- صحيفة 'ذي غارديان'
تضاؤل الآمال بعالم غير نووي
أوشكت آمال الرئيس باراك أوباما بشأن إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأميركية على الانهيار بعد إصابة أعز مبادرتين له وهما نزع السلاح النووي وتحسين العلاقات مع روسيا، بانتكاسات خطيرة.
وبحسب وثيقة مسربة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) فقد تم حذف مقترح لسحب أسلحة نووية تكتيكية أميركية من أوروبا من مشروع عقيدة الحلف الإستراتيجية التي من المقرر اعتمادها في قمة هذا الأسبوع في لشبونة.
وفي الوقت نفسه أشار زعيم جمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي إلى أنه من غير المرجح هذا العام أن يتم التصديق على معاهدة الحد من الأسلحة النووية التي وقعها أوباما في أبريل/نيسان مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.
ويقول معظم المراقبين إنه إذا تأجلت المعاهدة -المعروفة باسم نيو ستارت- إلى العام القادم فستكون في عداد الأموات، لأن الأغلبية الديمقراطية في المجلس ستكون أقل في ذلك الحين، عقب خسائر الحزب في انتخابات التجديد النصفي.
كذلك تشكل الانتكاسات نقطة تدنّ جديدة لطموحات أوباما، التي عرضها في كلمته في براغ عام 2009، لوضع العالم على درب إلغاء الأسلحة النووية.
كما أنها تسلب الرئيس الإنجاز الملموس الهام حتى الآن في محاولته لإعادة تشكيل العلاقات الأميركية الروسية. وفي غياب التقدم في الشرق الأوسط أو في التوصل إلى تفاهم مع إيران بشأن طموحاتها النووية فإن هذه التطورات تهدد بحجب ميراث أوباما في السياسة الخارجية.
لكن داريل كيمبال، رئيس جمعية مراقبة الأسلحة قال إن وثيقة لشبونة قدمت فرصة ضائعة للحلف. وأضاف 'الناتو لا يحتاج هذه الأسلحة ضد أي من تهديدات القرن الحادي والعشرين التي نواجهها. وهذه الأسلحة تزيد خطر الإرهاب النووي ووجودها يجعل الأمر أصعب لإقناع روسيا بخفض ترسانتها التكتيكية'.
و كان من المتوقع أن يناقش المفاوضون الأميركيون والروس الأسلحة التكتيكية في الجولة القادمة من مباحثات الحد من التسلح.
إن تلك المباحثات بالتأكيد لن تتم إذا ما عُلقت معاهدة نيو ستارت.
وما زالت الإدارة الأميركية بحاجة إلى بعض الدعم الجمهوري للحصول على الـ67 صوتا المطلوبة للمصادقة على المعاهدة.
- صحيفة 'دير تاغ شبيغيل' الألمانية
خطر وقوع 'أعمال إرهابية' في المانيا
احتلت تحذيرات وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير من تصاعد خطر وقوع 'أعمال إرهابية' في البلاد، العناوين الرئيسية في الصحافة الألمانية فأفردت لها اليوم مساحات واسعة من صفحاتها لمتابعتها بالسبق المعلوماتي أو التحليلي.
إن الأجهزة الأمنية الألمانية تعكف على تحليل كم كبير من الأدلة والحقائق والشائعات المتعلقة بتحذيرات دي ميزير، المعروف بهدوئه واختلافه حتى وقت قريب عن وزراء الداخلية أسلافه في عدم الميل لسياسة إطلاق التحذيرات.
ونقلت عن وزير الداخلية المحلي في ولاية برلين إيرهارت كورتينغ الذي يعد من أكثر سياسيي ألمانيا خبرة بالقضايا الأمنية قوله 'الأوضاع الحالية أكثر خطورة من وضع مماثل شهدته البلاد قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة عندما هدد تنظيم القاعدة بالقيام بأعمال إرهابية إذا لم تفز الأحزاب المعارضة للحرب في أفغانستان'.
وأضاف 'حينذاك لم تتوفر أدلة على وجود خلايا إرهابية، أما الآن فقد تمكنت السلطات الأمنية الألمانية من الإمساك بأشياء ملموسة'.
أسئلة ومعلومات
وأشارت الصحيفة إلى أن كورتينغ -الذي لم يكشف طبيعة الأشياء الملموسة المكتشفة- أمر وزارته بتشديد الحراسات على سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل والمنشآت اليهودية والمؤسسات الأميركية والبريطانية في برلين إضافة إلى مقار مؤسسات ألمانية مهمة قد يستهدفها تنظيم القاعدة.
أن تحذيرات دي ميزير طرحت عددا من الأسئلة المفتوحة منها: هل الإرهابيون في الطريق إلى الأراضي الألمانية أم وصلوا إليها بالفعل، وهل لهؤلاء علاقة ما بألمانيا أم هم غرباء عنها، وهل لهم شركاء داخل البلاد لمساعدتهم في الحصول على أسلحة ومتفجرات ومواد كيمياوية إن أمكن؟
و 'تشير المعلومات المتاحة إلى ما بين اثنين وستة إرهابيين معظمهم من الهند وباكستان، مما يعني أنهم جناة غرباء دخلوا أو سيدخلون البلاد بطريقة غير شرعية'.
أن تحري الشرطة الجنائية الألمانية حول كل تأشيرات الدخول الممنوحة مؤخرا في سفارات ألمانيا بالهند وباكستان والإمارات، يظهر عدم تحري الأجهزة الأمنية في أجواء من الضباب.
وثمة معلومة إضافية توفرت لخبراء الأمن الألمانيين وهي حصول القيادي البارز في القاعدة يونس الموريتاني على موافقة أسامة بن لادن على خططه للقيام بهجمات في ألمانيا وأوروبا.
أن هذا يؤكد أن بن لادن عاد للإشراف على عمليات تنظيمه ولم يتحول إلى مرشد روحي له مثلما رددت أجهزة أستخبارات دولية لفترة طويلة.
- صحيفة 'فرانكفورتر روند شاو' الالمانية
'الضواحي الإسلامية'
تحت عنوان 'نصيحة من مسقط رأس بن لادن'، ذكرت صحيفة 'فرانكفورتر روند شاو' الالمانية أن التحذيرات الأمنية الأخيرة استندت إلى معلومات تلقتها ألمانيا من الاستخبارات السعودية التي توصلت إليها خلال استجواب عضو سابق بالقاعدة شارك بأنشطة التنظيم في اليمن عام 2008 قبل أن ينفصل عنه.
وأشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا أخذت المعلومات السعودية بجدية لأن العضو القاعدي السابق لعب دورا رئيسيا في الكشف الشهر الماضي عن طرد مواد متفجرة أرسل من اليمن إلى بريطانيا عبر مطار كولونيا الألماني.
وقالت فرانكفورتر روند شاو 'دللت معلومات السعوديين على امتلاكهم زمام المبادرة في حربهم الاستخبارية مع تنظيم القاعدة الذي فر 85 من أخطر أعضائه السعوديين -من بينهم 11 من المعتقلين السابقين بغوانتانامو- إلى اليمن'.
وانفردت صحيفة نويه أوسنابروكر تسايتونغ بالكشف عن خطة لـ'مكافحة الإرهاب' يعتزم وزير الداخلية المحلي لولاية سكسونيا السفلى أوفه شوينمان التقدم بها لمؤتمر وزراء داخلية الولايات الألمانية اليوم الخميس في هامبورغ.
وقالت الصحيفة إن أهم البنود الـ17 في خطة الوزير تتضمن 'المطالبة بتعزيز الوجود الشرطي والأمني في الضواحي والأحياء الإسلامية بالمدن الألمانية، ومنع الإسلاميين الخطرين من استخدام الهاتف المحمول وأجهزة الكمبيوتر، وحظر دخول هؤلاء الأشخاص للمساجد المتشددة والأحياء المعروفة بمشكلاتها في الاندماج'.
وطالب وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى في خطته التي نشرتها الصحيفة بمنح السلطات الأمنية المحلية في الولايات الألمانية صلاحية مراقبة الإنترنت واتخاذ ما تراه مناسبا من إجراءات احترازية ضد الإرهاب.
- وكالة 'نوفوستي'
طائرات مجهولة تخترق الأجواء الإيرانية
أعلنت إيران يوم 17 نوفمبر أنها رصدت ستة اختراقات لأجوائها قامت بها طائرات عسكرية أجنبية خلال الساعات الـ24 الماضية. وانطلقت نحوها مقاتلات إيرانية وأجبرتها على مغادرة الأجواء الإيرانية.
وأشير إلى أن الإيرانيين لم يتمكنوا من تحديد هوية الطائرات المتسللة.
وكانت القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي الإيرانية قد بدأتها مناوراتها في السماء فوق إيران يوم الثلاثاء. ويعتقد أنها تهدف إلى إظهار جاهزية إيران لصد هجوم من الممكن أن تشنه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وكان من المفروض أن يكون تجريب رادار إيراني جديد قادر على اكتشاف الأهداف من على بعد 3000 كيلومتر وأيضا تجريب بديل إيراني لصاروخ 'س-300' الاعتراضي الذي رفضت روسيا تسليم إيران إياه درة هذه المناورات. وتبين مما نقله التلفزيون الإيراني اليوم أن القوات الإيرانية جربت نسخة لصاروخ 'س-200' وليس 'س-300'.
وفي ما يخص نبأ انتهاك الطائرات المجهولة للأجواء الإيرانية قالت صحيفة 'كوميرسانت' الروسية إنه طبيعي أن يهتم الجيران بالقوة العسكرية الإيرانية، إلا أن احتمال الحرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل والتي تخاف منها طهران، سائر إلى الانحسار. فقد قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أمس إن ضرب المنشآت النووية الإيرانية بالصواريخ لن يكون حلا ناجعا لمشكلة عزم طهران على إحراز السلاح النووي. والحل الأفضل هو ضغط اقتصادي ودبلوماسي بحسب رأي وزير الدفاع الأمريكي.
بيد أن بعض الخبراء لا يتفقون مع هذا الرأي. وقال الخبير رجب سفروف لـ'كوميرسانت' إن تأثير العقوبات الاقتصادية السلبي على الاقتصاد الإيراني مبالغ فيه، بل صار الضغط الدولي حافزا يشجع إيران على إنتاج ما كانت تستورده من الخارج محلياً كالبنزين، مثلا.
- موقع 'نظرة عليا ' الاسرائيلي (نشرة الكترونية تصدر عن مركز بحوث الامن القومي)
شرق اوسط خال من اسلحة الدمار الشامل
'الوثيقة النهائية لمؤتمر الاستطلاع لميثاق منع نشر السلاح النووي (NPT RevCon) من أيار (مايو) 2010 تتضمن بندا بشأن مؤتمر ينعقد في العام 2012 للبحث في منطقة حرة من أسلحة الدمار الشامل (WMDFZ) في الشرق الاوسط. ادراج البند اياه هو نتيجة ضغط كبير مارسته مصر في ظل تهديدها بمنع توافق اجماعي على الوثيقة النهائية بأسرها، في حالة عدم الاستجابة لمطالبها. وصيغة البند هي: 'الامين العام للامم المتحدة ورعاة قرار 1995 (عن الشرق الاوسط)، بالتشاور مع دول المنطقة، يعقد مؤتمرا في العام 2012 تشارك فيه كل دول الشرق الاوسط للبحث في اقامة منطقة حرة من أسلحة الدمار الشامل، على أساس تسويات تتحقق بشكل حر بين دول المنطقة ومع كامل الدعم والمشاركة من الدول التي تحوز السلاح النووي'. كما يشير البند ايضا الى تعيين مبعوث خاص يدفع الفكرة الى الامام، ويتشاور مع الاطراف في كل ما يتعلق بالاعداد للمؤتمر.
وسواء ضغطت مصر على الولايات المتحدة لقبول هذه الفكرة، كما أفيد قبل مؤتمر الاستطلاع، أم لا، ثمة مؤشرات مؤخرا على أن الولايات المتحدة ملتزمة اليوم بالمساعدة كي تتجسد هذه الفكرة. هذا لا يعني أن الولايات المتحدة بالضرورة تستطيب هذه الفكرة أو انها ستساعد في مساعٍ اضافية من جانب مصر لممارسة الضغط على اسرائيل. ولكن فرضية عمل اسرائيل يجب أن تكون أن الولايات المتحدة ايضا لن تعارض بشكل نشط تقدم فكرة المؤتمر.
موقف الولايات المتحدة اتضح حول مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية السنوي الذي انعقد في شهر ايلول (سبتمبر) عندما دفعت الدول العربية بقيادة مصر الى تبني قرار يدعو اسرائيل الى الانضمام الى ميثاق منع انتشار السلاح النووي. واستخدمت الولايات المتحدة تكتيكيا المؤتمر المقترح عقده في 2012 لاقناع عدد من الدول للتصويت ضد مشروع القرار. وكانت الحجة الامريكية ان ممارسة الضغط على اسرائيل من خلال قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستقلص فرص ان توافق اسرائيل على المشاركة في المؤتمر المخطط له. وعليه، فبينما اشارت الولايات المتحدة الى أن ممارسة الضغط على اسرائيل في المجال النووي ليست مقبولة من جانبها، فانها أطلقت في ذات الوقت، من خلال الاستخدام لذات الحجة تماما، تلميحا بتأييدها للمؤتمر نفسه.
ولما كانت هناك في الزمن الراهن تصريحات عمومية فقط في الوثيقة النهائية لمؤتمر الاستطلاع لـ NPT ، فقد بقيت مواضيع عديدة تحتاج الى الايضاح وتفاصيل عديدة يجب ترتيبها بالنسبة للمبنى، المفهوم الفكري والمضمون للمؤتمر المقترح في 2012. غياب تعريف واضح يمكنه أن يشكل فرصة بالنسبة لاسرائيل لمشاركة اكثر فعالية في عملية تحديد المقاييس والتفكير لهذا المؤتمر.
وبالفعل، فان محاولة المساعدة في عملية تحديد المبنى والمنطق الفكري المناسب لبحث اقليمي في موضوع (WMDFZ) يجب أن تشكل موضوعا مركزيا في المداولات التي تجريها اسرائيل مع الولايات المتحدة عن المؤتمر المقترح. وفضلا عن ذلك، اذا ما نظم المؤتمر بشكل سليم، فلا ينبغي بالضرورة النظر اليه كتطور سلبي.
مسألة هامة واحدة تتناول الاطار العام. كون فكرة مؤتمر في العام 2012 تبلورت في الوثيقة النهائية لمؤتمر الاستطلاع، فان الامر يخلق في اوساط البعض ربطا ضروريا بين البحث في منطقة حرة من أسلحة الدمار الشامل وبين ميثاق NPT . مصلحة مصر في هذا السياق واضحة: كان بودها أن تتعزز هذه الصلة قدر الامكان. خلق صلة لا تنقطع سيخدم على نحو أفضل حجتها بانه لا سبيل للبحث في أسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط دون أن تنضم اسرائيل الى ميثاق الـ NPT. وكافحت مصر بشدة كي تندرج الفكرة في الوثيقة النهائية لمؤتمر الاستطلاع لـ NPT في العام 1995، وأصرت على أن تشكل جزءا ايضا من القرار الذي تم تبنيه في 2010.
ولكن فكرة المحادثات الاقليمية للرقابة على السلاح في مجال أسلحة الدمار الشامل لا ترتبط باطار ميثاق الـ NPT - لا من الجانب الفكري ولا من الجانب التاريخي، ويجب الاصرار على فصل الموضوعين في سياق البلورة الفكرية للمؤتمر. السبب الابسط هو ان منطقة حرة من أسلحة الدمار الشامل تعنى بكل اصناف اسلحة الدمار الشامل وليس بالنووي وحده. ومهمة حتى أكثر من ذلك حقيقة أن نقاشاً اقليمياً في موضوع الرقابة على السلاح يحتاج الى تفكير يختلف عن ذاك الدارج في مداولات المواثيق الدولية لنزع السلاح، مثل الـ NPT. فالمواثيق الدولية تركز على الاسلحة، بينما السياق الاقليمي يسمح بتناول المصالح السياسية، مفاهيم التهديد، نوعية وجودة العلاقات بين الدول. ودون خلق قدر من القبول المتبادل والاستقرار الاقليمي، لا توجد أي امكانية لمعالجة مسألة تقليص الاسلحة ذاتها.
من الجانب التاريخي، فان التجربة ذات الصلة التي ينبغي الاعتماد عليها، هي تجربة مجموعة العمل التي عنيت برقابة السلاح والامن الاقليمي (ACRS) على مدى أربع سنوات في بداية التسعينيات، كجزء من المسار متعدد الاطراف لمسيرة مدريد. كان هذا هو المكان الذي تطورت فيه فكرة الحوار الاقليمي، وتم البدء بتطبيقها. الدروس من هذه التجربة يجب أن تشكل مرشدا هاما لكل تقدم مستقبلي. فكرة المنطقة الحرة من أسلحة الدمار الشامل بالنسبة للشرق الاوسط شكلت منذ زمن بعيد موضوعا على جدول أعمال المحادثات الاوروبية البحر المتوسط التي تجرى منذ العام 1995. هنا ايضا، الرسالة هي ان بناء الثقة وتحسين العلاقات بين الدول هو مرحلة اولى وضرورية. في ضوء تدهور العلاقات في الشرق الاوسط في اثناء العقد الاخير، ولا سيما في ضوء البرنامج النووي لايران، والذي ينال الزخم، الى جانب تعابير فظة لطموحاتها في الهيمنة على المنطقة، فقد أخذ هذا المنطق في التعزز. لا توجد أي امكانية للتقدم في حوار اقليمي في موضوع الرقابة على السلاح والامن دون المشاركة الهامة والفاعلة لكل دول الشرق الاوسط. على ايران وسورية على نحو خاص ان توافقا على الجلوس والبحث في المسائل الاقليمية مع اسرائيل. لا يمكن الاكتفاء باقل من ذلك كنقطة بدء لمؤتمر اقليمي يعنى بمسائل أمنية على هذا القدر من الحساسية.
وأخيرا، يجب الاعتراف بان ما يقترح يحتاج الى مسيرة طويلة جدا. فضلا عن ذلك، في اللحظة التي تبدأ فيها سياقات اقليمية في التحرك، فقد تنشأ مسائل اقليمية اخرى بسبب الالية متعددة الاطراف، مثلما حصل في كل مجموعات العمل متعددة الاطراف التي عملت في الشرق الاوسط في النصف الاول من التسعينيات. يكاد لا يكون هناك شك بان سياسة القوة والخصومة السياسية الاقليمية ستؤثر على المحادثات، احيانا بطرق غير متوقعة لا يمكن التنبؤ بها مسبقا. في كل هذه الامور ينبغي أن يعترف اولئك الذين يعتزمون قيادة هذه الخطوة. بانتظارهم مهمة هامة وصعبة جدا على التنفيذ. فالاليات الاقليمية، ولا سيما في منطقة مثل الشرق الاوسط، ليست سهلة على التوجيه، ومن يأخذ على نفسه مهمة التوجه ملزم بان يأخذ بالحسبان حجم المهمة، ويكون قادرا على أن يفي بها بكاملها.
- صحيفة 'ذي غارديان'
الحج يكشف عن العداء للشيعة
تواصل صحيفة 'ذي الغارديان' نشر تقاريرها اليومية عن الحج، وبعدما سردت ما قام به الحجاج فى أول أيام عيد الأضحى من رمى جمرة العقبة الكبرى، والتحلل الأصغر من الإحرام بحلق الرجال لحاهم وشعورهم وقص الأظافر، قالت إن بعض الحجاج تحدثوا عن وجود عداء طائفى تجاه بعض المذاهب، وخاصة الشيعة.
وتوضح الصحيفة أنه مع احتفال أكثر من مليار مسلم بأول أيام عيد الأضحى، واصل الملايين من الحجاج الذين قاموا برحلتهم إلى الحج فى أداء بقية مناسكه، لكن على الرغم من مظاهرة الوحدة بين المسلمين، إلا أن هناك انقسامات وعداء للأقلية المسلمة من الشيعة الذين أدوا فريضة الحج هذا العام.
وتذكر الصحيفة أن عدد الشيعة فى العالم حوالى 200 مليون، وهى ثانى أكبر مذهب فى الإسلام، وقد سافر المئات من الشيعة البريطانيين لأداء الحج هذا العام، وشكا بعضهم من تكفير الآخرين لهم واتهامهم بالزندقة، مشيرين إلى أن هذه الاتهامات تأتى بسبب رجال الدين السعوديين الذين عززوا العداء تجاه الشيعة.
وتنقل الصحيفة عن أحد الشيعة البريطانيين قوله إنه هناك الكثير من الحوادث التى اتهمت فيها الشرطة الدينية الشيعة بتعطيل المصلين فى المسجد الحرام بمكة المكرمة.
ويقول حاج شيعى آخر من بريطانيا أيضا، والذى يؤدى المناسك للمرة التاسعة، إن الموقف من الشيعة فى مكة أفضل من المدينة المنورة، وهناك تركز كبير للشيعة فى شرق البلاد، وهو ما يسبب توتراً كبيراً للسعوديين.
وقد طُلب من الحجاج البريطانيين أن يذكروا فى طلب حصولهم على التأشيرة الطائفة أو المذهب الذى ينتمون إليه، والبعض لا يعترض على ذلك مادام يستخدم للأغراض الصحيحة.
وأعرب بعض الحجاج الشيعة عن استيائهم من سوء المعاملة التى يتعرضون لها فى زيارتهم لقبر النبى محمد فى المدينة المنورة.
ويُحذر الشيعة دائماً من المعاملة التى يمكن أن يتلقوها فى المدينة المنورة، التى يوجد بها قبور أربعة من أئمتهم الاثنى عشر الذين يحظون بقدسية شديدة فى المذهب الشيعى، لم يكن بعض الشيعة من قبل قادرين على زيارة قبور الأئمة، وكانت الشرطة الدينية تحول بين قيامهم بذلك، وفى العام الماضى، قامت الحكومة السعودية بتطويق منطقة المقابر لأكملها، لكن هذا العام يتم فتحها مرتين يومياً للرجال فقط.
- ذي غارديان'
محاكمة عمر بكري هي قضية سياسة ولا تتعلق بـ'الإسلام' أو العدالة / ألكسندر هينلي
إن تعيين بكري محام من حزب الله لا يعبر عن تضامن أصولي وإنما عن المشاحنات السياسية في لبنان
... يواجه عمر بكري الآن استئنافا للحكم الصادر بحقه. وتقول آخر الأخبار أن محاميا من حزب الله سيدافع عنه. بالكاد يشكل خبر أن حزب الله تولى قضية بكري بر صدمة للكثيرين. أليس حزب الله رفيقا طبيعيا للمؤامرة الإسلامية؟
لقد سمعنا جميعا أن حكومات الشرق الأوسط محاصرة، وبالكاد تتمكن من إبقاء الأصوليين خارج أبوابها. هكذا، وبعد أن أثار القلاقل في بريطانيا، يبدو أن بكري قد عاد إلى لبنان للاختباء مع صديقه الإسلامي حسن نصر الله.
قد يجمع بكري بنصر الله عدد قليل من السمات المشتركة – لحية كثيفة، غطاء رأس إسلامي مخيف ، نظارات نردية -- لكنهما ليسا بأي حال من الأحوال أصدقاء طبيعيون. فبكري الذي هو مدافع عن القاعدة، يمثل نوعا من التطرف السني يعتبر الشيعة كفار ومسؤول عن تدمير بعض المساجد الشيعية المقدسة في العراق.
وعلى المقلب الآخر، قد يكون نصر الله، أحد ابرز قادة المعارضة في لبنان، ولكننا لا ينبغي أن نتسرع في اعتبار انه يمثل ببساطة 'معارضة إسلامية'. فأولا، إن هذه المعارضة البرلمانية لديها وزراء في الحكومة، بحيث تشكل ثلث أعضاء الحكومة. وثانيا، إن ائتلاف حزب الله يشمل أحزابا علمانية بارزة مثل : حركة أمل الشيعية وحركة التيار الوطني الحر المسيحي. ثالثا، إن الانقسام الديني الإسلامي في لبنان ينبغي أن ينظر إليه على انه انقسام بين السنة ضد الشيعة بدلا من كونه انقساما بين المعتدلين والمتطرفين. فهناك تحالفات انتخابية بين السنة وحزب الله ، ولكن فقط من اجل تشكيل معارضة أكثر قابلية للاستمرار في وجه الهيمنة السياسية لرئيس الوزراء وسعد الحريري، على الطائفة السنية.
وبدلا من كونه تضامنا بين الأصوليين، إن تبني حزب الله لقضية بكري هو جزء من الحملة السياسية ضد التحالف الحريري الحاكم. فنصر الله يعمل حاليا على سحب جميع أوراقه. وقد أكدت زيارة الرئيس الإيراني ، محمود أحمدي نجاد إلى لبنان الشهر الماضي دعم حزب الله على الصعيد الدولي...
وعبر نصرة قضية عمر بكري، يمكن لنصرالله أن يشدد الخناق على حكومة الحريري درجة اضافية، وقد يتمكن ربما في الوقت نفسه من تعزيز تحالفه غير المستقر مع جماعات المعارضة السنية.
إن تعامل الدولة اللبنانية في هذه القضية يظهر ضعفها أكثر من التزامها بتحقيق العدالة. وحكومة الحريري تقترب بالفعل من الدخول في أزمة بشأن المحكمة الدولية. فنظرا إلى أن الحكومة بنت شرعيتها السياسية على شعار 'الحقيقة' بشأن مقتل والده، أصبح سعد الحريري ملزما بدعم المحكمة حتى ولو أدت المواجهة مع حزب الله إلى تمزيق حكومته.
لا شيء بشأن محاكمة بكري يوحي بأنها محاكمة روتينية. والأكثر إثارة للدهشة هو أن الدولة اللبنانية اختارت خوض هذه المعركة أصلا، إذا كانت تريد تجنب استخدامها إعلاميا – أو تسييسها لا محالة. وأحد التفسيرات المحتملة هو أن الحكم صدر بحق بكري نتيجة لضغوط من الحكومة البريطانية ، التي تتهمه بالمساعدة في تجنيد متشددين خلال السنوات ال 20 التي قضاها في لندن.
فهل كان الحكم على عمر بكري جزءا من الصفقة عندما صافح الحريري ديفيد كاميرون على إدراج داوننغ ستريت؟
لعل الحكومة اللبنانية كانت تأمل بإرضاء حلفائها البريطانيين عبر حكم غيابي، من دون أن تضطر إلى القيام بأي شيء حيال ذلك. ومهما كان سبب الاعتقال في نهاية المطاف، فإنه بالكاد يمثل سيف العدالة القاطع. انه فقط أحدث مظاهر المشاحنات السياسية اليائسة في لبنان.