صحافة دولية » أخبار ومقالات من صحف ومجلات ووكالات أجنبية -

- صحيفة "نيويورك تايمز"
خطر لا يمكن للناتو تجاهله
 
رجحت صحيفة "نيويورك تايمز" أن لا يتطرق زعماء دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في قمتهم المزمع انعقادها في لشبونة الأسبوع المقبل إلى كيفية الاستغلال الأمثل للموارد المالية المتناقصة والمتاحة للإنفاق في شؤون الدفاع.
وسيعرض الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن مفهومه للإستراتيجية الجديدة الخاصة بالحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.
وسينصب اهتمام الزعماء على تحسين العلاقات مع روسيا، والاتفاق بخصوص الدرع الصاروخية، وكيفية التصدي لأي تهديدات جديدة.
على أن أحد أكبر المخاطر التي تحدق بالحلف يكمن على الأرجح في تنامي نزعة الإحجام عن مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية بين أعضائه الأوروبيين ونفورهم من إدخال إصلاحات على قطاع الدفاع.
ويرى محللون أن هذا الإحجام ربما تكون له تبعات مدمرة على الأمن والدفاع في أوروبا، وقد يدفع الأوروبيين للاعتماد أكثر على الولايات المتحدة في وقت ترغب فيه الإدارة الأميركيةـ التي تركز اهتمامها على آسيا، أن تتحمل أوروبا مزيدا من العبء عنها.
وذكرت الصحيفة أن وزراء المالية الأوروبيين استغلوا تباطؤ أداء الاقتصاد العالمي فأقدموا على تقليص الإنفاق على نحو شامل، وكان قطاع الدفاع هو الذي تلقى الضربة القوية.
وتراجع معدل الإنفاق على شؤون الدفاع بين دول الناتو الأوروبية إلى 197 مليار يورو (272 مليار دولار) في 2009 من 228 مليار يورو في 2001، طبقا لإحصائيات الحلف نفسه.


- وكالة "نوفوستي"
إيران تجرب بديلا لصاروخ "س-300"

تتميز منظومة صواريخ "س ـ 300" الروسية المضادة للجو بدقتها العالية وقدرتها على إصابة وتدمير الصواريخ المجنحة والبالستية وجميع الطائرات والمروحيات.  

أعلن مسؤول عسكري إيراني في يوم الأربعاء الماضي أن الجمهورية الإسلامية ستجرب قريبا صواريخ إيرانية الصنع من طراز "س ـ 300"، متحدية روسيا التي رفضت بيع صواريخ من هذا الطراز إلى إيران، وفق ما أفادت "فرانس برس".

ونقلت وكالة أنباء الإيرانية الرئمية "ارنا"  عن المساعد التنسيقي للدفاع الجوي العميد محمد حسن منصوريان قوله، "إننا سنجرب صواريخ اعتراضية بعيدة المدى بما فيها "س ـ 300" عما قريب.

وعن الحظر الذي فرضه الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف على توريد منظومات "س ـ 300" إلى إيران في 22 أيلول/سبتمبر الماضي، قال منصوريان إن روسيا "انصاعت لضغوط النظام الصهيوني والأميركي".

وكان الرئيسالإيراني محمود احمدي نجاد قد قال مطلع الشهر الحالي إن روسيا أرادت أن تبيع إيران إلى الولايات المتحدة حين ألغت صفقة "س ـ 300".


- صحيفة "اسرائيل اليوم"

اعلان سياسي: اسرائيل قوة ذرية / كتب أفنير كوهين

إحدى القضايا المركزية التي أطورها في كتاب جديد عن الذرة الاسرائيلية، والذي صدر في الولايات المتحدة الان، هي أن ثقافة الغموض الذري أنشأت حياة عامة اسرائيلية جاهلة، تحريمية في شؤون الذرة. نمى الغموض وضعا نخاف فيه في هذه الموضوعات ظل أنفسنا، وجهلا في الحقائق يعزز المخاوف الهاذية التي تلاشت منذ زمن.
في يوم الجمعة الاخير، فوق صفحات هذه الصحيفة وتحت عنوان ''نبش ذري'' أثبت الصحافي دان مرغليت في زاويته ما قلته الان. لم يقرأ مرغليت صفحات كتابي الجديد الـ 412، وهو مع ذلك كله مقتنع بان ''ابحاثي كشفت عن أسرار المشروع الذري الاسرائيلي''. ليس عندي سوى ان اطمئن فثمة فرق بين الاسرار الذرية الحقيقية وبين البحث الاكاديمي. وبكامل الصدق أقول ليست عندي أي قدرة على الوصول لما يسميه مرغليت ''الاسرار الذرية''.
يخشى مرغليت ان تغرز ابحاثي دبوسا في بالون الغموض. لكن لا احد في الحقيقة يحتاج الى أبحاثي من أجل ذلك. فكثيرون خارج اسرائيل يرون ابحاثي الاكاديمية تعطي الذرة الاسرائيلية ''بحسب نشرات اجنبية'' الشرعية.
ماذا نفعل اذا كان الكتاب اكثر تركيبا وتنوعا بكثير من الاقتراح التبسيطي الذي ينسبه مرغليت اليه وهو أن على اسرائيل أن تعلن عن نفسها بانها قوة ذرية. أولا، يكرر كتابي القول ان الغموض سياسة تآلفية اسرائيلية امريكية، ولهذا لا تستطيع اسرائيل أن تغيرها وحدها ولو شاءت ذلك.
والى ذلك، يرى الكتاب عملية الاعلان السياسي نقطة نهاية اجراء طويل لانشاء ''صفقة جديدة'' بين اسرائيل والذرة، وهي صفقة لها عناصر داخلية ودولية ايضا، وعلى أية حال ليست مسألة اعلان فقط.
وثانيا، يؤكد الكتاب أنه لا توجد عند أحد ولا عند كاتبه صيغة عجيبة في جيبه تقول كيف نخرج من الغموض. على كل حال، ليس الحديث عن استلال سياسي على صورة ''ضربة خاطفة وانتهينا''. فالكتاب يرى ترك الغموض تحديا مركبا يقتضي كثيرا من التفكير السياسي الخلاق، وينبغي ربطه بتغييرات استراتيجية اخرى اقليمية وربما عالمية. يجب ان تكون مضاءلة الغموض موضحة لا مع انفسنا فحسب بل مع آخرين ذوي اهتمام، ولا سيما مع اولئك الذين انشأوا الغموض ودافعوا عنه أي الولايات المتحدة.
نقطة انطلاقي هي الاعتراف بان الغموض يعبر عن فكرة أكل عليها الدهر وشرب، ربما كانت سائغة حكيمة في زمانها لكنها أصبحت على السنين عبئا سياسيا. واسباب ذلك ان الغموض يدع اسرائيل في موقف دفاعي سياسي متصل؛ وان الغموض يحدث انطباعا (مخطئاً) وكأن عملنا الذري (بحسب نشرات اجنبية) مصاب بالاثم؛ ويتناول الغموض أيضا القضية الذرية على أنها ثقب أسود بغير شرعية في الداخل والخارج؛ وهو ينشىء مملكة سرية عملها الحفاظ على سر لم يعد سرا منذ زمن؛ والغموض ايضا يبطل فهمنا لاجراءات السلام والحرب، وهو اليوم يجعل من الصعب علينا ان نفكر في وضوح بالتحدي الذري الايراني.
كان بن غوريون، الهاذي بالذرة الاسرائيلية، هو الذي أمل كما يبدو في أن تساعدنا الذرة على العيش في حياة طبيعية كشعب. وقد آمن بان الذرة ستكون مكانا آمنا في الشدائد ولهذا ستقلل مخاوفنا الوجودية. لكن يبدو ان الغموض جعل اسرائيل شبحا ذريا. وبمخاوفنا بقينا في ذلك. ان الخوف الذي يعبر عنه مرغليت من ازالة الغموض يجسد الفرق بين الشأن الفلسطيني والشأن الذري. ففي حين أن اسرائيل في الشأن الفلسطيني تتحدى بوضوح العالم كله، والمعايير والمواضعات الدولية. فاننا في الشأن الذري مثل ورقة في مهب الريح. والمفارقة الساخرة ان العالم في الشأن الذري خاصة أكثر ودا وراحة مع اسرائيل مما هو في الشأن الفلسطيني.


- مجلة "فورين بوليسي"
وعد أوباما الأجوف للهند

قال كاتب أميركي إن تأييد الرئيس باراك أوباما لطلب الهند الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، لامس شغاف قلوب الهنود وجعلها تعانق عنان السماء، وذلك قبل عقد البرلمان الهندي جلسة خاصة له.
وذكر الأستاذ الجامعي ديفد بوسكو في مقال نُشر في العدد الأخير من مجلة "السياسة الخارجية" أن النظام الدولي العادل القابل للاستمرار الذي تسعى إليه الولايات المتحدة، يتضمن أن تكون الأمم المتحدة تتمتع بالكفاءة والفعالية والشرعية والمصداقية.
ووصف رئيس حزب بهاراتيا جاناتا الهندي هذا التأييد بالقول "لقد كانت موافقة قوية وصياغة بليغة نرحب بها كثيرا".
أما الحكومة الهندية فكانت تأمل بوضوح أن يُقدِم الرئيس أوباما على اتخاذ مثل تلك الخطوة في الوقت الذي كانت فيه هناك أعداد من الأصوات المهمة تدفع البيت الأبيض في هذا الاتجاه، ومنها جون ماكين الذي دعا إلى ذلك عشية الزيارة.
غير أن باكستان من جهتها عارضت هذا التحرك، محذرة من أن عضوية الهند الدائمة في مجلس الأمن ستعقد الأمن الإقليمي.
ويرى بوسكو أن الموافقة كانت تحركا مهما من قبل إدارة التزمت الصمت تجاه قضية إصلاح مجلس الأمن.
ورغم الجهود التي بذلتها واشنطن وامتدت لتشمل الدفع باتجاه قمة العشرين وتحسين الإدارة في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي, فإن مسؤولي الإدارة يلتزمون الصمت في ما يتعلق بإصلاح المجلس, إذ كانت تصريحاتهم محصورة وهادئة بشكل يدعو للدهشة وضمن نطاق القول بالحاجة إلى مجلس أمن فاعل وشرعي.
مشوار طويل
ولم تكن هناك إشارات تدل على أن الولايات المتحدة تدفع بهمة ونشاط نحو مفاوضات في نيويورك بهذا الخصوص.
كما أن الإدارة ربما تكون أقل حماسة عما كانت عليه في البداية نحو فكرة أعضاء دائمين جدد في مجلس الأمن، وذلك في ضوء المبادرة الدبلوماسية التي قامت بها كل من البرازيل وتركيا العام الماضي تجاه إيران والتي لم تلق الترحيب من قبل واشنطن.
وسيراقب فريق أوباما أداء المجلس بعناية وحرص في العام 2011 حينما يضم المجلس عددا من المرشحين الرئيسيين غير الدائمين بينهم الهند وألمانيا والبرازيل وجنوب أفريقيا.
وبالنظر إلى تأييد الطلب الهندي، اعترف مسؤولو الإدارة الأميركية بأن هناك مشوارا طويلا قبل حصول نيودلهي "أو أي دولة أخرى" على مقعد دائم في مجلس الأمن.
وقالوا في هذا الصدد "إن هذه ستكون عملية شديدة التعقيد وبالغة الصعوبة ومحاطة بالقيود نظرا لعدد القضايا التي يجب مناقشتها، ومن المؤكد أنها ستأخذ وقتا طويلا جدا"، وفقا لوكيل وزارة الخارجية وليام بيرنز.
وكانت الولايات المتحدة قد وافقت في تسعينيات القرن الماضي على ترشيح ألمانيا واليابان، في خطوة لم تؤت ثمارها.
وكان المحلل السياسي الأميركي ستروب تالبوت قد حذر قبل مغادرة أوباما إلى الهند قائلا "حتى لو منحت ضمانات بوجود مقعد دائم للهند, فإن ذلك سيكون اختبارا تكتنفه بعض المخاطر والمبالغة، أو سيحتاج تنفيذه إلى بعض الوقت في المستقبل".
معارضة قوية
ويمضي الكاتب إلى القول إنه حتى لو كانت هناك نية حقيقية لفعل ذلك, فإن سلطة ضم الهند إلى مجلس الأمن لن تكون وقفاً على الولايات المتحدة وحدها, فإصلاح المجلس يحتاج إلى تعديل الفصل الخاص بذلك في الأمم المتحدة والتي بدورها تحتاج إلى تأييد ثلثي أعضاء الجمعية العامة (علاوة على موافقة كافة أعضاء مجلس الأمن الدائمين).
والمشكلة التي تعترض الهند وكذلك كافة المرشحين الرئيسيين للعضوية الدائمة في المجلس أن الجمعية العامة الأممية يسيطر عليها عدد من الدول الصغيرة والمتوسطة المعارضة لإضافة أعضاء دائمين جدد في المجلس بدون زيادة رئيسية للأعضاء الدوريين الذين ينضمون إليه على الأقل.
وتبعا لذلك فإن إصلاح مجلس الأمن بقي يراوح مكانه خلال معظم العقدين الماضيين بدون توصل الجمعية إلى إجماع على خطة ما, فالدول المرشحة الأربع الرئيسية -وهي الهند والبرازيل وألمانيا واليابان- لها معارضون أقوياء النفوذ (باكستان وإيطاليا والصين والأرجنتين)، وكلها معنية بإحباط أو تشويه العملية.
ورغم كل الود الذي حصل عليه أوباما بهذا الإعلان في الهند, فإنه لن يغير الحقيقة القائمة. وفي الوقت الحاضر فإن واشنطن غير مهتمة بتوسيع الحراك الدبلوماسي اللازم من أجل أن يتحول حلم الهند بعضوية مجلس الأمن إلى حقيقة واقعة.  

 
- صحيفة "هآرتس"

الفلسطينيون كاذبون وغولدستون وغد

في النقاش الذي لا ينقطع عن صورة اسرائيل المشكلة في وسائل الاعلام الدولية، يُكرر زعم أن اسرائيل صورت ذات مرة على أنها داود والعرب على انهم جالوت، وانقلبت الامور في السنين الاخيرة رأسا على عقب فالفلسطينيون يُصورون انهم شعب صغير شجاع يحارب عن حريته بالحجارة والقنابل البدائية الجبّار الاسرائيلي المسلح بسلاح ذري وبطائرات اف 16.
إن الرأي العام في الغرب الذي رُبي أجيالا على القصة من الكتاب المقدس، سيؤيد على نحو غريزي بطلا حسن الصورة، يهزم الجبّار صاحب الدرع والقاسي. والسبب مفهوم: إذ عندما قتل الفتى الراعي الاسرائيلي من بيت لحم المحارب الفلسطيني من غات، لم يحظ بالتكريم، وبالزواج بابنة الملك ووراثة التاج في المستقبل فحسب بل بالمنافسة في ''تلذيع الوعي''. يكتب المنتصرون التاريخ، وثبتت رواية داود على أنها الرواية الصحيحة.
لكن لنفترض أن جالوت انتصر، وأن الفلسطينيين أورثوا الأجيال التالية القصة. كانت ستُقرأ على هذا النحو تقريبا: شعب متطور أحدث أبناؤه العلوم والثقافة الغربية، التي جاءت في سفن من اوروبا الى شواطىء ارض اسرائيل، وانشأوا مدننا في الساحل وبمساعدة تقنية عسكرية متفوقة حاول أن يُخضع أناس الجبل البدائيين. وامتدت الحرب عدة أجيال الى أن تلاشى الجبليون وسيطرت مملكة الساحل على البلاد كلها.
أيُسمع ناشزا؟ هذا بالضبط هو الشأن: فليست الحقائق تقرر الوعي بل شكل عرضها، وتأطير القصة. اذا كانوا علّمونا أن الفلسطينيين كانوا غُرْلا (غير مختونين)، وأشرارا وخاسرين، فسننظر اليهم باشمئزاز ولن نصغي اليهم حتى لو ذكّرت أجزاء في قصتهم بروايتنا.
لم تتغير الحرب على الوعي كثيرا منذ ايام الكتاب المقدس. إن وسائل الاعلام الاجنبية التي ترسل التقارير من هنا جاءت لاستعراض الصراع، ولا تهتم باسرائيل بصفتها كيانا مستقلا. وهي ترى أن اسرائيل جزء من قصة عن الحرب والسلام، وليست دولة هاي تيك غربية متقدمة كما توصف في وسائل الاعلام الاسرائيلية. يميل تأطير القصة الى غير مصلحتها لان من يُسوّي اسرائيل بجالوت والفلسطينيين بداود يأمل في الخفاء انتصار الراعي على المحارب. إن المحاولة الاسرائيلية للاقناع بأننا نشبه الغرب، تبدو تقريبا مثل محاولة فلسطينية قديمة للقول ان شوارع عسقلان القديمة التي افتخر بها جالوت تشبه أثينا الأكثر تقدما وليبرالية من حقول بيت لحم التي رعى فيها داود.
إن الذرائع العادية لمشكلات اسرائيل في الدعاية سخيفة وتنحصر في الحماقات: فالساسة يتحدثون لغة انكليزية معوجة، ومُتحدث الجيش الاسرائيلي يؤخر الصور، والفلسطينيون كاذبون وغولدستون وغد. لكن حتى لو كان افيغدور ليبرمان فصيحا مثل آبا ايبان فما كان ذلك ليُساعد الصورة الاسرائيلية. تكمن المشكلة في التأطير حيث تُرى اسرائيل محتلة ومستوطنة شريرة والفلسطينيون محاربين بررة من اجل الحرية. يُعرض الاحتلال في افغانستان في الغرب على أنه حرب دفاعية عادلة للأشرار من القاعدة، ولهذا يُرى قتل المدنيين في تورا بورا شرّا ضروريا. وتوصف عملية ''الرصاص المصبوب'' بأنها انقضاض لا رحمة فيه على سكان أبرياء، ولهذا فان قتل المدنيين في غزة يُندَّد به على انه جريمة حرب. والزعم الاسرائيلي ان العملية كانت ترمي الى وقف اطلاق الصواريخ، وأن الحديث عن دفاع عن النفس، يُقنع الرأي العام في الغرب مثل قصة جالوت المخزونة تقريبا.
لا يعني هذا ان اسرائيل عادلة دائما لكن يصعب عليها أن تقنع بعدالة نهجها. لكنه في الظروف الحالية، تأطير القصة أقوى من الدعاية الاسرائيلية. ولن يُغير ذلك ألف شكوى تُقدم لـ ''بي.بي.سي'' و ''سي.ان.ان'' عن اخطاء في الاستطلاع. وستزيد العداوة لاسرائيل ومُتحدثيها، في الأكثر.
ماذا نفعل؟ الاستنتاج المطلوب هو أننا اذا أردنا أن نبدو في صورة جيدة في الغرب، فانه يجب أن نلائم السلوك للمعايير المعمول بها هناك وأن ندرك أن الحصار والاغتيالات والاستيطان ستظهر على نحو سيىء. لكن يمكن تخيل نهاية اخرى ايضا لقصة الكتاب المقدس: يأتي ملك مصر "عيمق هألا" عشية المعركة الحاسمة، ويجمع طالوت ملك اسرائيل ونُقباء الفلسطينيين الخمسة في مؤتمر سلام، ويتفق معهم على خطة لتقاسم البلاد بين مملكتي الساحل والجبل. وكانت هذه النهاية توفر الكثير من الدماء والقتل، لكنها تبدو أقل بطولة وإثارة من القصة التي نشأنا عليها. وقد تكون لذلك أقل شعبية من أمل أن ننتصر وأن نكون على حق.
 
 
- صحيفة "الإندبندنت"
روبرت فيسك: لبنان لا يستطيع أن يهرب من شبح اغتيال الحريري

بعد خمس سنوات من مقتل رئيس الوزراء السابق، يهدد تصاعد التوترات الطائفية وترنح الحكومة بوقوع صراع جديد في البلاد.
أعتقد أن عليك أن تعيش هنا لكي تشعر بالاهتزازات. خذ ما حدث الأسبوع الماضي على سبيل المثال، عندما خرجت إلى شرفتي—على وقع صوت طائرة مقاتلة من طراز اف 16 تومض فوق الشاطئ اللبناني وشوارع بيروت.
ما هي الرسالة التي أراد الإسرائيليون إيصالها هذه المرة؟ أنهم لا يخشون من حزب الله؟ أو أن بإمكانهم إذلال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري؟
الله اعلم، لكنهم ليسوا بحاجة للقيام بذلك، فالحريري بنفسه قد سافر عدة مرات إلى دمشق لدردشة ودية مع الرجل الذي يعتقد انه قتل والده رفيق الحريري، الرئيس السوري بشار الأسد.
ولكن من الذي يهتم بخبر الطائرة الإسرائيلية؟ لنفترض أن طائرة سورية من طراز ميج قد حلقت في سماء تل أبيب خلال يوم تسوق مزدحم الأسبوع الماضي؟ حينئذ لكنت وجدت هيلاري كلينتون تصيح بكل تعابير الإدانة من وزارة الخارجية، ولوجدت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يحذر سوريا بشكل مهيب من العواقب ولوجدت الإسرائيليين يفكرون في تنفيذ غارة جوية على سوريا لكي يعلموا الرئيس الأسد درسا لن ينساه. لكن لا.
إن الطيران الإسرائيلي شكل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن 1701 – وإسرائيل تخرق هذا القرار كل يوم بتحليق طائراتها، ولكن ليس على هذا العلو المنخفض -- وأنا لم  أجد تقريرا واحدا عن الحادث في الصحافة الأميركية. فالإسرائيليون هم الأخيار. أما باقي العالم فأشرار.
ثم جاءت قصة الكاهن الذي توفي في أبرشية صربا المارونية الأسبوع الماضي ، بسبب الدخان. وكان الأب بيار خوري المسكين قد وقع من على علو طابقين من شرفة بعد اشتعال النار في المبنى – وقد تمكن كاهنين آخرين من الخروج بأمان من المنزل – فيما أوضحت الكنيسة أن السبب هو ماس كهربائي...
إن مجرد تلميح عن الطائفية في لبنان هذه الأيام قد يشعل نار حريق سياسي.... قد يكون السبب هو اللغة الكبريتية لسياسيي لبنان الميئوس منهم. فمنذ أن حث السيد حسن نصر الله ، زعيم حزب الله الشيعي الذي سلم بندقية إسرائيلية إلى الرئيس الإيراني في بيروت، اللبنانيين على مقاطعة محكمة لاهاي التي تحقق في مقتل رفيق الحريري – والتي يعتقد نصر الله أنها ستتهم أعضاء كبار في حزب الله— بات الجميع ينتظر إسقاط مجلس الوزراء.
السفير الفرنسي يعتقد أن رئيس الوزراء رفيق الحريري لن يتحمل البقاء في منصبه أكثر من هذا أسبوع. اعتقد انه مخطأ، لكنني قلق بشأن توقعاتي عندما رفض حزب الله والمعارضة الشيعية إلى حد كبير الانضمام إلى مؤتمر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للحوار قبل تسعة أيام. فبموجب ترتيب بارع في قطر بات لدى المعارضة وحزب الله حق النقض (الفيتو). ولكن عندما لا تلبي المعارضة دعوة رئيس البلاد لإجراء حوار مع بقية الحكومة، فإن ذلك يشير إلى أنهم لا يهتمون بحق النقض الذي بحوزتهم.
لقد سارع السياسيون المسيحيون إلى بطريركهم ، الكاردينال نصر الله صفير ، وبالتالي تحولت الكنيسة المارونية مرة أخرى إلى حزب سياسي -- على الرغم من أن هذا ليس مستغربا فيما حول نصرالله الآخر (حزب الله) الشيعة إلى وكلاء للإيرانيين. لقد كان الآخرون يحاولون "فرض صيغة لبنانية مستحيلة وغير عادلة – ارفضوا العدالة من أجل الحفاظ على السلم الأهلي، أو ضحوا بالسلم الأهلي من أجل العدالة".
بدوره سيسعد ميشال عون، وهو جنرال مسيحي سابق يؤيد حزبه حزب الله على أمل أن يجعلوه رئيسا للبنان – ونصر الله من جهته يتمتع بالقول للعالم إن هذا التحالف يوفر له الدعم عبر الطوائف، أيضا بالتخلص من المحكمة... .
وغني عن القول، لقد تحدثت السيدة كلينتون على الهاتف مع الحريري وألحت عليه بنزع سلاح حزب الله والتمسك المحكمة. في واشنطن، هذا أمر منطقي. أما في لبنان، فهذا يبدو جنونيا.
لماذا؟ لأن الشيعة هم أكبر طائفة في لبنان، وأبناءهم وإخوتهم يشكلون الغالبية العظمى من الجيش الوطني اللبناني.
أنها ليست مسألة أن حزب الله قد تسلل إلى صفوف الجيش. إن المسألة هي انه بما أن النخب المسيحية والسنية تركت الشيعة في فقر نسبي، فإن الشباب بحاجة إلى وظائف لذا يتم إرسالهم إلى الخدمة في الجيش.... فهل يعتقد أحد أن هؤلاء الشباب سيدخلون منازلهم الشيعية لإطلاق النار على أشقائهم وابآئهم وأبناء عمهم في حزب الله على وقع هتافات البيت الأبيض ؟
كلا، إنهم سيرفضون وسيوكل إلى الجنود المسيحيين والسنة مهاجمة المسلحين الشيعة. حينئذ ينقسم الجيش. هكذا بدأت الحرب الأهلية عام 1975.
فهل تريد مدام كلينتون -- وزير الخارجية الفرنسي الغندوري، القديس برنار كوشنير الذي أتى إلى بيروت لدعم المحكمة -- حربا أهلية أخرى في لبنان؟
هناك مشكلة أخرى. فنظرا لعددهم، إن الشيعة ليسوا ممثلين بشكل عادل في البرلمان اللبناني والحكومة اللبنانية. وهناك اتفاق غير معلن -- للتعويض عن افتقارهم للسلطة السياسية، بأن بإمكان الشيعة الحصول على ميليشيا مقابل ذلك– وهو اتفاق غير مكتوب بالتأكيد.
إذا طلب الله من نصر الله نزع سلاح حزب الله – فإنه سيطيع أوامره بالتأكيد، لأنه أحدا غير الله لن يجرأ على طرح مثل هذا الطلب – بما أن نصر الله سيطلب على الفور زيادة في عدد الشيعة في الحكومة، بما يتناسب مع نسبة الشيعة التي تبلغ 42 % من السكان. وسيكون هناك، بالتالي حكومة شيعية في لبنان.
فهل هذا ما تريده كلينتون وأوباما المسكين؟ دولة عربية شيعية أخرى، إضافة إلى الدولة العراقية الشيعية باعتبارها جارة؟
إن خطر حزب الله، بطبيعة الحال، هو الحصول على ما يسميه اللبنانيون "أنوف كبيرة". وبعبارة أخرى، إذا كبرت أنوف حزب الله بشكل كبير، فإن أحدا سيقطعها لهم.
انه شيء مختلف أن يبصق نصر الله وميليشياته المسلحة -- جنبا إلى جنب مع طهران -- على الأميركيين. لكن الأمم المتحدة هي هيئة دولية شرعية، يلجأ إليها المظلومون في العالم.
ويكمل فيسك ليسأل ما الذي يريده السيد بان، قائلا إن كان لدى حزب الله "أنوف كبيرة"، فإن الحزب يمسك الأمم المتحدة (من المنطقة الحساسة)..... وذلك بسبب وجود 13000 جندي من الأمم المتحدة بما في ذلك جنود قوات الناتو من فرنسا وألمانيا وبلغاريا والصين الذي يفترض أنهم يبقون منطقة الليطاني خالية من سلاح حزب الله. غير انه وللمرة الأولى اعترف قائد في اليونيفل أنه ومن دون سلطة الدخول إلى منازل المدنيين بدون إذن الجيش اللبناني فإنه ليس متأكد من أن المنطقة خالية من السلاح... ويستشهد فيسك بحادثة رشق اليونيفل بالحجارة ساخرا من قول حزب الله أن الانفجار الذي وقع كان اثر تفجر ذخائر إسرائيلية قديمة من حرب 2006...
ويتحدث فسيك عن تعرض الأمم المتحدة للمزيد من الإذلال مستشهدا بواقعة العيادة النسائية، وتشبيه المحكمة بالحمار في شوارع الضاحية، وكلام يالدين حول قدرة حزب الله السيطرة على بيروت في غضون ساعات. وفصّل فيسك كلام يالدين عن الحرب القادمة رافضا اعتبارها  الحرب الثالثة عبر استعراضه الحروب الإسرائيلية اللبنانية حيث خلص إلى أنها الحرب السادسة بعد خمس إخفاقات بحد تعبيره.
 
ويختم فيسك بالقول: ما نراه هو أفق لقوى أجنبية تسعى جميعها للتدخل في لبنان كما فعلوا خلال الحرب الأهلية في البلاد. واشنطن تضج بالحديث حول أهمية المحكمة، وكذلك فرنسا – فيما يسأل البريطانيون، الذين يتحدث دبلوماسيوهم مع حزب الله، في هدوء وحكمة عما إذا كان هناك إمكانية لتأجيل اتهام المحكمة -- في حين يصيح السوريين والإيرانيين أمام أزمة الأمم المتحدة.

والإسرائيليون، كما جرت العادة، يهددون بمعركة شبه فاصلة.

من جانبهم يحاول السعوديين، الذين يؤيدون السنة – أن يلعبوا دور الوسيط. ويشير اللقاء الذي جمع كل من السفير السعودي والسفير السوري، ونظيره في السفارة الإيرانية، غضنفر العبادي في بيروت إلى أن الدول الإسلامية في المنطقة لا تريد حربا أهلية.

أما اللبنانيين؟ لقد كان لدى سائقي عبد ملصق أسود صغير على مرآة سيارته، كتب عليه "الحقيقة".  لقد توقع أن المحكمة سوف تخبره الحقيقة حول من قتل رفيق الحريري.

لكنني عندما كنت مسافرا هذا الصيف، أزال عبد الملصق بحزن شديد.


- مجلة "فورين بولسي"
مقاومة الأرز / جوش بلوك

إذا كانت إدارة أوباما جادة في مواجهة إيران، فإنه ينبغي عليها أن تدافع عن حلفاء أميركا في لبنان.
منذ سنوات قليلة مضت، بدا أن لبنان يمثل نجاحا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. حيث نجح الشعب اللبناني الذي كان غاضبا آنذاك من الاغتيال الوحشي لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، على يد سوريا وحلفائها على الأرجح، وبفضل الدعم الدولي، في طرد القوات العسكرية السورية وفرض السيادة اللبنانية للمرة الأولى منذ عقود. ومرة أخرى في عام 2009، أكد اللبنانيون دعمهم للائتلاف الحاكم الموالي للغرب، عبر أغلبية كبيرة من المقاعد في البرلمان خلال الانتخابات العامة في شهر أيار.
ومع ذلك، يبدو أن البلاد اليوم تتجه باتجاه أزمة مخيفة. فتحالف 14 آذار لم يتمكن من الاستفادة من ولايته الشعبية بسبب القوة الساحقة التي يملكها حزب الله، الذي تموله وتدربه، وتسلحه إيران وسوريا. ولكنها ليست غلطة حزب الله لوحده. إن سياسة الولايات المتحدة تجاه لبنان تتحمل اللوم إلى حد كبير لكونها لا تدعم كلامها الجريء بالأفعال. وبعيدا عن حماية حلفاء أميركا، لم تخذل الإدارات الأمريكية على التوالي الحكومة الموالية للغرب فحسب ولكنها عززت ألد  أعداءها أيضا.
غير أن المواجهة البطيئة باتت على وشك الوصول إلى نقطة الغليان بسبب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ومن المتوقع أن المحكمة، التي أنشئت بموجب اتفاق بين مجلس الأمن للأمم المتحدة والحكومة اللبنانية، ستصدر لوائح اتهام ضد عناصر من حزب الله في الأشهر المقبلة...
وفي محاولة لاستباق ما سيكون ضربة قوية بلا شك، أطلق الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حربا ضد المحكمة، ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن حزب الله لن يوقفه شيء للحيلولة دون صدور لوائح الاتهام. إن خطر وقوع الحرب هو خطر ملموس، وإذا ما أطاح حزب الله ورعاته الإيرانيين -- وعملاؤهم السورية -- بالحكومة المنتخبة وسيطروا على لبنان، فإن ذلك سيكون بمثابة ضربة خطيرة لأمن الولايات المتحدة ومصداقيتها في جميع أنحاء العالم.
كما أن ذلك سيعزز الامتداد الإيراني ومصداقية إيران أيضا. وقد تحدث هوف فريد، نائب المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل وهو رجل بارز في السياسة الأميركية السورية، إمام معهد الشرق الأوسط في خضم حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، مقيما بكل صراحة العلاقة مع إيران قائلا: "سواء كان معظم أعضاء منظمته يعرفون ذلك أم لا، وسواء كان معظم اللبنانيين الشيعية يعرفون ذلك أم لا، إن [نصر الله] وجماعته يفعلون ما يفعلون، أولا وقبل كل شيء للدفاع عن مشروع وجود وقوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
إن تنامي النفوذ الإيراني في لبنان هو أمر خطير سيما في هذه اللحظة، فيما تتأمل الدول العربية المعتدلة بشكل يائس أن تحتوي الولايات المتحدة إيران. فمن وجهة نظر حلفاء أميركا العرب، إذا كانت القوة العظمى في العالم لا يمكنها احتواء الملالي قبل أن يمتلكوا سلاحا نوويا، كيف يتوقع أن يقوموا أنفسهم باحتواء الملالي في حال حصولهم على القنبلة؟
من الصعب عدم تحميل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ووزيرة خارجيته، كوندوليزا رايس مسؤولية هذا الوضع المزري. لقد كانت إدارة بوش تطلع إلى جعل لبنان مثالا على نجاح سياستها الشرق أوسطية: وقد قال بوش عام 2006"لقد فرحنا كثيرا برؤية ثورة الأرز. ونحن نتفهم أن نزول مئات الآلاف من الناس إلى الشارع للتعبير عن رغبتهم في أن يكونوا أحرارا يتطلب شجاعة، ونحن ندعم رغبة الشعب بتشكيل حكومة تستجيب لحاجاتهم وحكومة حرة، حقا حرة". ومع ذلك، لم يقدم الرئيس الأميركي سوى القليل لمساعدة حلفائه اللبنانيين عندما احتاجوا إليه أكثر من أي وقت.
وجاء يوم الحساب في 7 أيار 2008 ، عندما اجتاح حزب الله، الذي تنبه إلى أن الحكومة كانت تتحرك للسيطرة على شبكة اتصالاته الخاصة غير المشروعة، شوارع بيروت وجبال الشوف إلى الجنوب، مما اضطر زعماء لبنان المنتخبين ديمقراطيا للتنازل والاتفاق على تقاسم السلطة تحت تهديد السلاح. وكانت النتيجة استسلاما آخر من قبل إدارة بوش، والتي أشارت بقبولها على اتفاق الدوحة، الذي وقع في 21 أيار من ذلك العام، مضفية طابعا رسميا على حق النقض لحزب الله على أي قرار من قرارات الحكومة -- بما في ذلك نزع سلاحه.
ولكن إذا كانت إدارة بوش قد فتحت الباب أمام سيطرة حزب الله على لبنان، فإن إدارة الرئيس باراك أوباما قد تركت هذا الباب مفتوحا بشكل جزئي، في الوقت الذي لا تقدم فيه أي دعم يذكر لحلفاء الولايات المتحدة السابقين في تحالف 14 آذار خوفا من أن مثل هذه الخطوة ستضر فرصة التقارب مع سوريا.
وفي 18من شهر تشرين الأول احتج عضو الكونغرس غاري أكرمان، ودان بورتون، رئيس مجلس الإدارة وعضو بارز في اللجنة الفرعية للجنة الشؤون الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا بمجلس النواب، على غياب دعم العناصر المعتدلة في لبنان وقالا: "لازلنا نشعر بالقلق من أن استراتيجيكم لتقديم مبادرات دبلوماسية لأنظمة معادية لم تفعل شيئا يذكر من اجل  السلام في الشرق الأوسط، ولم تفعل شيئا سوى التقليص من نفوذ من أصدقائنا وحلفائنا الديمقراطيين".
من جانبها، لا تزال الإدارة الأميركية تركز على التواصل مع دمشق ولم تقدم على القيام بأي شيء يشير إلى أن هناك حدودا لصبر الولايات المتحدة. وفي زيارة لسوريا هذا الشهر، أشار مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان أن التحسن الطفيف في العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا "لا يمكنه أن يذهب بعيدا جدا طالما يواصل أصدقاء سوريا تقويض الاستقرار في لبنان". وهذا شرط لم يبد النظام السوري أي نية لتحقيقه.
ينبغي على الولايات المتحدة أن تعكس سنوات الانجراف هذه وتتصرف بحزم لمساعدة الشعب اللبناني على تأكيد حقه في تقرير المصير -- لأن احتواء طموح إيران التوسعي هو في مصلحة الولايات المتحدة، وكذلك تجنب إعطاء الشرعية لوكيلها الإرهابي.
يجب على إدارة أوباما أن تقرر مقاومة "المقاومة" وتقود الغرب لزيادة تمكين المجتمع المدني اللبناني وتساعد القوى الديمقراطية في البلاد. إن هذه الجهات الفاعلة الشجاعة ، والتي أثبتت قدرتها على قيادة حملات سياسية وإعلامية ناجحة فضحت المحور السوري الإيراني وحزب الله، هي التي اُستهدفت من قبل حزب الله على وجه التحديد في أيار 2008 – تماما لأنهم كانوا فعالين. إن الشعب اللبناني بحاجة إلى معرفة أن رئيس الولايات المتحدة يدعم سعيهم لتحقيق الحرية والديمقراطية، سيما فيما بات دور حزب الله في مهاجمة الدولة على وشك الانكشاف.
كما يجب على أوباما أن يلقي نظرة على وسائل الإعلام في لبنان المؤيدة للديمقراطية، والتي تم إسكاتها وترهيبها إلى حد كبير خلال العام الماضي ليس فقط من قبل خصومه الموالين لسوريا والموالين لإيران وحزب الله، ولكنها تعثرت أيضا بسبب الرعاة السعوديين الذين ظنوا عن طريق الخطأ بأنه بإمكانهم إبعاد سوريا بعيدا عن النفوذ الإيراني. وقد أثبتت هذه الإستراتيجية، على غرار سعي الولايات المتحدة للتقارب إلى سوريا، فشلا كارثيا.
ويجب أيضا على إدارة أوباما أن تتأكد من مضي المحكمة الدولية قدما، وتحاكم الذين تتهمهم. إن مساهمة الولايات المتحدة ب 10 مليون دولار جديرة بالثناء، ولكنها لا تكفي. ليس هناك مشكلة، ما عدا وقف سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، تستدعي تركيزا وجهودا دولية كما هي مشكلة وقف الجمهورية الإسلامية من توسيع دائرة نفوذها في جميع أنحاء المنطقة.
 
ينبغي أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط لدعم تلك العناصر الديمقراطية التي تريد إنقاذ البلد. وهذه السياسة لن تكون سهلا. قد يتطلب الأمر اتخاذ قرار صعب بالتخلي عن القوات والبرامج التي فشلت في أن تكون بمثابة حصن ضد حزب الله، أو قد تتطلب الأمر إجراء إصلاح عميق للنفس، ولكننا نواجه خيارات صعبة

وإذا ما اتخذت إدارة أوباما موقفا جريئا لصالح استقلال لبنان، فإنها ستجد أن العديد من الشخصيات في بيروت وغيرها من البلدان ذات مصلحة في استقرار لبنان ستتبع أثرها.

ولكن مهما كانت الأساليب التي تختارها، يجب على الإدارة الأميركية أن تشير بوضوح أنها الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي وتتفرج فيما تقوم إيران، عبر مستبديها في سوريا وحزب الله، بتصدير الثورة الإيرانية إلى لبنان. لقد تحدث أوباما ببلاغة عن الحاجة إلى دعم الديمقراطية والتسامح في الشرق الأوسط. وقد حان الوقت لاتخاذ القرار. يجب على الرئيس الآن أن يحول كلامه إلى أفعال. 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد