صحافة دولية » أخبار ومقالات مترجمة من صحف ووكالات ومواقع أجنبية -

- موقع 'ميدل إيست أون لاين'
إذا لم نعد نحن 'القوة العظمى الوحيدة' / تشالمرز جونسون   

كيف سيكون حال العالم لو أن الولايات المتحدة فقدت سيطرتها على العالم، أعظم مخاوف واشنطن وأعمق مواطن تأملها في إحساسها المتضخم بالذات، كما يحدث الآن في الحقيقة على الرغم من أفضل جهودنا لعكس ذلك؟     
(ونهدد بالأسوأ)؛ أين نحن بينما نرسل أحدث أسلحتنا العجيبة، الطائرات بلا طيار والمسلحة بالبنادق والصواريخ، إلى المناطق الحدودية القبَلية في الباكستان، واليمن، ولا يعرف أحد إلى أين أيضاً، وقد كلفت بمهمات 'القتل المستهدف' التي لا تنتهي
دعوني أبدأ بالسؤال: أي ضرر سيلحق بالولايات المتحدة لو أنها قررت فعلياً، على الرغم من كل الصعاب، أن تغلق هذه المئات والمئات من القواعد الصغيرة والكبيرة التي أقمناها حاميات حول العالم؟ ماذا لو أننا قمنا فعلياً بتفكيك إمبراطوريتنا وعدنا إلى الوطن؟ هل ستنقض علينا جحافل على غرار قوات جنكيز خان؟ غير مرجح، لأنه لا حتى تصور أن تتعرض الولايات المتحدة لغزو من البر ولا من البحر.
هل ستتسارع علينا الهجمات من نوع 11/9؟ يبدو من المرجح أكثر أن تتقلص احتمالات مثل هذه الهجمات بينما يتقلص وجودنا وراء البحار وخارج الوطن.   
بعبارات أخرى، سوف يتبين أن المخاوف الرئيسية التي ربما نسمعها في واشنطن -إذا ما كلف أحد نفسه عناء التساؤل عما يمكن أن يحدث في حال شرعنا بتفكيك إمبراطوريتنا- لن تعدو كونها مجرد أوهام. وربما تكون مشابهة في حقيقة الأمر، وحد الإدهاش، لنبوءات واشنطن القاتمة خلال السبعينيات بسقوط دول آسيا كافة، ثم إفريقيا وما وراءها، مثل أحجار دومينو كثيرة تحت الهيمنة الشيوعية إذا نحن لم نكسب الحرب في فيتنام.
كيف سيكون العالم إذن في حال فقدت الولايات المتحدة سيطرتها على العالم -خوف واشنطن الأعظم وأوضح تعبيرات شعورها المتضخم بأهمية الذات- كما يحدث الآن في حقيقة الأمر على الرغم من كل الجهود التي نبذلها؟ ما الذي سيكون عليه العالم في حال تخلت عنه الولايات المتحدة فحسب؟ وما الذي سيحدث إذا لم نعد نحن 'القوة العظمى الوحيدة' أو شرطي العالم الذي عيّن نفسه بنفسه؟
في الحقيقة، سوف نظل أمة-دولة كبيرة وقوية مع مجموعة من المشاكل الداخلية والخارجية: أزمة هجرة ومخدرات على حدودنا الجنوبية؛ كلف رعاية صحية محلقة؛ نظام تعليمي يذهب إلى الضعف؛ سكان يشيخون؛ وبنية تحتية تشيخ؛ وركود لا ينتهي -ولا يرجح أن تذهب أي من هذه المشاكل قريباً، كما لا يرجح أن تتم معالجة أي منها بطريقة جدية وناجحة طالما مضينا في إنفاق ثروتنا على الجيوش، والأسلحة، والحروب، والحاميات في أنحاء العالم، والرشى التي تمنح للحكام المستبدين المثيرين للشفقة.
وحتى من دون تدخلنا المباشر والعسكري، سوف يستمر الشرق الأوسط بتصدير البترول. وحتى لو كانت الصين تشتري حصة لا تني تتعاظم مما تبقى تحت الأرض في تلك المناطق، فإن ذلك ربما يحفزنا على المزيد من حفظ ما لدينا، والتحرك بشكل أسرع نحو حقل الطاقات البديلة.
قوة صاعدة
في الأثناء، وسواء فككنا إمبراطوريتنا أم لا، فإن الصين ستصبح (إن لم تكن قد أصبحت فعلاً) القوة العالمية المقبلة. وهي تواجه أيضاً مجموعة من المشاكل الداخلية، بما فيها الكثير من نفس النوع الذي نواجهه. ومع ذلك، فإن لديها اقتصاداً مزدهراً، وميزان مدفوعات جيدا مقارنة مع بقية العالم (خاصة الولايات المتحدة، التي تدير حالياً عجزاً تجارياً سنوياً مع الصين بمبلغ 227 بليون دولار)، ولديها حكومة وشعب مصممان على تطوير البلد وتحويله إلى أمة-دولة قوية ومهيمنة اقتصادياً.
قبل 50 عاماً، عندما بدأت مهنتي الأكاديمية كدارس للصين واليابان، افتتنت بالتاريخ المعاصر لكلا البلدين. وقد عالج كتابي الأول الطريقة التي دفع بها الغزو الياباني للصين في الثلاثينيات ماو تسي تونغ والحزب الشيوعي الصيني الذي ترأسه إلى مسار صاعد نحو السلطة، بفضل مقاومته الوطنية لذلك الغازي الأجنبي. وليس من الصعب العثور على العديد من الأمثلة على هذه العملية التي تكسب فيها جماعة سياسية محلية السلطة لأنها تجلّ وتمارس مقاومة القوات الأجنبية. وقد حصل ذلك خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية مباشرة، في فيتنام، وإندونيسيا، وماليزيا؛ وحدث مع انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991، في كل أوروبا الشرقية؛ واليوم، يحدث ذلك بالتأكيد في أفغانستان، وربما في العراق أيضاً.
وفي الصين، استطاع زعيم الحزب الشيوعي دينغ زياوبينغ وخلفاؤه مراقبة التطورات في اليابان وروسيا، والاستفادة من كليهما. وقد اعتمدوا بشكل واضح على الجوانب الفعالة في كلا النظامين في شؤون الاقتصاد والمجتمع. ومع قليل من الحظ الاقتصادي وغيره، وباستمرار قيادتها الوطنية الحالية واسعة الاطلاع وحسنة المعرفة، سوف تستمر الصين بالازدهار من دون أن تهدد جيرانها ولا الولايات المتحدة.
إن تخيل احتمال رغبة الصين في أن تبدأ حرباً مع الولايات المتحدة -حتى على مسألة عميقة عاطفياً بقدر لا يقل عن الوضع السياسي النهائي لتايوان- سوف يعني استشراف مسار مختلف جدا لذلك البلد عن المسار الذي يبدو الآن منكباً عليه.
بعد خمسة وثلاثين عاماً من الآن، سيكون قرن أميركا الرسمي من التربع على القمة (1945-2045) قد وصل إلى نهايته؛ وربما يكون زمن الهيمنة الأميركية ينفد الآن في الحقيقة. ويرجح أننا سنشرع بالظهور أقرب إلى نسخة عملاقة من إنجلترا في نهاية حقبتها الإمبريالية، عندما نقف وجهاً لوجه مع -إن لم يكن علينا أن نتصالح بالضرورة مع بنيتنا التحتية الشائخة، وهالتنا الدولية الآفلة، واقتصادنا المتراجع.  
 
وبدلاً من ذلك، أستشرف الولايات المتحدة وهي تنجرف على نحو يشبه كثيراً ما تبدو إدارة أوباما، وأنها تنجرف فيه من حرب أفغانستان. وقد أصبح الحديث المشترك بين خبراء الاقتصاد اليوم هو أن معدلات البطالة العالية سوف تبقى لعقد آخر مقبل. أضف إلى ذلك الاستثمار المنخفض والإنفاق الراكد (ربما ما عدا إنفاق الحكومة)، وأخشى أن 'تي. إس. إليوت' كان على حق عندما كتب: 'هذه هي الطريقة التي ينتهي بها العالم، ليس بالضجيج، وإنما بالأنين'.
تماماً كما فقدت الاهتمام بالصين عندما اتجهت قيادة ذلك البلد بعمى كبير إلى المسار الخاطئ خلال الثورة الثقافية، كذلك أخشى أنني أفقد الاهتمام بالاستمرار في تحليل وتشريح الآفاق والتوقعات الخاصة بالولايات المتحدة خلال السنوات القليلة المقبلة. وأنا أثني على الجهود التي يبذلها الصحافيون الشباب الذين يقولون الحقيقة كما هي بالضبط، وكذلك العلماء على جمعهم المعلومات التي ستمكن المؤرخين ذات يوم من وصف أين ومتى أخطأنا وضللنا الطريق. وأسجل إعجابي بشكل خاص بتلك الاستبصارات التي تأتي 'من الداخل'، كتلك التي يقدمها رجال عسكريون سابقون مثل أندرو باكيفيتش وتشاك سبيني. وكلي إعجاب وانذهال بأولئك الرجال والنساء الذين يرغبون طوعاً التضحية بمهنهم ومناصبهم، ودخولهم وحرياتهم، بل وحتى أرواحهم من أجل الاحتجاج -مثل قساوسة وراهبات مؤسسة 'س. أو إيه ووتش' الخدمية، الذين يشرفون على 'مدرسة الأميركيتين'، ويلفتون الانتباه إلى وجود القواعد الأميركية وسوء سلوكها في أميركا الجنوبية.


- وكالة 'نوفوستي'
بوتين: خدعونا

لقد خدع الغرب روسيا حين وافق الاتحاد السوفيتي على سحب قواته من أوروبا والتي كانت موجودة هناك منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية مقابل ألا تزحف القوات الغربية على روسيا حيث 'أنهم قالوا شيئا وعملوا شيئا آخر' وفقا لما قاله فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الروسية في حديث مع صحيفة 'كوميرسانت' موضحا أن 'الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قال لنا إن الناتو لن يتوسع.. وأين كل ذلك؟.. لقد خدعونا ببساطة.. ونضطر لأخذ ذلك في الاعتبار'.
وذكر بوتين  أن السلطات الأمريكية اعتقلت مواطناً روسياً مؤخرا بتهمة تزعم أنه قام بتهريب المخدرات، مشيرا إلى أن اعتقال أجنبي لا يمثل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية ونقله إلى الولايات المتحدة سرا لا يجوز.
وقال بوتين إنه يرى أن الإدارة الأمريكية الحالية تنوي تحسين العلاقات مع روسيا، لكنه يرى في الوقت نفسه أشياء أخرى كمواصلة تسليح جورجيا التي قامت بالعدوان قبل عامين، أو التخطيط لنصب صواريخ اعتراضية أمريكية في الأراضي الأوروبية.
وأضاف بوتين أنه يجد أوباما راغبا في تحسين علاقات بلاده بروسيا، ويريد أن يرى ما إذا كان (أوباما) سينجح أو سيفشل.

- صحيفة 'وول ستريت جورنال'

لا يعني انتفاء الوجود الأميركي في العراق / أستاذ القانون في جامعة هارفارد نوح فيلدمان

إن الديمقراطية استغرقت 35 عاما حتى ترسخت جذورها في كوريا الجنوبية، وإن القوات الأميركية قد تبقى في العراق ما يشبه تلك المدة من أجل الديمقراطية وضمان عدم تفتت البلاد.
إن تخفيض القوات الأميركية في العراق لا يعني انتفاء الوجود الأميركي في بلاد الرافدين على المدى الطويل.  
إن قيام الولايات المتحدة بتخفيض عدد قواتها العسكرية بالعراق إلى خمسين ألفا ليس معناه الانسحاب النهائي أو قرب الانسحاب النهائي، مضيفا أن الحكومة العراقية عندما تتشكل ستطلب العام القادم من واشنطن إبقاء عدد من القوات الأميركية بالعراق حتى بعد تاريخ الانسحاب المزمع صيف عام 2011 القادم.
إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيوافق على طلب الحكومة العراقية بإبقاء قوات عسكرية أميركية في قواعد لها هناك بوصفها الطريقة الوحيدة الكفيلة بمنع اندلاع حرب أهلية ولرعاية التقدم الخجول نحو الديمقراطية بالبلاد.
إن أكثر من ثلاثين ألفا من القوات العسكرية الأميركية لا يزالون يتمركزون في قواعد بكوريا الجنوبية منذ ما يقرب من ستين عاما، أضاف أن من حق العراقيين على أميركا استمرار الالتزام بوعودها. إن العراقيين كادوا ينزلقون في حرب أهلية في السنوات الثلاث الماضية، وإن القوات الأميركية هي التي أوقفتها وليس أن العراقيين أرادوا إيقافها للعيش معا في أجواء من الديمقراطية.
 

 - صحيفة 'واشنطن بوست'
توقعات بتلاشي الاتحاد الأوروبي

يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون الأميركية تشارلز كوبتشان، في مقال نشرته صحيفة 'واشنطن بوست'، إن الاتحاد الأوروبي آخذ بالتلاشي بشكل تدريجي، مضيفا 'إننا قد ننظر يوما حولنا عبر الأطلسي لندرك أن مشروع الدمج الأوروبي الذي آمنا به على مدار نصف القرن الماضي قد اختفى'.
ويوضح كوبتشان، وهو باحث مقيم بمجلس العلاقات الخارجية الأميركية ومؤلف كتاب 'كيف يصبح الأعداء أصدقاء'  إن الاتحاد الأوروبي لن يشهد موتا مفاجئا، ولكنه يتآكل بشكل بطيء عبر ازدياد ظاهرة القومية وعوامل أخرى أبرزها اقتصادية والتي قد تودي بالاتحاد رويدا رويدا حتى تقضي عليه. ويمضي الكاتب بالقول إن الأزمة المالية عصفت بالعديد من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، في ظل ارتفاع مديونياتها المحلية وعدم وضوح الرؤية إزاء ما أسماه اعتلال صحة البنوك المركزية للقارة، مما ينذر بمزيد من المشاكل والأزمات المستقبلية.
وقال كوبتشان إن الأزمة المالية وتداعياتها على دول الاتحاد الأوروبي قد تهون وتبدو عاملا ضعيفا أمام ما وصفه بالعلة أو الطامة الكبرى المتمثلة في ما تشهده دول الاتحاد من ميل إلى العنصرية والقومية والأممية الضيقة.
أن عواصم الدول الأوروبية من لندن إلى برلين إلى وارسو كلها تشهد ما وصفها بحالة من الانكفاء على الذات على المستوى السياسي، وأن البعض بدأ يشتاق إلى الماضي أو السيادة التي كان يتمتع بها على المستوى القُطري قبل أن يضحي بها من أجل فكرة الاتحاد أو ما أسماه المثل الأعلى الجماعي.
وبالنسبة للكثير من الأوروبيين، فإنهم لم يعودوا يقلقون كثيرا إزاء الصالح العام للاتحاد، بل صاروا يتساءلون عما يمكن للاتحاد أن يقدمه لهم؟ وبعضهم بدأ يتساءل في ما إذا كانت فكرة الاتحاد تستحق كل هذا العناء؟
إذا استمر الأوروبيون في نهجهم السياسي والاقتصادي على هذا المنوال، فإنهم سرعان ما يخسرون اتحادهم ويتسببون في تلاشي ما وصفه بأكبر وأهم إنجازات أوروبا بالقرن العشرين أو الإنجازات المتمثلة في أوروبا متحدة متصالحة مع الذات وتسعى لأن تصبح قوة مشتركة عظمى. وبينما أشار كوبتشان إلى أمثلة متعددة بشأن ما وصفه الانكفاء السياسي على الذات الذي بات يشكل ظاهرة عند معظم دول الاتحاد، أوضح أن الناخبين الهولنديين والفرنسيين سبق لهم عام 2005 أن صوتوا ضد اتفاقية الدستور الأوروبي، وأن انتخابات مايو/ أيار 2010 بالمملكة المتحدة جاءت بائتلاف يسيطر عليه حزب المحافظين أو من وصفهم بكونهم معروفين بخوفهم من فكرة الاتحاد الأوروبي برمته.
وفي حين أشار الكاتب إلى ما وصفه بشعور إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالإحباط إزاء الفاعلية السياسية الأوروبية الآخذة بالتضاؤل على المستوى الدولي وبالتقوقع والانكماش على الذات، أضاف أن أوروبا لم تعد مهتمة بالتنافس العسكري على المستوى الدولي وأن السياسات الأوروبية ماضية لأن تصبح أقل أوروبية وأكثر محلية وضيقة للدرجة التي باتت تهدد الاتحاد الأوروبي في أن يصبح اتحادا بالاسم فقط.
وخلص كوبتشان بالقول إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى جيل جديد من القادة يأخذون بيده للحياة، خشية أن يمضي فيموت بشكل بطيء، وإن أولئك القادة غير موجودين على الساحة في الوقت الراهن.  

 
- موقع 'هفنغتون بوست'
حتى تنجح مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية / ستيفين كوهن

ثمة ميل لدى الفرقاء عند افتتاح كل جولة جديدة من مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية إلى البدء من النقطة التي كانت المفاوضات السابقة قد توقفت عندها، لكنه ينبغي تجنب ذلك هذه المرة. ولأن معظم القضايا الأكثر خلافية ما تزال مطروحة على المائدة، فلن يكون من المفاجئ أن يبدأ المفاوضون بالعودة وراءً إلى آخر نقطة حققوها من القواسم المشتركة. وفي واقع الحال، كان الفرقاء يعاودون التطرق من جديد إلى الجدالات التي كانوا قد فشلوا في الاتفاق عليها سابقاً. وقد عنى البدء من آخر نقطة اتفاق فعلياً معاودة الانكباب على المسار الذي لم تتمكن الأطراف من عبوره سابقاً، وبحيث يكون هذا المسار قد أصبح بمثابة مأزق عميق لم يستطع الفرقاء انتزاع أنفسهم منه.
لذلك، أحث بقوة كلا من الرئيس أوباما، ووزيرة الخارجية كلينتون والسيناتور ميتشل على مقاومة هذا الإغراء بالعودة إلى الوراء، والعمل بدلاً من ذلك على الدفع بقادة المحادثات الجديدة للبدء بالتفاوض حول شيء لم تكن قد تمت مناقشته في جولة المفاوضات السابقة. وينبغي على هؤلاء محاولة التوصل إلى اتفاق حول تعريف 'الأمن' بالنسبة للطرفين، والتوقف عن تلك القسمة القائلة بأن 'الأمن' يتصل فقط بإسرائيل وبأن 'الحدود' تخص الفلسطينيين فحسب، ذلك أن المفهومين يتصلان بالطرفين كليهما.
سوف يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التحرك قدماً بشكل أكثر استرخاء فيما لو تم النظر إليه على أنه يتبنى منهجاً أصيلاً وجديداً وخاصاً في السعي إلى إبرام اتفاق. وقد يعني ذلك بالنسبة إليه اتفاقاً يبدأ بإعلان مبادئ يكون موضوعه أمن الشعب الإسرائيلي ودولة إسرائيل، وكذلك أمن الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية المقبلة. وبما أن الأمن منضفر بقوة مع تعريف حدود الدولتين والإشراف على هذه الحدود ومراقبتها، فإن الشروع بمسألة الأمن سوف يقود مباشرة إلى المفاوضات حول قضايا المرحلة النهائية الحاسمة، ومن دون تضييع الكثير من الوقت.
أما بالنسبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، فإن بداية تقوم بتعريف الأمن الفلسطيني بوصفه مساوياً في الأهمية للأمن الإسرائيلي سوف تكون خطوة مهمة إلى الأمام، لأنها يجب أن تشتمل، من جملة أشياء أخرى، على التزامات إسرائيلية بالتوقف عن التوغلات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، ووضع حدود صارمة على مسألة اعتقال إسرائيل سجناء فلسطينيين جددا، يضافون إلى آلاف المعتقلين الموجودين أصلاً في السجون الأمنية الإسرائيلية.
ثمة ممارسة أخرى شائعة في المفاوضات السابقة، وهي متعلقة تحديداً بالطرف الثالث -الوسيط- الذي يشرك أعلى شخوصه مرتبة في المرحلة الأخيرة من المفاوضات. وينبغي تغيير هذه الممارسة أيضاً. إن بداية المفاوضات هي النقطة التي تكون فيها للوسيط الدرجة القصوى من النفوذ، لأنه يكون قد أثبت لتوه قدرته على تجاوز الجمود الطويل الذي لم تكن تجري فيه أي مفاوضات. وينبغي على الوسيط -وهو رئيس الولايات المتحدة في هذه الحالة- استغلال هذه اللحظة من إمكانية التأثير الأقصى عن طريق تقديم اقتراح أو مبادرة دراماتيكية، يكون من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة على الفور، والتي تجعل الأطراف يخرجون من المأزق وحالة الجمود.
وقد هيأ الرئيس أوباما فرصة ممتازة ومسرحاً مناسباً لقطع مثل هذه الخطوة من الانفراج من خلال دعوة القادة الإسرائيليين والفلسطينيين لتناول طعام العشاء معه جنباً إلى جنب، سوية مع الرئيس المصري حسني مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني في الأمسية التي تسبق بدء المفاوضات. ومن شأن تقديم شيء يشد الانتباه في تلك المناسبة أن يمكن القادة الإسرائيليين والفلسطينيين من الإثبات لمفاوضيهم أنهم مستعدون للعمل الجدي. وعندئذ، سوف يجتمع المفاوضون معاً، ليس بنقطة جديدة من الاتفاق الذي سيخرج إلى العلن فحسب، وإنما مع تقديم مثال على أن قادتهم قد كسروا فعلاً تلك المحرمات السابقة من خلال هذا الانفتاح الجديد.
إذا ما قام الرئيس أوباما، ووزيرة الخارجية كلينتون والسيناتور ميتشل بتبني نقطتي الافتراق هاتين عن الممارسات السابقة المذكورة أعلاه، فإنهم سيقدمون فرصة ممتازة لكي ترى شعوب المنطقة هذه المفاوضات على أنها الشيء الحقيقي الذي ينتظرونه، وليست مجرد إعادة عرض وتكرار لكافة الألعاب السابقة التي ذهبت إلى التوقف في نهاية المطاف. 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد