صحافة دولية » - - أخبار ومقالات من صحف ومجلات ومواقع أجنبية

- صحيفة 'هآرتس'  
المشكلة تكمن في عدم وجود موافقة عربية على حقيقة وجود دولة اسرائيل / شلومو تسزنا وعاموس ريغف  

 ما زال لا يوجد لنا شريك. وما زال أبو مازن لم يبرهن على أنه شريك في السلام. واذا كان شريكا في شيء ما فانه شريك في هذه الاثناء في نظرية المراحل للقضاء على اسرائيل، عن مدرسة ياسر عرفات.
هذا رأي موشيه (بوغي) يعلون، نائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الاستراتيجية. بعد اسبوعين من التصريحات والمراسم في البيت الأبيض، وبعد 'تشغيل المسيرة' والحديث عن اتفاق دائم ما يزال بوغي لا يعترف بوجود من يصنع السلام معه.
'عندما أسمع كلاما من أعضاء حزب العمل المشارك في الائتلاف على أنه: يحتاج الى اجراء سياسي جريء، أعتقد ان هذا كلام بلا مسؤولية'، يقول، 'هذا كلام يزيل المسؤولية عن الفلسطينيين. يجب أن يفهم الناس أنه منذ بدأ الصراع بين اليهود والعرب، لم ينتقل الفلسطينيون حتى ملمتراً واحداً عن موقفهم بل نحن الذين انتقلنا واقتربنا منهم'.
يجلس بوغي يعلون في مكتب جديد حسن، بالطبقة الثامنة من مبنى رئيس الحكومة. ومع هواء نقي في الشرفة ومنظر القدس العام، ينظر في واقع الشرق الاوسط وواقع العالم المعقدين ويقول: 'الانتباه. هذا هو اسم اللعبة'.
تبرز على الحائط في مكتبه خريطة 'الجبهة في يوم الهدنة': اسرائيل في يوم إعادة انتشار القوات في تاريخ 11/6/1948. وتلك من وجهة نظره خلاصة وجودنا كلها فحرب الاستقلال ما زالت لم تنقض. 'ليس لنا اليوم أيضا شريك في السلام ولا حتى بعد أن وافقنا على مبدأ تقسيم البلاد'.
السلام؟ من المحقق أن الجميع يريدون السلام. رئيس الحكومة ورفاقه الوزراء وهو نفسه. 'لا أعرف شخصا ما حولي لا يشتاق الى السلام'، يقول، 'لكن أحد الاشياء التي تعلمتها في السنين السبع عشرة منذ اتفاقات اوسلو هو أنه ليس من الصحيح متابعة الأهواء لأن الآمال تتحطم لكونها أوهاما. طريق هذه الحكومة هي الانتباه من الأوهام. كيف يمكن التوصل الى سلام اذا كان لا يعترف من يفترض أن يكون شريكك بحقك في أن توجد كدولة قومية للشعب اليهودي؟ وليس مستعدا ليقول إن كل اتفاق دائم سيكون انهاء للصراع ونهاية للمطالب؟'.
' ألم يترك أبو مازن طريق نظرية المراحل؟
