صحافة دولية » أخبار ومقالات وتحليلات من صحف ومجلات ووكالات أجنبية

- وكالة 'نوفوستي'
أوباما يورّط أمريكا في حروب سرية

من أجل تجنب الوقوع في المزيد من الحروب الباهظة التكاليف التي تزري بهيبة أمريكا، أقبل البيت الأبيض على تنفيذ المزيد من العمليات السرية ضد العدو رقم 1، وهو الإرهاب، في اليمن وإفريقيا الشمالية وباكستان وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة حيث تقوم الولايات المتحدة بمطاردة العدو بمساعدة الطائرات التي تعمل بدون طيار، والفصائل من قوات الكوماندوس وعملاء المخابرات والعناصر المدربة من السكان المحليين.
وقد أعلن جون برينان، مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون محاربة الإرهاب، في مايو الماضي أن أمريكا ستستخدم 'المبضع' بدلا من 'المطرقة' خلال حربها ضد تنظيم القاعدة وحلفائه من الآن فصاعدا.
وقد بدأت الولايات المتحدة حربها السرية في اليمن، مثلا، في ديسمبر الماضي.
وترى أوساط مراقبة أن الحروب الأمريكية السرية لا تؤدي إلا إلى مساعدة الإرهابيين على تبرير لجوئهم إلى استعمال العنف لصد العدوان الأمريكي.
وذكرت صحيفة 'نيزافيسيمايا غازيتا' الروسية أن الضربات الصاروخية التي قام الأمريكيون بتوجيهها في اليمن في مايو والتي أودت بحياة مدنيين وأطفال أيضا، أدت إلى قيام الإسلاميين بالاعتداءات على خط نفطي وعسكريين يمنيين، ووسعت القاعدة الأيديولوجية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.  


- صحيفة 'الغارديان'
أوباما خسر 'الشارع العربي'.. إخفاقات أوباما الشرق أوسطية صارخة / جوناثان ستيل

قبل سنة في القاهرة، قدم باراك أوباما التماساً مليئاً بالعاطفة في طلب ثقة العرب ونواياهم الطيبة. وكان في الجوهر مما قال: 'لاحظوا أنني نوع جديد من الأميركيين، والذي يفهم آلامكم ومواطن غضبكم، ويحترم ثقافتكم ودينكم. ثم أعلن الرئيس: 'إن الإسلام هو جزء من أميركا'.
وأضاف لاحقاً في كلمته: 'يجب أن لا تكون هناك أي شكوك: إن وضع الشعب الفلسطيني لا يطاق... إنهم يتحملون الإهانات اليومية، كبيرها وصغيرها، التي تأتي مع الاحتلال'. ثم، وفي عبارة قوية كررها فيما بعد في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال: 'إن أميركا لا تقبل مشروعية استمرار المستوطنات الإسرائيلية'.
ولا عجب أن العرب كانوا مسرورين. صحيح أن أوباما لم يقدم أي وعود إزاء عقوبات تفرضها الولايات المتحدة على إسرائيل، أو إجراء خفض في المعونات أو أي إجراءات أخرى يمكن أن تعكس النشاط الاستيطاني، لكن العرب كانوا راغبين في منحه الوقت ليريهم أنه كان يقصد ما قاله.
وبعد سنة من ذلك الخطاب، تبدو خيبة الأمل هائلة. ويكشف استطلاع أجري في ست دول عربية في شهر حزيران (يونيو) عن أن الهواء قد نفد من فقاعة أوباما. فقد انحدرت نسبة العرب الذين يحملون وجهة نظر إيجابية نحو أميركا منذ الصيف الماضي من 45 % إلى 20 %، بينما ارتفعت نسبة من يحملون وجهة نظر سلبية من 22 % إلى
67 %. وكان 16 % من العرب المستطلعة آراؤهم هم من الذين وصفوا أنفسهم بأنهم 'آملون' إزاء السياسة الأميركية.
يقوم بإجراء هذا المسح سنوياً كل من 'زغبي إنترناشيونال' وشبلي تلحمي في جامعة ميريلاند. والدول المستطلعة هي من بين الأقل تطرفاً في المنطقة -مصر، الأردن، لبنان، المغرب، العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- والتي تمثل الأجزاء الأكثر حداثة وثقافة مما يدعى 'الشارع العربي'، والشريحة التي تستخدم 40 % منها الإنترنت بشكل يومي.
ولم يسأل القائمون على الاستطلاع عن السبب في أن الناس غيروا وجهات نظرهم بمثل هذه السرعة، لكن ثمة فكرة ما كانت واحدة من أبرز نتائج الاستطلاع. ففي موضوع طهران، كانت الأغلبية غير مقتنعة بإنكار طهران المتكرر لامتلاكها برنامجاً للأسلحة النووية. وربما يفترض أن تشعر إدارة أوباما بالسرور حين تعلم أن 57 % يعتقدون بأن إيران تحاول صناعة قنبلة نووية. أما الذي سيكون أكثر إقلاقاً للبيت الأبيض، فهو اكتشاف أن نسبة
20 % من العرب تعتقد بأن على الدول الأجنبية ممارسة الضغط على إيران من أجل وقف برنامجها النووي، بل وحتى الأكثر إدهاشاً، أن 57 % يعتقدون بأن امتلاك إيران للقنبلة سيكون أمراً إيجابياً لصالح المنطقة.
يبدو هذا مدهشاً جداً، على الأقل بالنسبة لأي شخص ينظر إلى الجانب السطحي من الحكم على مسألة إيران، والقائل بأنه يُنظر إلى إيران على أنها أكبر تهديد في داخل المنطقة. وكان الرئيس الأميركي الشاب بوش ونائبه تشيني قد أمضيا سنوات وهما يحاولان حشد الدول العربية ضد إيران، بما في ذلك محاولة جعل الفروقات السنية/ الشيعية قضية سياسية رئيسية. وإيران بالطبع هي بلد شيعي. وقد استمر أوباما على السياسة نفسها، لكنها جاءت بردة فعل عكسية. فباستثناء لبنان، لا تضم الدول المستطلعة أغلبيات سنية هائلة فحسب، وإنما هي الدول نفسها التي أنفقت عليها واشنطن جل جهدها من أجل بناء تحالف ضد-إيران. وربما يكون حكام هذه الدول قد اعتنقوا خط واشنطن، أما شعوبها فلا تفعل.
صحيح أن هذا الدعم لفكرة حصول إيران على سلاح نووي ربما يعني ببساطة 'دعوا إيران وشأنها'، لكنه ربما يكون أيضاً رسالة تحذير إلى أوباما حتى لا يقع في خديعة نتنياهو الرامية إلى صرف الانتباه، والقائلة بأن حل نزاعات إسرائيل مع الفلسطينيين هو مجرد عرض جانبي مقارنة مع مسألة امتلاك إيران لقنبلة نووية. ويرفض معظم العرب القبول بهذا الترتيب للأولويات، وهو السبب في أن الاستطلاع وجد 80 % من المستجيبين وقد ذكروا إسرائيل بوصفها أكبر خطر عالمي، تتبعها الولايات المتحدة بنسبة 77 %، فيما شخصت نسبة 10 % فقط إيران على أنها كذلك.
منذ خطابه في القاهرة، كانت إخفاقات أوباما الشرق أوسطية صارخة. فقد جاء ضغط الولايات المتحدة على محمود عباس من أجل تجاهل تقرير غولدستون حول الاشتباه بجرائم حرب تم ارتكابها خلال صراع غزة، وتبعه رفض أوباما إدانة القرصنة الإسرائيلية ضد الأسطول الصغير الرامي إلى كسر الحصار. وقد تم نسيان لحظة غضب مع نتنياهو بسبب إعلانه عن المزيد من بناء المنازل الإسرائيلي غير القانوني في القدس الشرقية، فقط بعد أشهر قليلة تالية، عندما تم الترحيب برئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض -وهي قطيعة صغيرة تلاها رأب للصدع بدلاً من شن حملة مستمرة ضد انتهاكات إسرائيل المتسلسلة للقانون الدولي، ثم إجراء تخفيضات كبيرة في برنامج المساعدات السنوي لإسرائيل، والذي يتم تقديمه إلى الكونغرس.


- مجلة 'فورين بوليسي'
كساد كبير في أنفاق غزة

قال الكاتب تيودور ميه إن ثمة عوامل يتمثل بعضها في الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد غزة وفي الحصار المفروض عليها من جانب كل من إسرائيل ومصر، إضافة للمحاولات الدولية لتخفيف الحصار، كلها ساهمت في تراجع ما وصفه بازدهار صناعة الأنفاق في القطاع المحاصر.
وأوضح ميه، في مقال نشر في مجلة 'فورين بوليسي'، أنه قد يمكن للمرء معرفة مدى ازدهار صناعة الأنفاق في غزة عبر ملاحظة انتعاش المقاهي أو اكتظاظها بالعمال الذين عادة يناقشون أمر صناعتهم وما يتعلق بتهريب البضائع وغيرها في تلك المواقع.وتمتد ما وصفها بمنطقة التهريب على جانبي الخط الفاصل بين كل من مصر وغزة، حيث يقطعها سياج حدودي مصري منخفض الارتفاع مزود بأبراج حراسة مأهولة بطول عدة مئات من الأمتار.
وأوضح الكاتب بالقول إنه بينما بلغ عدد الأنفاق ذات يوم أكثر من ألف في هذه القطعة من الأرض (غزة)، تراجعت هذه الأيام إلى نحو مائتين وفقا لما يقوله عمال الأنفاق، وذلك بفعل الدور الذي تضطلع به الحكومتان الإسرائيلية والمصرية في فرض الحصار، إضافة للمحاولات الدولية لتخفيفه.
وأضاف أن تلك الأنفاق باتت تشكل شريان الحياة الرئيسي لسكان غزة لإمدادهم بالمتطلبات الضرورية وأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رعت صناعة الأنفاق ووفرت لها سبل الازدهار، وأنها ما زالت ترى فيها مصدرا هاما للدخل.
وفي حين تبلغ رسوم منح الرخصة لبدء حفر الأنفاق نحو 6000 دولار، فهناك أيضا ضريبة مفروضة على كل نفق تقدر بمبلغ  200 دولار شهريا، حيث تقوم البلديات المعنية في القطاع بالإشراف على تجارة الأنفاق وتساعد في حل النزاعات بين أصحاب الأنفاق عبر تطبيقها قوانين العمل علاوة على توفيرها خدمات الإنقاذ في حالة انهيار النفق.
وحقق أحد سكان رفح المواطن الشاب خالد بركة (20 عاما) أرباحا في الأنفاق التي ازدهرت صناعتها منذ 2007 بوصفه 'حافر أنفاق' والذي ترقى إلى أن أصبح مدير نفق يشرف على العمال الآخرين, حيث كان سابقا يعمل لثلاثة أو أربعة أيام أسبوعيا ويحصل على مبلغ 200 دولار يوميا.
وبينما ازدهرت تجارة صناعة الأنفاق بشكل مغر بالنسبة للغزيين, عاش العمال في خوف خشية انهيارها من جراء الضربات الجوية الإسرائيلية والغارات العسكرية المصرية.
ويمضي الكاتب قائلا إن صناعة الأنفاق بدأت في التراجع بعد الحرب الإسرائيلية على غزة في الفترة بين نهاية 2008 وبداية 2009 بعد أن أفلحت تل أبيب في إقناع مصر في انتهاج إستراتيجية لعزل حماس.
وأضاف أن مصر كثفت من جهودها لمنع وصول البضائع والأسلحة إلى القطاع، حيث نسب الكاتب لبعض العمال في غزة قولهم إن مصر ساهمت في إغلاق الأنفاق أكثر مما ساهمت به الغارات الجوية الإسرائيلية.
وبينما أشار الكاتب إلى ما وصفه بموقف السلطات المصرية الصارم إزاء الأنفاق واستخدامها اليد الحديدية مع المهربين، نسب إلى أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية قوله بشأن ضبط النفس الذي تبديه مصر 'المصريون أذكياء جدا, فهم بإمكانهم إغلاق كافة الأنفاق غدا'.
وأضاف يوسف أنه بينما يعتبر الرئيس المصري حسني مبارك حليفا أميركيا قويا ملتزما بمعاهدة السلام مع إسرائيل, فهو لا يريد إثارة الغضب في العالم العربي وداخل بلاده عن طريق قطع شريان الحياة الاقتصادي لغزة بالكامل.
وأشار مستشار هنية إلى تظاهرات شهدتها مختلف البلاد العربية في وقت سابق من العام الجاري احتجاجا على قيام مصر ببناء الجدار الفولاذي تحت الأرض على طول الحدود مع غزة والذي أطلقت عليه حماس 'جدار الموت'.  
وبالنسبة للمستهلك الغزي فهو واقع بين نارين، إحداهما المتعلقة بالبضائع المستوردة بطريقة غير شرعية، والأخرى التي يسمح بها عدوهم الإسرائيلي، إضافة إلى كون نوعية البضائع تعد عاملا هاما.
وعاد الكاتب إلى الشاب الغزي بركة الذي وصفه بكونه أحد ضحايا تغير مصير الأنفاق، حيث قصف سلاح الجو الإسرائيلي نفقه في يناير/كانون الثاني الماضي، مما أدى إلى انهيار نصفه.
ولم يقرر صاحب النفق عدم إصلاحه فحسب، بل هجر هذه الصناعة برمتها قائلا 'لقد هجرت تلك الصناعة لأنني فقدت عددا كبيرا من أصدقائي في الأنفاق'، وأضاف أنه مثبط الهمة ومحبط بسبب الجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية ضد الأنفاق.
ومضى بركة إلى القول إنه يخشى من أن تقوم مصر بضخ السموم داخل نفقه, وإنه هجر ذلك العمل في الأنفاق وانضم إلى إخوانه حاليا للعمل في تجارة الفحم التي تعد أكثر أمنا وإن كانت أقل ربحا.
ومع تراجع صناعة الأنفاق, يبدو القطاع الممتد على طول الحدود المصرية أهدأ مما كان عليه قبل عام ونصف, فقد تلاشى النشاط في هذه المنطقة بعد توقف تدفق البضائع, ومع ذلك هناك دلائل وإشارات على أن عمل الأنفاق ليس في حالة نزاع ولكنه في 'حالة نشاط معلقة' بانتظار هبوب رياح سياسية لتوفير ظروف أفضل من أجل عودته من جديد.  


-  مجلة 'نيوزويك'
حرب بالوكالة في الشرق الأوسط :العرب أكثر من الإسرائيليين قلقا من النووي الإيراني

ذكرت مجلة 'نيوزويك' أن الولايات المتحدة بصدد بيع السعودية نحو 84 طائرة متقدمة من طراز 'أف15'، وتعلق بأن هذا الأمر لم يعد يشكل هاجسا لإسرائيل كما كان في السابق، ولا سيما أنها علمت بأن هذه الطائرات ليست مجهزة بقدرات صاروخية بعيدة المدى، مشيرا إلى أن العداوة بين إسرائيل والسعودية لم تعد كما كانت عليه في السابق.
وأضافت المجلة في مقال للمراسل الصحفي لي سميث -الذي يعمل مراسلا في الشرق الأوسط لعدة صحف أميركية بارزة- يحمل عنوان 'لدينا حرب بالوكالة في الشرق الأوسط'، أن ميزان القوى في المنطقة تغير وقد يشهد تغيرا جديدا أيضا في فترة قصيرة.
وتاريخيا كانت إسرائيل تشتط غضبا عندما تقوم الولايات المتحدة ببيع أسلحة لخصومها مثل السعودية، وكانت صفقة 1981 هي الأكثر شهرة إذ حصلت الرياض بموجبها على طائرات من نوع أواكس في عهد الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان الذي اضطر، بسبب المعارضة الإسرائيلية، للتدخل لدى الكونغرس للحصول على الموافقة.
وكانت تلك الصفقة في غاية الأهمية بالنسبة لواشنطن، حسب تعبير الكاتب، لأنها تأتي بعد عامين من الإطاحة بشاه إيران وخسارة أهم حليف أميركي في منطقة الخليج الغنية بالنفط.
فبعدما خسرت الولايات المتحدة الحليف الإيراني، بادر رئيسها جيمي كارتر بنشر قوات التدخل السريع، وهو ما يظهر ضرورة توفير الحماية للحقول النفطية في السعودية من الأعداء 'الحقيقيين'، كما فعلت واشنطن لدى احتلال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت.
ويذكر الكاتب أن إسرائيل أيضا خسرت حليفا في طهران لدى سقوط الشاه وكسبت عدوا في الجمهورية الإسلامية، وأشار إلى أن إيران تقاتل إسرائيل منذ ثلاثة عقود عبر حزب الله.
وهنا خلص سميث إلى أنه إذا استطاعت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تنام في الليل مع علمها أن لدى السعودييين طائرات 'أف15' فذلك لأن السعودية لم تعد في حقيقة الأمر عدوا بعد الآن.
فتل أبيب والرياض متفقتان إلى جانب واشنطن على أن إيران تشكل التهديد الإستراتيجي الرئيسي، وهذا ما يجمعها كحلفاء بحكم الأمر الواقع.
ويرى الكاتب أن ذلك يفسر السبب الذي دفع أصدقاء إسرائيل في واشنطن لإقناع الكونغرس بتعليق المساعدات العسكرية للجيش اللبناني الذي يعتقد أنه مسؤول عن قتل ضابط إسرائيلي في الاشتباكات الأخيرة، بحجة أن حزب الله يخترقه.
غير أن صناع السياسة الأميركيين يخشون أنهم إذا لم يقدموا شيئا للجيش اللبناني فلن يملكوا نفوذا لصياغة مستقبل لبنان بما يخدم المصالح الأميركية.
وينبه سميث إلى أن صفقات الأسلحة الأميركية مع الدول العربية كانت على مر التاريخ مدفوعة بتجارب سياسية وبالاحتياجات الأمنية لتلك الدول، وأن الدعم العسكري الأميركي للدول العربية ما هو إلا دليل على أن الأميركيين يعلمون كيفية التعاطي مع الأصدقاء نوعا ما.
فقد دأبت واشنطن على تقديم الدعم العسكري للأردن منذ 1950، ولكن بعدما أثبت الملك عبد الله الثاني ولاءه في حرب إدارة جورج بوش على الإرهاب (تعاون استخباراتي منقطع النظير)، وساعد في الحرب بالعراق (في مواجهة المعارضة الأردنية الداخلية)، جعلت واشنطن من المملكة الأردنية متلقيا رئيسيا للمساعدات العسكرية.
ففي العام 2007 حدثت الولايات المتحدة أسطول طائرات أردني من طراز أف16 (ذي محرك واحد)، وقدمت شبكات للاتصالات العسكرية والاستخبارية وطائرات من طراز بلاك هوك، ضمن حزمة بلغت نصف مليار دولار.
وبعدما وقعت مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل كافأتها أميركا بمساعدات عسكرية كبيرة بلغت 1.3 مليار دولار من أصل مليارين تقدم سنويا لمصر، وذلك لضمان بقاء النظام الحاكم في السلطة مقابل التعاون الأمني والاستخباراتي، والأهم من ذلك استمرار السلام مع إسرائيل.
فالإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط تقوم منذ أربعة عقود على فكرة بسيطة هي أن الجميع في المنطقة يعلم بأنه لا طائل من شن الحرب على إسرائيل لأن واشنطن تقف وراءها.
ويخلص الكاتب إلى أن العرب أكثر من الإسرائيليين قلقا من النووي الإيراني، وإذا لم تردع واشنطن الإيرانيين وتحافظ على الترتيبات الأمنية التي بدت واضحة منذ إدارة كارتر، فإن إسرائيل قد تقوم بذلك بنفسها.


- موقع 'اسرائيل اليوم'

معالجة الاساطيل القادمة / دان مرغليت

بعرضه أمام أعضاء لجنة تيركل استخلاص الدروس من الاخفاق العسكري في اثناء السيطرة على سفينة الاسطول التركي 'مرمرة'، قال رئيس الاركان غابي اشكنازي، ضمن أمور اخرى، بأن في المستقبل لن يكون مفر من مرابطة قناصة لتقليص احتمال الاصابة بين قوات الجيش الاسرائيلي الذين يجتاحون دكة السفينة.
سطحيا 'هذا حل رسمي' صحيح. يحتمل أنه لو جاء الجيش الاسرائيلي بقوات معززة الى 'مرمرة'، لخاف نشطاء الارهاب الاتراك من المواجهة معهم. ولكن الأمر لم يحصل، ونتيجة الصدام بين جنود الوحدة البحرية والنشطاء الاتراك معروفة.
وعليه فان 'الحل الرسمي' لاشكنازي لا ينطبق على الواقع الناشىء، اذ انه منذ تلك الليلة، في 31 آيار (مايو) 2010، منذ علمت نتائج العملية العسكرية - تسعة قتلى، لم يعد باسرائيل خيار بصد سفن الاسطول بعمليات عسكرية معززة تنتهي بقتل نشطاء الارهاب.
من ناحية سياسية قتلهم ليس ممكنا طالما لم يكونوا أول من يفتح النار كي يقتلوا جنودا من الجيش الاسرائيلي.
بصفته القائد المسؤول عن عمل قوات الجيش الاسرائيلي، فان استنتاج رئيس الاركان اشكنازي صحيح. كما أنه يعبر عن موقف محق. ولكن العالم المعادي لنا يوجد في سياق يسعى الى حرمان اسرائيل من حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس.
لا يوجد دليل أفضل على ذلك من اللجنة اللاسامية برئاسة القاضي اليهودي ريتشارد غولدستون.
والان بدا الامر واضحا ايضا في عمل الأمم المتحدة، التي دفعت نحو تشكيل هيئة تحقيق دولية اخرى في موضوع الاسطول.
اذا كان شعب اسرائيل يوجد في وضع يجلس فيه لوحده 'وبالاغيار لا تهتم'، فان فكرة استخدام القناصة وغيرها من الأدوات صحيحة وناجعة ومبررة ايضا.
ولكن اذا كانت دولة اسرائيل تسعى الى أن تأخذ بالحسبان موقف الساحة الدولية ومكانتها فيها - فان عليها ان تبحث عن سبل أخرى لصد الاساطيل.
في حديثه امام لجنة القاضي يعقوب تيركل ضرب وزير الدفاع ايهود باراك تمييزا هو ايضا في واقع الامر 'حل رسمي' بمعنى آخر بموجبه القيادة السياسية قالت 'ماذا' والجيش يقرر 'كيف'.
مع انه صحيح في الكتب التي تعد الطلاب للقب الجامعي الاول في العلوم السياسية، ولكنه ليس صحيحا في الحياة.
وعلى أية حال، بقدر معين يوجد مجال لهذا التمييز، وعليه فان من واجب الوزراء ان يشرحوا للقيادة في الجيش الاسرائيلي بأن الـ 'ماذا' في الحالة موضع البحث ليست فقط وقف الاسطول، بل أيضا 'كيف'. بمعنى، بمفهوم 'كيف لا'. أي، ليس لاسرائيل خيار في أن تبادر هي الاولى بالنار ضد مدنيين من دول ليسوا في دائرة النزاع.
***
يحتمل في أن يكون أعداء دولة اسرائيل قد أخذوا لأنفسهم مهلة زمنية. فقد قرروا هدنة كي ينتجوا في صالحهم كل التقارير من اللجان التي تعالج الاسطول الى غزة.
ولكن النشاط سيستأنف. وقبل ان يكون متأخرا جدا فان على القيادة السياسية ان تحدد من جديد الـ 'ماذا' وحدودها، وللجيش الاسرائيلي محفوظ الحق المكتسب لديه دوما - في أن يقول اذا كان بوسعه ان يفي بمثل هذه الظروف.


- صحيفة 'فايننشيال تايمز'
اوباما يوجه إنذاراً لأردوغان

وجهه أوباما تحذير شخصي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، قال فيه  'ما لم تغير تركيا موقفها إزاء إسرائيل وإيران فإنها لن تحصل على الأسلحة التي تريد شراءها من الولايات المتحدة'.
إن تحذير أوباما هذا جاء أثناء لقاء الاثنين على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين في حزيران الماضي بمدينة تورونتو الكندية، وإن واشنطن كانت تشعر بالإحباط الشديد بسبب تصويت تركيا في الأمم المتحدة في ذلك الشهر ضد فرض عقوبات جديدة على إيران.
ونقلاً عن  مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية فإن الرئيس قد أبلغ إردوغان أن 'بعض أفعال تركيا قد أثارت بعض الأسئلة في الكونجرس عما إذا كان من الممكن أن نثق بتركيا كحليف، وأن هذا يعني أنه سيكون من الصعب علينا التحرك داخل الكونجرس لتلبية بعض الطلبات التي تقدمت بها تركيا إلينا مثل تزويدها ببعض الأسلحة التي تريدها في قتال حزب العمال الكردستاني'.
ويوضح المسؤول أن أوباما طالب إردوغان بتخفيف بلاده من لهجتها حول الغارة الإسرائيلية التي قتلت تسعة أتراك على متن السفن التي كانت تحمل معونات إلى قطاع غزة، كما قال لإردوغان إن بلاده لم تتصرف كحليف للولايات المتحدة في التصويت في الأمم المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أن تحذير أوباما لأردوغان له مغزى كبير في ضوء رغبة أنقرة في شراء الطائرات الأمريكية بدون طيار ـ مثل 'رييبر' التي تحمل صواريخ ـ والتي تريد تركيا استخدامها ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق بنهاية عام 2011.
إن القانون الأمريكي يقتضي إخطار الإدارة للكونجرس قبل 15 يوما من عقدها صفقات كبرى لبيع أسلحة إلى حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ورغم أنه يمكن للإدارة الأمريكية تقنيا إبرام صفقة الأسلحة مع تركيا، إلا أن وجود مقاومة لها في الكونجرس قد تدفع الإدارة إلى التخلي عن هذه الصفقات غير المرغوب فيها سياسيا، كما تقول الصحيفة.
وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية لم تخطر الكونغرس هذا العام حتى اليوم بأي مبيعات كبرى من الأسلحة لتركيا.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد