
في مقابلة إذاعية، اعترفت المراسلة السابقة في البيت الأبيض هيلين توماس بأنها «لمست عصبا» عبر تعليقاتها على إسرائيل التي أدت إلى تقاعدها. إلا أنها أكدت أن ما قالته «هو تماما ما أؤمن به» ، ولو أن ذلك عنى نهاية مسيرتها المهنية.
وكان توماس (90 عاما) ، المنحدرة من أب لبناني، والمراسلة الأشهر في البيت الأبيض، قد دفعت للاستقالة من عملها كمعلّقة لخدمة «هيرست» الإخبارية في حزيران الماضي، بعدما تمكن حاخام من تصويرها أمام البيت الأبيض وهي تدعو الإسرائيليين إلى الخروج من فلسطين.
كما اضطرت للتنازل عن مقعدها الواقع في الصف الأمامي في قاعة الصحافة في البيت الأبيض، والذي شغلته منذ ولاية أيزنهاور، واستمرت فيه على امتداد عهود تسعة رؤساء لاحقين.
وقالت توماس أمس الأول في مقابلة لإذاعة محلية في ولاية أوهايو استمرّت 35 دقيقة «يبدو أنني خرجت عن السكة (المحددة)، إذ لا يمكنك انتقاد إسرائيل في هذا البلد والاستمرار».
وكان الإعلامي سكوت سبيرز قد أجرى المقابلة وسجّلها الأسبوع الماضي من منزل توماس في واشنطن.
وبقيت توماس بعيدة عن الأضواء منذ تلك الحادثة. وتقول «كان الأمر صعبا للغاية في الأسبوعيين الأولين، ثم تمكنت من الخروج من غيبوبتي».
وكان الحاخام ديفيد نسينوف، الذي يدير موقعاً الكترونياً اسمه «رابي لايف دوت كوم»، قد ذكر أنه تقدم من توماس بعدما شارك في إحياء يوم التراث اليهودي في البيت الأبيض في السابع والعشرين من أيّار الماضي، وسألها إذا كان لديها ما تقوله للإسرائيلبين.
فأجابته توماس قائلة « قل لهم أن يخرجوا من فلسطين.. وتذّكر أن هؤلاء الناس يعيشون تحت الاحتلال والأرض لهم. ليست ألمانيا، وليست بولندا». ولمّا سألها إلى أين يذهب الإسرائيليون، قالت «يجب أن يعودوا إلى ديــارهم». فسألها «أين ديارهم؟» أجابت «بولــندا، ألمانــيا، والولايــات المتحدة وكل مكان آخر».
وفي مقابلتها التي أذيعت أمس الأول، قالت توماس انها أبلغت الحاخام «تماما ما أفكر فيه».
وقال سبيرز خلال المقابلة ان بعض الأخبار التي تناولت الحدث لم تأت على سيرة إشارتها إلى الولايات المتحدّة، بما أوحى أنها كانت تتحدّث عن الحرب العالمية الثانية.
إلا أنها قالت «انا لم أكن أتحدث عن أوشفيتز أو أي شيء آخر. لقد شوّهوا تعليقاتي وهو أمر يحتاجون اليه على ما يبدو لغاياتهم الترويجية، وإلا لتساءل الناس عن سبب استمرارهم في الاحتفاظ بأرض فلسطين».
وشرحت أنه فور إذاعة تعليقاتها، بدأت تتلقى اتصالات هاتفيّة «فقلت لنفسي ان نهاية حياتي المهنية قد حلّت».
وذكّرت توماس أنها أصدرت اعتذارا لأن الناس غضبوا ولأنها اعتقدت أنها جرحت الناس. أضافت «في الوقت ذاته، لم تتغير مشاعري إزاء الاعتداءات والقسوة الإسرائيلية».
ولمّا سئلت عما إذا كانت معادية للساميّة قالت ان تلك التهمة هي «كلام فارغ»، مشيرة إلى أنها تريد للناس أن يتذّكروا «نزاهتي وصدقي وإيماني بالصحافة الحقّة»، مؤكدة أنها ترغب في استئناف العمل.
وقال سبيرز ان توماس وافقت على منحه المقابلة بسبب الصداقة التي نمت بين الاثنين خلال المقابلات السابقة التي أجراها معها للإذاعة.
وتطرقت المقابلة للنساء في السياسة المحليّة الأميركية. ووصفت توماس وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأنها «من الصقور» مضيفة «كنت أعتقد أنه سيكون لدى النساء من الساسة قدر أكبر من التعاطف والليبراليّة».
أما في ما يتعلّق بحاكمة ولاية أريزونا السابقة والمرشحة الجمهورّية لمنصب نائبة الرئيس سارة بالين، فاعتبرت توماس أنها تملك من الطموح ما يمكنها من الترشّح لمنصب الرئاسة «وستكون تلك مصيبة قومية»، واصفة بالين بأنها «محافظة، ورجعيّة وغير معقولة».
وحين سئـلت عن كريســتين اودونــل المرشحة لمجلس الشيوخ عن الجمهــوريين في ولاية ديــلاوير، أجابت بكلمة واحد «مخيفة».
(عن "السفير")