صحافة دولية » - أخبار ومقالات مترجمة من صحف ومجلات ومواقع أجنبية -

- مجلة 'الإيكونوميست'
بناء المستوطنات الإسرائيلية: هل يتجمد ثانية؟

بحكمة رجل أمضى سنتين مثيرتين للأعصاب وغير مثمرتين تقريباً وهو يحاول صناعة السلام في الشرق الأوسط، امتدح باراك أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد الماضي، الرابع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر)، بسبب موافقة الأخير على صفقة جديدة حول البناء الاستيطاني، حتى قبل أن يتمكن السيد نتنياهو من تمرير الصفقة في داخل حكومته الخاصة. وقال السيد أوباما للصحافيين من على متن طائرته الخاصة 'سلاح الجو رقم 1': 'أعتقد بأن ذلك واعد، وأنا أثني على رئيس الوزراء نتنياهو لاتخاذه، كما أعتقد، خطوة بناءة جداً. إنه ليس من السهل عليه أن يفعل ذلك، لكنني أظن بأنه إشارة على أنه جاد'.
لكن السيد نتنياهو لم يتخذ تلك الخطوة، أو ليس بعد على أي حال. وقد أخبر وزراءه بأن الاتفاق مع أميركا لم يستكمل بعد وبأنه سيسلمه، في حال استكماله، إلى مجلس وزرائه الداخلي أو الأمني المصغر للتداول. وقال المتشائمون إنه سيكون من الصعب على 'بيبي'، المشهور بالمراوغة، أن يتراجع الآن بعد أن أعلن الرئيس عن الاتفاق على الملأ. لكنه حتى المتشائمون يواجهون أوقاتاً صعبة في تفسير هذه الانعطافة الأخيرة في عملية السلام الشاقة.
وكانت إسرائيل نفسها قد فرضت على نفسها (تحت ضغط أميركي) تجميداً على بناء المستوطنات في الضفة الغربية لمدة عشرة أشهر، والذي انتهت مدته في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مباشرة بعد أن كانت محادثات السلام المتوقفة منذ وقت طويل مع الفلسطينيين قد استؤنفت مرة أخرى. وقد رفض السيد نتنياهو المناشدات لإطالة أمد التجميد، ومباشرة خرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المفاوضات وسط إطراء من العالم العربي.
بموجب هذه الصفقة الجديدة، سوف توافق إسرائيل على تجميد للبناء الاستيطاني لمدة 90 يوماً في مقابل حزمة سخية من الأعطيات العسكرية والدبلوماسية من الولايات المتحدة. وتشتمل هذه الهبات على 20 طائرة إضافية من طراز ف-35 الشبح، بقيمة 3 بلايين دولار أميركي، والتي تضاف على حساب أميركا إلى العشرين الأصلية التي طلبتها إسرائيل. وقد التزمت أميركا، أيضاً، بتشديد دعمها لإسرائيل في الأمم المتحدة والعمل من أجل تشديد العقوبات الاقتصادية الدولية ضد إيران.
ولكن، ما الذي سيحصل في اليوم 91؟ التزم الأميركيون بعدم السعي إلى تمديد آخر. ويقولون إنهم يأملون بأن يكون الجانبان قد اتفقا بحلول ذلك الوقت على حدود دولة فلسطين المستقبلية، وبحيث يكون أي نقاش إضافي حول موضوع المستوطنات قد أصبح غير ضروري.
وماذا إذا لم يكونا قد اتفقا؟ يقول المفرطون في التشاؤم إن فريق أوباما لم يكن كفؤاً على الإطلاق في تعاملها مع إسرائيل، بحيث إنها ربما تكون قد فشلت ببساطة في الأخذ بعين الاعتبار هذا السيناريو المحتمل الوقوع كلياً. والاحتمال الأرجح هو أن الأميركيين ينوون اقتراح أنه في حال طالبت إسرائيل بما يقارب 10 % من الضفة الغربية، وكان الفلسطينيون مستعدين للتنازل، قل، عن 2 % (في مقابل مساحات مساوية من الأراضي الإسرائيلية)، فإنه يمكن أن لا يتم تجميد بناء المستوطنات في 2 %، بينما يستمر التجميد في البقية، ريثما يتم التوصل إلى اتفاق حول الحدود في نهاية المطاف.
وكبديل، ربما يخطط السيد أوباما للدعوة إلى عقد قمة على غرار كامب ديفيد، بمجرد أن يثبت، على مدى 90 يوماً، أن الإسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن أن يتفاوضوا على صفقة حدود من تلقاء أنفسهم.
ويبدو السيناريوهان منطقيين بالنسبة للسيد أوباما. لكنهما سيكونان منطقيين بالنسبة للسيد نتنياهو إذا كان قد قرر حقاً وبصدق أن يرضخ لفكرة إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وأن ينخرط في مفاوضات حول مقايضات متواضعة نسبياً في الأراضي.
يقول أحد أعضاء مجلس الوزراء الداخلي هذا، هو دان ميريدور، إنه كان 'يتطلع' إلى أن تجري الحدود التي يتفق عليها على طول الجدار الأمني الذي بنته إسرائيل في موازاة حدود ما قبل العام 1967. وسوف يعني ذلك ضم ما يقارب 8% من الضفة الغربية، بما في ذلك الكتل الاستيطانية الكبيرة التي بنيت بالقرب من الحدود على مر السنين. وسوف يعارض الفلسطينيون ذلك بقدر كبير، حتى لو حصلوا على مساحات تعادلها، ربما تكون متاخمة لقطاع غزة.
لكن العديد من وزراء نتنياهو سوف يعترضون على مثل هذه الصفقة أيضاً. ويبدو أن أي مفاوضات جادة حول الحدود يمكن أن تحدث فقط في حال لجأ إلى تعديل ائتلافه، مسقطاً الأطراف المتشددة مثل حزب 'إسرائيل بيتنا' الذي يتزعمه وزير الخارجية أفيغدور ليبرلمان، وجالباً حزب كاديما الأكثر اعتدالاً تحت قيادة تسيبي ليفني. وسيكون هناك احتمال لحدوث انشقاق في حزب الليكود الذي يتزعمه نفسه. وربما يصبح السيد ليبرمان حينذاك، كما تخيل وصور نفسه على الدوام، زعيم 'المعسكر الوطني'.
فأين سيترك ذلك السيد نتنياهو؟ في المرة الأخيرة التي مرت فيها السياسة الإسرائيلية باضطرابات من هذا القبيل، بعد الانسحاب من قطاع غزة في العام 2005، غادر آرييل شارون حزب الليكود، وأسس حزب كاديما، وأصبح فعلياً زعيماً كاملاً 'معسكر السلام' الإسرائيلي، متفوقاً على صديقه القديم ومنافسه السياسي شيمون بيريس. ومن الصعب تصور السيد نتنياهو وهو يلعب هذا الدور. ولكن مرة أخرى، كان من الصعب تخيل السيد شارون في ذلك الوضع أيضاً، حتى تولاه وجعله خاصاً به هو نفسه.
 

