. وتكون حجتها أنه حق إسرائيل في الدفاع عن النفس لا يخولها اتخاذ إجراءات وقائية تهدد الأمن الإقليمي ضد حزب الله .
- الدعم ولكن محاولة لجم الأعمال الإسرائيلية.يمكن لإدارة أوباما أن تقول أنه يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها وتنفيذ أعمال وقائية ضد خطوط الإمدادات العسكرية لحزب الله والمنشآت العسكرية في سوريا,وفي نفس الوقت ترسل لإسرائيل رسائل من أجل الحد من طموحاتها العسكرية على الفور.
- دعم إسرائيل دون قيد أو شرط وإدانة حزب الله وسوريا ، و / أو إيران.
- وضع الأزمة في مبادرة دبلوماسية أوسع.
كل هذه الخيارات تتطلب من الولايات المتحدة حسم قرارها في الساعات والأيام الأولى من لحرب.