- صحيفة 'لوفيغارو'
سوريا تصب الزيت على النار في لبنان
لا يكاد يمر يوم دون أن يشن حزب الله اللبناني أو سوريا أو حلفاؤهما هجوما مباشرا أو غير مباشر على المحكمة الدولية الخاصة بالبت في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري, ولعل أهم تطور حصل أخيرا في هذا الشأن هو توجيه القضاء السوري مذكرات اعتقال بحق 33 شخصية, حسب ما جاء في تقرير لصحيفة لوفيغارو الفرنسية.
وقد صدرت هذه المذكرات على أثر شكوى تقدم بها الجنرال اللبناني السابق جميل السيد الذي يصر على أنه اعتقل تعسفا لمدة أربع سنوات على أساس اتهامات كاذبة.
ويتهم التحقيق السوري بشأن ما أصبح يعرف بـ'شهود الزور', الرئيس السابق لهذه المحكمة ديتليف ميليس ونائبه غرهارد ليمان وعددا من القضاة والضباط والنواب والصحفيين والوزراء اللبنانيين وجميعهم مقربون من رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري, كما تشمل مذكرة التوقيف شخصيات سورية وعربية أخرى.
وتحت عنوان 'قضية الحريري: سوريا تصب الزيت على النار', قالت الصحيفة إن حاشية سعد الحريري تفسر الحلقة الجديدة في تطور هذه القضية بأنها 'إعلان حرب' حقيقية, الهدف منه حمل رئيس الوزراء على أن يستبعد هذه المحكمة المكلفة بالتحقيق في اغتيال والده وذلك حفاظا على استقرار لبنان.
وكان الحريري قد اعترف في مقابلة مع إحدى الصحف العربية بأن اتهام سوريا في قضية اغتيال والده على أساس تحليلات سياسية, كان خطأ.
ان إستراتيجية حزب الله تقوم الآن على تشويه العملية القضائية من خلال الاستفادة من أخطاء في المرحلة الأولى من التحقيق, كما يعمل الحزب من خلال حضوره في البرلمان والحكومة على وقف تجديد المساهمة اللبنانية في تمويل هذه المحكمة, ويحذر هذا الحزب, كذلك من اندلاع العنف في حالة الزج به في قضية اغتيال الحريري.
أما المجتمع الدولي -مثل فرنسا- فيؤكد من جديد على دعمه العملية القضائية ويدعو في الوقت ذاته الفرقاء اللبنانيين إلى التحلي بالمسؤولية.
أن سعد الحريري في موقف لا يحسد عليه, فهو محصور بين مشاعره كابن لرئيس الوزراء المغتال وبين إرضاء قاعدته الشعبية وتحمل مسؤولياته الوطنية والتعامل مع ضغوط المملكة العربية السعودية التي تدعو للمحافظة على التفاهم السوري اللبناني.
- صحيفة 'وول ستريت جورنال'
الخلافات في العراق تهدد نفوذ إيران
إن نفوذ إيران على الجماعات الشيعية المنقسمة على نفسها في العراق يتراجع بسبب الخلافات المستمرة بين السياسيين العراقيين على تشكيل حكومة جديدة طوال الأشهر السبعة الماضية.
وأضافت الصحيفة نقلا عن عدد من السياسيين العراقيين أن إيران ظلت، حتى قبل الانتخابات التشريعية في مارس/آذار الماضي، تسعى لحشد قيادات الشيعة العراقيين في تحالف واحد شامل بغية الحفاظ على أغلبية شيعية في البرلمان 'القائم على أسس طائفية'.
وعندما أخفقت في هذا المسعى، عملت طهران عقب الانتخابات على إعادة توحيد الشيعة في ائتلاف محدد الأهداف لدعم رئيس الوزراء نوري المالكي والذي تصفه الصحيفة الأميركية بالشيعي المحافظ.
وبدت إيران كما لو أنها حققت نصرا كبيرا الجمعة الماضية عندما انقلب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على مواقفه السابقة وأبلغ نواب البرلمان في حركته أنه يدعم المالكي، مانحا رئيس الوزراء المنتهية ولايته دفعة قوية في مساعيه لتشكيل حكومة جديدة.
غير أن تلك الخطوة أدت إلى خروج زعماء شيعة آخرين مرموقين عن هذا الخط، من بينهم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، الذي يُنظر إليه تقليديا على أنه الأقرب إلى الدوران في فلك إيران السياسي من الصدر.
وبعد إعلان الصدر، بعث الحكيم بمندوبيه للالتقاء بغريم المالكي في المعسكر الآخر وهو إياد علاوي، رئيس الوزراء الأسبق والعلماني الشيعي الذي يتزعم الكتلة العراقية التي تحظى بتواجد سني كبير.
وكان علاوي قد اتهم الأسبوع الماضي إيران بالعمل على إجهاض حظوظه في تولي المنصب.
كما التقى الحكيم ونوابه بمسؤولين أميركيين ممن ظلوا يدفعون صوب تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم المالكي وعلاوي من أجل إضعاف نفوذ من سمَّتهم وول ستريت جورنال 'المتطرفين من أمثال الصدر'.
أما بالنسبة للخارج العراقي، فإن التحالف بين المالكي والصدر يبدو وكأنه هزيمة للمصالح الأميركية في العراق. ولطالما اجتهد المسؤولون الأميركيون للحيلولة دون أن يكون للصدر نفوذ كبير في الحكومة المقبلة، وهو مؤسس جيش المهدي الخاضع له الذي شكَّل تهديدا قويا للقوات الأميركية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
على أن انشقاق الحكيم عن المالكي يكتسب أهمية مماثلة ويعتبره محللون هزيمة إستراتيجية لإيران، بحسب الصحيفة.
وذكر مسؤول عراقي كبير، لم تكشف الصحيفة عن هويته، أن الحكيم يتعرض لضغوط هائلة من إيران وحلفائها لإعادة النظر في موقفه.
- موقع 'كاونتربنتش'
التضحية بالجوهر في سبيل الإجراء.. عملية السلام إلى لا مكان / فرانكلين سي. سبيني ـ كارلو فورت، سردينيا
ذكرت الصحيفة الإسرائيلية 'يديعوت أحرونوت' قبل أيام، أن الرئيس أوباما قد توسل إلى رئيس الوزراء نتنياهو من أجل تمديد تجميد البناء في المستوطنات لكي ينقذ ما يدعى بمحادثات السلام.
وفي محاولة للمقايضة، يقال إن أوباما قد وعد نتنياهو بأن (1) يكون بوسع إسرائيل أن تستأنف بناء المستوطنات في حال أخفقت عملية السلام في تحقيق نتائج. (2) تمنح الولايات المتحدة لإسرائيل ضمانات مكتوبة فيما يتعلق بالتزامها بأمن إسرائيل (ربما اقتراح معاهدة سلام رسمية مثلاً؟). وعلى الرغم من سعي أوباما اليائس، عمد نتنياهو إلى تجاهل مطالب أوباما وسمح لما يدعى بتجميد الاستيطان بأن يأتي إلى نهايته.
إذا كان هذا التقرير صحيحاً، وهو أمر بالغ الإمكانية، فإن إسرائيل تكون قد ألحقت الإهانة بالولايات المتحدة مرة أخرى -وهي حقيقة سوف تعد من دون شك غير مهمة ولا ذات صلة من جهة داعمي إسرائيل على كلا جانبي القسمة في الكونغرس الأميركي، ناهيكم عن أقطاب الإعلام السائد.
كان آخر رئيس أميركي يقف في وجه إسرائيل هو دويت آيزنهاور، عندما سحب قابس الإمداد وشدد الخطاب حول الحرب العربية-الإسرائيلية الثانية في العام 1956، وأجبر إسرائيل على الانسحاب من الضفة الشرقية لقناة السويس والتخلي عن سعيها لغزو شبه جزيرة سيناء.
لكن إسرائيل علمت، بعد أحد عشر عاماً تلت، أن إدانة الولايات المتحدة لم تعد تصنع مشكلة بعد. وفي حقيقة الأمر، علمت إسرائيل أن بوسعها أن تفلت بجرائم القتل التي ترتكبها من دون عقاب، وبأن بوسعها معاملة الولايات المتحدة بازدراء كامل عندما (1) لم تقم قواتها الجوية والبحرية بمهاجمة السفينة 'يو إس إس ليبرتي' -وهي سفينة إشارة استخباراتية تابعة للبحرية الأميركية وذات أولوية في أعالي البحار - يوم 8 حزيران (يونيو) العام 1967 خلال حرب الأيام الستة، وقتلت 34 وجرحت 171 من الجنود الأميركيين، وإنما (2) كانت قادرة على تأمين الغطاء لهذه الخيانة من جهة أعلى المستويات في الحكومة الأميركية، بما في ذلك الرئيس جونسون، ووزير الدفاع ماكنامارا، ومعظم كبار ضباط الجيش في البنتاغون، على الرغم من الشكوك التي أبداها كل من دين راسك، وزير الخارجية، والأدميرال توماس مورر، رئيس هيئة الأركان المشتركة (ولم يختر أي منهما أن يستقيل احتجاجاً، مع ذلك).
وحتى هذا اليوم، ما تزال قصة السفينة 'ليبرتي' هي الكارثة الأميركية الكبيرة الأولى التي لم تتسبب بإجراء تحقيق في الكونغرس. ويمكن الحصول على وصف واف لمسألة الهجوم على السفينة في كتاب 'الاعتداء على ليبرتي'، وهو المذكرات التوثيقية التي وضعها ضابط السفينة 'ليبرتي' التنفيذي، القائد جيمس إينيس. ويمكن للقراء المهتمين أيضاً أن يقارنوا بين سلبيتنا اللافتة في قضية السفينة 'ليبرتي' ورد فعلنا العسكري العدواني الهائل، إثر استيلاء الخمير الحمر على السفينة 'إس إس ماياغويز' في شهر أيار (مايو) من العام 1975، وهي سفينة شحن حاويات مملوكة للقطاع الخاص.
والآن، نجد أنفسنا مرة أخرى أمام مشهد محزن من الإذلال. فالرئيس أوباما، مثل أسلافه (باستثناء آيك)، يسمح لإسرائيل بأن تجعله يبدو هو والولايات المتحدة في شكل الحمقى. لكن الإهانة هذه المرة ينبغي أن تكون مذلة بقدر أكثر قسوة، خاصة بالنسبة لأولئك من الذين يفكرون بأنفسهم على أنهم فخورون بكونهم أميركيين.
لماذا؟ لأن رئيس الولايات المتحدة يجعل نفسه يركع أمام المذبح الإسرائيلي من أجل لا شيء، وأكرر: لا شيء -ربما باستثناء منفعة هامشية سريعة الزوال في سياساته الداخلية الخاصة.
ولكم أن تقرأوا تقرير 28 أيلول (سبتمبر) الذي نشره درور إيتكيس في صحيفة 'هآرتس'. واسألوا أنفسكم عما إذا كان درور لا يقيم قضية متماسكة لا جدال فيها، والتي تدعم ما شكك به الكثيرون منا: حيث يؤكد بالذات أن إحصاءات الإسكان الرسمية الخاصة بالحكومة الإسرائيلية نفسها تثبت أن ما يدعى بتجميد الاستيطان كان بالكاد، وفي أحسن الأحوال تبطيئاً في وتيرة البناء. وكان الرئيس أوباما يتسول نتنياهو من أجل إنقاذ عملية سلام أخرى جديدة تفضي إلى لا مكان، بسبب استمرار خديعة تجميد الاستيطان الإسرائيلي.
من أجل تمييع الموقف، قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي يصر نتنياهو على أنه يتحدث بالنيابة عن نفسه فقط، أمام الأمم المتحدة إن السلام سوف يكون ممكناً فقط على المدى البعيد عن طريق إجراء عمليات مقايضة كبيرة في الأراضي والسكان، وهو ما يحتمل كثيراً أن يتضمن طرداً آخر للعرب الفلسطينيين من الأراضي التي يقطنونها حالياً، ربما في إسرائيل، وكذلك في الضفة الغربية. ويصر ليبرمان على أن 'خطته' الغامضة لا تعني الطرد، ولكن، ونظراً للاختلاط المستمر والمتعمد للسكان بسبب استراتيجية الاستيطان، فإن الشيطان يكمن في التفاصيل، ومن الصعب تخيل كيف يمكنه أن يعيد رسم الحدود من دون إحداث نزوح قسري كبير للسكان.
إن رفض نتنياهو لكلمة ليبرمان في الأمم المتحدة يفوح بالرائحة الكريهة للعبة الشرطي الجيد والشرطي السيئ، حيث يقوم الانتهازي نتنياهو، وبشكل مثير للدهشة، بوضع نفسه في موضع الشرطي الجيد، مما يجعل من ليبرمان مجرد نقيض كوميدي آخر فحسب في مسرح اللامعقول الماثل حالياً.
فكروا بخط القصة الدرامي الذي ربما يكون في طور التكشف: ثمة الأمير أوباما المتواضع يعلن الانتصار قبل انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر)، لأنه قطع الطريق على ليبرمان، كلب الهجوم المسعور، عن طريق سحب نتنياهو، رجل الدولة، وهو يركل ويصرخ، عائداً إلى ما يدعى طاولة المفاوضات. وثمة الأمير يكرس انتصاره ويكسب الأمجاد عن طريق رشوة رجل الدولة المذكور، حتى بالمزيد من المساعدات المالية والضمانات الأمنية الرسمية. وفي المقابل، يجعل رجل الدولة يقوم بتمديد تجميده الزائف الذي لا ينطوي على أي تجميد حقيقي للاستيطان.
لو لم تكن هذه القصة المنطوية على كل هذه الفصول من الحماقة البشرية شديدة البشاعة فيما يتعلق بمعاناة الفلسطينيين الذين ليس لديهم دور حقيقي يلعبونه، فإننا ربما كنا لنقع على ركبنا من الضحك. لماذا الضحك؟ لأنه في الكوميديا الإلهية الجارية للسياسة التي تعرض في 'قاعة المرايا' في فرساي، يتفوق الوهم دائماً على الواقع عن طريق التضحية بالجوهر على مذبح 'العملية'.
- صحيفة 'واشنطن بوست'
من يسيطر على بحر الصين الجنوبي ؟ / آن أبلباوم
في شهر نيسان(ابريل) الماضي، دفعت البحرية الصينية، ومن دون سابق إنذار، بعشر قطع بحرية حربية بالقرب من الساحل الياباني، وأرسلت طائرات عمودية للتشويش على السفن اليابانية. وفي تموز (يوليو)، أكد وزير الخارجية الصيني مغضباً مطالبة بلاده بالسيطرة على المياه الدولية في بحر الصين الجنوبي، سوية مع بعض الجزر التي يطالب بها آخرون. وفي الأسبوع الماضي، اصطدم قارب لقطر سفن الصيد الصينية بقاربين تابعين لحرس السواحل اليابانية، ربما عن قصد، مما أفضى إلى اعتقال صيني وصدور رد فعل مغضب من بكين.
ألقت بعض حالات الهيجان الخطابي الجياشة -مسؤول الأمم المتحدة الصيني الذي تبجح قبل أسبوعين بعدم حب الأميركيين- ومن المؤكد أنه يبدو فعلاً أن وتيرة العدوان الصينية العسكرية والإقليمية والدبلوماسية آخذة في الارتفاع. ولعله تطور استثنائي فيما يعود في جزء ضخم منه، من وجهة نظر الصين، إلى أنه هراء. فلماذا بحق السماء يجب على الصين أن تصرخ وتستأسد وتدفع بجاراتها من حولها؟ وطيلة العقد الماضي، لزمت الصين الصمت وحافظت على قامتها منخفضة وسلكت سلوكاً أشبه ما يكون بسلوك الشركة متعددة الجنسيات منه سلوك القوة العظمى الكونية -فجمعت بذلك نفوذاً سياسياً ضخماً.
وتجسدت ثمار هذا النجاح في كل مكان. خذ أفغانستان، على سبيل المثال، حيث ما تزال القوات الأميركية تقاتل منذ عقد تقريباً، وحيث جرى إنفاق بلايين الدولارات من أموال المساعدات الأميركية، وحيث ربحت شركة صينية حقوق استغلال واحد من اضخم المستودعات العالمية للنحاس. وعلى الرغم من أن القوات الأميركية لا تتولى حماية الجهات التي تقوم بالتعدين، فإن القوات الأفغانية التي تدربت وتسلحت أميركياً هي التي تقوم بتلك المهمة. وعلى الرغم من أن المنجم ما يزال في مراحله الأولية، فإن رجال الأعمال والمهندسين الصينيين -الذين يرتدون ملابس مدنية ويعرضون وظائف- هم أكثر معرفة بالمواطنين المحليين من القوات الأميركية التي تحمل الأسلحة وتتحدث عن الحالة الأمنية. وكان الصينيون قد دفعوا ثمناً عالياً نظير الحصول على حقوق التعدين عن النحاس وجازفوا مجازفة ضخمة. لكن تلك المجازفة تؤتي أكلها: إذ قد تذكر حربنا ضد طالبان ذات يوم على أنها مهدت الطريق أمام سيطرة صينية على أفغانستان.
وبعبارات أخرى، فإن أميركا تقاتل بينما تقوم الصين بتوسيع نشاطاتها التجارية، وليس فقط في أفغانستان. ففي العراق، حيث أسقطت القوات الأميركية دكتاتوراً وما تزال تقاتل تمرداً، حصلت شركات نفط صينية على حصص أكبر في المجال النفطي مقارنة مع نظيراتها الأميركية. وفي الباكستان، حيث تساعد بلايين الدولارات على شكل المساعدات العسكرية الأميركية في إبقاء طالبان بعيدة، أقامت الصين منطقة تجارية حرة وتستثمر بقوة في حقلي الطاقة والموانئ.
وفي الأثناء، وجدت الصين أن من مصلحتها النأي بنفسها عن أنواع النزاعات الأخرى. وسوية مع الأوروبيين الغربيين، يسكب الأميركيون مبالغ ضخمة من الأموال العامة والخاصة في الطاقة الشمسية وفي طاقة الرياح، على أمل أن يفطموا أنفسهم عن وقود المستحاثات ولمنع تغير المناخ. وعلى العكس من ذلك، تبني الصين كل عشرة أيام مصنعاً جديداً أو نحو ذلك. وبينما تصدر المزيد من غازات البيوتات المحمية في الشرق، تفيد الصين استفادة ذكية من استخدام المساعدات المالية الحكومية في الغرب: فقد غدت ثلاث شركات صينية راهناً في عداد أفضل 10 شركات منتجة لتوربينات الرياح في العالم.
على نحو هادئ، حشر الصينيون أيضاً السوق في المعادن نادرة الوجود في الأرض، وهي المعادن غير الاعتيادية ذات الأسماء المحببة (بروميثيوم وإيتيريبيوم) والتي تعد حيوية بالنسبة لإنتاج الهواتف الخلوية والليزر وأجهزة الكمبيوتر، ناهيك عن السيارات الهجينة واللوائح الشمسية وتوربينات الرياح. وعلى الرغم من أن الصين لا تتوافر على السيطرة على احتياطيات العالم من هذه العناصر، وبعضها ليس بتلك الندرة، فإن تعدينها يعد قذراً وبحاجة إلى كثافة عمالية ومناسبة على نحو مثالي للإنتاج الرخيص في بلد فيه الأجور رخيصة والمعايير البيئية أقل. ولا يستطيع أي أحد آخر أن ينافس. وهذا ما يفسر السبب في أن الصين تسيطر راهناً على 99% من إمدادات العالم من هذه العناصر.
بطبيعة الحال، فإنهم إن كانوا ميالين إلى هذا الحد فمن الممكن استخدام احتكارهم لرفع أسعار اللوائح الشمسية والهواتف الخلوية. ويستطيعون أيضاً أن يلحقوا المزيد من الضرر إذا رغبوا في ذلك. وفي الأسبوع الماضي، ذكر أن الصين أوقفت شحن معادن نادرة الوجود لليابان رداً على إقدام اليابان على اعتقال صيادي سمك صينيين. ويبدو الآن أن التأخير في الإمدادات له صلة بعطلة صينية -أو إن ذلك ما يقوله الصينيون- لكن الأسواق والمنتقدين قرعوا أجراس إنذار متأخرة على الرغم من ذلك.
وهذا ما يعيدني ثانية إلى نقطتي الأصيلة: لماذا بحق السماء يلعب الصينيون ألعاباً عسكرية مع اليابان مهددين جنوب شرق آسيا أو الأنظمة السياسية الجديدة على الإطلاق؟ عندما يلتزمون بالصمت نتجاهلهم. وعندما يهددون بمقاطعات أو باستخدام اللغة الوطنية نخاف ونصدر ردود أفعال، وما نزال غير مدركين بعد أن أكثر شيء يثير الذعر بخصوص الصين لا يتعلق بحجم حريتها أو عنجهية دبلوماسييها. إنه القوة التي راكمتها الصين أصلاً من دون نشر عسكرييها أو دبلوماسييها على الإطلاق.
- صحيفة 'اسرائيل اليوم'
ايران ستحارب امريكا في البحرين
البحرين هي مملكة عربية صغيرة في الخليج الفارسي. مساحتها 741 كيلومتراً مربعاً فقط. المكان الهام الذي تحتله في الصراع بين ايران والعالم العربي ينبع من حقيقة انه بينما زعيمها، الملك حمد بن عيسى آل خليفة وباقي المؤسسة البحرينية، هم مسلمون سنة، يوجد فيها أغلبية شيعية تصل الى 70 في المئة، في معظمها تشعر بأن هنالك تمييزاً ضدها. وكنتيجة لذلك، فان البحرين هي هدف مثالي للتآمر الايراني.
في الشهرين الاخيرين اعتقلت قوات الامن البحرينية اكثر من 160 شخصا، معظمهم شيعة. وكالة الانباء البحرينية وصفت المجموعة الاخيرة التي اعتقلت كجزء من 'شبكة ارهاب ذكية ذات دعم دولي'. ايران لم تذكر صراحة. ومع ذلك فقد اتهمت المجموعة بـ 'التطلع الى اسقاط النظام بالقوة'.
يحتمل أن تبدو هذه كالدعاية لاغراض داخلية، غير ان هذه ليست المرة الاولى التي تنكشف فيها خطة لانقلاب. فقد حاولت طهران اسقاط النظام البحريني منذ العام 1981، بعد سنتين من الثورة الاسلامية. وفي التسعينيات ايضا كانت في البحرين اضطرابات شيعية. في 1996 طردت حكومة البحرين دبلوماسياً ايرانياً، اتهم بالاتصال بالحرس الثوري ومساعدة الشيعة البحرينيين.
بعد نصف سنة من ذلك، كشفت البحرين النقاب عن وجود حزب الله بحريني. ستة من اعضائه الذين امسك بهم اعترفوا بانهم تدربوا على يد حزب الله في لبنان. وادعوا بانهم تلقوا تعليمات من ضابط استخبارات ايراني، كان يبلغ مباشرة الزعيم الاكبر لايران، خامنئي. وفي هذه الاثناء، قدمت البحرين لواشنطن وثائق تربط بين حزب الله البحريني وقوات القدس من الحرس الثوري.
التوتر في البحرين تصاعد مرة اخرى في 2005، حين سار جمهور شيعي في العاصمة، في ظل الهتاف المؤيد لخامنئي. في 2008 في مظاهرة شيعية رفع فيها علم حزب الله وصورة نصرالله، حمل المتظاهرون ايضا يافطات بالانكليزية دعت الى اخراج القواعد الامريكية من البحرين.
في هذه الاثناء في ايران، حسين شريعة مدري، المحرر شديد النفوذ في صحيفة 'كيهان' الناطقة غير الرسمية باسم خامنئي، كتب في 2007 مقالا ادعى فيه بأن 'البحرين هي جزء من ايران'. مستشار آخر لخامنئي أطلق أقوالا تدخل البحرين في ايران بوصفه البحرين بأنها 'المقاطعة الـ 14' لإيران.
لماذا البحرين على هذه الأهمية؟ في 1995، اقامت الولايات المتحدة اسطولا جديدا للمحيط الهندي والخليج الفارسي يسمى الاسطول الخامس. قيادة الاسطول الخامس رابطت في البحرين، التي يستخدمها سلاح البحرية الامريكي كميناء منذ 1949. اذا ما انطلقت الولايات المتحدة الى حرب ضد ايران، فسيكون الاسطول الخامس الذراع البحرية للحملة.
في كانون الاول (ديسمبر)1921، حين تعرضت اليابان الى عقوبات شديدة وسعت الى توجيه ضربة للاسطول الامريكي في المحيط الهادىء، هاجمت بيرل هاربر. الايرانيون لا يؤمنون بالهجوم على الامريكيين بذات الطريقة، بل يفضلون القتال غير المتماثل. اذا نجحت ايران في احداث ثورة شيعية في البحرين وتغيير الحكومة السنية بحكومة شيعية تطرد قيادة الاسطول الخامس، فان طهران ستحقق انتصارا استراتيجيا ضد الولايات المتحدة دون ان تستخدم حتى ولو طائرة واحدة. من يتابع الاحداث في البحرين وباقي الخليج الفارسي، يفهم أن هذا السيناريو ليس خيالياً.
- صحيفة 'الغارديان'
سوريا تتهم مدونة مراهقة بالتجسس لصالح قوة أجنبية
بعد مرور شهور طويلة على اعتقالها من دون إبداء الأسباب، وجهت السلطات السورية أخيرا تهمة 'التجسس لصالح قوة أجنبية'، للمدونة السورية طل الملوحي بعد أن طالبت منظمات دولية، ومن بينها منظمة هيومان رايتس ووتش، بالإفراج عنها، إذ أن اعتقالها من دون أسباب يعد أحد أوجه التقييد على الحريات. وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، نقلا عن مسؤول سوري رفيع، إن الملوحي، 19 عاما، أوصلت معلومات سرية أدت إلى الهجوم الأخير على أحد المسؤولين العسكريين في البلاد. وبحسب الغارديان، يعتبر هذا التصريح الأول من نوعه فيما يختص بقضية الملوحي.
وكانت السلطات السورية قد ألقت القبض على طل الملوحي في كانون الأول الماضي، وصادرت جميع ممتلكاتها الخاصة. وتعرف الملوحي بين المدونين السوريين باهتمامها بالقضية الفلسطينية، وتعليقاتها المستمرة على قضايا اجتماعية محلية داخل سوريا...
- صحيفة 'وورلد تريبيون'
عملية غسيل أموال سعودية بتريليون دولار
ذكرت مصادر مقربة من الكونغرس الأمريكي أن إحدى العائلات السعودية المعروفة تمكنت من إتمام عمليات غسيل أموال وصلت قيمتها إلى تريليون دولار من خلال بنوك أمريكية. وقال إيريك لويس، محامي إحدى العائلات المنافسة، إن معن الصانع قام بتسريب مبلغ 160 مليار دولار عبر أحد البنوك الأمريكية، غير أن تلك العملية لم ترفع من درجة الإنذار لدى هذا النظام البنكي.ووفقا للصحيفة الأمريكية، يمثل لويس عائلة القصيبي السعودية، التي تمتلك مصرفين في البحرين، وشركات أخرى في جزر الكايمان وسويسرا.
وفي ردها على اتهامات لويس، قال ممثلون عن مصرف أمريكا إن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، غير أن عددا من المصرفيين والخبراء الماليين طالبوا الحكومة الفيدرالية بزيادة حجم المراقبة للبنوك الأجنبية.