- صحيفة 'هآرتس'
اسرائيل قادرة على تغيير المعادلة في لبنان اذا قررت الانسحاب من الجولان
حادثة اطلاق النار بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي كانت من الممكن ان تتطور لحرب
كتب تسفي بارئيل:
حادثة اطلاق النار التي وقعت مؤخرا بين الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني هي من نوع الاحداث التي تندرج ضمن تصنيف 'سوء الفهم' الذي يمكن ان يحدث حربا. 'لسؤ الحظ' يعيش لبنان اليوم معركة سياسية حساسة وهشة جدا يحاول كل طرف فيها التوازن مع نظيره. ولكن المساعي لتوازن القوى في لبنان ولدت هذه المرة خطأ جسيما. جيش لبنان 'اخذ المسؤولية' وبادر بما وصف كتطبيق للسيادة اللبنانية على أراضيه، ضمن امور اخرى ردا على اتهامات حزب الله بان الجيش اللبناني لا يفعل ما يكفي للدفاع عن الدولة.
وبالفعل، في اعقاب النار حظي الجيش بثناء شديد من الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي وصف عمل الجيش بأنه 'دليل على مصداقية الجيش... والذي فهم بأن هذا العدو لا يفهم سوى لغة القوة. كما أنه كشف الدمية الجديدة في مسرح الدمى الاسرائيلية التي تسمى اليونيفيل'. الحكومة اللبنانية التي تعطي اسنادا لجيشها، حتى لو لم يكن عمله منسقا معها مسبقا، وجدت نفسها مرة اخرى في وضع ملزمة فيه بالرد، وليس فقط ضد ما تراه في نظرها كخرق لقرار 1701 من جانب اسرائيل، بل وايضا، وربما اساسا، كي توضح لحزب الله بان الجيش اللبناني هو المسؤول عن امن الدولة وان جنوب لبنان ليس ملكا حصريا لحزب الله. هذا الاشتباك جاء في زمن حساس على نحو خاص: لبنان يعيش جملة من التوترات السياسية المهددة التي يفرضها النبأ بأن رجال حزب الله ستتهمهم المحكمة الدولية باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. وكالمعتاد، ليست هذه مشكلة لبنانية فقط. تشارك فيها سورية، السعودية، ايران، قطر، تركيا والولايات المتحدة ومن شأنها ان تكون لها آثار على اسرائيل ايضا.
سبق الجميع نصر الله الذي في سلسلة خطابات وتصريحات اوضح بأنه لا يعتزم القبول بأي قرار للمحكمة تفرض التهمة على منظمته. التهديد في أقواله فهم جيدا في بيروت، دمشق والرياض: اذا ما وجدت المنظمة او أيا من رجالها مذنبا باغتيال الحريري، فانه سيحرص على الا تتمكن الحكومة في لبنان من اداء مهامها. وسارع نصرالله الى تجنيد سورية لنجدته عندما طلب من كتلة المستقبل برئاسة سعد الدين الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية وابن المغدور الاعتذار لسورية على اتهامها بالاغتيال على مدى السنين.
التخوف من التدهور المحتمل للوضع في لبنان كلف ملك السعودية الملك عبدالله عناء التوجه الى سورية ومنها الى لبنان، وخلف سلسلة من المشاورات بين السعودية وواشنطن وبين ايران وسورية. والتقى عبدالله في دمشق بالرئيس بشار الاسد في حديث طويل استمر الى ما بعد منتصف الليل، وفي اعقابه بعث ابنه، عبدالعزيز الى سعد الحريري كي يبلغه عن 'الاتفاقات' التي تحققت مع سورية. ما الذي اتفق بين الزعيمين ليس معروفا بعد، ولكن التصريحات العلنية للاسد في ان سورية ستقف الى جانب حزب الله وانه يعتقد بانه يجب اغلاق ملف التحقيق 'من اجل استقرار لبنان' تدل على روح الامور.
السعودية لم توضح بعد موقفها الرسمي من التحقيق ومن لائحة الاتهام، ولكن الزيارة التاريخية لعبدالله الى بيروت، والتي جرت مع زيارة الاسد، تشير الى شراكة مصلحية جديدة تحاول فيها السعودية التأثير على الشكل الذي تصاغ فيه لائحة الاتهام بل وربما وقف استمرار عمل المحكمة. وهذه شراكة جديدة نشأت منذ تشرين الاول (أكتوبر) 2009، عندما زار عبدالله لأول مرة سورية بعد نحو خمس سنوات من القطيعة، وكان هدفها اوسع بكثير من القلق على استقرار لبنان.
السعودية تعمل في عدة جبهات على صد النفوذ الايراني في الشرق الاوسط وفي الدول الاسلامية. وهي تساهم بمبالغ مالية طائلة لباكستان وافغانستان، وتتنافس بذلك مع ايران، تحاول توحيد الصفوف في دول الخليج ضد ايران، وهي شريكة في الموقف المصري الذي يرى في ايران خطرا على النظام القديم في الشرق الاوسط؛ وهي تحاول اقناع مصر باستئناف العلاقة مع الاسد، من اجل هذه المصلحة. وتفحص السعودية ومصر بقلق ايضا دور تركيا الذي باتت تعتبر فجأة كشريك لايران وسورية رغم ان مصلحة تركيا تتعلق اساسا بالشكل الذي سيدار فيه العراق بعد انسحاب الولايات المتحدة.
السياسة السعودية الجديدة مدعومة من الولايات المتحدة التي من شدة حماستها نسيت قواعد الدبلوماسية اللازمة. عندما اقترح الناطق بلسان الخارجية الامريكية على الاسد 'الاستماع جيدا لاقوال الملك عبدالله' اثار غضبا شديدا في بلاط الملك وذلك لان الامور فهمت وكأن السعودية هي مبعوثة من الولايات المتحدة او على الاقل تسعى واشنطن الى احراج سورية من خلال الزيارة مثلما كتب محرر الصحيفة السعودية 'الشرق الاوسط'، طارق الحميد.
ولكن ليست الولايات المتحدة وحدها هي التي سعت الى امتطاء الزيارة بالمجان. فالسفير الايراني في لبنان صرح بأن زيارة الملك السعودي الى سورية 'تدل على تقارب بين ايران والسعودية'، وهكذا حاول تبديد التخوف في ايران من 'انزلاق' سورية عائدة الى الحضن العربي، التي قطعت عنه منذ اغتيال الحريري.
وفي ظل جملة الضغوط العربية هذه، فان مجال المناورة لدى سعد الحريري محدود جدا. في العام 2007 صرح قائلا 'أعلنا أكثر من مرة بأن حزب الله لا دور له في الجريمة التي قتل فيها رئيس الوزراء رفيق الحريري. ونحن نكرر موقفنا هذا، لا كي نمنح أحدا ما شهادة حسن سلوك، بل كي نضيء الحقيقة مثلما نفهمها'. في حينه لم يكن هو صار بعد رئيس الوزراء ولم يعرف ما يعرفه اليوم.
قبل بضعة أسابيع انقلبت النوازع. في لقاء سري بين الحريري ونصرالله روى الحريري للامين العام لحزب الله بأنه توجد امكانية في أن تتهم المحكمة الدولية للتحقيق في اغتيال رفيق الحريري بعضا من نشطاء حزب الله بالاغتيال. ولكن الحريري سارع الى الحسم بأن 'دم أبي أقل اهمية من وحدة لبنان' وانه 'لن يسمح للجنة التحقيق بالمس بلبنان'.
لا يحتمل ان يكون هناك تعبير اكثر وضوحا عن التحول في موقفه. الحريري، الذي منذ البداية لم يرغب في ان يكون رئيس الورزاء وفضل الوقوف في رأس الكتلة السياسية دون ان يتحمل المسؤولية، وجد نفسه عالقا تحت الضغط العربي. من جهة، لم يرغب في الخضوع لضغط حزب الله الذي طلب حق الفيتو على القرارات المصيرية للحكومة، ولما لم يستجب عطل عمل الحكومة لاشهر طويلة في العام 2008 ومنع انتخاب الرئيس. من جهة اخرى، يفهم هو بأن عليه ان يتوصل لحل وسط يسمح لهذه الكتلة بتحقيق قوتها السياسية.
النتيجة كانت حلا وسطا متحققا نشأ بوساطة (وتمويل هائل من) قطر في ايار (مايو) 2008. في اعقاب هذا الحل الوسط وتغيير قانون الانتخابات كان بوسع لبنان اجراء الانتخابات في تموز (يوليو) 2009، والتي خلقت نزاعا سياسيا طويلا اخر استمر نحو خمسة أشهر، الى ان، بوساطة اضافية من قطر والسعودية وبضغط شديد من سورية، نجح الحريري في اقامة الحكومة فيما انه هو نفسه ينزع بزة الخصم لسورية ويصبح ابن بيت محترم في قصر الاسد. هذه المكانة، بالمناسبة، ليست سارة لنصرالله على نحو خاص، وهو الذي يخشى من ان يكون الحلف الجديد بين الاسد والحريري ضده في وقت ما.
الصورة الدقيقة للبنان نجحت في الاستقرار على مدى عدة أشهر، والان يبدو أن احدا لم يعد يرغب في التحقيق في اغتيال الحريري او في ادارة محاكمة ضد المذنبين المتهمين، ولا سيما لأن الرابح الاساسي، لشدة المفارقة، قد يكون بالذات حزب الله، الذي يبدو أن رجاله هم الذين نفذوا الاغتيال.
في الملعب غير المستقر في لبنان، محفوظ لاسرائيل دور مركزي. قرارها بمهاجمة لبنان، عن قصد او عن غير قصد، من شأنه أن يؤدي الى تحطم واسع من المتوقع فيه بالذات لحزب الله ان يجرف مكسبا سياسيا آخر. في نفس الوقت، في وضع تسير فيه سورية والسعودية معا، متعانقتين بعض الشيء، وايران تنتظر فقط شرخا اضافيا بينهما، يمكن لاسرائيل أن تساهم بقدر غير قليل، اذا ما اعلنت مثلا عن نيتها الانسحاب من هضبة الجولان والتقدم نحو اتفاق سلام مع سورية.
- صحيفة 'الغارديان'
ما تفعله الباكستان مع طالبان ليس سراً
تدرك الأطراف كافة ما كان يجري منذ احتلال أفغانستان أول الأمر، ومن الواضح أيضا أن هذه الحرب لا يمكن كسبها.
يجب أن لا تؤخذ ملاحظات ديفيد كاميرون في 'ويست ويكيليكس' عن الباكستان على أنها تساعد على عدم أخذ العدو في هندوكوش على محمل الجد، فقد كانت 'انبثاقة العنف' المنسقة على نحو متقن في الهند مصممة لإرضاء مضيفه، وإبرام بضع صفقات تجارية (كاميرون وكيبل يكدحان من أجل خدمة صناعة الأسلحة البريطانية)، وكل ذلك من قبيل الدردشة الجانبية.
وكان الرد الباكستاني الرسمي على تصريحاته غير أصيل بالقدر ذاته. ونظراً لأنه من المستحيل على إسلام أباد مهاجمة عازف الأرغن نفسه، فقد هاجمت القرد الذي يصاحبه.
تعي الأطراف كافة تماما ما الذي يفعله الجيش الباكستاني مع كافة أجنحة طالبان منذ تم احتلال أفغانستان قبل تسع سنوات تقريباً. وقبل ثلاثة أعوام، قتل عميل استخبارات أميركي على يد جندي باكستاني في حوار من هذا النوع -كما ذكر في الصحافة الباكستانية. وقال لي مصدر مقرب من القيادة العسكرية في الباكستان في العام الماضي في إسلام أباد إن عملاء الاستخبارات الأميركية كانوا متواجدين أثناء المباحثات الأخيرة بين المخابرات الباكستانية والمتمردين، ولا يوجد ما يدعو أي أحد للدهشة، والسبب أيضا واضح: لا يمكن كسب الحرب.
وبالكاد يكون سراً القول بأن الباكستان لم تتخل كلية عن طالبان بعد 11/9، إذ كيف يكون لهم ذلك؟ لقد كانت إسلام أباد هي التي نظمت تراجع طالبان من كابول، بحيث استطاعت الولايات المتحدة وحلفاؤها السيطرة على البلاد من دون قتال. وقد نصح الجنرالات الباكستانيون أصدقاءهم الأفغان بأن يكونوا واعين لما حولهم.
وفيما تدهورت حالة الحرب في أفغانستان، نمت حركة التمرد. وقد مكنت الفوضى العارمة الاجتماعية، شأنها شأن الفساد السياسي لفريق حامد كرزاي، مكنت الاحتلال الأجنبي من أن يكون أسوأ في أعين العديدين من الأفغان، ما جلب جيلاً جديداً من الباشتون إلى المعركة -رجال شباب لم يكونوا جزءا من النظام المشتت. وقد كانت طالبان الجديدة هي من نظم، على نحو فعال، انتشار المقاومة، والتي تمتد عمليا وفعليا لتغطي كل رقعة في البلاد، كما أظهر الرسم البياني لأجهزة التفجير البدائية الذي وضعته ويكيليكس.
وكان ماثيو هوه، نقيب البحرية السابق الذي خدم كضابط سياسي في أفغانستان، قد استقال من الخدمة في أيلول (سبتمبر) من العام 2009. وكان شرحه واضحاً: 'إن تمرد الباشتون المكون من مجموعات محلية متعددة وغير نهائية على ما يبدو، يغذى من جانب ما يحس به شعب الباشتون على أنه هجوم مستمر ومستدام يعود عدة قرون إلى الخلف على أرض الباشتون وثقافتها وتقاليدها ودينها، يقوم به أعداء خارجيون... لقد لاحظت أن جل معارك المتمردين ليست من أجل علم طالبان الأبيض، وإنما فقط ضد تواجد قوات أجنبية، وضرائب مفروضة من الحكومة غير الممثلة في كابول'.
في العام 2007، حاولت الولايات المتحدة تنمية قسم من المتمردين بعيداً عن قائد طالبان الملا عمر، من خلال عرض مناصب حكومية عليهم. وقد رفض قادة طالبان الجدد الانضمام إلى الحكومة بينما كانت القوات الأجنبية ما تزال موجودة في البلد. لكن، وبغية جعل الاتصالات تحتل المركز الأول، فقد كان الجيش الباكستاني مهماً بشكل حاسم. ووجد هذا الجيش الذي استخدم كغطاء من جانب الولايات المتحدة في عدة مناسبات، وجد نفسه مجبراً على تغيير ريشه الإسلامي (الضروري للجهاد ضد الاتحاد السوفياتي).
وقد أفضى هذا التحول إلى إغضاب العديدين في صفوفه، فيما جرت ثلاث محاولات لاغتيال الجنرال بزفير مشرف، رئيس الباكستان السابق. وقد بولغ في تقييم الإدارة الذاتية للاستخبارات الباكستانية التي وضعت تقريباً تحت السيطرة الكلية، ما دفع الجنرال أشفق كياني (الذي حل محل مشرف كرئيس لأركان الجيش) إلى إعادة تنظيم الجيش من الأعلى إلى الأسفل. وفي الغضون، كشفت عناصر متحرقة قليلة عن نفسها عندما أقرت الهجوم على السفارة الهندية في كابول في العام 2008، فعوقبت من فورها وأعفيت من مناصبها. واليوم، أصبحت مهاجمة الاستخبارات الباكستانية ملائمة بالنسبة للغرب الذي يحتاج الجنرال كياني ولا يستطيع مهاجمته مباشرة. وليست هناك طريقة أمام الاستخبارات الباكستانية أو أي صانع آخر من القوات العسكرية مساعدة المتمردين عبرها من دون علم كياني. ويدرك كياني تمام الإدراك أنه بغية الحفاظ على الاتصالات قائمة مع المتمردين الذين يقاتلون الناتو، فإنه يجب تقديم قليل من الجزر.
وفي الأثناء، كان كرزاي يشعر بقنوط كبير قبل أشهر قليلة لخطب ود طالبان، إلى درجة أنه طلب من الجنرال إيكتبري، السفير الأميركي الحمائمي في كابول، إزالة قيادة طالبان كاملة، بما فيها الملا عمر، من قائمة أكثر المطلوبين. ولم يرفض آيكنبري، لكنه اقترح دراسة كل حالة حسب وضعها، فأي تلميح أقوى من هذا يشي بأن الحرب قد خسرت؟
وفي الغضون، يبدو أن ويكيليكس قد أحيت كرزاي مؤقتاً. فقد قال رداً على سؤال حول دعم الباكستان لطالبان: 'إنه موضوع مختلف ما إذا كانت توجد لدى أفغانستان القدرة على البت في هذا.. لكن حلفاءنا يتوافرون على هذه القدرة.. والسؤال الآن هو.. لماذا لا يتخذون إجراء ما؟'
لكنهم يتخذون.. وما يزالون منذ أصبح الرئيس باراك أوباما رئيسا، وكان الهدف من هجمات الطائرات من دون طيار هو سحق الدعم للمتمردين عبر الحدود، لكنها أفضت بدلا من ذلك إلى زعزعة استقلال الباكستان. وفي السنة الماضية، خلع الجيش بالقوة نحو 250.000 مواطن من أماكنهم في منطقة أوراكازي على حدود أفغانستان، ووضعهم في مخيمات لاجئين. وقد تعهد العديدون بالانتقام، ووضعت المجموعات المتشددة الاستخبارات الباكستانية ومراكز عسكرية أخرى نصب أعينها للانتقام. ويوم الثامن من حزيران (يونيو) من هذا العام، هاجم متشددون يحملون قنابل يدوية وقذائف مورتر قافلة للناتو في روالبندي، فأحرقت 50 عربة تابعة للناتو، فيما ذكر أن أكثر من دزينة من الجنود قد قتلوا.
ويمكن لهذا أن يؤول إلى الأسوأ. وقد حان الوقت كي يتخلى أوباما عن التفسيرات كافة التي استخدمت لتعليل حرب يمكن أن تفضي فقط إلى مزيد من القتلى من دون التوصل إلى حل.. وتمس الحاضر راهنا إلى استراتيجية للخروج.
- صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز'
دعوة لرفع إسرائيل تعتيمها النووي
دعا ميكا زينكو، وهو عضو في مركز العمل الوقائي بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، إسرائيل إلى الكف عن التستر على ترسانتها النووية، ولا سيما أن ذلك لا يصب في مصلحتها، حسب وجهة نظره.
وقال زينكو، في مقال نشرته صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز '، إن الوقت قد حان كي تخرج إسرائيل من قمقمها، فبعد خمسة عقود من التستر على برنامجها النووي دون الإقرار بوجوده يتعين على تل أبيب أن تعلن عنه وتقدم معلومات بشأن أسلحتها النووية.
فرغم أن سلاح إسرائيل النووي كان سرا مفتوحا لمدة طويلة، فإن التدقيق الدولي غير المسبوق الذي سيأتي في السنوات القادمة سيجعل الدفاع عن 'هذا التعتيم النووي' أمرا متعذرا.
ويضيف الكاتب أن إسرائيل -باستمرارها في الرواية بأنها قوة غير نووية- تضع نفسها في قفص المنبوذين 'على غرار خصومها، إيران وسوريا'.
وهذا يسمح ، حسب زينكو، لأولئك الخصوم وحركة عدم الانحياز باستخدام القنبلة النووية بنجاح في إبطاء تنفيذ أهداف برنامج منع انتشار الأسلحة النووية، بما فيها منع إيران من أن تصبح نووية.
كما أن إسرائيل لن تكسب شيئا بتضحيتها بسلطتها السياسية والأخلاقية من أجل الاحتفاظ بمسرحية هزلية لا أحد يصدقها.
وقال الكاتب إن الوضع سيصل إلى نقطة حاسمة في السنوات القادمة بسبب التدقيق المكثف ببرنامج إسرائيل النووي من قبل مصادر متعددة.
ففي مايو/أيار أكد جميع الأعضاء الموقعين على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية بالإجماع على قرار 1995 الذي يدعو إلى خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، ودعوا إسرائيل إلى التوقيع على المعاهدة ووضع جميع منشآتها النووية في إطار ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولتنفيذ ذلك الهدف، يقول الكاتب، سيعين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت قريب معاونا لتنسيق التقدم في تطبيق القرار 1995.
وفي منتصف سبتمبر/أيلول سيصدر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو –بناء على طلب أغلبية ضئيلة من أعضائها- تقريرا لم يسبق له مثيل بشأن التقدم في قبول إسرائيل للمعاهدة ووضع منشآتها النووية تحت مراقبة الوكالة الدولية.
كما أن المؤرخ أفنير كوهين سيطلق في أكتوبر/تشرين الأول كتابه 'أسوأ سر مكتوم: صفقة إسرائيل والقنبلة' يفصل فيه الخطوات التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لتطوير السلاح النووي منذ 1967.
وفي ضوء مستجدات التدقيق الدولي، اقترح الكاتب ثلاث خطوات يتعين على إسرائيل اتخاذها:
أولا: تقديم معلومات شفافة بشأن حجم القدرات النووية والتحكم بها والخصائص النووية الأمنية وأهداف منع الانتشار النووي لترسانتها النووية، كما فعلت الهند وباكستان، وهو ما يطمئن المجتمع الدولي.
ثانيا: التوقيع على اتفاقية ضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحيث تغطي كل المنشآت النووية المدنية القائمة والمستقبلية.
ثالثا: التراجع عن السياسة الراهنة، والمشاركة في المنتديات الشرعية الدولية حيث يتم مناقشة خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
- وكالة 'نوفوستي'
البرازيل تؤيد العقوبات المفروضة على طهران
ذكرت القناة التلفزيونية الفرنسية 'فرانس 24' أن البرازيل انضمت إلى العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران حيث وقع الرئيس البرازيلي لويس اناسيو لولا دا سيلفا على مرسوم خاص بهذا الشأن.
من جهته أوضح سيلسو اموريم، وزير الخارجية البرازيلي، أن بلاده وبشكل تقليدي تتبع قرارات الأمم المتحدة من ضمنها تلك القرارات التي لا توافق عليها أيضاً.
وكانت البرازيل وتركيا صوتتا في شهر يونيو الماضي ضد قرار مجلس الأمن المعني بفرض عقوبات إضافية على طهران.
يذكر أن إيران، وبوساطة تركية وبرازيلية، وافقت على عملية إرسال وقودها النووي منخفض التخصيب إلى تركيا للحصول على يورانيوم عالي التخصيب، لكن مجلس الأمن اعتبر أن الموافقة على هذه الصفقة ليست كافية لحل المشكلة المرتبطة ببرنامج إيران النووي وقام بفرض عقوبات جديدة ضد طهران.
وتعتبر واشنطن أن إيران تعمل على تصنيع أسلحة نووية إلا أن طهران تؤكد أن برنامجها النووي يحمل طابعاً سلميا.