صحافة دولية » -- - أخبار ومقالات من صحف ووكالات ومواقع أجنبية

- موقع israel7 الاسرائيلي
'هتلر' الايراني في لبنان

نشر الموقع الإسرائيلي، أمس، تعليقا على زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان، ومما جاء في التعليق: انطلاقا من بلدة بنت جبيل فان هتلر الايراني يعتقد بان الصهاينة في طريقهم الى الزوال، ويبقى يوم 14 تشرين الاول/اكتوبر يوما حزينا، ولا سيما بالنسبة الى الذين يعتقدون بالسلام في المنطقة، حيث ان نجاد في خطابه قد خنق أي امكانية للسلام، في الشرق الاوسط، وقد اعلن في خطابه ان سكان بنت جبيل قد نجحوا في الحاق الهيمة النكراء بالعدو وقادوهم الى 'اليأس' وان الصهيونية الى زوال، وصرخ هتلر نجاد بأن 'بنت جبيل قد قد الحقت بالعدو الصهيوني هزيمة مرة ..'.
وقد نزع  هذا  الـ ' هتلر' الجديد أي شرعية على وجود اسرائيل، ونسي الديكتاتور الفارسي بان مملكة اسرائيل موجودة قبل فلسطين، وان اليهود بنوا دولتهم على ارضهم، بعد نفي قسري، وبالتالي وبمفعول رجعي يحق لهم العودة لها، ولا يهم ماذا يقول جاهل غير متعلم (illettr&eacascii117te; )  مثل نجاد، واسطورة فلسطين ليست سوى نتاج ايديولوجية سياسية واستراتيجية اسلامية لتدمير اسرائيل، فيما ان الشعب اليهودي مرتبط بأرضه منذ اكثر من 3000 سنة.
 

- موقع 'ذا بالستاين كرونيكل'
اليهود الأميركيون داخل المؤسسة السياسية / جورج س. حشمة ـ واشنطن

من المسلم به هنا على نطاق واسع أن لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأميركية (آيباك)، جماعة الضغط الموالية لإسرائيل والتي تضم الآن 100.000 عضو، كان لها سجل مؤثر في الخمسينيات فيما يتعلق بتعزيز وترويج السياسات الموالية لإسرائيل، والتي يتعلق معظمها بالكونغرس. لكن هناك العديدين من بين المسؤولين المهمين، وكلهم من اليهود الأميركيين الذين يحتلون مناصب حكومية حساسة، استطاعوا التفوق حتى على جماعة الضغط هذه التي كانت قد أنشئت في العام 1950.
وربما يكون من المؤشرات على ثقة هؤلاء المسؤولين أنهم أصبحوا يناقشون الآن علناً، تفاصيل الأدوار التي لعبها زملاؤهم في إدارة الصراع الدائر في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين الذين ما يزالون يتطلعون إلى إقامة دولتهم المستقلة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وقطاع غزة، حيث يبلغ عددهم في المكانين أربعة ملايين نسمة تقريباً. (يبلغ عدد سكان إسرائيل ما يزيد قليلاً على سبعة ملايين نسمة، بينهم حوالي 1.5 مليون عربي فلسطيني معظمهم يقيمون في منطقة الجليل).
خذوا القضية التي تكشفت مؤخراً عن الكيفية التي أدرج فيها شخص مجهول كلاماً معيناً في كلمة وزير الخارجية الأسبق كولن باول، الذي كان قد دعا الفلسطينيين قبل تسع سنوات إلى الاعتراف بإسرائيل 'كدولة يهودية'. وقد أصبحت هذه العبارة الآن، وبعد هذا الوقت المتأخر، واحدة من القضايا الخلافية الكثيرة المستشرية التي تضر بمفاوضات السلام المتوقفة مؤخراً بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان الرئيس جورج دبليو بوش، ومؤخراً باراك أوباما، قد استخدما العبارة نفسها، من دون أن يكونا مدركين لأبعادها وتداعياتها المدمرة.
وفي تصريح له لصحيفة 'الواشنطن بوست' صرح آهارون ديفيد ميلر، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية، الذي كان قد كتب المسودة الأولى لكلمة باول وشارك في المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية لسنوات عديدة، بأن تلك الجملة لم تقرع الكثير من أجراس الإنذار عندما ظهرت في كلمة باول بطريقة غامضة.
لكن ديفيد آيفري، الذي كان في ذلك الحين سفيراً لإسرائيل في واشنطن، اعترف بأنه كان قد اتصل بريتشارد أرميتاج، الذي كان نائباً لوزير الخارجية حينذاك، وأقنعه بإدراج 'تلك الزلة' في مرجعية الخطاب. لكن باول أخبر صحيفة البوست أنه راجع أرميتاج في هذا الصدد، وأن الأخير قال إنه لا يتذكر شيئاً من هذا القبيل.
وفي الآونة الأخيرة، عاد دينيس روس، الخبير المخضرم في شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية، والذي أصبح الآن أحد كبار المساعدين في البيت الأبيض، عاد إلى الظهور، وفقاً لصحيفة البوست، ليكون 'قناة حاسمة بالغة الأهمية، تعمل من وراء الكواليس، في التنسيق بين البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية... من أجل ضمان تلطيف الخلافات بهدوء وبسرية بين الحكومتين'.
ويقال إن الحوافز التي فكر روس بعرضها على الإسرائيليين كانت قد سُربت إلى زميله السابق في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ديفيد ماكوفسكي. وهذا المعهد هو مؤسسة فكرية مؤيدة بقوة لإسرائيل كان قد أسسها مارتن إنديك، نائب مدير الأبحاث السابق في (آيباك) والذي أصبح الآن نائب الرئيس لشؤون السياسة الخارجية في معهد بروكنغز. وحتى وقت قريب، كان إنديك مديراً لمعهد سابان لسياسة الشرق الأوسط في بروكنغز، كما كان قد عمل سابقاً سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل لفترتين. وكان ماكوفسكي وروس قد تشاركا في تأليف كتاب بعنوان: 'الأساطير، الأوهام والسلام: دليل إرشادي جديد لمنطقة الشرق الأوسط'.
وقد أتت مقالة ماكوفسكي على ذكر لائحة تبعث على الصدمة من الضمانات التي قدمت للإسرائيليين، بما فيها ضمان 'فترة انتقالية' طويلة الأمد من السيطرة الأمنية الإسرائيلية في وادي الأردن، وهو ما وصفه ماكوفسكي بأنه 'إشارة واضحة لإبقاء القوات الإسرائيلية في تلك المنطقة (الفلسطينية) لفترة مطولة من الزمن'.
وقد تكشفت المزيد من المعلومات حول تأثير نفوذ اليهود الأميركيين داخل الإدارة الأميركية، بعد رفع صفة السرية عن نقاشات سرية كانت قد جرت بين كبار القادة الإسرائيليين خلال حرب يوم الغفران، أو حرب تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1973. وقد بدا القادة الإسرائيليون وأنهم كانوا في حيرة من أمرهم في نهاية الساعات الأولى من الحرب، خوفاً من أن تتمكن القوات العربية القادمة من مصر وسورية والأردن باجتياحهم. وفي رد فعلها على ذلك الوضع، فكرت رئيسة وزراء إسرائيل حينذاك غولدا مئير بالقيام بزيارة إلى واشنطن، لطلب المساعدة من الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون.
لكنها لم تقم بالزيارة، واختارت بدلاً من ذلك مناشدة وزير الخارجية في ذلك الوقت هنري كسينغر. ونتيجة لذلك، أرسل الرئيس الأميركي جسراً جوياً من المواد التي أحدثت كل الفرق لصالح إسرائيل في الحرب التي استمرت 20 يوماً.
وفي معرض تعليقه على الوثائق التي كشف النقاب عنها، صرح يحزقيل درور، الذي يوصف بأنه أبرز علماء السياسة الإسرائيلين، لمستمعي محطة إذاعة إسرائيلية، بأن القادة الإسرائيليين أخفقوا في إدراك هدف الحرب الحقيقي، الذي قال إنه تمثل في الضغط على إسرائيل لإعادة الأراضي العربية المحتلة.
ثم أوضح درور أن المصريين 'استخدموا الحرب من أجل تحقيق هدف سياسي. فلماذا لم ندرك ذلك؟ لأننا لم نفكر سياسياً. ومن الواضح أن الجيش لم يفهم حقيقة استخدام الطرف الآخر للسلاح كأداة سياسية، ليس للغزو، وإنما من أجل التوصل إلى أفضل صفقة ممكنة حول سيناء'.
وينطبق الأمر نفسه على قضية الأسطول التركي في أيار (مايو) الماضي عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية السفينة التركية. وقد أكد درور أن القيادة الإسرائيلية تظل في حاجة إلى الجمع بين الغموض والوضوح. ويشكل نهج إسرائيل إزاء عملية السلام مع الفلسطينيين مثالاً آخر، كما قال في تقرير البوست. وأضاف: 'إن السؤال الرئيسي يتعلق بأن ما تريده إسرائيل يبقى غير واضح'.
فدعونا نأمل بأن يتمكن الرئيس أوباما أيضاً من استيعاب هذه النقطة، بغض النظر عما يقوله له اللوبي الإسرائيلي أو مستشاروه اليهود.

 
- صحيفة 'هآرتس'
كنيست من دون عرب

إن تعديل قانون المواطنة، الذي استقر رأي الحكومة عليه، ليس قانونا عنصريا بل ولا فيه غبار العنصرية. إن اللورد بلفور، الذي التزم بإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في ارض اسرائيل وهو التزام اشتمل عليه انتداب عصبة الأمم لم يكن عنصريا. ولم تعمل الجمعية العامة للامم المتحدة صدورا عن العنصرية، عندما قررت انشاء دولة يهودية ودولة عربية في ارض اسرائيل.
ولم يكن دافيد بن غوريون، الذي اعلن في الخامس من أيار (مايو) 1948 (حسب التاريخ العبري المترجـِم) انشاء 'دولة يهودية في ارض اسرائيل هي دولة اسرائيل'، لم يكن عنصريا، وكذلك الرئيس اوباما، الذي يُصرح من فوق منصة الامم المتحدة بأن دولة اسرائيل هي 'الوطن التاريخي للشعب اليهودي'، ليس عنصريا.
إن معنى مصطلح 'دولة يهودية'، في سياق الجدل الحالي، ليس دينيا بل قوميا فقد وقع مُلحدون بارزون وثيقة الاستقلال ايضا. يقول هذا المصطلح انه يوجد شعب يهودي، وإن اليهودية ليست دينا فقط بل قومية ايضا، وإن للشعب اليهودي حقا كاملا في انشاء دولته القومية في وطنه التاريخي. وبخلاف المواقف السائدة في حلقات اليسار المتطرف والليبرالية المتطرفة لم تأخذ الدولة القومية في الاختفاء من العالم بل العكس هو الصحيح. لم أستطع أن أفهم قط لماذا يوجد أناس مستعدون للقتال من اجل حق 'الشعب الفلسطيني' في تقرير المصير، لكنهم يرون طموح الشعب اليهودي الى تقرير المصير عنصرية.
كل هذا لا يُقلل من الحماقة في قرار الحكومة. فالحديث عن تعديل لا داعي له، مضر وخطر في الأساس لانه لا توجد أي حاجة أو داع لأن تفتح دولة اسرائيل التي تواجه جبهات كثيرة وأعداءً كثيرين جبهة اخرى، في مواجهة 20 في المئة من مواطنيها هذه المرة. دخلت الحكومة بقرارها منزلقا دحضا، ينتهي الى الهاوية.
من الواضح أن الهدف الحقيقي لاولئك الذين يقفون من وراء تعديل القانون ليس هو التعديل نفسه؛ بل هذا تمويه فقط. لا يوجد لهذا التعديل أي معنى عملي. وليس هو ذا صلة بمليون ونصف مليون من مواطني اسرائيل العرب أو نسلهم، ولا باليهود؛ ربما يصبح ذا صلة، بعشر حالات كل سنة. القصد الحقيقي هو تغيير قانون الكنيست الأساسي، بحيث يُضاف الى تصريح الولاء الذي يلتزم به كل عضو كنيست مع توليه عمله 'حفظ الولاء لدولة اسرائيل' ثلاث كلمات: 'على أنها دولة يهودية وديمقراطية'. وذلك لمنع اعضاء الكنيست العرب، الذين سيرفض أكثرهم أو كلهم هذا التصريح، من العمل في الكنيست.
من المؤكد انه سيكون هنالك يهود غير قليلين يُفرحهم أن يروا كنيست بغير مندوبين عرب. وربما أمكن تفهمهم، لأن اعضاء الكنيست العرب اكتسبوا عن حق الشعور بالبُغض الذي تشعر به نحوهم أعداد كبيرة من الجمهور اليهودي. لكن هذا سيكون بالنسبة لدولة اسرائيل خطأ بالغا وقرارا كارثيا. لا تُمثل عضو الكنيست حنين الزعبي الجمهور العربي في اسرائيل. إن مجتمعا سليما راغبا في الحياة لا يُحدث على عمدٍ مواجهة مع 20 في المئة من اعضائه؛ بل يعمل على إدماجهم فيه وزيادة مشايعتهم للدولة، لا على عزلهم وإحداث شعور عندهم بالغربة والكراهية.
إن صورة دولة اسرائيل على أنها دولة ديمقراطية هو في نفسها. وتعديل قانون أساس الكنيست الذي يُبعد العرب سيضر إضرارا شديدا بهذه الصورة ويُسبب ضررا لا يمكن تخمينه بدولة اسرائيل. ينبغي أن نأمل أن يصحو رئيس الحكومة قبل أن يفوت الوقت.


- وكالة 'نوفوستي'
الحكم بالسجن المؤبد على أمير سعودي  

قضت محكمة أولد بيلي فى لندن بالسجن المؤبد على الأمير السعودي، سعود بن عبد العزيز بن ناصر آل سعود، بتهمة قتل مساعده بندر عبد العزيز في شباط/فبراير الماضي في لندن، على أن يقضي في السجن عشرين عاما على الأقل، كما أفاد موقع 'بي بي سي'.
وقال القاضي موجها كلامه إلى المتهم أثناء النطق بالحكم 'كنت في موقع سلطة وثقة بالنسبة للضحية وقد استغلت ذلك أبشع الاستغلال'.
وأضاف القاضي: 'ليس من المعتاد أن يقف أمير في قفص الاتهام، ولكن لا أحد فوق القانون في هذا البلد'. وقد وقف المتهم في قفص الاتهام أثناء النطق بالحكم وذراعاه مشبوكتان على صدره، من دون أن يبدي أية مشاعر.
 

- صحيفة 'الغارديان'
سوريا: الوسيط النافذ في الشرق الأوسط  
 
'سوف تنجح الديمقراطية العراقية، وسيبعث ذلك النجاح الأخبار من دمشق إلى طهران بأن الحرية يمكن أن تكون مستقبل كل أمة'.
تلك كانت كلمات الرئيس جورج دبليو بوش يوم 6 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2003.
ولكن، لحظة، ولنقلها صريحة: إن النتيجة ليست كما استشرفها بوش. فقد شجع غزو كل من أفغانستان والعراق إيران على التخلص ببساطة من عدويها اللدودين: نظام صدام حسين في العراق، وطالبان في أفغانستان. أما سورية، من جهة أخرى، فقد خرجت ثانية مؤخراً وحسب من الغياب لتكون وسيط قوة إقليميا رئيسيا، بعد أن تخلصت من أعوام من الضغوطات الأميركية والدولية عليها في لبنان والعراق على حد سواء، واللتين أمستا راهناً دولتين مقسمتين ضعيفتين، ونهباً لسطوة النفوذ الخارجي، وللحروب التي تجري على أراضيهما بالإنابة، بالإضافة إلى المساومات.
وبينما زادت من سوية نفوذها الإقليمي، بقيت سورية متشبثة بخط الدفاع، مما جعلها منعزلة على نحو متنام. وغضوناً، عززت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش من سياستها العدوانية عندما أقرت قانون محاسبة سورية، ممهدة الطريق أمام ممارسة المزيد من الضغط السياسي والاقتصادي عليها.
ثم تدهور موقف سورية أكثر فأكثر في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في العام 2005. وقد عملت التداعيات السياسية والشعبية لعملية الاغتيال، سوية مع الضغط الدولي المتصاعد، على إجبار سورية على سحب قواتها وتنصيب حكومة معادية للنظام السوري في لبنان.
وطبقاً للسفير الأميركي السابق في سورية، ريتشارد ميرفي، فقد شعرت سورية عندئذٍ بأنها 'وحيدة تماماً، وبأن واشنطن رأت في ذلك حالة عقلية جيدة لوضع السوريين فيها'. وكانت إدارة بوش تقيم مستقبل سورية من خلال التحدث مع معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، وحتى عبر تقديم مساعدات مالية لهم في حالات معينة.
وفي العراق، وجهت الاتهامات مراراً وتكراراً إلى سورية حتى، من جانب حلفاء إيران العراقيين الشيعة، حيث اتمت بدعم التمرد السني وتسهيل انتقال المفجرين الانتحاريين عبر حدودها. لكن سورية نفت هذه الاتهامات، حتى بعد أن بث التلفزيون العراقي الرسمي اعترافات من متمردين ألقي القبض عليهم، والتي تبين بما ليس فيه مجال للغموض، أنهم كانوا قد تلقوا تدريبات في سورية بينما كانوا في طريقهم إلى العراق.
وفي الأثناء، اعتصمت سورية بالسمت والانتظار، عل قادم الأيام تجلب تغييراً في التوجهات. أو بعبارات أخرى، في انتظار أفول إدارة الرئيس بوش. وكان الصبر سلاحاً هائلاً بالنسبة لنظام غير ديمقراطي: ذلك أن الوقت بالنسبة إليه لا ينفد، في الوقت الذي لا تبقى فيه السياسة الخارجية محددة بحدود دستورية.
ويبدو أن الصبر السوري قد آتى أكله على خير ما يرام، فاستعادت سورية وزنها السياسي. وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، قام رئيس الوزراء اللبناني الحالي سعد الحريري - نجل رفيق الحريري- بزيارة دمشق، وقابل الرئيس الأسد الذي كان الأول قد كال له الاتهامات بالوقوف وراء اغتيال والده (ومنذ ذلك الحين، سحب الحريري اتهاماته).
ومن جهته، أقدم الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط على إحداث انعطافة رئيسية في موقفه، واعتبر أن تحالفه مع الإدارة الأميركية السابقة كان بمثابة 'نقطة سوداء' في تاريخه، ودعا إلى تمتين الصلات مع سورية، ثم أعلن انسحابه من تحالف 14 آذار الحاكم- في خطوة قد تعطي سورية الآن أغلبية في البرلمان اللبناني.
وفي الجانب العراقي، استغرق الحصاد السوري وقتاً أطول. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد اتهم سورية بإيواء البعثيين السابقين، مما زاد من تدهور العلاقات بين البلدين الجارين.
وقررت سورية، من ثم، الجلوس وانتظار ما عساها أن تجلب الانتخابات العراقية - بكلمات نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد 'حكومة أكثر ودية'. وفي الانتخابات التي أجريت في شهر أيار (مايو) الماضي، دعمت سورية (سوية مع المملكة العربية السعودية) علناً قائمة ائتلاف القائمة العراقية بقيادة السياسي العلماني إياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق. وبعد تلقيه دعماً سنياً غير مسبوق، كسب ائتلاف علاوي أكبر حصة من المقاعد في البرلمان العراقي (91 مقعداً)، أي أكثر قليلاً من المالكي (89).
وقد أرادت سورية للمالكي أن يخرج من الحكم، لكن إيران كان لها وجهة نظر مختلفة، فعمل البلدان كل على هواه في اتجاهين مختلفين. وبعد الكثير من الجهد الإيراني، اقتنعت سورية في نهاية المطاف بقبول المالكي - بعد أن أرسل رسالة إلى دمشق، قيل إنه اعتذر فيها عن اتهاماته. وفي اليوم التاسع من أيلول (سبتمبر)، تبادل رئيسا وزراء البلدين مكالمة هاتفية وصفت بأنها (ودية).
وقد كان لتلك المكالمة أثرها السحري. فبعد 24 ساعة منها، وقع وزيرا النفط في البلدين اتفاقية لمد خط أنابيب يربط بينهما لتصدير النفط العراقي عبر الأراضي السورية؛ كما أعيد تنشيط كافة اتفاقيات التعاون بين البلدين؛ وعاد سفيرا البلدين إلى موقعيهما في دمشق وبغداد. وبعد حوالي أسبوع من ذلك، زار أحمدي نجاد دمشق لبحث 'الموضوع العراقي' من بين مواضيع أخرى، ثم رد الرئيس الأسد تلك الزيارة بزيارة قام بها إلى طهران.
ولأول مرة منذ الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، يكون لسورية الآن تأثير سياسي في بغداد. ويحتاج المالكي إلى الدعم من دمشق حتى يتمكن من تشكيل حكومة شرعية إقليمية ومحلية، تشتمل على تمثيل سني معقول، وبغية إطلاق مبادرة تصالحية أخرى مع قادة التمرد.
ولم تكن حالة العراق هي المرة الأولى التي تختلف فيها دمشق مع طهران في 'تحالفهما الاستراتيجي'. وكانت سورية وإيران قد خاضتا حربا بالإنابة في لبنان في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي من خلال الحركتين الشيعيتين المتنافستين أمل وحزب الله، المصطفتين على التوالي مع البلدين. وكان الجيش السوري قد خاض اشتباكات مع حزب الله في بيروت وأعدم 23 من أعضاء الحزب في العام 1987.
وفي العام الماضي، وقفت سورية في أزمة اليمن إلى جانب المملكة العربية السعودية التي هاجمت قواتها الثوار الشيعة عبر الحدود، في الوقت الذي اتهمت فيه إيران بتدريب هؤلاء الثوار ودعمهم. وفي وقت سابق من هذا العام، استأنف حزب البعث السوري الحاكم في دمشق دوره التوسطي بين حكومة اليمن ومجموعة مظلة أحزاب المعارضة، وهو دور آخر يتضارب مع سياسة إيران الخارجية.
ولا تنتهي طموحات سورية هناك، فهي تسعى أيضاً إلى التوسط بين إيران والغرب. ومن غير الواضح بعد طبيعة الدور الذي تستطيع سورية أن تضطلع به على هذا الصعيد. لكن ما هو أكيد مع ذلك هو أن أيام الضغط والقتامة التي تميزت بها حقبة بوش قد ولت، وأن إدارة أوباما أدركت الحاجة إلى الانخراط مع سورية، كما أوصت مجموعة دراسة العراق في العام 2006.
ومن جهتها، تحتاج إدارة أوباما إلى سورية من أجل مساعدتها في الموضوع الفلسطيني، خاصة بالنظر إلى التأثير القوي الذي تتمتع به سورية على حركة حماس (التي يقيم زعيمها خالد مشعل في دمشق)، بالإضافة إلى تواجد أكثر من 12 جناحاً فلسطينياً معارضاً آخر هناك. ولذلك السبب، اجتمعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع نظيرها السوري وليد المعلم في نيويورك يوم 27 أيلول (سبتمبر) الماضي، ومع نائبه لاحقاً، خلال زيارة قاما بها لواشنطن.
وفي الوقت الراهن، أصبح الماضي بالنسبة للبلدين ماضياً فحسب، أما ما يتبقى، فهو لعبة الدمشقيين المفضلة: المساومة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد