- صحيفة 'لوموند'
إيران تواجه صعوبات تكنولوجية / ناتالي نوغافريد
رغم عروض الحوار المطروحة أمامها، والتي لا نعرف لحد اليوم إن كانت ستفضي إلى محادثات جديدة مع القوى العظمى في منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي في فيينا، فإن إيران ما تزال تواصل أعمالها النووية التي لا يشك معظم العالم -حتى الصينيون- في أنها أعمال ترمي إلى الحصول على قدرة صنع آلة نووية في قلب منطقة جد حساسة.
وتشبه هذه المسألة لعبة 'مكعب روبيكس'، التي يؤدي تحريك أي قطعة فيها إلى تحرك بقية القطع، من دون أن نعرف إن كانت التركيبة الرابحة هي التي سنحصل عليها في نهاية المطاف، ومن دون أن نعرف أيضا كم من الوقت يبقى أمامنا لحل اللغز.
بإمكان إدارة الرئيس أوباما أن تبتهج بوضعها بعض الألوان الموحدة على وجه من وجوه المكعب، وجه تعدد الأطراف تحديدا. فالروس والصينيون قبلوا خلال هذه السنة، بعقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، الأكثر صرامة من سابقاتها التي تعود إلى عهد بوش. لكن هذه الحركة جرّت إخفاقا على وجه آخر من وجوه المكعب. إذ إن الأتراك والبرازيليين الذين سخطوا كثيرا من الطريقة التي رفضت بها واشنطن مقترحهم الدبلوماسي، ما لبثوا أن صوّبوا سهامهم ضد قرار مجلس الأمن، وخلقوا بذلك ثقبا لا يستهان به في وحدة المجتمع الدولي.
وعلى وجه العقوبات في هذا المكعب، بإمكان واشنطن أيضا أن تبتهج كونها استطاعت أن تحرك قطعا أخرى في المكعب. لقد ذهب الاتحاد الأوروبي وبعض البلدان الأخرى، أبعد مما ذهبت إليه منظمة الأمم المتحدة. إذ يبدو أن الحظر المفروض على إيران فيما يخص الاستثمارات الأجنبية في مجال الطاقة، وتزويد إيران ببعض التجهيزات، والمصالح المالية، بل وحتى النقل، يبدو حظرا ناجحا فعلا، لو أخذنا بالاعتبار الإعلانات المتتالية عن انسحاب الشركات العالمية من السوق الإيرانية.
ناهيك عن أن ثمة، وراء هذا الجهد، عامل قوي، يتمثل في التشريع الأميركي الموقع في شهر تموز (يوليو) من قبل الرئيس أوباما، وهو القانون الذي يهدد الشركات الأجنبية التي تستمر في التعامل عن قرب مع طهران، بالإقصاء من السوق الأميركية.
لكن من آثار هذا البعد العالمي الذي تتخذه الإجراءات المتخذة من قبل واشنطن، أنه سوف يبلبل التحالف المشار إليه آنفا، إذ إن الروس والصينيين غاضبون بسبب وجودهم أمام الأمر الواقع الذي فرضته قرارات يقدرون أنهم لم يصادقوا عليها في منظمة الأمم المتحدة.
وإذا نظرنا الآن إلى الوجه السياسي الداخلي الإيراني للمكعب، سنكتشف أن طموحات العقوبات المفروضة على إيران تتمثل في دفع نظامها إلى الاستسلام، بوضعه في موقع الدفاع عن النفس. فهذا النظام يقف بالفعل في هذا الموقف تحديدا على الصعيد الاقتصادي. فالعقوبات تضاف إلى آثار اختلال وفوضى النظام الذي تهيمن عليه الطغمة شبه العسكرية.
فخلال هذا الشهر، فقد الريال الإيراني فجأة ما بين 10 و20% من قيمته، ليرغم بذلك، البنك المركزي على التدخل. وفي هذا السياق، نظم تجار البازار، إضرابا من أجل الاحتجاج على الرسوم الجديدة. وقد أجلت السلطات لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، اقتطاعات على الأموال الخاصة، كانت ستفرض على مادة البنزين ومواد أخرى، لخشيتها من حدوث اضطرابات اجتماعية.
والحال أن قطع المكعب هذه قد تحرك قطعا أخرى بالفعل، لكن بصورة قد لا تكون مرضية. إنه خطر تصلب النظام الإيراني أكثر مما يحق له، وجعل السكان يقفون وراء راية مقاومة وطنية ضد المستبدين الأجانب. إن البرنامج النووي يحقق بعض الوفاق الداخلي في إيران، وحسبنا في ذلك أن نذكر جيدا أن مير حسين موسوي، وهو واحد من سلسلة المعارضين، كان رئيسا للوزراء عندما كانت الأنشطة النووية في بداياتها الأولى، العام 1980.
والآن لننظر إلى الجانب الإقليمي في المكعب! إن الولايات المتحدة الأميركية تسعى الآن لصد الخطر الذي تمثله إيران في نظر دول الخليج العربية. فهي تعد لمبيعات أسلحة مهمة، لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وهي تشهر دفاعات مضادة للصواريخ، وضمانات أمنية. أما الهدف من ذلك، فهو وضع بلدان المنطقة في حالة من الثقة بالنفس من أجل تضييق الخناق المالي على الجمهورية الإسلامية، وفي الوقت نفسه، من أجل ثني هذه البلدان نفسها عن أي سباق نحو السلاح النووي.
لكن هذا الاحتواء، مع ذلك، نراه يحرك قطعا أخرى في المكعب. لقد ذكرتنا إيران، بزيارة محمود أحمدي نجاد الأخيرة إلى لبنان، بقدرتها على الإيذاء في المنطقة. وفي هذا الشأن، قد يتساءل عرب الخليج حول إصرار الإدارة الأميركية في توجيه ضربة قاضية للبرنامج النووي للجارة الشيعية الكبيرة. إذ قد يوحي الاحتواء الأميركي، ما بين السطور، إلى إعدادها لمرحلة 'ما بعد القنبلة الإيرانية'.
ويأتي الآن الوجه التكنولوجي للمكعب. فهو يؤدي بنا إلى السؤال الآتي: كم بقي من الوقت؟ فإيران تملك اليوم ما يلزمها لصناعة آلتين نوويتين إن قررت ذلك، لكنها اختارت في الوقت الحالي، الاستمرار في تطوير مخزونها من اليورانيوم خفيف التخصيب (ما يقرب من 3 أطنان)، حتى تحافظ على مظهر البرنامج المدني لمشروعها النووي. فإن كان عليها أن تجتاز اليوم الخطوة نحو إنتاج المادة الانشطارية، فستحتاج إلى سنة، حسب تقديرات واشنطن.
أما الخبر السعيد، فهو أن إيران تواجه صعوبات تكنولوجية. فهي تعاني في الحصول على معادن خاصة، ضرورية لصناعة الطاردات المركزية، وهي الأجهزة التي تخصب اليورانيوم.
هذه الطاردات المركزية المعروفة، وعددها 800، قائمة على نموذج باكستاني قديم، بدأ يقدم إشارات البلى والخلل. فالعقوبات، وفك شبكات السوق النووية السوداء، وكذلك عمليات تخريب محتملة، يبدو وكأنها تفسر هذه الخيبات. ويبدو هذا الوجه من المكعب واعدا، ويفسح المجال للعمل الدبلوماسي.
اللهم إلا إذا قررت إيران، في حال رأت أن مخزونها من الطاردات المركزية محدود من حيث عمره الزمني، تسريع الأزمة، بانتقالها في السر أو في عدمه، إلى إنتاج المادة الانشطارية. وهذا الافتراض، الذي يذكره الاختصاصيون، لا يبدو افتراضا مقبولا من قبل فريق أوباما الذي يراهن على الزمن الذي تم كسبه، بل هو يشير إلى الوجه الأخير من المكعب، ألا وهو موقف إسرائيل التي تلاحظ الأوجه الأخرى كافة من المكعب.
- صحيفة 'يديعوت أحرونوت'
العقوبات تنجح..ايران تجف
لا تصدقوا الدعاية الايرانية والزيارة التحريضية لاحمدي نجاد الى لبنان. العقوبات تحاصر نظام آيات الله بخاتم خانق، وهو لا يعرف كيف يخلص نفسه من شدته.
تشرين الثاني (نوفمبر)، مثلا، يفترض أن يكون اسود في ايران، ولكن السلطات هناك تخفي ذلك قدر الامكان. في هذا الشهر، ستضطر الحكومة الى وقف الدعم الحكومي للوقود، وسماء اوروبا ستغلق نهائيا في وجه الطائرات الايرانية. اذا ما واظب الغرب على هذه الخطوة يمكنه ان يؤدي الى مقاطعة كاملة وعزل مطلق للدولة الخمينية. كل الدول الاوروبية، باستثناء المانيا والنمسا أغلقت في تشرين الاول سماءها في وجه 'ايران اير' والشركات الخاصة.
هذه الخطوة الهامة مرت عندنا تقريبا دون ايلاء اهتمام اعلامي، ولكن بعد أن انضمت المانيا والنمسا الى المقاطعة، ستغلق اوروبا تماما وذلك لانه ليس هناك أي دولة مستعدة لشحن الطائرات الايرانية بالوقود، وبدون وقود لا يمكن الطيران. بعض من الشركات ألغت عقودها. بعض آخر تنتظر أن تنتهي، ولكن لا تخاطر أي دولة أو أي شركة محترمة بحظر الدخول الى الولايات المتحدة.
وعليه يجب ان تضاف حقيقة أن كل شركات الطاقة الكبرى في العالم ستقطع منذ الان علاقاتها مع ايران. مثلا 'شِل' الهولندية البريطانية، 'توتال' الفرنسية، ENI الايطالية، 'ستاتويل' النرويجية وغيرها، والمعنى هو أن الوقود المصفى يصعب وصوله منذ الان الى ايران. صحيح أن شركات صينية وروسية مستعدة للدخول بدلا منها، ولكن التزود بالوقود الى اوروبا، مثلا، لن يكون ممكنا من أي شركة أجنبية.
شركة 'لويدز'، التي تصدر الوقود من ايران، اوقفت ارتباطها، ولا يمكن للشاحنات ان تدخل دولا معينة.
وسيكون لهذا تتمة. كون الحكومة في طهران علقت في أزمة حقيقية، فقد أعلنت انها ستوقف في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الدعم الحكومي عن الوقود للسيارات الخاصة. كل سائق تلقى حتى اليوم أول 60 لتراً في الشهر بثمن مثير للضحك بمقدار 10 سنتات للتر، وعدة عشرات اخرى بثمن منخفض. في تشرين الثاني (نوفمبر) هذا سينتهي، الامر الذي من شأنه أن يؤدي الى يقظة في الشارع الغاضب. الايراني ببساطة يعرف ان حكومته تستثمر مبالغ مجنونة في التسلح العسكري وفي بعثرة الاموال في العالم، على حسابنا. وعليه، فانها تجد صعوبة في الدعم الحكومي للوقود، والذي يكلفها 100 مليار دولار في السنة. للثورة الخمينية تنفد الطاقة اللازمة لها كي تفي بالاهداف المتطرفة التي وضعتها لنفسها. على العالم أن يواصل التركيز على العقوبات وعندها لا تكون امكانية ان ينجح احمدي نجاد في التحرر من خناقها، الذي سيتوثق حوله أكثر فأكثر.
كون ايران تواصل رفضها التخلي عن البرنامج النووي، بل والشروع في مفاوضات حول ذلك، فان المرحلة القادمة يجب ان تكون مقاطعة كاملة للمطارات الايرانية، مثلما حصل للقذافي الى أن استسلم. يمكن لهذا أن يكون حتى بدون قرار من الامم المتحدة: يكفي قرار دول الاتحاد الاوروبي القريبة من الموافقة على ذلك. بعد ذلك تأتي ايضا الامم المتحدة وتنضم دول عديدة اخرى.
لا تصدقوا المسرحيات في طهران وفي جنوب لبنان. هذا صرف للانتباه. النظام الايراني قلق جدا، وهذا هو الزمن لمواصلة الضغط عليه.
- صحيفة 'ذي إندبندنت'
أسوأ من سجل صدام / ياسمين البهائي
حقق الصبي المشاكس؛ جوليان أسانج، الأنيق والأشقر ومؤسس الموقع الإلكتروني الذي يطلق صفارة الإنذار، قدراً كبيراً من الإعجاب عندما أماط اللثام عن المتجبرين والمخادعين السياسيين في أماكن مثل الصين وكينيا، لكنه أصبح يقاتل الآن نزعة الازدواجية الغربية، ومعها الجرائم. ولا يمكن أن يتم ذلك. ويقول سادتنا إن هذا الفرخ من سلالة كبير الشياطين بيلزبوب، هو خائن تعد وقاحته جريمة بحق أسرار دولتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ولك أن تغض الطرف عن الغضب وسوء الهضم عند الدوائر الرسمية، فهو تشتيت ودخان ينبعث من نار أضرمت عن عمد بهدف وقفنا عن مشاهدة ما يوجد أمامنا.
وكان الموقع الإلكتروني المذكور المتهور قد نشر بادئ ذي بدء مادة سرية وصريحة عن الحرب الجهنمية في أفغانستان. والآن يفتح جبهة جديدة تتمثل في أكثر من 400.000 ملف أميركي سري توثق لحالات رعب عن الحرب في العراق، والتي لم ترو من ذي قبل. وتتكشف في الأثناء، أعداد لا تعد ولا تحصى من أعمال العنف، ووفاة حوالي 66.000 مدني عراقي على أيدي الجنود الأميركيين والبريطانيين والعسكريين العراقيين الذين كانوا قد انضموا إلى الحلفاء. وكان الرجال يحرقون، بينما فصلت أعضاء البعض عن أجسادهم وقتل آخرون ببطء، وأطلقت النار على نساء وأطفال أيضا قبل أن يكبروا. ويبدو أن كل شيء كان يمر خلال النزاع العسكري، ولم تثر أي أسئلة حول ذلك. وكما قال مدرب في الجيش الإسرائيلي عندما سئل عن مقتل راشيل كوري؛ الناشطة الأميركية الشابة المؤيدة للقضية الفلسطينية، والتي دهستها دبابة إسرائيلية: 'خلال الحرب، ليس هناك مدنيون'.
لم تتحقق السلطات في العراق في التقارير الخاصة بإساءة المعاملة وعمليات القتل. ويسرد لي صديق عراقي أن اغتصاب فتيات ونساء وفتيان ورجال كان واسع الانتشار كآلية تستخدم للتخويف والمعاقبة. وبدا جلياً أن ثمة صوراً من سجن أبو غريب عن هذه 'العقوبات' السادية، ولم يسبق لها أن نشرت أبداً خشية من المشاعر التي يمكن أن تثيرها في البلدان المسلمة. وعليه، يعد رجال الحرب هؤلاء غير أسوياء أخلاقياً لأنهم يهتمون أكثر بالغضب غير المواتي أكثر من عبئهم بالجرائم المرتكبة ضد الناس الذين ذهبوا لإنقاذهم، حسبما هو مفترض. وكان من المتوجب عليهم أن ينزلوا عند كلمات مارتن فان كرينيلد، مؤرخ الحرب الإسرائيلي واسع الاطلاع الذي ساق مقارنة بين حرب فيتنام الأميركية الكارثية ومغامرة العراق، فقال: 'إن الذين يقاتلون الضعيف -والميليشيات العراقية الغوغاء هم ضعفاء جداً في الحقيقة- ويخسرون، وكذلك خسر أولئك الذين يقاتلون الضعيف ويكسبون. وأن تقتل معارضاً أضعف منك بكثير، فهذا أمر غير ضروري. ولذلك، فهو وحشي'. ومن هذا الاستدلال المنطقي، فإن مقاتلة الضعفاء الذين لا يعتبرون أعداءك بأي مفهوم هو وحشية فظيعة، وسلوك محطم للذات جملة وتفصيلاً.
ولا بد أن شخصيات بارزة في الجيش البريطاني والحكومة مارست الكتمان فيما يتعلق بهذه المعلومات. فقد لجموا ألسنتهم، ومن المفترض أن يكونوا قد تجاوزوا أي تفاهمات أخلاقية. لقد كان الأميركيون يتولون القيادة ولا يترتب عليك تقبيل مؤخرة القوة العظمى الوحيدة في العالم ثم تستدير وترفسها. وذلك، كما تفهمون، هو الاتفاق؛ الصفقة، التي لا تقبل الكسر وراء علاقتنا الخاصة بأميركا.
يقول مانفريد نوفاك، مقرر الأمم المتحدة الخاص حول التعذيب، إنه يجب على إدارة أوباما أن تحقق وتخرج نظيفة -وبعد كل شيء، فإن هذا الرئيس كان قد تعهد بتغيير صورة وسلوك الولايات المتحدة التي تعاونت ولأمد طويل مع طغاة، وانتهكت حقوق الإنسان في شتى أنحاء العالم، بما في ذلك خليج غوانتنامو الذي ما يزال مفتوحاً، حيث أصبح من كانوا فتيانا معتقلين ومفقودين رجالاً مكسورين.
والآن، أصبح عدد أقل وأقل من مواطني العالم يؤمنون بالسلام الجذل والمديح المعقلن لإله أميركا الخاص. وبعد هذا الأسبوع، فإن العدد سيقل أكثر بحيث يصبح، ببعض الطرق، ضئيلاً. ثمة الكثير في الولايات المتحدة للإطراء عليه: تاريخها من المقاومة الأزلية لقوة الدولة غير المقبولة، وطاقتها وإبداعيتها، والرواج التجاري والفكري والثقافي فيها. وعندما ترتكب مثل هذه الأمة العظيمة خطأ فادحاً، تتصدع مرآتها. وحتى إذا جمعت قطعها مرة أخرى، فإن الشقوق ستظل موجودة دائماً. وعندما يتصرف حامي العالم الحر على هذا النحو المرعب، فكيف لنا نحن المسلمين الليبراليين أن نروج القيم الديمقراطية في العالم الإسلامي؟
من جهتها، هاجمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون (التي تبدو مستنسخة عن كوندي رايس) عرض ويكيليكس، وحذرت من أن حيوات المدنيين الأميركيين والقوات الأميركية وحلفائهما باتت الآن في خطر شديد. وأخشى أن تكون محقة ضمن أحد المستويات. وقد كانت الحركة في شبكة الإنترنت طيلة اليومين الماضيين سريعة جدا ومهتاجة وملتهبة، واستطاعت أن تزيد من وقود النزعة الإرهابية والتجنيد في الخلايا الجهادية، وحتى المزيد من العنف في العراق غير المستقر، ومفجرين انتحاريين في أفغانستان، ومواقف بشعة تجاه الغرب الذي يعد موطنا لملايين المسلمين. لكن إبقاء القصص طي الكتمان كان دائما خطأ. وكان من المتوجب عدم جعل المواطنين العراقيين الأبرياء يعانون أبداً على أيدي الحلفاء، بل وكان من المتوجب أن يواجه المذنبون العملية القانونية حسب الأصول لإثبات الالتزام بقيم العدالة واللياقة. وعندما كانت ثمة حجج بذلك على أن المحررين كانوا يتصرفون بشكل وحشي، كان من المتوجب أخذ إجراء عقابي ما على مرأى العامة. ولا بد أن هيلاري كلينتون تدرك هذا الأمر باعتبارها محامية. فهو مبدأ رئيسي من مبادئ مهنتها.
وأنا أتساءل عما إذا كان بعض داعمي حرب العراق بشدة سيفكرون ثانية الآن بالهدف من تنفيذ تلك الحملة غير القانونية والمفعمة بالغرور. وقد أفضت العقوبات، ثم الحرب إلى قتل وتشويه وتدمير أعداد من المدنيين أكثر مما فعل صدام، حتى خلال أسوأ فترات حكمه. ولم يترتب على بلير وبوش وجيشيهما أبداً أن يواجهوا استنطاقات وتحقيقات قضائية دولية مناسبة. والآن، تصور المسلمين الطيبين حول العالم، والذين يعرفون كل شيء عن الحقوق العالمية، لكنهم يستطيعون رؤية أنها لا توجد مسؤولية عالية لدرجة تجعل المستبدين في العالم يدفعون الثمن، في حين أن آخرين يكسبون الملايين وهم يكتبون سيراً ذاتية شخصية، ويحاضرون في العالم عن القيادة وأنظمة الحكم الجيدة. وفي الغضون، يرسل مئات من الشباب اللامعين والأذكياء والواعين رسائل إلكترونية إليّ من عدة دول إسلامية، والتي يتساءلون فيها 'وما هي الفكرة؟ بما أنهم يقولون شيئا ويفعلون نقيضه؟ وهم يقولون إنهم يريدون مساعدتنا ويقتلون شعبنا، فلماذا يجب علينا الثقة في البريطانيين والأميركيين؟'.
فماذا عسى لقادة جيشنا وقادة الأميركيين أن ينصحوني بقوله للمسلمين المتحررين من الوهم؟ وأتساءل، في الاثناء، عما إذا كان السيد بلير ينطوي على أفكار حكيمة؟ إنه، كما يقولون لي، ما يزال واحدا من كبار رؤساء الوزارات الذين مروا على هذا البلد. وقرينته المحامية البارزة في حقوق الإنسان، ألا تعتقد بأن هذه الإساءات التي عرف زوجها للتو بها يجب أن تخضع للتحقيق؟ ولن تأتي أي أجوبة، لأن أحداً لا يلوم أولئك الذين أخذونا إلى هذه الحرب ويطالبهم بتوضيح مواقفهم، وبذلك لا يكونون مسؤولين. وهم بهذا الفهم أسوأ بكثير جداً من الدكتاتور الذي كانوا قد أطاحوا به وبنظامه. تلك هي الفكرة التي تجسد الحقيقة، حتى وإن كانت غير مريحة.
- صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور'
اليمن بين ضغط واشنطن وتهديد القاعدة
بعد أيام على إحباط وكالات المخابرة الدولية مؤامرة قنبلة يمنية كانت موجهة للولايات المتحدة، كثف اليمن حربه ضد القاعدة في شبه جزيرة العرب بينما يعتبره البعض محاولة لتفادي المزيد من التدخل الأميركي المباشر.
إن دوي المقاتلات الحربية كان مسموعا فوق العاصمة صنعاء طوال الثلاثاء الماضي في وقت تعقبت فيه القوات اليمنية المواطن السعودي إبراهيم العسيري المشتبه في قيامه بصنع القنبلة المذكورة.
وفي بادرة هامة للولايات المتحدة، أعلنت حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنها بدأت إجراءات محاكمة ضد الشيخ أنور العولقي الأميركي من أصل يمني غيابيا على تآمره بقتل أجانب.
وقال المحلل في الشأن اليمني بجامعة برينستون بولاية نيوجيرسي غريغوري جونسن، إن الحكومة اليمنية أدركت أن العولقي قد صار هدفا مشروعا مفضلا لوزارة الدفاع الأميركية.
وأضاف جونسن: حقيقة أنهم تابعوا وكشفوا عن هذه الإجراءات الآن يشكل خطوة من جانبهم على أمل استباق أي عمل من جانب الولايات المتحدة.
وتابع أنه في أي وقت يحدث شيء من هذا القبيل -سواء كان الطرد المفخخ أو محاولة التفجير عشية أعياد الميلاد العام الماضي- يصير اليمن عصبيا، خاصة مع السجل الحافل الذي اتبعته الولايات المتحدة بالعراق وأفغانستان.
إن هذه التحركات، التي تأتي وسط ضغوط مكثفة من واشنطن، تعكس التوازن الدقيق الذي يجب أن يحدثه البلدان بين خوض عملية مكافحة إرهاب فعالة وتلبية المطالب المختلفة جدا لشعبيهما.
وبعد الحربين الأخيرتين اللتين قادتهما الولايات المتحدة -في العراق وأفغانستان باسم دحر الإرهاب- نرى اليمن حريصا على تفادي تدخل أميركي.
وعلق محلل من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي بأنه يصعب على الأميركيين عدم المبالغة في رد الفعل. ويعتقد كريستوفر بوسيك أن رد الفعل التلقائي سيكون عسكريا، وهو ما لن يحسن الأمن وعدم الاستقرار باليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن أميركا تدرس حاليا إجراءات تصعيدية، بما في ذلك قوة ضاربة تديرها الاستخبارات المركزية. لكن اتخاذ إجرءات صارمة ضد القاعدة في شبه جزيرة العرب يتطلب نهجا حساسا في اليمن الذي لا يعتبر شعبه القاعدة مصدر قلق رئيسي، كما أن الشبكات القبلية القوية معروفة بإيوائها مقاتلي القاعدة ويتشاركون علاقات عشائرية.
وأضافت أن الحكومة اليمنية تحفظ ترابط البلد بالقيام بدور توازن معقد مع شيوخ القبائل المتنفذين الذين ربما منعوا الحكومة في السابق من تسليم العولقي للأميركيين. وهذا يضع إستراتيجية مكافحة الإرهاب الأميركية في موقف صعب، في وقت يمكن أن يكون للعلاقات القبلية اليمنية المواربة عواقب وخيمة لهذه الأمة التي بها حكومة مركزية ضعيفة بالفعل.
بالإضافة إلى ذلك فإن أي عمل عسكري أميركي مباشر مثل ضربات الطائرات بدون طيار، التي غالبا ما تقتل مدنيين، يمكن أن يكون أداة دعائية للقاعدة في شبه جزيرة العرب في المناطق التي يشعر فيها السكان بالسخط فعلا من الحكومة المركزية.
وفيما يتعلق باليمن، كما يقول بوسيك، فإن الاختبار الكبير سيأتي إذا ما شنت القاعدة في شبه جزيرة العرب هجوما ناجحا ضد الغرب وعندها ستكون أميركا مجبرة على الرد. وتساءل ماذا سيحدث عندئذ؟
- 'كريستيان ساينس مونيتير'
التحقيق في اغتيال رفيق الحريري يعرقل تقدم العلاقات بين لبنان وسوريا / نيكولاس بلانفورد
يقترب التحقيق في مقتل الحريري من إصدار لوائح الاتهام، مثيرا توترا في العلاقات بين لبنان وسوريا، فيما يعقد أهداف الولايات المتحدة في المنطقة.
... حتى الآن الحريري يصر على دعم المحكمة ويقول أن الحوار هو مفتاح الحفاظ على الاستقرار في البلاد. كما أنه رفض دعوات بعض حلفائه للتنحي عن رئاسة مجلس الوزراء، وهو قرار يمكن أن يعجل في تدهور الأمن.
ويقول ساطع نور الدين، وهو كاتب في جريدة السفير 'من المستحيل بالنسبة له أن يستقيل لأن ذلك يعني دعوة لأخذ الأمور إلى الشارع'. وأضاف 'إن الاستقالة ستكون بمثابة إعلان حرب أهلية جديدة في لبنان وأنا لا أعتقد أن المملكة العربية السعودية أو الحريري أو أي من حلفائه يعتقدون أنهم يستطيعون حماية أنفسهم ويخرجوا منتصرين من حرب أهلية كهذه'.
لقد شرعت الولايات المتحدة في الدخول في عملية حوار حذرة مع سوريا، تركز بشكل رئيسي على إحياء عملية السلام بين إسرائيل وسوريا في الشرق الأوسط. ولكن هناك دلائل على أن الولايات المتحدة قد تشدد موقفها تجاه دمشق.
ويقول جيك والاس نائب مساعد وزير الدولة لشؤون الشرق الأدنى، مشيرا إلى نقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله ولوائح الاتهام السورية التي صدرت بحق 33 شخصية لبنانية 'بدلا من أن يلعب دورا ايجابيا، ساهم السلوك والخطاب السوري مؤخرا في زعزعة الاستقرار في لبنان والمنطقة، وساهم أيضا في إثارة هذه التوترات الأخيرة'، مضيفا 'هذه الأنواع من الأنشطة تقوض بشكل مباشر سيادة لبنان وتقوض بشكل مباشر التزامات سوريا المعلنة حول سيادة لبنان واستقلاله'.
ويقول أندرو تابلر، الخبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الولايات المتحدة قد تتبنى 'سياسة مختلطة' متوازنة مع سوريا بدلا من الحوار لوحده في الأشهر المقبلة. وأضاف 'إلى حد الآن، توقع معظم صناع السياسة الآن أن يحصل انفصال بين سوريا وحزب الله، ولكن مذكرات الاعتقال أجبرت الجميع على العودة إلى التخطيط من جديد'.
- 'بي بي سي'
باراك: 'لن أستقيل بسبب خادمة'
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس حزب العمل ايهود باراك الخميس انه لا ينوي الاستقالة على الرغم الفضيحة التي طالته على خلفية توظيفه خادمة لديه من دون إجازة عمل وما تبع ذلك من دعوات تطالبه بالاستقالة. وأشار بيان صادر عن مكتبه أن 'وزير الدفاع ايهود باراك ينوي الاستمرار في قيادة الحزب, والعمل كوزير للدفاع, وذلك في سبيل تحقيق سلام إسرائيل وأمنها'.
وأعادت الإذاعة العامة الإسرائيلية منتصف تشرين الأول الماضي إثارة فضيحة حول باراك المشتبه في انه وظف خادمة فلبينية بشكل غير شرعي في منزله, وذلك بعد أن صادفت صحفية في الإذاعة هذه الخادمة وأجرت معها مقابلة. وأدت هذه القضية إلى تراجع صورة وزير الدفاع الذي يعتبر من 'الأثرياء الجدد' في نظر الرأي العام الإسرائيلي.
وفي مقابلة مساء الأربعاء مع التلفزيون وصف سكرتير النقابة المركزية 'هستدروت' عوفر ايني احد ابرز شخصيات الحزب, باراك بأنه 'أحمق'. وقال ايني أن 'حزب العمل بحاجة إلى زعيم فعلي. يجب أن يكون المرء أحمق ليوظف خادمة بشكل غير شرعي في منزله حين يكون في منصب وزير'. واحتج باراك البالغ من العمر 68 عاما على 'اللغة غير المقبولة' التي استخدمها ايني. وتسود حزب العمل خلافات داخلية إذ أعلن اثنان من الوزراء هما افيشاي برافرمان واسحق هرتزوغ ترشيحهما لقيادة الحزب.
وحصل الحزب في ظل رئاسة باراك على 13 مقعدا في الكنيست في الانتخابات التشريعية التي جرت في عام 2009, في أسوأ أداء تاريخي لهم, فيما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنهم سيفوزون بستة مقاعد فقط إذا ما جرت الانتخابات اليوم.
الغارديان البريطانية/ مطالب بالتحقيق في اتهامات تعذيب مدنيين عراقيين/ 5- 11- 2010
نقلت صحيفة الغارديان أن محامين عن أكثر من مئة وأربعين مدنياً عراقياً سيطالبون أمام المحكمة البريطانية العليا اليوم بإجراء تحقيق قضائي علني موسع حول اتهامات التعذيب والمعاملة غير الإنسانية والمهينة الموجهة لأفراد من القوات البريطانية في العراق. ويقول فريق المحامين إن الجرائم التي يتهم جنود بريطانيون بارتكابها بحق مدنيين عراقيين وقعت ما بين عامي 2003 و2008 داخل مراكز اعتقال أدارها الجيش البريطاني في العراق عقب الإطاحة بنظام صدام حسين.
وكان وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس قد رفض من قبل إجراء تحقيق علني حول هذه الاتهامات، لكن المحامين يقولون إن التحقيق ضروري لكشف حقيقة ما حدث. ويتصدر المطالبون بإجراء التحقيق مواطن عراقي من مدينة البصرة اسمه علي زكي موسى يتهم جنوداً بريطانيين بضربه وتعذيبه على مدى شهور في عامي 2006 و 2007.
وقد بدأ تحقيق قضائيً حول اتهامات قتل المواطن العراقي بهاء موسى على أيدي جنود بريطانيين ويتوقع إتمامه مطلع العام المقبل. ومن المتوقع أيضاً أن يبدأ تحقيق ثاني العام المقبل حول مقتل حميد السويدي. وقال محاميي علي موسى أنهم سيسعون لإقناع المحكمة العليا بفتح تحقيق واحد شامل لأن إجراء تحقيقات منفصلة سيعني أن النظر في كل الاتهامات قد يستغرق عقوداً...