- موقع 'اسرائيل اليوم'
هل بدأت المواجهة العلنية بين ايران والغرب؟
منذ بداية ولاية ادارة اوباما، فان احد العوامل الهامة التي أثرت على سياستها تجاه ايران كان التخوف من خطوات تؤدي الى تصعيد في ساحتي القتال في العراق وفي افغانستان. وكانت الولايات المتحدة على علم بأن احدى الامكانيات التي توجد لدى ايران هي الرد على قوات التحالف اذا ما ازداد الضغط الغربي عليها في برنامجها النووي. والى جانب ذلك كانت هناك فرضية بأن ايران كفيلة بان تكون شريكاً للولايات المتحدة في حل النزاع في العراق وفي افغانستان.
وحتى وقت اخير مضى كانت هذه فرضية العمل بالنسبة للكثيرين في منظومة الادارة الامريكية حتى في عهد الرئيس بوش. وكانت فكرة التعاون الامريكي ـ الايراني قد ولدت في العام 2001 عندما اجتاح الجيش الامريكي افغانستان بعد 11 ايلول (سبتمبر). في الامم المتحدة اجتمعت هيئة سميت 'ستة زائد اثنين'، جلس فيها دبلوماسيون ايرانيون الى جانب الامريكيين. هيلاري مان، عضو الوفد الامريكي الى الامم المتحدة ذكرت كيف توجه اليها مندوب ايراني وشرح بان الولايات المتحدة تحتاج الى معلومات استخبارية من أجل اعمال القصف التي تقوم بها، والا 'فلن نصل الى أي مكان'. وبعد ذلك سلمها المندوب خريطة اشارت الى اهداف لاستخدام سلاح الجو الامريكي.
الحقيقة هي أن ايران لعبت لعبة مزدوجة في 2001. ما لم تعرفه مان هو أنه منذ 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2001 رفع جورج تينت رئيس وكالة الاستخبارية الامريكية السي.آي.ايه الى القيادات الاعلى في ادارة بوش معلومات استخبارية حساسة تقول ان الحرس الثوري الايراني بدأ ينقل السلاح الى طالبان بل ويساعد القاعدة في التملص من القوات الامريكية.
في السنوات التي تلت ذلك، اصبحت مان رئيسة القسم الايراني في وزارة الخارجية الامريكية ومؤيدة متحمسة لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وايران. وازداد تأييدها بعد أن حاول قريب عائلة من آية الله علي خمينئي ان يرسل في العام 2003 رسالة غير رسمية الى واشنطن، بوساطة مصرية، رسالة برأيها مثلت موقف القيادة الايرانية. معظم الموظفين شككوا بمصداقية الرسالة.
عندما غادرت مان الادارة اصبحت منتقدة حادة لسياسة ادارة بوش بالنسبة لايران وتبنى مواقفها حول 'الفرص المفوتة' خبراء سيكونون لاحقا مستشارين لطاقم اوباما.
وتلقى هذا الموقف تعزيزا هاما في 2006 مع التقرير الذي اصدرته اللجنة برئاسة وزير الخارجية الاسبق جيمز بيكر وعضو الكونغرس لي هملتون. واوصى تقرير الولايات المتحدة بزيادة المساعي للتقرب من ايران وذلك من أجل الاستقرار في العراق. وازداد تأثير هذه الافكار. وفي خطاب للشعب الايراني في آذار (مارس) 2009 صرح الرئيس اوباما بانه 'ملتزم...بدفع العلاقات البناءة بين الولايات المتحدة وايران والاسرة الدولية الى الامام'.
ومع ذلك، مؤخرا يمكن ان نرى مؤشرات تغيير في موقف البيت الابيض، الذي عارض حتى الان تشديد العقوبات التي حاول اعضاء المجلسين اقرارها.
منذ آذار( مارس) 2010 انكشفت معلومات واسعة تؤكد أن ايران لا تحتاج الى 'استفزاز' امريكي كي تتدخل في العراق وفي افغانستان وتعرض الجنود الامريكيين للخطر.
في 16 آذار (مارس) شهد الجنرال بتراوس بأن ايران توفر 'حماية انتهازية لطالبان'. بعد أسابيع من ذلك كشف الجنرال مايك مالن، رئيس الاركان الامريكي بأن القوات الامريكية اكتشفت 'ارسالية هامة' للسلاح من ايران الى افغانستان. وبدأت مؤسسة الدفاع الامريكية تطلق بالتدريج الى وسائل الاعلام في الولايات المتحدة معلومات تربط بين ايران وطالبان.
مثلا، في شهر آذار (مارس) اعتادت الـ سي.إن.إن أن قوات من طالبان تتدرب في ايران. ومنذ نهاية 2009 افادت شبكة بي.بي.اس ان ايران تقدم لطالبان عبوات جانبية من نوع EFP كانت سبب الموت رقم 1 في أوساط الجنود الامريكيين في العراق.
في هذه الاثناء، في الصحافة البريطانية، كشف النقاب عن أن ايران زودت طالبان بصواريخ كتف مضادة للطائرات من نوع اس اي 14 حلت محل صواريخ اس أي 7 القديمة وتشكل تهديدا من نوع جديد على مروحيات الناتو.
مؤخرا أكدت وثائق ويكيليك تقارير عديدة ظهرت في وسائل الاعلام الغربية احدى الوثائق فصلت كيف أن وكلاء الاستخبارات الايرانيين أرسلوا الى قرى افغانية لمساعدة طالبان على تنفيذ هجمات 'بالاخص ضد القوات الامريكية'.
الاتهامات التي اطلقها الجيش الامريكي ضد ايران بسبب تدخلها المتزايد في العراق كانت أكثر وضوحا بكثير. قائد القوات الامريكية في العراق، الجنرال ري اودريانو، اعترف في منتصف تموز (يوليو) بأن لديه معلومات مصداقة تؤكد ان القوات المدعومة من ايران تخطط لعمليات ضد القوات الامريكية في العراق.
وكنتيجة لذلك عزز الامريكيون وسائلهم الامنية حول قواعد الجيش في العراق. وقال بتراوس للكونغرس في اذار (مارس) 2010 ان قوات القدس من الحرس الثوري تقدم للميليشيات الشيعية في العراق السلاح والمال والتدريب. وقتلت ميليشيا شيعية عراقية خمسة جنود امريكيين في كربلاء منذ العام 2007، فيما وفرت أعمال المراقبة الميدانية قوات القدس الايرانية. لا ريب في ان المخاوف من هجمات من هذا النوع تزداد فقط.
ما الذي أملت ايران تحقيقه في الهجمات ضد القوات الاوروبية في هذه المرحلة؟ السير جون سفارس، الذي يترأس اليوم وكالة الاستخبارات البريطانية الـ M16، كان مستشارا كبيرا في وزارة الخارجية وعمل على البرنامج النووي الايراني. وروى للـ بي بي سي، انه في 2005 التقى في لندن مع مبعوث ايراني اقترح بشكل رسمي ان تكف ايران عن قتل القوات الغربية في العراق وبالمقابل 'تسمح لنا لندن بمواصلة البرنامج النووي'، بمعنى ان ايران سبق ان استخدمت التهديد على القوات الغربية كي تحظى بمكاسب سياسية.
عمليا، كل المؤشرات تدل على ان تدخل ايران في الحربين في افغانستان وفي العراق وتهديدها لحياة الجنود الامريكيين ـ هما حقيقة ثابتة. وحتى اولئك المحللون في واشنطن ممن ادعوا بأن ايران ستتعاون مع الولايات المتحدة لان لها مصلحة في الاستقرار الاقليمي قد أخطأوا تماما. ايران لا تتطلع الى تحقيق الاستقرار الاقليمي بل الى الهيمنة الاقليمية، والتي لا يمكنها ان تحققها طالما توجد في الشرق الاوسط قوات امريكية كبيرة تدافع عن الدول التي تبدي ايران اهتماما بالسيطرة عليها.
اليوم، الجيش الامريكي يشدد تصريحاته ضد طهران والجنرال مالن اعترف في الاسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة أعدت خيارا عسكريا ضد البرنامج النووي الايراني. ومع ذلك، من السابق لأوانه القول ما هو الرأي السائد في اوساط القيادة السياسية في الولايات المتحدة.
- صحيفة 'الإندبندنت'
لماذا تخشى أوروبا إسرائيل؟
تساءل الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك عن سبب ما وصفه بالجبن الأوروبي والخوف من إسرائيل التي يُتهم جيشها بارتكاب جرائم حرب.
ولدى تعليقه على مقتل خمسة جنود إسرائيليين في تحطم طائرة أثناء عمليات تدريب عسكرية في رومانيا ، قال فيسك، في مقال نشر في صحيفة 'الإندبندنت' اليوم الإثنين، إن مقتل الإسرائيليين الخمسة لم يخرج خبرا رئيسيا إلا في حالات نادرة.
وتابع ساخرا، أنه لو حدث ذلك لخمسة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في رومانيا لكان التحقيق في هذه الظاهرة الاستثنائية على أوجه.
ورغم أن فيسك أقر هنا بأنه لا يقارن بين إسرائيل وحماس، فإنه أشار إلى أن إسرائيل بلد قتل أكثر من 1300 فلسطيني في غزة قبل 19 شهرا، أكثر من 300 كانوا من الأطفال- في حين أن حماس 'الإرهابية ومصاصة الدماء' قتلت 13 إسرائيليا، ثلاثة منهم جنود قتلوا بنيران صديقة.
وتساءل الكاتب عن سبب قيام حلف شمال الأطلسي بالمشاركة في تمارين حربية مع جيش متهم بارتكاب جرائم حرب، وحتى عن سبب تودد الاتحاد الأوروبي بشكل خاص للإسرائيليين.
وأعرب فيسك عن دهشته لدى قراءته مقدمة كتاب لديفد كرونين تحت عنوان 'علاقتنا مع إسرائيل' سينشر في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تقول المقدمة إن 'إسرائيل طورت علاقات سياسية واقتصادية قوية مع الاتحاد الأوروبي خلال العقد الماضي، إلى درجة أنها أصبحت عضوا فعليا في كل شيء ما عدا الاسم'.
وعلق فيسك على تصريح سابق لممثل السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا أشار فيه إلى إن 'إسرائيل عضو في الاتحاد دون أن تكون عضوا في المؤسسة'، قائلا من يعلم بذلك؟ ومن صوت لذلك؟ ومن سمح بذلك؟ وهل يعلم رئيس الحكومة (البريطانية) ديفد كاميرون بذلك ويوافق عليه؟.
وحسب كرونين فإن الخوف الأوروبي من إسرائيل هو تناقض صارخ مع موقفه الذي اتخذه من الفظائع الكبرى التي وقعت في الصراعات الأخرى.
فعقب الحرب الروسية الجورجية عام 2008، كلف الاتحاد لجنة مستقلة بالتحقيق في انتهاكات القانون الدولي، وطالب بإجراء تحقيق دولي في انتهاكات حقوق الإنسان بعد حرب سيريلانكا ضد نمور التاميل.
ويسرد فيسك بعضا مما جاء في الكتاب بشأن مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل التي تحتل الضفة الغربية وغزة وتبني المستوطنات غير الشرعية لليهود على الأراضي العربية.
ففي 1999 بلغت المبيعات 11.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 18 مليار دولار)، وتضاعف خلال عامين إلى 22.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 38 مليار دولار).
ولفت فيسك إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يعترض على استخدام تلك الأسلحة ضد الفلسطينيين عام 2002 وعام 2006.
وفي 2006، أثناء الحرب على حزب الله في لبنان- قامت الطائرات الأميركية المحملة بالأسلحة لإسرائيل بتعبئة طائراتها بالوقود من المطارات البريطانية والإيرلندية.
وفي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2008، أي أثناء الحرب على غزة- أعطت بريطانيا رخصا لتقديم أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني (نحو 31 مليون دولار)، حيث استخدمت تلك الأسلحة ضد الفلسطينيين، كما يقول كرونين.
ويشير فيسك إلى تحليل كرونين للأموال التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين، فيقول إن الاتحاد يمول المشاريع في غزة بالملايين، ولكن هذه المشاريع تدمرها إسرائيل بطائرات أميركية الصنع.
وبعبارة أخرى، فإن دافع الضرائب الأوروبي يدفع ثمن المشاريع، ودافع الضرائب الأميركي يدفع ثمن الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل لتدمير تلك المشاريع، ثم يتكبد الأوروبي ثمن إعادة بناء كل شيء.
وفي الختام يسخر فيسك قائلا 'إنه من الجيد أن يكون لدينا حليف قوي البنية مثل إسرائيل، رغم أن جيشها عبارة عن مجموعة من الرعاع ومجرمي الحرب'.
- موقع 'ميدل إيست أون لاين'
'حرب لبنانية ثالثة' / جيمس زغبي
بعد قرن توالت فيه المأساة في إثر المأساة في منطقة الشرق الأوسط، يشعر المرء بالإحباط لدى رؤية كمّ الأوهام الخطرة التي ما تزال توجه سلوكيات الكثير جداً من اللاعبين الأساسيين في المنطقة.
وقد تأكدت هذه الحقيقة في تقرير حديث صدر تحت عنوان: 'حرب لبنانية ثالثة'، أصدره 'مجلس العلاقات الدولية' واسع التأثير. وفي التقرير الذي أعده دان كيرتز، السفير الأسبق لدى مصر وإسرائيل، وبعد أن درس بشكل منهجي كافة العوامل على الجهات كافة، نصح صانعي القرار الأميركيين بالتهيؤ لاحتمال قيام حرب في غضون الأشهر الاثني عشر إلى الثمانية عشر القادمة بين إسرائيل وقوات حزب الله في لبنان.
تتكون التطورات التي حفزت تقديرات كيرتز من جانبين: القلق الإسرائيلي المتنامي من نوعية وكمية الأسلحة التي يُزعم بأن حزب الله قد جمعها في انتهاك لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، والخطابة المرتفعة شبه الحربية التي تصدر عن الجانبين.
ويرى كيرتز من غير المرجح أن يبدأ حزب الله القتال، وإنما يعتقد بأن السيناريو الأرجح هو أن إسرائيل ستحاول إما استدراج الميليشيا اللبنانية إلى الحرب، أو أنها ستأخذ على عاتقها مهمة مهاجمة مواقع حزب الله في لبنان، في جهد يرمي إلى 'تدمير القدرات' العسكرية للجماعة.
ويحذر كيرتز في تقريره من أن أي خير لن ينجم عن تجدد هذا الصراع. فسوف يدفع لبنان مرة أخرى ثمناً باهظاً، في حين أن إسرائيل التي تعاني أصلاً من درجة من العزلة الدولية، سوف ترى موقفها وقد ضعف أكثر، كما أن مثل هذه المغامرة لن تفضي إلى إقصاء أو إضعاف حزب الله على الأرجح. وسوف تشهد الولايات المتحدة من جهتها تراجعات هائلة فيما يتعلق بتحقيق أهداف سياستها الثلاثة الرئيسية في الشرق الأوسط: 'تبطيء أو وقف برنامج إيران النووي؛ سحب القوات العسكرية من العراق؛ ومساعدة محادثات السلام في الشرق الأوسط على النجاح'.
وفي الوقت الذي يقترح فيه كيرتز تدابير ربما تتخذها الولايات المتحدة لمنع هجوم إسرائيلي، أو الحد من حجم الأضرار في حال بدء حرب، فإنه يعترف بأن مجموعة السياسات الحزبية، وعمل اللوبي الإسرائيلي، يرجح أن تحد من قدرة الإدارة على اتخاذ موقف حاسم حيال الضغط على إسرائيل، أو إشراك إيران وسورية بشكل أكثر نشاطاً، أو فتح حوار مع حزب الله، وكل ذلك بعين تهدف إلى تخفيف التوترات الإقليمية.
وفي النهاية، يخلص كيرتز إلى أنه في الوقت الذي 'ينبغي (فيه) على الولايات المتحدة أن تمنع حدوث حرب أخرى في لبنان، فإن قدرتها على القيام بذلك تظل محدودة'. ويستنتج بناءً عليه أن أفضل خيارات الإدارة هي أن تهيئ نفسها لأسوا السيناريوهات. ومن بين هذه الخيارات التي يقترحها: 'تحديث جمع الاستخبارات الأميركية وتحسين التعاون الاستخباراتي بين أميركا وإسرائيل'؛ 'تجديد دعم الولايات المتحدة علناً لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفي الشعور بالقلق إزاء إعادة تسلح حزب الله'؛ 'زيادة الضغط الدبلوماسي على سورية'؛ و'التهيؤ لطرح مبادرات دبلوماسية محتملة لما بعد الحرب'.
بعد قراءة تقرير مجلس العلاقات الدولية، يرد إلى الذهن عدد من الأسئلة التي تدور حول الأوهام الخطرة التي يبدو أنها تقود سلوك كافة الأطراف المنخرطة في 'رقصة الموت' الغرائبية هذه.
إذا لم يكن ثمة أي خير سينجم عن قيام حرب لبنانية ثالثة، كما يلاحظ كيرتز محقاً، فلماذا نجد أنفسنا مرة ثانية على حافة الصراع؟ عند أي نقطة سيدرك المخططون الإسرائيليون أن حرباً أخرى سوف لن تجلبهم أقرب إلى السلام الإقليمي، وتكسب لهم القبول أكثر مما فعلت الحروب السابقة؟ وإذا كان حزب الله معنياً حقاً بحقوق وسلامة وأمن وازدهار شعبه، فلماذا يصر على خوض هذه اللعبة الخطرة من إعادة التسلح وانتهاج سياسة الوقوف على حافة الهاوية؟ وإذا كان لدى الولايات المتحدة الكثير لتخسره من هكذا حرب، فلماذا تسمح للسياسات الحزبية واللوبي بالحد من قدرتها على حماية مصالحها القومية عن طريق العمل بفعالية على كبح جماح أحد المستأسدين أو فتح حوار مع آخر؟ وهل يعتقد دان كيرتز، الذي شخص تحليله العميق والمقلق الخسائر والكلف وعبثية ومخاطر الصراع المتجدد بشكل صحيح، هل يعتقد فعلاً بأن التوصيات التي يقترحها في النهاية سوف تفعل أي شيء سوى تشجيع مخططي الحرب على المضي في مأمورية الحمق التي ينخرطون فيها؟ وهل يستطيع أحد أن يصدق حقاً بأن المنطقة ستكون حقاً في نهاية جولة أخرى مدمرة من الاشتباك أكثر إمكانية لاستقبال 'مبادرة دبلوماسية' منتجة مما كانت عليه بعد الصراعات الماضية، أو مما هي عليه اليوم؟
القول بأن حرباً أخرى ستصنع السلام؛ بأن المزيد الأسلحة التي لا تفعل سوى استفزاز جارك الخطر المسلح أفضل والفالت من عقاله سوف تجعلك آمنا؛ بأن السياسات السيئة التي تصاغ تحت ضغط السياسات المحلية، سوف تنتج أي شيء سوى أردأ النتائج – هذه هي الأوهام الخطرة التي كان الجميع يرزحون تحت ثقلها منذ عقود، ويبدو أنهم ما يزالون.
*رئيس المعهد العربي الأميركي، ومؤلف كتاب: 'أصوات عربية: ما الذي تقوله لنا، ولماذا يهم ذلك'. وهو كتاب قادم مهم يحلل الأساطير والفرضيات والانحيازات التي تمنع الغربيين من فهم شعوب العالم العربي.
- وكالة 'نوفوستي'
كوريا الشمالية تتعاون مع إيران وسورية في مجال الصواريخ
صرح مسؤول حكومي رفيع المستوى في كوريا الجنوبية اليوم الجمعة بأنه ينبغي على كوريا الجنوبية أن تنظر إلى الأزمة النووية الإيرانية بجدية أكثر باعتبارها مسألة تتعلق بأمنها القومي حيث يمكن أن تقدم إيران المساعدة إلى كوريا الشمالية في تخصيب اليورانيوم للأسلحة النووية.
ونقلت وكالة 'يونهاب' عن المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، قوله إن الدول التي ما زالت تتبادل الأسلحة وتتعاون في مجال الصواريخ مع كوريا الشمالية هي إيران وميانمار وسورية. وأضاف أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تمتلك تقنية تخصيب اليورانيوم التي تحتاج إليها كوريا الشمالية.
وقال إن بيونغ يانغ قدمت تقنية الصواريخ إلى إيران، حيث أن صاروخ شهاب الإيراني هو نسخة افتراضية من صاروخ 'رودونغ' الكوري الشمالي. وأضاف أنه يمكن أن تطالب كوريا الشمالية من إيران التعاون في مجال تخصيب اليورانيوم مقابل ذلك.
وذكر أن كوريا الجنوبية لا تستطيع القول بوجود تعاون في تخصيب اليورانيوم بين إيران وكوريا الشمالية حيث لا توجد أية معلومات دقيقة، على حد تعبيره.
وأشارت الوكالة الكورية الجنوبية الى أن كوريا الشمالية ذكرت في العام الماضي أنها نجحت في اختبار تخصيب اليورانيوم،الذي يمكن أن يستخدم لتصنيع قنابل نووية بالإضافة إلى برنامجها المستند الى البلوتونيوم. وقالت إن البرنامج النووي المعتمد على اليورانيوم أسهل في الإخفاء من برنامج البلوتونيوم الذي يحتاج إلى منشآت كبيرة لتشغيله.