صحافة دولية » أخبار ومقالات من صحف ومجلات ومواقع أجنبية

- وكالة 'نوفوستي'
روسيا وإسرائيل توقعان اتفاقية للتعاون في المجال العسكري

صرح مصدر في وزارة الدفاع الروسية بأن روسيا وإسرائيل ستوقعان يوم الاثنين القادم اتفاقية للتعاون العسكري.
وذكر المصدر اليوم أن الاتفاقية ستوقع من قبل وزيري الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف والإسرائيلي ايهود باراك خلال زيارة الأخير الى روسيا الأسبوع القادم. وأضاف أن الاتفاقية ستوفر أساسا قانونياً لتطوير التعاون بين وزارتي الدفاع الروسية والإسرائيلية في العديد من المجالات.
ومن المقرر أن يزور باراك روسيا يومي 6 و7 أيلول/سبتمبر الحالي.

 
- صحيفة 'يونغا فيلت' الألمانية
عباس ألعوبة
مفاوضات السلام الثلاثية 'ولدت ميتة'

قالت صحيفة 'يونغا فيلت' الألمانية إن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل 'ولدت ميتة' واصفة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه 'ألعوبة' بيد واشنطن ورئيس 'منتهي الصلاحية'.
وقال المحرر السياسي في الصحيفة راينر روب إنه حتى من قبل حدوث هجوم سبتمبر/ أيلول في الخليل بالضفة الغربية، الذي أودى بحياة أربعة مستوطنين إسرائيليين قتلوا في سيارة كانت تقلهم إلى مستوطنة بالأراضي الفلسطينية المغتصبة، وصف كثير من المراقبين ما يسمى مفاوضات السلام الثلاثية الدائرة حاليا في واشنطن بأنها 'ولدت ميتة'.
وأوضح روب أن أحد أسباب هذا الوصف 'يعود إلى أوضاع القادة المشاركين في هذه المفاوضات، فالجانب الإسرائيلي الذي يقوده رئيس الوزراء اليميني المتصلب بنيامين نتنياهو، يواجه فريقا فلسطينيا يترأسه ألعوبة اشترته واشنطن هو محمود عباس'.  
وأضاف أن 'الرئيس الأميركي باراك أوباما الراعي الرسمي لهذه المفاوضات، كان يفترض أن يكون وسيطا محايدا ونزيها، غير أنه تحول إلى أداة صغيرة في حقيبة الصهاينة بعد أن كرر ركوعه أمام اللوبي الداعم لهؤلاء في واشنطن وإسرائيل'.  
 
وذكر روب أن 'أكثر ما يثير الدهشة هو أن عباس الذي يقدم نفسه في هذه المفاوضات كممثل شرعي للفلسطينيين، هو في الحقيقة فاقد الصلاحية القانونية بعد أن انتهت فترة رئاسته في يناير/ كانون الثاني 2009، وهذا ما صمتت عنه وسائل الإعلام الكبيرة صمت القبور'.  
وأضاف روب أنه 'بتوجيهات من واشنطن تم نسيان مسألة انتخاب رئيس فلسطيني جديد، وكل المشاركين الآن في مفاوضات العاصمة الأميركية يدركون جيدا أن عباس الموصوف بالخيانة والمكروه من أغلبية الفلسطينيين، لن تكون له أو لحركته الفاسدة فتح (حركة التحرير الوطني) أدنى فرصة للنجاح في أي انتخابات تجري بشكل ديمقراطي'.  
وتساءل روب 'كيف لعباس أن يوافق بلا تفويض ديمقراطي، على قرارات تاريخية سيكون لها تداعيات ثقيلة الأثر على قضية فلسطين'.
وأشار روب إلى أن شمس عباس ستغرب فورا إذا تجاوز حدوده وقبل باتفاق مع نتنياهو في ظل مواصلة إسرائيل اغتصاب أراضي الفلسطينيين، وتوسعها بإقامة المستوطنات غير الشرعية بالضفة، ومحاولاتها ضم القدس الشرقية.
ولفت روب إلى أن 'شعور نتنياهو القوي بانحياز أوباما إلى صفه وعدم قدرته على معارضته، شجعه على الإعلان بملء فمه قبل بدء مفاوضات واشنطن بأنه لن يقدم أي تنازلات أو يمدد قرار وقف الاستيطان الذي سينتهي الخريف القادم'.  


- مجلة 'فورين أفيرز'

البنتاغون يواجه حربا إلكترونية

أشار مدير تحرير صحيفة 'سمول وورز' الكاتب روبرت هاديك إلى ما نشره نائب وزير الدفاع الأميركي وليام لين في مجلة 'فورين أفيرز' وكشف فيه النقاب عن عملية 'باكشت يانغي' الخاصة بجهود وزارة الدفاع لمكافحة ما وصفه لين بأنه أخطر اختراق لحواسيب القوات العسكرية على الإطلاق.
وأوضح هاديك أن الاختراق تمثل في قيام مخابرات أجنبية لم يحددها لين بإدخال رمز أو معلومات خبيثة إلى حاسوب عسكري أميركي محمول في الشرق الأوسط، مما أدى إلى انتشار العدوى عبر شبكات وزارة الدفاع الإلكترونية سواء منها السرية أو غير السرية، حيث صممت تلك العدوى بهدف انتزاع معلومات من تلك الشبكات وإعادتها إلى جهاز مخابرات الدولة الأجنبية.
كما تساءل هاديك بشأن ما إذا كان يجب على وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) عزل نفسها عن استخدام شبكة الحواسيب الإلكترونية الخاصة بها لمنع تعرضها لهجمات مستقبلية أم لا.
ووصف لين رد البنتاغون على تلك الحادثة بكونها 'نقطة تحول في إستراتيجية أميركا الخاصة بحرب الحواسيب الإلكترونية' وأنه أدى إلى تسريع إدخال إصلاحات على نطاق واسع.
ويقول لين إن هناك أكثر من مائة من المنظمات التابعة لمخابرات أجنبية تحاول اقتحام الشبكات الإلكترونية المعلوماتية الأميركية، وإن هناك عددا من مقتحمي أنظمة الحاسوب (الهاكرز) مصممون على اقتحام أنظمة الحاسوب إذا ما لاحت أمامهم ثغرة لاستغلالها, وإنه يمكن لهم أن يسرقوا الخطط العسكرية الأميركية وتعمية أو شل أنظمتها الاستخبارية أو تشتيت وتشويش عملياتها العسكرية.
وأما فيما يتعلق بميدان الحرب الإلكترونية الحالية فالمخالفات كثيرة في ظل تخلف المدافعين الأميركيين الإلكترونيين عن الركب باستمرار.
ويصيف لين أنه 'لا يمكن للولايات المتحدة التمترس خلف جدران نيران خط ماجينو'، في إشارة إلى الخط الذي أقامته فرنسا بعد توقف الحرب العالمية الأولى بهدف وقف زحف الألمان، وإلا فهي تخاطر بأن تتخلف في السباق وراء العدو, وفي هذه الحالة فإن خطر الانتقام التأديبي غير ممكن حيث إن المهاجمين أو مقتحمي أنظمة الحاسوب يخفون هوياتهم ويشوشون أو يخفون أصول هجماتهم.
وأما هاديك فيقول إنه تم تنظيم رد فعل الحكومة الأميركية الأول, موضحا أنه تم وضع العمليات العسكرية الإلكترونية تحت قيادة حرب إلكترونية وبالترتيب مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا), وأن البنتاغون وسع من خبرته في الحرب الإلكترونية إلى شبكاته خارج نطاق المتعاقدين وإلى بنية تحتية مدنية قوية يحتاجها في عملياته، وأنه يقوم كذلك بتشكيل تحالفات في مجال الدفاع الإلكتروني مع وزارة الأمن القومي وحلفاء أجانب منتقين.
وتحث وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة الجهات العلمية على إعادة التفكير في تصميم هندسة الشبكة الإلكترونية للبنتاغون بحيث تتمكن القوات المسلحة الأميركية من إعادة تصميم أو ملائمة المعدات و التجهيزات العسكرية وأنظمة التشغيل ولغات الحاسوب مع وضع الأمن الإلكتروني في الحسبان.
وبكلمات أخرى فإن على البنتاغون وبنيته الداعمة التخلي عن ميدان المواجهة الإلكترونية الحالي الذي يحبذه خصومه كثيرا, فبدلا من استخدام القواعد المعدنية التجارية للحواسيب (الهاردوير) والسوفتوير وبروتوكولات الإنترنت القياسية, فإن على البنتاغون تصميم وتركيب أنظمة معدلة (من أجل تطبيقاتها السرية والعملياتية على الأقل) بحيث يكون مختلفا عن قصد مع بقية أنظمة الإنترنت.
ويوجد للحكومة الأميركية سجل كبير في مجال تنفيذ مشاريع الحاسوب العملاقة بكفاءة وسيكون الجهد المبذول بخصوص أجهزة حواسيب البنتاغون هو الأكبر حجما وكلفة والأكثر تعقيدا حتى حينه، ومن هنا يمكن فهم رغبة لين وزملائه في تجريب مقاربتهم الدفاعية النشطة الأقل كلفة، ولكن مثل هذا القرار يسمح بتحقيق مكاسب لأعداء وخصوم أنظمة حاسوب البنتاغون.

ويختتم هارديك بالقول إن الدفاع النشط وعزل البنتاغون عن بقية الحواسيب الفضائية ليست مساعي تبادلية, ففي الوقت الذي تقوم فيه وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة بعزل البنتاغون عن بقية العالم, فإن المولعين بأنظمة حاسوب البنتاغون والمناضلين دفاعا عنها لن يغمض لهم جفن في دفاعهم عن ما وصفها بالقلعة.  


- صحيفة 'هآرتس'  
 
ينتظر فيه العالم بتوق شديد اقامة فلسطين

المستوطنات في الضفة الغربية عادت هذا الاسبوع وبقوة الى رأس جدول الاعمال العام، الامني والسياسي. بدأ هذا بمقاطعة الممثلين اليساريين للقصر الثقافي الجديد في ارئيل، والتي اعادت الخط الاخضر الى الجدال السياسي؛ وتواصلت في عمليات اطلاق النار الموجهة ضد المستوطنين واعادت الارهاب الى الوعي الاسرائيلي؛ وبلغت حتى قمة واشنطن التي انعقدت في ظل تاريخ نفاد تجميد البناء، في عيد العرش، واطلقت المحادثات المباشرة التي يفترض أن تحسم مصير الاستيطان الاسرائيلي في المناطق.
بنيامين نتنياهو سافر الى واشنطن في توقع لتخفيف حدة الانشغال العملي بالمستوطنات وابراز رسائل السلام، المصالحة والحل الوسط بدلا منها. وقد أمل في أن يجري النقاش في تجميد البناء، والذي يعرضه الفلسطينيون كشرط للمحادثات، في الغرف المغلقة وليس في المناكفات امام الكاميرات. وقد سعى الى الحفاظ على التراص الداخلي والامتناع عن الخلاف العلني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. خلاف كهذا، كان سيعرض قمة واشنطن كفشل ويحرج المضيف، الرئيس باراك اوباما.
مقاطعة الممثلين خدمت نتنياهو، الذي ندد بها في بداية جلسة الحكومة يوم الاحد وهدد بسحب الميزانيات من المسارح التي ترفض العرض في ارئيل. رئيس الوزراء اراد الدخول في نزاع مع اليسار كي يثبت مكانه في الوسط والا يبدو فقط كعدو للمستوطنين، جمد البناء والان يسافر الى 'حسين' اوباما كي ينبطح امامه ويتنازل عن بلاد اسرائيل الكاملة. في قراره شجب المقاطعة وابرازها اعلاميا، سعى نتنياهو الى أن يري بانه ليس متنازلا لا يكل ولا يمل، نوعا من يوسي بيلين الجديد، بل مفاوضاً عنيداً سيصر على الحفاظ على 'الكتل الاستيطانية' كجزء لا يتجزأ من اسرائيل.
نتنياهو اقلع يوم الثلاثاء صباحا، وفي حديث مع المراسلين في الطائرة حاول الاقناع بانه جدي ويمكنه أن يحقق اتفاقا مع الفلسطينيين. وانه جاء الى واشنطن لعقد الصفقات مع عباس وليس لمسابقة جدال ضده، وانه يجدر ترك المستوطنات والبؤر الاستيطانية الان والبحث في مصيرها كجزء من التسوية الدائمة وليس كشرط للمفاوضات.
وعندها، وبينما كان لا يزال في الطائرة، وقعت العملية في كريات أربع والتي قتل فيها اربعة اسرائيليين ـ فتغير جدول الاعمال فورا. فقد تبين مرة اخرى ان عملية ارهابية مركزة ومتزامنة يمكنها أن تشوش الخطط الجميلة للزعماء وان تحطم مبادرات دبلوماسية متزامنة بعدة طلقات من بندقية.
العملية وضعت حدا لفترة الهدوء، التي تمتعت بها اسرائيل منذ انتهاء حملة 'رصاص مصبوب' في غزة، وبينت ان الارهاب الفلسطيني لم ينتهِ ولم يباد، بل فقط خرج في مهلة، وان حماس يمكنها أن تخرق السور الواقي للجيش الاسرائيلي، المخابرات واجهزة امن السلطة الفلسطينية في الضفة. اوباما، الذي حتى الان تمتع بدبلوماسية عديمة العنف، علق في ذات الضائقة التي اثقلت على مسيرات السلام في عهود اسلافه. وبدا واضحا حرجه في الشجب السريع للعملية، والذي تحدد لساعة بث نشرات الاخبار في اسرائيل.
التحدي الذي يقف امامه اكثر تعقيبا من التحدي الذي وقف امامه بيل كلينتون وجورج بوش اللذان كانا حبيبَي الاسرائيليين. الجمهور الاسرائيلي يرى في اوباما رئيسا يتزلف للعرب. ويتعين عليه الان أن يقنع بان امريكا بقيادته يمكنها أن تزود اسرائيل بالأمن والا تتركها لمصيرها امام الارهابيين من حماس.
