- صحيفة 'الغارديان'
'لقد وضعت بحكم الأمر الواقع نهاية لاتفاقيات أوسلو' / سيث فريدمان
تسبب شريط فيديو أفرج عنه مؤخراً يعرض ازدراء بينامين نتنياهو للإدارتين الفلسطينية والأميركية على حد سواء، تسبب بما هو أقل كثيراً من العاصفة الدبلوماسية التي أمل خصومه بأن يثيرها شريطه. ومع أن غطرسة نتنياهو الفطرية وتضخم ذاته المفرط انكشفت كلها في ذلك التسجيل الذي يعود إلى 9 سنوات مضت، فإن عدم المبالاة الجمعية تشير إلى أن القليلين كانوا يتوقعون أي شيء آخر من رجل دأب على التبجح ببسالته السياسية الخاصة خلال كامل فترة عمله السياسي الصاخبة.
في التسجيل الذي تم تسجيله سراً خلال مقابلة في العام 2001 مع ضحايا 'الإرهاب' في مستعمرة 'عوفرا'، تعرض كلمات نتنياهو عدائية وغلاً تجاه شركاء إسرائيل في السلام، والمنسجمين كلية مع نهجه الخاص بالمفاوضات مع الفلسطينيين عبر السنين. وكان قد قال في ذلك التسجيل: 'إن أميركا هي شيء يمكن أن تحركه بكل سهولة، وتحريكه في الاتجاه الصحيح. ولن تمضي الأمور حسب طريقتهم'، مشيراً بذلك إلى خططه من أجل 'تصعيد الهجوم على السلطة الفلسطينية... (واحد سوف) يجلبهم إلى نقطة الخوف من أن يكون كل شيء في طور الانهيار'.
ومضى نتنياهو إلى القول: 'لقد سألوني قبل الانتخابات عما إذا كنت أحترم (اتفاقيات أوسلو)، فقلت إنني سأفعل، ولكنني... سوف أفسر الاتفاقيات بطريقة تسمح لي بوضع نهاية لهذا القفز أماماً باتجاه حدود العام 1967. كيف فعلنا ذلك؟ لم يقل أحد أين كانت المناطق العسكرية المحددة. إن المناطق العسكرية المحددة هي مناطق أمنية -وبقدر ما يهمني، فإن كامل نهر الأردن يعرف بأنه منطقة عسكرية. فاذهبوا وجادلوا كما يحلو لكم'. وبهذه الطريقة، خلص إلى أن 'لقد وضعت بحكم الأمر الواقع نهاية لاتفاقيات أوسلو'.
ورغم سياق سورة الغضب هذه -حيث كان يتحدث 'خارج السجل' وخلال ذروة الانتفاضة الفلسطينية الثانية- فإن كلماته تسهم في تعزيز الانطباع بأن لديه القليل من الاهتمام، إن كان لديه أي اهتمام، بالتعامل بشكل مناسب وبإنصاف مع أي من الأميركيين أو الفلسطينيين حول مائدة التفاوض. وفيما يتعلق بوضعه الحالي كرئيس للوزراء، فإن الكشف عن هذه التوجهات لن يفعل سوى تعميق الشكوك لدى منتقديه في الداخل والخارج، والذين سوف سيشككون فيما إذا كان نمور الليكود قد تغيروا، أو يمكن أبداً أن يتغيروا باتجاه الأفضل.
وتوحي كافة الدلائل الواردة من تصريحات نتنياهو الأخيرة، وهو على رأس السلطة السياسية الإسرائيلية، بأنه ما يزال متعنتاً كما كان شأنه على الدوام. فالتعتيم، والمماطلة والتغريب ما تزال هي شعارات استراتيجيته السياسية: وتبدو محادثات السلام الجدية والقابلة للإدامة بعيدة المنال كما كانت دائماً، فيما تستمر التدابير المؤقتة الخرقاء التي تم اتخاذها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة في توسيع الهوة بين الجانبين.
ويعمل غياب الضغط المحلي من أجل استئناف المحادثات مع السلطة الفلسطينية اعتقاد نتنياهو بأن لديه التخويل من مواطنيه لإغلاق أذنيه عن الالتماسات التي تأتي من الخارج من أجل تقديم تنازلات. وإذا وضعنا جانباً بعض الهجمات العرضية التي تشن على بلدات إسرائيلية حدودية، فإن الحياة جميلة وآمنة بالنسبة لمعظم الإسرائيليين، على الأقل مقارنة بتلك السنوات المؤلمة من الانتفاضتين الأولى والثانية -ولذلك لا يرى نتنياهو حاجة في نفسه لأن يصلح ما لا يبدو له مكسوراً.
ولن يكون الرئيس أوباما قوياً بما يكفي لإجبار نتنياهو على تسليم أي شيء أكثر مما فعله أسلافه، نظراً لازدرائه لأي طرف يضغط عليه من أجل إبرام صفقة مع الفلسطينيين. وقد كان بيل كلينتون 'مؤيداً للمسلمين بشكل متطرف'، وفقاً لتقدير نتنياهو في العام 2001. وبهذا، قاتل نتنياهو بأسنانه وأظافره لتجنب الاضطرار إلى تطبيق الصفقة التي كانت قد أبرمت تحت رعاية كلينتون. ونظراً للشكوك المعبر عنها علناً من جهة رؤساء الوزراء الإسرائيليين المختلفين تجاه أوباما وحكومته، يظهر أن نتنياهو سوف يطبق ثانية تكتيكاته القديمة في معركته الأخيرة من أجل التفوق والسيادة.
وبغض النظر عن حجم العون الذي أعطي لخصوم نتنياهو جراء الكشف عن شريط عوفرا، فإنه لا بد من التذكير بأنه بعيد كل البعد عن أن يكون أول لاعب في السياسة الإسرائيلية الفلسطينية، والذي يضبط وهو يقول شيئاً في العلن ويؤمن بشيء آخر في السر. وكان قادة فلسطينيون قد واجهوا انتقادات لأنهم يقولون شيئاً للغرب وآخر لأصدقائهم في العالم الإسلامي.
لكن القليلين سوف يكونون ساذجين حقاً لتصديق أن الساسة لا يخفون باستمرار وجهات نظر خاصة تتناقض مع السياسات التي يروجونها في العلن. ولهذا، ينبغي أن لا يشكل انكشاف نتنياهو باعتباره ذا وجهين مفاجأة كبيرة. أما مبعث الصدمة الحقيقي، فهو جرأته الكبيرة في التعبير عن معتقداته الحقيقية، لكن من غير الواضح إذا ما كان يشعر بالقلق حينذاك أو في الوقت الراهن من رؤية كلماته وهي تظهر تحت ضوء النهار. وبالنسبة لرجل بنى سمعته ومهنته على سياسات قومية حديدية القبضة باعتباره صقراً متشدداً، فإن من غير المرجح أن يهز ذلك شيئاً في مؤيديه.
وفيما يتعلق بالمفاوضات الحالية، فإن المسؤولين الأميركيين والفلسطينيين يبدون عالقين مع الشيطان الذي أصبحوا يعرفونه الآن أكثر بقليل مما مضى. ولأن كافة ألوان نتنياهو الحقيقية ظهرت حالياً على حقيقتها، فإنه لن يذهب إلى أي مكان وليس هناك سوى القليل النادر الذي يستطيع خصومه القيام به إزاء ذلك، ورغم الكشف عن تصريحاته في عوفرا. إن انعدام الثقة والشكوك المتبادلة هي سمات دائمة الحضور في الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية، وبمجرد أن ينجلي الغبار بعد تكشف هذه الأخبار الأخيرة، فإن لن يكون أمام كافة أولئك المنخرطين في عملية السلام سوى مجرد الابتسام وتحمل الوضع كما كان الحال من قبل.
- صحيفة 'واشنطن تايمز'
المخابرات الأميركية قلقة
ذكرت صحيفة 'واشنطن تايمز'، اليوم الجمعة، أن جملة من الحكومات قامت بالاتصال مع علماء ومهندسين وممولين شاركوا في شبكة العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان، من أجل العمل معها.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن هذا التطور يثير القلق في أوساط أجهزة المخابرات الأميركية بشأن إحياء شبكة الانتشار النووي التي كان يعتقد أنها تلاشت منذ سنوات.
فحسب مسؤولين في المخابرات الأميركية وآخرين مطلعين على تقارير المخابرات، فإن المعلومات التي تم جمعها على مدى الأشهر السبعة الماضية تفيد بأن عملاء تابعين لعدة حكومات أجنبية -بما فيها البرازيل وميانمار وإيران ونيجيريا وكوريا الشمالية والسودان وسوريا- يتعقبون أعضاء الشبكة التي سميت على اسم العالم الباكستاني الذي يكنى بـ'أبو البرنامج النووي الباكستاني'.
وقال مسؤول رفيع المستوى في المخابرات الأميركية إن عملاء الحكومات 'تحرشوا بهم لحملهم على الخروج من مرحلة التقاعد'.
ولكن المسؤول ذاته أكد أن تلك الاتصالات التي لوحظت في الأشهر الأخيرة لم تكن بالضرورة تعكس القرار على مستوى الدولة مثل البرازيل ونيجيريا في ما يخص الانتشار النووي، 'غير أن هؤلاء العملاء ربما يعملون لصالحها'.
مسؤول آخر في المخابرات حذر من أن آخرين في جهاز المخابرات اختلفوا بشأن تقييم ما إذا كانت تلك الحكومات قد تمكنت من التقرب من بقايا شبكة خان، أم لا؟
وذكرت 'واشنطن تايمز' أن شبكة خان قد تلاشت بعد توقيف الولايات المتحدة لشحنة ألمانية في أكتوبر/تشرين الثاني 2003 عندما كانت تحمل مكونات تخص نحو ألف جهاز طرد مركزي متجهة إلى ليبيا.
فالاستيلاء على تلك السفينة والغزو الأميركي للعراق دفعا الرئيس الليبي معمر القذافي إلى التخلي عن برنامجه النووي، وقالت الصحيفة إنه قدم كميات كبير من الوثائق حول شبكة الشركات والممولين والتجار والمصانع المنتشرة في العالم والتي تتعامل مع خان.
وتشير 'واشنطن تايمز' إلى أن ما بين خمسين ومائة عضو في الشبكة لم يمثلوا أمام المحاكم وتركوا أحرارا، ما أثار قلق المخابرات الأميركية من إحياء تلك الشبكة مجددا.
وعزا مسؤول عدم محاكمتهم إلى المخاوف من اختفائهم، كما أن بعض نشاطاتهم في التهريب لم تنتهك قوانين البلد التي ينشطون بها.
وقال مسؤول كبير في المخابرات إن مجموعة من الدول أعربت عن رغبتها في توظيف أولئك المتقاعدين الذين عملوا في السابق مع شبكة خان.
وتضم شبكة خان أعضاء من مختلف الجنسيات، غير أن الأعضاء من أوروبا الشرقية هم الذين يثيرون القلق.
غير أن الصحيفة تشير إلى أن السؤال الذي لم تتم الإجابة عنه حتى الآن هو دور الحكومة الباكستانية في دعم الأنشطة غير القانونية للشبكة.
- موقع ذا بالستاين كرونيكل'
أوباما.. إرضاء إسرائيل المكلف/ جورج حشمة
كانت جلسة غاصة بالشخصيات المهمة، عندما كشف مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية، أندرو شابيرو، عن تفاصيل غير مسبوقة حول نهج إدارة أوباما إزاء التعاون الأمني الأميركي الإسرائيلي- مطمئناً الإسرائيليين إزاء 'الحفاظ على التميز النوعي لجيش (بلادهم)'. تلك المناسبة الحاشدة التي عقدت في مركز بروكنغز سابان الذي أسسه يهودي مصري ثري، بدت وأنها تخدم محاولة واضحة من قبل الإدارة لتطمين الإسرائيليين بأن الرئيس أوباما الذي بلغت شعبيته في إسرائيل حداً منخفضاً (حوالي 10%)، ينطوي على نوايا حسنة بسعيه الكسول لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
شابيرو الذي كان ذات مرة مساعد بحث رفيع في مؤسسة فكرية داعمة لإسرائيل؛ معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والذي عمل لثماني سنوات مستشاراً سابقاً لهيلاري كلينتون لشؤون الدفاع قبل تسميتها وزيرة للخارجية، ذكّر مستمعيه بـ'إحساسها بالفخر لكونها صوتاً قوياً مؤيداً لإسرائيل'. وفي الجلسة المكتظة بالحضور، واجه بعض الأسئلة الصعبة، لكنه كان مراوغاً في إجاباته. وعلى سبيل المثال، سئل عما يمكن أن يجعل إسرائيل تقدم أي تنازلات في وقت تنال فيه كل ما تحتاج إليه من الولايات المتحدة، أو عن السبب في أن شعبية أوباما تظل منخفضة جداً في إسرائيل على الرغم من كل هذا المعروف الكبير الذي طالما وصفه شابيرو بأنه 'غير مسبوق'. ووجهت امرأة أخرى سؤالاً قوياً لشابيرو، حين قالت إنه يبدو أقرب إلى 'وكيل للحكومة الإسرائيلية أكثر من كونه ممثلاً للولايات المتحدة'، لأن هذه العلاقة الخاصة مع إسرائيل 'بالغة الخطورة'، وهي نقطة أثارت على نحو مفاجئ بعض البهجة لدى الحضور.
ومن بين أبرز النقاط التي أضاءها شابيرو، كان ما يلي:
- على الرغم من 'هذه الأوقات التي تنطوي على التحديات بالنسبة للموازنة'، طلبت إدارة أوباما من الكونغرس مبلغ 2.775 بليون دولار من أجل تمويل المساعدات الأمنية لإسرائيل بالتحديد، 'الأكبر من بين هذه الطلبات في تاريخ الولايات المتحدة'، ووعدت بأن 'تستمر هذه الإدارة في احترام هذا الالتزام لمدة عشر سنوات بتقديم 30 بليون دولار خلال السنوات المالية القادمة'.
- 'إن إسرائيل هي حليف ضروري وحجر زاوية في التزاماتنا الأمنية الإقليمية (و) الدعم الأميركي لأمن إسرائيل أكثر كثيراً من مجرد كونه تعبيراً بسيطاً عن الصداقة. إننا ملتزمون بشكل كامل بأمن إسرائيل لأنه يحسّن أمننا القومي الخاص'.
- اشتمل دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل على صفقة لبيع طائرات من طراز (إف-35) المقاتلة المشتركة، وإجراء تمرينات مشتركة، وأبحاث وتطوير مشتركين، و'تمويل نظام الدفاع الصاروخي المسمى 'القبة الحديدية' المطور (بشكل مشترك مع إسرائيل) للرد على التهديد القادم من الصواريخ متوسطة المدى التي يطلقها كل من حماس وحزب الله'.
- 'إن إحدى مسؤولياتي الأساسية هي حفظ التفوق العسكري الإسرائيلي النوعي... من خلال التدريب والمناورات العسكرية المشتركة. وقد شارك أكثر من 1.000 جندي أميركي (مؤخراً) في جونيبر كوبرا (تمارين للدفاعات ضد الصواريخ البالستية)، والذي كان أكبر تمرين أميركي-إسرائيلي مشترك في التاريخ'.
- 'من الشهادات على علاقاتنا الأمنية الخاصة أن إسرائيل تحصل في كل سنة على أكثر من 50% من أموال المساعدات الأميركية الأمنية التي توزع من خلال برنامج التمويل العسكري الخارجي... ويبلغ كامل مبلغ هذه المساعدات 5 بلايين دولار سنوياً، وتوزع بين 70 دولة'.
- 'إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة المخولة بأن تخصص ربع أموال المساعدات الأمنية التي تتلقاها من أجل صفقاتها الخارجية، ويقدم هذا الاستثناء دفعة مهمة للصناعات الدفاعية الإسرائيلية المحلية، ويساعدها على تطوير قدرات إنتاج محلية'.
- 'إننا نعمل مع إسرائيل على تحديث نظام باتريوت للدفاع الجوي والصاروخي، الذي تم نشره أول الأمر خلال حرب الخليج، وقد نصبنا أنظمة رادار متقدمة لتزويد إسرائيل بالإنذار المبكر من الصواريخ القادمة'.
- 'تعمل المعدات من أصل إسرائيلي، والمنشورة في ميادين المعارك العراقية والأفغانية على حماية القوات الأميركية كل يوم (و) نحن نعمل بشكل وثيق أيضاً... على تحسين أمننا المشترك، من الجهود المبذولة لإغلاق الشبكة الهائلة من الأنفاق التي يجري استخدامها لإعادة تسليح حماس، إلى تعقب ومحاربة تمويل الإرهابيين، إلى مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل'.
- 'لقد كنا عاكفين على استكشاف وإيجاد طرق جديدة لضمان أمن إسرائيل ولتحسين علاقاتنا السياسية-العسكرية الثنائية...' وقد طلب الرئيس أوباما من الكونغرس السماح بتخصيص مبلغ 205 ملايين دولار من أجل دعم 'إنتاج نظام دفاع صاروخي تطوره إسرائيل ضد الصواريخ قصيرة المدى، والذي يدعى القبة الحديدية'.
بطبيعة الحال، كان شابيرو يفصل فقط ما كان أوباما قد قاله في وقت سابق من هذا الشهر: 'إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل. ونحن ملتزمون بهذه الرابطة الخاصة، وسوف نفعل كل ما يلزم لدعم ذلك، وليس بالأقوال فقط ولكن بالأفعال'.
لكن ما كانت مفقوداً بوضوح في كل هذه الأحادية هو أي نقاش لما إذا كانت هذه السياسة الأميركية القائمة منذ 50 عاماً، والمتأسسة على صيانة بقاء إسرائيل 'قوية وآمنة' قد جلب الشرق الأوسط أقرب إلى السلام بأي مقدار، أو أنه خدم مصالح الولايات المتحدة القومية والاستراتيجية. وفي نهاية المطاف، ربما يتبين أن هذا السخاء الأميركي لن يكافأ، وبالتأكيد ليس من دون أي لي للأذرع خلال الأشهر القليلة القادمة عندما، وإذا، تم استئناف المباحثات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
- صحيفة 'التلغراف'
إيران تدعم طالبان وبن لادن حي
اتهمت الوثائق العسكرية السرية الأميركية التي أميط اللثام عنها الأحد الماضي إيران بشن حملة سرية لتسليح وتدريب وتمويل عمليات المقاومة التي تقودها حركة طالبان ضد قوات حلف الناتو في أفغانستان.
كما أكدت الوثائق التي سرَّبها موقع ويكيليكس الإلكتروني لثلاث صحف أميركية وبريطانية وألمانية، أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لا يزال على قيد الحياة وأنه يضطلع بدور رئيسي في توجيه الحرب الدائرة بأفغانستان.
وقالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية -طبقاً للمستندات التي كُشف النقاب عنها- إن طهران قدمت عطايا مالية سخية لقادة المقاومة عن كل جندي يُقتل في أفغانستان.
كما اتهمت تلك الوثائق أيضاً مسؤولي المخابرات الإيرانية بتقديم أموال وسيارات لاستخدامها كمفخخات في تلك الدولة التي تمزقها الحرب.
وتضمنت التقارير المسربة مزاعم بأن إيران منحت في عام 2005 ثمانية من قادة طالبان ما يربو على ألف وسبعمائة دولار أميركي في شكل هبة عن كل جندي أفغاني يُقتل ونحو ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار عن كل مسؤول أفغاني يلقى المصير نفسه.
وزعمت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن قادة الحركة المتمركزين في إيران يعبرون الحدود إلى أفغانستان لتجنيد عناصر جديدة والإعداد لهجوم على قوات التحالف في ولايتي هلمند وأورزغان.
وجاء في أحد الوثائق السرية التي أُعدت في يناير/كانون الثاني 2005، أن اثنين من عملاء المخابرات الإيرانية جلبا معهما إلى أفغانستان ما يزيد على مائتي ألف دولار وسلَّماها إلى معاوني قلب الدين حكمتيار، رئيس وزراء أفغانستان الأسبق الذي يقود حالياً واحدة من أشد فصائل المقاومة 'فتكاً'.
وفي سياق ذي صلة، تضمنت تلك الوثائق تقارير معلومات عن مصير أسامة بن لادن، وهي المرة الأولى التي يُعتقد فيها أن زعيم القاعدة يشرف بنفسه على عمل الانتحاريين وصُنَّاع القنابل التي تزرعها طالبان على الطرقات، والتي كان لها 'أثر مدمِّر' على القوات الأميركية والبريطانية حسب صحفي ديلي تلغراف.
وتدحض تلك التقارير الشائعات التي تروج عن وفاة بن لادن، كما أنها تتناقض مع تصريحات سابقة لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا الذي نفى أن تكون لديهم معلومات عن زعيم القاعدة منذ مطلع الألفية الثالثة.
- صحيفة 'اسرائيل اليوم'
اتفاق السلام: لنعد خطة الاخلاء مسبقا / يوفال بنزيمان
كل اتفاق سلام يوقع مع الفلسطينيين سيتضمن اخلاء للمستوطنين. واذا لم يحصل هذا كنتيجة لاتفاق، فعندها كنتيجة لخطوة اخرى احادية الجانب. الحكومة غير معنية بفتح حوار كهذا، ولديها اسباب وجيهة: المفاوضات مع الفلسطينيين لا تزال بعيدة جدا عن نهايتها، والاحتمال في أن تنجح ليس عاليا على نحو خاص. من هنا، لا يوجد معنى لاثارة خلافات داخل الشعب اليوم (ناهيك عن القول داخل الائتلاف) على تطورات افتراضية تماما. وفضلا عن ذلك، فان مثل هذا النقاش من شأنه أن يثير اسئلة لا تريد الحكومة ان تلمسها الان، ضمن امور اخرى: كم مستوطنا سيتعين اقتلاعهم من بيوتهم؟ أي مناطق ستخلى؟ متى سيعطى التحذير بموعد الاخلاء؟
كما أن المستوطنين غير معنيين بالانشغال في هذه الامكانية. منذ البداية من الصعب مطالبتهم بالبحث في مسألة ماذا سيحصل ببيوتهم وحياتهم اذا ما وعندما سيتعين عليهم الانتقال الى مكان آخر. ناهيك عن أنه مدحوض تماما ان نتوقع ان يبحثوا هم في ذلك قبل أن يتخذ أي قرار. الموافقة من جانبهم على مثل هذا النوع من البحث سيبشر ظاهرا، باستعدادهم الاعتراف بأن عليهم أن ينزحوا من اماكنهم، وهي امكانية لا يؤمنون بها وغير مستعدين لان يسلموا بها.
عندما لا يكون الطرفان المركزيان اللذان ينبغي لهما أن يجريا البحث في الموضوع المستوطنين والحكومة يريدان المشاركة فيه، فلا غرو في أنه لا يجري عمليا. ولكن عندما تحين اللحظة التي لا يكون فيها مفر من الانشغال بذلك، فان معالجة هذه المسألة المعقدة يجب أن تتم على اساس دراسة جاهزة للتطبيق، ستكون حاجة الى وجود خطط دقيقة جدا تضمن استيعابا مناسبا للمستوطنين في اماكن جديدة، خلافا لما كان في اعقاب فك الارتباط عن غزة.
والى ذلك، وهو مهم بقدر لا يقل، ينبغي أن تنشأ مسيرة عميقة وجدية لتهيئة قلوب الشعب تمهيدا لمثل هذه الخطوة. وهذه سياقات تحتاج الى الزمن، وعليه فيجدر الشروع في اجراء البحث منذ اليوم. مفهوم أنه سيكون من الافضل الانشغال في ذلك عندما يكون ممكنا تحديد كمية الذين سيخلون وتحديد الحدود، ولكن، حتى في ظل انعدام اليقين الحالي ينبغي الاستعداد بشكل عملي استقبالا لمثل هذا السيناريو. يمكن البدء في المداولات حول طبيعة شكل استيعاب المستوطنين؛ تمكن محاولة الشروع في تهيئة قلوب الشعب وتحطيم الطابع الجامد السلبي الذي يرى بعض منها من خلاله المستوطنين؛ يمكن أن نذكر الجمهور بما ثبت في فك الارتباط عن غزة، في أنه رغم التهديدات والتخويفات فان الاغلبية الساحقة من المستوطنين احترموا قرار الحكومة، إذ لم يصطدموا بشكل عنيف بقوات الامن واستجابوا لقرار صاحب السيادة.
اذا لم تبدأ مثل هذه المسيرة الان، ففي لحظة الحقيقة سنكشف مرة اخرى بانه لم يجرِ ما يكفي من العمل الاعدادي. والمستوطنون بالذات ممن سيضطرون الى ترك بيوتهم سيكونون المتضررين الاساسيين من ذلك.