' لا بيقين. أسمعت أن أبا مازن مستعد ليقول إنه مستعد للاعتراف بأن دولة اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي؟ بل إنه ينكر صلتنا بأرض اسرائيل. قبل نحو نصف سنة، يقول يعلون، التقى أبو مازن في واشنطن زعماء يهوداً. اقتبس من كلام أبي مازن هناك وكأنه قال إنه يعترف بصلة الشعب اليهودي بأرض اسرائيل. قلت لنفسي: 'هذه مقولة تاريخية' وطلبت على الفور من ناس مكتبي الفحص عن الأقوال. بيد أنه قبل أن يستطيعوا التوجه الى محضر ذلك اللقاء، أنكر هذا الكلام في وسائل الاعلام العربية. وبيّن أنه يعترف بالوجود اليهودي في الشرق الاوسط وأن هذا مذكور حتى في القرآن. جد الفروق. ليست هذه لعبة لغوية فقط. يعتقد يعلون أن الحديث ليس عن انكار لمرة واحدة، بل عن طراز دائم عند الفلسطينيين. وهكذا كان الأمر أيضا مع ياسر عرفات. بهذا فقط يمكن أن نبين لماذا اختار العنف بدل التوقيع على اتفاق. وبهذا فقط يمكن أن نبين لماذا لم يقبل أبو مازن اقتراح ايهود اولمرت السخي. 'لم يكن أبو مازن مستعداً لأن يقول في أنابوليس بدولتين للشعبين. من لا يفهم هذا لا يفهم جوهر الصراع.' كتب المستشرق المشهور البروفسور برنارد لويس في هذا قبل أنابوليس. سأل: هل الصراع في مساحة دولة اسرائيل وحدودها أم في حقيقة وجودها؟ وكان جواب البروفسور لويس أن الحديث في الخلاصة عن عدم موافقة عربية على حقيقة وجود دولة اسرائيل. فهم لا يرون ان 'الاحتلال' بدأ في 1967 بل في 1948 بل قبل ذلك، منذ فجر الصهيونية. لهذا يجب أن يفهموا أن الحديث ليس عن صراع على أراض. يعتقدون في العالم أنه اذا نشأت فقط دولتان فسيحل كل شيء ونبلغ الراحة والاطمئنان. لكن الأمر ليس كذلك، وأبو مازن يقول إن اليهودية ديانة لكنها ليست قومية ولهذا لا يستحقون دولة.
' فلماذا تمضي الحكومة الى مسيرة سياسية اذن؟
' يجيب يعلون ببساطة وصدق بلا تهرب: فرض الامريكيون إطار الحوار الحالي مع الفلسطينيين، وهو تفاوض يفترض أن ينشىء اتفاقا في غضون سنة. يوجد ضغط دولي، وتوجد ضرورات ائتلافية ويجب استنفاد جميع الخيارات. لم نبادر الى اطار 'في غضون سنة'. توجد عدة لاعبات في الملعب وعلى رأسها الولايات المتحدة.
يوجد اتفاق على أن المسيرة يجب أن تبنى من أسفل الى أعلى وألا توجد بعد قمم التقاط صور. يقتضيهم كون الأمر من أسفل تغييرا تربويا حادا. اذا ربي ولد في الثالثة على نهج المخربين المنتحرين، واذا ربي ولد في سن روضة الاطفال على أن دولة اسرائيل غير موجودة وأنها ولدت خطأ وأن الاحتلال واقع على الأولاد في حيفا أيضا فان الأمر لن يتقدم. أنا أتحدث عن خطط دراسية للسلطة الفلسطينية اليوم لا لحماس. اذا كان يوجد انكار شامل لصلتنا بهذه البلاد، فانها مسيرة طويلة لن تنتهي في سنة. أتستغرق خمس سنين أو عشرا او جيلا؟ هذه مسيرة تتعلق بالتنفيذ.

في السنة ونصف السنة التي مرت منذ ولاية الحكومة لم يكن سهلا على القدس أن تقنع واشنطن بقبول موقفها، لكن يعلون يزعم أنه سُجل تغيير كبير في إقناع البيت الأبيض وسياسة إدارة باراك اوباما.
بدأنا الولاية مع الادارة الامريكية مع فجوات عظيمة. ففي الشأن الاسرائيلي الفلسطيني كانت فجوات عميقة جدا. كان هناك قول 'يوجد حل'، وأن الحديث عن 'حل معروف' وأنه 'يمكن التوصل الى اتفاق في غضون سنتين'. حدثونا آنذاك في تجميد البناء المطلق. سياسة عدم بناء 'حتى لبنة واحدة'. صور هذا الفجوات العظيمة الموجودة بين كيف رأينا المسيرة التي تمت هنا في أثناء السنين الـ 71 الأخيرة وبين كيف رآها الامريكيون. الاطار هو نفس الاطار الذي عرضه رئيس الحكومة في خطبة بار ايلان. والنجاح الكبير من وجهة نظرنا أننا نجحنا في ردم الفجوات في هذا الشأن مع الولايات المتحدة.
في شأن تنسيق صد البرنامج الذري الايراني، الذي وكل اليه أيضا، يلحظ الوزير يعلون تحركا ايجابيا عند الدول المشاركة في الغرب. 'كان أحد الجدالات الجوهرية التي كانت لنا مع البيت الأبيض في سؤال أين المشكلة؟ أتى البيت الأبيض وقال إن كل شيء بسبب الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. حاربنا ورددنا الحرب بالحرب. قلنا لهم: يوجد مركز الثقل في ايران. يجب أن تواجه طهران بمعضلة أتريد الاستمرار في نشاطها التآمري في المنطقة وفي استعمال الارهاب وتقديم مشروع القنبلة الذرية؟ إن الموجة الاسلامية الجهادية بدأت من الثورة الايرانية، والقاعدة وحزب الله والاخوان المسلمون كل ذلك بدأ من ثورة الخميني. يجب أن نعالج الرأس قبل كل شيء لا الأذرع.
' كففتم في المدة الأخيرة عن التصريح بتصريحات عن الخطر الايراني. هل سلمت اسرائيل لايران الذرية؟
' لا على الاطلاق، لكن لا يجب أن نقفز في المقدمة. ليس الشأن الايراني تهديدا لاسرائيل فقط بل للمنطقة كلها واستقرار العالم. انهم يروننا الشيطان الأصغر والولايات المتحدة هي الشيطان الأكبر. اقتربت الادارة الامريكية في الاشهر الاخيرة جدا من تصورنا ولهذا يحسن أن ندع الولايات المتحدة تقود الاجراءات المشتركة.
ما زلنا غير راضين. اعتقدنا انه كان يجب البدء في موعد أسبق بالعقوبات وأن تشتمل على عزلة سياسية أيضا. العقوبات حتى الان مهمة لكنها لا تسبب الشلل.
' أتوجد لنا سياسة مستقلة أم أننا نضيق الفروق فقط مع الولايات المتحدة في هذا الموضوع؟
' نحن نحاول سلوك سياسة تقول 'ليت عمل الصديقين يعمله الآخرون'، لكن يجب علينا من جهة ثانية أن نكون مستعدين لأنني اذا لم أكن لنفسي فمن يكون لي.
' الى أي حد يجب قطع التعلق بالولايات المتحدة؟
' قطع التعلق لا يبحث فيه. مع كل الجدالات مع الادارة الامريكية، تقوم العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة على قيم ومصالح مشتركة. وتتمتع الولايات المتحدة واسرائيل ايضا بذلك.

لا يوجد سلام جاهز

لا يحب يعلون، اذا لم نشأ المبالغة، التوجه الذي يسود البلاد ودولا غربية كثيرة تطلب النصر الواضح والفوري على الارهاب. يزعم أن هذا التوجه يضعف من يناضلون حقا ولا يمكن من طول نفس حيوي في النضال الجوهري الذي يجري في وجه الاسلام المتطرف.
اعتاد الناس في الغرب واقعا تنتهي فيه الحروب بنصر واضح. كان ذلك ممكنا عندما حاربت الجيوش الجيوش. وعندما يكون الحديث عن حرب لعقيدة اسلام جهادي، تتبجح بهزيمة الحضارة الغربية والارهاب أحد أبرز أدواتها، لا يمكن الحديث عن نصر سريع.
يجب أن نفحص عن النصر في حرب كهذه بمفاهيم تاريخية لا يمكن الحكم عليها بولاية رئيس أو رئيس حكومة، بل النظر فيها باستراتيجية سنين. القاعدة الأكثر جذرية هي عدم الخضوع للإرهاب فاذا خضعت للإرهاب طاردك. هذا صحيح في أفغانستان وصحيح في العراق.

يرى الوزير المسؤول عن الشؤون الاستراتيجية العالم بألوان حادة: فثمة الأخيار الذين يشاركونه نهجه والذين هم أقل خيرا مما سيكونون شركاء. بعد نهاية سنة ونصف في العمل ومنصب الموبخ على الباب يلحظ في العالم الغربي صحوة واقتراباً من تصوره.
يسعدني أنني أرى صحوة هنا والآن في اوروبا والولايات المتحدة أيضا. اذا كانوا ذات مرة قد أرادوا النظر للارهاب وكأنه حادثة جنائية ونظروا الى الأسلمة وكأنها حادثة اجتماعية محلية فانهم ما عادوا يفعلون هذا اليوم.
 
' من المحقق أنني انتقادي في هذا الشأن كما هي الحال في شؤون أخرى. ليس سراً أنه يوجد بيننا وبين البيت الأبيض غير قليل من الفروق. يمكن أن نسميها فروقاً عقائدية وفروقاً استراتيجية. ورغم ذلك يمكن أن ننظر الى السنة ونصف السنة التي تولينا الحكم فيها على التوازي وأن نمتدح رئيس الحكومة لموقفه الصلب للضغوط وفي مواجهة محاولة الارغام، واستعداده للحوار المفتوح في مقابلة ذلك.
' أنظر في سنتي اوباما. الأمر عالق. ففي تركيا على سبيل المثال، أراد الغرب تعزيز الديمقراطية لكنه عزز الاسلاميين كما حدث هنا بالضبط في السلطة الفلسطينية. يوجد في الحقيقة سلسلة من حجارة الدومينو تتصل ولا تسقط. ماذا تستطيع اسرائيل الصغيرة أن تفعل في هذا الشأن؟
' نحن نتحدث في عوامل زمن لسنين معدودة، وقد لا يرى اوباما حتى نهاية ولايته ذلك وقد يراه. أنا على كل حال، ارى أن الواقع يجذبه في أماكن مختلفة لم يشأ أن يكون فيها من جهة عقائدية، وقد تكون التحولات في ايقاع سنين آخر. اذا كان الغرب راغبا في الحياة فيجب عليه أن يمسك الثورة من قرنيها. يتصاعد النظام ولا يغيب ذلك عن نظرنا ونحن نعمل في هذا الشأن.
' صورة الوضع جلية واضحة جدا فكيف لا يرى الآخرون الأمر كذلك؟
' توجد تصورات مختلفة، فكل واحد نشأ في بيئة ما. قد يكون لمن عاش في الولايات المتحدة او في اوروبا تصور ساذج غير ذي صلة بالشرق الاوسط. يستطيع أن يرى العالم من خلال موشور الضحايا والمذنبين. اذا تصوروا العالم على هذا النحو فانهم يرسمون محورا يصل بين كون الفلسطينيين ضحايا والسود من فترة العبودية او في جنوب افريقيا واليهود في المحرقة. يصعب على من يرى العالم على هذا النحو جدا أن يميز التشويهات التي يحدثها هذا التصور.
يضعنا هذا في مكان مشكل جدا. امض وبيّنْ لهم أنه يمكن أن تكون يهوديا قوميا وألا تفرض دينك أو ثقافتك على شعب آخر وأن تكون انسانيا غير عنصري. يصعب عليهم أن يدركوا هذا. كيف تبين لأوروبا أن ما يوجد بيننا وبين الفلسطينيين بعد عصر الاستعمار ليس قضية استعمارية، ولا سيما أن أعداءنا يلعبون بالضبط على هذه البطاقة ويسهل تضليل الأوروبيين.
لا يحل النظر الى الشرق الاوسط بعيون غربية. حاولت اذ كنت رئيس أمان على الدوام أن أربي رجالي على الامتناع عن خطر الفحص عن الآخر بعينيك وقيمك. أخطأنا وفعلنا ذلك مع سورية او ايران، وتخطىء الدول الغربية خطأ مشابها عندما تفحص عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وكأننا في سويسرا.

ليس يعلون مستعدا للكشف عن خطط للمستقبل في الساحة الفلسطينية، ويحرص على الامساك بأوراق اللعب قريبة من صدره. أرئاسة الحكومة؟ يزعم أن هذا غير ذي صلة. ' أشعر بأن المقود في يدين مخلصتين'، يطري نتنياهو. مع ذلك لا يخفي يعلون الاحتكاكات الكثيرة مع وزير الدفاع ايهود باراك.
' أيقود باراك الحكومة؟
' ماذا دهاك؟ لا يقود رئيس الحكومة. فرئيس الحكومة يقوده هنا نهج واضح جدا. صحيح، توجد ضغوط من الداخل ومن حزب العمل. لا من باراك فقط بل من وزراء آخرين يقولون إننا اذا مضينا الى تنازلات عن أراض فسيسهل هذا الأمر علينا في النظام الدولي.


- وكالة 'نوفوستي'
'شركاؤنا الإيرانيون يريدون الوصول إلى محادثات'

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في رد له على سؤال وجهته له صحيفة 'روسيسكايا غازيتا' أن خبراء روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لم ينتهوا من إعداد تقرير يتناول ما يواجهه العالم من تحديات وتهديدات، حتى الآن، مشيرا إلى أنهم معذورون لأن المهمة المطروحة عليهم صعبة، إذ يجب أن يتناول التقرير الذي اتفق رئيسا روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة إعداده، تحديات وتهديدات خطيرة كالإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات.
وقال إن الجانب الروسي يولي التحديات المتعلقة بانتشار الصواريخ جل اهتمامه لأن هذه التهديدات ترتبط ارتباطا مباشرا بموضوع الدفاع المضاد للصواريخ الذي يبقى موضوعا 'ساخنا' مطروحا على جدول الأعمال.
وأضاف أنه يجب الانتهاء من إعداد التقرير في وقت سريع، ثم يجيء الدور على خطوة تالية هي إيجاد سبل مواجهة هذه التحديات والتهديدات والرد عليها.
وعما إذا لقيت 'إشارات كثيرة وجهتها الأسرة الدولية إلى إيران.. ومنها قرار رئيس روسيا بشأن حظر توريد صواريخ 'س-300' للقوات المسلحة الإيرانية'، أذنا صاغية أجاب الوزير لافروف إنه يرى مبررا للقول إن 'شركاءنا الإيرانيين يريدون الوصول إلى محادثات'.
وردا على سؤال عن اجتماع لجنة الوساطة الدولية الرباعية المعنية بحل أزمة الشرق الأوسط في نيويورك نفى الوزير لافروف أن يكون إلغاء المؤتمر الصحفي بعد اجتماع الوسطاء الدوليين دليلا على وجود أي خلاف بينهم، بل على العكس 'أكدوا اتفاقهم على مرجعية قانونية دولية يجب أن يستند إليها حل نزاع الشرق الأوسط، وضرورة تمديد وقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي لكي تتواصل المحادثات المباشرة بين محمود عباس وبنيامين نتانياهو بهدف التوصل إلى اتفاق في غضون عام'.
وعما قد يفعله الوسطاء إذا استأنفت إسرائيل النشاط الاستيطاني قال الوزير لافروف إن 'كل شيء سيتوقف على موقف محمود عباس بعد 26 سبتمبر'.


- مجلة 'الإيكونوميست'

مصير محادثات السلام معلق على المستوطنات  

تبدو المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والتي استؤنفت هذا الشهر بعد هدر الوقت طوال سنتين من التوقف، وأنها تحت خطر التوقف، بل وحتى الانهيار. ففي 26 أيلول (سبتمبر) الحالي، انتهى مفعول قرار تجميد الحكومة الإسرائيلية الجزئي لبناء أو توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وهي منطقة الأراضي الرئيسية الضرورية لما يمكن أن يكون دولة فلسطينية. وسوف يثير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الغضب في أوساط ائتلافه اليميني والديني إذا ما عمد إلى تمديد تعليق النشاط الاستيطاني. لكن الفلسطينيين هددوا بالخروج من المفاوضات إذا لم يفعل. ومن الواضح أنه يجب التوصل إلى تسوية حول هذا الموضوع.
ولحسن الحظ، سوف يحصل ذلك على الأرجح. وفي واقع الأمر، يميل المناخ إلى أن يكون أفضل من المتوقع. وعلى أن العقبات الكبيرة ما تزال تعترض المفاوضين، فإن فرص التوصل إلى سلام دائم قد ازدادت قليلاً على الأقل. إن الخطوط العريقة للاتفاق: تعديل الحدود، تقاسم القدس، حل مسألة اللاجئين الفلسطينيين وضمان أمن إسرائيل، كانت واضحة منذ سنوات، وتعود على الأقل إلى 'المعايير' التي وضعها الرئيس بيل كلينتون في العام 2000، وكاد يوافق عليها قبل سنتين تقريباً رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، ومحاوره الفلسطيني محمود عباس، الذي ما يزال شريك إسرائيل الرئيسي في المفاوضات الجارية الآن.
إن المفتاح لمنع سابق لأوانه لانهيار التمثال قبل نحته هو التعامل مع مسألة الحدود أولاً. وقد اعترف رئيس مصر؛ أكثر الدول العربية سكاناً، وعلى نحو يفيد استمرار المفاوضات، بأنه ينبغي تعديل خط حدود ما قبل 1967 الذي يفصل إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية، بما أن الفلسطينيين سيحصلون على مقايضات في الأراضي مساوية في المساحات والجودة. وسوف يترك ذلك الجزء الأكبر من المستوطنين الإسرائيليين البالغ عددهم 300.000 (باستثناء القدس) في داخل حدود جديدة، وهو ما يمكنهم من التوسع في ثلاث أو أربع من أكبر الكتل الاستيطانية. وفيما عدا هذه، ينبغي على السيد نتنياهو أن يعد بإدامة تجميد البناء.
وربما يستمر الجناح المتشدد في الائتلاف بالنباح ضد ذلك التجميد. وإذا ما هدد هذا الائتلاف بالانسحاب من الحكومة، فسيترتب على نتنياهو أن يستنفر قدرته على الخداع. وعلى أي حال، وإذا استطاع بشكل خاص أن يعزز ائتلافه بضم تسيبي ليفني وحزبها 'كاديما' الأكثر مرونة، فإنه سيفعل حسناً إذا قام بإخراج أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية المتصلب، والذي ما تزال جماعته اليمينية المتطرفة تطرح فكرة 'نقل' كافة الأجزاء التي يقطنها عرب إسرائيل إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية.
لكن الكثير، على أي حال، سوف يعتمد على السيد نتنياهو الذي كثيراً ما يكون زلقاً. وقد شهد الفلسطينيون على الجهة الأخرى من مائدة المفاوضات مفاجأة سارة بتغير لهجته، بل وربما قلبه أيضاً. وعندما أتى إلى السلطة قبل عام مضى، بدا اعتناقه لفكرة وجود دولتين ذاتي سيادة تعيشان جنباً إلى جانب في سلام، مثيراً للامتعاض، إذا وصفنا ردة الفعل بتعبير ملطف. وكان ما يزال على حزبه الليكود أن يوافق على الفكرة. لكنه الآن يصف السيد عباس بأنه 'شريك في السلام' -ويبدو مخلصاً في السعي إلى تحقيق ذلك الاختراق التاريخي الذي طال انتظاره. وإذا كان هذا هو واقع الحال فعلاً، فإنه يؤشر على تقدم واعد. فبعد كل شيء، عادة ما يكون سلاماً يبرمه يميني متشدد أكثر ترجيحاً للبقاء والتماسك من واحد يبرمه داعي سلام قديم.
ما يزال المتشككون يعتقدون بأن السيد نتنياهو يقوم الآن بإطلاق الضجيج المناسب فقط من أجل إضفاء مزيد من المنطق على توجيه الاتهام إلى الفلسطينيين في حال أخفقت المحادثات. وربما يكون الأمر كذلك. ويعزز طلبه المتكرر في الآونة الأخيرة بأن يقبل الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية بالتحديد شكوك المتشككين. لكن اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل، وهو ما فعله عباس بالفعل، هو شيء، في حين أن التنازل إلى حد لاعتراف بأنه يجب أن يكون لها طابع خاص هو أمر آخر تماماً -بما ينطوي عليه مثل هكذا اعتراف كما يرى الفلسطينيون- من جعل عرب إسرائيل مواطنين من الدرجة الثانية وإفراغ قضية اللاجئين الفلسطينيين من محتواها مسبقاً.
ومن جهتهم، ما يزال على الفلسطينيين النضال من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، إذا ما كانوا يريدون أن يحظوا بفرصة لجعل أي صفقة يتم التوصل إليها تتماسك. وتشعر حماس، الحكومة الإسلامية المتشددة التي كسبت الانتخابات الفلسطينية في العام 2006، بمشاعر متناقضة إزاء المفاوضات، ولو أنها ما تزال تسخر منها رسماً. وإذا ما كسبت المفاوضات الجارية بين السيد عباس والسيد نتنياهو زخماً وشرع سلام أوسع إطاراً بأن يبدو ممكناً، فإنه يجب تجديد الجهود الدبلوماسية لجلب حماس وراعيها السوري إلى المفاوضات.
هل يذهب أوباما إلى القدس؟
في كل الأحوال، سوف تبقى المحادثات ماضية بشكل ما، حتى لو لم يتم التوصل إلى تسوية حول المستوطنات على الفور. وقرب نهاية العام، ينبغي استدعاء قدرات أوباما الإقناعية وتفعليها. وسوف يستحق الرئيس الأميركي الثناء على محاولته في حل العقدة الإسرائيلية-الفسطينية بعد وقت قصير من بداية فترته الرئاسية الأولى. كما فعل حسناً أيضاً في العام 2009 حين خاطب العرب في أكبر مدنهم، القاهرة، ليقنعهم بنواياه الطيبة. وعاجلاً وليس آجلاً، يترتب عليه أن يذهب إلى القدس، حتى يطمئن الإسرائيليين أن منح الفلسطينيين دولة مناسبة هو الطريقة الوحيدة لضمان أمن إسرائيل نفسه.



- موقع 'كومون غراوند'   
دور تركيا كجسر بين الشرق والغرب / سيغدوم أوستن

وجدت تركيا نفسها أثناء سنوات الحرب الباردة في موقف اقتصادي وسياسي يسمح لها بالوقوف إلى جانب الغرب، رغم أنها بدأت فوراً بعد انتهاء الحرب الباردة بمباشرة فتح علاقات مع الدول المجاورة، بما فيها دول الشرق الأوسط.
لكن تركيا بذلت منذ تلك الأوقات جهوداً لإثبات أهليتها لأن تلعب دور الجسر السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي بين الثقافات المختلفة من الشرق والغرب، وكذلك الأنظمة السياسية والاجتماعية من خلال الانضمام إلى العديد من المنظمات الإقليمية، وفي الوقت نفسه ترسيخ الإصلاحات المحلية. وقد صوَّت الشعب التركي في الأيام القليلة الماضية لصالح استفتاء سيعمل على تعديل دستور العام 1980 الذي وضع في عهد الانقلاب، وإعادة هيكلة النظام القضائي، ودعم حقوق المرأة والطفل والمصابين بإعاقات من المواطنين. وتضم التغييرات كذلك إلغاء مادة في الدستور كانت تحمي قادة الانقلاب العسكري للعام 1980 من مواجهة المحاكم أو العقوبات القانونية.
وتبدو تركيا من خلال إرساء قواعد هذه الإصلاحات مستعدّة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو موقع سوف يساعدها بعد ذلك على كسب ثقة السكان في الدول ذات الغالبية المسلمة وثقتهم بالاتحاد الأوروبي، بينما تتحسن كذلك علاقاتها مع دول الجوار في الشرق الأوسط. إلا أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لم يصبح واقعاً بعد، رغم جهود الحكومة المحلّية والإقليمية.
وفي الوقت الذي هيمنت فيه نظرية العالم السياسي الأميركي صامويل هنتنغتون حول صدام الحضارات على الجدل السياسي بعد العام 2001، قام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الإسباني خوزيه لويس رودريغز ثباتيرو بإنشاء منظمة تابعة للأمم المتحدة هي 'حلف الحضارات'، التي تهدف إلى جَسر الهوة بين الثقافات المختلفة وإنشاء شبكة من الشراكات لتيسير الحوار. ولدى تركيا دور حاسم بشكل خاص تلعبه في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، واتحاد التعاون الاقتصادي للبحر الأسود ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
إلا أن من الأساسي، حتى تتسنى مساعدة تركيا على إدراك دورها كجسر ناجح بين الشرق والغرب، أن تعمل منظمات المجتمع المدني في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتركيا على تغيير وجهات النظر السلبية تجاه 'الآخر'، خصوصا مع وجود مقاومة على المستوى العام وعلى الجانبين لفكرة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وفي العام 2007، كشفت اليورو باروميتر، وهي سلسلة من الاستطلاعات التي أجرتها الهيئة الأوروبية، عن أن 85 % من الأوروبيين يؤمنون بأن الفروقات الثقافية بين تركيا وأوروبا هي أكبر من أن تسمح بانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وللرأي العام أهميته إذا أخذنا بعين الاعتبار أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي؛ مثل فرنسا والنمسا، أعلنت أن انضمام تركيا سوف يخضع لتصويت مواطنيها.
وقد خفّضت هذه التطورات من حماسة الأتراك للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وفي العام 2009، أظهر اليورو باروميتر أن أقل من 50 % من السكان الأتراك ينظرون إلى انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي على أنه أمر إيجابي. بينما أظهرت دراسة أحدث أجرتها في العام 2010 مؤسسة كومبانيا دي سان باولو الإيطالية وصندوق مارشال الألماني من الولايات المتحدة، أن نسبة الدعم التركي العام للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي انخفض إلى 38 %.
وتُظهِر هذه الاستطلاعات بوضوح وجود نقص في المعلومات لدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول تركيا، وفي تركيا حول الاتحاد الأوروبي. ولذلك، ثمة حاجة للعمل على تصحيح وجهات نظر المواطنين، الأمر الذي يمكن عمله بالدرجة الأولى من خلال جهود المجتمع المدني.
وقد ساعد برنامج إيرازموس لتبادل الطلاب، الذي أسّسه الاتحاد الأوروبي بين الجامعات التركية والأوروبية، على إزالة الإجحافات، وكذلك برامج التعاون عبر الحدود التي تستهدف منظمات المجتمع المدني على الحدود بين تركيا واليونان وبلغاريا، والتي تشجع الحفاظ على التراث الثقافي المشترك. وعلى المستوى البيئي، أوجدت المشاريع التي تجمع الجماعات البيئية اليونانية والتركية بيئة صديقة لسكان كلا البلدين للعمل جنباً إلى جنب نحو تحقيق هدف مشترك بإيجاد تنمية مستدامة صديقة للبيئة في منطقة بحر إيجة.
من خلال هذه الطريقة، يمكن تغيير وجهات نظر المواطنين الأوروبيين تجاه تركيا وبالتالي تجاه الإسلام، الأمر الذي يمهد الطريق أمام تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وبالمقابل، سوف تزيد عضوية تركيا من مصداقية الاتحاد الأوروبي في عيون دول العالم الإسلامي. وتملك هذه التطورات المترابطة القدرة الكامنة على زيادة الاستقرار الإقليمي والاستفادة من علاقات الجوار، وهو أمر سعت إليه كل من تركيا والاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد