- موقع desinfos الاسرائيلي
زيارة نجاد للبنان: استفزاز وتهديد
نشر الموقع تقريرا تحت عنوان 'احمدي نجاد في لبنان : التهديدات والاساطير' كتببته هيلين كيلر ليند، ومما جاء فيه: 'سيصل نجاد الى لبنان في 13 تشرين الاول في زيارة تستغرق يومين ،تلك الزيارة التي ادت الى استفزازات وتهديدات و نقاش حول اساطير معادية للاسرائيليين و للاميركيين، انطلاقا من استحضار حرب عام 2006.
ومن المفترض ظهور نجاد ونصر الله معا في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وحيث يؤيد السكان في غالبيتهم حزب الله.
ثم يستعرض التقرير ردود الفعل على الزيارة من قبل جماعة '14 اذار'، كما ينقل بعض مقتطفات من خطاب للسيد نصر الله حول اسرائيل وانها لن تحصل على 'الشرعية في وجودها ابدا' الخ.
- صحيفة 'معاريف'
اسرائيل غير مستعدة لدفع الثمن/ بن كاسبيت
تفكك ديان، في أقل من يوم، من محتل مغرور وجنرال ذي هالة الى مصاب منثنٍ بالصدمة، مكتئب ومعذب، هو احدى السقطات الاكثر انحدارا شهدناها هنا. كما أن الثناء على رئيس الاركان، الفريق دافيد اليعازر (ددو) مبالغ فيه. نعم، تصرف بشكل مناسب تحت الضغط، بالتأكيد بالقياس الى ديان، ولكن في كل ما يتعلق باعداد المعركة للقتال، فشل.
كل واحد من ابطال الساعة اياها، من غولدا، ديان، ددو، رئيس شعبة الاستخبارات زعيرا (ابو أباء التبجح والمفهوم المغلوط)، رئيس الموساد زمير، قادة المناطق وقادة الفرق، كلهم ينخرطون جيدا في المأساة التوراتية التي تدور في المحيط، خيرا كان أم شرا. الابطال الحقيقيون للحرب اياها هم الجنود، قادة الالوية، قادة الكتائب والسرايا، الرائدون والملازمون، وبالطبع المقاتلون في الدبابات المشتعلة وفي الطائرات الساقطة وفي الخنادق التي تمتلىء بالدم. اولئك الذين امتصوا باجسادهم القصور ومنعوا، حتى اليوم لا يمكن ان نفهم كيف، وصول الدبابات السورية الى طبريا، والجماهير المصرية المفعمين بالكراهية من اجتياح سيناء بطوفانهم.
مؤخرا قرأت 'عن الصد' وهو كتاب جديد كتبه افيرام بركاي، في اعقاب تحقيق استثنائي، ويعنى بقتال 188 المدرع في هضبة الجولان في اثناء الحرب. اللواء الوحيد في تاريخ الجيش الاسرائيلي الذي شطب من اجمالي قوات الجيش في اثناء المعارك (عاد اليه وقاتل في اثناء الحرب، بعد أن جمع حطامه وانتعش).
ينبغي للمرء أن يقرأ كي يصدق. كيف حصل كل شيء هناك، في الطرف الاخر من الهضبة، علنا. كيف تجمعت المدرعات السورية الهائلة أمام الدبابات الاسرائيلية القليلة، ولكن كل من تجرأ على السؤال 'ماذا سيحصل اذا ما تحركت ذات يوم وتوجهت نحونا'، تلقى الضربة على رأسه. 'هي لن تتوجه'، قال الجميع. ولكنها توجهت، وعندما حصل هذا، لم يكن ممكنا وقفها لان احدا لم يستعد، واحدا لم يفكر وتمسك الجميع بطرف الغرور وعدم الاكتراث، نتيجة حرب سابقة وست سنوات من العمى التام التي تلتها. الثمن دفعه قرابة 3 الاف مقاتل شاب وعشرات الاف الجرحى الذين لن يعودوا ليكونوا ما كانوا عليه. نعم، وددو أيضا.
كيف يرتبط كل هذا باليوم؟ بل وكيف يرتبط. إذا كان ممكنا الوصول الى سلام مع مصر قبل الحرب، فلماذا انتظرنا الى ما بعدها؟ تجول هنا واحد، غونار يارنغ، واقترح علينا بالضبط ما قبلنا به بعد ذلك. بسيط جدا: أرجعوا سيناء، وخذوا السلام. ولكن، كما هو معروف، 'شرم الشيخ بلا سلام خير من السلام بدون شرم الشيخ'، قال ديان، ابتسم وغمز. وكلنا اندفعنا بالهتاف. وعندها اندلعت الحرب. كي نفتح الرأس، على اسرائيل قبل كل شيء أن تتلقى على الرأس. ولم يتغير أي شيء.
في هضبة الجولان يوجد مستوطنون رائعون. مستوطنات مزدهرة. المكان مذهل، قضيت هناك بعضا من خدمتي العسكرية ووقعت في غرام شديد. الموضوع هنا انه لا يمكن عقد السلام مع سورية دون التنازل عن الجولان. لا يوجد وضع كهذا. كان لهذا السلام غير قليل من الفرص. لدى رابين، ولدى بيريس، ولدى نتنياهو، ولدى باراك (الذي فوت الفرصة لانه تأرنب). ولكن القيادة الاسرائيلية، وربما ايضا الشعب الاسرائيلي، غير مستعدين لدفع الثمن. لماذا ندفع؟ فكل شيء جيد، في هذه الاثناء. الاقتصاد مزدهر، فقاعة العقارات تتجول في الاعالي وكذا الامن على ما يرام. إذن فلينتظر الاسد. ينبغي، على ما يبدو، ان ندفع أولا ثمنا أعلى بكثير، كي نفهم بان هذا هو الثمن.
في هذه الاثناء، الاسد العجوز مات، والاسد الشاب يتصعلق (مع ايران، مع تركيا، مع حماس، مع حزب الله، مع من ستقولون)، محور الشر آخذ في التجسد حولنا، عشرات الاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية الثقيلة والدقيقة موجهة نحو مراكز مدننا (ليس 'سننزل الى الملاجىء في الشمال' بعد اليوم. اعتادوا: في المرة القادمة مشاريع عائلة غيندي ستتلقى ضربة عظيمة. لعل هذا ما سيفجر، أخيرا، فقاعة العقارات)، وبعد قليل لن يكون هناك ما يمكن التوقيع عليه، ومع من.
كل قادة جهاز الامن، من كل الاصناف والانواع والاحجام، موحدين في الرأي بان الاسد معني بتسوية، مستعد لان يدفع ثمنها، وان هذا حيوي لاستكمال دائرة السلام حولنا، لشل فعالية حزب الله، لعزل ايران، لاحياء المحور المعتدل ولانقاذ السمعة الدولية لاسرائيل. والزعامة؟ تحتفل. نتنياهو منشغل بـ 'قانون المواطنة' ويوم الاثنين، صدقوا او لا تصدقوا، سيطرح قانون الاستفتاء الشعبي (الذي يستوجب استفتاء شعبيا على الجولان) على البحث المتجدد في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع (لغرض استكمال التفاصيل الفنية). أحد هنا يدخن سيجارا في دكان لمواد متفجرة. هذه دكاننا.
وماذا عن التجميد؟ الان يمتشق نتنياهو حيلة جديدة: اذا أعاد اوباما وصادق على كتاب بوش، فاني سأمدد التجميد شهرين. تصفيق عاصف. اذا توقفنا عند هذا للحظة، فسنفهم بان الحديث يدور عن ترهات. قبل كل شيء، مهما يكن من أمر، فان الادارة الامريكية الحالية، حطمت بشكل نهائي المصداقية الامريكية. اذا كان اوباما يتنكر لكتب بوش، فلا يوجد ما يمنع الرئيس القادم من التنكر لكتب اوباما. الكتب لن تنقذنا في ساعة الطوارىء. وبالتأكيد ليس الكتب من امريكا.
من جهة اخرى، لا حاجة الى هذا الكتاب. فهو زائد تماما. في الاقتراح الذي نقله ابو مازن الى الامريكيين قبل نحو شهرين، قيل صراحة ان الفلسطينيين مستعدون لتبادل الاراضي. ورفع ابو مازن الرقم الى 4 في المائة، ولكن في الواقع الفلسطينيون ابقوا الخانة التي يفترض ان يكتب فيها رقم النسبة فارغة. اسرائيل مدعوة لان تملأ الفراغ بالرقم الذي تحتاجه.
بالمناسبة، حسب كل الخبراء والرسومات، لم تعد حاجة لـ 4 في المائة. اولمرت تحدث عن 5، 6 في المائة، زائد الممر الآمن (الذي سيضيف 0.8 في المائة)، ولكن ليس هناك مكان تعاد به مثل هذه الارض. كما أنه لا حاجة ايضا. 4 في المائة تترك في اسرائيل حوالي 230 الف مستوطن. هكذا بحيث أن الفلسطينيين اعترفوا منذ زمن بعيد بحاجة اسرائيل الى ضم الكتل الاستيطانية. المبدأ قائم، بقي الجدال على الكمية. من أجل هذا الجدال لا حاجة الى كتاب من اوباما.
نتنياهو يحاول، بالاجمال، كسب الوقت. ليست لديه فكرة عما ينبغي عمله. وهو يتمزق من كل الاتجاهات. في البيت، في المحيط الطبيعي، في السباعية. وهو يتقلب في مضجعه ويعرف بانه أرهق نفسه، أضاع وقتا باهظ الثمن وفقد كل الائتمان. ليس لديه مشكلة حقيقية في أن يمرر شهرين آخرين من التجميد. ان شاء، فسيمرر. ان لم يكن في السباعية ففي المجلس الوزاري. وان لم يكن في المجلس الوزاري ففي الحكومة. من أجل هذا هو رئيس وزراء.
مشكلته هي أنه يخاف، خوف موت حقيقي، من آثار مثل هذه الخطوة. شهران؟ من اجل ماذا يحتاجون فجأة الى شهرين؟ بيبي يعرف انهم يخططون لان ينهوا في غضون شهرين موضوع الحدود، كي يتمكن البناء من الاستئناف فور ذلك حسب الصيغة المتحققة. وهو ليس هناك على الاطلاق. ما له وخطوط 67؟ كيف على الاطلاق وصل الى هذا الوضع؟ صحيح، في المحادثات مع شمعون بيريس يهز رأسه بنشاط عندما يتحدث الرئيس عن هذه المواضيع، وكذا لدى اوباما، ثنائيا، تفوه بكل انواع الاقاويل، ولكن من هنا وحتى هذا التسرع، فان الطريق طويل. فكيف الخروج من المتاهة؟
من استمع له في بداية جلسة الحكومة هذا الاسبوع سمع أنه يشعر بالبرد. الرد التلقائي من جانبه على الازمة. هو في حرج حقيقي، في معركة ايديولوجية داخلية، في جهد يمس شغاف القلب لنيل الشجاعة من مكان ما، لاتخاذ القرار اين اتجاه السير، والسير. لديه أزمة عسيرة في البيت، لديه جلبة في السباعية، وهو ليس مبنيا لهذه الامور.
صراع على الحياة
خوفه من افيغدور ليبرمان هو خوف يدب فيه الشلل. نتنياهو لا يشتري وعود ليبرمان الا ينسحب من الائتلاف في كل الاحوال (وهذا ما يقوله ليبرمان في احاديث مغلقة). من جهة اخرى، امكانية انسحاب العمل واقامة حكومة يمينية ضيقة مع كاتسيلا! تزعجه.
ايهود باراك، من جهته، يواصل الضغط بنشاط. لدى باراك، ليس هذا بدافع الرغبة في تحقيق السلام. هذا صراع من أجل الحياة. اذا انسحب باراك من الحكومة، فانه في الخارج. الحزب سيلفظه الى أبعد مسافة ممكنة وهو سينتهي من الحياة السياسية (الا اذا قرر الارتباط بالليكود وبنتنياهو. ولكنهم يقرأون الاستطلاعات ولديهم مشاكل حتى بدونه). إذن فقد وجد باراك الخيوط والعلاقات وهو يستخدم الروافع وينبش.
وزير الدفاع يستخدم سحره ايضا على زوجة رئيس الوزراء. مثل بيريس، هو ايضا تعرف على من يلبس البنطال في شارع بلفور، ويجري محادثات طويلة، تستغرق الليل، مع رون ديرمر ايضا، المستشار السياسي ورجل سر نتنياهو. هناك من هم مستعدون لان يقسموا بان باراك أخذ ديرمر لنزهة طويلة جدا الى اليسار. ولنتان آشل ألصق بباراك لقبا جديدا: 'نتان الحكيم'. ما يثبت كم كبير يأس وزير الدفاع.
هذا النشاط لا يخفى عن ناظر مقربين بل ومحافل سياسية. وهو يخلق جلبة. هذا الاسبوع نشر في 'معاريف' أن محافل في محيط رئيس الوزراء تتهم باراك بالتآمر وبمحاولة المناورة على رئيس الوزراء تحقيقا لاغراضه. قبل قليل من ذلك نشر أن هناك في محيط نتنياهو من يعتقد ان التجميد كان خطأ. هذه المنشورات اثارت جلبة فظيعة داخل المكتب. مثلما في الايام الطيبة. مرة اخرى يطالبون بفحص الواحد الاخر بآلة الكذب ويخلقون كل انواع نظريات المؤامرة السخيفة التي تطرح افكارا عن جودة وجدية العصبة التي يفترض بها أن تدير امورنا الحساسة.
- صحيفة الغارديان'
براعة في عالم الجاسوسية
أنطونيو سالاس هو الاسم المستعار لصحفي إسباني اعتنق الإسلام بغية التوغل في شبكات دولية توصف بأنها إرهابية، فأصبح ثقة مقربا من أحد 'القتلة' المعروفين بعد أن انتحل شخصية وهمية لفنزويلي من أصل فلسطيني.
عرف سالاس خلال تلك السنوات الخمس بمحمد عبد الله, ووصلت ثقة شخوص عالمه الجديد فيه حد دعوته لدورات في معسكرات 'إرهابية', بل تمكن من أن يصبح المشرف العام على موقع إليتش راميريز سانشيز المعروف بـ'كارلوس ابن آوى', الذي يقبع في السجون الفرنسية بعد إدانته بالمسؤولية عن مقتل أكثر من 80 شخصا.
يقول سالاس إن الهجمات التي طالت قطارات العاصمة الإسبانية مدريد يوم 11 مارس/آذار عام 2004 وأدت إلى مقتل 191 شخصا أصابته كباقي الإسبان بالذهول، وكانت الدافع الأساسي وراء قراره بالتحول إلى مخبر صحفي سري, فتأبط كاميراته السرية ليعرف 'ما يدور في خلد شخص يجرؤ على القتل لمجرد إيدولوجيا'.
وهدفه كما يقول هو 'فهم الإرهاب بنفس الطريقة التي تمكن بها من فهم عالم حليقي الرؤوس وسماسرة الجنس (الرقيق الأبيض)'، بعد أن قاده انتحاله لشخصية أحد حليقي الرؤوس المشجعين لنادي ريال مدريد الرياضي إلى الوصول إلى بعض الجماعات الأكثر عنفا في إسبانيا.
تغطية الهوية
تعلم سالاس اللغة العربية واخترع قصة حياة يختفي خلفها، زاعما أن زوجته دلال مجاهد البالغة من العمر 25 عاما هي من مدينة جنين بالضفة الغربية، وأن رصاصة إسرائيلية اغتالتها وهي حامل, ولمزيد من التعتيم على هذه القصة ذكر أن زواجه من تلك المرأة كان سريا, مختلقا ظروفا قاهرة لتبرير ذلك, وشدد على أن مقتلها هو الذي دفعه لاختيار نهج 'الإرهاب والتطرف'.
وقال إنه أخذ صورا منه وهو في جنين وبوركين, كما طلب من فتاة اسمها فاطمة -تعرف عليها خلال تحقيقه في عالم المتاجرة بالرقيق الأبيض- أن تتركه يأخذ صورا معها كما لو كانت زوجته.
وأضاف أنهما جهزا شقة في برشلونة لتبدو على أنها في فلسطين وأخذا صورا منهما هناك, وعلاوة على ذلك يقول سالاس إنه خط نسخته الخاصة من القرآن بيده، وكان يحملها معه للبرهنة على أنه دخل الإسلام فعلا, وهو ما قال إنه يساعده في إقناع الناس, إذ إن من يحملون معهم نسخهم الخاصة من القرآن بخط أيديهم قليلون.
أما الجزء الأخير من مسعاه للتغطية على هويته الحقيقية فتمثل في التحول إلى صحفي يكافح من أجل الترويج للقضايا 'الجهادية', حيث ساهم في بعض النشرات التي توصف بأنها أصولية متشددة, وسافر عبر العالم العربي من مصر إلى الأردن إلى لبنان, حيث كتب مقالات تدعم ما يريد إيهامه للآخرين, بل إنه ألف كتابين من أجل ذلك, ولم يلبث أن اكتسب السمعة التي كان يريدها.
وقد اتخذ سالاس من فنزويلا قاعدته, ووضع العلم الفلسطيني على مكان إقامته وبدأ يدير قسما تابعا لتنظيم حزب الله اللبناني, لكن أهم ما تمكن من تحقيقه –حسب قوله- هو التقرب من عائلة ابن آوى كارلوس، حيث تعرف على أخويه فلادمير ولينين, قبل أن يقابل أمه وأبناء إخوانه وأخواته وينسجم مع عائلته ككل.
وكان أول حديث له مع كارلوس بالصدفة عبر الهاتف عندما كان مع تلك العائلة, فتحدثا باللغة العربية ثم باللغة الإسبانية.
ويقول سلاس إن كارلوس ذكي ويتحدث ست أو سبع لغات مختلفة, ويضيف سالاس أنه تمكن -من خلال رصده لكل ما يقال عن كارلوس في قناة الجزيرة العربية والتلفزيون الفنزويلي- إلى أن الرئيس الفنزويلي نفسه هوغو شافيز أحد المعجبين الكبار بابن آوى, ولذلك فهو لا ينظر إليه بوصفه إرهابيا وإنما يعتبره ثوريا, ومثالا يحتذى به تماما كما هي حال تشي جيفارا.
ويؤكد سالاس أنه نسج بعد ذلك علاقات وثيقة مع كارلوس بل أصبح يدير موقعا له على الإنترنت, ويذكر أنه دعي لزيارة سجن لاسانتي بفرنسا حيث يوجد كارلوس لكنه رفض ذلك العرض.
أغرب اكتشاف
ويقول إنه تعلم -خلال رحلته في هذا العالم الخاص- كيف يستخدم المسدسات والرشاشات بأنواعها المختلفة ومناظير القناصة، كما تلقى تدريبا على المتفجرات.
'تعلمت كل ما يمكن لجهادي أن يحتاج إليه لأخذ رسالته الإرهابية إلى مدينة في أوروبا أو في الولايات المتحدة الأميركية'، على حد قوله.
ويضيف أن من بين مدربيه عقيدا في الجيش الفنزويلي, لكنه يؤكد أن 'نظام شافيز' لم يكن يدير تلك المعسكرات التدريبية.
أما أغرب اكتشاف له فيقول إنه استعداد الجماعات المتشددة باختلاف مشاربها لأن تتبنى القضايا المختلفة لبعضها البعض, حتى لو لم تكن بينها علاقة خاصة.
- صحيفة 'واشنطن بوست'
اساطير السلام / آرون ديفيد ميلر
مرة أخرى، يتفاوض الإسرائيليون والفلسطينيون (أو يحاولون التفاوض). وفي الخضم، ثمة إدارة أميركية غائصة وسط الوحل. وقد شهدنا هذا الفيلم مرات عديدة من قبل، وقد شهدته شخصياً عدة مرات في السابق كمفاوض وكمستشار لوزيري خارجية، ديمقراطي وجمهوري. فهل ثمة أي داع للاعتقاد بأنه في هذه المرة ستسجل هناك نهاية سعيدة؟ وفي الغضون، تعرقل الشكوك المتبادلة والقيود السياسية المحلية، كما والخلافات الكبيرة المفاوضات. وإلى ذلك، تجعل أساطير عن صنع السلام العربي الإسرائيلي من دور الوساطة الذي تقوم به إدارة أوباما حتى أكثر صعوبة.
لكن التاريخ يطرح بقوة العكس تماماً. فباستثناء معاهدة السلام الأردنية- الإسرائيلية التي أبرمت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1994، كان كل تفاوض تمخض عن اتفاقية سلام دائمة في الشرق الأوسط نتيجة لوساطة أميركية. وقد آلت اتفاقيات أوسلو في التسعينيات من القرن الماضي، والتي تعد النموذج للمفاوضات المباشرة، إلى كارثة عندما اجتاحت حالات انتهاك الالتزامات والإرهاب والعنف والتوقعات التي لم تتحقق، كلاً من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
ومع ذلك، ما تزال قوة المفاوضات المباشرة تفرض ذاتها. ولن أنسى، في هذا المقام، كبير مفاوضي منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات وهو يقول لي في لحظة حنق كبيرة في العام 1995، إنه كان بإمكانه أن يأخذ من الإسرائيليين مباشرة أكثر مما استطاع أخذه من الأميركيين.
وفي المرحلة الحالية من العملية السلمية، من الطبيعي أن تكون المباحثات المباشرة لبناء الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين حيوية، لكنها ليست كافية للتوصل إلى اتفاقية. وعاجلاً لا آجلاً، سوف تحتاج الولايات المتحدة لاستثمار نفسها، على نحو أثقل، في المفاوضات بغية جسر الفجوات حول القضايا المحورية، مثل الحدود ووضع القدس. كما أنها بحاجة لجمع بلايين الدولارات المطلوبة لدعم الاتفاقية التي يتم التوصل إليها، وربما تحتاج لأن تنشر قوات أميركية في وادي الأردن لمراقبة الترتيبات الأمنية.
ومن دون انخراط أميركي فعال، من غير المرجح التوصل إلى اتفاقية وتنفيذ هذه الاتفاقية بالتالي. وقد حدث ذلك من قبل ومن الممكن تكراره. لكن في الأعوام الست عشرة الماضية في ظل رئيسين ديمقراطي وجمهوري على حد سواء، فشلنا في أن نكون قاسين ونزيهين وواعدين كما يقتضي الحال منا حتى نتوسط في الحل. إن علاقتنا مع الإسرائيليين هي علاقة خاصة -ويجب أن تكون كذلك بسبب وضع إسرائيل الأمني الفريد من نوعه والقيم التي تربطنا معاً- لكننا إن أردنا أن نكون وسيطاً معقولاً، فلا يمكن أن يتم ذلك على نحو خاص.
وفي الأثناء، لا نستطيع أن ننافح عن جانب على حساب الآخر أو أن نوضح مواقفنا مع جانب مسبقاً، ويجب أن يكون الطرف الذي نتعامل معه هو الاتفاقية نفسها. كما أننا نحتاج لتبني مواقف تفاوضية تعكس توازن المصالح بين الطرفين، بمعنى أن لا نستخدم موقف اسرائيل كنقطة انطلاق للسياسة الأميركية. والتحدي الماثل أمام إدارة اوباما يكمن في إيجاد هذا التوازن الذي لم يحققه لا بيل كلينتون ولا جورج دبليو بوش.
على الجانب الإسرائيلي، لا يوجد في الحقيقة أي عائق أكبر من السابق. فلأكثر من أربعة عقود، أعاد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية تشكيل السياسة الإسرائيلية وقادها نحو الأسوأ، ملحقاً الإذلال بالفلسطينيين، ومعقداً، على نحو أكثر تعقيداً، عملية معقدة أصلاً. كما أن رفض إسرائيل الأخير لتمديد التجميد على بناء المستوطنات انطوى على تهديد بتقويض المفاوضات، قبل أن تكون أمامها فرصة الانطلاق بشكل جدي.
إلى ذلك، لم تأخذ أي من الإدارات الأميركية المتعاقبة موضوع المستوطنات على محمل الجد كما ينبغي. فما فتئ الخط الأميركي إلا وكان كما هو نفسه: الانضمام إلى المفاوضات هو الطريقة الوحيدة التي تمكن الفلسطينيين من البت في قضية الاستيطان. وحتى وزير الخارجية في حينه جيمس بيكر -الذي كان قد تبنى موقفاً مشدداً من الإسرائيليين فيما يتعلق بالمستوطنات والاحتلال- اعتقد بأن المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل هذا الموضوع، حيث قال للفلسطينيين حينذاك: 'إذا كنتم تطلبون أن نرسل الفرقة 82 المحمولة جواً، فانسوا الموضوع'.
ولكن، وحتى لو تم حل موضوع الاستيطان اليوم، فإن المفاوضات ستواجه مع ذلك تحدياً ضخماً جداً، والذي يتمثل في نشوب أزمة داخل الحركة الوطنية الفلسطينية حيث هناك سلطتان تحكمان منطقتين غير متصلتين، مع وجود هيئتين أمنيتين مختلفتين، وزعيمين مختلفين، ورؤيتين مختلفتين للمستقبل الفلسطيني. وتكون نتيجة الصراع بين حماس والسلطة الفلسطينية أنه من دون وجود سيطرة على قوى العنف في المجتمع الفلسطيني -ومن دون وجود سلطة واحدة تسكت المدافع والصواريخ- فإنه لا يمكن تنفيذ أي اتفاقية.
إن الفكرة القائلة بأن باستطاعة الولايات المتحدة أن تجبر حليفاً وثيقاً على قبول صفقة من شأنها أن تقوض أمنه أو مصالحه السياسية، فهي فكرة خاطئة جملة وتفصيلاً. ويعج الشرق الأوسط بالمخططات الفاشلة للقوى الكبرى التي حاولت فرض اراداتها على القبائل الصغيرة.
لقد كان الضغط على إسرائيل (والعرب أيضاً)، جزءاً حتمياً من كل مفاوضات ناجحة انخرطت فيها الولايات المتحدة. لكن ذلك القتال يجب أن يحدث في إطار علاقة الأمل والثقة، وليس مع الرغبة الأميركية في تقديم فرصة الألم فقط، وإنما أيضاً فرصة الكسب.
وقد قررت إدارة أوباما -التي أمضت الجزء الأكبر من العام الماضي، وهي غير متأكدة مما إذا كانت تريد معاقبة الإسرائيليين أم إشباع رغباتهم- أن تجعل من فرض التجميد الشامل على المستوطنات موضوعاً لا تنازل فيه. وإلى ذلك، اعتقد الرئيس أوباما (مخطئاً) بأنه يستطيع دفع الإسرائيليين للموافقة على مثل هذا التجميد، وهو شيء لا يرضى به حتى أكثر رؤساء وزراء إسرائيل حميمية. وأحدث ما تم أن قال الرئيس أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الشهر الماضي، إن على إسرائيل أن تمدد التجميد على بناء المستوطنات -عندما كان واضحاً أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يقدم على ذلك. وتجعل مثل هذه التصريحات الولايات المتحدة تبدو ضعيفة وغير فعالة.
ربما تكون الإدارة في طور التعلم. وللحفاظ على المفاوضات الحالية عائمة وناجية من الغرق، يبدو أنها تقدم لكلا الجانبين ضمانات خاصة بجوهر المفاوضات: بالنسبة للإسرائيليين، ضمانات أمنية قد تحد من السيادة الفلسطينية؛ وبالنسبة للفلسطينيين، التزام بعودة إسرائيل إلى حدود حزيران (يونيو) من العام 1967، مع مقايضات في الأراضي الإسرائيلية مع أراض في الضفة الغربية تريد إسرائيل ضمها لها. وينطوي هذا على الخطر إذا ذهبت الضمانات أشواطاً بعيدة جداً، لكنه يظهر أن أوباما بات يفهم الآن أن مقارعة اسرائيل حول المستوطنات لا طائل منها.
وربما يساعد ذلك، لكنه لن يقترب من التغلب على تحدياتنا في منطقة تعج بالمشاكل وتعصف بها الأنواء. وقد التبس الأمر بهذا الخصوص على مستشار الأمن القومي جيمس جونز الذي أكد في العام 2009 أنه 'إذا كانت ثمة مشكلة واحدة أريد أن أرفعها للرئيس (لحلها) فهي هذه'.
لن يضفي السلام العربي-الإسرائيلي الاستقرار على أفغانستان، أو يسهل خروج القوات الأميركية من هناك. كما أنه لن يخلق عقداً سياسياً حيوياً بين سنة العراق وشيعته وأكراده. وهو لن يوقف إيران عن امتلاك المواد الانشطارية الكافية لتصنيع قنبلة نووية. ولن يجبر الدول العربية على احترام حقوق الإنسان، كما أنه لن يضع حدّاً للمشاعر المعادية للأمركة، والتي سعّر أوارها دعمنا للأنظمة العربية السلطوية ونشرنا لقواتنا في أفغانستان والعراق وحربنا ضد الإرهاب وعلاقتنا الوطيدة مع إسرائيل.
في الحقيقة، فإن التوصل إلى أي اتفاقية بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا تثبت جدارتها ولا تكون نزيهة، سوف يجعل من موقفنا في هذه المنطقة أكثر صعوبة. ويجب على الرئيس أن لا يحط من قدر أهمية السلام الإسرائيلي-الفلسطيني، لكن عليه في الوقت نفسه أن لا يبالغ في تسويقه أيضاً.
- موقع 'كومون غراوند'
المياه أهم من النفط بالنسبة للسلام في الشرق الأوسط / ميرا إدلستين
يربط الناس في أحيان كثيرة بين الشرق الأوسط والنفط بالتحديد. إلا أن الوصول إلى الموارد المختلفة في مدن المنطقة وبلداتها وقراها ومزارعها قد أصبح مليئاً بالمشاكل، ومنها الماء. ولا يشكل التعامل مع هذه المشكلة وإيجاد الحلول لها ضماناً لمستقبل مستدام فحسب، ولكنه سيساعد كذلك على إيجاد الظروف الضرورية لإقامة السلام الدائم.
هناك نقص في المياه في المنطقة. وفي الوقت نفسه، نجد أن النفايات الصناعية والبلدية التي تنساب عبر حوض نهر الخليل- بيسور، الذي يجري من الضفة الغربية عبر إقليم النقب في جنوب إسرائيل وباتجاه البحر الأبيض المتوسط، قد تسببت بالضرر للمناطق المحيطة، وشكّلت مخاطر صحيّة شديدة على سكان المنطقة، وفاقمت حالات التوتر السياسي الحالية. فحتى فترة وجيزة، على سبيل المثال، أدى تسرّب المجاري والمياه العادمة المستمر من مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية إلى تلوّث البيئة والحقول الزراعية في قرية فلسطينية مجاورة.
وكان نهر الأردن في يوم من الأيام يحمل 1.3 بليون متر مكعب من المياه العذبة إلى البحر الميت سنوياً. وقد انخفض هذا الرقم اليوم إلى 20-30 مليون متر مكعب سنوياً نتيجة لتحويل 98% من مياه النهر من قبل كل من إسرائيل والأردن وسورية من أجل استخدامات زراعية ومنزلية. ويشكل شبه انعدام المياه التي تصل إلى البحر الميت السبب الأكبر لتسارع اختفائه، بالإضافة إلى الاستخراج الواسع للمعادن من مياهه.
وتشكل هذه الأمثلة على تلوث المياه وضياع الموارد مجرد أحد جوانب أزمة المياه القائمة في الشرق الأوسط. ومما يزيد الطين بلّة أن صانعي السلام على المستويين الوطني والإقليمي يستمرون بالكشف عن انعدام الإدارة الصحيحة والتخطيط المناسب لموارد المياه الأساسية في المنطقة؛ مثل نهر الأردن والبحر الميت ومكامن المياه الجوفية الساحلية والجبلية. وبالإضافة إلى ذلك، يقف النزاع الإسرائيلي العربي أحياناً عائقاً في طريق خلق وتطبيق حلول مناسبة لإدارة المياه المشتركة.
إن المنطقة تحتاج لأن تتعامل مع المشاكل البيئية، وكذلك مع النزاعات المستمرة منذ فترة أطول، والتي تعيق حل قضايا المياه. وفي هذا الإطار، تأسست منظمة 'السلام البيئي-أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط' في العام 1994 كمجموعة بيئية تحت اسم EcoPeace، وقد نمت اليوم لتصبح منظمة إقليمية فريدة تضم ناشطين من مختلف دول المنطقة، ونجحت في إقامة جهود تعاونية عبر الحدود من أجل نشر الوعي والتعامل مع تدهور التراث البيئي المشترك، وإيجاد تفاهم وثقة متبادلين في الوقت نفسه.
ويشكل مشروع 'جيران المياه الجيدة' التابع للمنظمة أحد الأمثلة على البرامج التي تولّد التعاون. وتقوم البرامج بتوأمة المجتمعات المحلية المتجاورة عبر الحدود الإسرائيلية-الأردنية بحيث تتشارك مجتمعات محلية، إسرائيلية وفلسطينية أو إسرائيلية وأردنية، في موارد مائية للتعامل مع شح المياه والتلوث. ويسمح هذا التفاعل للمجتمعات المتجاورة بأن تتحد من أجل إعادة التأهيل البيئي وإظهار أهميته ونجاح الإدارة البيئية عبر الحدود.
وعلى سبيل المثال، وفي الفترة بين العامين 2007 و2009، نجحت المجتمعات المحلية المتشاركة في 'صور هداسا' في إسرائيل ووادي فوكين في فلسطين، بتقديم عرائض وشن حملات والتهديد باتخاذ إجراءات قانونية ضد وزارة الدفاع الإسرائيلية من أجل وقف بناء جدار الفصل بين المجتمعين، على أساس أن الضرر الذي سيلحق بمصادر المياه المشتركة لا يمكن عكس اتجاهه. وقد قام أفراد هذه المجتمعات بمشاريع أخرى كذلك؛ مثل تشجيع الإنتاج الزراعي من وادي فوكين في القدس من خلال تعاونية يملكها أحد سكان صور هداسا، وتنظيم زيارات متبادلة بين تلاميذ أطفال من الروضة من الإسرائيليين والفلسطينيين ومجموعات أطفال آخرين، في جهود تهدف إلى مجابهة انعدام الثقة وثقافة الكراهية في سن مبكرة، وهم يقومون الآن بالتخطيط لإنشاء متنزه بين المجتمعين المحليين.
وفي الفترة الأخيرة، نادت منظمة أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط بتفعيل التنسيق عبر الحدود بين إسرائيل وفلسطين والأردن لضمان تنمية مستدامة لحوض نهر الأردن والبحر الميت، رغم أن البنك الدولي ما يزال يُجري دراسة لحفر مجرى محتمل من البحر الأحمر إلى البحر الميت لتغذية مياه البحر الميت. غير أن هذا المشروع قد يشكّل مخاطر كبيرة لبيئة البحر الميت الحسّاسة ويغير تركيبته من المعادن، وهي تركيبة نادرة وفريدة من نوعها. وتنادي المنظمة كذلك بإعادة تأهيل الحوض السفلي لنهر الأردن، الرافد الرئيسي للبحر الميت.
كما قامت المنظمة مؤخراً بتنظيم حدث أسمته 'القفزة الكبرى في نهر الأردن الأسفل'، من أجل لفت الأنظار إلى الوضع البيئي في حوض نهر الأردن الأسفل. وقام رؤساء بلديات وممثلون عنها وشباب من دول الحوض بقفزة رمزية ذات هدف مشترك هو إعادة تأهيل النهر. ومن الواضح أن الإدارة الضعيفة للمياه سوف تستمر بتهديد مصادر رزق السكان والبيئة في المنطقة ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لتغذية النظام البيئي المشترك بتفعيل النشاط المشترك عبر الحدود.
وبشكل عام، تظهر برامج وأبحاث منظمة أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط، أنه يمكن للتعاون عبر الحدود أن يمهد السبيل إلى الاستدامة البيئية في الإقليم، بل وربما إحلال السلام فيه.