- صحيفة 'يديعوت أحرونوت'
انقلاب استراتيجي

قال الاسكندر المقدوني الذي احتل العالم القديم ان من يطور طريقة قتال جديدة او يملك سلاحا جديدا هو الذي ينتصر. وان اسرائيل في هذه الايام تنشىء تفوقا عسكريا استراتيجيا لم يكن لنا قط في تاريخ الصراع الاسرائيلي العربي. سلسلة تجديدات، في البحر والجو والبر ليست للعدو ولن تكون أيضا، وهي تغير تماما ميزان القوى في الشرق الاوسط. مع هذه التجديدات يصبح الجيش الاسرائيلي جيشا قويا رادعا بلا اعتراض.
في هذه السنة وفي السنة التالية سنحصل على غواصتي صواريخ المانيتين من طراز 'دولفين'، ستكون مع التطويرات التكنولوجية الاسرائيلية فيها بين الغواصات المتقدمة في العالم بلا شك. وبهذا سيكون لسلاح البحرية خمس غواصات حديثة، قادرة بحسب نشرات أجنبية على حمل صواريخ باليستية واطلاقها ويمكن أن تكون ذرية ايضا. هذه هي قوة الردع الذري بحسب نشرات أجنبية الاشد فاعلية التي نملك في مواجهة ايران.
توجد غواصات باليستية ذات قدرة ذرية لخمس دول اخرى في العالم فقط: الولايات المتحدة، وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا. مع وصول الغواصتين الحديثتين ستكون القوة الاسرائيلية في هذا المجال هي الثالثة في العالم، قبل الصين وفرنسا وبريطانيا.
الغواصات متحركة ومتملصة ولا يمكن تدميرها بسهولة، وتستطيع أن تقترب من نقطة الهدف كثيرا. ولهذه الاسباب قررت فرنسا مثلا أن تلغي تماما نظام الصواريخ الذرية التي تطلق من الارض، وان تكتفي بقوة اطلاق ذري من الجو ومن الغواصات. ان عنصر الارض الذي كان اشكاليا في اسرائيل دائما يتلاشى بذلك. شاركت ألمانيا في الانفاق على جميع غواصات 'دولفين' حتى اليوم: فقد احتملت جميع تكاليف انتاج الغواصتين الاولى والثانية، ونصف نفقة انتاج الثالثة، وثلث نفقة انتاج الرابعة والخامسة بحسب وسائل الاعلام الالمانية.
وعد الرئيس اوباما اسرائيل بعشرين طائرة اف 35 من طائرات الشبح حول قضية التجميد. لكن اسرائيل على كل حال ستحصل على عشرين طائرة اولى كهذه، وكلها من أموال المساعدة العسكرية الامريكية. ان مزية هذه الطائرات التي تبلغ كلفتها 2.7 مليار دولار هي أن رادار العدو لا يكشفها، وتستطيع الاقلاع والهبوط بصورة عمودية، بغير مسارات هبوط. ستصل الطائرات بعد أربع سنين فقط لكن سلاح الجو سيستطيع آنذاك أن يجول في سماء الشرق الاوسط دون خطر الكشف عنه. وفي هذا الشهر، كما نشر، سيبدأ الجيش الاسرائيلي الحصول على نظام الحماية من الصواريخ لدباباته المتقدمة 'معطف الريح'.
دُرعت في هذه الاثناء دبابات المركفاة من الجيل الرابع، تمهيدا لتدريع جميع الدبابات بالتدريج. والحديث عن نظام حديث، من انتاج رفائيل، طور في اسرائيل، وهو فريد من نوعه في العالم. فيمكن ان تشهد بنوعيته حقيقة أن الولايات المتحدة تريد منا ان نبيعها اياه من أجل قواتها في افغانستان.
ما سبب كون هذا انقلابا استراتيجيا، وان الحديث ليس عن نظام سلاح آخر؟ لان 'معطف الريح' قد يلغي التفوق الذي حشدته في السنين الاخيرة دول مثل سورية ومنظمة مثل حزب الله بواسطة الصواريخ المضادة للدبابات. بنى حزب الله نظريته القتالية بعد حرب لبنان الثانية عن الاف الصواريخ المضادة للدبابات، بل انه لم يجهد نفسه في شراء دبابات بسبب تكتيك صواريخه. اذا حيدت الصواريخ فسيبقى مكشوفا للمدرعات الاسرائيلية المتقدمة. والامر كذلك بالنسبة لسورية ودباباتها القديمة ايضا. يتغير الميزان الاستراتيجي في المنطقة تماما، ويدرك العدو جيدا ما معنى حرب جديدة في المنطقة.


- موقع 'مركز بحوث الامن القومي' ـ جامعة تل ابيب
مكانة تركيا في الساحة الدولية.. التطورات الاقليمية

بعد سنين كثيرة حاولت فيها تركيا أن تحافظ قدر استطاعتها على بعد من التطورات في الشرق الاوسط، أصبحت معنية منذ انقضاء الحرب البادرة، وبقدر أكبر منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم، بلعب دور أنشط في علاج قضايا الشرق الاوسط التي تستطيع التأثير فيها. تعمل تركيا في جملة ما تعمل في الموضوعات الآتية: التفاوض في مستقبل العراق، ومحاولات الوساطة بين ايران والولايات المتحدة في شأن تطوير السلاح الايراني، والوساطة في مسيرة السلام بين اسرائيل وسورية، والوساطة بين الفصائل الفلسطينية، وتجديد مسيرة السلام الاسرائيلية الفلسطينية.

علاقة تركيا بالعراق

إن معارضة تركيا المعركة الامريكية في العراق في 2003 قربت ما بينها وبين ايران وسورية. ففي كانون الثاني (يناير) 2003، قبل دخول الولايات المتحدة العراق، أنشأت تركيا 'قاعدة جارات العراق'، ومنذ ذلك الحين استمرت هذه اللقاءات. عند تركيا خطان أحمران فيما يتصل بمستقبل العراق: الأول قسمة العراق في عدة دول مستقلة، ولا سيما انشاء دولة كردية. لهذا من المهم عند تركيا استمرار وجود العراق واستقراره. وعلى ذلك تعارض تركيا طلب الاكراد السيطرة على الموصل وكركوك. والخط الاحمر الثاني هو الدفاع عن حقوق الاقلية التركمانية المركزة في شمال العراق، والتي هي بحسب تقديرات الغرب نحو من 2 3 في المئة من سكان العراق (500 800) الف نسمة.
طرأ على سياسة تركيا نحو العراق عدد من التغييرات منذ غزو الولايات المتحدة العراق في 2003. في البدء رفضت تركيا اجراء مفاوضة مباشرة للادارة الكردية الاقليمية، أما اليوم فيوجد انفتاح أكبر لمفاوضة كهذه، بل إنه تمت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 زيارة تاريخية من داود أوغلو الى أربيل، عاصمة المحافظة الكردية. وبعد سنين أدخلت فيها تركيا من آن لآخر قواتها في شمال العراق للعمل في مواجهة نشطاء حزب العمال الكردستاني الذين يجدون ملاذا في شمال العراق، واصرت على حقها في فعل ذلك، قال داود أوغلو في صيف 2009: 'نؤمل ألا تحوجنا التطورات في المستقبل القريب الى مطاردات ساخنة الى داخل مناطق مجاورة'. وقال في شأن سياسة الوساطة والتقريب: 'تركيا هي الدولة الوحيدة التي نجحت في أن تؤسس على نحو ناجح حوارا مع جميع الاطراف في العراق'. ازاء توسع تأثير تركيا في العراق وفي المنطقة كلها أثيرت دعوى، مثلا في مجلة نيوزويك: أن تركيا هي الرابحة الكبرى من المعركة الامريكية في العراق.
 

علاقة تركيا بايران

منذ تولى حزب العدالة والتنمية الحكم حدث تقارب مهم بين تركيا وايران. ينبع هذا التقارب من أن الايرانيين معنيون بخرق العزلة التي يحاولون فرضها عليهم بسبب برنامجهم الذري، ومن أنه يوجد اليوم في تركيا بخلاف مخاوف تركيا في الماضي من تصدير الثورة الايرانية اليها انفتاح أكبر للعقيدة السائدة في ايران. يمكن أن نستدل على نوع العلاقات بين الدولتين بزيارة محمود احمدي نجاد لتركيا في آب (أغسطس) 2008. تمت هذه الزيارة الى اسطنبول لا الى أنقرة وعرفت على أنها لقاء عمل لا زيارة رسمية. وبهذا لا تنطبق عليها قواعد المراسم الرسمية، وكان احمدي نجاد يستطيع الامتناع عن زيارة متحف أتاتورك، أبي العلمانية التركية. إن مرونة تركيا في هذا الشأن، وهي التي لا تميزها، تشهد في شبه يقين على الأهمية الكبيرة التي تنسبها الى تقديم علاقاتها بايران. بل كان اردوغان وغول من اوائل من هنأوا أحمدي نجاد على انتخابه رئيسا لايران من جديد في 2009. ويمكن ان نستدل على الاهمية التي تراها ايران لعلاقاتها بتركيا، في الجملة، بحقيقة أن ايران لم توجه انتقادا للدور الذي لعبته تركيا في الوساطة بين سورية واسرائيل.
إن موقف تركيا من قضية الذرة الايرانية هو أنه ينبغي العمل في المرحلة الاولى لمنع اشتعال الوضع نتاج عمل ردعي من قبل اسرائيل او الولايات المتحدة. لا تخاف تركيا خوفا خاصا من تهديد ايران لها ذريا لكنها قلقة من تقوض الاستقرار في المنطقة نتاج محاولة ايران احراز هذا السلاح. أظهر اردوغان المناصرة لموقف ايران من السلوك المشكل لدول تملك سلاحا ذريا لكنها تريد منع ايران من احرازه. مع ذلك يبدو انه يوجد اختلاف في تركيا في معاني وضع تملك فيه ايران سلاحا ذريا. فمن جهة يقلق الجيش وجماعات النخبة العلمانية من سياسة ايران الذرية، ومن الجهة الاخرى، لا يشارك زعماء حزب العدالة والتنمية ومجموعات النخبة الجديدة في هذه المخاوف. برغم هذا الاختلاف لا تسمع في تركيا دعوات الى تطوير قدرة ذرية مستقلة في هذه المرحلة. التفسير الممكن لذلك هو المظلة الذرية التي تتمتع بها تركيا كعضو في حلف شمال الاطلسي. لكن من شبه المحقق أن يتغير هذا الموقف اذا زاد شك تركيا في التزام اعضاء حلف شمال الاطلسي بمبدأ الأمن الجماعي، ولا سيما في حالة هجوم ذري على واحدة من الاعضاء.
تؤكد تركيا على الدوام استعدادها وقدرتها على الوساطة بين ايران والغرب. وفي احد اقتراحات المصالحة، التي عرضتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أثير امكان أن تخزن ايران اليورانيوم المخصب بنسبة منخفضة، والذي يمكن ان يستعمل في تركيب قنبلة ذرية أيضا، في دولة أخرى، وأن تحصل في مقابلة ذلك على وقود اليورانيوم الذي تحتاجه لمفاعل بحثها بنسبة متوسطة. وافقت تركيا، بحسب سياسة وساطتها، على أن تكون هي التي تخزن اليورانيوم المخصب لايران.

علاقة تركيا بسورية

في مقابلة التقارب بين تركيا وايران طرأ تحسن ملحوظ على العلاقات بين سورية وتركيا. هذا التحسن نتاج مصالح الدولتين المشتركة فيما يتعلق بمستقبل العراق وحاجة سورية الى الخروج من العزلة الدولية التي فرضتها عليها ادارة بوش. تميزت علاقات تركيا بسورية في اثناء الحرب الباردة وبعدها بالعداوة. لكن في آخر التسعينيات طرا تحسن على العلاقات بعد أن وافقت سورية، على اثر انذار وجهته تركيا وحشد للقوات على الحدود بين الدولتين، على أن تطرد من أرضها عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني، بل إن سورية تخلت عن طلبها السيطرة على لواء الاسكندرونة الذي كان فيه اختلاف منفصل بين الدولتين. والى ذلك، وبعد سنين طويلة من الاختلاف في قضية تقسيم الموارد المائية، يبدو ان سورية عدلت مطالبها من تركيا في هذا الشأن. في 2007 وقعت الدولتان على اتفاق تجارة حرة، وتلك خطوة أفضت الى زيادة مقدار الصلات الاقتصادية بينهما. وفي 2009 تخلت الدولتان على نحو مشترك عن مطلب سمات جواز الحدود بينهما.
 

علاقة تركيا بإسرائيل

احدى المشكلات الاساسية لعلاقة اسرائيل بتركيا في فترة حكم حزب العدالة والتنمية هي قلة المصالح المشتركة المهمة بين الدولتين. كانت عداوة الدولتين في الماضي لسورية سببا يربط بينهما، اما اليوم فقد نجحت تركيا وسورية في التغلب على اكثر الاختلافات بينهما، وتخاف اسرائيل هذا التقارب. والى ذلك كانت تركيا في الماضي تخاف النظام الاصولي في ايران، اما اليوم فطرأ تقارب بين هاتين الدولتين. على اية حال، لا تخاف تركيا ايران على نحو وجودي والذي يرى عليه التهديد الايراني في اسرائيل.
ان المصالح المشتركة التي بقيت للدولتين متصلة بان لهما توجها غربيا وبانهما شريكتان على نحو مبدئي في مكافحة الارهاب. والى ذلك، وفي الصعيد العسكري ما تزال تركيا محتاجة الى التقنية الاسرائيلية، ولا سيما معلومات اسرائيل في مجال الطائرات بلا طيار لمكافحتها حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق. مع ذلك، لم يعد جيش تركيا ينظر الى شراء المعدات العسكرية من اسرائيل على أنه الخيار الافضل، ويحاول أن ينوع مصادر تسليحه. تطمح تركيا في السنين الاخيرة اكثر مما في الماضي الى تطوير قدرات مستقلة. عندما نفحص عن علاقة اسرائيل بتركيا على السنين، يتبين أنه برغم انه كان للدولتين مصالح مشتركة، كانت العلاقات القريبة في التسعينيات شذوذا، وكانت اسرائيل طوال الوقت، وهي التي كانت محتاجة الى تركيا كمصدر للشرعية، هي الجانب المراود.
اثار تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في 2002 مخاوف في اسرائيل، ومن جملة اسباب ذلك الجذور الاسلامية للحزب والمواقف المعادية لاسرائيل التي عبر عنها غول عندما كان عضوا رفيع المستوى في حزب الرفاه. في بدء الولاية الاولى لحزب العدالة والتنمية بردت العلاقات فقد سمى اردوغان اسرائيل مثلا 'دولة ارهاب'. كذلك أثر ضعف الجيش زمن ولاية الحكومة برئاسة حزب العدالة والتنمية، في العلاقات بين الدولتين، لان الجيش كان في الماضي هو الجسم الذي دفع نحو التقارب بينهما. مع ذلك، تمت رؤية اجراء الانفصال الذي بادرت اليه وقادته في 2005 حكومة اسرائيل بقيادة ارئيل شارون رؤية ايجابية في تركيا، وافضى الى عدة زيارات لمسؤولين في الادارة التركية لاسرائيل، فيها زيارة اردوغان في نيسان (أبريل) 2005.
 

- صحيفة 'ذي غارديان'

هل هي نذر حرب أهلية في السودان

قالت الكاتبة البريطانية في صحيفة 'ذي غارديان'، روس وين جونز، إن الاستفتاء على انفصال جنوب السودان عن شماله من شأنه أن يقود البلاد إلى الفوضى، وأضافت أن حالة عدم وجود رابح ضمن الأطراف السودانية بشكل عام من شأنها تعريض البلاد للفوضى والاقتتال والحرب الأهلية.

وبينما أشارت جونز إلى أن ملايين السودانيين بدؤوا تسجيل أسمائهم من أجل الاقتراع في استفتاء انفصال الجنوب المزمع إجراؤه في التاسع من يناير/كانون الثاني 2011، أضافت أنهم يخشون مخاوف كبيرة من أن يؤدي الانفصال إلى إشعال حرب أهلية جديدة في البلاد تستمر لعقود قادمة.
 
وقالت إن المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية العاملة في البلاد بدأت تتوقع أن لا يؤدي الاستفتاء إلى نتيجة واضحة في السودان، وبالتالي أن تعيش البلاد حالة من الفوضى لا منتصر فيها، مما ينذر باندلاع العنف والعودة بالبلاد إلى الاقتتال الداخلي.

خطوة أحادية
وأوضحت الكاتبة أنه إذا لم يؤد الاستفتاء بموجب قانون الاستفتاء إلى نتيجة واضحة فإن ثمة مخاوف من أن يقوم قادة جنوب السودان بخطوة أحادية الجانب تتمثل في إعلانهم استقلال جنوب السودان.

وأضافت أنه إذا أعلن قادة جنوب السودان عن الاستقلال من جانب واحد فإنهم يعرضون البلاد وكل شيء للخطر، بما فيه حرمان دولتهم الجديدة من قروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مما يصب في صالح 'أعداء' جنوب السودان وينذر باندلاع الحرب الأهلية في البلاد.

وقالت إن السودان والسودانيين عاشوا قرابة ست سنوات في حالة من السلام الهش، وإنه لا بد أن السودانيين يعرفون جيدا الآن ما معنى معاناة الحرب، خاصة وأن البلاد شهدت حروبا أهلية طاحنة وقاسية على مدار سنوات.

وأوضحت أن الاقتتال في السودان كان قاسيا حيث شهدت الحرب تجنيد الأطفال واغتصاب النساء والاستعباد وشهدت البلاد مجاعة من صنع الإنسان، حتى أن رئيس البلاد عمر البشير واجه تهما بجرائم الحرب والإبادة الجماعية وصدرت بحقه مذكرة جلب صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
دول مجاورة
كما أن السودان يعاني جراء الصراعات التي تشهدها الدول المجاورة والتي تحيط به من كل جانب، وخاصة في أوغندا، مما يهدد بزعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها.
 
ودعت الكاتبة روس وين جونز إلى ضرورة بدء التخطيط لعمليات الإغاثة الإنسانية في السودان على الفور في ظل الهجرة الجماعية المحتملة لأهالي المنطقة إلى خارج السودان، وهجرة الملايين المحتملة في أنحاء مختلفة داخل البلاد نفسها.

وقالت إن منظمات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية واجهت قيودا وحظرا في الفترة الماضية مما أدى إلى نتائج كارثية في البلاد، داعية كل الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها لمواجهة الأخطار الكبيرة والمآسي الإنسانية المحتملة.

كما دعت الكاتبة جميع الأطراف السودانية بمن فيها القوات العسكرية و'الجنجويد' -الذين قالت إنهم تسببوا في مذابح في دارفور- إلى ضرورة احترام حقوق الإنسان في البلاد.
واختتمت بالقول إن الحرب الأهلية في السودان شأن لا يمكن تجنبه وإن السودانيين متشائمون بشكل كبير، مضيفة أنها زارت مناطق تمركز فيها سابقا القائد البريطاني الجنرال تشالز غوردون أو ما يدعونه 'غوردون الخرطوم' إبان الاحتلال البريطاني لجنوبي السودان في القرن التاسع عشر الميلادي، وأن الدليل السوداني الذي يرافقها وقف يخاطبها بالقول 'أعداؤنا يحضرون ويذهبون'، 'وأما نحن فباقون'.  


- صحيفة 'التلغراف'
قبائل اليمن ترفض تسليم نشطاء القاعدة

ضمن التقاليد العشائرية التي ورثوها أبًا عن جدّ، يرفض زعماء القبائل اليمنية التعاون مع جهود الحكومة اليمنية لاستئصال الإرهاب وتسليم نشطاء القاعدة وزعيمهم الروحي أنور العولقي.
صحيفة ديلي تلغراف ترى أن الخطوة تمثل ضربة موجعة للمطالب الدولية من اليمن بعمل المزيد لكبح جماح الإرهاب، وتقول إن زعماء عشائريين يمنيين قد صرحوا لمراسلها في اليمن ريتشارد سبنسر بأنهم لن يسلموا أبناء عشائرهم.  
سبنسر ينقل عن أحد شيوخ العشائر أنه التقى أنور العولقي.  
يقول سبنسر إنه تكلم عبر الهاتف مع الشيخ عبد الله الجميلي، وهو شيخ عشيرة من منطقة الجوف التي تشهد توترا أمنيا ويمنع على الأجانب السفر إليها، وإن الجميلي قال له إنه التقى العولقي 'في الأيام القليلة الماضية'.
بيان العوالق
الجميلي رفض إعطاء المزيد من التفاصيل عبر الهاتف، ولكنه أكد وجود اتصالات مستمرة مع القاعدة لحل الخلافات المحلية.
وكانت الحكومة اليمنية قد قالت إن عشيرة العولقي وعدت بتسليمه ورفاقه، إلا أن شيخ العوالق وهو أبو بكر العولقي أصدر بيانا قال فيه إن قبيلته تقف ضد الإرهاب ولكن مسألة القبض على أنور العولقي هي مسؤولية الحكومة وأمرها يعود إليها وحدها. ورفض الخوض في مسألة مكان اختباء العولقي، رغم أن تقارير أشارت إلى رؤيته باستمرار في المناطق التي توجد فيها مضارب العوالق.  
وتقول تلغراف إن الشيخ أحمد الشريف، شيخ بني ظبيان لم يستغرب هذا الأمر واعتبره تحصيل حاصل، وعلق بالقول: 'بالطبع هناك قبائل تحمي مقاتلين من القاعدة، ولكن حتى لو كان العولقي موجودا عند قبيلته، فهي قبيلة كبيرة وهناك ما يزيد عن 100 فرد يحمونه'.
تقصير حكومي
وفيما يتعلق بعلاقة العشائر مع الحكومة، فالحكومة في نظر العشائر مقصرة في الاهتمام بمناطقهم التي تشكو إهمالا وتأخرا كبيرين، ويوجهون اللوم إلى حكومة الرئيس علي عبد الله صالح بأنها لم تعمل ما يكفي لتطوير مناطقهم الفقيرة مما أدى إلى تحولها إلى أرضية خصبة لإنتاج معارضين ساخطين.
قال الشريف 'لا يوجد هناك محادثات مع الحكومة. لا شيء من هذا القبيل. إن ما تفعله القاعدة أمر سيئ وهو ضد الإسلام، وإذا كان لدينا فرد ينتمي للقاعدة فلن نقبله، ولكن في الوقت نفسه لن نسلمه إلى الحكومة'.
أحد المسؤولين الغربيين -لم تكشف الصحيفة عن هويته- حذر من أن أي هجوم ناجح للقاعدة على الولايات المتحدة سوف ينتج عنه تحرك آني.
وقال هذا المسؤول: 'ماذا يحدث لو أن شيئا ما نجح في المرور إلى أميركا؟ سيتم التحرك. سوف يكون هناك ضغط لتحرك حاسم وليس تقديم إستراتيجيات للعشرين سنة القادمة'. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد وعد بالتحرك ضد نشاط القاعدة، والغرب يعتمد عليه في ذلك مقابل المساعدات التي يتلقاها اليمن.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد