احمدي نجاد يستعرض قوته في لبنان
على شاكلة الاستقبال الذي حظي به الرئيس الإيراني أمس، لقي خبر زيارة احمدي نجاد إلى لبنان حفاوة بالغة في تغطية الصحف الأجنبية بشقيها البريطاني والأميركي، حيث اكتظت مواقع الصحف بالحديث عن هذا الزيارة وأبعادها، وآثارها على الملفات الإيرانية واللبنانية والإقليمية والعالمية.
وفيما كادت لا تخلو صحيفة أجنبية من خبر الزيارة على الأقل عدا ما ترفقه من مقالات تحليلية أخرى بأقلام مراسلي الصحيفة للحديث عن تفاصيل الزيارة المخبئة، اقتصرت بعض الصحف أمثال 'بوسطن غلوب' و'التايم' على تغطية الزيارة عبر مراسلي 'اسوشييتد برس' باسم مروة واليزابيث كيندي تحت عنوان احمدي نجاد يستعرض قوته في لبنان.
وبينما أجمعت جميع الصحف على الحديث عن احتفاء 'حزب الله' بالزيارة والاستقبال الحاشد الذي لقيه احمدي نجاد، قالت 'اسوشيتد برس' إن هذه الزيارة أظهرت تآكل موقف الفريق الموالي للغرب وأظهرت أن ميزان التنافس على النفوذ في لبنان بات يميل لصالح إيران وحليفتها سوريا بعيدا عن الولايات المتحدة وحلفاءها العرب في مصر والسعودية. وشددت الوكالة على تنامي قوة إيران و'حزب الله'، كما أشارت إلى علاقات 'حزب الله' الوثيقة بإيران التي تعد راعيه ومموله الرئيسي حيث يعيش الأخير بدوره في دولة ضمن الدولة اللبنانية.
واعتبرت الوكالة أن الزيارة هي رسالة واضحة من قبل إيران بأن كل المحاولات الأخيرة لعزلها هي محاولات فاشلة وان طهران لا تردع فهي ماضية قدما من خلال تحالفاتها مع الحركات الميليشياوية (حزب لله) ومن خلال برنامجها النووي. ومن جهة أخرى، قالت 'اسوشيتد برس' إن زيارة احمدي نجاد الدراماتيكية أشعلت مخاوف بين السنة والمسيحيين اللبنانيين بأن إيران و'حزب الله' قد يسعيان إلى فرض إرادتهما على البلاد وزج لبنان في حرب مع إسرائيل...
فيسك: لبنان و'حزب الله' يرحبان بنجاد
بدوره علق روبرت فيسك من صحيفة 'الإندبندنت' البريطانية على زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان قبيل حدوثها ومظاهر الحفاوة التي سيقابل بها من قبل المسلمين الشيعة الذين يقطنون الضواحي الجنوبية للعاصمة بيروت حيث من المتوقع أن يمر موكبه والكلام المعسول الذي سيقوله رئيس البرلمان نبيه بري والرئيس ميشيل سليمان عند استقباله.
وقال فيسك إن مليشيا 'حزب الله' الشيعية، أقوى عدو لإسرائيل، تتلقى تسليحها ودعمها المالي من الإيرانيين، لكن السؤال الذي يسأله الجميع بالعاصمة اللبنانية: هل سيجرؤ ويخاطر زعيم 'حزب الله' حسن نصر الله الذي طرد الإسرائيليين من لبنان عام 2006، بحياته بالوقوف إلى جانب أحمدي نجاد؟ فمنذ أن وضعه الإسرائيليون على قائمة اغتيالاتهم، بات نصر الله أكثر حرصا فيما يتعلق بالظهور العلني. ويتساءل فيسك: هل سيقابله؟ أو سيظهر كالمعتاد على شاشة فيديو أكبر وأعلى من مموله؟...
والخلاصة هي: لا، لن يلقى أحمدي نجاد حجارة من لبنان على إسرائيليين لكنه سيزور القبر الجماعي لـ106 مدنيين لبنانيين (معظمهم من الشيعة) حصدهم قصف إسرائيلي بقاعدة أممية في قانا بالجنوب عام 1996. وسيلقي كلمة في قرية بنت جبيل حيث دمر 'حزب الله' كثيرا من الدبابات الإسرائيلية عام 2006 (بعد أن دُمرت بنت جبيل من قبل الإسرائيليين عقب قبض 'حزب الله' على جنديين إسرائيليين.
إن الأمر كله نوع من البروبوغندا ضد الإسرائيليين الذين ينتظرون حرب الربيع القادم مع 'حزب الله'، وأنها نوع من البروبوغندا لـ'حزب الله' الذي ينتظر ما ينتظره الإسرائيليون.
كما أن الأمر تذكرة للبنانيين بأن إيران تقرر مستقبل بلدهم وإسرائيل أيضا، في حين ستظل أميركا صامتة عندما يصل رئيس إيران إلى بيروت اليوم للاحتفال ب'الديمقراطية' اللبنانية، فيما تقوم السفارة الأميركية بعملها الشعائري: إبلاغ مواطنيها بالابتعاد عن شوارع المدن اللبنانية.
أجندة خفية وراء الزيارة الإيرانية إلى لبنان
ونقلت صحيفة 'واشنطن تايمز' عن محللين غربيين قولهم أن زيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى لبنان تزيد من الضغوط على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لسحب تأييد حكومته لتحقيق الأمم المتحدة في مقتل والده عام 2005. ويقول اش جاين وهو متخصص سابق في شؤون الشرق الأوسط لدى هيئة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية 'اعتقد انه من الواضح أن المقصود من زيارة أحمدي نجاد هو إظهار الدعم لحزب الله في وقت يواجه فيه لوائح الاتهام في اغتيال الحريري ويشارك في حملة لتقويض وعرقلة قيام المحكمة الدولية'.
والى حين وقت نشر هذا الخبر، لم يكن واضحا ما إذا كان السيد أحمدي نجاد سيزور المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، وهو تصرف من شأنه أن يشكل إشارة على أن وكلاء إيران كانوا على حدود إسرائيل.
وقال اليوت ابرامز، وهو النائب السابق لمستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جورج بوش 'السؤال هو ، هل تحاول القيادة السياسية في لبنان لثني احمدي نجاد عن التوجه إلى الحدود؟'...
والقضية الملحة الأخرى خلال الزيارة هي الضغوط المتزايدة على الحكومة الحالية فيما يتعلق بالمحكمة الدولية في اغتيال الحريري. إن مشاركة لبنان في المحكمة هي أساسية، لأن الحكومة تقدم 49 في المئة من التمويل....
استقبال احتفالي للرئيس الإيراني أحمدي نجاد في بيروت
وذكر موقع 'سي آن آن' الأميركي أن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، هي الأولى له منذ توليه السلطة عام 2005. وانه كان في استقبال نجاد في المطار عدد من أعضاء البرلمان اللبناني، والمسؤولين الحكوميين والقادة السياسيين في 'حزب الله'، بينما اصطف آلاف الشيعة في الشوارع القريبة من المطار في مزاج احتفالي علت خلاله الأعلام الإيرانية واللبنانية.
وأشارت الصحيفة ان احتفاء الشيعة بنجاد كان مرده ما فعله نجاد عقب حرب لبنان مع إسرائيل عام 2006 مستشهدة بأقوال بعض سكان بلدة بنت جبيل وبرئيس بلديتها الذي تحدث عن التقديمات الإيرانية للمنطقة، وتدفق المال الإيراني لتعويض الناس بعد الحرب. ونقلت الصحيفة عن بعض الخبراء قولهم أن زيارة نجاد إلى لبنان تبعث برسالة إيرانية واضحة بشأن تأثيرها في المنطقة، سيما إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، وبأن إيران هي اللاعب الرئيسي وراء اللاعب السياسي الأكثر قوة وحيوية في لبنان الذي هو حزب الله وعلى الجبهة الإسرائيلية الأولى.
'الغارديان': نجاد يستقبل استقبال الأبطال في لبنان.
من جهتها، أفرغت صحيفة 'الغارديان' للحدث أكثر من مقال واعتبرت أن زيــــــارة نجاد هي تعزيز لحليفه 'حزب الله' وزيارة استفزازية للغرب، حيث قالت الصحيفة أن الرئيس الإيراني سيستغل زيارته لبنان لتعزيز قاعدة مؤيديه في الوطن وفي دوائر الحرس الثوري الذي ينطوي تأييده له على أهمية كبيرة. كما سيحاول في هذه الزيارة التألق على حساب منافسيه مثل علي لاريجاني وهاشمي رافسنجاني بالزعم أنه هو، لا هم، وجه إيران الحقيقي في الخارج.
ونقل هيو ماكلويد عن محللين أن احمدي نجاد والمتشددين في طهران يواجهون مشاكل اقتصادية في الداخل وضغطا عالميا بشأن البرنامج النووي ولذا جاءت الزيارة للتأكيد على أهمية إيران الإقليمية ولتظهر استعداد إيران لمواجهة الولايات المتحدة والسياسات الإسرائيلية على الأقل عبر دعم أعدائهم.
علما أن الصحيفة كانت قد اعتبرت قبيل الزيارة أن احمدي نجاد يتطلع إلى لبنان للهرب من الواقع في بلاده، مشيرة إلى انه على كل من الولايات المتحدة وإسرائيل أن يلحظا أن السبب الأبرز لزيارة أحمدي نجاد إلى لبنان هو سبب داخلي. وهذا ما يتصدر أولويات نجاد وليس إسرائيل والولايات المتحدة... فالرئيس الإيراني بحسب الغارديان يزور لبنان بسبب تراجع شعبيته في الداخل. ومن هنا تأتي زيارته إلى احد الأماكن التي لا تزال تتمتع فيها الجمهورية الإسلامية بدعم حقيقي.
وقالت 'الغارديان' إن 'الزيارة سوف تعزز نجاد لبنان، مركز حليفه القوي حزب الله الذي هو واحد من أهم أدوات النفوذ الإيراني في المنطقة، وستتضمن الزيارة أيضاً رحلة استفزازية لحدود لبنان مع إسرائيل. إن جولة الرئيس نجاد تظاهرة جريئة محسوبة تريد إيران أن تبيّن بها أن محاولات الولايات المتحدة عزلها لن تردعها أو تؤثر بها، كما لن تؤثر مثل هذه الجهود الأميركية على نفوذ طهران الذي بنته من خلال تحالفات مع مجموعات مسلحة كحزب الله، ولن تؤثر أيضاً على تسارع برنامجها النووي. بل ويخوض الرئيس الإيراني بزيارته هذه في أسوأ أزمة سياسية يواجهها لبنان الآن، وذلك من خلال وضع ثقل طهران وراء حزب الله الذي هو في مواجهة حادة مع منافسيه في تآلف سياسي يتمتع بدعم الغرب في لبنان'.
وأضافت الصحيفة أن من شأن هذا التطور أن يفيد أيضا المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يشعر بالقلق ربما إزاء شعبية أحمدي نجاد المتعثرة، مشيرة الى أن التوتر الناجم عن هذه المواجهة بات يهدد في إسقاط حكومة الوحدة الوطنية الهشة التي يشارك فيها الطرفان، وذلك لاحتمال أن يدفع هذا التوتر الحزب المسلح جيداً للسيطرة على بيروت بالعنف كما فعل مرة في مواجهة مماثلة قبل سنتين.
وذكرت أن إيران تُغدق الكثير من المال على لبنان، ويذهب معظمه للحزب، لكن في مؤشر على سعي طهران لتوسيع قاعدة مؤيديها في البلاد، عمدت إلى استخدام بعض هذه الأموال في إعادة بناء البيوت التي تهدمت في جنوب لبنان بسبب الحرب مع إسرائيل عام 2006.
ولاحظت 'الغارديان' أن إيران انتهجت في الأسابيع القليلة الماضية سياسة خارجية هجومية وعدائية تمثلت في الآتي: زيارة لبنان في وقت يشهد فيه اضطراباً سياسياً داخلياً، العمل على تعزيز علاقاتها مع سوريا والسخرية من الجهود الأميركية التي تستهدف التوصل لاتفاق سلام في الشرق الأوسط. كما تحافظ إيران على موقع قوي لها في لبنان من خلال 'حزب الله' الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية، والذي يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ القادرة على الوصول الى قلب إسرائيل.
والآن، مع احتمال أن تُصدر المحكمة الدولية التي تحقق في عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري عام 2005 قرارات لمقاضاة بعض أعضاء 'حزب الله' هذا الشهر، يشعر كثير من المراقبين السياسيين بالخوف من أن يؤدي ذلك الى عنف بين الحزب والشيعة من طرف وبين سعد الحريري رئيس الحكومة الراهنة وحلفائه السنّة من طرف آخر.
ومما يزيد الأمر تعقيداً هو أن زيارة نجاد للبنان تأتي في وقت يزداد فيه التوتر أيضاً بين إيران وإسرائيل. ويبدو أن زيارة الرئيس الإيراني إلى منطقة الحدود اللبنانيةـ الإسرائيلية سوف تؤكد مخاوف الكثيرين من الإسرائيليين من وصول النظام الإيراني إلى عتبة بابهم. ومن شأن هذا التطور أن يزيد من شعور الإسرائيليين بالإهانة لإنكار هذا الرجل 'نجاد' المحرقة اليهودية بل وبعدما دعا إلى إزالة إسرائيل ها هو يأتي الآن إلى حدودها لإلقاء حجر عليها أيضاً. كما أشارت الصحيفة على لسان وزير الدفاع اللبناني انه لم يجر الحديث عن عرض إيران تسليح الجيش اللبناني..
بدوره اعتبر ايان بلاك أن زيارة نجاد هي تذكير بأن 'حزب الله' لديه أصدقاء أقوياء فيما تسبب الحديث عن صدور لوائح الاتهام الخاصة بالمحكمة الدولية بحق عناصر من 'حزب الله' بتسخين الأجواء.
ولم يغب عن الصحيفة ذكر الاحتفاء الكبير والاستقبال الحار الذي أظهره 'حزب الله' بالزيارة سواء على المستوى الإعلامي من خلال قناة المنار أو على المستوى الشعبي من خلال الحشود الشعبية التي استقبلت الرئيس.
من جانبها، أشارت صحيفة 'وول ستريت جورنال' بقلم مراسلتها مارغريت كوكير الى الآراء المتضاربة حول زيارة نجاد إلى لبنان وكيف أن الزيارة كانت مصدرا لحماسة الطائفة الشيعية بسبب دعم الجمهورية الإسلامية وتمويلها لحزب الله أثناء الاحتلال الإسرائيلي، وتقديماتها التعليمية والصحية والاجتماعية وإعادة الإعمار بعيد الحرب الخيرة ضد إسرائيل، فيما ومن جهة ثانية لم تلق الزيارة ترحيبا من الطائفة السنية اثر خوف الأخيرة من استحواذ إيران على لبنان من خلال 'حزب الله'. واستشهد المقال بنماذج من الطائفتين ورأيهم بالزيارة.
أما حنين غدار مراسلة موقع 'فورين بولسي'، فعلقت أنه إذا كان أحمدي نجاد قد جاء إلى بيروت لزرع العلم الإيراني على الأرض اللبنانية، فليس هناك حاجة لذلك: فقد قام حلفاؤه بذلك نيابة عنه. وأضافت غدار 'في ظل رفض رئيس الوزراء سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، التنازل عن المحكمة، يأمل حزب الله في استخدام دعم إيران الصريح كأداة لتقويض المحكمة. ويخشى كثيرون من أن حزب الله، الذي هو جزء من حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، سيغتنم فرصة زخم زيارة احمدي نجاد للضغط على الحريري كي يرضخ لمطالبه. وإذا ما رفض، فإن حزب الله سينظم احتجاجات في الشوارع من اجل إسقاط الحكومة واستبدال الحريري برئيس وزراء أكثر مرونة'. وتابعت غدار 'ومن هنا إن الاستقبال الذي تم ترتيبه لأحمدي نجاد لم يكن فقط لأن اللبنانيين كانوا يريدون أن يكونوا مضيفين جيدين، ولكنه تعبير عن الوزن السياسي لحزب الله وحليفته حركة أمل الشيعية...'.
وأردفت غدار 'يعتقد الكثيرون بأن الاتفاقيات الاقتصادية التي تم التوقيع عليها هي صفقات سياسية أكثر منها عملية. 'لا يهم إذا قبلت الحكومة اللبنانية بهذه العروض أم لا، إنها مجرد رسالة للغرب' قال لقمان سليم، وهو ناشط الشيعي يعمل في الضاحية الجنوبية. ' فهذه الاتفاقات سيتم استخدامها من جانب حزب الله ضد غيرها من الاتفاقات التي وقعها لبنان سابقا مع بلدان أخرى أي مع الغرب...'.
بدورها، غطت صحيفة 'لوس انجلوس تايمز' الزيارة مشيرة إلى العلاقة المميزة التي تجمع إيران بـ'حزب الله' الذي اعتبرت أن الجمهورية الإسلامية استخدمته لنشر الثورة الإسلامية، ونقلت في مقال آخر تعليقات الصحف اللبنانية على زيارة الرئيس الإيراني.
من ناحيتها، ذكرت صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتر' أن الزيارة لم تحدث الكثير من التغيير داخل إيران، معتبرة أن زيارة نجاد إلى لبنان الذي يريد أن يقود محور 'المقاومة' لم يكن لها الكثير من التأثير على الدخل الإيراني الغارق في مشاكله الاقتصادية والحساسية، فعلى الر غم من الحفاوة التي استقبل بها الرئيس الإيراني واستقبال الإبطال الذي استقبله به اللبنانيون فإن هذا لن يكون له أي تأثير على ما يجري داخل إيران.
وقبيل الزيارة، كتب مراسلة موقع 'بي بي سي' جيرمي بوين، تحت عنوان أحمدي نجاد في لبنان: توترات الداخلية والإقليمية:، أنه 'بالنسبة إلى لبعض في هذا الجزء من العالم، سيما الفقراء والمتدينون، لقد أصبح السيد احمدي نجاد والسيد نصر الله نجوما سياسيين على غرار نجوم موسيقى الروك. ولعل السبب الأبرز لذلك وقبل كل شيء، هو عداءهم لدولة إسرائيل. وسيكون السيد أحمدي نجاد ضيفا مرحبا به في المناطق الشيعية في لبنان، حيث دفعت إيران الكثير لإعادة الإعمار بعد الحرب مع إسرائيل في 2006. فقد تدفق المال الذي كان أوله رزمة من الدولارات الأمريكية لكل شخص دمر منزله من خلال حزب الله'.
وقالت بوين 'ولكن كما هو الحال في لبنان، حيث السلطة منقسمة بين الطوائف الدينية، إن بطل احد الطوائف هو كابوس الآخرين... ووصول راعي حزب الله، إيران ، لن يؤدي إلا إلى زيادة الضغط، ويرفع من درجة الحرارة السياسية هنا إلى ابعد الحدود...'، مضيفة 'زيارة السيد أحمدي نجاد إلى الجنوب، هي تذكير للإسرائيليين بأن حزب الله لديه حليف قوي على مقربة منهم. وسيحاول نجاد أن يبين لمؤيديه -- ومنتقديه – في الداخل الإيراني أن إيران ليست معزولة كما تبدو'.