الارهاب ضرب مرة اخرى مساء يوم الاربعاء، في مفترق ريمونيم. العملية المزدوجة ذكرت بسفريات ارئيل شارون الى خارج البلاد في عهد الانتفاضة الثانية، والتي تعرقلت غير مرة وقطعت بسبب كثرة العمليات في الداخل. نتنياهو علق في مشكلة. في خطابه في البيت الابيض، قبل وليمة الافطار التي عقدها اوباما على شرف ضيوفه من الشرق الاوسط، اعلن نتنياهو: 'لن اسمح للارهابيين بسد طريقنا للسلام'.
يا لها من مفارقة تاريخية: نتنياهو تحدث مثل اسحق رابين الذي اراد ان يواصل المسيرة السلمية وكأنه لا يوجد ارهاب وان يقاتل الارهاب وكأنه لا توجد مسيرة سلمية. يمكن فقط أن نتخيل كيف كان نتنياهو، كرئيس للمعارضة، يمزق إربا كل رئيس وزراء آخر كان سيعلن من البيت الابيض عن نيته مواصلة المحادثات السياسية رغم العمليات.
نتنياهو حاول استغلال العمليتين لاقناع محادثيه في واشنطن بان يدعوا الان جانبا تجميد الاستيطان وانه يوجد مبرر للترتيبات الامنية المتشددة التي يطلب فرضها على الدولة الفلسطينية في المستقبل. ولكن المشكلة الصعبة الفورية لنتنياهو توجد في الميدان وليس في أروقة الدبلوماسية. قيادة المستوطنين استخدمت العمليتين كمبرر 'لاستئناف البناء' في اعمال رمزية سارع نتنياهو الى شجبها وكان هناك مستوطنون ردوا بعمليات 'شارة ثمن' مثل احراق حقل فلسطيني.
العمليتان في الضفة تبشران باستراتيجية جديدة للفلسطينيين: صراع مركز ضد المستوطنين، بدل الهجوم على الجبهة الداخلية الاسرائيلية مثلما في جولات العنف السابقة. اذا ما واظبوا على ذلك فسيضعون اسرائيل في مشكلة. 'العالم' سيرفض دعم خطوات رد اسرائيلية توجه ضد حماس في غزة ـ مثل استئناف التصفيات من الجو وتشديد الحصار الاقتصادي ـ بدعوى انها تستهدف تخليد المستوطنات الكريهة. اما نتنياهو فسيحصل على اسناد لحربه ضد الارهاب، فقط اذا ما لان في المفاوضات السياسية. وبالتدريج سينشأ في اسرائيل ايضا جدال داخلي حول مبرر وجود المستوطنات، مثلما في الايام التي سبقت الخروج من غزة. هذا بالضبط هو الوضع الذي درج شارون على تسميته بـ 'الحشر'، مسار العجول في طريقها الى الذبح.
مصير المستوطنات يقف في قلب المسيرة السياسية التي يدفعها نتنياهو الى الامام. كل المسائل الاخرى، مع كل اهميتها الرمزية، ثانوية: فالمفاوضات ترمي الى ترسيم الحدود بين اسرائيل والفلسطينيين، والحدود تتأثر قبل كل شيء بانتشار المستوطنات في الضفة. نتنياهو يفهم ذلك ويتمزق بين المطالب اللازمة بين كل تسوية ممكنة وبين التخوف من أن اخلاء مئة الف مستوطن خلف جدار الفصل اكبر من قدرة الدولة.
لنتنياهو يوجد حل. فهو يقترح على اوباما ان يكون بوسع المستوطنين البقاء في الدولة الفلسطينية. وحسب نهجه، فان نماذج الماضي ـ الاخلاء التام للمستوطنات وتدميرها ـ لم تجلب الامن والحقت ظلما وألما بالمستوطنين. يجب التفكير باختراع آخر. جواب اوباما ليس معروفا ولكن من الصعب الافتراض بانه تحمس للفكرة وانه سيحاول الان تسويقها للفلسطينيين.
قبل أن يسافر الى واشنطن، وقف نتنياهو امام اعضاء الليكود وقال لهم انه يأمل ان يكون عباس 'شريكا شجاعا مثلما كان السادات شريكا لبيغن'. هذا قول بعيد الاثر. أنور السادات كان بالفعل سياسيا عظيما، ولكن زيارته التي شقت الطريق الى القدس لم تأت لاحتساء القهوة مع مناحيم بيغن. مقابل شجاعته حصل السادات من بيغن على كل سيناء، حتى آخر ذرة رمال. هل هذا ما يقصده نتنياهو؟ ولعله يقصد الصفقة الجانبية التي انطوى عليها السلام مع مصر ـ وسمح لبيغن ببناء عشرات المستوطنات في الضفة وقصف المفاعل العراقي، في الوقت الذي انتظر فيه المصريون بصبر استعادة اراضيهم؟ وفي التطابق مع الوضع الحالي، يمكن لهذا ان يظهر كانسحاب من ظهر الجبل في الضفة، مقابل ميناء مكثف في الكتل الاستيطانية ومهاجمة ايران، في الوقت الذي ينتظر فيه العالم بتوق شديد اقامة فلسطين.
 

- موقع 'ميدل إيست أون لاين'
سوف يذكر العديد من الناس حماقة جورج بوش لردح طويل قادم من الزمن/ أميتاب بال  

وراء في شهر آذار (مارس) الماضي، أطرى بعض المعلقين على الانتخابات البرلمانية في العراق، وكيف أنها جسدت على نحو أكيد فكرة إدارة بوش حول 'بناء الدولة' كمشروع، فادعى تونكو فارادارجان من صحيفة وول ستريت (وأشعر بالحرج لدى الاعتراف بأنه كان رفيق مدرستي)، زعم على الموقع الإلكتروني للديلي بيست بأن 'ما أنجزه العراق في غضون خمسة أعوام كان أعجوبة سياسية، وبأن أولئك الذين ينكرون ذلك غير شرفاء أبداً على الإطلاق'. كما قال خبير الشرق الأوسط المقيم في صحيفة 'نيويورك تايمز' ثوماس فريدمان: 'إن إعلان الرئيس السابق جورج دبليو بوش الفطري الذي جاء من صميم القلب عن أن هذه المنطقة تتلهف للديمقراطية وتحتاج إليها، كان صائباً على الدوام'.
أحقاً يا تونكو، ويا توم؟ لقد أصبح ذلك البلد، بعد خمسة أشهر من هذه الكلمات، في حالة شلل سياسي مع جولة أخرى من المباحثات الفاشلة التي لم تفرز أي حكومة. وتقول صحيفة الفايننشال تايمز في ذلك: 'إن الأزمة السياسية لم تظهر أي أمارة على التحسن فيما تمضي الولايات المتحدة قدماً نحو هدفها بخفض أعداد قواتها في الدولة الهشة إلى 50.000 جندي، وفي إنهاء مهماتها القتالية مع حلول نهاية آب (أغسطس).
وعلى الجبهات الأخرى تبدو الأوضاع مخيبة للآمال أيضاً. فقد قتل العشرات في موجة هجمات في عدة مدن في عموم البلاد يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي. وذكرت صحيفة 'فايننشال تايمز' أنه 'ساد طوال أسابيع إحساس بحتمية وقوع هجمات، فيما حذر مسؤولون عسكريون أميركيون من أن المتمردين سيسعون لإظهار سطوتهم خلال شهر رمضان'. وأضافت الصحيفة تقول: 'لكن تلك النبوءات بدت وأنها لا تفعل سوى القليل لتهيئة القوات الأمنية العراقية لمواجهة اتساع الضربات، والتي جاءت في أعقاب ما أصبح حملة تفجيرات يومية وضربات كر وفر، واغتيالات ضد القوات الأمنية والمسؤولين في بغداد وغيرها'.
وقد بدا حجم الإصابات والخسائر الأخيرة مقلقاً. وأوردت صحيفة 'ذا هندو' الهندية أن إجمالي عدد القتلى في آب (أغسطس) بلغ حتى الآن 532 عراقياً بسبب العنف، وأنه تجاوز العدد الإجمالي الرهيب الذي بلغ 500 قتيل في تموز (يوليو). وهذا كثير بالنسبة لما قيل عن نجاح زيادة عديد القوات الأميركية في العراق.
ثم هناك قسوة الحياة اليومية التي لا تبدو أنها تحسنت كثيراً في غضون سبعة أعوام من الجهود المضنية لقوات الاحتلال الأميركية.
من جهتها، تقول مجلة الإيكونومست: 'إن العديد من المواطنين ما يزالون لا يستطيعون الحصول على الخدمات الأساسية في العراق. وعلى الرغم من أن دافعي الضرائب الأميركيين أنفقوا اكثر من 700 بليون دولار، فإن مياه الشرب نادرة فيما تعد الرعاية الصحية شأنها شأن التعليم غير مناسبة، ولا تتوفر الكهرباء الا لبضع ساعات في اليوم، كما ان البنزين غالبا ما ينفد. ويقول العديدون ان الحياة أصبحت الآن أصعب من أي وقت مضى'.
لقد كان كل ذلك أساساً لشيء: من الطبيعي أن يستخدم البعض الأوضاع الآخذة في الازدياد سوءا للقول بوجوب مغادرة القوات الأميركية، لكن البروفسور خوان كول الذي يعد أحد أهم المراقبين المرموقين في المنطقة، يقول إن هذا الطرح يعكس تشبثاً بالرأي الخاطئ. ويشدد على القول بأن ميل إدارة أوباما للاصطفاف، إلى جانب البعض في اللعبة السياسية في العراق يسهم في الحقيقة في حالة عدم الاستقرار. وإلى ذلك، لم تكن القوات الأميركية قادرة على الحيلولة دون اندلاع أسوأ حالات العنف قبل بضع سنوات.
وقال كول في تعليق بعث به إلى محطة تلفزة أميركية: 'إن على واشنطن التوقف عن إقحام المفضلين لديها في الحكومة، والتوقف عن ممارسة تفضيل بعض المجموعات الإثنية على بعض، كما ان عليها إظهار بعض التفهم لضرورة وجود علاقات جيدة بين العراق وإيران (اللذين أصبحا شريكين تجاريين رئيسيين). وأضاف كول: 'وعندما يتعلق الأمر بالتوازن العسكري والسياسي، فقد ألحقت الولايات المتحدة ما يكفي من الضرر، ونستطيع مساعدة العراقيين على أحسن ما يكون من خلال السماح لهم بان يعودوا ليصبحوا بلدا مستقلا'.
بالإضافة إلى ذلك، لا تغادر الولايات المتحدة هذا البلد في الحقيقة. وكما يشير كريس تيونيسنغ، محرر تقرير الشرق الأوسط، فإن ثمة 50.000 جندي سيتخلفون في العراق في مهمة استشارية.
ويقول تيونسينغ: 'إن الحقائق الأساسية لحرب العراق تبقى نفس الشيء: فالعراق غني بالنفط ويقع من ناحية استراتيجية في قمة الخليج. والنخب الحاكمة متشظية وضعيفة'. ويضيف: 'إن تواجد قواتنا المستمر هو بمثابة وثيقة تأمين للساسة العراقيين الذين يلقون الرعاية من جانب الولايات المتحدة، والذين بغير ذلك يخشون الإطاحة بهم بواسطة العنف، كما أن البيت الأبيض يخشى من جهته أن تستولي على العراق عناصر غير ودية'.
سوف يذكر العديد من الناس حماقة جورج بوش لردح طويل قادم من الزمن.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد