- وكالة 'نوفوستي'
تفاهمات 'عسكرية ' بين حزب الله وقيادة الأركان السورية
أشارت تقارير إعلامية الى قيام حزب الله وقيادة الأركان السورية بعقد تفاهمات ميدانية تمت عبر وضع مبادئ تعاون على المستوى العسكري بين الجانبين، يفضي الى 'تعاون قتالي' عند نشوب حرب مقبلة.
وقالت مصادر معنية بما يجري على خط بيروت - دمشق لصحيفة 'الرأي' الكويتية أن التفاهمات تشمل تبادل المعلومات الموجود لدى الطرفين عن الأهداف الإسرائيلية وتحديد النقاط التي يتولاها حزب الله وتلك التي تتولى القيادة السورية معالجتها على مستوى الهجوم الصاروخي.
ونقلت الصحيفة عن المصادر تفاصيل هذا التعاون في مجالات مختلفة منها تبادل المعلومات الاستخبارية حول أهداف إسرائيلية محتملة وأنواع الأسلحة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي.
وحسب المصادر فقد تم تشكيل 'غرفة عمليات' يقودها ضابطان من حزب الله ومثلهما من القيادة السورية بهدف سدّ كافة الثغرات التي يمكن أن تحصل على 'أرض المعركة'.
وذكرت الصحيفة أن الجيش السوري سيقدم لحزب الله احداثيات قواعد الطيران وحشود القوات الإسرائيلية ليتمكن من قصفها وتدميرها بالصواريخ عند بدء الحرب.
كما اتفق الجانبان على عرقلة نشاطات سلاح الجو الإسرائيلي من خلال بناء مظلة جوية ووضع كمائن صاروخية مشتركة واتفقا على وضع خطة للتعاون البحري بينهما، وفقا للمصادر.
- صحيفة 'ديلي ستار'
اشتباك برج أبي حيدر.. هل كان معركة بالإنابة؟ / مايكل يونغ
كان عليك أن تتفق مع صحيفة 'الأخبار' اليومية المؤيدة لحزب الله، عندما لاحظت في عددها ليوم الأربعاء الماضي أن باستطاعة المرء أن يفترض 'بسذاجة' فقط، أن معركة برج أبي حيدر التي وقعت مساء اليوم السابق كانت نتيجة لخلاف شخصي بين أنصار حزب الله وجمعية المشاريع الإسلامية الخيرية التي تعرف باسم 'الأحباش'.
ونستطيع، في الغضون، أن نخمن بالضبط ماذا حصل. ومع ذلك، اتفقت معظم منافذ الإعلام على القول بأن التوتر كان يختمر منذ بعض الوقت في تلك الضاحية. فالأحباش مقربون من سورية، كي لا نقول أجهزة الاستخبارات السورية، التي توظف الجماعة منذ وقت طويل كقوة موازية لجماعات المتشددين السنة التي يعتبرها النظام السوري مصدر تهديد، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين.
وفي فترة ما بعد الحرب، استخدم السوريون الأحباش ضد عائلة الحريري -وفي الحقيقة وجهت أصابع الشك لأعضاء من الأحباش بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وللحد من سلطة المفتي والمؤسسة الدينية السنية.
إن تأويل ما حدث على أنه صدام سني-شيعي قد يكون مفهوماً، لكنه كان ثمة ما هو أكثر من ذلك في الحقيقة. فربما تكون هنا أول مواجهة مسلحة بين سورية وإيران في لبنان، وبالإنابة، لتقرير من سيهيمن على البلد في المستقبل. وبتحديد أكثر، دخل السوريون، عبر سعيهم لبعث سيطرتهم، في صراع على السلطة مع القوة الوحيدة التي تستطيع مواجهتهم محلياً، حزب الله، الذي تسعى دمشق إلى فرض أولوياتها عليه. ولعله ليس من المفاجئ أن يرفض حزب الله التنازل عن المكاسب السياسية التي راكمها خلال الأعوام الخمسة الاخيرة -وهي مكاسب تقع، فوق كل شيء، في خدمة إيران.
وتقف في قلب المشكلة المحكمة الخاصة بلبنان. حيث من المتوقع صدور قرار عن المحكمة في الأشهر المقبلة -سواء كان يتعلق بالاتهام أو بتحديد المشتبه بهم. وفي الغضون، يشعر حزب الله بأنه سيكون مستهدفا بهذه الخطوة، وقد رفع من وتيرة السخونة الموجهة إلى الحكومة برئاسة سعد الحريري لحمله في الحال على وقف تعاون لبنان مع المحكمة. لكن الحريري رفض ذلك ليستطيع في الأثناء شراء عامل الوقت. ذلك لأن الحريري يعرف أن سورية تنوي استخدام أي قرار للمحكمة كرافعة تستخدم ضد حزب الله، وبالتالي لدفعه نحو الإذعان لمراكز دمشق الرئيسية التي تسيطر عليها في الإدارة العامة، كما وفي الجهازين الأمني والعسكري.
وفي ضوء هذا، فإن سورية تنتظر، مثل الحريري، أن يخرج عن المحكمة شيء ما أولا قبل بدء المفاوضات مع حزب الله، بينما يبدي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حرصاً على تجنب مثل هذه المساومة، التي ترمي إلى خلق حالة لا يمكن تحملها على الأرض، بحيث يترك الحريري بلا أي خيار سوى تقويض المحكمة قبل أن تحشر قراراتها التي تخلص إليها الحزب في الزاوية.
ومبدئيا، شعر حزب الله بأن لديه طائفة من الخيارات لترهيب الحريري. فقد ذكر الناطق بلسان الحزب، على نحو تحذيري، فكرة العودة إلى أيار (مايو) 2008 عندما اجتاح حزب الله وحركة أمل بيروت الغربية عسكرياً، وأجبرا حكومة فؤاد السنيورة على إلغاء قرارين كان الحزب قد اعتبرهما يشكلان تهديداً له. وقد أثار مسؤولو حزب الله احتمال إسقاط الحكومة الحالية. ومع ذلك، وخلال قمة عقدت في بيروت قبل عدة أسابيع، وقع الرئيس ميشال سليمان والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد على بيان استبعد، من ناحية فعلية، كلا الإجراءين.
وتبعا لذلك، يمكن القول بأن قتال حزب الله ضد الأحباش، حتى على الرغم من عدم تحديد الحادث الذي أشعل ذلك القتال مسبقاً، كان بمثابة رسالة موجهة إلى دمشق مؤداها أن حزب الله لن ينحني بسهولة. وقد تم ذلك في ليلة ألقى فيها نصرالله كلمة دعا فيها عمليا إلى صبغ لبنان بالصبغة الإيرانية. ولم يكن لحزب الله أي مصلحة في مهاجمة تيار حركة المستقبل الذي يتزعمه الحريري؛ نظرا لأن من شأن ذلك أن يتجاوز الخطوط الحمراء كافة، وأن يفضي إلى اندلاع عداء سني شيعي رئيسي. لكن حزب الله كان قادراً، من خلال مطاردة الأحباش، على إرسال تحذير عقلاني إلى الحريري، كما وإرسال تحذير أكثر دلالة إلى دمشق.
لدى تبادلهم أطراف الحديث، أشار بعض المراقبين إلى أن ما حدث كان بمثابة تحذير سوري لحزب الله. لكن ثمة بعض المشاكل التي تكتنف هذه النظرية، ليس أقلها أن الوقت يصب في مصلحة سورية عندما يتعلق الأمر بالمحكمة، وأن سورية قد كسبت القليل من خلال استفزاز الحزب. وفي الاتجاهين، كان حزب الله والأحباش مسلحين ومستعدين لبعضهما بعضا.
على أن ما سيكون مثيراً للاهتمام والمتابعة في الأسابيع المقبلة، هو ما سيحدث على هوامش الصراع السوري الإيراني حول لبنان. وعلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي يكن الولاء لسورية، أن يبدي حذراً فائقاً إزاء كيفية إدارة علاقته مع حزب الله. وحمل إشارة بهذا المعنى البيان الذي أصدرته حركة أمل خلال حادث برج أبي حيدر، الذي قالت فيه إنها غير منخرطة في القتال، على الرغم من أن بعض رجالها قاتلوا في المعركة إلى جانب مقاتلي حزب الله.
يعد وليد جنبلاط سياسياً آخر يجب عليه أن يتعامل مع الندية القائمة بين حزب الله وسورية بحذر كبير جداً. ويلاحظ أنه دأب مؤخراً على رفع صوته مطالباً بأن يتم التخلي عن فكرة المحكمة. وذلك يعود إلى أن من شأنها مفاقمة حدة التوترات بين دمشق وحزب الله، وحيث يعيش جنبلاط وجماعته وسط هذه التوترات. وكان الزعيم الدرزي هدفاً لحالات إدانة متكررة من جانب صحيفة الأخبار مؤخراً، فيما يعود بشكل مبدئي إلى أن حزب الله ينظر إليه بوصفه ضعيفاً بشكل خاص (وهو كذلك بالفعل)، ويريد دمجه في الخط.
هل كانت مناوشات برج أبي حيدر هي الأولى في سلسلة من أحداث مشابهة ستتكرر؟ من الصعب الجزم بذلك، لكنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن السوريين وحزب الله، على وشك الوصول إلى حل وسط من خلال ضبط طموحاتهما. وإن ما يقسم بين سورية وإيران هي القوة التي لا تميل حالياً إلى قبول المشاركة فيها. وحتى لو تجنب حزب الله وسورية وقوع حوادث مثل تلك يوم الثلاثاء الماضي، فستكون ثمة تفجرات عنف أو مشاحنات سياسية مع اقتراب المحكمة من اتخاذ إجراء ما.
لعل مما ينطوي على مؤشرات بشكل خاص، هو المدى الذي يشعر معه حزب الله بثقته بنفسه وبإمكانية أن يستطيع بز سورية في لبنان. ولم تكن دمشق أبداً جيدة في زج نفسها في وسط اللبنانيين من دون وجود جيشها وأجهزتها الاستخباراتية من حولها لتنفيذ إملاءاتها. ومما ينطوي على المفارقة أن حزب الله قد أصبح السد المنيع المقاوم لعودة سورية إلى لبنان، لأنه يريد المحافظة على لبنان لإيران. ويا لها من خيارات مخيفة تلك التي تركت لنا نحن اللبنانيين.
- صحيفة 'يديعوت أحرونوت'
على من يكذب نتنياهو ؟
مع سفر نتنياهو الى واشنطن يجدر بالذكر ان حكمه يقوم على اساس فرضية مؤيديه في أنه ـ وليغفر لي ـ يكذب. فهم لا يصدقون انه حقا يؤيد اقامة دولة فلسطينية، ومقتنعون بان هذا مجرد تظاهر وكل شيء 'ك . ذ. ب'.
ومع ان رئيس الوزراء يتباهى امام الامريكيين بانه هو وحده كان قادرا على تحقيق تأييد الشعب بـ 'الدولتين' (شارون تباهى بذلك قبله)، ولكنه لا يكشف لهم، وربما ليس لنفسه ايضا، بان هذا الانجاز مبني على وهم مؤيديه، المقتنعين بانه يكذب على كل العالم وانهم فقط هم يعرفون الحقيقة. بانتظار نتنياهو اختبار الصحوة، اذا ما وعندما يتبين لـ 'المعسكر الوطني' بانه وقع ضحية التضليل الذاتي، ونتنياهو، بحديثه عن 'فلسطينية'، بالذات قال الحقيقة وقصد كل كلمة. جلاء وحشي كهذا ِأثار تمردا ضد شارون في صفوف نواب الليكود وانشقاقا في حزبه. حسب استطلاع أخير لمنتسبي الليكود، التوقع اليوم ليس مغايرا.
اختبار الحقيقة، أو ورقة 'الليتموس' (الاختبار المخبري) - هو التجميد. ولو 'فقط' في المستوطنات 'المنعزلة' (ليس اقل من 100)، سيفهم الجميع بان هذا خنق، ولم يولد بعد البكاء الذي يمكنه ان يعطي ذلك تفسيرا آخر. نتنياهو سيستقبل كعضو عادي في خيمة بيريس، باراك وكذا تسيبي ليفني ـ والهزة الارضية السياسية ستحطم سلم ريختر.
وفكرة اخرى قبل السفر. المفاوضات كفيل بأن يفشلها حتى النهاية ليس الاستيطان، بل الربط بين الدولة الفلسطينية وطرد اليهود. مقبولة الفكرة في أن الدولة الفلسطينية تنطوي بالضرورة على 'تطهير' الارض من اليهود، ومعها الافتراض المثير للجنون، بان التطهير العرقي هذا يجب أن يتم على ايدي شرطة يهود. لو فصل وجود المستوطنات عن مسألة الدولة الفلسطينية، لما كان تجميد البناء في المستوطنات ذا صلة. يوجد منطق في الادعاء العربي فقط على اساس الافتراض بان اسرائيل ايضا توافق على ان الشرط للسلام هو طرد كل تواجد يهودي. وذلك لانه اذا كانت هذه هي القاعدة فان كل بيت يهودي آخر حقا هو عائق ودليل على انعدام النية الطيبة.
توجد قرى عربية بين 'كتلة ارئيل' والخط الاخضر. فهل يحلم احد باقتلاعها؟ واضح للجميع بان كل 'حل' يتعين عليه ان يأخذ بالحسبان وجودها. وعلى أي حال مزيد من البناء في داخلها عديم المعنى السياسي.
اذا أعلن نتنياهو بان مكانة المستوطنات اليهودية لا تختلف، والدولة الفلسطينية يتعين عليها أن تتدبر أمرها مع اليهود مثلما تتدبر اسرائيل أمرها مع عربها ـ في ذات اللحظة سيكف البناء اليهودي عن أن يكون 'مادة' سياسية ـ اخبارية. كما أن نتنياهو ملزم بان يسأل محادثيه: حسب الاتفاق في ايرلندا هل طرد بروتستانت او كاثوليك؟ من الالزاس - اللورين، هل طرد ألمان او فرنسيون؟ وفي كوسوفو ـ هل سمح الناتو للصرب بطرد المسلمين؟
امريكا واوروبا لن تبعثا بجيوشهما لاقتلاع اليهود من المستوطنات بالقوة، بل اسرائيل هي التي تعهدت بالقيام بمثل هذا الانتحار بحق ذاتها. لو كان نتنياهو يبدأ على هذا النحو، والعرب كانوا يصرون على 'تطهير' الارض من اليهود ـ هذه وليست التجميد ستصبح المسألة الكبرى والعنيدة، وهنا ـ كل الاوراق في ايدينا. ولكن لانه يوجد طلب عربي كهذا، فان رائحة العنصرية النازية تنم عنه. لماذا تتخلى اسرائيل، بسخافتها مسبقا عن هذه الورقة؟
- صحيفة 'واشنطن بوست'
توقعات بتلاشي الاتحاد الأوروبي
يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون الأميركية تشارلز كوبتشان، في مقال نشرته صحيفة 'واشنطن بوست'، أن الاتحاد الأوروبي آخذ بالتلاشي بشكل تدريجي، مضيفا 'إننا قد ننظر يوما حولنا عبر الأطلسي لندرك أن مشروع الدمج الأوروبي الذي آمنا به على مدار نصف القرن الماضي قد اختفى'.
ويوضح كوبتشان، وهو باحث مقيم في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية ومؤلف كتاب 'كيف يصبح الأعداء أصدقاء' بالقول إن الاتحاد الأوروبي لن يشهد موتا مفاجئا، ولكنه يتآكل بشكل بطيء عبر ازدياد ظاهرة القومية وعوامل أخرى أبرزها اقتصادية والتي قد تودي بالاتحاد رويدا رويدا حتى تقضي عليه.
ويمضي الكاتب بالقول إن الأزمة المالية عصفت بالعديد من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، في ظل ارتفاع مديونياتها المحلية وعدم وضوح الرؤية إزاء ما أسماه اعتلال صحة البنوك المركزية للقارة، مما ينذر بمزيد من المشاكل والأزمات المستقبلية.
وقال كوبتشان إن الأزمة المالية وتداعياتها على دول الاتحاد الأوروبي قد تهون وتبدو عاملا ضعيفا أمام ما وصفه بالعلة أو الطامة الكبرى المتمثلة في ما تشهده دول الاتحاد من ميل إلى العنصرية والقومية والأممية الضيقة.
وأضاف الكاتب في مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن عواصم الدول الأوروبية من لندن إلى برلين إلى وارسو كلها تشهد ما وصفها بحالة من الانكفاء على الذات على المستوى السياسي، وأن البعض بدأ يشتاق إلى الماضي أو السيادة التي كان يتمتع بها على المستوى القُطري قبل أن يضحي بها من أجل فكرة الاتحاد أو ما أسماه المثل الأعلى الجماعي.
وبالنسبة للكثير من الأوروبيين، فإنهم لم يعودوا يقلقون كثيرا إزاء الصالح العام للاتحاد، بل صاروا يتساءلون عما يمكن للاتحاد أن يقدمه لهم؟ وبعضهم بدأ يتساءل في ما إذا كانت فكرة الاتحاد تستحق كل هذا العناء؟
وقال الكاتب إنه إذا استمر الأوروبيون في نهجهم السياسي والاقتصادي على هذا المنوال، فإنهم سرعان ما يخسرون اتحادهم ويتسببون في تلاشي ما وصفه بأكبر وأهم إنجازات أوروبا بالقرن العشرين أو الإنجازات المتمثلة في أوروبا متحدة متصالحة مع الذات وتسعى لأن تصبح قوة مشتركة عظمى.
وبينما أشار كوبتشان إلى أمثلة متعددة بشأن ما وصفه الانكفاء السياسي على الذات الذي بات يشكل ظاهرة عند معظم دول الاتحاد، أوضح أن الناخبين الهولنديين والفرنسيين سبق لهم عام 2005 أن صوتوا ضد اتفاقية الدستور الأوروبي، وأن انتخابات مايو/ أيار 2010 بالمملكة المتحدة جاءت بائتلاف يسيطر عليه حزب المحافظين أو من وصفهم بكونهم معروفين بخوفهم من فكرة الاتحاد الأوروبي برمته.
وفي حين أشار الكاتب إلى ما وصفه بشعور إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالإحباط إزاء الفاعلية السياسية الأوروبية الآخذة بالتضاؤل على المستوى الدولي وبالتقوقع والانكماش على الذات، أضاف أن أوروبا لم تعد مهتمة بالتنافس العسكري على المستوى الدولي وأن السياسات الأوروبية ماضية لأن تصبح أقل أوروبية وأكثر محلية وضيقة للدرجة التي باتت تهدد الاتحاد الأوروبي في أن يصبح اتحادا بالاسم فقط.
وخلص كوبتشان بالقول إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى جيل جديد من القادة يأخذون بيده للحياة، خشية أن يمضي فيموت بشكل بطيء، وإن أولئك القادة غير موجودين على الساحة في الوقت الراهن.
- صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور'
خارطة طريق لمستقبل العراق
قال السفير الأميركي الجديد في العراق جيمس جيفري، في أولى ملاحظاته العلنية منذ وصوله إلى بغداد، إنه رغم التقدم الحاصل ما زال العراق يواجه مشاكل هائلة مع المخاطر المستمرة للمصالح الإستراتيجية الأميركية في وقت يصارع فيه البلد لتشكيل حكومة جديدة.
وقال السفير جيفري إن الأمن الذي تحسن بدرجة كبيرة قد مكن من تحقيق هدف الولايات المتحدة بسحب 50 ألف جندي هذا الشهر من مجموع 160 ألفا في ذروة التمرد.
إن سحب القوات يشكل أبرز بوادر اتفاق إطار إستراتيجي واسع النطاق تم إبرامه بعناء بين الولايات المتحدة والعراق ويهدف لأن يكون خارطة طريق لمستقبل علاقة أميركا بدولة عراقية ذات سيادة.
ويعتمد تنفيذ هذا الاتفاق على نوع الحكومة العراقية التي ستأتي إلى السلطة، بالإضافة إلى التفاوض على بديل لوضع قانوني لاتفاق قوات يسمح للجنود الأميركيين بالبقاء على أرض العراق حتى نهاية 2011.
أن اتفاق الإطار الإستراتيجي يلزم البلدين بنطاق عريض من التعاون يغطي الاقتصاد والتعليم ومجموعة من المجالات الأخرى بالإضافة إلى الأمن.
وأضافت أنه خلافا لأجزاء أخرى في الشرق الأوسط حيث الاستقرار تؤمنه الأسر الحاكمة واحتكارات السلطة، فإن صراع السلطة بين الفصائل الرئيسية في البلد قد ترك العراق في حالة فوضى سياسية بدون ضمان بأن تكون أي حكومة منبثقة مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة في نهاية المطاف.
وعلق وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بأن هذا الأمر سيعتمد كلية على الحكومة القادمة وسياساتها مع الولايات المتحدة. وأضاف أنه إذا كانت الحكومة ودية مع الولايات المتحدة فإنها ستدرس الأمر لكنها إذا لم تكن كذلك وكانت تقع تحت نفوذ إقليمي فإنها قد لا تدرس الأمر.
ويعتبر كثير من المسؤولين العراقيين أن أي مجلس من هذا القبيل، القصد منه مراقبة الأمن الإستراتيجي والقرارات الاقتصادية، غير دستوري ويجب أن يتشكل بموجب قانون برلماني. ولم تؤيد أي كتلة سياسية علنا هذه الخطة.
ويشار إلى أنه مع انسحاب القوات الأميركية تخطط الولايات المتحدة لتوسيع وجودها المدني في المنطقة على قنصليتين في البصرة وأربيل والبعثتين الدبلوماسيتين في الموصل وكركوك.
ومن المتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة والحكومة العراقية الجديدة في حال تشكلها التفاوض بشأن اتفاق أمني جديد يبقى على قوات لما بعد 2011 للمساعدة في حماية الحدود البرية والمجال الجوي للعراق.